وزير الخارجيه السوداني يرفض وساطة أمريكا حول "أبيي"

أوردت إذاعة "مونت كارلو" الدوليه صباح اليوم في نشرتها الإخباريه الصباحيه فيما مفاده أن السيد "علي كرتي" وزير الخارجيه السودانيه يرفض الوساطه الأمريكيه حول "أبيي".

إن رفض الوساطه في هذا الأمر كان يمكن أن يكون دون الدفع بالغول الأمريكي لتبني المزيد من العداء والمزيد من القرارات التي من شأنها أن تزيد الحال سوءآ...ما الذي كان يضير السيد وزير الخارجيه في أن يتعامل بدبلوماسيه مع الأمر...كان عليه أن يقبل وساطة الأمريكان ثم يرفض مخرجات الوساطه.

التعامل بمبدأ الند للند مع الامريكان كلف المواطن السوداني الكثير ودفع بلابلاد الى هاويه سحيقه يحتاج الخروج منها لسنين عددآ.

الدبلوماسيه السودانيه في تعاملها مع امريكا أثبتت فشلآ كبيرآ وبينت إلى حد كبير أن من يقودونها يتعاملون برد الفعل المباشر دونما دراسه أو تمحيص.

التصريح أو الرفض الذي جاء على لسان وزير الخارجيه غير موفق ويمكن ان يلقي بظلال سالبه على مسألة "أبيي"...كان على الجانب السوداني ان يكسب الجانب الامريكي في صفه بقبوله لوساطته...الآن فإن التركيز الأمريكي سيكون مع الجانب الجنوبي وستحشد له امريكا كل الدعم الدولي وستعمل على رحيل "أبيي" إلى الضفه الأخرى من السودان.

فماذا سيفعل وزير الخارجيه عندئذ؟؟

الدبلوماسيه السودانيه نجحت في العديد من المحافل ولكنها فشلت وتواصل الفشل في كسب ود الغول الامريكي.

لماذا لا تحاول الحكومه السودانيه بناء تحالفات اخرى....الروس يمثلون حائط الصد والدفاع للنظام السوري المحتضر ونحن لازلنا نكسب ود الامريكان...إن توجهت الدبلوماسيه السودانيه نحو "روسي" و"الصين" وفرنسا" لتنازلت امريكا عن الكثير مطالبها ولتعاملت بدبلوماسيه مع الامر وحاولت كسب ود السودان...ولكننا في الدبلوماسيه السودانيه ينصب تركيزنا على امريكا وحدها.

البحث عن حليف استراتيجي من شأنه أن يعيد الأمور إلى مزيد من التهادن من الغول الامريكي.

تصريح غير مدروس كما يبدو...فيه قدر كبير من التعجل....الشئ الذي يدعو للتساؤل حول صدور القرارات وهل تخضع لدراسه حقيقيه وقياس ردود الأفعال المتوقعه.