االملم للسلام والتنمية الفكرة - التحدي - الانجاز

لقمان احمد صحفي واعلامي سوداني يعمل في في اذاعة ال BBC في مكتب واشنطون ذهب في اجازة الي قريته الملم . وذهب الي المدرسة التي تعلم فيها الف باء تاء ساء وصدم عندما راي انها تحولت لي حطام وبدلا من يلعن الحكومة التي كانت السبب الاساسي فيما "خراب دارفور " وهي التي " تستحق اللعن واكثر" قرر ان يوقد شمعة في ظلام دارفور “الدامس “ وتحولت هذه الشمعة الي منظمة طوعية ناجحة اسمها " الملم للسلام والتنمية " .

لقمان حول الفكرة الي عمل انساني طوعي خدمي وحول المأساة الي انجاز لم يكتمل بعد ولكن في الطريق الي ان يكون مثالا حيا لاعادة اعمار دارفور ليس من الحكومة ولكن من بنيها الذي احسوا بان " الجمرة بتحرق الواطيها " وقال ان الجملة التي حولت الفكرة الي عمل وتحدي هو كلمة عمته عندما سألها عن اين المدرسة اين القربة قالت له راحت ولكن " ياولدي راجينكم تجوا تبنوها " هي الكلمة من العمة كان لها فعل السحر في تحريك الفكرة وتحويلها الي واقع معاش هذه الفكرة التي جند لها نفسه ليل نهار حيث جمع المال وبدأ في عمل حقيقي من اعادة اعمار الملم بمجهود فردي وجماعي يستحق عليه الشكر والدعم والمؤازرة .

تقع الملم في الوسط بين الفاشر ونيالا وهي ليست بعيدة عن صناعة التاريخ السوداني فهي مهد سلاطين الفور حيت عاش لردح من الزمان السلطان علي دينار فقد كان جده لامه من الملم رغم انه رحل منها وصنع التاريخ الذي نعرفه عنه والذي لا نعرفه الا انه عاد الي الملم ودفن فيها . لذلك عندما نتحدث عن الملم فنحن نتحدث ايضا عن تاريخ السودان و نتحدث عن واحدة من اعرق قبائل السودانية وهي قبيلة التي اشتق منها اسم الولاية التي اخذت شهرة عالمية والسبب " حكومتنا الميمونة " دارفور القبيلة التي جاء منها الاسم " دار---فور" . لقمان لا يعمر قرية فحسب ولكنه يحاول ايقاظ " التاريخ" وتعمير " الجغرافيا " .

قبل ان الفتنة الكبري التي حدثت في دارفور ومعروف للقاصي والداني من تسبب فيها والتي ادت الي دمار اكثر من اربعة الف قرية ذبح اكثر من مليوني سوداني في المنطقة كانت الملم مركز قروي تجاري لا يشق له غبار حيث تتجمع القبائل ويباع اكثر من 10 الف رأس من الماشية بمعني اخر كانت الملم سوق اقليمي تجاري خدمي وكانت كانت الملم همزة الوصل بين مدينتي الفاشر ونيالا في لحظة من لحظات الطيش والجنون قررت الحكومة وشاركتها الحركات المسلحة في القضاء علي كل هذا الترات التجاري والتاريخي والاجتماعي والقبلي.

القبائل الرئيسة التي عاشت في منطقة الملم هي الفور وبني منصور وهي قبائل عاشت مع بعضها البعض في ود وسلام . الكل يعرف ما قامت به " حكومتنا المجيدة " في ذرع الفتنة بين القبائل الدارفورية والكل يعرف ما قام به الجانجاويد في المنطقة حيث تحولت علاقة العمل والتعاون والتصاهر والعيش المشترك الي تناحر وحرب وقتال واصبح اصدقاء الامس اعداء اليوم . لذلك لم تكن القضية هي فقط اعادة بناء الملم ولكن القضية الاساسية اصبحت هي اعادة بناء النسيج الاجتماعي في المنطقة وهي ما قام به نفر عزيز من ابناء المنطقة وشاركت فيه الحكومة .

