حين يكون الشعر *منفستو* للسياسة

حين يكون الشعر *منفستو* للسياسة


07-08-2013, 08:46 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=440&msg=1373312790&rn=9


Post: #1
Title: حين يكون الشعر *منفستو* للسياسة
Author: Ishraga Mustafa
Date: 07-08-2013, 08:46 PM
Parent: #0

حين رن جرس الشقة بطريقة عجولة وكنت استعد للذهاب للعمل
تضايقت للحظة ثم رفعت سماعة الباب لاعرف من؟ البوسة
انفرجت اسارير وجهى فالبوسته المسجلة خاصة فى الصباح غالبا ما تعنى ان في طياتها كتابا لي خاصة وانى موعودة بعدد من الكتب والمخطوطات, ايهما يا ترى سا لتهم اليوم؟
قبل ان امضى اسمى على الجهز الالكترونى انى فعلا قمت بالاستلام قمت بفتح المظروف امام الشاب موظف البوسته, ابتسم منتظرا واحسست بالحرج ولم يتح لى ان اكمل اعتذاري فهو رسول الحمام الزاجل, مضى متمنيا لي يوما طيبا مع الكتاب, تمنيت له مثلها ودلفت اكمل استعداداتي للعمل.

جلست في الترام وكنت ممسكة (من تحت ركام الظل المحروق) للشاعر السودانى مجاهد آدم, كنت قد قرأت له بعض النصوص المتفرقة وشدت خيوط تفكيري وشجوني الا ان العنقاء التي نهضت من تحت ركام الظل المحروق كانت غير...الشعر.. الكتابة ليست كلمات منمقه ومرصوصة لتجميل الواقع.. عكس الواقع بلغة شاعرية لها القدرة على تأجيج نيران الوعى....فمن اول نص عرفت بأنى سأتورط في صمغ النصوص وانه من الافضل تركها لحين اعود الى البيت حيث لا يقطع تسلسل قراءاتي وطقوسي شيء من ضجيج الحياة الخارجية حين الوذ في غرفتي وصومعة وحدتي التي احب. ولكن هيهات
....ضوء البنادق او زئير الفاتحين)
و
(والحور لسن سوى بنات السذج الشهداء

ثم عرجت على الشارع, شارع الطفولة وايام الصبا الاولى, وتبسمت ورؤى فكرة الطلح وبائعي الرغبة يتصايحون ( طلح طلح طلح)... هل ... ليس هل الآن ايتها القلقة قلت لنفسي واستمريت في القراءة
تلك القطة.. القطة الاليفة كانت تلعب قربى..
(والطفل منهمك يقضى حاجته والقطة تشغله عن اتمام اللحظة في اطمئنان)...



كان وجهى يتفصد بالوجع احيانا وبالابتسام مرات
في الخاطر
ثم في قبر ينمو, و(القبانتيت) يشعل ثورته في لساني
وصوت سائق الترام يخطرنا بانا وصلنا المحطة الاخيرة وعلينا المغادرة... كيف؟ انها ليست المحطة الاخيرة, ليس هناك محطة اخيرة ابدا, فالترام ذاته سيعود من ذات الطريق تدندن عجلاته بتفاصيل الرائحين والمغادرات... ادخلت الكتاب في شنطتى بين دفتي كتابين آخرين كنت قد قمت باستلافهم من احدى المكتبات التي اشترك فيها في فيينا... طيلة النهار الذى بدا لي طويلا وانا اطوى في دقائقه السلحفية لأعود الى البيت لأواصل ما انقطع.... كنت نهارها مسئولة عن كل تفاصيل المكتب, الاتصالات وكل القضايا العالقة... يرن التلفون و (شجيرات العرديب السمراء) تغازل ذاكرتي... العرديب الذى ارتبط في ذاكرتي بالملاريا... وبعض عصاير رمضان
منذ امد بعيد وهذه (الضهارى) تسند ظهر كوستي حيث قلت للتنوع سلام
و.... مساء عدت الى البيت... الجمعة كان يوما للراحة من العمل بهدف ان تكون لي ثلاثة ايام لأنجز ما اريد... بعض المجاملات والزيارات وما زلت تحت ركام الظل يداهمني المخاض بشكل اعنف
قالت لي كاتبة من جامايكا كنت قد التقيتها في مؤتمر غانا في مايو المنصرم وكنت احاورها عن الكتابة وشجونها
انها (ولادة.... الطفل الذى يتخلق لابد له من الخروج... من رحم الكتابة)... واقول كذلك القراءة... احسست بالظل يكبس على رحمي, احسست بانه سيقع منى في شارع فيناوى عام... قلت فليكن, سوف اتصالح مع ذلك .. حتما ستعادل مراراته حروب عاشتها النمسا قبل زمن بعيد... ولكنها نهضت من ركام ظل الماضي وعمرت انسانها...
الانسان هنا هو القيمة الحقيقة للتنمية... هو جسد الفنون الحرة المدعومة من الدولة
فليقع رحمى وقلبى.... فالمجموعة الشعرية لمجاهد آدم هى منفستو سياسي... منفستو سياسي بكل ما تحمل الكلمة من محمول ومعانى... فالفنون ليست لأجل الفنون وكذلك الشعر كإحدى اهم واحن ضروبه لي

