ولايه الجزيره وادمان الفشل ....!

ولايه الجزيره وادمان الفشل ....!


08-25-2013, 02:00 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=440&msg=1377435631&rn=1


Post: #1
Title: ولايه الجزيره وادمان الفشل ....!
Author: سامى عبد المطلب
Date: 08-25-2013, 02:00 PM
Parent: #0

ناس الجزيرة .!!
كتب عزمى عبد الرازق
لست معنياً بالكتابة عن الأرض ، فالأرض كلها منفى ، تضيق على رحابتها وتتسع (المقابر) ، ولست معنياً أيضاً بمكاسب ولاة أمرنا هنالك ، ساسة ومدراء تنفيذين ، ورؤساء لجان شعبية ، فهى مكاسب تنتهي بإنتهاء مراسم الحشود المصنوعة ، ولا تصنع عجينة طاعمة للفقراء ، ولست معنياً بما يقال أكثر مما لا يقال
ولست معنياً برضاء (الزبير) من الولاة أو (يوسف) من المعتمدين فهؤلاء مجرد حالة عابرة أشبه بفقاعة الصابون ، ولو نجحوا في إفساد اللحظة الحاضرة وأحالوا الإبتسمات إلى دموع ، واشتروا بعض الأقلام الرخيصة فهذا لا يعني أنهم تمكنوا من كل الضمائر ، وقضوا على بذرة التفاؤل في عروقنا .
والسيل يجرف طريق القذافي بالشرق
وفي الخاطر ذلك العامل المسكين الذي انتهت حياته بشكل مأساوي ، كان يقوم بحفر (سايفون) في حاضرتنا تلك (المعيلق) وهو في واقع الأمر كان يحفر قبره ، مات من عجزهم على انتشاله ، مات وهو يؤدي عمله بإخلاص ، دفنوه في ذات (الحفرة) التي عمل عليها .. المدينة كلها كانت تبكي فشل المسؤولين في إنقاذه أكثر من بكاءهم على روحه العزيزة ، كانوا يحاولون تلقينه شهادة الموت من ظاهر الأرض ، ويحاول هو تذكيرهم بشهادته في الحياة.
السيارة تنهب الطريق نهباً ، طريق الموت ، ومعزوفة الريح لا تكف عن الصفير ، يشعل السائق جهاز التسجيل ، ينتفض صوت (عقد الجلاد) ، كل الجروح بتروح إلا التي في الروح ، ومجددا يتسلل خلسة إلى الدواخل ، مزيج من الشجن والخوف ، واقع الحال المأزوم دوما يتمثل في كل الخُطى ، (القدال) الشاعر الفصيح لا زال ينسج طواقي الخوف :
ما خايف المطر
يتحاشى الضهاري الراجية قولة خيرا
ولا خايف المطر
يمشي على الصحاري تلمو في بشكيرا
ولا خايف العشم
يتناسى العشامى ونيما ياكل نيرا
ولا خايف النفس
تتذكر نفسها وتنسى يوم حِدّيرا
خوفي على البلد
الطيب جناها وقمنا في خُديرا
شاحدك يا كريم
لا تحصل خراب لا أرجى يوم ودّيرا
كأن الرجل المعجون بهذا التراب ، المغسول بمياه الزرع غافلنا وسرق لساننا ، (ناس الجزيرة) ، من قضى على المشروع ستلاحقه اللعنات بالطبع ، سيطارده تعب وعرق ودعوات (الغبش) ، ثمة فرق بين من بكى ومن تباكى ومن سرق ما تبقى " بدر الله يابسلوكة ، سلوكة الجزيرة ، كل يوم فينا بتنتش ، سكك الحديد بي كم؟ بي كم بيت المفتش ؟
ليس بمقدور أحد التجاسر للإجابة ، ولا بمقدور أحد نزع الأكفان عن تلك الإستفهامات الموجعة ، فقد غمرت المياه كل القرى والمدن ، وحاصرت البيوت ، الأمطار سوت المنازل بالأرض ، تماماً كما الصحارى ، بالطبع لا يستطيع أحد أن يعيد بناء (مزيرة) مرة أخرى ، لأنها تكلفه ما ليس بمقدوره ، عليه أن يتكيف مع الواقع الجديد ، ينام في بركة من المياه ، بين ضفتي البعوض والذباب ، وأصوات الضفادع وهى تتكتم على أنفاس المكان ، عليه أن يوقد نيران الطعام في (ضهر الترعة) ، ويتمثل معاني الفيتوري ( لا أُريد قبراً، بل دعوني أرقد كالماء في جسد النيل) ومع ذلك تسمع بأن غافلة المعتمد (الفلاني) ذهبت إلى منطقة بعيدة هنالك ، واصحطب معه بعض الصحفيين وكاميرات الديجتل ، الكاميرا لا تكذب ولكن هو من يتجمل ، في هذا المشهد يبدو تماماً مثل شجر الدليب ، البيت محروم منه وضُله للجيران .
ما خلقت الجزيرة لتنسي ، وتغالب مصيرها لوحدها ، تتحرك في جوفها الرماح بكل هذه الوحشية ، أين حظها من التذكر دعك من الإهتمام ، أين صوتها المخنوق ؟ ، مات مغنيها بحسرة العبقرية ، لماذا لا يخلع بروفها وهو الذي حصد ثلاثة مواسم من الفشل ؟ لم تعد الدكتورة أميرة الفاضل وزيرة ، ولا الجميعابي يضج بحضوره في مؤتمرات الحركة الإسلامية ، بل أين هى الحركة الإسلامية ؟ ولم توارى محمد أبوزيد المصطفى عن المشهد ، وأين الدكتور مالك حسين ، وأين الشريف ودبدر ؟؟ وأين مناديبها في المركز دعك من هؤلاء ..؟؟ أرجوك أيتها النفس اللوامة كفي عن الأسئلة وأتركيني ألتهم (كعك العيد) من دون ضوضاء .