قبل ان يبدأ البناء مؤسسات الملم وهي التي تشمل المدارس السوق الاحياء كل هذه المؤسسات التي كانت تميز الملم دمرتها الحرب اللعينة التي قضت علي الاخضر واليابس . السوق الضخم الذي كان عبارة عن تجمع اقليمي تجاري ضخم يلتقيه فيه الاعيان وتباع فيه الاطيان تحول الي بنايات مكسرة مهجورة . المدارس التي خرجت العديد من الشخصيات التي صنعت تاريخ المنطقة وتاريخ السودان تحولت الي مكان تعشش فيه الطيور . دعي الي مؤتمر تصالحي جامع لمدة ثلاثة اسابيع حيت افضي الي مصالحة اهلية بين قبيلتي الفور وبني منصور شارك في هذه المداولات المحافظ اهم ما ميز هذه المصالحة انها جهد خالص بدون تدخل مباشر من الحكومة . وهذا دليل ان كثير من المبادرات السودانية السودانية من الممكن ان تنجح اذا ابعد منها الساسة والسياسيين . اعتقد ان اصعب مهمة يمكن تواجه سودان ما بعد الانقاد " السودان الجديد" هو العمل الجاد علي اعادة بناء النسيج الاجتماعي ليس بين السودان الشمالي فحسب والذي يحتاج الي الكثير ولكن بين السودان الشمالي والسودان الجنوبي - علي يقين تام ان السودان بزوال النظام الحالي سوف يعود الي عهده السابق .
.

عمل ضخم وانجاز يشكر عليه مذيعنا ويُشد من اذره

لكن سؤال انت صلاح ادريس الزول الواحد المرطب داك ولا توارد خواطر ساكت ؟

لو صلاح ادريس سيد الجلد والراس قول لانه عندي قضيتين مهمات داير اطرحهم ليك علي الهواء الطلق
اما لو كنت صلاح ساكت زينا كدا
فواصل في البوست عادي

بعد ان تم التصالح واعادة لحمة الود بين القبيلتين قبيلة الفور وقبيلة بني منصور تكونت مجموعة عمل لاعادة بناء المنطقة مجموعة العمل تكونت من خلال مجموعة السودان التي تتكون من مكتب
متابعة في الخرطوم " كرش الفيل " وهناك مكتب في نيالا لمتابعة البناء والتعمير في المنطقة بالاضافة الي مجموعة طيبة من اهل المنطقة يقدمون خدمات وهم من الشباب والنساء ولرجال .
ومنظمة السلام والتنمية مسجلة كمنظمة طوعية رسمية وفق قانون المنظمات الطوعية في السودان . وهي تحمل اسم Almalum for Peace and Development وهي ايضا منظمة مسجلة في امريكا كمنظمة طوعية Non-profit organization
بالاضافة الي متظوعين ومساهمين من ابناء المنطقة في المملكة العربية السعودية .
. " خارج النص" اما الاخ اساسي فاقول له " توارد خواطر "

وضعت منظمة الملم السلام والتنمية خطة لتطوير المنطقة من خلال ثلاثة مشاريع المشروع الاول هو اعادة بناء القري ومن اجل اعادة البناء كان لابد من التأهيل وضعت الخطة لتأهيل المهني والتدريبي لحوالي 200عامل التكلفة هي حوالي 19 الف دولار . المشروع الثاني وهو اعادة بناء السوق الذي يعمل علي تسويق 10اف رأس من الماشية ويساعد في اعادة النشاط التجاري يين الملم والقري المجاورة . التكلفة المبدئية لهذا المشروع وصلت الي 85 الف دولار . المشروع الثالث تأهيل صغار المزارعين من خلال الجمعيات الزراعية ويعمل هذا المشروع بصورة اساسية في مشروع اكبر يعاني منه كل اهل السودان وهو " محاربة الفقر " . التكلفة المبدئية للمشروع الاخير هي 96 الف دولار.

شكراً لك صلاح إدريس،
وشكراً لقمان أحمد،

جهد مبارك بإذن الله تعالى!
وعمل إيجابي بناء!

سلّمكم الله من شرور الهدّامين!

كانت الخطة التي وضعتها منظمة السلام والتنمية هي بناء القري وبناء السوق وتأهيل صغار المزارعين كما ذكرنا انفا ولكن عندما فكرت المنظمة في بدء التنفيذ ظهرت مشكلة ملحة وعاجلة وهي اعادة تعمير المركز الصحي وباالتالي ذهبت كل الموارد المتاحة الي بناء المركز الصحي وتم البناء وبدأ المركز في تقديم خدمات صحية رغم انها محدودة ولكنها ساهمت كثيرا في حل المشاكل الصحية التي تعاني منها المنطقة بصورة عامة. كان المركز الصحي اول خطوات الانجاز التي تحدثنا عنها . مازالت هناك بقية هي جزء من المركز وهي بناء بيوت الاطباء والعنابر وهي المرحلة القادمة باذن المولي .
الاخ صلاح فقيري لك كل الود والتحايا نحن في حاجة بركة المولي و نحن بالفعل في حاجة الي كل عمل ايجابي بناء .

