الحجر الذي أباه البناؤون.

الحجر الذي أباه البناؤون.


10-28-2013, 11:34 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=450&msg=1382956472&rn=1


Post: #1
Title: الحجر الذي أباه البناؤون.
Author: مازن صلاح الأمير
Date: 10-28-2013, 11:34 AM
Parent: #0


في أمر التحالف الشبابي :


التحالفات السياسية العريضة أضحت سمة مميزة لأي تحرك جدي في
العوالم السياسية ، بحيث أن النجاح المصاحب للحراك الشعبي أصبح يتم في أفق
من التوافق التنظيمي بين كتل ذات تاريخ مختلف و أسلوب مغاير ، و هذا بالطبع
لا يعثر من فرضية النجاح في حالة كان التحالف مبني على التماثل السياسي و
التنظيمي بل أعتقد أنه من الأسهل ذلك ، لأنه ببساطة سيتم تجاوز كل تعقيدات
البنى الهيكلية للمؤسسات السياسية و الأهم الآخر وحدة الموقف ، ليترتب على
ذلك المصير المشترك . في السودان و تجاوزا لكل المطولات المسرودة عن
فشل المعارضة في الذهاب بتحالفها للأمام ، ظهرت و منذ فترة ليست بالقصيرة
حركات شبابية و مطلبية ، مستمرة الإرتفاع في مطلبيتها تلك حتى بلغت مقاما
عليا ، إسقاط النظام أعني ، و لأن مهمتها من القداسة رفعة و من الأهمية
مبلغا ، وجب علينا أن نعضد من ساعدها ، علها تقوى به و نقوى بها على
مصارعة النظام لنصرعه ، و فيما نرتأي أن بوحدتها و توسيع قاعدتها لتتعرض
و تتسع أمرا حسنا لها ، حيث تتوحد الموارد و يتسع النفوذ و التأثير ليسهل
لتحقيق المراد . الوحدة هي إندماج عدد من المؤسسات ، في منظمة واحدة ، بحيث
تتشابه القوى المُشكّلة للوحدة في الإطروحة السياسية على أقل تقدير ، و بذا
تصبح الوحدة أمرا لا نهائيا سقفا ، أي ما يجعله مغايرا عن التحالف أن التحالف
مؤقت الغرض و الفعل ، و في حقيقة الأمر قد يظهر سؤال عن لا نهائية الوحدة
أو التحالف غير المختوم بسقف زمني أو مرحلي ، أعتقد أن الإجابة تكمن في
الكلمة في ذاتها (تحالف) ، فهي ذات مدلول على التكتل ضد آخر ، الآخر في
حالة الحركات الشبابية في السودان هو النظام حاليا ، و قد تكون هي القوى غير
الديمقراطية مستقبلاً . وحدة القوى الشبابية في السودان ، شغلت بعض المهتمين
و حركت البعض بمجهودات سيزيفية لم تثمر للّحظة ، و قد لا أكون عليما بمعوقات
الوحدة ، هذا بالطبع إن سلمنا برغبة الجميع فيها ، و على بساطة الأسباب أو
تعقدها ، لا أظن أن هناك سببا يمنع حركات ليست ذات أجهزة معرفية معقدة فكريا
مثل الأحزاب أن تتوحد طالما كانت الأرضية السياسية الأساسية مشتركة بينها ، و
هذا ما يوجب تجاوزها ، للنفوذ لمؤدى الوحدة في ذاتها و الغرض الذي قامت لأجله .

