المتأثرون بالسيول والفيضانات ابناء سبيل... الحاجة الى فقه جديد!!

الاسلام دين العدالة الاجتماعية فلو فهمت آيات القرآن الفهم الصحيح وطبقت لوجدنا بلا شك علاجا ناجعا لمشاكلنا الاجتماعية والاقتصادية .فالزكاة مثلا هدفها الاساسي المساهمة في سد حاجة المحتاجين وتجفيف مداخل الشيطان كي لا يوقع العداوة والبغضاء بين عناصر المجتمع بسبب الفوارق الاقتصادية.
في هذا البوست سنتحدث عن المتاثرين بالامطار والسيول وبفقه حديث سنجد انهم يقعون وبوضوح ضمن شريحة ابناء السبيل في مصارف الزكاة.
من هو ابن السبيل ؟:
تعريف ديوان الزكاة السوداني لابن السبيل أنه : ( " إبن السبيل " يقصـد به المسـافر المنقطع الذى لا يجد ما يبلغه مقصده). هذا التعريف لا نشك في انه ماخوذ من مرجعيات اسلامية ولكنه غير متجدد لكي يستوعب طوارئ العصر . فبسبب قصر التعريف على (المسافر) انحصر المعنى في فئة قليلة جدا من الناس . وقد كان فعلا هذا التعريف في عهود الاسلام الاولى صحيحا لانه اذاك لا توجد وسائل سفر حديثة ومعظم قوافل السفر تنقطع في الطريق فتحتاج لمن يعينها .
اما اليوم فمن النادر جدا ان تجد مسافر يعدم الحيلة في الوصول الى اهله مهما بعد المكان فما عليه الا الذهاب لموقف المواصلات ويقول ( معلم الله ) فسيجد مكانا في البص ولو (شماعة ) او (تسطيحة).
ونظرا لثبوت نص ابن السبيل في القرآن كمصرف من مصارف الزكاة ونظرا لصلاحية القرآن لمكل زمان ومكان فعليه وجب الاجتهاد لفهم جديد لمصرف ابن السبيل.
جاء في لسان العرب :( قال ابن سيده: ابنُ السَّبيل ابنُ الطريق، وتأْويله الذي قُطِع عليه الطريقُ.) هذا تعريف متقدم جدا ، و اهم ما فيه انه لم يحدد السبب الذي ادى الى قطع الطريق ، فقد يكون بسبب انعدام المواصلات او بسبب الحروب أو بسبب الكوارث الطبيعية من حروب وسيول وفيضانات وبراكين وزلازل وكذلك السائحين الأجانب الذين انقطعت بهم السبل في أوطان غير أوطانهم فكل ذلك يحول دون وصول الشخص الى بيته .
وما يهمنا هنا المتأثرين بالسيول والفيضانات فبالتعريف الذي اتينا به اجتهادا فهم قد قطعت عليهم الطرق بسبب كارثة طبيعية وتعذر عليهم الوصول الى ديارهم وبالتالي دخلوا شريحة ابناء سبيل وعليه يصبح فرض عين على ديوان الزكاة الانفاق عليهم.
فاذا تم ذلك يكون الديوان قد ساهم في تخفيف الالم والمعاناة على هؤلاء الناس ويكون قد زرع بذرة اخلاقية واوصل حبل ود بين الدولة وشعبها ستحصد الدولة ثمرته حين تكون الحاجة ماسة الى طلب العون من الناس.
قدموا السبت تلقو الاحد
والله اعلم.