أديني النجيضة ... أنا فات فيني الفوات ... وانت خلاص بقيت علي البلنتيات !!

قالت والخوف في عينيها : تصوري يا حاجة سهير .. عصام ده من سنة 90 كل مرة يأخر عرسنا مرة خليني اكون نفسي وانت عارفة الحالة اتغيرت من العساكر ديل استلموا البلد وقتلوا مجدي وجرجس واركانجلو بسبب الدولارات اهي اختفت وطارت السما كدي خلي الدولار ده ينقص شوية انتي ما عارفة ناس الانقاذ قالوا لو ماهم جوا كان حصل 20 جنيه "ملحوظة" عشرين جنيه للاتولدوا بعد الانقلاب الانقاذي محسوبة بالقديم.

وجلست يا حاجة سهير انتظر وبعد مدة قلت ليه انت يا عصام ما تغترب الزمن داك اللوتري ما كان مشتهر زي هسع! قال لي خلاص وفكر عصام في الاغتراب ولكن ناس الخدمة الوطنية يا يمة ما ادوه فرصة ومنعوه من السفر بعد ما جاه العقد من صاحبه في قطر .. قلت ليه يا عصام كدي حاول شوف ليك عمل تجاري قال لي عمل تجاري مع الدولار الطالع ده كيف كدي انتظري شوية لغاية ما ينقبوا عن البترول وينزل شوية.

وحاتك البترول طلعوا وصدروا واتفاقية نيفاشا والحالة شوية اتيسرت استبشرت خيرا وقلت خلاص الجنيه حيرتفع والدولار حيقع الواطة وعصام يستثمر في احد دول الجوار او نستثمر داخليا ونجيب عمالة خارجية يكفلها عصام وفجأة اسمع ليك اغنية "اطرد الاحلام يا جميل واصحي" .. صحيت من النوم مذعورة لقيتهم بيذيعوا في نتائج استفتاء الجنوب والنتيجة كانت 6/1 اجي كورة هي كانت 99.70 لصالح الانفصال وانفصل الجنوب ببتروله وتبخرت احلامنا وشالها الهوا.

قال لي عصام يا حاجة لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة لا بد من صنعاء وان طال السفر وعصام من النوع المكجن الغربة ولا بطيقها قدر ما قلت لي يا عصام مافي حل الا الاغتراب يقول لي اغتراب شنو خلينا نعمل في صمت ومن الداخل بس خلي الدولار ينزل شوية.
ويوم ورا يوم حبيبي الدولار ماشي زايد والجنيه جاته انيميا حادة ولكن ما زال عصاما مستمسك بالمثل القائل " الصبر مفتاح الفرج" وما ضاقت الا لفرج قلت ليه يا عصام مع الانقاذ دي ما ضاقت الا لتضيق تاني .. وانا صابرة معاك صبرا طويل كام وعشرين سنة اديني النجيضة انا فات فيني الفوات وانت خلاص بقيت علي البلنتيات رجع تاني وقال لي:
بس الدولار ينزل شوية وطوالي نعمل عرسنا