مريم..

مريم..


07-02-2013, 11:51 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=440&msg=1372762298&rn=83


Post: #1
Title: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-02-2013, 11:51 AM
Parent: #0



إنهمكت مريم في إعداد الشاي لوالدها وضيوفه..لم يكن جميعهم من الأغراب فأحدهم كان عمها إبن خال والدها وآخر كان شقيق أمها الأوسط ..اما باقي الرجال فقد كانوا من الجيران
في القرية وقد عرفتهم منذ أن وعت علي الدنيا..والدها شيخ بابكر كان أكثر رجال القرية قوة وحزما في إبداء الرأي والتمسك به له مكانة عالية في القرية والكل يعمل لرأيه ألف حساب..
كان عمدة القرية والتي ورث عموديتها من والده لذلك كان قبلة جميع من في القرية عند البحث عن حلول لمشاكلهم.
...............
...............

إعداد الطعام و بعده تحضير الشاي للاسرة و للضيوف كانت مهمة مريم الأساسية في كل يوم حالها كحال كل بنات القرية ونسائها..تساعدها والدتها في تقطيع الخضار في الصباح وهي تجلس فوق عنقريبها الهبابي الصغير في راكوبة مطبخ صغير تتوزع الرمال الدقيقة علي ارضها في في شكل هندسي خفيف ترسمه مريم بإتقان بمكنستها كل صباح قبل أن تشرق الشمس تماما..
بينما نما اللبلاب من إحدي جوانبها وتسلقها حتي غطاها كلها فصار منظرها اخضر وبديع يغري أم مريم بأن تقضي فيها كل يومها ..ومازادها حبا للراكوبة بجانب أعبائها المنزلية من طباخة لعواسة هو أنها صارت أيضا قبلة نساء القرية تستقبلهن كل يوم في الضحوية بعد إنتهائهن من أعمالهن اليومية في منازلهن..يجلسن معها لتبادل الأحاديث عن أحوالهن وبيوتهن واحلامهن والتي لا تتعدي علي الإطلاق مسئولياتهن المستمرة تجاه اسرهن.. تصحبهم في تلك الرفقة الطيبة طقوس جبنة الضحوية والتي صارت واجب جاراتها صفية وآمال..اصغر جاراتها عمرا...

.............
.............

في كل صباح تحمل مريم قفة الخضار التي ارسلها والدها من السوق وتضعها امام والدتها ومعها فرامة وصينية المونيوم اهترأت حوافها بسبب كثرة وطول سنوات الإستخدام..
تضع مريم الصينية أمام والدتها من أجل أن تضع الخضارفيها بعد تنظيفه..تضعها بهدوء تتسم به طوال يومها رغم إرهاقها وهي تكرر في كل مرة وبنفس الصوت المسترخي منبهة والدتها..

يمه..ياهو دا الخدار جبتو ليك..

في الحال تستعدل أمها في جلستها بعد ان تجمع طرف الثوب الأزرق الذي كانت تتوسده لتغطي به رأسها حرصا علي ان لا يفاجأها زوجها ورأسها كاشف..تميل بنصف جسدها من مجلسها لأسفل لتنظر تحت العنقريب بحثا عن فردة سفنجتها..تتناولها بأصابع يدها اليسري والتي يزين أحد اصابعها خاتم جنيه كبير كان قد أهدته لها والدة زوجها عقب إنجابها أبنها البكر.
لفت حول دبلته من الداخل وعدة مرات بإتقان خيط احمر حتي يصير مقاس أصبعها بعد أن صار واسعا عليها بمرور السنوات.. تصلح فاطنة من وضع سفنجتها علي الأرض امامها بحرص وبطء خوفا من أن تلامس قدميها المخضبات بالحنة وزيت الكركار الارض وترابها .. تنزل قدميها وتتركها تنزلق داخلها وهي لا تتوقف عن الإستغفار والحمد لله لتبدأ بعدها مباشرة في تفريغ الخضار من القفة للصينية في حركة تلقائية تعودت عليها بفعل الممارسة المستمرة طوال عمرها وذلك لتنظيفه من بعض العروق القديمة ثم تقطيعه بعد ذلك..

تتم بالدعاء لأبنتها مريم بحنية..

شاحدة الله يا بنيتي تتهني وتتمني وإديك ود الحلال الهدي ورضي ..
ثم تسالها ..

جبتي الفرامة مع الخدار؟؟ تأتي إجابة مريم في نفس اللحظة التي تلمح فيها هي الفرامة..
لقيتها خلاص.. فتضيف سؤالا آخرا ..

أخوك ياربي إتذكر يجيب الدقيق والسكر معاه من دكان الشيخ؟؟
القرقوش قرب يكمل..الموجود يكفي شاي الصبح بس!

مسحت مريم بطرف طرحتها العرق من جبهتها وهي ترد في صوت متعب قليلا ويدها مشغولة بجمع عدة الشاي إستعدادا لغسلها في طشت صغير..

آآي جابو وقاليك قابل عمتي ست نور في الدكان و قالت بتجينا هي وخالتي الرحمة بعدين العصرية بدري يخبزوا معانا القرقوش..

الساعة لم تتجاوز التاسعة صباحا بعد.. الا أن مريم كانت قد انتهت من كنس الحوش وترتيب ديوان الرجال..ساعدها شقيقها عبدالرحمن في رفع المراتب وإدخالها الغرفة حفظا لها من الشمس والغبار قبل خروجهم مع والدهم بعد الإفطار..كانت تلك واجباته اليومية في المنزل يساعده شقيقه فضل فيها كما يتساعدان في ملأ الأزيار والمرسال خارج المنزل..
......
.......

تنظيف الخضار لم تكن وظيفة فاطنة الوحيدة فبعد أن كبرت مريم وصارت أغلب اعباء المنزل مسئوليتها المباشرة..فإن ذلك سمح لها ببعض الراحة.. تستيقظ حاجة فاطنة كل يوم علي صوت النباه للأستعدا د لصلاة الفجر..تتأكد من أن إبنها فضل قد ملأ الأباريق الأربعة لحاج بابكر وضيوفه ولهن ..ثم تذهب بعدها للتكل لتوقد عيدان الحطب لتحضير شاي الصباح باللبن المقنن .تحضره في برادين حجمهما كبير..تضيف نفس عدد ملاعق السكر في مرة..بحرص شديد تضع كبابي الشاي في الصينية وبجانبهم البراد الكبير ليتناولها منها فضل الذي يرجع بعدها مسرعا ليحمل صحن القرقوش الكبير مع جك الموية البلاستيكي الاخضر والذي كانت قد إشترته لها مريم قبل خمسة أعوام خلال زيارتها لعمتها النعمة في أمدرمان أثناء مرضها ..وعلي الرغم من طول المدة منذ شرائه إلا أنه إحتفظ بشكله جديدا .. كانت حريصة عليه حرصا شديدا لا تستخدمه الا لتقديم الماء لوالد ابناءها أو عند زيارة الضيوف ....
بعد الصلاة وما يعقبها من دعاء ينتهي بشراب الشاي..تشرع حاجة فاطنة في عمل الفطور فوق نفس نار الموقدة والتي قوي أشتعالها حتي يكون جاهزا في الثامنة صباحا قبل أن يخرج زوجها وأبنائها للسوق ولأعمالهم...

..............
..............





..........

Post: #2
Title: Re: مريم..
Author: م. سيد احمد قدورة
Date: 07-02-2013, 12:19 PM
Parent: #1

حياك الله يا منى خوجلى

Post: #3
Title: Re: مريم..
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 07-02-2013, 12:38 PM
Parent: #2

البطلة مريم والله أمها والله الجك الأخضر .. ياخي دي قصة تلقائية
زي (عم عبدالرحيم) كل الناس هناك ما بتعرف زعل .. تزل من منو .. وتزعل في شنو؟
كل الناس صحاب .. كل الناس أهل

في انتظار باقي القصة

Post: #19
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-04-2013, 01:00 PM
Parent: #3

Quote:


لتفاصيل الصغيرة دائماً ما تشوه النصوص ولا تحفز القارئ للمواصلة . بس هنا التفاصيل تشجع على المواصلة فيها حميمية وبيت سوداني جميل من زمن أجمل . كتابة طاعمة وحلوة ..
رد • أعجبني • متابعة المنشور • ‏الثلاثاء‏، الساعة ‏12:26 مساءً‏



كيف حالك أم مؤيد..سعيدة جدا بمشاركتك الجيرانية
وشكرا علي كلماتك التحفيزية..حقيقي تساعدني علي تذكر تلك المشاهد التي خزنتها ذاكرتي بعد أن اثارت لحظتها في نفسي مشاعر مختلفة بعضها غضب وبعضها فرح وبعضها إستغراب
وإن مر البعض منها أمامي دون أن يثير كل إهتمامي...

خليك معانا ..




........................

Post: #4
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-02-2013, 11:48 PM
Parent: #2

مريم هي كل فتاة وإمرأة في مناطقنا الريفية والقري البعيدة..بعيدة تصاوير حياتهن وضائعة في زحمة المدنية وصراعاتها المختلفة..



Quote:
حياك الله يا منى خوجلى



أزيك يا ود قدورة ولعلك طيب..

شاركنا وتابع معانا ..

Post: #5
Title: Re: مريم..
Author: awad okasha
Date: 07-03-2013, 00:19 AM
Parent: #4

كتابة بنكهة الشاي المقنن وطعم القرقوش ..
في انتظار باقي الحكي ..

Post: #6
Title: Re: مريم..
Author: محمد مختار جعفر
Date: 07-03-2013, 00:48 AM
Parent: #5

تحية متابعة .. بعمق الرؤية القصصية التراثية وتقاليدها السمحة ..

Post: #7
Title: Re: مريم..
Author: صلاح عباس فقير
Date: 07-03-2013, 03:20 AM
Parent: #6

صاح زي ما قالت أم مؤيد: هذا الحكي رغم اشتماله على التفاصيل الصغيرة،
لكنها جاءت مثل لمسات وجدانية حميمة، أو ترانيم قديمة حنينة،
والجملة دي حرّكت فيني أشياء كثيرة:
Quote: يمه..ياهو دا الخدار جبتو ليك..

شكراً أخت منى!

Post: #30
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-06-2013, 10:42 PM
Parent: #7

Quote:
صاح زي ما قالت أم مؤيد: هذا الحكي رغم اشتماله على التفاصيل الصغيرة،
لكنها جاءت مثل لمسات وجدانية حميمة، أو ترانيم قديمة حنينة،
والجملة دي حرّكت فيني أشياء كثيرة:
Quote: يمه..ياهو دا الخدار جبتو ليك..

شكراً أخت منى!


كيف حالك يا صلاح عباس..
أشعر بمشاعرك تجاه الجملة أعلاه..
فغالبا تذكرك بشقيقاتك وعلي الأغلب واحدة منهن أكتر من الأخريات وخاصة أثناء الإجازات..
أحتمال تذكرم بإبنة خالك التي تربت معكم في المنزل..
تذكرك بالصباح اللطيف والجلوس بجانب الوالده وهي تنظف وتقطع الخضار والبصلة ولحمتها فوق النار..
وأخبار الأهل وإقتراحات العروسات والضحكات المتبادلة وأنت ترشف الشاي الاحمر بالنعناع..
تخدمك شقيقتك وهي فرحانة جدا بتواجدك معهن في نفس المكان وعلي الرغم من تعبها فإنها لا تتوقف عن سؤالك..
أجيب ليك عصير؟؟
اسوي ليك شاي تاني؟
............
............
ليت كل الأسر تستطيع ان تعيش بقوة روح العاطفة والتماسك في الريف!

شكرا يا صلاح ما تمشي بعيد..



...................

Post: #54
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-10-2013, 03:47 AM
Parent: #5

كل عام وجميعكم بخير..

رمضان كريم..

Post: #8
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-03-2013, 08:35 AM
Parent: #1


لم يكن عمر مريم قد تجاوز الإثني عشر ربيعا عندما ارغمت علي ترك الدراسة كانت وقتها علي مشارف الإنتهاء من المرحلة الأبتدائية.. قرر والدها أن تكتفي بما درست ..

هو البنوت بيسون شنو بالقراية والشهادة..دايرات يعلقنها في التكل؟!!

قال ذلك بلهجة حادة عندما لمح نظرة إنكسار ودموع في عيونها ولم يزد علي كلماته حرفا!

قبلت مريم بقرار والدها بحزن دون إبداء ظاهر لغضب أو إحتجاج..لم يكن في أمكانها أن تفعل حتي لو أرادت..والحق أنها بقدر ما كانت تخشي ذلك اليوم الا أنها كانت تعرف بقرب حدوثه
إذ أن شقيقتها الكبري لم يسمح لها حتي بذلك القدر من الدراسة...تذكر تماما ذلك الصباح عندما أخبرت أمها شقيقتها آمنة بأن والدها لا يريد لها أن تذهب مرة أخري للمدرسة..
ثم زوجوها بعد عام وهي في عمر صغير لإبن عمها محمد المزارع..شقيقتها لم تغضب لذلك القرار..لكنها كانت مختلفة عنها..كانت تكره الدراسة والواجبات اليومية التي لم تتمكن قط من
إكمالها بسبب الأعباء المنزلية!
آمنة كانت تعلم أن لا فائدة من الإستذكار ..الإستذكار واجب الأولاد فقط..لأنهم إن نجحوا فإنهم يلتحقون بالمراحل الأكبرفي الدراسة ويواصلون تعليمهم للجامعة ثم يعملون...وإن لم ينجحوا فإنهم يعملون في الزراعة...أو ربما ساعدهم الحظ فسافروا للسعودية وعملوا بها أو ساعدوا أهلهم في زراعة اراضيهم..أما هي وفتيات القرية واللاتي تجمعهن بجانب تشابه المصائر أواصر القرابة والنسب فإنه من المستحسن عليهن أن يتقن الطبخ والتطريز إن أمكن فمصيرهن أن يتزوجن وينجبن الأولاد قبل البنات..



Post: #9
Title: Re: مريم..
Author: ابو جهينة
Date: 07-03-2013, 09:19 AM
Parent: #8

متابع

مع كامل الود

Post: #10
Title: Re: مريم..
Author: م. سيد احمد قدورة
Date: 07-03-2013, 12:36 PM
Parent: #9

دائما رائعه ومبدعه وفنانه يا بت خوجلى

Post: #37
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-07-2013, 01:26 PM
Parent: #9

فضل اصغر أفراد الأسرة عمرا .. كان في نفس عمر أمين إبن شقيقته آمنة الإثنان في التاسعة من العمر.. عندما حزنت مريم في ذلك الوقت بسبب إرغامها علي ترك الدراسة حزن معها كثيرا..قضي ذلك المساء بجانبها يحاول التخفيف عنها بي حكاوي مضحكة..كان شديد الإلتصاق بها ولا يخجل من إظهاره لذلك الحب فيحضر لها في كل يوم النبق ولا يرفض لها ابدا طلب مرسال أو مساعدة..
فضل كان محبوبا من الجميع لشقاوته الظريفه وحبه للضحك..تعود علي أن يمر في أي وقت بعد المدرسة أو العصريات بدري ببيوت القرية وإن كان بيت عمته ست نور المفضل ..تحضنه في كل وقت يدخل فيه الديار وتقبله قائلة..
واحلاتي دي..جيت من المدرسة خلاص؟
تلقاك عطشان..
أجري فالح لسعاد اتديك عصير ليمون بااارد...
ثم تخرج من الفضية القديمة بجوارها والتي أنكسر زجاجها من الجانب الأيسر سكرية ذهبية اللون يحفظ فضل شكلها ومحتواها تماما ..تفتحها لـتأخذ بعض من الحلوي تمدها وهي تبتسم قائلة..


هاك يا فضل.. أدي منهن إتنين لمريم والباقيات ليك..

تتسع إبتسامة فضل وهو يتناول منها الحلوي محاولا عدها بسرعة ليعرف كم سيكون نصيبه منها..ياخذها يضعها في الجيب الكبير في جلابيته السمنية ويجري سريعا دون أن يودع
عمته ودون أن يطلب من سعاد العصير..
..........
...........

مريم مريم..هاك جبت ليك الحلاوة البتريديها من عمتي..
قلت أديك منها إتنين..ثم رخي صوته بمسكنة وهو يقول..
بتتبقي لي واحدة بس!

فضل لم يعلم مريم بأنه قد أكل فعلا أربعة منهن في الطريق..
تضحك مريم قائلة..واحدة شنو يا كضاب..امشي تلاقيك اكلتها في السكة..
قالوك ماعارفة حركاتك؟.



Quote: متابع

مع كامل الود


....................

مرحب بالصديق وبرئيس المطاميل..

شكرا علي المتابعة ووجودك دائما يسعدني...
.........
.........

Post: #11
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-03-2013, 11:22 PM
Parent: #8

محاولة تعديل مكان المداخلة..

Post: #12
Title: Re: مريم..
Author: Osman Musa
Date: 07-03-2013, 11:40 PM
Parent: #11

يا مني ياخ ريحة شاي مريم دي باقة
من بوستك ده . ياخ قريفتينا

Post: #13
Title: Re: مريم..
Author: ABUHUSSEIN
Date: 07-03-2013, 11:49 PM
Parent: #12

سـلام و إحترام ثم متابعة .....

Post: #14
Title: Re: مريم..
Author: يحي قباني
Date: 07-04-2013, 00:11 AM
Parent: #13

Quote: وعلي الرغم من طول المدة منذ شرائه إلا أنه إحتفظ بشكله جديدا .. كانت حريصة عليه حرصا شديدا لا تستخدمه الا لتقديم الماء لوالد ابناءها أو عند زيارة الضيوف ....

والد الأبناء قبال الضيفان ذاتهم ...

ديل الرجال البقلبوا الحكومات يا مني ...
____________________________
الله يجيبك يا أغاني و أغاني

Post: #15
Title: Re: مريم..
Author: إدريس محمد إبراهيم
Date: 07-04-2013, 06:26 AM
Parent: #14

Quote: مريم بنيتي ما تزعلي من أبوك..أقبلي بحكمه و بحكم الله..تراكي ماشاء الله إتعلمتي وبقيتي تقري وتكتبي..
هو العلام ماشي يجيب ليك عريس ولا يفتحلك بيت؟؟
ثم زادت في كلماتها محاولة ان تخفف علي إبنتها ألمها..
باكر يجيك عدلك وتجيبي وليدات يملوا عليك البيت وتدرسيهم زي مادايرة..قومي حبيبتي إستغفري وماتخلي الشيطان يلعبك..ابوك داير مصلحتك ومصلحتك في بطن البيت ده ..
ماها في المدرسة!



يا سلام عليك يا منى أختي ياخ ..... أزييييك ومشتاقين كتيييير يعلم الله ....

Post: #16
Title: Re: مريم..
Author: الطيب شيقوق
Date: 07-04-2013, 07:23 AM
Parent: #15

تسلمي يا منى

اسلوب قصصي ممتع وسلس وقرأتها حرف حرف وكأنها مجسدة امامي

هذا هو نهج الحياة في كل بيوت السودان

صورة اللبلاب وهو يزين تلك الرمال المتموجة امام المنزل فيها بعد خيالي مزهل


Quote: في الحال تستعدل أمها في جلستها بعد ان تجمع طرف الثوب الأزرق الذي كانت تتوسده لتغطي به رأسها حرصا علي ان لا يفاجأها زوجها ورأسها كاشف


لله درك بت الخليفة
Quote: تستيقظ حاجة فاطنة كل يوم علي صوت النباه للأستعدا د لصلاة الفجر..تتأكد من أن إبنها فضل قد ملأ الأباريق الأربعة لحاج بابكر وضيوفه ولهن ..ثم تذهب بعدها للتكل لتوقد عيدان الحطب لتحضير شاي الصباح باللبن المقنن .تحضره في برادين حجمهما كبير..تضيف نفس عدد ملاعق السكر في مرة..


دا نوع الحكي البجنن بوبي


Quote: مريم هي كل فتاة وإمرأة في مناطقنا الريفية والقري البعيدة..بعيدة تصاوير حياتهن وضائعة في زحمة المدنية وصراعاتها المختلفة..


صحيح مريم رمزية للمرأة الريفية المكابدة والمكافحة

التعديل لخطأ في كلمة مزهل فقد كتبت سهوا بالذال

Post: #17
Title: Re: مريم..
Author: م. سيد احمد قدورة
Date: 07-04-2013, 07:40 AM
Parent: #16

هذا ما نود مطالعته فى منبرنا

Post: #18
Title: Re: مريم..
Author: عبيد الطيب
Date: 07-04-2013, 09:10 AM
Parent: #17

Quote: لم يكن عمر مريم قد تجاوز الإثني عشر ربيعا عندما ارغمت علي ترك الدراسة كانت وقتها علي مشارف الإنتهاء من المرحلة الأبتدائية.. قرر والدها أن تكتفي بما درست ..

هو البنوت بيسون شنو بالقراية والشهادة..دايرات يعلقنها في التكل؟!!

قال ذلك بلهجة حادة عندما لمح نظرة إنكسار ودموع في عيونها ولم يزد علي كلماته حرفا!

