قميص زبيدة وزيادة الأجور !

قميص زبيدة وزيادة الأجور !


11-04-2013, 01:22 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=450&msg=1383567725&rn=0


Post: #1
Title: قميص زبيدة وزيادة الأجور !
Author: shazaly gafar
Date: 11-04-2013, 01:22 PM

قميص زبيدة وزيادة الأجور !
شاذلي جعفر شقَّاق
[email protected]

ابنتي الصغيرة التي يحلو لشقيقتها وصفها بـ (ريتة العفريتة) كانت قد زجَّتْ في فمي قطعة حلوى صغيرة أخرَجتْها من فمها ، كنوعٍ من أنواع الكرَم الحاتميِّ الذي أكبرْتُه فيها .. ولكن سُرعان ما غيَّرتْ رأيها عندما رأتْني أمضغ الحلوى بلتذُّذٍ وأنا (أتمطَّق) إذ تملَّكتْها رغبةٌ جارفةٌ في استرداد حلوتها فوراً ..فأخذتْ تُدخل أصابعها الضغيرة داخل مغارة فمي الخاوية على عروشها بحثاً عن ذلك النوال الذي نكصتْ عنه ! ولمَّا لم تجدْ له من أثر ؛ راحتْ تلطمني بكفَّيْها وتخربشني بأظافرها ..لا تزال تصرخ وأنا استرضيها بالذي هو خيرٌ ولكن دون جدوى !
تذكَّرتُ عندها ما رواه الجاحظ في كتابه البخلاء : (سكِرَ زبيدة ليلةً فكسا صديقاً له قميصاً، فلمّا صار القميص على النّديم خاف البدواتِ وعلم أنّ ذلك من هفوات السُّكْر. فمضى من ساعته إلى منزله، فجعله بَرنكاناً لامرأته. فلمّا أصبح سأل عن القميص وتفقّده. فقيل له: إنّك قد كسوته فلاناً.. فبعث إليه، ثمّ أقبل عليه، فقال:
- أما علمتَ أنّ هبة السّكران وشراءه وبيعَه وصدقتَه وطلاقَه لا يجوز؟ وبعدُ، فإنّي أكره ألاّ يكون لي حمدٌ، وأن يوجِّه النّاس هذا منّي على السّكر، فرُدّه عليّ حتى أهبه لك صاحياً عن طيب نفس، فإنّي أكره أن يذهب شيء من مالي باطلاً .. فلمّا رآه صمّم أقبل عليه فقال: يا هناه، إنّ النّاس يمزحون ويلعبون ولا يؤاخذون بشيء من ذلك، فرُدّ القميص، عافاك الله !
قال له الرّجل:
- إنّي والله قدخِفت هذا بعينه، فلم أضع جنْبي إلى الأرض حتى جيّبته لامرأتي. وقد زدت في الكُمّين وحذفت المقاديم. فإن أردت، بعد هذا كلّه، أن تأخذه ؛ فخذه
فقال : نعم، آخذه، لأنَّه يصلُح لامرأتي كما يصلح لامرأتك !
قال : فإنّه عند الصبّاغ
قال: فهاته
قال: ليس أنا أسلمته إليه !
فلمّا علم أنّه قد وقع ، قال:
- بأبي وأمّي رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم- حيث قال : (جُمع الشرُّ كلُّه في بيتٍ وأُغلق عليه فكان مِفتاحُه السُّكْر ).
ما يُستفاد من هذه الحكاية البخيلة – في هذا المقام – ليس درساً بليغاً قصيرَ الكُمِّ مثل البلوزة الموسومة في زماننا هذا بـ (ادّيني حُقنة) ..إنما عباءة سوداء حالكة الدسم ، فضفاضة لا تكشف ولا تشف ، تثير فيك كوامن ضحكةٍ مجلْجلةٍ من سلالة شرِّ البليَّة ! ثم لا تلبث تكتشف لديك مواطن القهقهات الشاهقة رغم أصابعها الداجنة في أغماد قُفَّازاتها الباردة حتى إذا ما مددتَ نحوها يدكَ سوداء بسوءٍ لتتشاطرا صفقةً بكفَّيْكما ؛ أعرضتْ ورمقتكَ بثُقبين صارمين من وراء بُرقُع لا مُبالاتها وهي تقول : ( معليش .. معليش ..تعيش وتاخُد غيرها ) ! فأمَّا الثُقب الأوَّل يمثِّل النكوص المُبكِّر وأمَّا الثاني فيعني انتزاع ضحكةٍ من خدر أمِّها في ضُحىً كالحٍ قمطرير !
وحتى لا ينقطع خيط الشاهد في تُرَّهاتي هذه ؛ أُحيلكَ – عزيزي القارئ – إلى صحافة الخميس الماضي التي طالعتنا بتهديد السيِّد وزير المالية باستقطاع ما أسماها السلفية (التي ظنناها اعتماداً لزيادة الأجور ) تلك التي منحتْ للعاملين في اكتوبر قبل عيد الفداء حال رفض البرلمان تمرير زيادة الأجور ، وقال إنَّ زيادة الأجور تطلب قانون الإعتماد المالي ، وإذا لم يمرِّر القانون ستستقطع السلفيَّة من العاملين ! يعني بالعربي كده الزيادة التي طرأت على أجور العاملين بالدولة حسب توجيهات السيد رئيس الجمهورية برغم أنها لا تسمن ولا تغني من جوع ، قد راحتْ أو كادتْ (شمار في مرَقة) أي أنَّ السيِّد الوزير سيأخذ بشماله ما أعطى بيمينه ليعود الاجر – كما كان – خاسئاً وهو حسير ، مُتأبِّطاً أحد خُفَّيْ حنين ، مردِّداً تغريدة خيبته البائسة : (كأننا يا عمرو لا رُحنا ولا جئنا )!
حسناً إذا سلَّمنا – حسب منظور الوزير – بضرورة عبور زيادة الأجور على الصراط المُستقيم البرلماني ؛ فهل يعني هذا عدم قانونية الإجراءات الاقتصادية التي أقرَّتها الدولة مؤخَّراً ، بسبب عدم تمريرها عبر البرلمان ؟! أحرامٌ على بلابله الدوحَ وحرامٌ على (رفع الدعم) من كلِّ جنسِ ؟! ما هذا الكيل بمكيالين ؟أحشفاً وسوء كيل ، فما لكم – يا أولي الأمر منَّا كيف تحكمون ؟
هذه الزيادة أو قُل (غمتة المُزيِّن) التي تستكثرونها على العامل لدرجة انتزاعها منه ؛ قابلتْها زيادة أسعار جنونيَّة في السوق شملت كافة السلع الضرورَّة منها وغير الضرورية ، بل أشعلتْ الأسعار في شتَّى مناحي الحياة ، حتى بات المرؤ منَّا يحتاج لقائمة أسعار لقفزاتها الرأسية (في شكل البورصة ) على أبواب الدكاكين والكناتين والطبالي ! فالسيد وزير المالية نفسه أقرَّ وفي الجلسة ذاتها التي هدَّد فيها باستقطاع السلفيَّة أمام نوَّاب البرلمان ، أقرَّ بارتفاع معدَّل التضخُّم عن المعدَّل السابق بسبب الإجراءات الإقتصادية ، بل اعترف بتسبُّب حزمة الإصلاحات الإقتصادية (إسم الدَّلَع لزيادة معاناة المواطنين) في رفع الأسعار على المدى القصير ، أو كما قال !
فماذا يضيركم – سيِّدي الوزير – إذا تنازلتم عن قطعة الحلوى الصغيرة التي ذابت على لسان العامل المسكين ؟! وماذا يضيركم لو تخلَّيْتم غداة إهداءكم القميص لـ (محمد أحمد ) الذي آثر أن يستر به زوجته ، بدلاً من انتزاعه مِنه ليصلح لغيرها كما يصلح لها !!!!