ثم ليلة امس وتماما عند منتصف الليل وقد حانت مواعيد النوم, لابد ان اقرأ حتى يغزل النوم من قلقي طمأنينة له.. بدأت اقرأ في رسائل كنفاني, احسست سوف اصحو للصباح ولكن لابد من النوم حتى لا يصيبني الارهاق لبقية ايام الاسبوع في العمل...لم انم بالطبع, اطفأت نور العولمة واشعلت فوانيس من هناك وهناك.. فانوس كنفاني, مطر يافا.. جنون صبابتي بغسان وشهواتي الصغيرة والصبية ان اجد رجلا مثله.. رجل يتستق فيه الحلم والحقيقة... رجال تحت الشمس... وركام تحت الظل و..... وتقلبت كثيرا في سريري وصوت درويش يهدهدنى لأنام
(لا شىء يوجعنني في سريري سوى الكون)... نمت لأصحو على صوت قمرية اعتادت على صحوي على حبال صوتها, تفعل

منذ ثمانية سنوات هي عمر ايامى في هذا البيت... بيتي.. بيت القراءات الاليفة.
وانهال الركام.. انهالت شجرة العرديب السمراء بالبكاء من عيوني... سالتها بدهشة.. هل بقى في هذه المآقي دموع؟
(وكنا نتساوى كفصوص العرديب)
كان التيس هنا...(لكننا لا ننكر حق التيس بان بعشق انثاه جهارا
ان يتشارك معنا الماء والعشب....)
ثم كان نص السقوط ونصا آخرا التنازلات... المنفستو السياسي.. من قال ان الشعر يكن شعرا بلا صوت تلك الأفئدة البعيدة... وماهي السياسة سوى صوت الشعر للحق والعدل والجمال
الشعر ليس فنتازيا... انه يجعل الجماجم تٌزهر في ليالي النحاس... نحاس الحرب
محكمة... عادلة ناجزة..
تحقيق... ضوء ينجز في وعى تواريخ الالم والامل
بينهما تضئ ابتسامة... ابتسامة شاعر الوادي الوسيم من ابتسامة محمود
وضوء يسيل من شمعات الاجابات الحارقة... اجابات لنفى الاسئلة التي تنفى الانسان... انسان السودان..
(ما اسمك؟
سوداني
ما جنسك؟)
(سوداني صفعني بقوة لا اعلم أين ! لكنى اتحسس أنين المكان؟.

اتحسس انين المكان... كل الارض لنا... للإنسان..
المكان؟ كتلة قلبي التي يخترقها ضوء الاسئلة
وعيون صبى سقتني كؤوس الاسئلة الحنظل وصوت في المواصلات العامة فى عاصمة الخصخصة والانقلابات يأمره بالنزول للتأكد من الهوية... لا تسألني, اسأل فقط هوية السلطة وتوزيع الثروة
لا تسألني... فلا جنسية لي ولأشهاده ميلاد..
لا وجهة ولا وطن... ما هو الوطن يا صبى قلبي؟ وطن الجدود؟
وينتزعني المنفستو السياسي.... منفستو الشعر الخارج من جوف الناس:

