تقدم..زمانك هذا الزمان // شعر

تقدم..زمانك هذا الزمان // شعر


09-28-2013, 07:34 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=440&msg=1380350045&rn=4


Post: #1
Title: تقدم..زمانك هذا الزمان // شعر
Author: فضيلي جماع
Date: 09-28-2013, 07:34 AM
Parent: #0


تقدّمْ.. زمانُكَ هذا الزّمان ! *
==============
تقدّمْ..
فما عادَ خلفكَ غيْرُ الحطام
وبيتٌ يحاصِرُهُ الجوعُ..
والخوفُ..
والهمْ !
تقدّمْ..
ولوّحْ بزندك
وارفعْ جبينَكَ
هذا الزمانُ زمانُك
فانقُلَ خطاك
لينهدّ تحْتَ خطاك الجدارْ
واسمِعْ هديرَكَ من سرقوا
منْكَ شمسَ النهارْ !
تعلّم من الموتِ
أنّ الحياةَ النبيلةَ
صِنْوُ الشجاعةِ والكبرياءِ
وأنّ السكوتَ..
بوجْهِ المذلّة عارْ !
تقدّمْ..
ولوّحْ بزندِك
وازحفْ ..
فكلّ الشوارعِ
كلّ المزارعِ ..
كلُّ الميادينِ طوْعك
يا ملكاً عرشُه الكبرياءُ
زمانك هذا الزمان
مكانك هذا المكانْ !
تقدم ..
تعود الضباع لأوكارها
ولوِّح بزندك واهتفْ
ليسكت صوت الرصاص الج بان !

فضيلي جماع
* تنويه: أعتذر للقراء والقارئات ممن طالعوا هذه القصيدة في بوست آخر بهذا الموقع. أعيد نشرها هنا لأن صبية الجهاد الإليكتروني فيما يبدو قاموا بتهكير موقعي وتشويه جسد القصيدة بإضافة مواد وملصقات لا علاقة لها بالمادة المنشورة. أعتذر لمن تداخلوا ولم أستطع التعقيب عليهم بسبب التشويه الذي ذكرت.

Post: #2
Title: Re: تقدم..زمانك هذا الزمان // شعر
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-28-2013, 08:02 AM
Parent: #1

تأخذ من قصيدة
(لا تصالح)
لأمل دنقل
روحها
وتهبنا شعراً يخصنا
وهكذا يجب

شكراً لك أيها الجميل
ولا عليك بالتتار


محبتي

Post: #3
Title: Re: تقدم..زمانك هذا الزمان // شعر
Author: فضيلي جماع
Date: 09-28-2013, 08:19 AM
Parent: #2


الأخ الأستاذ/ بلة محمد الفاضل
سلمت أيها الصديق. لقد فتحت شهيتي بإشارتك الذكية إلى قصيدة ذاك الصعيدي المتمرد أمل دنقل -(لا تصالح ) والتي لا أذكر أني طالعتها - أو ربما قرأتها مع ما قرأت له منذ أمد بعيد. ليت لي روح أمل دنقل الوثابة والرافضة والثائرة على الدوام. رحم الله أمل دنقل.
وأكرر شكري لك أيها الأديب.

Post: #4
Title: Re: تقدم..زمانك هذا الزمان // شعر
Author: فضيلي جماع
Date: 09-28-2013, 08:28 AM
Parent: #3

كتب الأستاذ/ كمال عباس هذه التزكية التي أخجلت تواضعي:

شكرا - أديبنا- الأستاذ فضيلي- المنحاز دوما- لنبض الشارع وعبق الشارع بهتا فه الدواي وبمبانه الحارق - حيث الرصاص الغادر يلعلع في فضاءات المدن ويخترق صدور الثوار- و حيث الأرواح قد تسامت صعودا الي برزخ خلودها الأبدي وتوالت أرتال الشهداء- في نشيد عنوانه العطاء وهدفه فداء الوطن والشعب و الكل يعلم أن "بحر " الجوع والحطام والذل خلفه والعدو أمامه وأنه لن يخسر- إن تقدم- سوي الأغلال والقيود... وإذا والحال هذا - ليس أمامنا سوي تأمل معاني هذه الصرخة الداوية والمحرضة:والتقدم والتقدم ...