تكمن إيجابية الوحدة بالنسبة للقوى الشبابية في أنّه و في ظروف سياسية بالغة التعقيد
مثل التي في السودان ، لن يستطيع عازف منفرد أن يطرب جمهوراً سئ التذوق ، فالوحدة
ما توفره للحركات أن القاعدة الإعلامية المشتركة لها و ذلك بالإستفادة من إمكانيات أي
حركة من الآلة الإعلامية التي تتملكها ، تجعل من نفوذ الرأي السياسي للحركات و مدى
وعميق تأثيرها كبير جدا ، و هذا بطبيعة الحال لا ينغلق على الأسافير فقط بل يتعداه
للإعلام المسموع و المرئي ، فنحن في مجتمع أكثر من 80% منه جاهل تقنيا ، و أيضا
سهولة و يسر الحركة في بلد يعاني من أزمة حقيقية في البنى التحتية و الضوائق المادية
، فهذه المميزات قد تصنع أمراً إيجابياً آخر هو أن طرائق العمل الجماهيري التقليدية لم
تعد مجدية ، فالتحالف قد يوسع من قاعدة المشاركة التي يمكن الإستفادة منها في إجتراح
آليات جديدة للعمل الثوري من الجدة بحيث يؤثر في قطاعات واسعة من الشعب السوداني
، و هذا بطبيعة الحال لا ينفي من العمل السلمي أو التظاهر أفضليته لكن يحدد له منافذ
جديدة للحشد و التعبئة التي فشلت كل التنظيمات في الوصل لها سابقا . ميزة التحالف التنظيمية
الأخرى هو قدرته على الإنفتاح على قوى غير القوى المحددة بالقوى الشبابية أو الحركات هي
القوى الفئوية المطلبية مثل تحالفات المزارعين و العمال و المفصولين ، بحيث لو لاحظنا أن
الحركات الشبابية حقل فعلها السياسي ينحصر في نطاق الجامعات و تكتلات الخريجين ، و بإضافة
المجموعات الأخرى يصبح إنتقال العمل في الأحياء و المجموعات السكنية أيسر ، و في ما
أظن أن عدم التغلغل في الأحياء ليس من قبيل الترفع في الخطاب السياسي أو ما شابه بل
تكمن الإشكالية في الآلية الإعلامية للحركات المنحصرة كما قلنا سابقا في الأسافير .

التحالف الذي أدعو له لا يتجاوز بأي شكل من الأشكال الأحزاب ، بل يستصحب خبراتها
المتراكمة في العمل السياسي ، و هذه قطعا ليست دعوة للدخول معها في تحالفات أكبر ، بل
جعل الباب مفتوحا لقواها الشبابية و الطلابية الحية للمشاركة و التحالف معها فهي كما الحركات
تمتلك قاعدة إعلامية لا يستهان بها و مقدرة على التحرك الأفقي أيضا مناسبة ، و الغرض
من جعل هذه الأداة التنسيقية بين الحركات أو الجسم الشبابي و الأحزاب و تحالفها هو الخروج
بعدة آليات للعمل ، تساعد في خلق خيارات جديدة في حال فشل إحدى الخيارات المطروحة.

Post: #2
Title: Re: الحجر الذي أباه البناؤون.
Author: مازن صلاح الأمير
Date: 10-28-2013, 11:37 AM