(أين تسكن؟ معتقل رقم 5
قبلها ملجأ رقم 2
وقبلها. معتقل معتقل ملجأ 72, معتقل 60 )

وكان رماد القرية ينهال علىّ... قلبي يوجعني.. قلبي عصفور مزعوط الريش, مبلول بعواصف السلطة وآبار البترول... وبيوت من خيش وكرتون ترمقني بألم..
قبور لرجال)
لا لون لهم لا وجه
لكن مكتوب على قبورهم سودانيون)
و...
على الصفحة الاخيرة بدأت امطار الدموع... هذه البلاد أوجعتني ... اموت ببطء
والشعر يحييني

(وكل عام تحرق الف حبيبة
والف عصفور يموت)

وكل عام.
كل شهر
كل يوم
كل دقيقة
كل ثانية

من (تحت ركام الظل المحروق) انهض... عنقاء الشعر حبيببي
الشعر معادلا لمرارة الواقع..
لذعات على الوعى.. على الوجدان.. على الامكنة...

ونهارات حريق الاسئلة... نهارات الزلزلة يا وطن الجدود!!




اشراقه مصطفى حامد
فيينا _ من نهارات وجع الروح
الثالث والعشرين من يونيو 2013

-------------------
مابين الاقواس من المجموعة الشعرية (من تحت ركام الظل المحروق) للشاعر مجاهد آدم
انوه الى ان النصوص فى الاصل مٌشكلة الا انى اعانى من كيبورد تسيطر عليه اللغة الالمانية والانجليزية واطبع من ذاكرة سكرتيرة سابقة.. كنتها ذات دهر

Post: #2
Title: Re: حين يكون الشعر *منفستو* للسياسة
Author: Ishraga Mustafa
Date: 07-09-2013, 06:24 PM
Parent: #1

من نصوص ذات المجموعة للشاعر مجاهد آدم



شَــارعُ تكْتـيِك
أنْ أنْسَـى
لَنْ أنسَى ذَاك الْشََّارِعَ ..
يُشْغِلُكَ الْمَارَّةُ بالتّرْحابْ
أطفالٌ سُمْرٌ وُجَهَـاءْ
على أسْــوَارِ الْحَيِّ المُهترئَة
كلٌّ يَرْسمُ وَجهَ حبيِبَتِهِ
بالْفَحْـمِ الأَسْـوَدِ ..
وبعضَ عِبَـاراتِ فُجُـور ..
كانتْ تُطْـرِبُني
أصْوَاتُ سِـيَاطِ ) الْعَنَج(
الْمَدْهُـونِ
حينَ تَمُرُّ نِعَـاجُ الْقَرويّيِنَ .
يَخْتَلِـطُ الأطفـالُ بألْويةِ الرّمْـلِ الصَّاعِدِ ..
بثيابٍ
انْكَمَشَتْ
مِنْ طُـولِ الْعُمــر
وَشُحِّ الْمَـَاءْ ..

في ذَاكَ الشَّارعِ
لَنْ أنْسَـى
سَـاقَ مُرَاهِـقَةٍ عَجْلَى
تُرْبِكُهَا نَظَرَاتُ الْمَارَّةِ
وَرَسَائِلُ حُبٍّ
نُلْقِيَهَا في ظِلِّ خُطَاهَا في
عَجَـل..
في ذَاكَ الشََّـارعِ
لَنْ أنْسَـى
تِجَّارَ الرَّغْبَـةِ حِيْن يَصِيْحُـوْن
) طَلْح طَلْح طَلْح طَلْح طَلْح (
وَنِسَاءُ الْحَيِّ
بِثُقْبِ الْبَابِ
يُفَاوِضـنَ الْبَائعَ في غَنَجْ..
فَيُتِمُّ الصَّفْقَةَ في اسْتِغْفَـار...
....

