تنحية مرسي من السلطة فصل من فصول الثورة المصرية المستمرة

إن اختزال الديمقراطية في نتيجة صناديق الاقتراع فكرة ناقصة لا سيما وسط الشعوب
التي لا زالت تنتظر (قادتها الملهمين) ليقولوا لها ما ينبغي عمله أو تركه، شعب مصـر
أنتخب مرسي في ظروف بالغة التعقيد .. وظل يراقب أداء حكومته ومدى وفائها
بأشراط الديمقراطية من حقوق اقتصادية وحريات، ولم يعجبه الحال. إذ ذاك لم يطـــل
بالشعب المصري المعلم التفكير فلا زالت ذكرى الاعتصام بالملايين في ميدان التحرير
طرية في عقول شباب مصر .. وميدان التحرير مجرب في قلب الموازين.

التاريخ يعج بالصعود عبر صناديق الاقتراع لتنفيذ أجندة لا علاقة لها بالديمقراطيـــــة،
شعب مصر أثبت أن هذه الخدعة ما عادت تنطلي عليه فعاجل نظام مرسي بخروج
سريع ومنظم لميدان التحرير ليضع نفسه على رأس قائمة شعوب المنطقة المرشحة
لإرساء ديمقراطية راشدة .. تسير خطى حكوماتها وفق ما يقرره الشعب.

إن من يقولون أن ما حدث من تدخل للجيش هو انقلاب على الشرعية الدستورية يقرأون
التاريخ من زاوية ضيقة، ما هو دور الجيش عندما يري أن أغلبية الشعب قد أعلنت عن
رفضها للنظام بالخروج للشوارع بنية ألا رجعة .. غير أن يقول للنظام (كفاية).

إن ما يجري في مصر يؤكد أن مصر قد أصبحت عصية على أن يتم خداعها بديمقراطية
يلتف عليها بأجندات لا علاقة لها بالديمقراطية .. وبالتالي فهي عصية أكثر على أن
يحكمها نظام عسكري ديكتاتوري ينفذ برامج أقلية .. والعاقبة عندنا في الثورات التي تستمر
حتى تنجز جميع مطلوباتها نحو المستقبل.

فهلا خرجنا من الملخصات المدرسية والفرضيات الباردة لنرى حركة الشعوب في الواقع
وكيف تبدع أشكال التغيير. كل ثورة في تاريخ البشر قدمت دورساً لفتح دروب جديدة
وسيبقى إبداع أشكال صناعة التاريخ كتاباً بلا نقطة في نهاية السطر.

كثر الحديث عن أن ما يجري على أرض مصر يستعصى على السيطرة .. حالة من الرعب
أنتشرت في أوساط كثيرين أن ما يجري هو بداية النهاية ..

أعتقد أن ما يجري في مصر فصل من فصول الثورة المصرية المستمرة حتى يتبوأ شعب
مصر المكان الذي يستحقه كرامة وديمقراطية وتنمية ورخاءً .. وكلها مطالب عزيزة تستحق
ما ظل يثبته شعب مصر من مقدرة على دفع مطلوبات التغيير منذ إنطلاقته ثورة يناير .. وليست
هناك خارطة فالطريق مجهول والعقبات كأداء، غير أن التصميم على إكمال مسيرة التغيير لا تخطئه
عين، فشعب مصر قد قرر أن يتخذ مكانه تحت شمس هذا العالم مهما كان الثمن وسينتصر.

Quote: التاريخ يعج بالصعود عبر صناديق الاقتراع لتنفيذ أجندة لا علاقة لها بالديمقراطيـــــة،

-

الزعيم الألماني (أدولف هتلر) جاء شخصياً عبر هذه الآليات "الديمقراطية" وعَــبَـر عــبْـر هذا الصندوق "الشفاف" . لكن هتلر وما أن ثبت و أراح صلبه على الكرسي حتى نكل بالجميع وأعمل فيهم صليبه المعقوف قتلاً وصلباً، من وقفوا ضده ومن انتخبوه، ومن اعترضوه في ألمانيا وخارج ألمانيا.