قبلت مريم بقرار والدها بحزن دون إبداء ظاهر لغضب أو إحتجاج..لم يكن في أمكانها أن تفعل حتي لو أرادت..والحق أنها بقدر ما كانت تخشي ذلك اليوم الا أنها كانت تعرف بقرب حدوثه
إذ أن شقيقتها الكبري لم يسمح لها حتي بذلك القدر من الدراسة...تذكر تماما ذلك الصباح عندما أخبرت أمها شقيقتها آمنة بأن والدها لا يريد لها أن تذهب مرة أخري للمدرسة..
ثم زوجوها بعد عام وهي في عمر صغير لإبن عمها محمد المزارع..شقيقتها لم تغضب لذلك القرار..لكنها كانت مختلفة عنها..كانت تكره الدراسة والواجبات اليومية التي لم تتمكن قط من


الكترااااااااااااابل والكسرااااااااااااابل
والله يا أم عروض ....
مريم هي فتاة الريف والبوادي ..................!
بس يا بخات الحال موضوع عرس ود أعمك دي خلي ناس مريم...............
إنحنا ذاتنا قطَّع منعنا ومرايقنا...................

يقولوا ليك قدحك بغطيهو ليك منو.............!
وبعد ما تغطيهو بتكون فقدت ضلعتين من ضلوعك القصار
وتعيش باقي عمرك كلُّو ورقبتك عوجة....................!

نعم كما ذكر قدوره هذا ما نود مطالعته في المنبر

محبتي

Post: #20
Title: Re: مريم..
Author: د.محمد حسن
Date: 07-04-2013, 01:52 PM
Parent: #18

متابعة
مقعد لوج

Post: #57
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-11-2013, 00:41 AM
Parent: #20

Quote: متابعة
مقعد لوج




مرحب يا دكتور محمد الحسن..كيفك والبنيات وأمهم؟

مريم رمضان مأثر عليها علشان في بدايته..خاصة انه شغل البيت كله عليها..
بس إنت برضو ما تمشي بعيد..

كل رمضان وانتو بخير


.......

Post: #50
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-09-2013, 10:34 AM
Parent: #16

Quote: تسلمي يا منى

اسلوب قصصي ممتع وسلس وقرأتها حرف حرف وكأنها مجسدة امامي

هذا هو نهج الحياة في كل بيوت السودان

صورة اللبلاب وهو يزين تلك الرمال المتموجة امام المنزل فيها بعد خيالي مزهل




اللبلاب ولا المزيرة؟؟

جنب الراكوبة خاتين زير أحمرصغير فوق حمالة حديد..نضيف ومندي..
فوق ليه غطا من الساكوبيس الابيض وكوز المونيوم يلمع من النضافة مربوط في دوبارة بالجنبة..
ومرات بيغطوا الزير بغطا المونيوم والكوز مكفي بي فوقه..
اللبلاب اتسلق الحيطة كمان في الراكوبة وبعض من عروقه فرشت أرض الجانب الايسر من الزير وسقاها النقاع من مويته (القلة)

.................
.................

المزيرة الكبيرة كانت في بداية الحوش اول ما تدخل البيت وتعدي الديوان تلقاها..فيها أربعة أزيار ماكنات..
2 لونهم أسود و2 لونهم بني..فوقهم سقف مغطيهم من الشمس وكل زير بي كوزه..
مسئولية الاولاد يملوهم بعد ما يغسلوهم..غالبا بيملوهم تمام كل يومين..
مويتهم سااااااااقطة!

إيه ر|أيك تكركع منهم كوز ماكن اسه..ولا إنت صايم الليلة؟؟

Post: #49
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-08-2013, 11:36 PM
Parent: #15

Quote:
يا سلام عليك يا منى أختي ياخ ..... أزييييك ومشتاقين كتيييير يعلم الله ....



كيف حالك يا إدريس وكيف حال الأولاد وأمهم؟؟

وبرضو رمضان كريم عليك وعلي الجميع وفي البال لسة حلو مر الحاجة في الحاج يوسف..
أمانة عليك تسلم عليها وعلي الباقيين كتير ..

سميرة أخبارها شنو؟؟

..................

.................

خليك متابع معانا..

Post: #46
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-08-2013, 11:55 AM
Parent: #13

Quote: سـلام و إحترام ثم متابعة .....


مرحب أبو حسين..

كانت فيضانات 88 لم تبدأ بعد عندما غادرت بصات السيرة الخرطوم في الصباح الباكر متجهه الي شندي حيث العروس واسرتها..
في الباصين الفنان والعازفين..نساء الاسرة ورجهالها وأطفالها..الأقارب والجيران ..
سارت البصات والاغاني والتصفيق علي اشده والفرح بائن علي وجوه الجميع..الحفلة اليوم مساءا وغدا نرجع بنفس البصات الي الخرطوم..
............
............

بدأت الامطار في الهطول بعد الخروج من العاصمة وزادت حتي أضطر سائقي البصين للتوقف في قرية ليست ببعيدة تماما عن شندي..
كانت الامطار قد كونت بحور يصعب معها التحرك..وبدأت تدخل في البصات حتي نصحونا بأن نخرج من البص ونجلس علي ارض عالية حتي لا تغرقنا المياه أو تجرفنا بعيدا..
كان الأمر مخيفا..فلم تكن أمطار بل فيضان أغرق كل شيء أمامه ومازالت أمطاره تهطل بشدة..
ضاعت الآمال مع بمرور الوقت في أن نخرج من المنطقة..وتملكنا خوف علي الأطفال معنا ومن إنقطاع طرق التواصل مع أهلنا في الخرطوم ومع أهل العروس في شندي..
ومن عقارب قد تلدغنا لو جلسنا علي الأرض!

...............
...............
وكما في الحج..يأتون من كل فج عميق..جاءنا أهل العز الحقيقي والكرم الحقيقي الذي يبذل فيه الجميع كل وآخر ما عندهم..
في تلك القرية التي أجبرنا علي التوقف فيها عرفنا أكثر قيمة أهل القري وحجم إنسانيتهم..جاءوا بصواني أكل إستغربنا متي طبخوا مافيها ومن أين؟؟
كل شيء كان باد عليه الفقر المقدع..بيوت طين تهدمت أجزاء من جدرانها..فقر في المواد في المدن فكيف يكون حال القري؟؟
الكسري والضان المذبوح لنا والشاي وازمة سكر لم تمنعهم من إحضاره..أكاد أجزم كان آخر سكر وأخر شاي وآخر دقيق وربما الضان الوحيد المتبقي!
كم أحب أهلي في الريف وتأسرني طيبة أخلاقهم وعمق إنسانيتهم!

يطلبون ويصرون لأن نذهب الي بيوتهم للنوم فيها وعلي الأغلب سيستغنون إن رضينا الذهاب معهم عن أماكن نومهم لنا..كل ذلك بسعادة ورضاء تام!
وفي الصباح الباكر يأتي الجميع متسابقا بالشاي واللقيمات ليرجعوا بعد قليل باقداع العصيدة وعدس عليها يحكي حكاية كرم لم يتمكن الفقر من قتله..

يا أبو حسين ويا إخواني أنا قلبي ساكن في الريف ومع الفقراء..

...........
...........

واصل معانا..




Post: #42
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-07-2013, 10:23 PM
Parent: #12

Quote: يا مني ياخ ريحة شاي مريم دي باقة
من بوستك ده . ياخ قريفتينا




عثمان ود عمنا موسي..
الشاي المقنن و"المجنن" عنده زباين كتار خلاص..
في الخرطوم في العمارات في واحده عاملة محل قعدة شاي العالم كله بيمشي ليها..
تعال من أمريكا أعزمك هناك..قلت شنو؟؟
ولا أحرق ليك حلة..كل يوم سخن حبة لبن خليه يمسك فيها وما تغسلها..
لغاية ما تبقي بعد كده جاهزة لتقنين اللبن..

خليك معانا..

................

Post: #21
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-04-2013, 04:10 PM
Parent: #11


Post: #22
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 07-04-2013, 04:27 PM
Parent: #21

المبدعة دوما / الأستاذة منى خوجلي
يا سلام على الحكي الذي يصور واقع حياة الريف البسيطة الجميلة بصدق وبدون تكلف
"بوست" أراهن على أنه سيكون شجرة ظليلة سيقصدها كل من أراد الإستظلال والترويح عن النفس بعد عناء و تعب .
قرأت واستمتعت كأني أشاهد لوحة فنية رائعة رسمتها ريشة الفنانة منى خوجلي
دا الحكي البدخل القلب على طول، يفرحه ويسعده
واصلي وامتعينا يا بت خوجلي

Post: #23
Title: Re: مريم..
Author: الطيب شيقوق
Date: 07-04-2013, 07:03 PM
Parent: #22



اسحاق ود فداسي

Quote: يا سلام على الحكي الذي يصور واقع حياة الريف البسيطة الجميلة بصدق وبدون تكلف
"بوست" أراهن على أنه سيكون شجرة ظليلة سيقصدها كل من أراد الإستظلال والترويح عن النفس بعد عناء و تعب .
قرأت واستمتعت كأني أشاهد لوحة فنية رائعة رسمتها ريشة الفنانة منى خوجلي
دا الحكي البدخل القلب على طول، يفرحه ويسعده
واصلي وامتعينا يا بت خوجلي


ههههههههههههههههها اقسم بالله عندي احساس كبير تجي ناطي - عارف جنس الحكي دا بخليك تتكرش كلك

تعال تعال وخالك معاك

Post: #24
Title: Re: مريم..
Author: اميرة السيد
Date: 07-04-2013, 07:21 PM
Parent: #23

الغالية منى
معقولة يا منى الوليمة دي كلها دايرة بهنا وانا ما جايبة خبر...
رواية رائعة وكأنها تدور امامي الآن.. فتصويرك للوقائع وكأنها شريط سينمائي يمر امامنا ونتفاعل مع احداثها..
لمن قريت حكاية الشاي باللبن المقنن.. طوالي اتذكرت طلب ابوي دائما من امي تعمل ليه شاي بلبن مقنن.. ونحن بجاه الملوك نلوك..
وهسع قلت لصديقتي : يا بسمات عليكي الله انا نفسي في شاي بلبن مقننّ.. فردت وهي مخلوعة: انتي جنيتي ولا شنو .. اللبن المقنن ده يجيبو ليكي من وين؟؟ فقلت ليها : اللبن المقنن ما بيجيبوا ولكن بيعملوه من اللبن الفي الثلاجة؟؟
فقالت: طيب اذا صحي انتي عارفة قومي اعملي لينا اللبن المقنن ده.. ولكن عجزت .. لأن اللبن اتحرق.. وشربنا شاي ساده..
يا سلام يا منى انتي رائعة والرواية اكثر من روعة,,
والله يديك العافية

Post: #25
Title: Re: مريم..
Author: صبري طه
Date: 07-04-2013, 07:51 PM
Parent: #24

مريم حبيبتي أنا ...

تسلمي يا أجمل مُنى هنا







ــــــــــــــ

Post: #67
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-15-2013, 02:02 AM
Parent: #25

تم نقل المداخلة للصفحة الثانية..

Post: #66
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-14-2013, 12:27 PM
Parent: #24

Quote: الغالية منى
معقولة يا منى الوليمة دي كلها دايرة بهنا وانا ما جايبة خبر...
رواية رائعة وكأنها تدور امامي الآن.. فتصويرك للوقائع وكأنها شريط سينمائي يمر امامنا ونتفاعل مع احداثها..
لمن قريت حكاية الشاي باللبن المقنن.. طوالي اتذكرت طلب ابوي دائما من امي تعمل ليه شاي بلبن مقنن.. ونحن بجاه الملوك نلوك..
وهسع قلت لصديقتي : يا بسمات عليكي الله انا نفسي في شاي بلبن مقننّ.. فردت وهي مخلوعة: انتي جنيتي ولا شنو .. اللبن المقنن ده يجيبو ليكي من وين؟؟ فقلت ليها : اللبن المقنن ما بيجيبوا ولكن بيعملوه من اللبن الفي الثلاجة؟؟
فقالت: طيب اذا صحي انتي عارفة قومي اعملي لينا اللبن المقنن ده.. ولكن عجزت .. لأن اللبن اتحرق.. وشربنا شاي ساده..
يا سلام يا منى انتي رائعة والرواية اكثر من روعة,,
والله يديك العافية




سلام أميرة يا عزيزة..ورمضان كريم..

في حاجات كده كانوا بيعملوها اهلنا زمان وكنا نمر بيها بدون محاولة فهم لها..وأعتقد إننا في لحظتها بنفتكرها حاجة ما محتاجة معرفة..إفتراض خاطيء طبعا!

أصل اللبن المقنن ده أنا ماعارفاه جه من وين..وهل هو موجود في بلاد تانية ولا خاصية بتاعتنا برانا..
علي كل حال يا أميرة أنا ما كنت بحب ريحته وماكنا في صغرنا بنعرف إنه إسمه مقنن كنا بنقول عليه لبن شايط يعني محروق!
وبرضو كانوا بيشربوه الصباح بدري بس ..ما شوفتهم في البيت بيشربوه في وقت غير كده..وكمان ما عارفة هل اللبن المقنن للشاي بس ولا برضو بيعملوا بيه الحلويات زي الرز بلبن مثلا..

أسمعيني..أحرقي حلة كل يوم بشوية لبن وما تغسلي الحريق الفيها..بعد كم يوم بتبقي صالحة للبن المقنن..
الحلة تكون المونيوم مش ستينليس ستيل..وبالهنا والشفا إنتي وبسمات..


شكرا شكرا يا أميرة علي مشاركتك اللطيفة..
...........
...........



Post: #84
Title: Re: مريم..
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 07-19-2013, 07:20 AM
Parent: #66

...

Quote: تذكرك بشقيقاتك وعلي الأغلب واحدة منهن أكتر من الأخريات وخاصة أثناء الإجازات..
أحتمال تذكرم بإبنة خالك التي تربت معكم في المنزل..
تذكرك بالصباح اللطيف والجلوس بجانب الوالده وهي تنظف وتقطع الخضار والبصلة ولحمتها فوق النار..
وأخبار الأهل وإقتراحات العروسات والضحكات المتبادلة وأنت ترشف الشاي الاحمر بالنعناع..
تخدمك شقيقتك وهي فرحانة جدا بتواجدك معهن في نفس المكان وعلي الرغم من تعبها فإنها لا تتوقف عن سؤالك..
أجيب ليك عصير؟؟
اسوي ليك شاي تاني؟






مشهد حي،
رسم بالعطر،
والحس، والذوق، والقلم،
حتى عشته..

....

Post: #59
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-12-2013, 03:41 AM
Parent: #23

Quote:
ههههههههههههههههها اقسم بالله عندي احساس كبير تجي ناطي - عارف جنس الحكي دا بخليك تتكرش كلك

تعال تعال وخالك معاك



اسحاق أستاذ كبير في الحكي..اتعلم من كتاباته كثيرا وخاصة في بناء المشاهد وفي تصوير الأحداث
وأتمني أن لا يبخل علينا بكتاباته البديعة وخاصة تلك القائمة علي الحياة في الزمن الماضي في الريف..
واقول الماضي لأنه علي الرغم من التقدم البطيء في بعض مناطق الريف وأن أغلبه يعيش كما عاش
أجدادنا قبل نزوحهم للمدن أو حتي هؤلاء الذين وجدوا في المدن..إلا أن الماضي كان له أشيائه الخاصة
وتفاصيله في اذهان الطفل أعمق وأكثر قدرة علي الإلتصاق بالذهن وتثير في النفس المشاعر المختلفة..بين الحنين للماضي
والشوق له ولملامح حياته البسيطة وقيمه العالية وبين البغض ليعض من ملامحه القاسية..

أثناء إحدي زياراتي لإحدي مناطق السودان..وفي ذلك سيكون لنا بوستا مختلفا بإذن الله..أصابني الذهول لحالة الإنسان فيها..
رجلا كان أو إمرأة..ذهول من عادات وتقاليد وتفسير غريب للدين..من الفقر المقدع والأمراض..من حالة الأطفال وغياب التدريس..
حال تلك القرية شابه الكثير جدا من قري أخري حتي وهي علي بعد أميال بسيطة من المدن!
............
............

تحياتي لك ولأسحاق...


....................

Post: #26
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-05-2013, 00:22 AM
Parent: #21




قسوة شيخ بابكر مع الجميع لم تكن الا ستارا يداري به رقته وعطفه ..كان يري أن القسوة الظاهرة تخلق تماسك في الأسرة وفي القرية..هذا التماسك والترابط لم يكن في رأيه ممكنا
الا بإظهار تلك الصرامة وحسم الأمور دون نقاش كثير مع الآخرين....درس الخلوة وحفظ القرآن كأغلب أهل الريف وهو دون العاشرة وعرف عنه حلاوة الصوت في ترتيل القرآن ..

والده الفكي عبدالرازق.. رحمه الله كان رجلا صالحا..صبوح الوجه حتي وهو قليل الإبتسام.. كان يقوم بتدريس القرآن في كل خلاوي المنطقة وأحيانا في المناطق المجاورة لقريتهم كما
كان يؤذن في جامع القرية..لم يتغيب عن أي آذان حتي كبر في العمر وعجز تماما عن الذهاب للجامع.. تقارب في شبابه للشيوخ الصالحين في القري الأخري فتزوج من صفية بت الأمين
إبنة الشيخ الصالح الأمين محمد الولي والتي صارت فيما بعد والدته..له ثلاثة من الأشقاء وشقيقتين تزوجوا جميعا من أبناء وبنات أعمامهن وإستقروا في قري الجزيرة المختلفة..

كان الفكي عبدالرازق قد صار عمدة القرية وتولاها طيلة مشوار حياته الطويلة والتي حرص خلالها علي أن يصطحب إبنه بابكر ومنذ صغره في مشاويره حتي تعلم منه أمور العمودية ومسئولياتها..وعلي الرغم من الإهتمام المبكر لبابكر بالتجارة وإمتلاكه لأكبر دكان في الحلة فيما بعد..الا انه إهتم أيضا بالزراعة وإهتم أكثر بالعمودية بشكل مكنه من أن يلم بكل كبيرة
وصغيرة في القرية...


..........................


Quote:

تحية متابعة ..
بعمق الرؤية القصصية التراثية وتقاليدها السمحة .



مرحب العزيز محمد مختار جعفر..
أعلم بأن لديك الكثير والذي تستطيع مشاركتنا فيه ..فلا تبخل علينا..

شرفت...

Post: #27
Title: Re: مريم..
Author: خالد العبيد
Date: 07-05-2013, 01:32 AM
Parent: #26

يا سلام عليك يا منى
احب اسم مريم جدا
امي اسمها مريم
لك السلام والشوق الواحد


اكتبي اكتبي

Post: #28
Title: Re: مريم..
Author: معتز يوسف نجم
Date: 07-05-2013, 01:52 PM
Parent: #27

كلام ذي الرز والله

حضور ومتابعة العزيزة مني خوجلي

جبنا العنقريب الهباب ومنتظرين في ضل العصير نتابع هذا الحكي الطاعم

Post: #29
Title: Re: مريم..
Author: عبدالله ود البوش
Date: 07-05-2013, 08:46 PM
Parent: #28

حكي تعجز آلة التصوير لنقل كل تفاصيله كما فعلت منى

Post: #31
Title: Re: مريم..
Author: عمر نملة
Date: 07-07-2013, 02:45 AM
Parent: #29

سلام
Quote: آآي جابو وقاليك قابل عمتي ست نور في الدكان و قالت بتجينا هي وخالتي الرحمة بعدين العصرية بدري يخبزوا معانا القرقوش..

ابداع
بس علليك الله القرقوش دا بيخبزوا كيفنو؟

Post: #32
Title: Re: مريم..
Author: الطيب شيقوق
Date: 07-07-2013, 08:11 AM
Parent: #31

قسوة شيخ بابكر مع الجميع لم تكن الا ستارا يداري به رقته وعطفه ..كان يري أن القسوة الظاهرة تخلق تماسك في الأسرة وفي القرية..هذا التماسك والترابط لم يكن في رأيه ممكنا
الا بإظهار تلك الصرامة وحسم الأمور دون نقاش كثير مع الآخرين....درس الخلوة وحفظ القرآن كأغلب أهل الريف وهو دون العاشرة وعرف عنه حلاوة الصوت في ترتيل القرآن ..

Quote: والده الفكي عبدالرازق.. رحمه الله كان رجلا صالحا..صبوح الوجه حتي وهو قليل الإبتسام.. كان يقوم بتدريس القرآن في كل خلاوي المنطقة وأحيانا في المناطق المجاورة لقريتهم كما
كان يؤذن في جامع القرية..لم يتغيب عن أي آذان حتي كبر في العمر وعجز تماما عن الذهاب للجامع.. تقارب في شبابه للشيوخ الصالحين في القري الأخري فتزوج من صفية بت الأمين
إبنة الشيخ الصالح الأمين محمد الولي والتي صارت فيما بعد والدته..له ثلاثة من الأشقاء وشقيقتين تزوجوا جميعا من أبناء وبنات أعمامهن وإستقروا في قري الجزيرة المختلفة..