تقدّمْ..
ولوّحْ بزندك
وارفعْ جبينَكَ
هذا الزمانُ زمانُك
فانقُلَ خطاك
لينهدّ تحْتَ خطاك الجدارْ
واسمِعْ هديرَكَ من سرقوا
منْكَ شمسَ النهارْ !
تعلّم من الموتِ
أنّ الحياةَ النبيلةَ
صِنْوُ الشجاعةِ والكبرياءِ
وأنّ السكوتَ..
بوجْهِ المذلّة عارْ !

شكرا لك أستاذ فضيلي جماع...
....

Post: #5
Title: Re: تقدم..زمانك هذا الزمان // شعر
Author: بله محمد الفاضل
Date: 09-28-2013, 08:52 AM

ها هي هنا إليك استعادةً وللمناسبة أيضا:

لا تصالح
أمل دنقل



(1 )
لا تصالحْ!
..ولو منحوك الذهب
أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!
(2)
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن -يا أمير- الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!
(3)
لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر..
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنتَ أخيك "اليمامة"
زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي..
فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن.. صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!
من أبٍ يتبسَّم في عرسها..
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
ويشدُّوا العمامة..
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
وهي تجلس فوق الرماد؟!
(4)
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة
لا تصالح،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
واستطبت- الترف
(5)
لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
-كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام
وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس..
واروِ أسلافَكَ الراقدين..
إلى أن تردَّ عليك العظام!
(6)
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي -لمن قصدوك- القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ -الآن- ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة!
(7)
لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
لم أكن غازيًا،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ!
فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضلعين..
واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!
وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ
(8)
لا تصالحُ..
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها
والطيور.. لأصواتها
والرمال.. لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالني: ليس ربًا..
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
(في شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!
(9)
لا تصالح
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ
والرجال التي ملأتها الشروخ
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ
لا تصالح
فليس سوى أن تريد
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد
وسواك.. المسوخ!
(10)
لا تصالحْ
لا تصالحْ


مناولة...

Post: #6
Title: Re: تقدم..زمانك هذا الزمان // شعر
Author: فضيلي جماع
Date: 09-28-2013, 09:55 AM
Parent: #5


شكرا أخي الأديب بلة محمد الفاضل على تفضلك بنشر رائعة الشاعر العظيم أمل دنقل - (لا تصالح). كنت ابحث منذ فترة عن كتاب ارملته/ الأديبة "الرويني" الموسوم (الصعيدي). كلنا تلاميذ شعراء غرسوا الثورة والتمرد في القصيدة العربية المعاصرة ومنهم أمل دنقل والفيتوري ومحمود درويش وآخرون.

Post: #7
Title: Re: تقدم..زمانك هذا الزمان // شعر
Author: فضيلي جماع
Date: 09-28-2013, 02:40 PM
Parent: #6

*

Post: #8
Title: Re: تقدم..زمانك هذا الزمان // شعر
Author: Yasir Elsharif
Date: 09-28-2013, 02:45 PM
Parent: #7

تسلم يا فضيلي..


ويسلم أبناء وبنات السودان ويسلم السودان، يا رب.

ونسأل الله أن يحسن خلاص السودان من هؤلاء القتلة الجبـناء.

Post: #9
Title: Re: تقدم..زمانك هذا الزمان // شعر
Author: فضيلي جماع
Date: 09-28-2013, 02:49 PM
Parent: #8


سلمت أخي ياسر الشريف.. وسلم ما تبقى من وطننا الكبير. والإنحناءة لشعبنا الذي قدم كوكبة من الشهداء هم أشرفنا جميعاً.
تقبلهم الله في أعلى عليين.