وَلَنْ أنُسَـى
في ذَاكَ الشََّـارعِ..
شَيْخًا سَبعينيَّ الرَّعْـشَة
يَرْبِطُ بَعْضَ تَمَائمِـهِ
لِصَـبيٍّ يُخْتَنُ للتَّوّ ..
وَبَنَاتُ الْعَـمِّ
يُوَاجِعْـنَ الصُّـغْـرَى ..
بِحَبِيْبِ الْعُمْـرِ الْمُرْتَجَـى..
وَالطِّفْـلُ
مُنْهَمِكٌ يَقْضي حَاجَتَه
والْقِطََّـةُ
تُشْـغِـلُهُ عـنْ إتْمَامِ
اللََّحْـظََةِ في اطْمِئْنَـانْ ..
نِيَـــالا 2002

Post: #3
Title: Re: حين يكون الشعر *منفستو* للسياسة
Author: Kabar
Date: 07-10-2013, 09:29 AM
Parent: #2

هل خنتنا يا بحر؟
يا ايها الكهل العجوز..؟
اٍذ لم تخبرنا كم اخفيت في جنبيك
من جماجم أو دماء..!
هي لم تكن ابدا قرابيين..
كذبا ، اذا ما ادعيت
فالمـــد ، لم يشفى غليل الكادحين..!!!


مجاهد ادم..

Post: #4
Title: Re: حين يكون الشعر *منفستو* للسياسة
Author: Kabar
Date: 07-10-2013, 09:37 AM
Parent: #3


صديقتي الجميلة.. اشراقة..حبابك
مفرح في هذا الزمن السوداني الـــوقـــح أن يفرح/تفرح انسان/ة بالشعر و اهل الشعر..!
كادت ان تصيبني هاء السكت ، ياصديقتي ، في هذه الدوحة المعفرة الظلال المسماة سودانيز اونلاين ، و بيني و بين نفسي اعلنت صيامي الخصوصي ، لأحزان تخصني و اخرى تخص المكان..و لكن..!
اعادتني هذه الإتكاءة الحميمة في ظلال الشاب مجاهد ادم ..و كنت اغالط نفسي في اصرار ان زمن الشعر الجميل قد اصبح ذكريات..فنحن قد عركت ذائقتنا الشعرية اسماء و اسماء..انبياء الزمن الشعري المر..فيانق الحسن البهي و الحزن الخلاسي الذي يشبهنا.. تعلقنا لماما بغبار محمد مدني و محمد عبد الله شمو و حافظ عباس محمد نور و ايوب مصطفى ، و سحنا في ميادين.. ابكر ادم اسماعيل ، عبد الله الزين ، امين صديق ، محمد حسين بهنس ، عثمان البشرى ، صادق الرضي ، عاطف خيري ، و كانت لنا مقايسنا المتطرفة في القبول و التفاعل ، و كانوا هم ، يقرأون تيارات الحس العام ، و يصوغون تأريخهم/تاريخينا/ تاريخ الوطن الحزين ، طوطم من البهاء الخصوصي..فوجدنا ذواتنا في خانات التطرف.. نقيس الشعر بهم.. نقيس الوجدان بهم ..نقيس جمال الحرف بهم.. الى ان اكلتنا غولة الغربة البئيسة .. فانقطعنا عن واقع السودان..و لم تعد لنا القدرة على الدهشة و المتابعة..
مؤكد اصوات سودانية كثيرة خرجت تملأ ساحة الشعر ضجيجا حميما مشاغبا..و لكني توقفت امام البعض (ربما عقدة المجايلة اياها التي صارت حاجزا و انحيازا)..توقفت امام تجربة نجوى ادم ، نهلة محكر و الشاب مجاهد ادم..و لكم تمنيت أن اقرأ له و اقرأ له..لأننا كنا نقول عن ذاتنا اننا اولاد الزمن المر ، قتلتنا الأبوة الخائبة و لم تترك لنا تجربة نقتدي بها ، و قتلتنا الخيبة فلم نترك تجربة يقتدي بها الأخرون ، و لكن هو قدر السودان الحزين ، كل جيل يتنكب طريقه لوحده ، يجازف و يشق الطريق نحو العبور .. العبور الى التكون و الرؤية الخاصة للكون و الأشياء و الإنسان و المأساة..!!
محرج يا اشراقة أن يقول احد مثلنا سمعت بمجاهد ادم.. محرج للغاية يا صديقتي..و لكن على قول الخواجات.. ان تأتي متأخرا خيرا من ان لا تأتي بالمرة..!
قرات عنه لماما..و سمعت باعماله مثل ( أنا النشاز) و (غدا ستثقب عصافير الضوء جسد الليل) و بعض من شذرات سيرته الحميمة ، و اكثر ما استغرقني انه هو من اولاد المأساة..من قاموا و فتحوا عيون الوعي فيهم نحو الكون فوجدوا الحرب بكل اهوالها..ثم كتبوا تأريخهم الشخصي و تأريخ اللحظة كاكبر ادانة على خيبة الزمن السوداني الــــوقـــــــــــــح.!!
ولازلت انتظر حظي أن اقرأ مجاهد مباشرة..!!
التقيته في عمل جميل اسمه (هل خنتنا يا بحر)..من الحان و غناء الشاب حسين الفكي (و الذي اسميه بيني و بين نفسي: بالمجنون السوداني العظيم ، ياخي في زول نصيح بيغني شعر عالم عباس محمد نور؟!!) ، و هو الآخر مثل مجاهد لكم تمنيت ان اسمع له كثيرا و كثيرا..!!