كان الفكي عبدالرازق قد صار عمدة القرية وتولاها طيلة مشوار حياته الطويلة والتي حرص خلالها علي أن يصطحب إبنه بابكر ومنذ صغره في مشاويره حتي تعلم منه أمور العمودية ومسئولياتها..وعلي الرغم من الإهتمام المبكر لبابكر بالتجارة وإمتلاكه لأكبر دكان في الحلة فيما بعد..الا انه إهتم أيضا بالزراعة وإهتم أكثر بالعمودية بشكل مكنه من أن يلم بكل كبيرة
وصغيرة في القرية...


ما تقيفي يا ام عروض

في انتظارك

Post: #33
Title: Re: مريم..
Author: إدريس محمد إبراهيم
Date: 07-07-2013, 08:40 AM
Parent: #32

عشـــم الصغيرين ...


إنتي يا عشم الصغيرين في الدفا ...
عشم البيحلم ديمه بي لحظة صفا ...
بالريده .. بالحب .. بالوفا ...
بي نجمه في الافق البعيد ...
والنور يسارق في السراديب بالخفا ...
وقتين يباغت العتمه يسرج للقناديل الوميض ...
يربت علي كتف اليتيم يتفقدو ...
يواسي دمعات الحزين ويهدهدو ..
ويزيل عواقب ساده درب الامنيات ...
يلفح متاهات الحزن ويبددو ..
مسكين يقاسمك في الوجع ..
واحزانو في التيه يدفنه ...
ينسلّ في جوف الحريق ...
زي غيمه تنضح بالسنا ...
وهج البروق وقتين تزلزل في الشفق ..
غيمة مطر رطّب جفاف الأمكنه ...
زولاً مسافر راح يوزع زادو للناس الحفت ...
كفّاها من زادو القليل .. وارتاح على حزنو انكفا ....
روعة عيون عشم الصغيرين في الدفا ...
عشم البيحلم ديمه في لحظة صفا ...
بالريده بالحب والوفا ...


إدريس محمــد إبراهيم
الرياض 11/04/2006م

Post: #34
Title: Re: مريم..
Author: إدريس محمد إبراهيم
Date: 07-07-2013, 09:15 AM
Parent: #33

أخت الشــهيد ...

صرخة في وجه الذين باعوا وقبضوا الثمن ...

أنا يا بلد لو كان منحتك ..
روحي ودمايا ونور عيوني ...
أنا لا بمّن في يوم ولا بعرف كفى ...
أما ما بنيتك يا بلد قبّال أكون ..
بنت الخليفه العاش بأحداق العيون إيمان يسبح للإله ..
طيبة قلب مشهوده والكل عارفه ...
أنا من زمان سموني ناس ...
عشم الصغيرين في الدفا ...
أختاً لكل ملهوف .. حزين .. جايع حفا ...
قبّال أكون أخت الشهيد الاشترى ..
بي دمو بالروح مصطفى ....
***
أخت الشهيد الهام في حبك يا بلد ..
سجّل حروف من نور مع صحبه الكريم ..
كان المداد روحو ودماه ...
يا حليلو ده الما شاف جناه ...
زي عادتو قام صلى الفجر ...
وزع حنانو وقبلتو .. فوق الجباه ...
طبق قاشو ونزل مسرّع ...
لي سكه شاف فيها الخلاص .. حلم الحياه ...
فوق صدرو كان يضوّي الجناح ...
فوق قلبو كان يغلي الغضب ضد الجناه ...
لكنو راح ... في سبيل مبادءو وكلمتو ...
كايس دوام عزة وطن ...
كايس رخاؤه ورفعتو ...
حريه ما بتعرف سجن غير للعصاه ..
ما كاسلو جاه ...
***
خلوني أصرخ يا بلد ...
في وجه كل خوّار بليد ...
أغروهو بالمال والمناصب ...
بي بهرة المجد التليد ...
بي فيلا بي خدماً كتار ...
با لبعت حلمك بالعفن ...
أنا ما بحيد ...
عن سكه كان فيها الوطن .. غايه وسبيل ..
عن سكة الحزن اكتسى .. .توباً جديد ....
عن ناس تلوّن في المواقف كل يوم ...
موقف جديد ...
أنا ما بحيد ...
وأنا ياني أختك يا الشهيد ...
حبي الوطن .. همّ الوطن ...
همّ المساكين والتعابه ...
ناساً بتفترش الارض .. تحت السحابه ....
با الراكب البنز الجديد ...
ما تنسى ويلات الحفاه ...
والناس عراه ...
أطفال صغار ...ضرعاً يبس ..
والدنيا غابه ...
ما بتدي غير زمرة لئام ... ناساً ديابه ...
دايماً تعيش تمتص من شريان وريد ..
وانا عمري ما بعرف بحيد ...
يا الباكي عن صورتي القبيل ..
يا حليل زمانك يا حليل ...
أنا ببكي عن صورة بطل .. باع بالقليل ...
يا حليل زمانك يا الخليل ...
ياحليل حليل ..
أنا صوتي منحاز للبلد ...
حس المزارعيه البتشتل في الأمل في الحسكنيت
صوت الطفوله الحالمه بي سودان جميل ..
يا حليل حليل ..
**
أنا مهري بس حب الوطن ..
الزول يكون موقف ثبات ...
أنا ما بحب الزيف أبد ...
أنا زوله مكياجي المياه ...
لا حمره لا روج لا أساس ..
لا بودره زي كل البنات ...
يا الباكي في صورتي القبيل ..
يا حليل حليل ..
أنا مهري بس حب الوطن ..
وأنا زولي ما بيعرف يحيد ..
وانا ما بحيد ..
وانا ياني أختك يا الشهيد ..

إدريس محمــد إبراهيم
الرياض 02/07/2006م

Post: #35
Title: Re: مريم..
Author: محمد الرفاعى
Date: 07-07-2013, 10:44 AM
Parent: #34

شكراً منى
يا سلام
قصة واقعية...هادفة... وذكريات ممتعة... وزمن الزمن زين ... و زمن الحنان والطيبة... تحكى عن حال القُرى حينها وما أحلى الحياة فيها .

Post: #36
Title: Re: مريم..
Author: امير طمبل
Date: 07-07-2013, 10:58 AM
Parent: #35

متابعة و تكرار في القراءة .....صراحة أجمل ما قرأت منذ دخولي هنا
تسلم الأنامل يا مني
محبتي و تقديري و إحترامي

Post: #38
Title: Re: مريم..
Author: عمر علي حسن
Date: 07-07-2013, 01:36 PM
Parent: #36

Quote:
التعديل لخطأ في كلمة مزهل فقد كتبت سهوا بالذال

وانا اسابق الركب علي حمارتي العرجاء لالحق ما فاتني من صفو الزمان القديم .. اذا بي اتعثر في الحفرة التي حفرها خالي (المزهلل)
لنفسه .. فخنق الصواب بتصحيح خاطئ .. وقال فقد كتبت سهوا بالذال ...... افو يا خال .... (الذهول) اصلا بالذال

قال ربك في الكتاب المبين ... يوم تذهل كل مرضعة عما ارضعت .... وقال ابن منظور عن ابن سيده .. ذهل الشيء وذهل عنه وذهله وذهل
(بالكسر) عنه يذهل فيهما ذهلا وذهولا تركه علي عمد او غفل عنه او نسيه لشغل ..

اما زهل وزهول فليس لها في العربية اصل .. ولكننا في لهجتنا السودانية افترعنا (الزهلله) من نفس الاصل العربي بسبب نطقنا الخاطئ
للذال ...

اسقطتني ياخال عن حمارتي .. واخرجتني عن صمت وصوم عن الكلام تعلمه .. هل تريد ان تكون مثلهم .. ام تراك تبحث عن مشكلة مع عمك
سيبويه فيقوم علينا جميعا ويسقطنا في العربي والانجليزي كمان

اما مني فستعيدني للصمت والتامل .. وتعيدني لبيت جدي طفلا ارقب حبوباتي وخالاتي وعماتي .. بشغف .. فهل يا زمان من عوده هل ؟ ..

يديك العافيه .. ايتها الرائعه .. ويخرجنا بك من صمت الي ذهول .. وزهلله ..

عمر علي حسن

Post: #41
Title: Re: مريم..
Author: الطيب شيقوق
Date: 07-07-2013, 06:00 PM
Parent: #38

كدي خليني اسلم ليك في راسك دا

وطمئنا على صحتك وصحة ام ام امير

Quote: وانا اسابق الركب علي حمارتي العرجاء لالحق ما فاتني من صفو الزمان القديم .. اذا بي اتعثر في الحفرة التي حفرها خالي (المزهلل)
لنفسه .. فخنق الصواب بتصحيح خاطئ .. وقال فقد كتبت سهوا بالذال ...... افو يا خال .... (الذهول) اصلا بالذال

قال ربك في الكتاب المبين ... يوم تذهل كل مرضعة عما ارضعت .... وقال ابن منظور عن ابن سيده .. ذهل الشيء وذهل عنه وذهله وذهل
(بالكسر) عنه يذهل فيهما ذهلا وذهولا تركه علي عمد او غفل عنه او نسيه لشغل ..

اما زهل وزهول فليس لها في العربية اصل .. ولكننا في لهجتنا السودانية افترعنا (الزهلله) من نفس الاصل العربي بسبب نطقنا الخاطئ
للذال ...

اسقطتني ياخال عن حمارتي .. واخرجتني عن صمت وصوم عن الكلام تعلمه .. هل تريد ان تكون مثلهم .. ام تراك تبحث عن مشكلة مع عمك
سيبويه فيقوم علينا جميعا ويسقطنا في العربي والانجليزي كمان


معليش النسيان والسهو في الحالتين - يا خال - فلولا حكمة سيدنا على كرم الله وجهه لهلك ابن اليمان بحكم سيدنا عمر رضى الله عنه

Post: #76
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-18-2013, 00:51 AM
Parent: #36

Quote: متابعة و تكرار في القراءة .....صراحة أجمل ما قرأت منذ دخولي هنا
تسلم الأنامل يا مني
محبتي و تقديري و إحترامي



مرحب أمير طمبل..
شكرا علي كلماتك المشجعة..
قالت لي..
أنتي عايشة في ياتو زمن؟؟ القري ذاتها ما بقي فيها الكلام ده!
البنات في الجامعات والقري دخلت فيها التكنولوجيا وأهلها عندهم التلفزيون والموبايل والمواصلات ماشية وجاية..

قلت لها..
نعم كثير من القري حدثت فيها تحولات ودخلتها وسائل العيش المدنية..وتغيرت بعض عاداتها القديمة..
الا أنه لا يجب أن تتبعي هذا البعض في تعميم رايك عن كل الريف وعن القري والبوادي..
فحتي في كسلا وفي شوارع مدينتها الكبيرة هناك مجتمعات تعيش علي تقاليد كأننا مازلنا في القرن الماضي..
بعضها سيء وبعضها جميل..السيء فيها يؤثر علي الرجل والمرأة وبالطبع علي المرأة أكثر..
مازال تعليم المرأة في كثير من المجتمعات أمرا غير وارد..
ومازال هناك رجالا يرون الجلوس مع نسائهن في صينية طعام واحدة أمرا منقصا لوضعهم كرجال..
ومازال هناك من لا يسجل إبنته عند ولا دتها ويسجل الذكور فقط وبالتالي يصعب الامر عند تطعيمها..ولا أتحدث عن المدرسة..
مازالت هناك نساء لا تتحدث في وجود الرجل حتي وهو حديث في غاية التهذيب..
..........
..........

توقفت منذ فترة طويلة عن الحديث بإسم النساء السودانيات مستهلة خطابي المستهلك بالقول..نحن السودانيات نتمتع بمنزلة عالية...الخ
فالحقيقة أن معظمنا مازال بعيدا عما نظنه أمرا واقعا!

تحياتي يا أمير ورمضان كريم..
...........

Post: #94
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-23-2013, 03:45 AM
Parent: #34

Quote: أخت الشــهيد ...

صرخة في وجه الذين باعوا وقبضوا الثمن ...

أنا يا بلد لو كان منحتك ..
روحي ودمايا ونور عيوني ...
أنا لا بمّن في يوم ولا بعرف كفى ...
أما ما بنيتك يا بلد قبّال أكون ..
بنت الخليفه العاش بأحداق العيون إيمان يسبح للإله ..
طيبة قلب مشهوده والكل عارفه ...
أنا من زمان سموني ناس ...
عشم الصغيرين في الدفا ...
أختاً لكل ملهوف .. حزين .. جايع حفا ...
قبّال أكون أخت الشهيد الاشترى ..
بي دمو بالروح مصطفى ....
***
أخت الشهيد الهام في حبك يا بلد ..
سجّل حروف من نور مع صحبه الكريم ..
كان المداد روحو ودماه ...
يا حليلو ده الما شاف جناه ...
زي عادتو قام صلى الفجر ...
وزع حنانو وقبلتو .. فوق الجباه ...
طبق قاشو ونزل مسرّع ...
لي سكه شاف فيها الخلاص .. حلم الحياه ...
فوق صدرو كان يضوّي الجناح ...
فوق قلبو كان يغلي الغضب ضد الجناه ...
لكنو راح ... في سبيل مبادءو وكلمتو ...
كايس دوام عزة وطن ...
كايس رخاؤه ورفعتو ...
حريه ما بتعرف سجن غير للعصاه ..
ما كاسلو جاه ...
***
خلوني أصرخ يا بلد ...
في وجه كل خوّار بليد ...
أغروهو بالمال والمناصب ...
بي بهرة المجد التليد ...
بي فيلا بي خدماً كتار ...
با لبعت حلمك بالعفن ...
أنا ما بحيد ...
عن سكه كان فيها الوطن .. غايه وسبيل ..
عن سكة الحزن اكتسى .. .توباً جديد ....
عن ناس تلوّن في المواقف كل يوم ...
موقف جديد ...
أنا ما بحيد ...
وأنا ياني أختك يا الشهيد ...
حبي الوطن .. همّ الوطن ...
همّ المساكين والتعابه ...
ناساً بتفترش الارض .. تحت السحابه ....
با الراكب البنز الجديد ...
ما تنسى ويلات الحفاه ...
والناس عراه ...
أطفال صغار ...ضرعاً يبس ..
والدنيا غابه ...
ما بتدي غير زمرة لئام ... ناساً ديابه ...
دايماً تعيش تمتص من شريان وريد ..
وانا عمري ما بعرف بحيد ...
يا الباكي عن صورتي القبيل ..
يا حليل زمانك يا حليل ...
أنا ببكي عن صورة بطل .. باع بالقليل ...
يا حليل زمانك يا الخليل ...
ياحليل حليل ..
أنا صوتي منحاز للبلد ...
حس المزارعيه البتشتل في الأمل في الحسكنيت
صوت الطفوله الحالمه بي سودان جميل ..
يا حليل حليل ..
**
أنا مهري بس حب الوطن ..
الزول يكون موقف ثبات ...
أنا ما بحب الزيف أبد ...
أنا زوله مكياجي المياه ...
لا حمره لا روج لا أساس ..
لا بودره زي كل البنات ...
يا الباكي في صورتي القبيل ..
يا حليل حليل ..
أنا مهري بس حب الوطن ..
وأنا زولي ما بيعرف يحيد ..
وانا ما بحيد ..
وانا ياني أختك يا الشهيد ..

إدريس محمــد إبراهيم
الرياض 02/07/2006م


شكرا يا إدريس..

أتي رمضان وإقتربت الذكري..
ونحن مازلنا نبحث عن قبرهم!

...............

Post: #74
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-17-2013, 00:24 AM
Parent: #33

Quote: عشـــم الصغيرين ...


إنتي يا عشم الصغيرين في الدفا ...
عشم البيحلم ديمه بي لحظة صفا ...
بالريده .. بالحب .. بالوفا ...
بي نجمه في الافق البعيد ...
والنور يسارق في السراديب بالخفا ...
وقتين يباغت العتمه يسرج للقناديل الوميض ...
يربت علي كتف اليتيم يتفقدو ...
يواسي دمعات الحزين ويهدهدو ..
ويزيل عواقب ساده درب الامنيات ...
يلفح متاهات الحزن ويبددو ..
مسكين يقاسمك في الوجع ..
واحزانو في التيه يدفنه ...
ينسلّ في جوف الحريق ...
زي غيمه تنضح بالسنا ...
وهج البروق وقتين تزلزل في الشفق ..
غيمة مطر رطّب جفاف الأمكنه ...
زولاً مسافر راح يوزع زادو للناس الحفت ...
كفّاها من زادو القليل .. وارتاح على حزنو انكفا ....
روعة عيون عشم الصغيرين في الدفا ...
عشم البيحلم ديمه في لحظة صفا ...
بالريده بالحب والوفا ...


إدريس محمــد إبراهيم
الرياض 11/04/2006م



شكرا جزيلا يا إدريس ستظل هذه القصية وأختها تاجا علي رأسي وفرحة في قلبي..
أن أكون أختك وأختهم جميعا هو غايتي ومناي..

..........
..........

رمضان كريم..

...........

Post: #71
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-16-2013, 01:46 AM
Parent: #29

Quote: حكي تعجز آلة التصوير لنقل كل تفاصيله كما فعلت منى


.

مرحب يا عبدالله و د البوش..

أخبارك والوليدات؟

كثيرا ما جلست وحدي أتخيل حياة والدي الخليفة أثناء طفولته مع شقيقه الوحيد علي وشقيقاته ست نور وفاطمة..
كان جدي لأبي رجل -رحمه الله- في غاية الصعوبة..
هكذا كنت أسمع من الآخرين عنه ..عكازه في يده مثل شيخ بابكر..وعلي نقيضه تماما كانت حبوبتي زينب بت يحمد والتي توفت ونحن أطفال
إلا أن والدي شابه أمه بت يحمد كان رحمه الله قمة في الطيبة والحنان ولم يخجل إطلاقا في إظهار عواطفه وحبه لنا وتلك كانت قوته الحقيقية..
وبين هذا التناقض في شخصية جدي عبدالرحمن خوجلي وجدتي بت يحمد وجدت نفسي أتخيل حياتهم في منزلهم في الزومة بالشماليه..
أتخيل تفاصيل حياة والدي وعمي وعماتي وهم أطفال..طعامهم..طريقة أكلهم .. لعبهم فرحهم وحرنهم ومعاناتهم..
حتي الغسيل علي الحبل كنت أتخيله وأتخيل ألوانه..التكل وقش الحوش وزيارة الجيران في ذلك الزمن والأعياد..
ولذلك كانت أول زيارة لي في حياتي لموطن أهلي قبل اقل من عشرة أعوام زيارة مفرحة للغاية..زرت فيها منزل والدي وجدي المبني علي ذلك المكان العالي
بالطبع كان خرابة..لكن حتي تلك الخرابة لم تقف حائلا بيني وبين سماع اصواتهم في المنزل تشرح لي قليلا كيف كانت حياتهم..

............
............

خليك معانا يا ود البوش..






Post: #56
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-10-2013, 02:42 PM
Parent: #28

Quote: Kauser Gual Eri
البداية الاسم ومن ثم القصة والاسلوب السلس الاكثر من رائع .. تسلمي يااستاذه مني ...!
رد · أعجبني · متابعة المنشور · ‏الأحد‏، الساعة ‏02:41 مساءً‏




مرحب بيك كوثر وأرجو أن لا أكون مخظئة في كتابة الأسم..

أسعدني تعليقك ومتابعتك وأرجو أن تتابعي معنا..
رمضان كريم..

...................

Post: #70
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-15-2013, 11:58 PM
Parent: #28

Quote: كلام ذي الرز والله

حضور ومتابعة العزيزة مني خوجلي

جبنا العنقريب الهباب ومنتظرين في ضل العصير نتابع هذا الحكي الطاعم



مرحب يا معتز ود عمنا يوسف..
العنقريب الهباب ده ما بتلقاهو أظنو الا عندنا في السودان..
صادفته كم مره في أماكن مختلفة في أماكن عامة في كوستي قدام الهوتيل مرة كنا بعد نخلص الشغل نقعد فيه وحوالينه في المسا..
ومرة في سفرية من لاقاوة وفي الطريق لكادوقللي أنتظرنا البص يوصلنا..البص كان متأخر ساعات..
أنقر شنو؟؟
لقينا عناقريب هبابي في موقف البصات وعادي الناس بترقد فيها..
والله كانت أمسية حلوة خلاص!

............
............

شكرا علي تواجدك ورمضان كريم..
...........
...........


............

Post: #69
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-15-2013, 01:33 PM
Parent: #27

mudhouse3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




Quote:
يا سلام عليك يا منى
احب اسم مريم جدا
امي اسمها مريم
لك السلام والشوق الواحد


اكتبي اكتبي


خالد العبيد ود الخالة ونسيبنا..
كيف حالك والوليدات وأمهم؟

هو في زول عاقل في الدنيا دي ما بيحب إسم مريم؟؟
وخاصة لامن يكون إسم ست الكل؟؟

...........
...........

