اصدقائى والطفولة المتعلمنة

‏Rashid Abdelgadir‎‏
اصدقائى والطفولة المتعلمنة
ونحن يومها ندخل على الاستاذ المحترم الحاج وراق بعقلانيتة المنصفة بمكتبه بالصحافة
والحديث يدور عن كل شئ حتى يصل الى العلمانيين العرب والمنتج المعرفى
والنقاش يحتدم متصلا من اركون وجلال صادق العظم حتى نقف فى مشروع الجابرى نقد العقل العربى
والرجل كان يسألنا مندهشا هل تقرأون لهم!!؟؟ والاجابة تتضح فى جدالنا عن الجزء الرابع وهو يقول انه لم يصل السودان وانا اصر انه موجود وأخرجه له من حقيبتى مع توقيع واهداء
وحواراتنا المستمرة عن اليسار واليمين ونتفاجأ بقراءته لليمين فنخبره انه ليس ذلك اليمين المختزن فى ذاكرة اليسار الممتد من ابن تيمية مرورا بابن القيم واحمد بن عبد الوهاب المدرسة الحنبلية الموغلة فى ال(التسلف)
نقاشنا يدور عن الشريعة والقوانين الاسلامية فنخبره عن رأى ابوحنيفة عن الخمر لاهل الكتاب وكيف انها مال متقوم يغرم من يهدره
ونختتم له باننا نقرأ كل منتج اليسار من ماركس الى تروتسكى وغرامشى ومدرسة فرانكفورت .. لم نترك تيزينى فى مشروعه من التراث الى الثورة ولا المستشار العشماوى او حسن حنفى او اركون ونصر حامد وفرج فوده ولا حتى سيد القمنى بهرجلته المعرفية.. نخبره باننا اتخذنا موقفنا الابديولوجى عن بصيرة ووعى بينما هم لا يعرفون عنا سوى اننا (كيزان) لايفرقون بين سيد قطب والترابى ولايمايزون بين يكن والغنوشى ولا يعرفون الفرق بين الغزالى الصغير وابى حامد اوتأثيرات مالك بالنبي.. لايعرفون سواء اننا كيزان
ونحدثه عن الاسلام كاسلامات او كما يستخدمها الجابرى القرءان (قرءانات) بوصفه منتج تفسيرى فى العقل ويختلف التفسير باختلاف العقل المتفاعل مع النص وحمولاته ثقافة واجتماعا وعلاقات ومدخلا للقراءة
نخبره انه ليقرأ اليمين (الحركة الاسلامية) عليه ان يقرأه كتيار لا كحزب سيرى فيه السلفى والتكفيرى والصوفى والمعتدل ومن هو اقرب الى العلمانية من معتنقيها
ونمضى بعيدا ليشهد العام 2001 دخولى والاخ فتح العليم عبد الحى لقلعة حركة حق جناح وراق فى العباسية (دار التنوير) لنقدم ورقة عن الاسلام الحداثوى والعلمانية مقاربة معرفية.. وكيف انهما يتحركان اصلا فى موضوع واحد هو النص بين من يثبته ومن ينفيه وكيف انهما يتعاكسان فى مرآة واحدة
وجامعة النيلين تشهد اشارتى من طرف خفى للمتحدث باسم الحركة الشعبية الناطق اللاحق باسمها (ين ماثيو) لاخرجه من الركن واهمس له ان قوله هذا عن كفره وعدم ايمانه بالله لن يفيد موضوع الركن وسيكون خصما عليه .. ايمانه مسألة تخصة وما يطرحه فى الركن هو للطلاب فى وسط ذو توتر خاص تجاه اللادينية ..
وين ماثيو يومها خصمى.. وبعض ورش عمل اليسار تشهد مددا من طرف خفى حتى تنجح ..والقاعدة ان خصمك ان كان ذا وعى فسيجعل وعيك متحركا للاجابة على اسئلته ولمسابقته معرفيا
واليسار الذى نعرف به كبار العقلاء الدكتور هشام عمر النور افضل من يحدثك عن ميشيل فوكوه وهابرماس فى الشرق الاوسط وبه الرجل القامة عبدالله على ابراهيم والاستاذة باذخة الحضور هالة عبدالحليم رئيسة حركة حق والدكتور المحترم جدا الشفيع خضر والصديق العزيز قرشى عوض وبه وبه وبه .. من يجعلون للحوار والنقاش دفئا والق واضافة
والتعلمن الطفولى الذى يعتبر بعض الهتاف ببعض الكلمات مفرغة المحتوى هو غاية النضال او بعض الاوصاف التقزيمية للخصم هى عين الاستعلاء القيمى والمعرفى .. هو يسيئ للعلمانيين الواعين وهو يسيئ للعلمانية بوصفها كلاما (قشريا) ليس عميق الجذور
والتعلمن الطفولى يتحدث عن السحق والمحق والسحل ويعيد انتاج اليمين الطفولى (فلترق منهم دماء فلترق كل الدماء) هتافات تهدر الانسان كقيمة اساسية لدى الاسلام وكقيمة اساسية لدى العلمانية
وعبد الله على ابراهيم البروفيسور فى كتابه عن القوانين يفرد بابا للترابى يتحدث فيه عن الترابى حتى تجرى دموعى التفت الى صديقى عبدالله مكى واهمس له هذا الرجل يعرف الترابى كقامة ضخمة اكثر من مايعرفه بعض المقربين منه ومجالسوه .. تحتج الاستاذة رباح الصادق على افراد هذا الباب فيخبرها ان الترابي يستحق اكثر من هذا ..
والبروفيسور تكر السنوات ليعيد مقالته فى برنامج مراجعات فى حلقة كاملة عن الترابى على قناة الشروق ويختم بابيات صلاح احمد ابراهيم
وهنالك النيل ومع ذلك ومع ذلك ومع ذلك
مراهقى العلمانية جالسوا الشفيع خضر وعبدالله على ابراهيم ووراق حتما ستتسع بصائركم ستعرفون العلمانية الحقة والتى نقف منها نحن على الضد من مدخل الوعى فلا تقفوا انتم عليها من موقف الجهل والتسطيح حينها سنلتقى معا فى طريق الحوار للوطن والناس
وحينها سنقول نحن
وهناك النيل ومع ذلك ومع ذلك ومع ذلك

كل عام وانتم بخير يا عمر
الكاتب ما فضّل ليه إلاّ يقول فلان وفلان من سودانيز وهناي و هناية من الراكوبة :)

Quote: كل عام وانتم بخير يا عمر الكاتب ما فضّل ليه إلاّ يقول فلان وفلان من سودانيز وهناي و هناية من الراكوبة :)

وانت بالف خير ياود البشري


ولهذا قد نقلت المقال الي هنا لعناية من يهمهم الامر