لا مزيد

لا مزيد


11-09-2013, 09:35 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=450&msg=1383986158&rn=0


Post: #1
Title: لا مزيد
Author: أمين صديق
Date: 11-09-2013, 09:35 AM

إهداء:
معتذراً عن صمتي الحزين أهديك لأخواني، وبناتي، أولادي الشهداء، ولهن بلا حصرٍ.. ولا أسماء.. أهديك لهن.. وحسب

(مَنْ يُطالِبُني أن أُقَدِّمَ رأسَ أبي ثَمَناً
لتمرَّ القَوافلُ آمنةً
وتبيعَ بسوق دمشقَ
حريراً من الهندِ
أسلحةً من بُخَارىَ
وتبتاعَ من بيت جالا العبيدْ؟)

من يستطيعُ الاختباءَ من الحنينْ
من يستطيع الموتَ حيناً بعد حينْ
كرفيفِ أجنحةٍ تضيعُ بريبِ أُفْقٍ ماكِرٍ!
كرحيلِ أجملَ من أحَبَّكَ إثْرَ حادثةِ الظُنُونْ!!
ولَكَم يظَلُّ الحُبُّ مُختبئاً بصدرِ حبيبةٍ تَخْشَىَ صُدُودَك
أو "يُعَشْرِقُ" عَبْرة المُشْتاقِ
أَنَّكَ تَسْتَهينْ
ولَقَد يَرَىَ شَجَرٌ سَماهُ
مُثقلاً بالغَيمِ
والأقدارُ تأخُذُه بعيداً
أو يموتُ البَّرْقُ مختنقاً
بقلبِ سَحَابةٍ غَبْرَاءَ
أو تَلِجُ السنينُ - كما نُحِسُّ الآنَ - بين فِخاذِنا
وتَمُرُّ بين الخِصيتين
من يستطيعُ الصبرَ بين دقيقةٍ تهوي كنصلٍ قاتلٍ
وهنيهةٍ تجتاحُ قلبكَ مِثْلَ ساطورٍ لعينْ؟!
الأغبياء هم الذين يفتشون الآن بين خرائب التاريخ عن مجد قديم أو رحيق!
فالأشقياء هم الذين يجندلون الآن مسرى الروح في جسد التراب
الشمس والأزهار والحب
الأغاني والكلام العذب
والأطفال
حتى الأمهات
وبعض أقدسِ ما نحب
من الحياة
إلى الممات
يكاد يقتلنا
حنيناً
وارتياب
الحزن والأسرار
والقتل البذئ
ووطأة التعذيب
والفقراء
يحتشدون قهراً إثر موت
والبنات على مدى البلد الكئيب
يسقن أو يجلدن
أو يكبتن كالمرض الغريب
أحبكم
أم أرتجيكم
أمتي
السودان
يا بلد الغزاة
أقئ نفسي!
كيف سربلنا الخراب!!
أجئ منكم
لاجئاً من عري روحي
وانشطاري
يا حبيب الروح لا تقبل أباطيل اعتذاري
إن نفسي خائنة
والقلب
والأطراف
والأذنين
خائنةٌ
وعيناي اللتان لطالما أحيتك
أكبر خائنة
كيف استطعنا أن نكون كما أرادوا طيلة العمر
وضاجعنا الحياة كأي مومس تستريح من الهوى بالعهر
يوما
إثر
كذب
إثر
أمل
إثر
ذعر
إثر
خوف
إثر
صبر
إثر
دم
كيف استطعنا أن نعيش كما أرادوا؟!!
كيف عادوا
من وراء الردم
من زبر الحديد
النار
أرتالا من القِطْرِ؟!
يا قلب ذي القرنين
قلبي
أو لا
مزيد
يا سر نار الثأر
في روح المهلهل
هل مزيد؟
قل لليمامةِ
إن سر الحزن في طلب المزيد
(أبي ..
لا مزيد!
أريد أبي عند بوابة القصر
فوق حصان الحقيقة
منتصباً
من جديد)
أريد دماء البنات اللواتي خرجن ولم يعدن
ولم يحتشدن إزاء المرايا لعيد
دماء الولاد الذين أصاب الرصاص المقنع أحلامهم ذات غدر عتيد
حنان البنات اللواتي انكسرن من القهر
بين أيادي التحرش
والذعر
والاغتصاب
أريد سماء
لترنو إلى الشمس عيني
وحضنا يطمئن همي
كأمي
وكفا يشد خطاي لباب
وضحكا يحصن روحي من الشك
والجنجويد
أريدك في الجهر يا بلدي
أحبك
اقسم بالله إني أحبك
وأريد مزيداً من الحزن
كي أ شتهيك
وساحة حرب
وضرب
وقبلة حب
أريدك أن تكتفي من الصبر
إنك أجمل من قبحهم
أن تنتهي من الصمت
قلبك ليس بقبرهم
وأريدك أن تزدهي كما الدم
ورداً
ليعلو النشيد
ويعلو
ويعلو
يعلو النشيد


الخرطوم 5 نوفمبر 2013
الأبيات بين الأقواس من ديوان (البكاء بين يدي زرقاء اليمامة) للشاعر الفذ أمل دنقل