عاين عليك الله بيوت الطين الفي الصورة دي ما شهوك البلد وعيشتها؟؟
بحاول أجيب صور تانية البيوت فيها حيشانا واااااسعة مابعرف ذاتو بيقدروا يقشوها كيف!

..........
..........

رمضان كريم يا خالد وخليك متابع..

Post: #81
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-18-2013, 03:18 PM
Parent: #26

waytovillage.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #39
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-07-2013, 02:04 PM
Parent: #8



إنتهزت فاطمة خروج حاج بابكر من البراندا لتقترب من مريم لتطيب خاطرها..كانت تعلم بحب مريم للدراسة ورغبتها في الإستمرارفيها.. شعرت بحزن لحزنها..وليس هناك أقسي علي قلب الأم من حزن أبنائها..إقتربت منها هامسة في صوت خافت وحنين وهي تربت علي يدها..

مريم بنيتي ما تزعلي من أبوك..أقبلي بحكمه و بحكم الله..تراكي ماشاء الله إتعلمتي وبقيتي تقري وتكتبي..
هو العلام ماشي يجيب ليك عريس ولا يفتحلك بيت؟؟
ثم زادت في كلماتها محاولة ان تخفف علي إبنتها ألمها..
باكر يجيك عدلك وتجيبي وليدات يملوا عليك البيت وتدرسيهم زي مادايرة..قومي حبيبتي إستغفري وماتخلي الشيطان يلعبك..ابوك داير مصلحتك ومصلحتك في بطن البيت ده ..
ماها في المدرسة!
........
........
منذ ذلك الوقت..صارت أعباء مريم أكبر كثيرا مما كانت ..إلا ان ذلك لم يحزنها بقدر ما كان يتعب جسدها الصغير..

........
........

يا محمد عبد الجليل يا صديقي الفاضل..
الجك الأخضر ده شوفته في بعض قري الجزيرة..في كوستي والدويم..شفته فوق طاولة صغيرة خشبية مشققة وأحد ارجلها مسكورة في قرورة..شوفته في أطراف الخرطوم ..في دارفور وفي الشمالية..
هي نفس الأحوال حتي وإن إختلفت قليلا التفاصيل..

خليك معانا..

.

Post: #40
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-07-2013, 02:10 PM
Parent: #8



تجمعت بنات القرية عند مريم بعد علمهن بأنها لن تذهب للمدرسة مرة أخري..بعضهن كان قد توقف عن الدراسة فعلا وبعضهن مازال يفرح ويسعد بما تبقي لهن من مستقبل قصير في المدرسة..تجمعن وهن القريبات والجارات وزميلات الدراسة بأعمارهن المتقاربة ليخففن عن مريم حزنها ويعلمنها بحكم تجاربهن بما ستأتي بها أيامها القادمات...

خنقت العبرة مريم عند رؤيتهن..شعرت بغبن وقهر وحزن ..فلن تصحبهن صباحا للمدرسة ولا في ذلك المشوار في الرجعة وكل واحدة تحمل آمالها مع حقيبتها القماشية مع بعض تمرات
منسية أو قلم رصاص قد أنكسرت سنه ..تذكرت ضحكاتهن البريئة والتي يدارينها خجلا وخوفا عندما يمر بجانبهن أي رجل من القرية..ستفتقد مدرساتها وخاصة ست سعدية..أحبتها كثيرا
وأحبت بجانب قدرتها علي شرح درس العربي..تدريسها لحصة الطبخ تلك الحصة التي تجتمع بنات القرية بعدها بجمع مقاديرها البسيطة من بيوتهن لتطبيق ما درسنه ثم الإستعراض بفرح وفخر كبير فيما بعد بمجهودهن لأسرهن..كثيرا ما كانت الأمهات تسألهن بأن يحضرن الخبيز مما تعلمنه في المدرسة لمناسبات الزواج المختلفة والأعياد...
..........
...........

ماشاء الله حلاتها لمتكن بناتي..جيتن تجبرن خاطر خيتكم؟؟
تنهدت فاطنة وهي تستدير لتتركهن علي راحتهن ثم همست...يجبر خاطركن ويسعدكن!

جلست فاطنة في راكوبتها وقد إطمئن قلبها لرؤية مريم تتبادل معهن الونسة ولسانها لم يتوقف لحظة بالدعاء لمريم وباقي البنات..
.

.....................


Quote:
كتابة بنكهة الشاي المقنن وطعم القرقوش ..
في انتظار باقي الحكي ..


شكرا عوض عكاشة علي المشاركة والمتابعة..

زمان في طفولتنا كان عندنا حلة محروقة وشكلها غريب جدا..قديمة ومحروقة وبيسخنوا فيها اللبن بعد تقعد شوية في النار بدونه..
اللبن ده كان عشان شاي الصباح..لازم نشم ريحته الإجبارية زي ما هم الوالد والوالده بيسمعوا أخبار ستة ونص وإحنا بنستعد للمدرسة..
أنا ما كنت بشرب لبن خالص وكمان كنت بستغرب كيف بيشربوا شاي بلبن محروق إتضح فيما بعد إن إسمه مقنن وليس محروق..
وكمان بيختوا فيه اعشاب (الحرجل) ..

اللبن المقنن مشهد من بيت أسرتنا يتكرر في بيوت العاصمة وفي الريف..

خليك معانا..


Post: #43
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-08-2013, 00:21 AM
Parent: #40



تعالي صراخ النساء حتي وصل اطراف كل القرية وتعداها.

سجمي يا مريم..المات منو ؟؟
نعلها حاجة بت المنا؟؟
حاولت فاطنة أن تقوم من مكانها الا أن مريم سبقتها لأقرب حائط لتسأل عاشة بت جيرانهم عن الصراخ..

لم تصبر فاطنة.. لفت ثوبها سريعا حول جسدها الرفيع وتوجهت ناحية الباب وهي تكرر الشهادة ..أشهد ان لا اله ألا الله محمد رسول الله.

ياها بت المنا يا أمي..قالوا تعبت في الفجر وجروا بيها المركز ادوها حقنة ورجعوها البيت..بعد شوية تعبت تاني وجسمها تقل وروحها مرقت!

الليلة يا حليلك يا بت المنا وحليل ايامك..يالطيبة يالصابرة..الليلة مشيتي خليتينا لمنو..

يمه إستغفري ..بت المنا كبرت وراقدة مرضانه ليها سنة..بركه إرتاحت...

نطقت آمنة بتلك الكلمات وهي تغالب دموعها .. اتت لأمها باكرا ذلك الصباح بعدما خرج زوجها لزراعته وذهب أبنائها للمدرسة.. أتت بطفلها الرضيع حتي ترعاه أمها ومريم حتي تتمكن من
طبق حنتها إستعدادا لزواج أبنة خالة زوجها بعد يومين في قرية مجاورة..
إلا انها لم تتمالك نفسها كثيرا فمضت هي ايضا تبكي وهي تحمل طفلها الرضيع علي كتفها وهي تسرع الخطي لتذهب مع والدتها فاطنة لبيت البكا بينما لا تتوقف من إصلاح وضع البشكيرالأصفر علي جسده ليقيه من حرارة الجو ..

وفي الطريق إلتقت النساء الآتيات من كل النواحي ..تعالي صراخهن حين قابلن صفية زوجة إبن المرحومة وبنت أختها.. إحتضنها جميعا وعلي التوالي وهن ينوحن..

ووووب عليك يا صفية..ووووب عليك يا بت أمي..
..............
..............
واااااي يا خالتي يا أمي..فتي خليتيني لمنو.
يالماغلتي علي..يالربيتيني وربيتي ولادي..وووووووب علي.
..............
...............

رجع الرجال من من المقابر..وكانت جرادل عصير الكركدي في إنتظارهم واباريق المياه للوضوء..لا تسمع لهم كلمات سوي قراءة الفاتحة وتبادل كلمات العزاء..بينما إنشغلت الفتيات داخل المنزل بتحضير الشاي وعدته من كبايات وبراريد وصواني والتي كن قد احضرنها من بيوت الحلة المختلفة فالعدد سيكون كبيرا ولابد من التكافل وسترة الحال...والحقيقة أن المنزل بالداخل تحول الي خلية عمل يساعد فيها الأولاد بالتأكد من إمتلاء الأزيار بالماء والمرسال..بينما كانت مهمة فضل ومن قاربه في العمر ملأ الاباريق كلما نقص الماء منها ...

أمر شيخ بابكر إبنه عبدالرحمن بان يذهب ويفتح الدكان ويحضر منه نص شوال سكر وبعض من صناديق الشاي..ناوله المفتاح من جيب العراقي الداخلي ثم أنزل جلابيته قائلا...

أمشي اسأل حاجة فاطنة كان دايرين شي زياده من الدكان قبال تمشي..بعدين جيب لي المفتاح راجع .. وإستدار متأكا علي عصاه ليرجع للجلوس مع أبناء المرحومة واهل القرية من الرجال...
وسرعان ما وصلت صواني الغداء من كل بيت يحملها اولاد الحلة علي أك########م ..تكاد كل الصواني أن تتشابه في نوع الطعام فيها..صحن باشري بملاح بامية مفروكة أو بملاح قرع أو بي سليقة..
وكمية من الكسرة ثم طبق به بعض البصلات والجرجير والعجور وبعض الخبز..وعلي الرغم من حزن المناسبة..إلا أن الأطباق المشغولة يدويا و التي كانت تغطي الصواني شكلت مهرجانا من الالوان الجميلة.. ومع الصواني وفوحان رائحة صلصة الطعام والبصل الاخضر توالي وصول المعزيين والمعزيات في اللواري والبكاسي من القري المجاورة ولم يتوقف الصراخ أبدا..

كانت الساعة قد تجاوزت الواحدة ظهرا..ومن المتوقع أن يصل اهل الفقيدة من باقي القري ومن شندي في المساء بينما لن يصل بعضهم الا في اليوم التالي!.



Quote: دائما رائعه ومبدعه وفنانه يا بت خوجلى



.......

شكرا لتواجدك ولمتابعتك يا ود قدورة.

ماتغيب..
.

Post: #44
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 07-08-2013, 09:21 AM
Parent: #43

وصل أقارب المرحومة من القرى المجاورة باللواري والحافلات والحمير وخرجت النساء واستقبلنهم بالبكاء والنواح والثكلي والردحي.
نزلت النساء وكشفن رؤوسهن وأخذن يهلن عليها التراب وتعالى صياحهن : حي ووب ووب حي. تسمع من بعيد صياح حاجة النعمة بت خالة المرحومة وقد عصبت رأسها بقطعة قماش حمراء وحقبت يديها وأخذت تبكي بحرقة وتوصف: .حليل بت أمي ... الليلة سجم خشمي ... حليل أختي الليلة وحدّت بي ... حليل أختي العديلة ... حليل بت أمي البتسوي لأولادي العديلة والضريرة ... فيتعالى صياح النساء ويتجمعن حولها ويقالدنها ويوصفن معها.
تحزم حاج الفضل أخ المرحومة بعمامته ووضع يديه على رأسه وأخذ يبكي بصوت متقطع. وقف بجانبه صديقه حاج عبد الله الذي عمل على تصبيره بقوله : استغفر الله يا حاج الفضل كلنا للموت والدائم وجه الله ، أذكر الله .. أختك تحمد سيده مشت في خيره .. كانت إديده عطاية .. وبيتها مفتوح للفقراء والمساكين. فيستجيب حاج الفضل فيسكت قليلا، ثم يعاود البكاء من جديد.

Post: #45
Title: Re: مريم..
Author: الطيب شيقوق
Date: 07-08-2013, 11:03 AM
Parent: #44

بتبكوا مالكم يا ناس ونحن في قبايل رمضان؟

اطروا لينا السمح يا منى و اسحاق ود ابوى بلة

Post: #47
Title: Re: مريم..
Author: Salah Habib
Date: 07-08-2013, 08:38 PM
Parent: #45

بت خوجلى الرائعة
مالك يابتى قلبتى علينا المواجع .. لذكريات وحياة جميلة كانت .. فارقناها سنين عددا
احييك على ابداعك ولوحاتك المرسومة بدقة وتصويرك الجميل لحياة الريف واهلنا البسطاء
سلمت اناملك

Post: #80
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-18-2013, 12:37 PM
Parent: #45

Quote: بتبكوا مالكم يا ناس ونحن في قبايل رمضان؟

اطروا لينا السمح يا منى و اسحاق ود ابوى بلة



بالله شوف شيقوق ده..كيف ما نبكي بت المنا؟؟
قالولك بت المنا دي من صغرا شباب القبايل يتكاتلوا عليها..
وفي حياتا كلها اصلها ماغلطت علي زول..
كريمة وطيبة..
يا حليلا والله!

كدي النسألك..
إت مالك ما بتعزيني وإسحاق فيها؟
........

Post: #48
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-08-2013, 10:20 PM
Parent: #43



حانت صلاة المغربية ولم يتوقف الأكل ولا الشاي ولا العزاء من مكان المأتم..مازالت النساء تبكي وتصرخ وتوصف في افضال الفقيدة التي عرف عنها فعلا الطيبة والحكمة وقلة الكلام..
ربت بت المنا صفية بعد أن ماتت أمها وتركتها وحيدة مع أربعة اشقاء وكان والدها قد توفي قبلها بعامين..ربتها كأنها إبنتها التي أنجبتها من بطنها ولم تشعرها يوما باليتم..وبمرور الأيام وبعد أن كبرت صفية قليلا قرر رجال الأسرة تزويجها من محمد أحمد أبن بت المنا الأكبر والذي كان يعمل سائق لوري وصار فيما بعد مسئولا مسئولية مباشرة عن كل الأسرة..كبر والده ولم تعد الزراعة كافية كدخل يكفي الأسرة الممتدة ويقيها شر الجوع أو يكفي لتوفير الدراسه لأبنائه الخمسة..
أكمل محمد أحمد الشهادة الوسطي ثم تعلم السواقة وقرر العمل مع احد أصحاب اللواري..تزوج محمد أحمد من إبنة خالته وفرح بها كثيرا..كان معجبا بها وبدماثة أخلاقها وخدمتها لأبويه (.........)ال الوقت ودون أي تردد..وكذلك صفية سعدت بالقرار ورأت فيه تعويض من الله لها علي يتمها ..فرحت وهي تحلم بأسرتها الصغيرة في خيالها وأطفال تسميهم علي اشقائها الأربعة وطفلتين تسميهم علي أمها وخالتها صفية..
..........
..........
دخل أحد الرجال الكبار لنهر النساء وأمرهن بعدم الصريخ..

هوي يا نسون هوي..الساعة ساعة مغربية استغفرن وأدعن لبت المنا..كفي بكا وصراخ دايرات تعترضن علي حكم الله؟!
وسرعان ما بدأت النساء كبيرات السن في لوم بقية النساء والبنات..
دايرات تعذبنها في قبرها؟
صراخكن ده بينزل عليها سيطان من النار,,استغفرن وقومن صلن!
ياربي ما تحرمنا من أجر الصبر وتدخلا الجنة يا قادر..آمين

صاحت إحداهن وهي تحاول القوم من فوق البرش بجانب النساء الأخريات..

يا بت..جيبي برش الصلاة ده جريه قريب وقبليه علي القبلة النصلي قبال المغرب يفوتنا..

ونادت أخري بينما يدها تزيح كباية شاي تبقي فيها بعض من تفل الشاي وتضعها علي الجانب خشية من إنسكابها..

يا بت صفية هوي .. الرسول ناوليني الإبريق اللاتوضا..

وبين الاباريق والصريخ وبروش الصلاة والبكاء المكتوم..إنشغلت البنات أكثر بتعبئة الكافاتيرات الزرقاء اللون والتانية الالمونية بي شاي اللبن ومعها أطباق اللقيمات.
بينما إنشغل الشباب أمام باب النسوان بإشعال الفوانيس بعد تعبئتها بالجاز..
................
.................
إقترب عبد الرحمن من والده قائلا بصوت منخفض..

يابا.. مرقنا كل العناقريب في حوشنا..و في حيشان عمي سعيد وعمي أحمد..البكان جاهز للنوم!

رد شيخ بابكر بصوت متعب فقد كان يوما طويلا وحزينا..
خلاص سمح ولدي..نصلي العشا بعدين نمشي ننوم وباكر صباحاته بي خيرا..ناس شندي بيصلوا باكر الصباح الساعة سبعة..

...........
...........


..


Quote: والد الأبناء قبال الضيفان ذاتهم ...

ديل الرجال البقلبوا الحكومات يا مني .


نعم هو زمن تعود فيه الجميع علي إحترام من نوع لن يتكرر..الأب هو رب الأسرة بكل ما تحمل الكلمة من معني..
لا عمل الاولاد ولا تكوينهم لأسر واطفال يهز ذلك العرش..

كلمتهم واضحة مثل افعالهم..أهلنا في القري والبوادي..

الرحمة لهم ولنا جميعا..

تسلم يا ود قباني..
....................

Post: #51
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-09-2013, 12:13 PM
Parent: #48

Quote: هذا ما نود مطالعته فى منبرنا




لملمت النساء الفراش..تمت المرحومة خمسة عشر يوما يوم بالتمام..رجع كل شيء لمساره العادي في القرية ماعدا الحزن الشديد كان مازال مخيما علي أهل بيت المرحومة ومازالت
بعض النساء موجودات مع صفية يحاولن إخراجها من الحزن الشديد..
كن يحاولن أيضا تلافي اللوم.. فبت المنا كانت أكبرالنساء عمرا ولها مكانتها الكبيرة في القرية وبين كل الأهل ..تعودت أن تكون معهن في كل المسرات والأفراح كما أن صفية
لم تقصر معهن علي الإطلاق في كل مناسباتهن..كانت تخدم فيها كلها وهي سعيدة بما تؤديه.

لم يكن من السهل علي صفية جمع ملابس المرحومة ووضعها مع البقية في شنطتها الحديدية تحت عنقريبها تمهيدا لأخذها بعيدا من غرفة المرحومة..قامت بتلك المهمة قريباتها
الأخريات رغبة في إبعاد أشياؤها عن العين..أما القلب فالزمن وحده كفيل بتخفيف حزنه قليلا..

قالت إحداهن وهي تخرج من داخل الشنطة ومن تحت أحد الثياب كيس سعوط ومعه علبة حديد مستديرة..
ياحليلا عمتي..حقة سعوطا ملانة في بكانها..ثم أضافت بتساؤل مستغرب..

انا يادي ما قايلاها خلته؟!

تضحك الأخري ثم تحاول كتم ضحكتها عندما تلمح نظرة لوم في عيون الأخريات.. تخفض من صوتها حتي لا تسمعها الباقيات..

جيبيها اللديها لحبوبه السرة..هي ذاتا بتسف وترسل للسعوط يجيبوه ليها من مدني البعيدة ديك..

هاكي ليها لكن ما تقولي ليها حقت المرحومة طوالي بتاباها!

توافقها الأخري وهي تناولها توب المرحومة والتي كانت ترتديه عند موتها..
خلاص يللا اقفلي الشنطة ..لمينا الحاجات كلها..
تستدير لتخرج من الغرفة بعد إنتهاء المهمة وهي توصف..

حليلك يا بت المنا وحليلنا في الفانية دي..
..................
..................


رمضان كريم..



Post: #52
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 07-09-2013, 01:05 PM
Parent: #51

Quote: قالت إحداهن وهي تخرج من داخل الشنطة ومن تحت أحد الثياب كيس سعوط ومعه علبة حديد مستديرة..
ياحليلا عمتي..حقة سعوطا ملانة في بكانها


ما شاء الله يا بت خوجلي تربية حبوبات تمام
مثل هذا الوصف البديع والتفاصيل الدقيقة لا يصدر إلا من شخص كان لصيقا بجدوده وحبوباته والناس الكبار
لله درك أيتها الكاتبة المبدعة لم تنسك يا منى الحياة الراقية المتحضرة في عاصمة الضباب تفاصيل الحياة الدقيقة في قرانا وريفنا السوداني الأصيل.
زدينا متعة وواصلي ولا تتوقفي ولن تثنينا مسلسلات رمضان الكثيرة ومتنوعة عن متابعة هذا البوست (المسلسل) الشعبي الرائع

رمضان كريم وكل عام والجميع بألف خير وصحة وعافية

Post: #53
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-09-2013, 04:53 PM
Parent: #51

مرت الايام وتعودت مريم علي أيقاع حياتها المقرر..نظمت وقتها في عمل المنزل قدر ما تستطيع..يوم الغسيل يوم مخصص للغسيل أكثر فلا تكنس الحوش الخلفي حتي
يكفيها وقت اليوم للأعمال الاخري..تضع طشتين واحد للغسيل بالصابون والتاني لشطفهم وتملأهم بالمياه من قيروانه ..تقسم الملابس بجانب الطشات..هي ملابس والدها وأشقائها
وكل ملايات المنزل ..تجلس علي بنبرها الذي بلت حباله وأرتخت لتبدأ الغسيل..تدندن ببعض الاغنيات ثم فجأة تلتفت وراءها فجأة كمن ضايقه شيئا لتقول لوالدتها فاطنة
المنهمكة في الطبخ من راكوبتها..