ومثله فعلت أمريكا وتآمرت لإزاحة أنظمة ديمقراطية منتخبة في جواتيمالا، والسلفادور، وتشيلي وعدد من دول أمريكا اللاتينية، وإيران، وعدد من الدول الأفريقية، ولم تعلن توبتها عن ما اعتادته من أفاعيل، فهي دعمت وما تزال تدعم أشرس الأنظمة الديكتاتورية في الخليج وغير الخليج متى ما كنت وفية ومطيعة لما تطلبه منها أمريكا.

لكن البعض من مثقفي السودان يرفضون آليات الثورة، ويصرون إصراراً عجيباً على عبادة و تقديس تلك الصناديق أكثر مما تفعل أمريكا وبريطانيا، ربما بأكثر مما يفعل إخوتنا (الهندوس) مع أبقارهم التي تعطيهم اللحم واللبن.

Quote: فهلا خرجنا من الملخصات المدرسية والفرضيات الباردة لنرى حركة الشعوب في الواقع وكيف تبدع أشكال التغيير

الدكتور عزمي بشارة - أخي محمد - كتب:
:( ما يصعب فهمه هو تساؤل تشكيكي منتشر في وسائل الإعلام عن الثورات العربية الراهنة، ويثيره بشكل خاص مثقفون عرب كانوا يساريين ذات يوم ويحتفظون ببعض عُدة اليسار المصطلحية، فهم لسبب ما لا يعتبرون أن الثورات العربية تستحق مفردة ثورة).

وكتب ايضاً:
:(الثورة هي اللّحظةُ التاريخيّةُ والفعلُ الجماعيُّ المحيِّران لبعضٍ من المثقّفينَ والمحلِّلينَ؛ إذ يجعلانِهم يحمِّلون الثّورةَ ذنبَ عدم توقّعِهم لها، أو ينفون عنها هذه الصِّفةَ حتّى لا تكونَ ثورةً غير متوقَّعَةٍ، وتصبحَ فعلًا عشوائيًّا اعتباطيًّا لا يمكن توقُّعُه بحكم تعريفه).

وكتب شارحاً:
:(ولستُ ممّنْ يروْن أنّ الثّوراتِ إذا لم تحمِل برنامجًا واضحًا ومفصَّلًا، فإنّها لا تستحقُّ تسمية الثّورة، فهذا غير صحيحٍ تاريخيًّا. لقد مرّت كلّ الثّورات في التّاريخ - دون استثناءٍ - بلحظةٍ من الإرادةِ الحرّةِ الجماعيّةِ والتحدّي، قبل أن يقومَ تنظيمٌ أو فردٌ بوضع أهدافِ الثّورة. والذين جعلوا لما يُسمَّى بـ "المرحلة الانتقاليّةِ" وِجهةً وهدفًا، هم أولئك الذين قد يُتَّهمون بلغة اليوم بمصادرة الثّورات.

فالثّورة الرّوسيّةُ لم تتفجَّر في شباط / فبراير لإقامة نظامٍ شيوعيٍّ أو اشتراكيٍّ، ولكنّ البلاشفةَ الذين استولوْا عليها في تشرين الأوّل / أكتوبر قد حدّدوا لها هذا الهدف، ومراحلَه الانتقاليّةَ تبعًا لذلك.

وقبْلها، لم تندلعْ الثّورةُ الفرنسيّةُ بهدف إقامة جمهوريّةٍ ديمقراطيّةٍ، وإنّما القياداتُ السياسيّةُ من النّوادي الباريسيّةِ المختلفةِ التي استولت على الثّورة، هي التي وضعتْ لها هذه الأهداف. وقد تدرّجتْ في وضعها؛ إذ لم يكن هدفُها في البدايةِ إزالةَ الملَكيّةِ وإقامةَ الجمهوريّةِ).

...
..
.