بعد ان وضعت اللبنات الاساسية في المركز الصحي جاء الدور علي المدرسة حيث بدأت منظمة الملم في تشييد ستة فصول للمدرسة ومكتبين للمعلمين تلك المدرسة التي جعل منها الاستاذ لقمان محور تجربته الفريدة والمتميزة في اعادة التعمير لكل المنطقة . واشار لقمان في احدي مداخلاته وهو يتحدث عن المدرسة ان التركيز يكون علي الفصول الكبيرة وهي ثالثة ورابعة وخامسة وسادسة وهناك تجاهل غير مقصود سنة اولي وثانية مع انها الاساس الذي تقوم عليه بقية الفصول . وحينما جاء الحديث عن المدرسة ابدي عدد من ابناء الجالية السودانية في نيويورك حماسهم لدعم المدرسة ووصل الحماس الي تبني البعض انشاء فصل كامل علي النفقة الخاصة . وهذا دليل علي اهمية التعليم في دعم وتطوير المناطق التي تحتاج الي الدعم وهو ايضا دليل علي ا ن المتعلم يعود بالنفع ليس علي اسرته فحسب ولكن ريما كل المنطقة والاقليم التي يعيش فيها ولعل " الملم للسلام والتنمية " خير شاهد وخير دليل . وصدق من قال أن : العلم يرفع بيتا لا عما د له ------ والجهل يهدم بيت العز والشرف .

الملم للسلام والتنمية لم تفكر فقط في البناء المادي ولكن فكرت ايضا في بناء الانسان القروي البسيط ونقل تفكيره من العمل التجاري التقليدي الي عمل تجاري مؤسس . المثال الاول هو العم " اوسي" الذي اشتهر بتجارة " سوندوا" وهو اشهر انواع البرتقال في المنطقة . فكرت المنظمة في نقل العم اوسي من افتراش الارض لبيع البرتقال الي محل بسيط مؤسس ونظيف ومنظم يساعد في جلب المزيد من الرزق . النموذج الثاني هي امراة شابة تبيع الثياب ولها القدرة الشرائية الجيدة للحصول علي اخر صيحات الموضة في عالم الثياب السودانية . ولكنها تعاني من عدم وجود محل لتسويق هذه البضاعة الممتازة حيث لا تملك الا ان تفترش الارض – بمساعدة الملم من الممكن ان تتحول الي محل مؤسس ومعروض بصورة جيدة يجذب الزبان . باختصار الملم للسلام والتنمية لا تعمل فقط علي ارجاع السوق الي سابق عهده ولكن تسعي بالتعاون مع كل من يستطيع ان يمد يد العون الي وضع لمسات حضارية مشرقة حتي يستطيع منافسة ومواكبة العصر الحديث .

في المحاضرة التي القاها لنا الاخ الاستاذ لقمان عرض لنا روضة اطفال مبنية بالقش ومحاطة بالشوك وكانت في تقديري اهم صورة عرضت في " البروجكتر " لانها اوضحت بصورة قاطعة المحنة التي تجابه ابناءنا الصغار ليس في الملم فحسب ولكن في معظم القري في دارفور حيث لا تتوفر ابسط مقومات التعليم لهولاء الصغار . لذلك فان الملم مثلما هي تهتم بالكبار ومحاولة توفير البيئة الاجتماعية والتجارية السليمة والصحيحة تحاول بقدر الامكان وضع اساس متين للصغار ومعروف ان النقش في الحجر افضل من النقش في البحر . حيث تولي اهتما م خاص الصفوف الاولي التي ذكرت انها تعاني من تجاهل غير مقصود . بناء الفصل يكلف حوالي 6الف دولار وهي تكلفة متواضعة لو قورنت بتكلفة بناء فصل واحد في بعض المناطق داخل السودان " لا تحدثني عن رياض الخمس نجوم في ضواحي الخرطوم " . روضة القش والشوك من الممكن ان تتحول الي روضة طوب والفصول المتواضعة من الممكن ان تتحول الي مباني ثابتة بدعمكم المتواصل للملم للسلام والتنمية .

الأستاذ صلاح إدريس تحية طيبة.. نحن أهل الملم نشكر لك هذا المجهود المقدر في التعريف بمحنتنا وسبيلنا لتجاوز هذه المحنة..مشروع الملم هو مشروع طموح وفكرة خلاقة نبتت بإرادة وتصميم خالصين.ووجدت طريقها الي التنفيذ بمجهود أبناء المنطقة وعلي رأسهم أستاذ لقمان.. برغم المعوقات..
نشكر لك هذا الصنيع أستاذ إدريس..