ثورات الربيع العربي إلي أين ....؟

تعددت المقالات والدارسات والتحليلات التي تناولت ثورات الربيع العربي منذ إنطلقت بدايتها بتونس ...
في القنوات الفضائية والصحف ومواقع التواصل الإجتماعي على الإنترنت وأصبحت حديث الساعة....
وأعتقد الكثيرين كانوا يتابعون تطورات الأحداث عن كثب لحظة بلحظة حتي أطاحت هذه الثورات ...
برؤوس أربعة أنظمة ديكتاتورية في تونس ومصر وليبيا واليمن....
أملاً في إستشراف مستقبل جديد لهذه الدول المكبوتة وللمنطقة بصفة عامة ....
والجميع إستبشر خيراً بسقوط هذه الإنظمة السلطوية ...
على أمل أن يصل هذا المد الثوري كل الأنظمة القابضة على مقاليد الحكم في في الدول الأخري بقبضة حديدية ديكاتورية ....
وتزايد أمل الشعوب بعد إجراء الانتخابات في بلدان الربيع بمستقبل ديمقراطي واعد يعبر بنزاهه وإرادة حرة عن رأي الشعوب...
ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي سفن العلمانيين وأفرزت نتائج تلك الإنتخابات فوز الأحزاب الإسلامية ...
هذا ما جعل الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية في حيرة من أمرها ....
فضلاًعن ما تثيره هذه القوى الإسلامية من هواجس لدي الأحزاب العلمانية من سياسات التمكين....
في المقابل إذا كانت هذه الإنتخابات حرة وأتت بما أتت من الأحزاب للحكم هل من حقها المكتسب ديمقراطياً....
إدارة شؤون الدولة وفق برنامج الحزب ....
ولكن ...
نحن في عالم أسمه عربي ...

لذا عادت مصر للمربع الأول وتبعتها تونس وليبيا على صفيح ساخن ...
لا نستحق الديمقراطية أو هي بالأحري لم نرتقي بعد لـ مفهوهمها ...
الديمقراطية بمفهومنا الديكاتورية بعينها ...

الوضع في مصر الآن بحاجة إلي معجزة للتوافق ...
إنصار الرئيس المعزول لا يقبلون بأقل من عودتة ...
وهذا المستحيل في نظر المعارضة ؟
وأي إنتخابات جديدة أعتقد لم يكتب لها النجاح ...
ولكن المؤكد أن مصر تحتضر ...
فتحت فيها أبواب للفساد والديكتاتورية على مصرعيها ....
والمفارقة الكل يدعي الوطنية والجميع ثورة شعبية ...
ويضاف لالأزمة الركود اقتصادي المرتقب ...
والبطالة والإحباط الاجتماعي....
وفوق ذلك الحقد الذي سبب غضباً مكتوما ومعلناً ومتزايداً لدى كل حزب ضد الآخر ...

أما الليبيين ليس أحسن حالاً من المصريين ...
أن الوضع في ليبيا ورغم محدودية الاحتجاج والمظاهرات ....
إلا أن البلاد معرضة للتقسيم بسبب القبلية والميليشيات المسلحة...
وعجز الحكومة في السيطرة على هذه الميليشيات ...
وتشاطر اليمن الليبيين هذه المآسي ...
يواجهون شبح تقسيم البلاد من جديد...
وفي تونس إبتدرت الإقتيالات السياسية كما كانت سباقة في الثورة ...

لا نستحق الديمقراطية أو هي بالأحري لم نرتقي بعد لـ مفهوهمها ...
الديمقراطية بمفهومنا الديكاتورية بعينها ...

________________________

فعلاً لم و (لن) نصل لـ نفهم معني الديمقراطية ونطبقها.

للأســــف خاب أمل الكثيرين في ثورات الربيع العربي ...
هو صيف ساخن وليس ربيع ....
معظم شعوب هذه الثورات شعوب لم تتفهم بعد معاني الحرية ....
بعد سنيين عجاف من الكبد ...
ويبدو التحول الديمقراطي بحاجة إلي وقت للفهم والإستيعاب ....
حتي القوى السياسية هي الأخري لم تكن لديها مؤسسات ديمقراطية حقيقية ...
الديمقراطية هي قبول الآخــر لهذا لم تتقبل تلك الأحزاب نتائج الإنتخابات ...
كنا نتوقع حراك ديمقراطي حر يسمو فوق هذا الهذيان والتخبط السياسي...
ويترفع الخطاب السياسي عن القبلية والطائفية ...
ولكن من يحتمي الآن بالطائفة والقبلية يقسم وطنه ...
ويوسع الهوة بينه وبين خصومة ....
.
.
.
.
.
.
.
ثورات الربيع العربي وصلت إلي طريق مسدود ...
إلي المجهول من تقسيم وتمزيق وحروب أهلية وطائفية...
لا نرجو العودة إلي ما كانت عليه الشعوب قبل ثورات الربيع ....
ولكن ضبابية الإوضاع ومأساتها اليوم تجعلنا نرفع أكف الدعاء لله لذلك...