كتب الأستاذ/ الصادق عبدالله الحسن:

لكن البعض من مثقفي السودان يرفضون آليات الثورة، ويصرون إصراراً عجيباً على عبادة و تقديس تلك الصناديق أكثر
مما تفعل أمريكا وبريطانيا، ربما بأكثر مما يفعل إخوتنا (الهندوس) مع أبقارهم التي تعطيهم اللحم واللبن.

تحياتي يا الصادق ..

الحمد لله الذي لم يجعل لرؤى بعض مثقفي السودان القول الفصل فيما تقرره حركة الشعوب في الواقع الأخضر .. وعلى
أن عشنا وشفنا أشكالا للثورات لم تخطر على قلب بشر والقادم (أدهش) فقط أنتظروا لتروا .. قال فلاديمير اليتش
لينين في بداية الثورة الروسية (بعض الرفاق يتخذون مواقفهم من المخلصات المدرسية وليس من الصراع الطبقي في
الواقع .. كمن كان يتعلم السباحة من كتاب وعندما رأى النهر أدار عنه وجهه .. ستأتي الثورة وتكتب : حضرت ولم
أجدكم) .. الملايين التي خرجت لتقول لمرسي .. لا .. كفاية .. لا يهمها ما يقوله فقهاء الثورات.

-


نعم – أخي محمد

لحركة الشعوب القول الفصل فيما تقرره في واقعها الأخضر
والشعب المصري قال كلمته وبصورة أكثر صدقاً من كل تلك البطاقات التي يرمى بها في الصناديق المخجوجة والمعتمة، وأكثر وضوحاً من كل تلك البطاقات التي يتم حشرها في الصناديق البلورية "الشفافة" على حد مزاعم ومصطلحات الساحر الأمريكي.

ففي ظرف ثلاث سنوات فقط أنجز الشعب المصري الثائر جولتين في ثورة الشاملة والمستمرة. وها هي طليعته الثورية تستعد بكل هِمة وعزم للإعداد وخوض الجولة الثالثة والأخيرة، والتي سيكون فيها القول الفصل والقطع التام مع كل ما كان يمثله نظام الاستغلال القديم : أكان مختبئاً تحت اللحى الرمادية الكثيفة، أو متوارياً خلف البزة العسكرية المخيفة.

Quote: على القوى الثورية اليوم أن توحد صفوفها وتطرح نفسها كبديل سياسي ثوري مقنع للجماهير. بديل لقوى الليبرالية الصاعدة اليوم على أكتاف العسكر ولقوى الإسلام السياسي والتي هيمنت لعقود على قطاعات واسعة من الجماهير. علينا خلق منبر يوحد بين النضال الاقتصادي والاجتماعي في صفوف العمال والفقراء وبين كافة القطاعات المضطهدة في المجتمع، فهؤلاء هم من لهم مصلحة في استمرار الثورة وفي إسقاط قلب النظام وليس فقط ممثله سواء كان مبارك أو مرسي في السابق، وربما البرادعي في المستقبل القريب. لنبدأ من الآن التحضير للثورة المصرية الثالثة القادمة لا محال، ولنكن مستعدين لقيادة هذه الثورة للنصر النهائي. لقد أثبتت الجماهير من جديد أن طاقتهم الثورية ليس لها نهاية وأن ثورتهم بالفعل ثورة دائمة. فلنكن على قدر المسئولية التاريخية ولنعمل معاً لإنجاح الثورة

http://revsoc.me/politics/rb-ym-hzt-llm
...
..
.

الثورة أنطلقت

ومصر دولة مفتاحية في الاقليم،

ربما لا يستطيع أحد أن يتنبأ بملامح الثورة القادمة .. ولكنها هناك ستقابل القوى الحية
التي ما فتئت تقول لا للأنظمة التي لا تمثل أشواقها للحرية والحقوق الإقتصادية ومستعدة
دائماً لدفع كل مطلوبات ذلك..

