وانكشفت عورتنا جميعا

حلت علينا كارثة السيول.. قتل عشرون وهدمت عدة آلاف من البيوت في عدة ولايات من الوسط، او دعونا نسمية السودان النيلي...
تداعى كل السودانيين، لنجدة المتأثرين بها، الحكومة من رئيسها الى واليها ركبوا الطائرات وطافوا وتفقدوا،
المعارضة ركبت اللاندكروزرات وخاضت، المجتمع المدني طبق مقولة الجسد الواحد الذي يتداعى سائره بالسهر والحمى لان خنصر اليد الشمال اصابه خرش.....
هذا المشهد جميل وراقي....
لكن كل هذا الجمال والانسجام واللحمة الوطنية تضيع وتصبح باهتة عندما يقتل الميئات من شباب دارفور في اقتتال عبثي وتحرق عشرات القرى بمن فيها....
ثم الأمر في السودان النيلي او ولايات الوسط لا يزيد عن خبر مثي عن مقتل الميئات بين الرزيقات والمعاليا، وقبلها بين المسيرية والقمر.....
هذا التباين الواضح في الاحساس بالهم الوطني يجعل اي مطالبة بتقرير المصير لدارفور امر مفهوم ومقبول لدرجة كبيرة....
وتباً لنا كلنا مواطني السودان النيلي إن لم نفيق من ثباتنا ونهب لوقف هذه التراجيديا العبثية..
ونصيحة لكل منظمات المجتمع المدني ونصيحة لكل القوى السياسية ولكل مواطن سوداني بالمسارع لوقف ما يجري في دارفور اليوم قبل باكر

اين علماء الاسلام الشيوخ الين يفتون في كل شئ
اين هم من مايجري في دارفور
لماذا لا يذهب هؤلاء في مبادرة لوقف الدماء الهباء
لماذا لا يكون منهم واحد نغني له الحقن الدم بالعصا
اين شيوخ السجادات الصوفية
فهم لهم احترام كبير هناك في دارفور
اين شيوخ القبائل
بل اين رؤساء الاحزاب الطائفية
سيدي المهدي
وسيدي الميرغني
ام ان المبادرات الوطنية مقتصرة على
الدروب التي توصل الى القصر
اين الجبهة الثورية من ما يحدث هناك
وبعض مكوناتها من هناك
اين القوى السياسية اللبرالية
ام ان الامر عندهم فيه عنصرية
بمعنى لا دخل لنا بمايدور بين القبائل ذات الجذور العربية

وجهة تظر
تحتاج نظر
وين إنتو؟
هوي بابشر!
الوقفة قبل القوت تسر
تمسح حزن
تكسح لشر
كل سنة
وأنت طيب
يا علي
-
والكلام ليك
يللي مفضفض
عينيك
بتغرقوا في شبر موية

والفتنة الكبيرة في فول الصويا
اصحوا

هوي يابشر

قد دق ناقوس الخطر

تشكر اخي عبد الفتاح على المرور
وكل عام وانتم بخير

نعم يا علي, الموت سمبلا بقى قريب في اللحم الحي, و التشرد وفقدان المأوى و البيتان في العراء تحت المطر صار لا يحدث للآخرين فقط بل لنا ولمعارفنا و اصدقائنا و خالاتنا و اعمامنا
وقصة ما تلقى لقمة لعيالك تشبع جوعهم وهدمة تسترهم لم يعد خبرا في جريدة أو حكاية في موقع اسفيري أو قصة تروى عن أناس من عالم آخر!!
بلطف الله و رحمته سيتعافى الناس في الخرطوم من إلإبتلاء لكن لن تعود اللامبالاة بالآخر كما كانت - أو اتمنى ذلك
ليغسل المطر عدم احساسنا بالآخر,و ليجرف السيل فكرة أنه آخر من أساسها, فلا فرق بين طفل المرابيع و الكراكير
السلام لم يعد ترفا نتحدّث عنه في الأسافير, وليس مجرد خيار ضمن خيارات أخرى
ليكن السلام و ايقاف الحرب هدف الجميع بل الخيار الوحيد لا بديل له وبأي ثمن
لاحول ولا قوّة إلاّ بالله ...