يمه عليك الله كلمي عبدالرحمن تاني ما يجيب من دكان ابوي الصابون ده.. ما بيرغي سمح
خليه يجيب النوع التاني كان جابو اليومداك!

ترد فاطنه بصوت هاديء وهي مشفقة علي إبنتها من كوم الغسيل الكبير..

سمح..بكلمه وقت يجي..الغسيل ده ماكان تقسميه يا بتي..ما كتير عليك تغسليه فد مرة؟!

تسكت مريم وهي تفكر..اكان قسمته ولا ما قسمته..ما ياهو نفس الغسيل..الماشي يغسلو منو غيري!
إلا أنها سرعان ماتراجع نفسها وتشعر بأنها يجب أن تخفف عن أمها شعورها..

ما بياخد وقت ..اسه بنتهي منو وأشره!



..................





Quote: الكترااااااااااااابل والكسرااااااااااااابل
والله يا أم عروض ....
مريم هي فتاة الريف والبوادي ..................!
بس يا بخات الحال موضوع عرس ود أعمك دي خلي ناس مريم...............
إنحنا ذاتنا قطَّع منعنا ومرايقنا...................

يقولوا ليك قدحك بغطيهو ليك منو.............!
وبعد ما تغطيهو بتكون فقدت ضلعتين من ضلوعك القصار
وتعيش باقي عمرك كلُّو ورقبتك عوجة....................!

نعم كما ذكر قدوره هذا ما نود مطالعته في المنبر

محبتي


سلامة ضلوعك وضلوعهم عبيد أخوي..
حقيقي تقاليد الريف لم تؤثر علي الفتيات فقط وأعلم أن حياة الصبيان أيضا قاسية الا أن الأشياء كانت أشد قسوه علي البنات
الأولاد ايضا مساحة الحرية عندهم كانت محددة وإن كان الزمن ساعد في تغيرها بدرجة أوسع من تغير وضع البنات...

ما تمشي بعيد عايزين نتكلم عن الضلوع والقدح والغطا..

معزتي..
.................

Post: #55
Title: Re: مريم..
Author: حمد عبد الغفار عمر
Date: 07-10-2013, 12:32 PM
Parent: #53

سلام استاذة منى

كل سنة وانت طيبة وربنا يتقبل صالح الأعمال

وصالح الكتابة

Post: #58
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-11-2013, 03:38 PM
Parent: #53




تشابهت الايام بملامحها مع باقي الايام في القرية وخاصة في منزل شيخ بابكر الذي لم يمر يوم عليه بدون وجود رجال زوار..
ذلك المساء كان منزل شيخ بابكرقبلة رجال عديدون.. بعضهم جاء من أمكنة بعيدة وقليل منهم من قرية مجاورة مما جعل شيخ بابكر يقسم بأن لا يسافروا في ليلهم راجعين الي بيوتهم...
وكان ذلك يعني زيادة الاعباء علي مريم وأمها يعني خدمتهم حتي شروق الصباح بعد الشاي وحتي وقت الإفطار..

حضرت مريم شاي المغرب ثم حضرت معه بعض من المنين والقرقوش والذي خبزته فاطنة وست نور والرحمة بالامس القريب..
بعدها مباشرة بدأت مريم في الأستعداد لتحضير العشاء..في الحقيقة لم يكن المجهود كبيرا ذلك المساء علي مريم وأمها ذلك لأن ست نور كانت تقضي معهم أمسيتها فتولت أمر الذبيحة مع فاطنة بعد أن سلخها عبد الرحمن ومحمد زوج آمنة وقاموا بتقطيعها..أما عاشة جارتهم وصديقة مريم فإنها احضرت صينية كبيرة بها كمية من الكسرة التي عاستها مخصوص للضيوف مع فول وطعمية زادت بها كمية الفول الذي حضرته مريم..
..
سالتهن عاشة بصوت مرح بعد أن وضعت كل شيء داخل الراكوبة..

اسوي معاكم شنو؟؟

ردت فاطنة بصوت هاديء..
كتر خيرك بيتي مافي شي..كلو سويتيهو ما شاء الله ما بتقصري..

إلتفتت لها ست نور قائلة وهي تقلب اللحم في الصاج بخفة..

كدي شوفي مريم في التكل يبقي دايرالا خدمتن ولا شيتن..
فاطنة كدي شوفي اللحمة دي دايرالا زيادة ملح؟؟
ما بعرف مالو خشمي اليله مسيخ..ما ضايقالا طعم!
تتذوق فاطنة بطرف أصبعها قطعة لحم تبردها قليلا ثم تتذوقها لتقول...

ملحها سمح لكن كدي خليها في النار شوية....

سريعا ما اصبح العشاء جاهزا وعبدالرحمن وفضل واقفان علي خدمة الضيوف دون ملل ..يحملان اباريق المياه وفي يد كل منهم صابونه يمدوها لهم لغسل الايادي قبل وبعد بعد العشاء مع إشراف زوج آمنه والذي ارسل له شيخ بابكر للحضور كما ارسل لشيخ إدريس ولخال مريم..
.................
.................

كانت الساعة قد شارفت التاسعة مساءا عندما أنهت مريم خدمة الجميع رجالا ونساءا..إذ أنها بعد أن أكملت إطعام الرجال وأرسال الشاي والقهوة مع اللقيمات..قامت بتحضير العشاء لهن وبعدها لملمت العدة ووضعتها علي جانب الراكوبة حتي يحين غسلها..

تذكرت مريم بأن عليها إحضار غطاء لعمتها ست نور فحملت فانوسها من التكل وسارت تجاه غرفتها في نهاية الحوش لإحضار الغطاء وهي تحلم بان تنهي ما تبقي من اعباء سريعا لتريح جسدها المنهك من الخدمة ..
وبمجرد وصولها لغرفتها وحملها لما تود ولحظة خروجها من الغرفة..فاجأها شيخ بابكر وهو في اقصي حالات الغضب .. في الحال صوب عكازه عليها وضربها ضربة واحده به..
صرخت مريم وإنتابها خوف وذهول عظيم لم تفهم سبب غضبه المفاجيء ولا حتي كانت قادرة علي سؤاله أو حتي علي حماية جسدها الهزيل ..جرت لداخل الغرفة وهي تكتم صراخها ووالدها من خلفها..

لمح خال مريم والذي كان جالسا مع شقيقته فاطنة في حوش النسوان يتبادل معها وست نور الونسة بعد عشاءه مع الرجال شيخ بابكر وهو يسرع في خطاه من حوش الرجال ثم سمع صرخة مريم والتي لم تزد عليها..قطع حديثه مع شقيقته وجري ناحيتهم فشاهد والدها يرفع عصاه وهو يتوعدها بصوت غاضب حرص علي أن لا يصل للضيوف ..

ما بتختشي؟؟.
شايلة فانوسك حايمة في الحوش وضلك شايفنو الرجال بوهناك؟
سينما هي اصلا؟؟
دايره تفضحينا مع الرجال؟؟
ضلك في الحيطة ماليها والرجال قاعدين؟؟

صاح خالها وهويقف بين شيخ بابكر و مريم..

يا شيخ بابكر استهدي بالله..ضل شنو وسينما شنو؟؟

كدي امرق لي ضيوفك!
استغفر الله!

تكومت مريم علي الأرض وهي تغطي راسها بكلتا ذراعيها كانت في غاية الرعب والخوف من أن يخرج صوت بكاؤها ونشيجها..

خرج شيخ بابكر وهو يستغفر ولا يتوقف عن القول..

كدي اشوفك ولا اشوف ضلك حايم تاني!

علي الرغم من صعوبة الموقف ومفجأته إلا أن فاطنة أم مريم لم تتحركمن مكانها الا بعد ن تأكدت أن شيخ بابكر قد ذهب لضيوفه..
بسرعة وبخطوات كالهرولة حاولت قدر إمكانها أن تجعلها خطوات هادئة ذهبت وبدون فانوس لمريم..
وبجزع إحتضنت ابنتها والدموع في عيونها..هالها ان تري مريم في تلك الحالة وهي مازالت مكومة علي الأرض كما أنها لم تستطع أن تفهم السبب الذي سبب غضب شيخ بابكر وجعله يضرب مريم..

مالو ابوك معاك يا مريم؟؟

شرح خال مريم لفاطنة سبب الغضب ..

قال خيالها ظهر للرجال في الحيطة!

خرج خالها يداري غضبه علي شيخ بابكر بمحاولة تلطيف للجو..

بالله وكت إتي بتسوي سينما..ماكان تنادينا كل يوم نجي نتفرج!

قال جملته وخرج ليجلس مع شيخ بابكر ومع الضيوف الذين كانوا في عالم آخر من تبادل الونسة والضحك..
............
............








Quote: المبدعة دوما / الأستاذة منى خوجلي
يا سلام على الحكي الذي يصور واقع حياة الريف البسيطة الجميلة بصدق وبدون تكلف
"بوست" أراهن على أنه سيكون شجرة ظليلة سيقصدها كل من أراد الإستظلال والترويح عن النفس بعد عناء و تعب .
قرأت واستمتعت كأني أشاهد لوحة فنية رائعة رسمتها ريشة الفنانة منى خوجلي
دا الحكي البدخل القلب على طول، يفرحه ويسعده
واصلي وامتعينا يا بت خوجلي



كيف حالك أخي أسحق مع رمضان؟؟

أشكرك علي التشجيع فهو يعينني فعلا علي أن أكتب عن تلك الصور المخزنة في الذاكرة..
ربطت بينها في بعض المشاهد فنقصت بعض الادوات في رسم لوحة الذاكرة وتطابقت في بعضها الآخر فكان شرف إعجابكم..

..........
..........
أتمني تواجدك دايما..



Post: #60
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 07-13-2013, 00:23 AM
Parent: #58

مسلسل " مريم"

تصوير بديع وحكي طاعم ومسلسل رائع ولا مسلسلات رمضان
استرقت السمع لحديث الخالة أم " مريم" وهي تطيب خاطر ابنتها التي كان جزاؤها على المجهود وخدمة الضيوف علقة ساخنة
معليش " يا مريم " بتي، إنت ماعارفة أبوك شناف؟ لكن يا أمي أنا عملت شنو "وتتخنق" بالبكاء.
تضمهاعلى صدرها، خلاس ما تبكي يا حبيبتي، أبوك داير ليك السترة وانت ما شاء الله كل الصبيان يتمنوك تكوني ليهم عروس .تتنهد مريم وبصوت متقطع أنا ما عملت حاجة كعبة عشان أبوي يضربني الضرب دا كلو، وتنفجر باكية " وتتخج". ضمتها عليها شديد وربتت على كتفها: أموت ليك وتدفنيني كان ما سكتي يا بنيتي. باكر يا نور عيني تتعودي على طبع أبوك، أنا أمك الكبيرة دي يا ما مضوقني الويل ومشوفني النجم عز النهار لكن يا بتي نعمل شنو وهو طبعه كدي، لكن بعد كله أبوك حنين(بتشديد الياء) وشهم وكريم وضكران والنصيحة ليك يا الله ما في زول بشبهو في الشهامة والكرم . هدأت مريم شوية، ودخلت أمها المطبخ وجابت ليها كورة مليانة "غباشة روب" أشربي الروب دا يا بنيتي إتي ما تعشيتي والنهار كله ما أكلت ليك حاجة. إبتسمت مريم وشربت غباشة الروب وجبرت بخاطر أمها
إتبسطت أمها وقالت ليها: أنا داخلة أرقد أصلي الليلة من الصباح شاعرة لي بحمى وكرعي ما شايلاتني.
قبلت مريم يد أمها وقالت : ما تشوفي شر يا أمي

واصلي يا منى وما بنرضى المسلسل يكون أقل من 30 حلقة

Post: #86
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-19-2013, 01:48 PM
Parent: #60

Quote:
Amani Hamza · متابعة
جميلة كتابتك جمال يا أستاذة منى ماشاء الله كأننا قاعدين معاهم هناك. واصلي و ماتحرمينا المتعة دي..... :)
رد · أعجبني · متابعة المنشور · ‏الأربعاء‏، الساعة ‏05:29 مساءً‏



شكرا أختي أماني حمزة علي كلماتك اللطيفة..
ويسعدني كثيرا أنني أستطعت أن أجمعك بهم حتي ولو بالكلمة..
ديل أهلنا الطيبين بدون نفاق وبدون تجميل..حتي عيوبهم لا يداروها ولا يبرروها..

.........

خليك متابعة معانا..


Post: #101
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-25-2013, 03:51 AM
Parent: #60

Quote: تضمهاعلى صدرها، خلاس ما تبكي يا حبيبتي، أبوك داير ليك السترة وانت ما شاء الله كل الصبيان يتمنوك تكوني ليهم عروس .تتنهد مريم وبصوت متقطع أنا ما عملت حاجة كعبة عشان أبوي يضربني الضرب دا كلو، وتنفجر باكية " وتتخج". ضمتها عليها شديد وربتت على كتفها: أموت ليك وتدفنيني كان ما سكتي يا بنيتي. باكر يا نور عيني تتعودي على طبع أبوك، أنا أمك الكبيرة دي يا ما مضوقني الويل ومشوفني النجم عز النهار لكن يا بتي نعمل شنو وهو طبعه كدي، لكن بعد كله أبوك حنين(بتشديد الياء) وشهم وكريم وضكران والنصيحة ليك يا الله ما في زول بشبهو في الشهامة والكرم . هدأت مريم شوية، ودخلت أمها المطبخ وجابت ليها كورة مليانة "غباشة روب" أشربي الروب دا يا بنيتي إتي ما تعشيتي والنهار كله ما أكلت ليك حاجة. إبتسمت مريم وشربت غباشة الروب وجبرت بخاطر أمها
إتبسطت أمها وقالت ليها: أنا داخلة أرقد أصلي الليلة من الصباح شاعرة لي بحمى وكرعي ما شايلاتني.
قبلت مريم يد أمها وقالت : ما تشوفي شر يا أمي


.........
.........

وقفت الكتابة ليه يا إسحاق؟؟

Post: #61
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 07-13-2013, 00:23 AM
Parent: #58

مسلسل " مريم"

تصوير بديع وحكي طاعم ومسلسل رائع ولا مسلسلات رمضان
استرقت السمع لحديث الخالة أم " مريم" وهي تطيب خاطر ابنتها التي كان جزاؤها على المجهود وخدمة الضيوف علقة ساخنة
معليش " يا مريم " بتي، إنت ماعارفة أبوك شناف؟ لكن يا أمي أنا عملت شنو "وتتخنق" بالبكاء.
تضمهاعلى صدرها، خلاس ما تبكي يا حبيبتي، أبوك داير ليك السترة وانت ما شاء الله كل الصبيان يتمنوك تكوني ليهم عروس .تتنهد مريم وبصوت متقطع أنا ما عملت حاجة كعبة عشان أبوي يضربني الضرب دا كلو، وتنفجر باكية " وتتخج". ضمتها عليها شديد وربتت على كتفها: أموت ليك وتدفنيني كان ما سكتي يا بنيتي. باكر يا نور عيني تتعودي على طبع أبوك، أنا أمك الكبيرة دي يا ما مضوقني الويل ومشوفني النجم عز النهار لكن يا بتي نعمل شنو وهو طبعه كدي، لكن بعد كله أبوك حنين(بتشديد الياء) وشهم وكريم وضكران والنصيحة ليك يا الله ما في زول بشبهو في الشهامة والكرم . هدأت مريم شوية، ودخلت أمها المطبخ وجابت ليها كورة مليانة "غباشة روب" أشربي الروب دا يا بنيتي إتي ما تعشيتي والنهار كله ما أكلت ليك حاجة. إبتسمت مريم وشربت غباشة الروب وجبرت بخاطر أمها
إتبسطت أمها وقالت ليها: أنا داخلة أرقد أصلي الليلة من الصباح شاعرة لي بحمى وكرعي ما شايلاتني.
قبلت مريم يد أمها وقالت : ما تشوفي شر يا أمي

واصلي يا منى وما بنرضى المسلسل يكون أقل من 30 حلقة

Post: #62
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-13-2013, 01:28 AM
Parent: #58

Quote: صوير بديع وحكي طاعم ومسلسل رائع ولا مسلسلات رمضان
استرقت السمع لحديث الخالة أم " مريم" وهي تطيب خاطر ابنتها التي كان جزاؤها على المجهود وخدمة الضيوف علقة ساخنة
معليش " يا مريم " بتي، إنت ماعارفة أبوك شناف؟ لكن يا أمي أنا عملت شنو "وتتخنق" بالبكاء.
تضمهاعلى صدرها، خلاس ما تبكي يا حبيبتي، أبوك داير ليك السترة وانت ما شاء الله كل الصبيان يتمنوك تكوني ليهم عروس .تتنهد مريم وبصوت متقطع أنا ما عملت حاجة كعبة عشان أبوي يضربني الضرب دا كلو، وتنفجر باكية " وتتخج". ضمتها عليها شديد وربتت على كتفها: أموت ليك وتدفنيني كان ما سكتي يا بنيتي. باكر يا نور عيني تتعودي على طبع أبوك، أنا أمك الكبيرة دي يا ما مضوقني الويل ومشوفني النجم عز النهار لكن يا بتي نعمل شنو وهو طبعه كدي، لكن بعد كله أبوك حنين(بتشديد الياء) وشهم وكريم وضكران والنصيحة ليك يا الله ما في زول بشبهو في الشهامة والكرم . هدأت مريم شوية، ودخلت أمها المطبخ وجابت ليها كورة مليانة "غباشة روب" أشربي الروب دا يا بنيتي إتي ما تعشيتي والنهار كله ما أكلت ليك حاجة. إبتسمت مريم وشربت غباشة الروب وجبرت بخاطر أمها
إتبسطت أمها وقالت ليها: أنا داخلة أرقد أصلي الليلة من الصباح شاعرة لي بحمى وكرعي ما شايلاتني.
قبلت مريم يد أمها وقالت : ما تشوفي شر يا أمي


.

تسلمي بتي..انا عشان ما حدثتك قبل ده من الكان بيحصل لي..يا بتي نحنا الشوفناه في الدنيا ده ما هين..زمنكم أرحم من زمنا
وابوك بي صعوبيتو دي إتغير كتير...أماني زمان جدك كان صعب زول بيشبهو في صعوبيته مافي..اتي كان زمان كنتي في
كان كل يوم تاخديلك ضربة بي عكازو..ساي كدي ان ما عجبه طعم الشاي يديك بالعكاز..أكان ناداكي وما وصلتيهو في لحظتها كان يضوقك الويل..
إتي قايلة أبوكي طيعه ده اتولدبو؟؟ لالا شالو من ابوه..
باكر بحكيلك بوريك جدك كان صعب كيف..عمتك ذاتها بتوريك مره سوا فيهم شنو!

ردت مريم بإستغراب وإستنكار

لكن جدي يمه كان طيب وأصلو ما دقانا بلا سبب.. الله يرحمو.

ايوه صحي كان طيب..الا الطيبه براها وطبعه القاسي داك كان براه..

أنهت فاطنة جملتها لتقول بعدها..

كدي أمرقي من الاوضه الحارة وقشقشي دموعك دي..عمتك دي تبقي بردانه..وديلا الغطا وأرقدي وصباحتالله تقومي تمشي تسلمي يد ابوك
وتقوليلو معليش غلطتي دي تاني ما بكررا!

خرجت من مريم تنهيدة طويلة عكست مدي تعاستها ..ردت علي أمها بحزن ...

سمح..باكر بمشي أتأسفلو!

.....................
.....................

شكرا يا أسحاق..منتظرينك
.

Post: #68
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-15-2013, 03:35 AM
Parent: #58



إلقت مريم بجسدها المنهك علي عنقريبها وأمها لا تزال قريبة منها تطيب خاطرها بالكلما ت الحنين....
أحضرت لها بعض الماء قائلة..
.
-هاك بتي كوز الموية ده أغسلي وشك واشربي الباقي..تلاقيك عطشانة حبيبتي!

تناولت مريم كوز الماء من أمها وهي تقارن في نفسها بين طيبة أمها وقسوة أبوها..
كيف إجتمع الضدان وعاشا تلك السنين بذلك الشكل العادي؟؟

بالطبع لم تستطع مريم النوم..ومضي وسواسها يؤكد لها أن والدها لا يحبها علي الإطلاق ثم حاصرها نفس الوسواس بتذكر كل المواقف التي كان والدها فيها قاسيا عليها وعلي أخويها..
مريم سرحت في تلك الذكري بالتحديد وتجسدت أمامها أحداثها كأنها حدثت قبل لحظات كان تصرف والدها ذلك اليوم من أكثر الأشياء غرابة ولم تجد له تفسيرا مقنعا...
.................
.................

في ذلك العصر جاءها فضل جاريا وهو يناديها..

-مريم.. مريم..تعالي شوفي معاي الصور دي..تعالي إتفرجي علي صور آمنة وأولادها وقت مشوا الخرطوم.