الوفاق - الإثنين 4/11/2013

Post: #2
Title: Re: قميص زبيدة وزيادة الأجور !
Author: عبدالحفيظ ابوسن
Date: 11-04-2013, 01:44 PM
Parent: #1

سلام شاذلي
بل وافق شنا طبقه ,, اما رأيت إن إسمها منحة ,, وليست أجرا , فكيف يكون سداد عرق العامل تصدقا ,, فكأنه عهد الرق ! من يشتري عبدا يشتري جهده , فمعيشته خاضعه لكرم او بخل سيده
والعامل متي ما أقر بإسمها , فليقر بأن المنحة يمكن ان تنزع منه , وهو تحايل لا يخضع لدين ولروح اخلاقية ولا لضوابط العمل ,, فالأجر لا يكفي صاحبه وطالب بزيادته فتحايل عليه رب عمله وهو الحكومة
عجز المواطن عن توفير وجبة واحدة لأسرته بعد شق الانفس , ولم تستحي الحكومة ولم يرعها دين ولا اخلاق ان تنزع منه لقمته ثم ستنزع منه ملابسه وداره وقد حدث ,, فكم من شخص باع داره ليأكل او يتعالج
ماذا تمسك علينا هذه الحكومة من زلة , فتستغلنا ابشع من عهد الرق ,, انا اعرض نفسي للعمل مقابل سد رمقي ومعيشتي ,, فمن يشتريني
بئسا لهذه السلطة ,, وبؤسا للذين يتناقشون حول المفاهيم الانسانية الراقية والناس نحو الماء والطعام