عزيزي عمر .. جوّاب من طلال عفيفي

عزيزي عمر
وتسألني عن الفقراء ؟؟
يملأون البلاد يا صاحبي بفقرهم الفقير، وأجسادهم الناحلة.
أعدادهم طول الوقت قابلة للزيادة بسبب سياسات الدولة الفاجرة ..
تراهم في الشوارع والمركبات العامة، على حواف الأحياء ملتصقين بحزنهم، محمولين بالجوع والهم والغم ...

ليس لهم حزب، فالحزب الذي كان يسندهم شاخ وأصابته أمراض أرذل العمر، والمستشفيات التي كانت تفتح لهم بواباتها حين يمرضون أو تصيبهم حمى،
أغلقت الآن في وجوههم باب الشفاء بضبة الرسوم ومفتاح القرش العزيز؛
لم يعد لهم سوى الله يا صديقي، وبضع آيات بينات في محكم التنزيل وبعض الكتب السماوية، فحواها أنهم ملح الأرض وما إليه.

الفقراء: تنهبهم الأوبئة، والجهل الحاذق يأخذ بتلابيب عقولهم فيمسح عن كراسة مستقبلهم أي أمل في الفلاح، فلا مدارس ولا جامعات هنا، في بلادنا، هذ، تسمح لجيب ممحوق بترفيع مستواه الذهني .

الفقراء يا عمر، متروكين في السهله، وحدهم ..
ولا إله إلا الله ..
الفقراء ..
يغادرون منازلهم وبيوتهم ومبانيهم، في ظل مشروع البلاد الوطني لإزاحتهم عن وجهها الحضاري.
ينهبون بيوتهم وراتع صباهم بقرارات الإزالة، ليتم تعويضهم في سقط لقط ..

الشركات الكبرى للهندسة والمعمار وصلت البلاد بجرافاتها وكساراتها .
خرائط ومهندسون لا علاقة لنبتتهم ببذرة الحياة هنا، جاءونا يا إلهي من كل فج عميق، رجال أعمال ونصابون، وضعوا رؤوسهم مع رؤوس الحاكمين الماسكين زمام الأمر، أولئك الذين إمتلأت جنباتهم بالسحت ..

نزعوا الطين يا إلهي من تحت أرجل الناس وجذور زراعتهم، حصدوهم بالرصاص في "سوبا"
و "أمري" ..
هذا المساء : إنهدت البيوت القديمه ، في الأحياء القديمه ..جاءت الجرافات، وتحولت الإشلاق وبيوت السكه حديد ومنازل العاملين، إلى أثر (من بعد عين) ،
البيوت الصغيرة ذات القباب، والأبواب الزنك المرحبة.. بدأت في الذوبان .

الحياة يا صاحبي في الخرطوم تضيق ..
قادر الله !

ينسجون بما تبقى من عمر واصابع طاهرة ملامح قرش حلال، يكفي الهوان ومذلة السؤال ..
ينسجون بما تبقى من عمر، عمرهم،لا ينتظرون دولة ولا أحدا: الله الغني .

ولو تعلم يا عمر، في الأعوام والماضية، وإنت طالع، وجاي علينا، إستشرت الأوبئة المريبة بطول البلاد وعرضها .
رضعت أنثى الأنوفلس من دم العيال وأودعت عروقهم ملاريا تدوم بطول العمر.. ملاريا طموحة يا صاحبي، تطلع في الرأس فتقتل ..

الأمصال والأدوية والشاش والفحوصات وبسمة الأطباء ورائحة المطهرات لا تستطيع إلا أن تشمها قدحه لو كان جيبك رقيقاً وحالك مائلاً ..

في هذه البلاد إنخفضت مؤشرات الرحمة :
إنتشرت مصانع المياه ( المعدنية ) و ( المعقمة بالأوزون ) تلك المياه الفاجره التي تساوم الناس على عطشهم ، تجارة يا لبؤسها وإنعدام ضميرها !
والمواسير بالمقابل تشخر ، وحين تنز ، تخرج عنها مياه طينية عجيبة الطعم واللون والرائحة !
مياه محمولة بالكوليرا والكبد والوبائي وهلم جرا ..

والناس يا صاحبي يتناقصون ، حياتهم تتآكل ..
لا شيء يحميهم ..