فرحت مريم للمفاجأة الحلوة ..كانت شيئا مختلفا وسط أيام متشابهه...الصور أرسلتها شقيقتها آمنة مع فضل والذي كان قد قضي معهم يومين في دارهم يلعب مع أبناء أخته وخاصة مع التوم الذي كان من نفس عمره..
لم تستطع مريم أن تصبر كثيرا لتكمل ما تبقي لها من نظافة وترتيب للغرفة بعد أن غيرت من فراش العناقريب فيها وتبقي لها ترتيب بعض الملابس التي كانت قد جمعتها من الحبال بعد أن جفت ولم تطبقها بعد..رمت ما بيدها وصاحت بحماس..

-عليك الله تعال يا فضل سريع وريني الصور!

إلا أن فضل الشقي جري بعيد منها وهو يلوح بألبوم صور صغير محاولا تشويقها أكثر قائلا بإصرار..

-لالا ..أعملي لي شاي بالبسكويت أسه

-أحسن ليك يا فضل والله تاني ما بساعدك في دروسك..ما تخليني أجري بي وراك..براي فترانة!

-هاها ..هو ذاتو ولا بتقدري حتي كان ما فترانة..
جري بعيدا وهي من خلفه..

-لالا قلت ليك أعملي لي شاي بالبسكويت

-خلاص والله بسويهو ليك بس أديني أشوف الصور..

- كويس..قالها فضل فهو يعلم أن مريم لا تكذب ..

-سمح تعالي نقعد نتفرج سوا هنا..

جلس فضل علي العنقريب وجلست مريم لصقه لتتمكن من مشاهدة الصور معه..وضع الإثنان الالبوم الصغير علي أرجلهم حتي يستطيعا المشاهدة معا في نفس الوقت..

بفرح مشتاق لمشاهدة الصور وبحماس..تصلح من جلستها علي العنقريب وهي تنظر لأول صورة قائلة ..

-يا سلاااام شوف آمنه ..حلاتا صورتا دي.عاين ده توبها الجديد...
ثم بسرعة تسأل فضل ...

دي منو يا ربي القاعدة جنبها دي؟؟

يشرح فضل والذي علم من آمنه عندما كان معها بإسم كل من في الصور..

-آمنة قالت دي واحدة إسمها حياة وجارة ناس إحسان في الخرطوم..كان اليوم داك عزمتهم في بيتهم
ثم اشار بأصبعه للصورة الأخري شارحا..

وديل ناس بيتهم بس نسيت أساميهم..
صاحت مريم بفرح شديد وعيونها تتجول في الصور بتفحص..

-هي.. عاين التوم وسعاد ..لكن مالوم صارين وشهم كده في الصور؟؟
كان يضحكوا!

-قالوا اليوم داك كانوا دايرين عمي محمد يمرقهم جنينة الحيوانات لكن مرق وأتأخر قال ليهم المرة الجاية...بس زعلو..
ثم تم جملته قائلا..

أحسن ذاتو ..والله أنا المرة الجاية لا بعرف ليك مدرسة ولا كلام أبوي الكتير ده ولا شيتين
..بمشي معاهم يعني بمشي..

ردت آمنة محاولة مكاواته..
- تمشي وين والله ابوي ما يخليك!

إنفعل فضل بطفولة وقال بغيظ وهو يجر الألبوم منها..
-وأنا ذاتي ولا بخليك تشوفي باقي الصور..

فجأة رأي كلاهما شيخ بابكر في منتصف الغرفة والغضب الشديد باد عليه..
نهر فضل قائلا..

-بتسوي شنو هنا يا ولد؟؟
وده شنو الكنتو تجابدو فيهو ده؟
ده شنو الفي يدك ده؟

رد فضل بصوت مهزوز وقد أرعبه منظر والده الغاضب..

-دي صور ناس آمنه يا أبوي..بس بنتفرج فيها أنا ومريم!

رفع شيخ بابكر عكازه وبدأ في ضربهم...

-كمان بتتكلم..دي مساخر جديدة كمان؟
تقعدوا متلاصقين وتقولوا نتفرج في الصور؟؟

ثم خبط مريم وهو يقول..

-دي أنتي الكبيره كمان..تلصقي في أخوك؟
آه يا عديمين الأدب..ده الفضل والله!
............
............

إنهمرت دموع مريم مرة أخري عند تذكرها لذلك اليوم..تساءلت في حيرة..
ياربي الرجال ديل كلهم مثل ابوي ولا ابوي ده صعب كده براه؟؟
.............
.............
لم تنم مريم بعد ذلك أكثر من ساعتين اذ جاء صوت النباه الأول..

الله أكبر الله أكبر..

وجاءت معهىاصوات أمها وعمتها خافتة وهن يستغفرن ويرددن التكبير مع النباه إستعدادا للقيام!
...............
...............



Quote: مريم حبيبتي أنا ...

تسلمي يا أجمل مُنى هنا






مرحب يا صبري ورمضان كريم..

تجدني في غاية الفرح بالأغنية الجميلة وسعيدة لأن مريم أيضا حبيبتك..
إسم مريم إسم جميل جدا ومن الأسماء التي أحبها كثيرا..

شكرا علي مشاركتك وأرجو أن تتابع معنا..
...........

Post: #72
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-16-2013, 04:12 AM
Parent: #68


علي غير عادة شيخ بابكر..ظهرت إبتسامة خفيفة علي وجهه ذلك الصباح فأضفي مرحا غير عادي علي أهل البيت ..
شعر شيخ بابكر ببعض الرحة بعد أن ودع آخر ضيوفه ..كان راضيا تماما عن الوضع كله فقد قدم لهم أفضل ضيافة بعد أن إستقبلهم أجمل إستقبال..الا أن ذلك في الحقيقة لم يكن
فقط سبب إبتسامته الخفيفة كان هناك أمرا كبيرا أسعده للغايه فلم يستطع من فرط سعادته أن يمنعها من أن تنعكس علي وجهه..
أحد ضيوف الأمس والذي هو في الحقيقة سبب زيارة الأمس كان الحاج علي إبن عم الفكي عبد الرازق.. أي كان عم الشيخ بابكر في الحسبة وكان قد أتي بصحبة رجال الأسرة
ليطلب منه يد إبنته مريم لإبنه ابراهيم ..
............
............

إبراهيم كان في السادسة والعشرون من عمره..درس الأقتصاد في جامعة الخرطوم عمل بعدها في أحد شركات التأمين كمحاسب بعد أن أجر منزلا وإستقر فيه مع بعض زملائه في حي السجانة..بعد عامين قرر أن يسافر الي السعودية ليعمل بها بعد أن ساعده حظه في أن يحصل علي عقد عمل مجزي بأحد شركاتها الكبيرة..والحقيقة ان قرار إبراهيم بالسفر كان نتيجة الصدفة..
إذ ترددت الزيارات العملية لأحد رجال الأعمال العرب للشركة التي يعمل بها وبعد تعامله عدة مرات مع إبراهيم في القسم الذي يعمل به..أخبره بأنه يريد ان يستشيره في أمر خاص بالعمل وطلب أن يقابله مساء ذلك اليوم في الفندق الذي يسكن به..وافق إبراهيم علي أن يقابله مساء نفس اليوم في الساعة السادسة..

أخبره رجل الأعمال حمدان عن نفسه وأعماله..كان قد درس الهندسة بجامعة أسكندرية ورجع لبلده حيث أسس مع شريكه شركة خاصة تهتم بمشاريع مختلفة..شرح له بأنه قد أتي للسودان لعدة أسباب وأهمها أن يجد موظفين لشركته اليافعة..أخبره أنه رأي بعينيه طريقة تعامله اللطيفة مع الزبائن والعملاء ويود أن يعرف منه إن كان يقبل الذهاب والعمل معه في شركته في السعودية..
وقبل أن يعلق إبراهيم الذي فاجأه الامر..فتح حمدان حقيبيته التي كان يضعها علي المقعد المجاور له وأخرج كتيب يشرح ألاعمال الناجحة والأستثمارات لشركته..ناولها لإبراهيم ليلقي
نظره عليها ثم رجع لحقيبته ليخرج عدة أوراق إتضح فيما بعد أنها عقود عمل تبحث عن من يوقع عليها..
...............
...............





Quote: ابداع
بس علليك الله القرقوش دا بيخبزوا كيفنو؟




في يوم ما سأخبرك وأخبرهم أخي عمر نملة كيف خبزت ست نور ورحمة وفاطنة القرقوش..
وحتي ذلك الحين أقول لك شيئين..

حزينة لحزنك وأعزيك في شقيقك رحمه الله..
التاني هو شكري لك لتواجدك هنا وتشجيعي بكلماتك اللطيفة..

.............

Post: #73
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-16-2013, 01:31 PM
Parent: #72


بعد نظرة سريعة للعقود وللعقد الخاص به قرر إبراهيم قبول العقد دون تردد..الاجر اضعاف مرتبه في عمله الحالي وبدلات وعلاوات ومنزل وسيارة...ومستقبل الشركة عظيم كما يبدو..
لن يخسر شيئا يستطيع الحصول علي إجازة بدون مرتب من عمله الحالي ثم يسافر ليجرب بنفسه العمل في السعودية..علي الأقل يستطيع في زيارته أن يؤدي العمرة..
سرح إبراهيم كثيرا في احلامه وتوقعاته الا أن صوت حمدان أرجعه لأرض الواقع سريعا..

قال وهو يمد له القلم..

- نوقع يا إبراهيم؟؟

- أيوه جدا..قالها إبراهيم وهو يحمد الله في سره ويدعو لأن تتم الأمور علي خير..إستدرك قائلا ..

- بس عندي سؤال لو ممكن.. هل ممكن نأخر قدومي لمدة شهر؟؟
لازم أصدق من المكتب طلب الإجازة وكمان أسافر للأهل
وأجهز اموري..والعقد بيقول أبدا الشغل بعد إسبوع من الآن..

- طبعا ممكن يكفيك شهر؟؟
خلاص علي بركة الله ..نكتب التاريخ بعد شهر..ثم قال وهو يشير للأوراق الموجوده علي الطاولة..

- عندي طلب يا أخ إبراهيم..عايزك تساعدني أجد عماله لباقي العقود..

- جدا مافي مشكلة..قالها إبراهيم وهو يفكر في عديد من الأشخاص المناسبين للوظائف المختلفة أغلبهم من الأهل وبعضهم من الاصدقاء..
...............
...............

في أول خميس بعد اللقاء بين حمدان وإبراهيم..سافر إبراهيم لأهله في القرية..هذه المرة يحمل لهم خبرا سيسعدهم كثيرا..فالسفر للسعودية يعني أشياء كثيرة مسئوليات مادية يستطيع أن يلتزم بها أكثر..دعوة والده ووالدته للحج والعمرة..ثم الزواج الذي لم يتوقف والداه عن حصاره به..وفي الحقيقة كان هو أيضا يحلم بأن يتزوج ويكون أسرة وينجب الاطفال..
.............
.............
أبوي..ناداه عند وصوله للباب بصوت لم تلونه الأشواق وحدها بل كان الفرح الشديد واضح فيها..

- عندي ليكم خبر يفرح يا ابوي.. أنا جاني عقد عمل للسعودية سمح بالحيل وجيت أكلمكم بيهو..داير دعواتكم ومباركتكم
سالمه والده وهو يقول..

- ماشاء الله تبارك الله يا إبراهيم ولدي..قلت في السعودية محل بيت الله؟؟
لقيتو كيف ومتين جاك؟؟ كدي حدثني بيه..ثم تمتم بدعاء قبل أن يسمع رد إبراهيم..
ياربي ليك الحمد والشكر..مسافر بتين؟؟
والكلام ده كله حصل بتين؟؟
كدي اقعد غرتاح وكلمني..

سمع أحمد أصغر اشقاء إبراهيم كلام شقيقه فجري مسرعا للداخل قبل أن يسلم علي شقيقه ليحدث أمه نفيسه بالخبر..

- يمة يمه هوي.. إبراهيم ماش يسافر السعوديه..ياهوداك مع أبوي يحدث فيهو!

- كضاب أمشي كدي..وينو إبراهيم؟

- وحات الله ما كضاب..قلت ليك ماشي السعودية..

همت نفيسة بالذهاب والتأكد مما يقوله إبنها الا أن إبراهيم وصلها قبل أن تتحرك قائلا لشقيقه وهو يضحك..
- إت يا أحمد اصلك ما بتصبر..أنا ماجاي أحدثا بنفسي؟؟

- صحي كلام أخوك؟؟ صحي ماشي السعودية؟؟
حضنته بكل شوق الأمة وهي تضحك سعيدة برؤية إبنها..

-حمدلله علي السلامة ولدي..اخوك لخمني ما سالمتك!

رد إبراهيم وهو يحضنها..

- أيوه يمه ماشي اشتغل هناك ..بعد ده بقدر أحججكم وأرسل ليكم تجو تزورو بيت الله..

إنفجرت نفيسة في البكاء فرحة بزيارة بيت الله وبكل الخير الذي ستأتي به لأيام القادمة..قالت بصوت حنين وهي تمسح دموع
الفرح بطرف توبها..

- تستاهل الخير يا ولدي..يا حليلك يا إبراهيم ماشي تسافر بعيد مننا..

- بعيد شنو يمه؟ ما ياها دي الخرطوم بس أرسل ليكم التذاكر تصلوها وتركبوا الطيارة..كلها ساعتين وتكونوا معاي..
وتقعدوا معاي بي هناك بس ترتاحوا تشوفوا الدنيا وتصلوا في بيت الله..
رفعت نفيسة كفها للسماء تلهث بالشكر لله وبالدعاء لإبنها بالستر والنجاح..

-ياربي ليك الشكر والحمد..تستاهل كل الخير يا ولدي..ربنا يسعدك ويوفقك ويريح بالك..راضية عليك ياإبراهيم يا ود بطني دنيا وآخره!
..............
..............

أسرة إبراهيم كانت كبيرة العدد وممتده..إبراهيم توسط اشقائه وشقيقاته الذين سكن بعضهم في نفس القرية بينما سافر إثنين منهما للعمل في بعض مدن السودان المختلفة..
حاج علي والدهم كان رجلا طيب القلب وهاديء الطباع ومحبا لعمل الخير..كانت له أرضه التي يهتم بها ويعيش علي الدخل من محصولها من الخضروات..لم يكن دخلا عظيما لكنه كان كافيا لتغطية تكاليف حياتهم..

زوجته نفيسة كانت بنت خالته الرضية كانت تصغره بما يقارب الخمسة عشر عاما..سعد معها بحياة إمتدت لما يقارب الثلاثون عاما أنجبوا خلالها خمسة أولاد وثلاث بنات وصار لهم عدد من الأحفاد..
............
............
قضت الأسرة ذلك اليوم في فرح كبير بما سيؤول إليه الحال..وسريعا ما أنتشر خبر عقد عمل إبراهيم وقرب سفره للسعوديه في القرية..فتسابقوا علي المباركة ودعواتهم الطيبة تملأ القلوب رضاءا..
...........
...........
لم تستطع نفيسة وإبنتها ليلي أن تتوقفا عن الحديث عن سفر إبراهيم وعن السعودية وعن كل الخير الذي يوشك أن يصلهم..
وبدأت كل منهن في إقتراحات الزواج وذكر أسماء لعروسات من داخل الأسرة وإبراهيم ينضم إليهن كلما تمكن ويضحك سعيد بهم وبسعادتهم...




Quote: ما تقيفي يا ام عروض

في انتظارك



مرحب يا شيقوق..مسجل غياب مالك؟؟
...........
...........

Post: #75
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-17-2013, 02:50 PM
Parent: #73


تمكن إبراهيم خلال أسابيعه القليلة علي سفره للسعودية من أن يرتب أموره كلها وفي أن يجد العمالة المطلوبة لشركة حمدان..

كان قد اقنع المنتصر قريبه وزميل دراسته منذ الطفولة بأن يقبل بأحد عقود العمل ويبحث لنفسه عن مستقبل مادي أفضل..علي الاقل يمكنهما أن يكونا سندا لبعضهما في الغربة..
عرض عقد عمل آخر علي شقيقه الأكبر..إلا أنه رفض فكرة السفر..فهو في حاجة لأن يكون مع أبنائه الصغار كما أن عمله بجانب أنه يعجبه..فهو أيضا يدر عليه أيضا مبلغا كافيا لتكاليف الحياة..
أعلم شقيقه بقراره حين سافر لوداعه قائلا وإبتسامة كبيرة علي وجهه بينما يده مشغولة بتكوير سفة في كف يده الأخري....

- إبراهيم أخوي أت بس سافر وربنا يوفقك..ثم إستطرد..
إت عارف الوليدات بي جاي ما بقدر أخليهم براهم..
بس نحنا ابقي إتذكر ترسلينا للعمرة مع الوالد..وكفانا أصلو ذاتو ما دايرين أكتر من كده!

كان إبراهيم يعلم أنه لا فائدة من محاولة إقناع شقيقه الحسن..فقد كان معروفا بينهم بقوة الراس والإعتداد بآراءه..لذلك رد قائلا وهو ينظر لشقيقه في إعزاز كبير..

- يازول العمرة البسيطة دي؟؟
والله أرسل ليك تجي مع أبوي وأمي..علي الاقل ترافقهم..ومنو عارف..يبقي الوضع يعجبك ونلقي ليك شغلة تمسكك معانا هناك!

رد الحسن وهو ينفض يديه من بقايا السعوط بعد أن كوم سفته في الجانب الأيسر من شفته العليا..

- كدي إت سافر بالسلامة وظبط أمورك وكل شي هين بعدداك..

...............
...............

والحقيقة أن الله قد فتح كثيرا علي عدد من الشباب بسبب عقود العمل التي أتي بها إبراهيم..

لله طرقه المختلفة في توزيع أرزاقه!

............



[QUOTE
شكراً منى
يا سلام
قصة واقعية...هادفة... وذكريات ممتعة... وزمن الزمن زين ... و زمن الحنان والطيبة... تحكى عن حال القُرى حينها وما أحلى الحياة فيها .



رمضان كريم يا محمد الرفاعي..

أعتقد أن في أمري القديمة مازالت كثير من الاوضاع كما كانت في السابق .. علي الرغم من قسوة الأوضاع والقهر الذي يعيشونه..اقصد التكاقل بين من تبقي هناك والتعاون بينهم..
ثم ذلك التكافل بين أبناءهم المغتربين ودعمهم للقرية في موضوع المياه وتوصيل أنابيبها من الخزان والبئر....
ولا شنو؟؟

تحياتي لك ولاهلنا المناصير بأمري..
.............

Post: #63
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-14-2013, 00:56 AM
Parent: #1

mudhouse1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #64
Title: Re: مريم..
Author: جورج بنيوتي
Date: 07-14-2013, 09:44 AM
Parent: #63

أستاذة/ منى

تسطع الصورة حين تصِفُهاالأحرُف الممعنة في البساطة.

و... أتابع..

"ناس :مريم:و.. نهر ذكريات!

وبعضُ أماكن.

Post: #65
Title: Re: مريم..
Author: adil amin
Date: 07-14-2013, 11:50 AM
Parent: #64

Quote:
أجري فالح لسعاد اتديك عصير ليمون بااارد...
ثم تخرج من الفضية القديمة بجوارها والتي أنكسر زجاجها من الجانب الأيسر سكرية ذهبية اللون يحفظ فضل شكلها ومحتواها تماما ..تفتحها لـتأخذ بعض من الحلوي تمدها وهي تبتسم قائلة..


هاك يا فضل.. أدي منهن إتنين لمريم والباقيات ليك..

تتسع إبتسامة فضل وهو يتناول منها الحلوي محاولا عدها بسرعة ليعرف كم سيكون نصيبه منها..ياخذها يضعها في الجيب الكبير في جلابيته السمنية ويجري سريعا دون أن يودع
عمته ودون أن يطلب من سعاد العصير.

الاخت منى خوجلي
تحية طيبة
ان ت تمارسي الرسم بالكلمات و لوحات من صميم البيت السوداني الاصيل
ولكن لدي ملاحظة قد تساعد في فهم جماليات النص
وهي وضع داش قبل الحوار حتى يتم فرزه من السرد
هكذا
..........................................
- أجري فالح لسعاد اتديك عصير ليمون بااارد...
ثم تخرج من الفضية القديمة بجوارها والتي أنكسر زجاجها من الجانب الأيسر سكرية ذهبية اللون يحفظ فضل شكلها ومحتواها تماما ..تفتحها لـتأخذ بعض من الحلوي تمدها وهي تبتسم قائلة..


- هاك يا فضل.. أدي منهن إتنين لمريم والباقيات ليك..

تتسع إبتسامة فضل وهو يتناول منها الحلوي محاولا عدها بسرعة ليعرف كم سيكون نصيبه منها..ياخذها يضعها في الجيب الكبير في جلابيته السمنية ويجري سريعا دون أن يودع
عمته ودون أن يطلب من سعاد العصير.

