!!... أمــيرة القــلب ... شيء من مستودع العشق ...!!

فتاة من مدينة الأبيض


إلى تلكم الرائعة التي أحزنها فراقي في يوم مشهود ..
إلى الغائبة في عمق المجهول ..

إليك مع التحية كل شوق عظيم ..
إليك مع التحية أحلى ما في الكون من مسرات ..
إليك مع التحية كل الود والحب ..
إليك مع التحية بحار متدفقة من جيوش أشواقي
التي أصبحت لا تعرف غيرك ..
إليك مع التحية كل ما هو جميل ..
إليك أنا ..
إليك أنا بروحي وجرحي ..
أهديك أجمل التحايا المعبرة عما أكنه لك وأضمره وأخفيه عن أعين العوازل ..
لك مني كل المني وكل الأمل … أمل إنسان هدّاه الشوق وأقعده البعاد ..
وهيجته سنون الغربة المضجرة الغبية ..
كنا ندرك ونحن في بدايات الطفولة أن شروق الشمس يكون شرقاً ..
بعد أن تكون الشياه قد حلبت وتم تجهيز الشاي وإلتف الجميع حول النار
في انتظار صبه الذي يكون دائما بعشوائية،
حيث يقدم للصغار في أغلب الأحيان حتى لا يبكون.
كما كنا نعرف أنها قد غربت في اتجاه الغرب ..
حينما يأمرنا أهلنا بالدخول للمنزل والتعوذ من الشيطان
ومن ثم العشاء المبكر
والخلود إلى النوم .


يتبع




الشغيل

ورسخت هذه المعلومة في أذهاننا ردحاً من الزمن
بغض النظر عن كونها نفسية أم فلسفية ..
المهم أن أهل الشرق يمتعون ناظريهم قبلنا بكل ما هو جميل .
وذلك قدرنا …
وكان الواحد منا و لجغرافيته المعهودة والمحدودة في ذلكم الزمان
لا يدرك بعضاً من أهم ما هو موجود في قطر متنامي الأطراف
ومتعدد الثقافات والأعراق..
هذا السودان الشاسع يحمل في أحشائه أبدع ما يكون..
أناس على سجيتهم..
يداعبون أحلامهم صباحاً ..
وكنا لا نعرف عن غربنا العجيب سوى شجرة التبلدي العريقة ..
وأن سحنة أهلهم شديدة السمرة
وأنهم من جنود الإمام المهدي الذين حرر بهم الأبيض
وهزم بهم هكس باشا في شيكان ..
وكان الناس – وبالذات أهلنا في الشمال –
يخشون من سفر أولادهم إلى الغرب لاعتقادهم أنهم لا يعودون ..
وكنا على علم بعدد كبير منهم لم يرجع ..
وكنا نستغرب أنهم لماذا لا يرجعون..
هل طاب لهم المقام أم أنهم غفلوا عن أهليهم..
ولم أكن أتصور أنني سوف أكون من ضمن تلكم الكوكبة التي تاهت في الغرب ..
ولكنه توهان من نوع آخر..
توهان به لذة الشوق وألم الفراق وكأسات الهوى ...
وكنا على هذه الحالة حتى كان الدرس العملي الأول …



يتبع




الشغيل

فتاة كردفانية رائعة روعة أهلنا الطيبين ..
متمردة على الحياة..
رائعة كنسمة خريفية قبيل المغيب ..
فتاة بحجم الكون..
وجدت فيها النصف المفقود مني ...
أفهمتني أن الذين يرتوون من عشق كردفان لا يبتعدون عنه ..
وعندها أحطت قوافل قلبي في دياركم العامرة ..
وأنخت بعير حبي عندكم …
أدركت أن الشمس تغيب عندكم بعد أن تكون قد أمدتكم بأسباب الحياة ..
ومن هنا نبع معين جمالكم الأخاذ ..
وحينها عرفت أنني سأغيب كثيراً في ترهات الأبيض
أغوص في أعماقها وأتجول في حواريها وأزقتها ،
وتأخذني قدماي لحارتكم لأرتوي من عشقها الدافق الزاهي ..
وأمني نفسي بكل ما هو جميل …




يتبع




الشغيل

أهلنا في كردفان رائعون …
وحبهم للحياة جعل بهم تفاؤل كبير …
ولهم شفافية بهية تضج بها جلسات أنسهم وسمرهم ..
من أين أتت هذه الفتاة ؟
أتت من رحم الغيب في لحظة صافية ..
أتت ومعها كل الدنيا…..
جاءت لكي تحل محلها الذي كتب لها منذ الأزل ..
أتتني بالجديد المفرح المبهر ..
أتت بأحلامها وآمالها..
حلم فتاة ربيعية العمر ندية العود مترعة بلوعة الصبا …
وتريانه بندى الشوق ورقة الإحساس …
تحمل بين ثنايا روحها ألفة وحب وود ..
أتت تحمل قلباً رقيقاً صافياً نقياً بين راحتي كفها
وقدمته لي على طبق من الكريستال
وأودعته عندي أمانة يصعب علي أن أحملها ….





الشغيل

عذراً أيتها الأميرة..

إن خيلي لم تسرج بعد.. ومصابيح الدجى لم تعد بجانبي....
وقيثارتي لم تعزف من طويل زمان..
لقد أيقظت كل الأزاهر والحكايا لتكون مقدم موكبي..
كل الصبايا سيلتففن حولك ..
كل الغواني سيتمايلن حولك..
سيكتب النثر.. وتسيل الحروف فرحى...
ويستريح المحارب..
بعد أن يختال زاهياً في رحاب صدرك الدافئ.. يلتقط من ثماره الناضجة ،
ويسمع خفقانه وآهاته... ويتمرغ في حدائق وجنتيك البهية..
وبلسم شفاك الناعمة..
يتلذذ..
ويستطيب..
سألتقيك لا محالة..
سيعزف النغم..
وأرتوي..




الشغيل

أميرتي..

أرجو أن يكون ذلك الفستان القرمزي موجوداً..
فكم أحبه..
أما البنفسجي فهو يشغل بالي..
و لك اختيار ما تشائين..

وما دونه... فإن تدركين ما أهوى..

لقد اشتريت لك عطراً جذاباً..
نوعه غريب.. واسمه أغرب
ولكنه لقلبي أقرب..
يفوح كل هنيهة.. يلسع سويداء قلبي
ويزيح أطنان وجدي
أدرك أنه ستحبينه

ولا تنس أن تتركي بعض أظافرك..
إنني أشعر بحكة على ظهري
وقمل أفكاري يرتع بدلال

لقد شذبت شاربي ولحيتي..