هي اللعنة يا صديقتي ، نحسب المسافة الزمنية بين الفيتوري و عالم عباس ، ثم بين عالم عباس و مجاهد ادم و نهلة محكر.. و ما اطولها من مسافات..!!!
ما ح اكون طماع يا اشراقة و اقول ليك باصي لي كل مطبوعة سودانية ، ولا حتى حاجات مجاهد ادم ، لكن دايرك تكوني شاهدة على هذا الحزن العاصف..!!!


مجاهد لك المحبة اينما كنت ، و كيفما كنت..!!
حسين الفكي ، عليك اللعنة اينما كنت و كيفما كنت ، و اللعنة في ايامنا كانت اعظم من الدهشة و الشوق و الحب..!!!!

كبر

Post: #5
Title: Re: حين يكون الشعر *منفستو* للسياسة
Author: ابو جهينة
Date: 07-10-2013, 09:42 AM
Parent: #3

شكرا أستاذة إشراقة

تحياتي وكل سنة وإنت طيبة
والتحية للأخ الشاعر مجاهد
والتهنئة له بمناسبة صدور هذا العمل الأنيق

Post: #6
Title: Re: حين يكون الشعر *منفستو* للسياسة
Author: ibrahim fadlalla
Date: 07-10-2013, 04:01 PM
Parent: #5

Quote: شَــارعُ تكْتـيِك
أنْ أنْسَـى
لَنْ أنسَى ذَاك الْشَارِعَ ..
يُشْغِلُكَ الْمَارَّةُ بالتّرْحابْ
أطفالٌ سُمْرٌ وُجَهَـاءْ
على أسْــوَارِ الْحَيِّ المُهترئَة
كلٌّ يَرْسمُ وَجهَ حبيِبَتِهِ
بالْفَحْـمِ الأَسْـوَدِ ..
وبعضَ عِبَـاراتِ فُجُـور ..
كانتْ تُطْـرِبُني
أصْوَاتُ سِـيَاطِ ) الْعَنَج(
الْمَدْهُـونِ
حينَ تَمُرُّ نِعَـاجُ الْقَرويّيِنَ .
يَخْتَلِـطُ الأطفـالُ بألْويةِ الرّمْـلِ الصَّاعِدِ ..
بثيابٍ
انْكَمَشَتْ
مِنْ طُـولِ الْعُمــر
وَشُحِّ الْمَـَاءْ ..

في ذَاكَ الشَّارعِ
لَنْ أنْسَـى
سَـاقَ مُرَاهِـقَةٍ عَجْلَى
تُرْبِكُهَا نَظَرَاتُ الْمَارَّةِ
وَرَسَائِلُ حُبٍّ
نُلْقِيَهَا في ظِلِّ خُطَاهَا في
عَجَـل..
في ذَاكَ الشَـارعِ
لَنْ أنْسَـى
تِجَّارَ الرَّغْبَـةِ حِيْن يَصِيْحُـوْن
) طَلْح طَلْح طَلْح طَلْح طَلْح (
وَنِسَاءُ الْحَيِّ
بِثُقْبِ الْبَابِ
يُفَاوِضـنَ الْبَائعَ في غَنَجْ..
فَيُتِمُّ الصَّفْقَةَ في اسْتِغْفَـار...
....