أصدقاءنا أبناء السكك ، الشماشه، ما زالوا هناك وهنا ..
تحزنك عيونهم الطفلة ، وأجسادهم المنهكة المنتهكة ، غياب النوم ، ضعف الحنان ، فقدان الكساء ، وضياع أي أمل ..
يجلسون يا عمر على النواصي وقد هتك السلسيون ودخان الصمغ شُعبهم الهوائية ..
يجلسون ، ويمر بهم المجتمع مرور الكرام : مرور اللئام !
لا أحد يكترث !
المطاعم ذوات الدبابير (خمسه نجوم ) تنتشر ، وجبات ساخنه وبارده على مدار
اليوم ، جلاليب وعمم ، يدفعون الشيء الفلاني من أجل وجبه لا بركة فيها ولا سعرات حرارية تجعل القلب أطيب ..
يدفعون الشيء الفلاني ويستخسرون النكله والمليم في أجل ملجأ للأطفال ..
الدوله تشتري يخوت وبيوت، ترفع مآذن على مساجد فاخرة في مناطق غير آهلة لا بالإيمان ولا بالسكان ..

جدول المدفوعات يا عمر لا علاقة له بما يحيق بالناس من فاقة ..

يرصفون الشوارع داخل المدينة المختنقة ، يقيمون المقامات وينشؤون المنشآت ، والمطاعم والقاعات .. وكلها حاجات للبالغين فقط : للبالغين المال والنفوذ ..
الذين يدهم طويله وطايله حق الغير تنمية سخيفة ورذيلة وغير متوازنة ولا تراعي الله في الناس ..
تنمية تسعى لنمو ما هو نامي ومتضخم وسمين .

ترتفع المباني وتتضاءل قامات الناس، كذا تتقلص الفرص المتاحة للبشر في التعليم والصحة والسكن ..
الحيشان تتراجع أمام فرص إستثمار التراب .. والمرتبات المستحقة عن الكدح والعمل تطير - زي الحمامة - من جامع ضرائب إلى جابي زكاة إلى فواتير مائية وكهربائية ودراسية ..
لا شيء آخر سوى ساقية ضخمة من الخشب والحديد والعمل وعدم الإحترام وإنتفاء الحق والتضامن تنغرس بثقلها الثقيل عل ضهور من لا ظهر لهم ..

الفقر يا صاحبي، عدونا الذي لن ننسى عداوته ..
الفقر يا عمر : حرماننا من الصحة والسكن النضيف والمتعة المستحقة ؛
الفقر: أنانيتنا ، كسبنا الخاص ، وإنعدام الرحمة والإلفة تجاه البشر !

الفقراء.. فقراء! ...
من يفهم ويحس ؟

أكتب لك ولهم ..
وأكتب لمن يشهد علي وعليك :
أكتب لله ..
وأسأله:
آللهم رد للفقراء أفراحهم .
آللهم صحح أحلامنا ..
آللهم لا ترد في آخر الليل جائعاً ..

آللهم ، إنا نسألك بعد فوات الأوان ، إن كان لك ، إفتح أمامنا دروبنا ،
واخرج الفقراء من ديار الحزن للفرح العادي البسيط ..

إذ أنت المولى ..
ونعم النصير

طلال

ولكن لا حياة لمن تنادي

الليلة ...!

هو طلال القال له امرق الشارع منو ؟

بمعنى ؟

ده طلال المعانا في البورض ولا واحدا غيرو يا مان

بلحمه وشحمه

هذا مايجرح الروح،ويملا القلب،علي امتلائه،اهة ونحيب.
ثم ماذا بعد،في كل ساعة تتمدد مساحات الفقر والفاقه،حتي انها لتسد كل الافاق،وتغتال الامال،والاحلام،الغناء والنشيد.
حتي المطر صار عدوا لهم،ماشال برق،الاومهر الاف التواقيع لشهادات الفقر الجديدة،اوطن هذا ام جحيم،او لاقل،استغفر الله.

Quote: هذا مايجرح الروح،ويملا القلب،علي امتلائه،اهة ونحيب. ثم ماذا بعد،في كل ساعة تتمدد مساحات الفقر والفاقه،حتي انها لتسد كل الافاق،وتغتال الامال،والاحلام،الغناء والنشيد. حتي المطر صار عدوا لهم،ماشال برق،الاومهر الاف التواقيع لشهادات الفقر الجديدة،اوطن هذا ام جحيم،او لاقل،استغفر الله.

Quote: هذا مايجرح الروح،ويملا القلب،علي امتلائه،اهة ونحيب. ثم ماذا بعد،في كل ساعة تتمدد مساحات الفقر والفاقه،حتي انها لتسد كل الافاق،وتغتال الامال،والاحلام،الغناء والنشيد. حتي المطر صار عدوا لهم،ماشال برق،الاومهر الاف التواقيع لشهادات الفقر الجديدة،اوطن هذا ام جحيم،او لاقل،استغفر الله.

عزيزنا حبيب نورة
سلام ليك وطلال
والله العظيم يا حبيب نورة كلام زي كلام الفنان طلال ده لو أتكتب
لي أي رئيس في الدنيا دي الا يخلي الرئيس وأقف علي شباباتو .
ده كلام يدوب الحجر .
ربنا يلطف بالعباد

يا عثمان كيف حالك

طلال راجل نبيل


له الحب


شكرن كتيرن