الثورة ليست الفوضى .. ولكن فيها منها .. الذين يرون في الظروف التي تمر بها
بلدان ثورات الربيع العربي فوضى، تحتضن ذاكرتهم الدكتاتوريات التي
كانت متحكمة قبل هذه الثورات كـ (نُظم) من نظام . فلو كان الإقصاء والظلم
البواح والسجن والتقتيل نظام .. سيقول الناس مرحباً بالفوضى .. وهي ليســــــت
الفوضى بل الحيوية الجماهيرية بكل تضحياتها الصعبة وأثمانها الباهظة لأجل هدف
نبيل (وطن للجميع) يصبح فيه الناس مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات
والاستمتاع بالوطن.

الديمقراطية (أشواق الجماهير) تعبر عن ذاتها في أبهى الصور .. غير عابئة
بتعقيد المشهد. أطراف كثيرة تطرح اجندة متناقضة كل يدفع في إتجاه مــــا
يرآه .. والبعض قد ثبت صورة في ذهنه عن الديمقراطية وتعامي عن الملايين
التي خرجت في ميدان التحرير مطالبة مرسي بالرحيل .. مصر تتغير بوتائر
متسارعة .. فعقود الصمت ما أجدت وجاء دور الجماهير لتقول كلمتها فيا
لبشرى القدوم والقادم الجميل مهما كان الثمن.

مصر تمر بمنعرج المخاض العنيف صوب المستقبل المغاير.. سيتم إنتزاع
الكرامة والحقوق والحرية والديمقراطية من براثن الكيزان والعسكر وجميـــع
أصحاب الأجندة الخاصة .. الصراع يتوتر وكلما عز المطلب زادت التكاليـف

ولكن

شباب 25 يناير 2012 .. شباب 30 يونيو 2013م يؤكدون كل يوم على وعيهم
بما أختزن التاريخ وبالتالي فهم قادرون على الوفاء بعهـد التغيير الحق وإن طال
السفر ..

شكراً لهم فإنهم يقدمون درساً غير مسبوق .. سيقال عن الثورة المصرية أنها
إستثناء في تاريخ الثورات.

وقفة اجلال واكبار لوعي الشعب المصري
واقفين بالمرصاد لحيل الكيزان ، حتى الجيش كاد أن (ينخ) لكن الشعب امده بما يحتاجه من دعم

الصورة من تركيا ... هل تصدق؟

كتب مهدي صلاح :

وقفة اجلال واكبار لوعي الشعب المصري
واقفين بالمرصاد لحيل الكيزان ، حتى الجيش كاد أن (ينخ) لكن الشعب امده بما يحتاجه من دعم
--------------------------------------------------------------------------------------

العيد مبارك عليكم ..
لا بد من صنعاء وإن طال السفر .. لابد من ديمقراطية لا تكون معبراً للتمكين، تحرسها عين الشعب
المتحد الواعي (بالدم في الشارع والساحات).

أسفر الصباح عن حكاوى تقصر عنها أضغاث الأحلام ..
حكاوى (من كل عادٍ في ملابس عادل أو ثعلب يزهى بلبدة حيدر)
( يتمرغون على القذارة والقذى ويحدثونك عن صفاء الكوثر)

وحدها الجماهير يا صديقي اليقين

الثورة
لا يصنعها القادة في غرف العمليات
بل يصنعها الشعب المتحد الواعي
بالدم
في الشارع والساحات

كل الاحزاب والقوى السياسية المصرية أتت مهرولة
لميدان التحرير للحاق بركب ثورة الشباب .. يتوسلونها
القبول وما أن إنتصرت الثورة حتى بدأ ترتيب مصر
ما بعد الثورة حسب موازين القوى التي تمتلك الثروة/
التنظيم/الثقافة والخبرة بأساليب إدارة الصراع حول
المقاعد .. فتعرضت الثورة المصرية لأكبر عملية
سطو يهدف لحرفها عن أهدافها .. ولكن تجربة شباب الثورة
وحساسية قرون إستشعارهم جعلتهم يهبون من جديد
ويعيدون الثورة المصرية إلى طريقها رغم عتو الرياح
فأبقوا على الأمل بأن شباب الثورة المصرية يعرفون
أهدافهم والسبل المفضية إليها ..