.. عن إمكانية إجـــراء تحقيقات عادلـــة في أحداث التظاهرات بالمدن السودانيـــة ....

تتحدث الحكومة السودانية عن أحداث التظاهرات العارمة بالمدن السودانية على أنها أعمال تخريب مقصودة مقرونة بجهات لم تسمها وأحياناً تشير إليها بجهات متآمرة على البلاد ونهضتها وعمرانها وإنسانها المترف السعيد.

وترد كذلك على لسان مسئوليها ومن منصات إعلامها عن حتمية إجراء محاكمات فورية بدأت تسرب للإعلام بعضاً من معلومات تقول أنها حصلت عليها ومتهمين تقول أنها قبضت عليهم في هذا السياق,

إذن فالحكومة السودانية تنظر للأحداث فقط من جهة أنها أحداث تخريب وينفي مسؤولوها وعلى رأسهم وزيرا الداخلية والعدل تكون السلطات قد استهدفت تفريق التظاهرات بأي نوع من أنواع العنف ناهيك عن استخدام الرصاص الحي في أحداث نشرت عنها الألاف من الصور والمئات من أشرطة الفيديو المصورة من الكاميرات والهواتف الجوالة وعلى الإنترنت والقنوات الفضائية في هذا الزمن من الدهر الذي لم تعد تخفي فيه خافية ...

أحمد الشايقي

وللأمانة فقد برزت في ثنايا خطاب الحكومة محاولات إعطاء وعود بإمكانية إجراء تحقيقات حول الجهات التي سمتها الحكومة بأنها ... جهات مجهـولة .. أطلقت الرصاص وأردت العشرات من الشبان المحتجين في التظاهرات وفي ظاهرة متسقة في عدد من المدن السودانية ابتدأت بمدينة ود مدني وتعددت وتنوعت في مدن العاصمة المثلثة وحصدت البنات والشباب مروراً بالأطفال من طلاب المدارس وانتظمت المدن أيضا بيوت عزاء لا يكاد يخلو منها حي من أحياء العاصمة المكلومة,

هنا يبرز السؤال الذي نتمنى أن يشاركنا في اجابته الإخوة من كوادر ومساندي حزب الإخوان المسلمين الحاكم بالسودان حول إمكانية إجراء تحقيقات عادلة ومقنعة حول هذه الأحداث وإمكانية تقديم الفاعلين لمحاكمات عادلة, وهو ما تطرحه الأسر السودانية التي فقدت أعز ما تملك من شباب أعدته للمستقبل وللبلاد برصاصات تؤكد كل رواية من روايات أسر الشهداء وما تداولته الألسن على مجالس التأبين للشهداء حول كون الشسهداء قد سقطوا بالرصاص الحي وباستهداف متقن ومقصود بإصابات مباشرة على القلوب والرؤوس وبلا هوادة وبشهادة المئات إن لم يكن الألاف من المتظاهرين سقط الشهداء من بينهم

أحمد الشايقي