شباب الفيسبووك.. النقابات البديلة!

شباب الفيسبووك.. النقابات البديلة!


10-09-2013, 05:07 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=450&msg=1381291677&rn=0


Post: #1
Title: شباب الفيسبووك.. النقابات البديلة!
Author: معاوية عبيد الصائم
Date: 10-09-2013, 05:07 AM

عبد الناصر الحاج

Post: #2
Title: Re: شباب الفيسبووك.. النقابات البديلة!
Author: معاوية عبيد الصائم
Date: 10-09-2013, 05:09 AM
Parent: #1




قطعاً السودان ليست هو جزيرة معزولة عن بقية العالم، وكل ما يجري في محيطه الإقليمي وكل الذي تأسس بفضل العولمة وثورة التكنولوجيا في علوم الاتصالات، تضع الآن بصماتها بوضوح على ملامح وصفات الأجيال الحالية وجيل المستقبل في السودان.
ومثلما كانت مواقع التواصل الاجتماعي هي اللاعب الأساسي والقوى الفاعلة في دفع كثير من الشعوب العربية نحو التغيير وتفجير الثورات، لا يمكن الآن إستثناء السودان من قوة تأثير هذه المواقع التي تزايد روادها وزائريها والمداومون على التواصل الاجتماعي فيها من قبل الشباب السوداني في كل المدن والأرياف.
وتأثير خاصية هذا التواصل المفتوح دخل منعطفاً حقيقياً وملموساً بعد بروز حركة الاحتجاجات الشعبية الأخيرة ضد نظام المؤتمر الوطني الحاكم وسياساته للدرجة التي علت أصوات السودانيين في الداخل والخارج وجاهرت صراحةً بالمطالبة برحيل النظام الحاكم.
وكان هذا الجيل الجديد من الشباب السوداني- شباب الفيسبووك- هو الأكثر جرأة والأكثر عنفاً في معارضة النظام، بل هو الروح التي تستمد منها الجماهير آداب الإحتجاج ومغذى الهتاف ورسالته، ولم يتوقف دور الشباب عند هذه النقطة، بل تعداها إلى المساهمة الحقيقية في تخليق الظروف الحقيقية لمواصلة الثورة عبر تمليك المعلومة والأخبار ودفع الناس للتعاطي مع الإعلام الآخر غير الإعلام الحكومي الذي أصبح الآن فاشلاً وعاجزاً عن تغيير إنطباعات الجماهير أو مفاهيمها.
وحكومة حزب الجبهة الإسلامية ومنذ إستيلائها على السلطة عن طريق الإنقلاب العسكري، ظلت تثابر على إغلاق كل قنوات الحركة الجماهيرية التي تقود إلى ثورة ضد نظامها. أضعفت الأحزاب السياسية وقامت بتخريبها منعوياً ومادياً وتنظيمياً، ثم أفرغت النقابات من محتواها وأحالتها إلى أذرع موالية للنظام، وأفشلت نظام الإدارات الأهلية واستبدلتها برموز انتهازية منتفعة لا ترى غير مصالحها الشخصية.
لكنها لم تكن تتوقع أو تظن بأن قانون الحراك الجماهيري يصعب ترويضه أو تتدجينه. ولأن العولمة في حد ذاتها هي الوجه الجديد لثقافة التواصل الحضاري والمجتمعي بين كل شعوب العالم. ولأن الجيل الجديد في السودان بالتأكيد هو جيل غير مغرم بشعارات الإنقاذ ودعاويها ومبرراتها للديمومة في الحكم، بل هو جيل لا صلة له من قريب أو بعيد بالمعجم اللغوي الذي إعتاد الإنقاذيين على ترديده طيلة ربع قرن.
وفي غياب الأجسام النقابية الحقيقية وغياب المؤسسات السياسية الحزبية التي تنال ثقة الجماهير، كان لابد أن تتفتق نواة أخرى لعمل نقابي وحزبي غير تقليدي ومنظم وواضح الأهداف والرسالة وفوري التنفيذ وغير متردد- وهو تجمعات شباب الفيسبووك.
واهم من يظن أن هذه التجمعات هي بغرض التسلية ومضيعة الزمن وإغراق عقول الشباب في بحور التفاهات والانصرافية. لكن كل التجارب أثبتت أن هذه التجمعات وانسياب حركة التواصل من دون معوقات أمنية أو رقابة، هي ما يدفع هذه الأجيال الجديدة لاستثمارها في إحداث أثر إيجابي لحركة المجتمع السوداني ولو من باب ثقافة الآكشن السينمائي لكسر الجمود الذي يلازم الحركة الجماهيرية السودانية طوال حكم المؤتمر الوطني.