نظرية لومبروزو والأثيوبية قاتلة الطفلة

تابعتُ مساء اليوم على قناة CNBC العربية في برنامج ( الخيمة ) قضية الخادمة الأثيوبية التي قتلتْ الطفلة ( إسراء إسماعيل البقعاوي) بالسعودية.
أولا أشيد بمقدم البرنامج الذي أدار دفة الحوار مع د. إحسان صالح الطيب ( سعودي الجنسية ) وهو الأمين المكلف لهيئة الإغاثة العالمية.
وللذين لم يتابعوا القصة ، فقد قال والد الطفلة المقتولة : كنا نعاملها كفرد من أفراد الأسرة ، وكانت تجلس معنا على نفس السفرة ، ولم تكن تعمل شيئا غير النظافة وغسل الأطباق ، وعاملناها كواحدة من الأسرة.

المذيعة شيرين الرفاعي كانت تحاول أن تتبع نفس خطوات المذيع داود الشريان الذي يتخبط يمنة ويسرة دون أن يركز على حقائق علمية.
إلا أن مقدم البرنامج ( وهو مصري الجنسية ) كان لبقا وأدار الحوار بإحترافية ومهنية عالية. الدكتور قال بالحرف الواحد : يجب على المسئولين الأخذ بالأسباب وليس النتائج ، فنحن نعلم أن معظم الشغالات هن آخر من ينام وأول من يستيقظ صباحا ، وليس لديهن عمل محدد أو عطلة أسبوعية ، ناهيك عن عدم دفع الأجور والمنع من السفر.
سأل مقدم البرنامج والد الطفلة : أنت تقول أنك تسكن في شقة صغيرة ، فما حاجتك لعاملة منزلية ؟ فقال الرجل : زوجتي مريضة حيث تعاني من آلام ( الديسك ) ... من المعلوم أن العاملة الأثيوبية قالت في التحقيق أنها تعاني من نوبات جنون. والد الطفلة المقتولة يحكي عن الحادث :

ليلة الحادث ذهبت العاملة يوم 2 رمضان لصلاة العشاء ثم ذهبتْ مع زوجتي لزيارة إحدى صديقات زوجتي ، ثم أوينا للنوم كعادتنا ، وذهبت إبنتي لتنام في غرفتها تصحبها العاملة.
وعند الساعة الحادية عشرة صباحا سمعت صراخا حادا ، فذهبت للصالة ثم للمطبخ ولكن لم أجد شيئا ، ففتحت باب غرفة إبنتي فوجدت العاملة تجلس على الأرض ، فسألتها ماذا هناك ولكنها لم تجب ، فسألتها لم إبنتي تنام عكس الوضع الطبيعي ، فقالت أنها تحب النوم هكذا ، فناديت على إبنتي ولكنها لم تجب ، فتوجهت للسرير فوجدت الدماء تملأ الأرض وعندما كشفت عنها الغطاء وجدت الطعنات تملأ جسدها.
سألتْه المذيعة : في التحقيق قالت العاملة بأنها قتلتها كقربان للآلهة. فقال الأب : لم أسمع منها هذا ولم تقل هذا في التحقيق ، والذي أعلمه بأنها مسلمة وتصلي. فسأله مقدم البرنامج : مادام تعاملونها بطريقة جيدة كواحدة من الأسرة ، فما هو تفسيرك لما فعلتْه ؟
فقال الأب : لا أدري.

هنا تبرز نقطة هامة ...
هنا في السعودية صادفت بإجدى القصور خادمات من أريتريا وأثيوبيا يقلن أنهن مسلمات ، بينما بمرور الوقت وجدت أنهن تخلّصْن من الصليب المرسوم على جباههن ( وشم ) بطريقة لم تجعله يختفي تماما بل تجعله كالكى بالنار،
النقطة هنا : لماذا تصر مكاتب الإستقدام على أن تكون المستقدمات من أفريقيا مسلمات في حين أن هناك عمالة فلبينية تجاهر بدياناتها علنا بل يعلقن الصليب عيانا بيانا ؟
لم لا يكون المعيار في الإختيار إجتياز الفحص الطبي وحسن السير والسلوك ؟

نأتي لنظرية لومبروزو التي أتى ذكْرُها في سياق الحوار بالبرنامج :
فقد ذكر الدكتور إحسان بأن نظرية لومبروزو يمكنها أن توضح للمستقدمين ما إذا كان المسْتقْدَم به جينات الإجرام أم لا.
فقاطعه مقدم البرنامج قائلا بأن ذلك سيقود إلى مسالك عنصرية والبرنامج ينأى بنفسه عن هذا المسار.
فمقدم البرنامج يعلم بأن نظرية لومبروزو تشتمل على صفات لا يتمتع بها إلا الزنوج حول العالم.
فما هي نظرية لزمبروزو ؟
ولد تشيزَري لومبروزو في مدينة فيرونا الواقعة شمال إيطاليا, منحدرا من عائلة ثرية ويهودية الأصل , دخل لومبروزو كلية الطب في جامعة بافيا الإيطالية وتخرج منها عام 1858, ظهر اهتمام لومبروزو بالمجرم الرجعي أو المجرم المولود منذ سن مبكر ففي شبابه كان يجوب ريف لومبارديا لكي يرى الفقراء والمهمشين وحتى المجانين حتى يتعرف على هيئتهم وكان يقوم بتعليق منشورات في بعض القرى كي يلتقي القرويين المريضين بداء البلاجرا وهو داء ناتج عن سوء التغذية, من هنا كانت نقطة تركيز لومبروزو الأولى حيث كان يعتقد ان الإنسان ذو البنية الضعيفه أو الغير نامية بشكل صحيح قد تؤدي إلى اختلاف بينه وبين الشخص الطبيعي.
نظريته تقع في عدة أجزاء ولكن بعد عدة دراسات خلص إلى :