المعارضة : من ترك الباب موارباً؟! :-

المعارضة المدنية في السودان أجلَتْ الأحداث الأخيرة شرخا كبيرا لديها لا ترتقه
بيانات الشجب و لا هتافات الإدانة ، هذا الشرخ إتسع مع كل فرد ينزل للشارع مناديا بسقوط
النظام ، المعارضة ذاهلة تماما عما يحدث و لا تدري من أين يبتدئ السباق ، و المحير في الأمر
أن هذه المعارضة نفسها و غالبية تنظيماتها في تحالف من 89 أي بعد إنقلاب الجبهة الإسلامية
، لكنها ظلت على الدوام ميتة فعليا و معزولة عن الشارع ، فما حدث في الأونة الأخيرة أحدث
إلتفاف شعبي حول مطلب سياسي واحد لم يحدث مثله منذ إنتفاضة أبريل المجيدة 85 ، حتى
في فترة حملها للسلاح و تهديها بدخول الخرطوم لتحريرها ، المضحك أنهم كانوا في تلك الآونة
يتباكون على خداع الجبهة الإسلامية لهم و نقضها لميثاق حماية الديمقراطية و يكيلون الشتائم
للترابيين الذي يتحالفون معهم حاليا مما يجعلني في حيرة مطبقة من أمري ، هل كفر الترابي أم
تأخونت المعارضة ؟ ، و إن كان السؤال يبدو من قبيل اللغة الصحافية المكرورة لكن للأسف
لديه إجابة ، فقد تآلفت كل الظروف الإعلامية و السياسية لجعل إسلامي المعارضة يطفون
على سطح المشهد ، و في الحقيقة أن ضعف القوى السياسية الأخرى أيضا يعد عاملا حاسما
في تسلق هؤلاء على مناكبهم ، و أيضا اللغة السياسية السائدة ، فإنقلاب الجبهة الإسلامية من
مساوئه العديدة أن شاه الخطاب السياسي العام و طريقة التعامل مع الشأن السياسي بشكل لا
يمكن أن يجد من يوافقه إلا الإسلاميين أنفسهم ، و يكمن خطر هذه المسألة في أنه مع الإتاحة
السياسية لهم في الصعيدين المعارض و النظامي سيعزز من فرضية حدة وجودهم بعد
التغيير ، إذا لماذا المعارضة تفسد إستراتيجيتها و تعويلها على الديمقراطية ثمنا لتكتيكات مرحلة
إسقاط النظام ؟ ، و هل إسقاط النظام يستوجب فرضا وجود تيار الإسلاميين تحت سقف المعارضة
المدنية ؟ ، المعارضة لا زالت تتعامل مع الأمر بصرامة عقلية مسطحة ، تقلل من حدتها تجاه
جوهر قضية الديمقراطية و أيلولة الصراع للتحول الديمقراطي عبر التغيير المنشود ، و الآخر
أيضا لماذا المعارضة أصبحت حاضنة لتيارات الإسلام السياسي المسئول المباشر عن
إنقلاب 89 ، هل هو من قبيل الإجابة عما إذا كان الإسلاميين جاديين في معارضتهم للنظام أم
هي محض مسرحية كبيرة ، في إعتقادي أن تيار الإسلام السياسي إن كان يريد إثبات معارضته
فالأجدى إثبات ذلك لنفسه لتنعكس على وضعه التنظيمي ، كيف يقبل تنظيم يطرح نفسه معارضا
تصريحات قادته عن أن باب العودة و الإندماج مع سقف واحد مع النظاميين أمر متوقع و
مطروح ، و الأنكى صمته العاهر على الهجرات المتكررة لعضويته التي تدعي خروجها و
معارضتها للنظام و التي لم تلبث ليلة و ضحاها حتى عادت لطبق النهب ، هذا بطبيعة الحال
يفضح و بجلاء عدم وجود تربية ديمقراطية في هذه التنظيمات أو بالأحرى عدم جديتها تجاه
الديمقراطية ، و إن كان ما توصلت إليه حقاً ، هل هذا ما لأجله قاتلنا سنيناً و إقتتلنا ؟.

و على صعيد مشابه إن كانت المعارضة غير مستوفية لإستحقاق المعارضة للنظام
فإنها كخطوة أولى يجب عليها تحليل السلطة الحاكمة و معرفة مواضع قوتها لإستيضاح
مكامن ضعفها ، فنحن إزاء سلطة ديكتاتورية و أصولية في نفس الوقت ، فأنت إن
أردت محاربتها ، يجب عليك نزع الشرعية الجماهيرية التاريخية منه ، و لكي تعري
النظام يجب عليك أن تقف مواجها له ، أي أن تمايز صفك منه ، و للأمانة مع أن الظروف
المعيشية هي محرك أساسي للعمل ضد النظام ، لكن لا أظن أن ثورة بالمعنى الكامل لثورة
لا تستصحب بمعيتها تنظيرات واقعية و عقلانية يمكن إعتبارها ثورة ، و فيما أقصد إن
أردت محاربة النظام عليك أن تؤمن إيمانا تاما بالديمقراطية و حقوق الإنسان و ضرورة
التبشير بهما ، و أن ترفض قيام أي فعل سياسي على أساس ديني أو طائفي أو جهوي ، و قد
تكون هذه النقطة موضع خلاف من البعض بإعتبار أن مكونات المعارضة التقليدية في
السودان تقوم على هذا الأساس ، و من يفكر مثل هذا التفكير أقول له حاسما أنت لا تريد
ثورة إن كنت بالمقابل تريد إستمرار الوضع في معسكري المعارضة و النظام ، الثورة
ليس بها خيارات وسطية أو توفيقية ، ما يجب حدوثه للنظام السقوط و للمعارضة
القومية ، و من ثم فإن كان البعض يعتقد أن وجود تيار للإسلام السياسي في المعارضة
قد يكون معوقا حسب الشروط الموضوعة ، فأنا شخصيا لست مقتنعا بمعارضتهم - كما بينت أعلاه -
، الموقف البراغماتي لا يصلح لأن يعتمد عليه في قيام ثورة تصلح الأوضاع المريرة في
البلاد ، و كي أكون أكثر موضوعية ، فإن الديمقراطية التي عنيتها أعلاه هي فلسفة الديمقراطية
و ليس أداتيتها الصندوقية ، والموقف المبدئي ينبني في الأساس على الحرية الفردية المطلقة
و حرية الإعلام و الصحافة و ما يوازيهما ، و في موضع كهذا يجوز لي التساؤل مثلا عن
موقف الإسلام السياسي جناح المعارضة عن قانون النظام العام ، بلا أدنى شك فإن قانون
النظام العام يشكل جوهر الحركة الإسلامية و النسخة الأكثر تعبيرا عن ضميره و آيدولوجيته
و إن أنكروه ، و ما تجربة قوانين سبتمبر و إستمرار فاعليتها بعد إسقاط نظام نميري إلا شاهدا
ينطق عن هذه الحالة ، و أي موقف تجاهه إن لم يكن واضحا و صارخا يعد تماهيا لا منقطعا
مع النظام القديم و بنية الوعي التي خلقها في العقل الفاعل في السودان .