Post: #77
Title: Re: مريم..
Author: د. ياسر عبد القادر
Date: 07-18-2013, 01:24 AM
Parent: #65

مني


سلامات ورمضان كريم ياخ

ليك وحشة والله


كدي كبي لي فنجان جبنة بعدين نشوف الحاصل شنو ؟؟؟؟

Post: #78
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-18-2013, 04:14 AM
Parent: #63




إقترب شخ بابكر من راكوبة فاطنه وطلب من مريم علي غير عادته عمل قهوة له..ترددت مريم في أن تقبل رأسه في الحال وتعتذر له عن الذي حدث في ليلة الامس
أو تنتظر حين يكون وحيدا..اربكها إسترخاء ملامحه علي غير العاده وكذلك مجيئه للراكوبة وهو الذي يرسل ابنائه للإتيان بالشاي أو ما يحتاجه ولا يأتي بنفسه علي الإطلاق..
قررت أن تحضر القهوه وتقرر ساعتها كيف سيكون إعتذارها..

فاطنة نفسها شعرت بأن هناك أمرا ما..ظنت أنه ربما يريد أن يكمل لومه لمريم إلا أن نظراته ولهجته الهادئه في الحديث جعلها تستبعد ذلك..

- مرحب يا حاج..قالتها ست نور أخته وهي تجذب اطراف توبها لتغطي الجزء البسيط الظاهر من ذراعيها..

- كيف حالك يا ست نور نعلو الباعوض ما حماكي النوم..

- لالا الحمدلله ولعنا الطلح طردوا بعيد..ضيوفك سافروا بالسلامة؟؟

- ايوه..أنتي ماعرفتيهم كلهم؟؟

- ايوه عرفتهم ماشاء الله..

- أسمعوا..حاج علي طلب يد مريم مني لولده إبراهيم وأنا وافقت

تفاجأت فاطنة بالخبر..لم يرد علي بالها قط أن ضيوف الامس كانوا عندهم لمثل هذا الأمر..

رفعت ست نور رأسها قليلا ونظرت لشقيقها وهي تسأله في فضول..

- دحين ولده إبراهيم ده مش الكان شغال في الخرطوم واسه مشي السعودية؟

رد شيخ إبراهيم بلهجة مؤكدة لكلامها..

- آآي..ياهو ذاتو..اسه قرب يتم التمانية شهور من سفره..ورسلهم قال داير يعرس

- ماشاء الله ..والله حاج علي ماهو غريب يا هو عمنا..ووليداتو كلهم مافيهم كلام..كان للأدب مكملنو..أكان كمان للوظائف ماشاء الله كلهم وظايفهم كبيره..أهلنا ..دمنا ولحمنا لا بيلقوا
أخير منك يناسبوه ولا نحنا دايرين أحسن منهم..

رد شيخ بابكر وهو يسند ذقنه علي عكازه..

ايوه صدقتي..اولاد متربيين والولد ده بالذات شايل المسئولية من يومه مع ابوه..كان راقد مع أبوه في المستشفي وقت عملولو عملية الزايده..

قالت ست نور بصوت مرح..

- أماني يا مريم ربنا ما بيريدك...إنتي عشان طيبة الله بيريدك.ثم نظرت لفاطنة وسألتها..

- إتي يا فاطنة مالك ساكتة؟؟

- لالا بس بسمع فيكم..

نظر شيخ بابكر لها وإبتسم وهو يقول لشقيقته..

تلقاها شالت الهم..بنيتها الوحيده المعاها في البيت..

وجدتها فاطنة فرصة لتعبر عن مشاعرها تجاه الأمر..قالت في صوت هاديء..

- صحي..لكن مصيرها بتي يعرسوها..ربنا يسعدها مريم ويهنيها..
يعلم الله ما حصل عيوني ديل غمضن قبال ما أدعي ليها بابن الحلال اليسعدها..والحمدلله الله أستجاب لدعوتي..
إبراهيم ما هو ولدا هين..كلهم أولاد وبنات حاج علي ما شاء الله عليهم..ماشين نلقي أخير منهم وين لمريم..

في تلك اللحظة أحضرت مريم القهوة لوالدها..كانت قد سمعت الحديث وتظاهرت بأنها لم تسمع شيئا..أربكتها المفاجأة أكثر مما اربكت أمها..
ناولت والدها القهوة ثم آنحت بسرعة لتقبل يده..

-أبوي سامحني والله ما كنت عارفة خيالي ظاهر ليكم..قالت ذلك وإنهمرت دموعها..
ولاول مره يظهر شيخ بابكر حنانه..

-خلاص بتي أنا مازعلان!
كان شيخ بابكر في لحظتها يفكر بأنه علي وشك أن يفارق إبنته ويزوجها لتكون لها حياة منفصله عنهم..كادت الدموع أن تطفر من عيونه الا أنه بقوته تغلب عليها..
تناول كباية القهوة من فوق الطاولة الحديدية المدهونة بالبوهية الزرقاء..شرب منها قليلا ثم وقف فجأة ..أصلح من الجلابية ليعلن موعد ذهابه.

- خلاص أنا ماشي الدكان!
ثم إلتفت كمن تذكر شيئا وقال..

-قالوا بيجونا تاني في الايام الجايات ديل..أقصد النسوان ناس حاجة نفيسة وأخواتها..
..........
..........



Quote: وانا اسابق الركب علي حمارتي العرجاء لالحق ما فاتني من صفو الزمان القديم .. اذا بي اتعثر في الحفرة التي حفرها خالي (المزهلل)
لنفسه .. فخنق الصواب بتصحيح خاطئ .. وقال فقد كتبت سهوا بالذال ...... افو يا خال .... (الذهول) اصلا بالذال

قال ربك في الكتاب المبين ... يوم تذهل كل مرضعة عما ارضعت .... وقال ابن منظور عن ابن سيده .. ذهل الشيء وذهل عنه وذهله وذهل
(بالكسر) عنه يذهل فيهما ذهلا وذهولا تركه علي عمد او غفل عنه او نسيه لشغل ..

اما زهل وزهول فليس لها في العربية اصل .. ولكننا في لهجتنا السودانية افترعنا (الزهلله) من نفس الاصل العربي بسبب نطقنا الخاطئ
للذال ...

اسقطتني ياخال عن حمارتي .. واخرجتني عن صمت وصوم عن الكلام تعلمه .. هل تريد ان تكون مثلهم .. ام تراك تبحث عن مشكلة مع عمك
سيبويه فيقوم علينا جميعا ويسقطنا في العربي والانجليزي كمان

اما مني فستعيدني للصمت والتامل .. وتعيدني لبيت جدي طفلا ارقب حبوباتي وخالاتي وعماتي .. بشغف .. فهل يا زمان من عوده هل ؟ ..

يديك العافيه .. ايتها الرائعه .. ويخرجنا بك من صمت الي ذهول .. وزهلله ..

عمر علي حسن



مرحب بسعادة اللواء ومرحب بزيارتك للبوست..

سعيدة لأنك هنا ترجع بذكرياتك لزمن نقي رغم صعوبته الظاهرة..
قطعا تتذكر كما اتذكر تلك الحياة الريفية التي أنعمني الله بها بعد أن سافرت للمهجر ..جذبتني بكل أشكالها..حتي تلك الاوقات التي أتعبتني فيها أنعدام سبل الحياه المدنية
في الريف والقري.. صارت لي فيها متعة عظيمة..

أن تنام في حوش تحت ضوء القمر والنجوم وتتبادل مع الآخرين الونسة والضحكات من القلب لهو أمر في غاية في الروعة...
أن تسمع صوت الديك يأذن ثم الحمار ينهق..ثم الحركة في التكل لعمل شاي الصباح يتبعها الجلوس علي البرش بعد الصلاة لشرب الشاي والجبنة لهو أمر فريد في جماله..
اذ تجلس انت ومن معك والضمير مرتاح بعد يقظة من نوم هاديء..وإيمان أكملت طقوسه بالصلاة..تشاركك الحيوانات نفس المساحة من الارض ..تأكل أنت ومن معك في كل يوم نفس
البسيط والمكرر من الكسرة وما تيسر من الملاح..
وحين تري الاطفال يلعبون مع الغنمايات الصغيرات ثم في المساء يشربون لبن أمها معها هو تفكر في جمال الكون وبساطنه وعمقه..تلك العلاقة بين الأطفال والحيوان هي حقا ممتعة!

قطعا تتذكر الحجوات والخيال فيها..تتذكر رائحة الحنة في أقدام حبوبتك وقد إستلقيت في الطرف الآخر في السرير معها بعد أن أشتد خوفك ليلا من قصة البعاتي..
وتتذكر عماتك وخالاتك وهن يضعن قطع النقود المعدنية في يدك الصغيرة وتتذكر طعم الفرحة بها..ثم جريك بعيدا لصرفها او لتخبئتها..

أين هن العمات والخالات وقبلهن الحبوبات؟؟

...............
...............

خليك معانا..

Post: #79
Title: Re: مريم..
Author: عبيد الطيب
Date: 07-18-2013, 08:29 AM
Parent: #78

Quote: أن تنام في حوش تحت ضوء القمر والنجوم وتتبادل مع الآخرين الونسة والضحكات من القلب لهو أمر في غاية في الروعة...
أن تسمع صوت الديك يأذن ثم الحمار ينهق..ثم الحركة في التكل لعمل شاي الصباح يتبعها الجلوس علي البرش بعد الصلاة لشرب الشاي والجبنة لهو أمر فريد في جماله..
اذ تجلس انت ومن معك والضمير مرتاح بعد يقظة من نوم هاديء..وإيمان أكملت طقوسه بالصلاة..تشاركك الحيوانات نفس المساحة من الارض ..تأكل أنت ومن معك في كل يوم نفس
البسيط والمكرر من الكسرة وما تيسر من الملاح..
وحين تري الاطفال يلعبون مع الغنمايات الصغيرات ثم في المساء يشربون لبن أمها معها هو تفكر في جمال الكون وبساطنه وعمقه..تلك العلاقة بين الأطفال والحيوان هي حقا ممتعة!


يا سلااااااااااااااااام لك التحية والتقدير امانا ما رسمتي لوحة........!
"أهلي البساط
والقعدة والإنبساط
الراحل المقيم سيدي الشيخ العباسي في حديثه عن الريف والبادية واهلها الذين أحبّهم ذكر
هذه الأريحية والبساطة والقناعة والمحبة وراحة البال

والله يا أم عروض هسّع الواحد بصحي ويكون مستلقي و15 دقيقة هوووووووووولة طويلة
بعد تغير الحال والشعتفة العمت الريف الحبيب يحكي لي الأستاذ سالم موسي
ان أولاد "احمد ود جدو" وكان رجلا صاحب طرفة وجميلا في دواخلة ،
فبعد السنين السود وذات خريف صحُّوه اولاده قائلين " "يابا قوم الوطاه أصبحت"
ليرد عليهم قائلا: - "أريتها ما اصبحت اصبحت عيل علي الشقاوة والمحن.........!

محبتي

Post: #82
Title: Re: مريم..
Author: عمر علي حسن
Date: 07-19-2013, 00:00 AM
Parent: #79

Quote: أين هن العمات والخالات وقبلهن الحبوبات؟؟

هن عندك .. يابت الخليفه
يستلقين علي اقفيهن الملفوفه في القراقيب وثياب الدمورية علي كراب عنقريب قريب منك وانت تنقطين علي اذانهن وقلوبهن كلماتك
التي تملأ الحوش دعاشا وسلاما ..

وانا قاعد في الواطه (انكرش) .. متكيف جبنه

متعك الله

عمر علي حسن

Post: #83
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-19-2013, 02:16 AM
Parent: #78



.ذلك النهار كان عجيبا وغريباعلي كل من في البيت..فرحة فاطنة كانت طاغية ..مريم تستحق كل الخير وهاهو قد اتي لها..عريس شاب..متعلم سيسكنها المدن وستنعم بالحياة الناعمة ..
سيسترها ويعاملها معاملة كريمة ..ماهي كمان بت أهله وبيكونوا لبعضهم سترة وغطا..
خرجت منها تنهيدة طويلة تشرح مدي إرتياحها وفرحها.. حمدت الله كثيرا بعدها ونذرت لأن تصلي لله مائة ركعة شكرا له عندما يتم زواج مريم!

جاءها صوت ست نور يرجعها من سرحانها بعيدا فردت بمشاعرها دون ان تعي تماما لما قالته ست نور..

- عاد يا ست نور مريم الله أداها في شان طيبتا وتعبا ليل نهار معانا..لكن فراقا ببقا لنا حااااار!
صدرت من ست نور ضحكة صغيرة وهي تقول..

- ياهو مصيرالبنات يا فاطنة ..إتي نسيتي وقت عرسوك؟؟
ما كتي أصغر منها وتلعبي يادابك مع الشفع..تذكري أمك الله يرحما كانت بتبكي كيف وقت ابوك قال أداكي لي بابكر؟؟
البنات اصلن الله خلقن للعرس وولادة الشفع ومريم ماشاء الله كبرت وبتقدر تمسكلها بيت ..
ماشاء الله بتنا عوجة ما بتجيها..وعريسها اريتو عريس السرور سماحة خلقة واخلاق..

أكدت فاطنة علي كلام ست نور بصوت متحمس..

-آآي والله ست نور أختي..صدقتي..الله يتمم علي خير وبتي تسعد في حياتها..
ثم سالتها...

باقيلك نكلم اهلها ولا ننتظر لامن النسوان يجن؟؟
.........
.........

لا تدري مريم كيف أكملت ما عليها من أعباء منزلية..كانت بين السماء والأرض في مشاعرها..أرتبك كيانها ولم تدر إن كان يجب أن تفرح او تحزن..كثيرا ما حلمت بأن تتزوج
وتنجب الابناء والبنات وتراهم يدرسون ويكملون تعليمهم..قطعا لن تضيع أحلامهم كما ضاعت أحلامها..
لكن كانت دائما خائفة..ماذا أن تزوجها شخص مثل والدها؟؟ شخص لن تستطيع معه تحقيق أحلامها وأحلام أبناءها..
سرعان ما تتذكر مريم بذهول بأن ما طلبها هو إبراهيم الشاب الوجيه المتعلم..
تفكر..لماذا إختارني أنا؟
لست أجمل من إخلاص ولا سهام ولا نعمات؟؟
ياربي هو إختارني ولا ديل ناس ابوه وأمه؟؟
هو ذاتو ما أظن بيتذكرني ..ياربي يكونوا جبروه؟؟

كرهت مريم مجرد التفكير بأن أبراهيم مجبر..قررت أن تطرد ذلك التفكير من رأسها..
أتعبها التفكير وهي تحاول أن تتظاهر بأنها لم تسمع حديث والدها..

نادتها فاطنة بحنية..
- تعالي يا مريم..

- آآي أمي

- اقعدي حبيبتي في البنبر ده دايره أتكلم معاك شوية..

خجلت مريم كانت تعرف ما تود أمها إخبارها به ..تظاهرت بعدم المعرفة..في إرتباك ظاهر جلست وهي تقول ..
-خير يمه.

- خير يا وش الخير..أنا يا بتي عندي ليك كلام سمح بالحيل..إبراهيم ود حاج علي عم ابوك طلبك للعرس..ثم أضافت وهي تحاول أن تستكشف رد فعل كلماتها علي مريم..
يعني أصلك ما سمعتي كلام ابوك قبيل؟
لم ترد مريم وزاد خجلها فطأطأت برأسها لاسفل اكثر..

- ما تخجلي يا مريم الزواج اصلو مصيرك ومصير كل البنات..المهم يا بتي عريسك ماشاء الله ولد مؤدب ووظيفته سمحة..وفوق ده في السعودية..

إلتقطت ست نور المتكئة علي جانبها الأيمن فوق العنقريب الآخر طرف الحديث سريعا من فاطنة وقالت وهي تنظر لمريم ..

- والله يا بتي تستحقي السعادة والله وماك طالباني حليفة يا بتي وانتي بت أخوي واقرب لي من إبراهيم...دحين إبراهيم ده ود السرور امه وابوه راضيين عنو.
واتي والله يا مريم بنيتي الله ذاتو راضي عليك البقاهو من نصيبك..

سكتت مريم وهي تتسائل في نفسها..اسه بيشكروا فيه زي الخايفيني ارفضو..مثل أكني لو دايره أرفضو بقدر أرفضو!

لم ترفع مريم راسها من الأرض خجلا وإرتباكا وتمنت لو ينتهي الحديث سريعا..لكن أمها استمرت في الحديث..

- أها يا بتي ابوك قال يحدثوك..وقال ناس أمه بيجونا في الايام الجايات..دايرين ننظم حالنا..صحي هم ماهم أغراب لكن بقوا نسابة ولازم نصلح حالنا قدامهم..

ردت مريم بصوت خافت خجول..
- سمح أمي..

- أنا برسل لآمنة بعد فضل يرجع من المدرسة عشان تجينا نكلمها بالخبر السمح ده وكمان في شان نتفاكر سوا..

- سمح..قالتها مريم ووقفت إذ كان هناك كوم غسيل في إنتظارها..

.سمعت ست نور تقول ضاحكة محادثة فاطنة..

- واحلاتي دي..خجلانة المسيكينة!.

..............


Quote: بت خوجلى الرائعة
مالك يابتى قلبتى علينا المواجع .. لذكريات وحياة جميلة كانت .. فارقناها سنين عددا
احييك على ابداعك ولوحاتك المرسومة بدقة وتصويرك الجميل لحياة الريف واهلنا البسطاء
سلمت اناملك



مرحب صلاح حبيب..
صدقني لن تفارقك الصورة تماما حتي وأنت تظن ذلك..
هي الحياة في عفتها وصدقها ونقائها وتحديها..شكلت طفولتك وهي أقوي مراحل التشكيل في الأنسان
عندما تعيد شريط دكرياتها..تاتيك الدكري ممتلئة برائحة الزراعة وشكل تموجها مع اي رياح قادمة تاتيك أكثر برائحة عراقي والدك وهو راجع من العمل..
وتسمع صوته الحبيب..
تشوف قدام عينك حبوبتك والسبحة في معصمها وفردتا بجانبها وهي تدندن بمديح او ببعض ابيات شعر..
تسمع صوت والدتك وخالتك ومرت الجيران داخلة وهي تنادي في صوت يشع طيبة..
..
ناس البيت..
شوفت اهلنا ديل بسيطين وحلوين كيف؟؟

تحياتي لك وشكرا جزيلا علي تواجدك معنا..

Post: #85
Title: Re: مريم..
Author: الطيب شيقوق
Date: 07-19-2013, 07:45 AM

Quote: تصوير بديع وحكي طاعم ومسلسل رائع ولا مسلسلات رمضان
استرقت السمع لحديث الخالة أم " مريم" وهي تطيب خاطر ابنتها التي كان جزاؤها على المجهود وخدمة الضيوف علقة ساخنة
معليش " يا مريم " بتي، إنت ماعارفة أبوك شناف؟ لكن يا أمي أنا عملت شنو "وتتخنق" بالبكاء.
تضمهاعلى صدرها، خلاس ما تبكي يا حبيبتي، أبوك داير ليك السترة وانت ما شاء الله كل الصبيان يتمنوك تكوني ليهم عروس .تتنهد مريم وبصوت متقطع أنا ما عملت حاجة كعبة عشان أبوي يضربني الضرب دا كلو، وتنفجر باكية " وتتخج". ضمتها عليها شديد وربتت على كتفها: أموت ليك وتدفنيني كان ما سكتي يا بنيتي. باكر يا نور عيني تتعودي على طبع أبوك، أنا أمك الكبيرة دي يا ما مضوقني الويل ومشوفني النجم عز النهار لكن يا بتي نعمل شنو وهو طبعه كدي، لكن بعد كله أبوك حنين(بتشديد الياء) وشهم وكريم وضكران والنصيحة ليك يا الله ما في زول بشبهو في الشهامة والكرم . هدأت مريم شوية، ودخلت أمها المطبخ وجابت ليها كورة مليانة "غباشة روب" أشربي الروب دا يا بنيتي إتي ما تعشيتي والنهار كله ما أكلت ليك حاجة. إبتسمت مريم وشربت غباشة الروب وجبرت بخاطر أمها
إتبسطت أمها وقالت ليها: أنا داخلة أرقد أصلي الليلة من الصباح شاعرة لي بحمى وكرعي ما شايلاتني.
قبلت مريم يد أمها وقالت : ما تشوفي شر يا أمي



الله يااسحاق ومنى ون تو قمة في الروعة

عليكم الله ما تقيفوا نحن متابعون ومنتظرون شوبة ود اللمين

Post: #110
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-26-2013, 11:13 PM
Parent: #85

Quote: عليكم الله ما تقيفوا نحن متابعون ومنتظرون شوبة ود اللمين



قول ليهو كلموا يا ود شيقوق..

رمضان دخل العضم ولا إليلي؟؟
......

Post: #87
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-19-2013, 04:17 PM


عندما أشرقت شمس صباح اليوم التالي..كانت كل نساء القرية قد علمن بأمر خطبة مريم..تجمع بعض منهن في الصباح وكانت جلستهن الطويلة في الراكوبة مع فاطنة..
تعالت أصواتهن وهن ما زلنا في بداية الحوش..

- مبارك يا فاطنة الله يتممه علي خير وعقبال بنياتنا وأولادنا..كلام عجبنا وسر بالنا..