طول أو قصر غير اعتيادي. .
رأس صغير ووجه كبير. .
جبهة صغيرة ومنحدرة. .
خط شعر متراجع. . بثور في الجبهة والوجه. .
وجه وعر أو عميق التجاويف. .
آذان كبيرة ناتئة. .
ضربات على الرأس، وبالاخص في المنطقة المهلكة الواقعة فوق الاذن اليسرى. .
ضربات في مؤخرة الرأس وحول الاذن. .
عظام جبهة عالية. .
حواجب غزيرة تميل للالتقاء فوق الانف. .
محاجر واسعة وعيون غائرة. .
انف شبيه بالمنقار، أو انف مسطح. .
خط فك حاد. . شفاه ممتلئة،
مع كون الشفة العليا أنحف. .
اسنان قواطع كبيرة، واسنان غير اعتيادية. .
ذقن صغير أو نحيف. -ا
كتاف منحدرة مع صدر واسع. .
اذرع طويلة. اصابع مستدقة أو فطسة. .
وشم على الجسد.

***

هنا بالطبع بعض الصفات التي تنطبق على الأفارقة بنسبة أكبر من بقية شعوب العالم ، يأتي في القائمة بعدهم شعوب آسيا إذا أستثنيا الهنود والباكستان والأفغان

في ثمانينيات القرن المنصرم ، قال لي صديقي اللواء / عثمان جعفر ( مدير سجن أمدرمان السابق / وخال زميل البورد عماد عبد الله ) ، بأنه في دراسته لكتاب إسمه Penal code ، وهو كتاب كان يُدرّس في كلية السجون قرأ في ما معناه بأن من علامات الإجرام في الإنسان هو تمتع الشخص برقية تمتد عريضة حتى الكتفين ، ولا يتمتع برقية مستوية تُظْهر طول الرقبة.
الدكتور في البرنامج كان يريد أن يذكر هذا ، وهي صفة خلّقية يتمتع بها أكثر الأفارقة ، ولكنها بالطبع لكا قاعدة شواذ ، إلا أن مؤلف الكتاب المذكور يبدو أن عيناته ونماذجه صادفت عينات من زنوج أفريقيا، أو من زنوج من أماكن أخرى.

نعود للأثيوبية ،
تبرز عدة أسئلة :
هل أصابها جنون مفاجيء تلك الليلة بالذات؟ جائز.
هل يكذب الأب وكان يعاملونها بقسوة مفرطة ؟ أشك في ذلك لأنهم لو كانوا قساة عليها لما جعلوها تنام مع فلذتهم.
هل فعلا هي تتبع طقوس يقدمون فيها الأطفال كقربان للآلهة ؟ بالسؤال والإستفسار فإن المسيحيين في الحبشة يتبعون كنيسة لا توجد لديها أي نوع من هذه الطقوس.
في رمضان يتم تصفيد مردة الشياطين ، فما الذي زار هذه الأثيوبية ؟
إن كانوا يعاملونها بقسوة ، فكان بإمكانها الهرب بدلا من إرتكاب جريمة بشعة وتعريض نفسها للقصاص الذي قاب قوسين من عنقها.

في التحقيق معها قالت أنها مجنونة ، والمجنون لا يقول أنا مجنون.

المحزن في الأمر ، أن السفارة الأثيوبية لا تتحرك بفاعلية مع مثل هذه الأحداث ، تماما كتعامل السفارة الأثيوبية في لبنان ، عندما تم إلقاء الخادمة من عمارة شاهقة فلاقت حتفها ، لم يتم أي شيء أيجابي حيال الحادث.

في الختام ، لا يسعنا إلا نترحم على إسراء وأن يدلق الله الصبر الجميل على والديها.
ويظل السر دفينا.

سلامات
دائما يقولون لك نحن نعاملهم مثلنا وهذه كذبة
كبيرة جدا
الناس دي لا تحس بالاخرين ولا يدفعون اجور الخادمات
ويسيئون معاملتهن ولذلك يجن جنونهن
كثرة حوادث قتل اطفال المستخدمين المشكلة مافي الخادمات
المشكلة في الاسر دي لازم تعمل نقد ذاتي وتعرف ليه
الخادمة المسكينة بصل بها الحال لقتل طفلة بريئة
دي حالة من الجنون واليأس واخراج ابشع مافي النفس البشرية

سلام يا دكتورة

دة كلام صحيح ، وهذا ما ركّز عليه د. إحسان في المقابلة وقال أنه يجب أن لا يأخذوا بالنتائج ولكن يجب التركيز على الأسباب وعلاجها ، وما أكثر الأسباب وما أسهل العلاج ، ولكن الغالبية العظمى تعتقد أن العمالة المنزلية عبيد أو ما ملكتْ أيمانهم.