Post: #3
Title: Re: الحجر الذي أباه البناؤون.
Author: مازن صلاح الأمير
Date: 10-28-2013, 11:39 AM

فقرة مكررة ، تم مسحها ..

Post: #4
Title: Re: الحجر الذي أباه البناؤون.
Author: مازن صلاح الأمير
Date: 10-28-2013, 11:51 AM
Parent: #3

في شأن النضال المسلح :-

في حقيقة الأمر فإن القوى الشبابية ستواجه معوقات و مواقف
صعبة كثيرة جداً قد تحد أو تحدد من أفق تحركها السياسي ، فمثلا
الموقف من النضال المسلح بالنسبة للقوى السلمية لا أظن أنه موضع
إتاحة كاملة و إلا لكانت إنخرطت فيه مباشرة ، ولكن لأن النقد أو
التصفيق للنضال المسلح في السودان لن يعد أمراً مؤثرا فالحركات
المسلحة ليست قيد التخلق لتأثر فيها بيانات شجب أو ترفعها هتافات
دعم ، الحركة المسلحة أقدم و أعرق من كل الحركات الشبابية ولها
تحركات ملموسة على أرض الواقع ، المعضلة تكمن لا في إفراط
الحركات الشبابية في سلميتها بل في طبيعة تحليلها للصراع في السودان
، الحركات المسلحة ليست نبتاً شيطانيا بل هي نتاج لوقوع مناطق
بأسرها تحت مدى مدفعية النظام و براميل طائراته و لديها كامل
الحق في الدفاع عن نفسها و من يمثلونها دفاعا كاملا يقضي حتى بتوجيه
بنادق مضادة لمن يقاتلونهم ، و هذه الحركات المسلحة يجمعها بالقوى
الشبابية تحالفان تكتيكي و إستراتيجي ، التكتيكي هو تكامل العمليتين
و أساليب النضال للعمل على إسقاط النظام و الإستراتيجي هو تصديهما
معا لمهمة بناء دولة أنهكتها الحروب و مزقتها النزاعات ، فالحركات
الشبابية عليها و للإيجابية أن تحفظ حق الحركات المسلحات في النضال
المسلح ، هذا غير أن هذه الحركات المسلحة بما توفره من إجهاد و إنهاك
لآلة النظام العسكرية يعتبر أمرا جيدا للجميع ، فحتى النضال السلمي و
التظاهر لن يسلم من رصاص النظام وهذا أمر حدث فعليا في هبة سبتمبر
المجيدة ، لكن حينما تشتعل الجبهتين العسكرية و الجماهيرية في وجه
النظام سيكون النظام مشتتاً بين أن يقمع الداخل السلمي و يصد العسكري
الزاحف و في كلتا الحالتين ستسهل تزامن و تنسيق الجهود لتقليل فترة
مقاومة النظام للسقوط لأقل فترة ممكنة .

