بكل صراحة الشرطة المصرية فشلت وتتحمل الوزر الاكبر فيما حدث (تفصيل)

بداية لم اتعاطف ولن اتعاطف مع جماعة الاخوان الملسمين في يوم من الايام
تاريخ هذه الجماعة نزعت من قلوبنا اى تعاطف تجاهها
لكن في نفس الوقت للشرطة المصرية تاريخ اسود ملئ بالانتهاكات والجرائم
ليس في عهد مبارك وحده بل حتى في عهد مرسى شهدنا كوارث ارتكبتها الشرطة
ربما اقربها بعد الحكم على مشجعى المصرى البورسعيدى وما حدث امام سجن بورسعيد العمومى
حين سقط اكثر من 60 مصرى في وقت قياسى
حينها برر الاخوان لهذه المجزرة لكونهم في السلطة
ولكونهم مسؤولون سياسيا واخلاقيا لكن لا شئ يبرر القتل وبهذه الطريقة ..
وما حدث بالامس سلسلة من الفشل المتواصل للشرطة المصرية في التعامل مع الشعب المصرى
والملاحظ للاحداث يدرك الامر بوضوح .

بداية
الحصيلة الرسمية على لسان المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية تفوق ال 400 قتيل
اما الشرطة المصرية فقد اعلنت ان ضحاياها بغلوا 43 حتى مساء امس 18 منهم ضباط
التقارير الحكومية والاعلامية اكدت حرق اكثر من 30 كنيسة والهجوم على اكثر من 20 مركز شرطة
واشعال النيران في اكثر من مقار حكومى وسكنى واقتحام لبعض البنوك والمؤسسات والمتاجر

السؤال هنا
اذا قبلنا مبررات وزير الداخلية بان الاعتصامات كانت مسلحة وان الاخوان بداوا باطلاق النيران
وان الشرطة كانت مجبرة في رد الاعتداء المسلح .. اذا قبلنا هذا المبرر
ماذا عن الاحداث التى وقعت بعد فض الاعتصام ؟؟
تقريبا معظم الضحايا واعمال التخريب التى تمت لم تقع في محيط الاعتصامين بل بعد التفريق وفى المحافظات
عقب اندلاع اعمال العنف بين الطرفين من اقتحام سجون ومؤسسات وكنائس ..
اين الخطة التى وضعتها الشرطة لمواجهة نتائج فض الاعتصامين ورد الفعل المتوقع ؟؟
وكيف تفشل الشرطة في الحفاظ حتى على مقارها من الاقتحام ؟؟
وهل كانت الشرطة تعتقد ان الاعتصام مجرد لعبة وان الطرف الاخر سيشكرهم ويذهب ؟؟

كون ان الاخوان مسلحون هذا امر مفروغ منه
وكون ان هناك متشددون متواجدون هذا امر مفروغ منه
وكون ان هناك مقاومة ستحدث صرح بها المعتصمون واعلنوا انهم جاهزون كمشاريع شهداء
لكن في نفس الوقت يعلم الجميع ان هناك ابرياء وبسطاء واطفال ونساء وكبار متعاطفون وهذا حقهم
لهم وجودهم الكثيف والكبير داخل هذه الاعتصامات وان الحفاظ على ارواحهم واجب الشرطة ..
ومن هنا يتضح ان الخطة التى وضعت لفض الاعتصام كانت خطة بليدة لم تضع اى اعتبار ان العنف ليس حلا
وان العنف سيواجه بعنف وان هناك ضحايا للطرفين سيقعون ..

كون ان الاخوان رفضوا الصلح ووضعوا شرط عودة مرسى كقبول للتفاوض هذا امر معروف
وكون ان الحكومة المصرية فتحت بابا للوساطات المحلية والدولية ايضا معروف
وكون ان الحكومة صبرت لاكثر من شهر لكى يفض المعتصمون اعتصامهم معروف
لكن فشل كل هذه الخطوات ليست مبررا لفض الاعتصام بالقوة بل القوة المفرطة
كانت هناك حلول تدريجية يمكن تتبعها
على الاقل فرض حصار امنى على الاعتصام والسماح بالخروج وعدم الدخول
او فرض حظر نفسى من قطع الامدادات والمؤن لفترة زمنية او قطع الخدمات
ان فشلت كل الحول التفاوضية
على الاقل في هذا فرصة للاسر والاطفال والنساء للخروج الامن وحصر الامر على المتشددين والمسلحين
طالما ان الشرطة تعلم بوجود اسلحة وجاهزية للقتال

ثم ان الشرطة كانت امامها فرصة اخرى لتدارك الامر
حيث قامت باكرا بفض اعتصام النهضة وباقل الاضرار رغم المقاومة التى كانت ضعيفة
لكن وقوع ضحايا ومجابهة بالعنف في فض اعتصام النهضة كان مؤشرا خطيرا لما يمكن ان يحدث في رابعة
نسبة للفروقات الكبيرة بين الاعتصامين من حيث العدد اولا ومن حيث الجغرافيا ثانيا ومن حيث التواجد النوعى
لقيادات وروؤسس الجماعة والمتشددين في رابعة ..
كانت امام الشرطة والحكومة المصرية مداركة الامر وتجديد الخطة ودراسة الامر مجددا قبل التسرع في مواجهة الاعتصام الاخر

ثم كانت الطامة الكبرى عقب فض الاعتصامين
وضحت ان الشرطة لم تضع اى تقدير لخطوتها ولم تتضع اى احتياطات لرد الفعل سوى
وضع افرادها في مواجهة مباشرة ووضع الاهالى في مواجهة مع بعضهم البعض
بل انها لم تضع اى اعتبارات للمحافظات التى تعرف اصلا بانتماءها للجماعات الاسلامية
رغم ان احداث كثيرة سابقة قدمت مؤشرا لما يمكن حدوثه في تلك المحافظات
وهذا بالضبط ما زاد الامور سوءا وازدادت اعداد الضحايا

ان تقدم الداخلية والجيش والحكومة صورا وفيديوهات لبعض المسلحين او لاعمال التخريب
لا يمكن اعتباره مبررا لفشلها جميعا في التخطيط والتقدير وقراءة الامور
بل تحملها المسؤولية مباشرة لان من اطلق زمام هؤلاء هى خطتها الفاشلة في مواجهة المشكلة
وفشلها في حماية الافراد والمؤسسات ودور العبادة واستخدامها القوة المفرطة في حل المشكلة
ممارسات الاخوان والجماعات الاسلامية ودمويتها لا تحتاج ان تثبتها الشرطة او الحكومة المصرية للعالم
فالجميع يعرف من هم واساليبهم والمتوقع منهم
لذلك على الشرطة والحكومة المصرية ان تعلم ان من في جانب المسؤولية هو من يتحمل المسؤولية
فاما ان تكون قدرها او ان تتحمل نتائجها بغض النظر عن تفاصيل الاحداث