وَلَنْ أنُسَـى
في ذَاكَ الشَـارعِ..
شَيْخًا سَبعينيَّ الرَّعْـشَة
يَرْبِطُ بَعْضَ تَمَائمِـهِ
لِصَـبيٍّ يُخْتَنُ للتَّوّ ..
وَبَنَاتُ الْعَـمِّ
يُوَاجِعْـنَ الصُّـغْـرَى ..
بِحَبِيْبِ الْعُمْـرِ الْمُرْتَجَـى..
وَالطِّفْـلُ
مُنْهَمِكٌ يَقْضي حَاجَتَه
والْقِطَـةُ
تُشْـغِـلُهُ عـنْ إتْمَامِ
اللَحْـظَةِ في اطْمِئْنَـانْ ..


سهل ممتنع ...رصد التفاصيل الحياتية اليومية المألوفة لدرجة الإهمال ...بهذه اللغة السهلة والذائقة الحاذقة ...شئ يدعو للتأمل والإعجاب .
بل هو منفستو للحياة ...وما فيها .
شكرا ليك يا إشراقة إشراكنا صيدك الثمين ...وهل من مزيد ؟؟
------------------------------------------------
كبر يا صاحب ...شكرا على الأغنية البهية ...

ورمضان رطيب للجميع ...

Post: #7
Title: Re: حين يكون الشعر *منفستو* للسياسة
Author: AMNA MUKHTAR
Date: 07-10-2013, 07:24 PM
Parent: #6

شكرا شروق .

Post: #8
Title: Re: حين يكون الشعر *منفستو* للسياسة
Author: Ishraga Mustafa
Date: 07-14-2013, 03:54 PM
Parent: #7

كبر.... ساعود الى ترطيب حزنك العام

الى حينها لك ايضا من مجاهد آدم من مجموعته الشعرية


اِنْحِنَـــاءْ


سقطتْ سُقُوفُ الكونِ مُلقيةً عليَّ
مِن الْهُمومِ من زمنِ ابتكارِ اللهِ للنّاسِ
من شُرَفاء أو كُرَماء أوْ ... كَدُمًى..
هم نفسُ مَنْ نحتوا المصاحفَ في الضّريح
افْتَوْا إنّها
أي القيامةُ حظُّ مَنْ قَدِ استجَاب
هتافُهُم ضُوءُ البنادقِ أوْ زئيرُ الْفاتحين ..
والآنَ قد قالوا بأنّ الرِّيـحَ
)زَفِيرُ) الْعَـابرينَ إلى الْجَـحيمْ ..
هيَ لَمْ تَكُنْ للهِ حتمًا لا سِـراطًا مستقيمًا
هيَ شهْوَةُ الْجَسَدِ اللّحُوح ..
وَالْحُورُ لَسْنَ سِوَى
بناتِ السُّذَّجِ الشُّهَدَاء ..
نَفْسُ مَنْ رَتَّقوا بُطُونَ نسائِنَا الْجَوْعَى
فَضُّوا البلادَ إلَى جِرَاحاتٍ تَئِنّ ..
وَلشَرِّ ما اعْتَقَدوا
بأنّ الضُّوءَ قدْ يَخْبُو إذا سَكَبوا الظَّلامَ ..
عَصيٍرَ نُعَاسِهـم ..
الخرطوم.
2006




Post: #9
Title: Re: حين يكون الشعر *منفستو* للسياسة
Author: Ishraga Mustafa
Date: 07-15-2013, 04:04 PM
Parent: #8

عصام عيسى يا شاعر اهدانى بعض من اشعاره
فرحتى لا توصف حين عدت ذات امسية من سفر لاجد هدية تماثل عندى الحياة

من اهداك كتابا فقد اهداك عمرا جديدا

Post: #10
Title: Re: حين يكون الشعر *منفستو* للسياسة
Author: عبدالحفيظ ابوسن
Date: 07-15-2013, 04:08 PM

اشراقة يا صاحبة الزمن السمح
زعلان منك ,, جيتك في بيتك لا موية ليمون لا هزة كانون ,, ولا حبابك ساي
احب الشعر جدا
واتابعك محبا لك ولتلك الذكريات النضيرة
تحية لك وللعيال