و الأمر الآخر الذي ينطلي فعليا على الشارع و من التجربة التي إستقيناها
من يونيو/ يوليو 2012 و سبتمبر المنصرم ، إبان توقيت الهبة الشعبية
ضد الغلاء و سياسات النظام ، إفتقد الشارع جديا للطليعة أو المنسق أو
المنظم (سمها ما شئت) ، فقد كان الحراك عفويا و حتى عندما إتسعت
رقعته لم يكن بمقدور أحد توجيهه للإستفادة الكاملة منه ، وحدة الحركات
الشبابية و الطلابية يوفر بطبيعة الحال منظومة تمتلك الحد الأدنى من
التنظيم الهيكلي بما يساعد قطعا في صناعة تكتيك يتم إنفاذه بسلاسة غير
معهودة و هذا ككل يصب في مصلة إيجابية الحراك المستقبلي و يقلل من الهدر
الزمني و المجهودي . و بالعود إلى الحركات المسلحة من الجيد أن نتحدث
عن سبب وجودها و عن السبب الآخر الذي يدعو النظام للإستماتة في مجابهتها
و الحد من طموحها الثوري ، النظام و مع الأخذ بأنه نظام محاصر إقليميا
و مخنوق داخليا فمن الضروري بالنسبة له أن يستميت في الدفاع عن نفسه
و يعزز كل الآليات التي تضمن بقاءه على مستوى قياداته كأفراد ، ببناء تحالفات
كان سمة البعض منها إستراتيجي مع أنها تعوق تحركات النظام الأخرى ، فالتحالف
الذي شيدته الجبهة الإسلامية منذ أزمنة ( إيران في كل مكان ) و محاولات
تلقف شعارات تصدير الثورة الإسلامية للعالم ، أصبح يصب في مصلحة النظام
الحالي من حيث أن الآلة العسكرية للنظام التي تتقوى بها داخليا فقط هي إحدى
الأجهزة العتيدة للنظام ، الضامنة لمقاومته لبعض الوقت ، لكن النظام أغفل
تماما في غمرة إشعاله للجبهات الداخلية بالحروبات و الإستناد العسكري على
إيران الأهمية المحورية لدول الخليج التي هي رافض أساسي لكل التحركات
الإيرانية في المنطقة ، أغفل أهميتها في الإقتصاد السوداني و الدفع بعجلته ، و بطبيعة
الحال ليس موضع إستغراب هذا الأمر ، فالجبهة الإسلامية منذ صعودها على
دبابة فجر الثلاثين من يونيو كانت و لا تزال حكومة لنهب مقدرات الشعب
السوداني و الإستيلاء عليها ، و حتى مسألة الحروبات المستمرة و المكرورة
هي إنعكاس طبيعي في صفحة ماء الشعب السوداني لنمط تفكير الجبهة الإسلامية
الأحادي الديكتاتوري .


صيد الجثامين أم الصيد الثمين ؟:

ختما ً و بالتعريج على الحراك الذي حدث مؤخرا في السودان فقد كان من مظاهر
التظاهر المعقب للهبة أن إستمرت بعض المناطق في التظاهر بعد موات معظم
المدن و خمولها ، و كما هو معروف لديكم فإن ما حدى بهذه المناطق أن تلتهب في
وجه النظام أنها فقدت شهداء من نفس المناطق ، في حقيقة الأمر ما أصابني بموجة
عاتية من الإحباط هو أننا أصبحنا نتعامل مع مسألة شهدائنا بطريقة (عشائرية) ،
فلماذا لم تتحرك المنطقة الفلانية و تعتصم لأجل من مات بعيدا عنها ، و لماذا صمتت
الخرطوم و أزيز الأنتونوف يشق صمت الجبال القصية ، هل أصبحنا كقصة النار
في عقر دارك يا جحا ؟!! ، و عموما فإن الدرس المستفاد أن دعاوي العنصريين
قد تضعضت مع أول إختبار جدي للنظام الإسلاموي داخل الخرطوم ، فرصاصه
لا يعرف من أين أتيت بل يعرف أن يفنيك فقط إن أنت صرحت بعداوة النظام و ناديت بسقوطه
.. و سيسقط..

Post: #5
Title: Re: الحجر الذي أباه البناؤون.
Author: مازن صلاح الأمير
Date: 10-30-2013, 11:07 AM
Parent: #4

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=382554