لدغة عقرب - النعمان حسن للأزمة في البرازيل أبعاد أخرى

لدغة عقرب - النعمان حسن للأزمة في البرازيل أبعاد أخرى

صديقي عبدالمجيد

الزميل والصديق عبدالمجيد عبد الرازق تناول في عموده موضوعا هاما وربما يكون حدثا جديدا تشهده الأوساط الرياضية العالمية لأول مرة حيث انه ولأول مرة تستضيف دولة بطولة العالم للقارات وان يتم اختيارها لتنظيم نهائيات كاس العالم وهو ما تتنافس عليه كبرى الدول في العالم ومع ذلك تتعرض الدولة التي تم اختيارها لتنظيم بطولة القارات ونهائيات كاس العالم لغضبة جماهيرية تصل حد التظاهر للتعبير عن الرفض لان يهدر المال لإنجاح استضافة هذه البطولة.

ويبدو الأمر أكثر إدهاشا أن تكون هذه الدولة التي تشهد هذه الثورة الغاضبة التي تهددت لأول مرة استضافة نهائيات كاس العالم أن تكون هذه الدولة هي البرازيل أكثر دول العالم استفادة من هذه النهائيات على كل المستويات المادية والدبلوماسية والعالمية فالعالم لم يعرف البرازيل إلا عبر كرة القدم ونهائيات كاس العالم لتصيخ الدولة الأشهر في العالم.

والزميل عبدالمجيد محق في أن يبدى تعجبه لان تكون ثورة الجماهير البرازيلية الرافضة لما أسمته إهدار المال العام من اجل استضافة البطولة خاصة وان البرازيل هي أكثر دول العالم تحقيقا للمكاسب المادية من كرة القدم ومن البطولات العالمية على المستويين القومي وعلى مستوى الاحتراف وما تحققه البرازيل من عائد مادي من تعاقدات اللاعبين البرازيليين ومن سوق الرعاية قوميا وعلى مستوى المحترفين الأمر الذي يعنى إن ما تنفقه البرازيل لتنظيم النهائيات ليس إلا قطرة مما تحققه من فوائد مادية من كرة القدم ومن تنظيم البطولة العالمية حيث إنها رابحة بكل المقاييس

لهذا جاء استنكار الزميل عبدالمجيد لهذه التظاهرات الجماهيرية ضد أي صرف على تنظيم البرازيل للبطولات جاء محقاً من الناحية النظرية.

فما تصرفه حكومة البرازيل على تنظيم النهائيات سيحقق أضعاف ما تصرفه لهذا يبدو من هذه الزاوية ان موقف الجماهير الرافضة لاستنزاف المال العام في الصرف على تنظيم بطولات تحقق هذا العائد للدولة أمراً غير منطقي.

ولكنى أقول للزميل عبدالمجيد معك حق ولكن هناك زوايا أخرى لابد من وضعها في الاعتبار فالبرازيل من الدول المصنفة أكثر فساداً في العالم لهذا فان هذه الجماهير الغاضبة إنما يدفعها لذلك إنها لا تلمس ما تحققه الدولة من عائد مقابل الصرف على كرة القدم لا ينعكس على حياتها وإنها تتحمل ما يصرف لإنجاحها ولا يعود عليها نفع منها ولابد إن هذه الجماهير تراكمت لديها الشكوك حول إن ما يصرف على التنظيم للبطولات والذي يصرف خصما على المال العام الذي يدفعه المواطن وبالرغم مما يحققه من عائد مهما بلغ أضعاف ما صرف لا يعود لهذه الجماهير وإنما يذهب للقابضين على الأمر وإن العائد من البطولات يذهب لجيوب المسئولين عن التنظيم وغيرهم من أصحاب النفوذ وان هؤلاء هم المستفيدون من عائد البطولات لهذا كانت غضبتهم ومطالبتهم بعدم صرف أموالهم على بطولات يعود عائدها للمسئولين.

حقيقة ولان كرة القدم عالميا بل ومحليا في الكثير من الدول أصبحت من اكبر مصادر الثراء لهذا أصبحت من أكثر الأنشطة التي عرفت في مستنقع الفساد حتى إن العالم شهد الكثير من المعارك في هذا الصدد.

لهذا أقول لك أخي عبدالمجيد القضية لها أبعاد أخرى