آن لحكومتنا أن تمد رجليها ...

المعارضة المسلحة ممثلة في الحركات المتمردة وجبهاتها الثورية القتالية المختلفة تنادي بالعمل العسكري لتغيير النظام القائم... وتجد من يؤيدها ..
مما ينفي عن الحكومة الحالية في هذا الإطار عدم الشرعية في انقلابها العسكري على نظام ديمقراطي ضعيف منتخب من قبل أغلبية في الشعب ...
وفي هذه الحالة لن يحدث الفرق والتغيير الذي ينشده المواطن بين نظامين يفرضان حكمهما بالبندقية ...

**

المعارضة المدنية عندنا – خاصة العلمانية واليسارية – ظلت تصرخ وتنادي وتؤيد أبواقها هنا وهناك انقلاب الجيش في مصر على الحكومة الضعيفة المنتخبة في ممارسة ديمقراطية حرة وشفافة ..
مما يعني ترحيبهم بشرعية النظم الثورية التي تستند على القوات المسلحة في تغيير الحكومات الديمقراطية وفقا لرغبة البعض ...

إذن فالموقف سيان ما بين انقلاب الجيشين السوداني والمصري على الحكومتين المنتخبتين من قبل الشعبين مع فوارق بسيطة أهمها الاختلاف الفكري والمنهجي الموجه للحكومتين والجيشين، ونسبة البعض الذي وقف بجانبه الجيش لحظة استلامه للسلطة ... وهو اختلاف طبيعي يتمحور ضيقاً واتساعا مع مجريات الأحداث والزمن.

لكن التبرير عندك...... بعد 24 سنه

السلام عليكم
مع احترامى لوجهة نظرك
لكن ليس هنالك وجه للمقارنة
الشعب السودانى لم يخرج كما فعل المصريين ولم يطالب برحيل الصادق المهدى
الجيش فى مصر وقف مع خيار الشعب ولم يوجه بحزبية كما حدث عندنا
يعنى الجيش عندهم مع الشعب وليس ضده كما عندنا

قلنا أن الفرق بين الجيشين قبل انقلابها على الشرعية الديمقراطية ليس بكبير ...
فالجيش المصري ظل يساند حكم مبارك لأكثر من ربع قرن من التاريخ الأسود لمصر ..
ربع قرن من الشمولية والظلم والفساد والقمع والتململ لم يحرك الجيش فيها ساكناً للاصلاح ولم يقل لمبارك " بغم" ..
وهو نفسه الجيش الذي لم يصبر على حكم الديقراطية عاماً واحداً وهو يدعي انحيازه للشعب ويعيد الانقلاب لصالح العسكر ..
وهو نفس العسكر الذي يقف له مدعو الديمقراطية والعلمانية عندنا تحية واحتراماً لمجرد أنه أزاح نظاما اسلامياً في مصر ..
إذن فالبديل الراجح للانقاذ – قبل ان تكتمل استقامة الفكر الديمقراطية لدى المعارضة – هي انقاذ أخرى تؤمن بوأد الحكم الديمقراطي بواسطة العسكر - أو الشيطان نفسه - إذا جاء بمن لا يتسق مع فكرهم ...

كتب هشام المجمر في خيط ل اخر .....له التحيه

Quote: مرسى جاء بسبب تدخل الجيش فى السياسة و ذهب بذات السبب كيف وصل مرسى للسلطة؟ انتخابات : نعم ولكن بعد انقلاب عسكرى اطاح بالرئيس حسنى مبارك ولم يكن من الممكن حدوث ذلك لولا تدخل الجيش فى السياسة. وكما حدث قبل سنتين و نص ثار الناس على الحاكم و بصورة اضخم من 25 يناير و مرة اخرى تدخل الجيش فى السياسة و الذريعة هى نفس الزريعة الانحياز للجماهير!!! مرسى جاء بسبب تدخل الجيش فى السياسة و ذهب بنفس السبب. اذا قبل الناس تدخل الجيش فى السياسة قبل عامين و نصف فلماذا يرفضوه الآن . الجيش فى كل الحالتين يقول انه انحاز للجماهير. ولا ينفع تبرير أن حسنى مبارك كان حاكما ديكتاتوريا بينما جاء مرسى بالانتخاب لأن المبدأ فى النهاية واحد . من كان يرفض تدخل الجيش يرفضه مبدئيا و لو قبله و سمح به فليعلم أن الجيش لن يتخلى عن هذه الميزة بسهولة و لن يقبل ان تؤخذ منه ما لم يتم تغيير شامل فى الثقافة السياسية و هذا لن يتاتى بسهولة . انه عمل مضنى دؤوب طويل و الاحزاب السياسية فى مصر لا تقدر عليه .. على الاقل ليست الاحزاب التى اراها فى الوقت الحالى.

اخي الفاتح ..
التحيات الزاكيات الصالحات

Quote: لكن التبرير عندك...... بعد 24 سن

ماجئت به ليس تبريرا للانقلاب .. فطبيعتي تكره الانقلاب والتجارب تضعها في بند المحرمات لدي .
ولكنها محاولة لاصلاح استخدام معيار الصاح والطالح في المعاملات الدنيوية، الديمقراطية عند الغربيين ليست غاية .. ولكنها عندما تصبح طريقا اوحدا لغاية رفيعة تصبح غاية مجردة، وكذلك الشورى ليست بغاية .. ولكنها منهج شرعي يضعها في حكم الغايات التي لا يصلح الحكم الاسلامي إلا بها .. إذن عند يتراضى الناس على الانتخابات الحرة كمدخل وحيد لكرسي الحكم .. يجب عليهم احترام هذا التراضي والقنوع بمآلاته .. والتي قد تكون مرة كحنظل حكم مرسي لمصر والمهدي في السودان . والانقلاب عليها لا يكون إلا سعي لوارء الطريق الحق .. ولاينتج إلا حكماً شمولياً قد يكون أنكى من حكم مبارك وأكثر بأسا من حكم الانقاذ ...

Quote: الشعب السودانى لم يخرج كما فعل المصريين ولم يطالب برحيل الصادق المهدى الجيش فى مصر وقف مع خيار الشعب ولم يوجه بحزبية كما حدث عندنا يعنى الجيش عندهم مع الشعب وليس ضده كما عندنا

تحياتي أخي معاذ ...
الحديث هنا لا أسعى لربطه مباشرة بحزب أو جماعة ..
ولكني أرغب في اتساق المعيار ..
من يرفض الاحتكام للعسكر يجب أن يرفضه سواء أكان في صالحه أم غير ذلك ...
ومن يحتكم لصناديق الانتخابات عليه تحمل تبعات هذا الاحتكام .. سواء أتاه بإخوان أو يسار ...