السودان.. بوادر الثورة وفرصة التغيير

السودان.. بوادر الثورة وفرصة التغيير


10-02-2013, 10:46 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=450&msg=1380707187&rn=1


Post: #1
Title: السودان.. بوادر الثورة وفرصة التغيير
Author: ادريس خليفة علم الهدي
Date: 10-02-2013, 10:46 AM
Parent: #0

السودان.. بوادر الثورة وفرصة التغيير
2013-10-02 12:00 AM


ليست هذه المرة الأولى التي تتصاعد فيها الاحتجاجات الشعبية في السودان. ففي العام الماضي كانت هناك مظاهرات على الفساد وارتفاع التضخم وتخفيض سابق لدعم الوقود، لكنها لا تقارن بالاحتجاجات الأخيرة التي وقعت بسبب الإجراءات التقشفية التي انتهجتها الحكومة السودانية مؤخرا. فحكومة البشير قاومت دعوات إلغاء تخفيضات الدعم والتي رفعت أسعار البنزين ما يقرب من الضعف بين عشية وضحاها.
الأزمة الاقتصادية السودانية متوقعة منذ انفصال الجنوب، والذي حرم الخرطوم من إنتاج 75% من النفط، لكن أزمة السودان لا تقتصر على إنتاج النفط والإشكالات السياسية الأخرى المتعلقة بالانفصال بين الجنوب والشمال، وأزمة دارفور، والمذكرات الصادرة من المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس السوداني، الأزمة أعمق من ذلك، فهي تتعلق باستراتيجية السياسة الداخلية في بلد بحجم وإمكانات السودان، فالمساحات الشاسعة والموارد البشرية والنيلان الأبيض والأزرق بالإضافة إلى الثروة المعدنية؛ كل هذه الإمكانات البشرية والمادية لم يتم استغلالها للنهوض بمستوى التنمية في السودان.
هذه الاحتجاجات التي تعصف بالسودان تعود أسبابها إلى الأزمات الاقتصادية التي تمر بها البلاد، ولأن السودان، وكأي بلد عربي آخر، قد عايش تحولات الربيع العربي، إلا أن حكومة البشير لم تستفد في واقع الأمر مما حدث في بلدان أخرى قريبة وبعيدة، ومع أن مجموعة من أعضاء حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير حثت الرئيس يوم السبت على إلغاء الإجراءات التقشفية، إلا أن هذه المطالبات تم رفضها.
الفقر والبطالة وضعف برامج التنمية، الناتجة عن الفساد وسوء توزيع الثروة، وعدم وجود استراتيجيات للنهوض بالاقتصاد، كانت أهم العوامل التي دفعت بالشعوب العربية إلى الثورات ضد الأنظمة في بلدانها، وكان يتحتم على النظام السوداني ألا يرى نفسه بعيدا عن كل المتغيرات في محيطه الإقليمي، وأن يسارع بوتيرة الإصلاح في هذا البلد الكبير، لكن هذا النظام قد لا يختلف في طريقة تفكيره عن تلك الأنظمة التي دهمها الربيع على حين غرة، بل إن النظام السوداني يتحمل أضعاف ما تحملته الأنظمة العربية الأخرى بحق شعوبها، لأن طوفان الربيع استثناه في بادىء الأمر، ثم خرجت الجماهير العام الماضي في إشارة واضحة للنظام إلى ضرورة التغيير، وها هي الآن تخرج بأعداد مضاعفة، وإذا نجحت السلطات حتى اللحظة في اعتقال 700 شخص بتهم مختلفة فقد لا تستطيع في قادم الأيام أن تسيطر على الأمور. في رأينا أنه لا تزال أمام النظام السوداني فرصة للتغيير الحقيقي، لكننا لا نجزم أن النظام قد يحسن استغلالها.



http://www.alwatan.com.sa/Editors_Note/Default.aspx