ردت فاطنة ترحب بهن وإبتسامة عريضة علي وجهها تشرح فرحتها..

-أهلا يا حواء..كيفنك يا سعاد يباركوا ليكن حلو وليداتكن..ثم سالمت باقي النساء وهي تفسح لهن مكان الجلوس..
إلتفتت لصفية وسألتها..
.
- كيفينك يا صفية أمس مالك ما ظهرتي علينا ؟؟
نعلك طيبة ووليداتك وأبوهم..أقعدوا..محاسن أقعدي فوق العنقريب البنبر ده بيرميك ماهو مستعدل سمح..كمان كراعو يبقي لي مكسورة

- وينا العروس النبارك ليها..ماشاء الله عريس الهنا..

- تعالت اصوات النساء وهن يتحدثن في وقت واحد في حماس وفرح عن خطبة مريم وأيام الإستعداد القادمة للزواج..ثم بدأن الحديث وعن خطبة فتيات اخريات في الفترة
الماضية في القرية..

- تتذكرن سعيدة بت الزين؟ قالت وهي تشير بئراعها للخلف..
ساكنه في الفريق البعيد داك قريب لناس ام الحسن بت وداعة..

وعندما لم تظهر علي النساء اي بادرة تبين معرفتهن لها..إلتفتت لصفية قائلة..

- الرسول ما بتتذكريها إتي يا صفية؟ ثم شرحت أكثر..
الكان ولدها الصغير ضربته الحمارة في بطنه ورقدوه في المستشفي ..

وقبل أن تكمل حواء وصفها قاطعتها محاسن بصوتها الرفيع..

- أي أتذكرتها دي ما ماخدها ود حاج عمر ..الله يرحمه ..أها مالها؟؟

- أها بتها الكبيرة جاها عريس شغال وين كدي ما بعرفو بلدا يقولولا شنو كدي..عاد عريس السرور أماني يا بت أمي ما غرق البنية بالدهب والتياب..
جاب لها خاتم الخطوبة والساعة واربعة غويشات أمها ذاتا قنعا ..جاب لها توب وجلابية وماخلالهم شي من دقيق لي سمن لي بصل وسكر..ماشاء الله قالولك خلا حالهم حال
وبعد داك دفعلهم مهر..وبس قالهم ما دايرا إلا بي هدوما الفوقا!

إبتسمت فاطنة وقالت...

- أريتو حال كل بنياتنا ..كل شيء قسمة ونصيب ربي تديهن كلهن اولاد الحلال وتريحهن في بيوتن

قلبت صفية البن في المقلاية وهي تضيف نقط من المياه عليه حتي لا يحترق ..سرعان ما أنزلته علي الأرض بجانبها حتي يبرد قليلا بينما لم تتوقف عن هزه ونفضه لأعلي حتي يبرد
وتطير قشرته..رفعت الشرقرق الممتليء لنصفه بالمياه فوق النار بعد ان أصلحت من وضع الحطب الموقد تحته..ثم إستعدلت في جلستها وهي تحاول تحريك رقبتها يمينا وشمالا ..قالت..

- والله رقبتي دي ما بعرفا مالا من امس حمتني النوم معسمه عسيمة كعبة خلاص!

- تعالي النمسده ليك..كدي في الاول قومي خليني اللأدق البن وأجهز الجبنه..
ردت صفية وعلامات الأعياء بادية علي وجهها..

- لالا بخلصه في الأول يا حوا بعد داك تعالي مسدي لي رقبتي..امس وحات أسم الله رقبتي حمتني النوم..اكان قولت ليك نمت بعد صلة الفجر ما بكون كضبت!
قالت جملتها الأخيرة وهي تخبط بكفها الأيمن فوق فخذها دليل علي حيرتها في أمر رقبتها ..شرعت بعدها في دق البن بإيقاع تعودته وأحبته..
سالت فجأة..

إتو العروس وينا دحين؟؟

يا مريم ..



..................


Quote: أستاذة/ منى

تسطع الصورة حين تصِفُهاالأحرُف الممعنة في البساطة.

و... أتابع..

"ناس :مريم:و.. نهر ذكريات!

وبعضُ أماكن.



ناس مريم ونهر الذكريات..يا لها من كلمات ذات معني عميق!

لعلك تتذكر مثلها في عطبرة او في أيام الخرطوم وأمدرمان القديمة أو ربما في شرق البلاد أو غربها..
لعلها ايام سمعت عنها من والدتك او خالتك ..ايام تحكي عن بساطة ونقاء الإنسان دون تفرقة قائمة علي طبقة او كان للدين فيها خلاف أو عصي تفسره لك بمزاجها وعكننتها هي..
لعلك تذكر طبق البامية الذي مدته تيريزا خالتك لفايزة جارتها فارسلت لها الأخري طرقات كسره في جردل طلس صغير مع كورية ملاح "ورق"..فتشاركن اللقمة ووصية وصتنا بها
الاديان حين كان فهمها عميقا..
ولعل طعم الجرم مازال في فمك قويا وقد أحضره جارك محمد أحمد مع التمر من الشمالية فمدته زوجته لكم بالحيطة قائلة محمد أحمد وصل أمس من الشمالية..
هل تذكر تلك الايام وتحن لها؟
هي منك وأنت منها مهما تغيرت الظروف وتبدل الحال..
من يستطيع نزعها منك وقد شكلتك وساهمت في تكوينك؟؟
قد يستطيع أن يضايقك في إستمرارها الإن لكن قطعا لن يستطيع هدم جمالها الساكن فيك من الماضي ..

هل تذكر تلك الأمسية والتي كانت قبلة الجيران فخطوبة "ماتريد" وفؤاد كانت أجمل إحتفال بين الأهل والجيران؟ شاركوا فيها معكم بتحضير الكراسي ورصها وقبلها فرش الرمال
ثم الرقص والغناء..

أعلم أنك تذكرها وأعلم أن الشوق لزمنها يعصر روحك!

...........
...........

أشكر لك تواجدك فقد اسعدني كثيرا..

أتمني أن تتابع معنا



................

Post: #88
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-20-2013, 03:37 PM
Parent: #87


في ذلك المساء تجمعت بنات الجيران عند مريم للمباركة ومعرفة تفاصيل وأخبار الخطوبة..لم ينتظرن حتي تأتي النساء من أهل العريس ويتم الإعلان عن الخطوبة رسميا..
كلام الرجال قد تم..وشيخ بابكر وافق في لحظته..الامر لا يحتاج لمشاورة او مراجعة..النسوان يجن بعافيتهن لكن نحنا ماشيات لمريم نبارك ليها..

هكذا ردت إنشراح صديقة مريم لأمها عندما طلبت منها تأجيل زيارة المباركة حتي يكتمل الموضوع بزيارة النسوان!

تجمعت الفتيات عند مريم في ذلك المساء الصيفي..وجلسن معها في الغرفة الخلفيه بعيدا عن حوش الرجال خشية أن تصل اصواتهن الضاحكة اليهم..
كانت إنشراح أكترهن جرأة وصراحة في الحديث لم تتردد حينها من إعلان ضيقها لأن العريس لم يظهر بعد..كانت أول من بدأ الحديث..

- محظوظة يا مريم عقبالي..فترت من القعاد في بطن البيت ده يقول لي غسلي وده يقول لي عوسي الكسرة..وداك ينهرني بلا سبب..رفعت كفيها وهي تنظر لأعلي وصرحت بما في
قلبها بكلمات واضحة..

- ياربي تمرقني من الحلة الوحلانة دي..تجيب لي عريس ماضروري يكون في السعودية ..بس عريس يسوقني بعيد..
ضحكت البنات..ومن شدة خجل مريم وضعت طرحتها علي وجهها تداري بها ضحكتها فقد كانت تشعر بدعاء إنشراح.. بينما نهرت عاشة إنشراح قائلة..

- أصلك ما بتخجلي..عشان شفقتك دي بس تقعدي تاني سنتين!
وبعدين هو ذاتو البيعرسك ده ما قايلاه بيقول ليك إسلي ونطفي وجيبي وسوي؟

- آآآآي بيقول..لكن هو واحد البيقول..في بيت ابوك كلهم يقولوا!

ضحكت البنات وبعضهن يوافق إنشراح قولها..ضحكات البنات ما أحلاها بريئة وندية تعكس أحلامهن وآمالهن..أكبرهن لم تتجاوز السابعة عشر من عمرها..أحلامهن كانت بسيطة وطفلة مثلهن..يفرحن بقماش الفستان الجديد الواحد حين يأتي ويزداد الفرح إن ناسبته الطرحة جمالا..تتلون الدنيا بالوان الفرح والوعد إن جاءت مناسبة في الحلة..مناسبة يتقابلن فيها ليغنن ويرقصن علي إيقاع دلوكة أو غطاء حلة تقود فيها الغناء إحداهن بينما كفيها تدق عليها بإيقاعات تناسب لحن الكلمات..

- متين يا مريم العرس؟؟

ترد عائشة علي إنصاف نيابة عن مريم بعد أن شعرت بخجلها..
- علي حسب كلام الرجال قالوا في الشهور الجاية..لكن بس الا النسوان يقولن..

صاحت بثينة محذرة..

- هوي يا بنات..بكلمكم من أسه.. قصة فستاني ما دايرة واحدة فيكن تقلدها..من أسه حدثتكم!

تمحنت عائشة وهي تسمع كلمات بثينة فعلقت في الحال..

- هوي..قولي بسم الله ..قمتي لي كضبك..هو بتين مشيتي جبتي القماش؟؟

- كضب شنو يا يازولة..وحات الله قماشي قاعد جااااهز ..عندي من زمان داساه..اها تذكري وقت حبوبه سعدية مشت الحج؟؟
جابت لي معاها القماش وأنا من شدة عاجبني داساهو.. بس أسة بوديه لسعدية تطقه لي..
ثم غيرت من نبرة صوتها لتصبح أكتر تعبيرا عن فرحها المتحمس..

- الزول طول ما حضر ليه عرس وده ما اي عرس ده عرس مريوم صاحبتي..يعني ماشه القي مناسبة أحسن منو وين علشان البسه فيه..
ردت سريعا شقيقتها الصغري صفاء بشقاوة..

- عرسك اتي ذاتك ..

تعالت الضحكات بعد تعليق صفاء ووظهرت أصوات المرح ومريم سعيدة بوجودهن معها تبادلهن الإبتسام وتخرج منها بين الحين والآخر ضحكة خجلي مكتومة..


..................


Quote: الاخت منى خوجلي
تحية طيبة
ان ت تمارسي الرسم بالكلمات و لوحات من صميم البيت السوداني الاصيل
ولكن لدي ملاحظة قد تساعد في فهم جماليات النص
وهي وضع داش قبل الحوار حتى يتم فرزه من السرد
هكذا
..........................................
- أجري فالح لسعاد اتديك عصير ليمون بااارد...
ثم تخرج من الفضية القديمة بجوارها والتي أنكسر زجاجها من الجانب الأيسر سكرية ذهبية اللون يحفظ فضل شكلها ومحتواها تماما ..تفتحها لـتأخذ بعض من الحلوي تمدها وهي تبتسم قائلة..


- هاك يا فضل.. أدي منهن إتنين لمريم والباقيات ليك..

تتسع إبتسامة فضل وهو يتناول منها الحلوي محاولا عدها بسرعة ليعرف كم سيكون نصيبه منها..ياخذها يضعها في الجيب الكبير في جلابيته السمنية ويجري سريعا دون أن يودع
عمته ودون أن يطلب من سعاد العصير.


أخي الفاضل عادل أمين..

فرحت جدا بكلامك الفوق ..وفرحي كبير لأني عارفاك زول تخصص..
لذلك لو لاحظت طوالي بديت أغير وأعمل بنصيحتك وكلامك كان تمام في محله..
سعيدة بإشادتك وتصحيحك لي..والحقيقة أنا لما بديت أكتب ما كان عندي ولا في بالي الا موقف واحد وهو موقف الفانوس والضل علي الحيطة..
وكنت فاكرة بكتب المقدمة الأولي ثم أرجع لأذكر بعدها موقف الفانوس..وبس!

وفجأة لقيت نفسي بربط في أحداث وأحكي عن مشاهد مختلفة دون خبرة لي سابقة في هذا المجال..
لذلك نصيحتك كانت محل تقدير كبير عندي..

شكرا لك علي تواجدك وأتمني له التمدد هنا..

................

Post: #89
Title: Re: مريم..
Author: الطيب شيقوق
Date: 07-20-2013, 07:36 PM
Parent: #88

Quote: - آآآآي بيقول..لكن هو واحد البيقول..في بيت ابوك كلهم يقولوا!



اااااااااااااااي يا منى واصلي كلام حلو وطاعم

Post: #90
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-21-2013, 04:22 PM
Parent: #88



إستقبل عبدالرحمن شقيق مريم خبر الخطبة بإحساس عادي..فأي فتاة مصيرها الزواج حتي الأصغر منها يتزوجن..كان يكبر مريم بأقل من عامين يحب مريم كثيرا الا أن فضل شقيقه
الاصغر كان أقرب لها منه في الونسة والضحك..طبع عبد الرحمن كان مختلفا ..دائما كان سكوتا وهادئا..

درس عبدالرحمن المرحلة الاولي في مدرسة الشعلة بالقرية ثم المرحلة الوسطي والثانوية في مدارس مختلفة بقري مجاورة..تعود أن يذهب للمدرسة الثانوية كل صباح مع رفاقه الأولاد من الجيران في قرية مجاورة إذ لا توجد مدرسة ثانوية في قريتهم..علي الرغم من تعب مشوار الذهاب والإياب للمدرسة..الا ان الامر لم يخلو من متعة..فالجميع يستقل كارو عم عبده كوسيلة مواصلات..كانت قطعا ممتعة خاصة أنها تمر خلال مشوارها بحقل كبير أخضر مترامي الافطار يفصله جدول مياه عريض ..ضحكات الصباح بعد المطبات التي يمر بها الكارو ومعها
نهرات عم عبده وتعليقات الاولاد الشقية كانت تقصر المسافة وتسعدهم في مشوارهم اليومي..

لم يشغل زواج مريم بال عبد الرحمن كثيرا ولم يفكر في أمر عريسها ..هو او غيره لا يهم ففي نهاية الامر هو من الأسرة وسيعاملها معاملة طيبة..كل ماكان يشغل عبدالرحمن هو دراسته..
هدفه أن ينجح بأكبر مجموع ليسافر لدراسة الجامعة في الخرطوم..سيسكن الداخلية وسيجتهد في كليته ويتخرج طبيب..نعم دراسة الطب كانت منتهي غايته...كثيرا ما تخيل نفسه ياتي في عطلاته للقرية بعد دخوله الجامعة..كيف ستكون أسرته فخوره به كما تفخر أسرة محمدين بأبناءها الخمسة ثلاثة الأطباء منهم أطباء وإثنين درسا الهندسة وابتعثوا للخارج للدراسة فوق الجامعية..
............
............
لم ينم فضل جيدا ذلك المساء..بكي كثيرا عندما علم بأن مريم ستتزوج وترحل بعيد عنهم..علي الرغم من صغر سنها الا انها كانت له كالأم ايضا..معظم وقته بعد الدراسة بجانبها في المنزل يساعدها وتدرسه مالم يستطع إستيعابه في الفصل..حتي نهراتها له في كل مرة تجد فيها بقع حبر في ملابسه ما كانت تغضبه..كان يحبها كثيرا..
جلس في طرف عنقريب فاطنه بهدوء ..رفع قدميها علي ساقية الصغيرة بعد أن أبعد الثوب الذي كان يغطيها عنها وبدأ في تدليكها..كانت تلك عادته دائما عندما يحتاج لشيء من أمه ..
رفعت فاطنة راسها وإبتسمت قبل أن تقول..

- جيت يا عشاي؟؟
- آآآآي

ثم سألها بغته ..

- يمه مريم صحي ماشيين يعرسوها؟؟

- ايوه فضل ولدي..إت ذاتك بعد تكبر بتمشي تعرس وتسويلك بيت ووليدات

- يعني بيعرسوها وبتكون معانا لسه في البيت؟

- لالا يا فضل ..عريسا بيسوقا معاه..

- بيسكنوا في بيت براهم يعني..بيتهم بيكون وين؟؟

إنتفض جسد فضل الصغير وإمتلأت عيونه بالدموع عندما أخبرته فاطنه بأن مريم سترحل بعيدا عنهم!

- يمه أنا بكره العريس والعرس ذاتو..أنا ما داير مريم تعرس.. قالها وهو يمسح دموعه بطرف كم عراقي جلابية المدرسة ثم يزيح قدمي والدته عنه ويجري بعيدا وهو يبكي ..

لم تتحمل فاطنة الموقف فمضت تبكي هي أيضا..إذ تخيلت حالهم بعد ذهاب مريم..مريم هي قلب البيت كله وروحه..من سيلازمها في أوقاتها الطويلة بالمنزل؟؟
من سيستيقظ معها فجرا ويناولها وتناوله شاي الصباح ثم الإفطار؟؟
من سيأتي لها بخضار الصباح ويضعه امامها بهدوء؟؟
.......
........
إستغفرت مريم عدة مرات ومسحت دموعها من تحت ثوبها بعد ان غطت وجهها به..خشيت أن تأتي مريم وتراها في ذلك الحال فتتأثر هي الأخري...عقبت إستغفارها بسلسلة من
الدعوات لمريم بالسعادة والشكر لله علي أفضاله الكبيرة..

مسكينة فاطنة ماكانت تعلم بأن مريم ايضا كانت تفكر مثلهما وأن قلبها صار مثقلا بالهموم ..كيف ستبعد عنهم وهم كل حياتها؟؟
كيف ستكون حياتها بدون حضن وحنان امها وشقاوة فضل وعقل عبدالرحمن وهدوءه؟؟
نست تماما مريم قساوة والدها معها..إشتاقت له في تلك اللحظة اكثر من اي وقت مضي..
ياربي ماشية أعيش كيف بدونهم؟؟

مسحت مريم دموعها بسرعة وتحركت من مكانها بإستعجال عندما سمعت خطوات أمها تقترب من الغرفة..

مريم..مريم وينك بنيتي..
............


...




Quote: سلام استاذة منى

كل سنة وانت طيبة وربنا يتقبل صالح الأعمال

وصالح الكتابة


سلام حمد ود عمنا عبد الغفار ..

اللهم آمين تقبل الله منا جميعا..

سعيدة ومريم بوجودك معنا..

شكرا كبيرة..


Post: #91
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-22-2013, 05:56 AM
Parent: #90



جاء صوتها واثق بطيبة وهدوء وهي تحدث فاطنة وست نور وباقي النساء في موضوع زواج مريم من إبنها إبراهيم..مدت ظهر كفيها أمامها علي حجرها فرنت أساورها رنة
عالية أثر إرتطامهما ببعضهما لفتت نظر لنساء الجاسات من جارات فاطنة..نظرت لخاتمها الكبيرفي أصبعها الصغيرطويلا وهي تحاول التركيز في حديثها لتقول..

- والله من ولدي إبراهيم فكر في العرس ورسل قال لي يمه فتشي لي عروس..طوالي قلت بس مريم يعلم الله بريدها ومتمنياها من زمان عروس لواحد من أولادي..

وقبل أن تستمر نفيسة في كلامها جاء صوت حاجة زينب قائلا..
- صدقتي.
حاجة زينب هي قريبة حاج علي من ناحية أمه وكانت من أكبر نساء العائلة ولها مكانتها العالية وقد تفائل وتبارك بها الجميع في مناسباتهم..رفعت ببطء جسدها المتعب من مشوار الطريق
صدرت منها أنه تعب خفيفة وهي تحاول الجلوس بعد رقدتها القصيرة وبدأت الحديث فيما جاءت لأجله..

- شيخ بابكر نسبه عالي ود الشيوخ الصالحين والناس كلها تتمناه..ومريم ماشاء الله عليها ست البنات لي حدهن..بت مؤدبة وخدامة..تخدم في البيت وتساعد الاهل والجيران..أماني إبراهيم
مالاقالو عروس ماهي هينة..محظوظ بالحيل ..وولدنا ذاتو ماهو هين زينة الرجال جدوده بجوامعهم وخلاويهم..اي زول يتمناه راجلا لي بتو..
الليلة جينا نحدد معاكم مواعيد العرس ونشوف طلباتكم..والله التقولوه كله نجيبو ونسويه بتنا ماهي هينة وولدنا ماشاء الله قادر..

قادت ست نور الحديث ..كانت عمة العروس وأكبر من فاطنة أمها..ست نور كانت إمرأة خفيفة الظل لكن بحساب..اسرة أخيها كانت كل حياتها بعد ترملها منذ أكثر من خمسة عشر عاما..
تزوج أبنائها الثلاثة وسافر منهم إثنين للعمل في اقاليم اخري..بينما عاش إبنها البكر بعد أن تزوج مع نسابته في قرية قريبة منها أنجب الاولاد والبنات..علي الرغم من وصوله إبنها
لسن الاربعين الا ان ابنائه مازالوا أطفالا صغارا..تزوج متأخرا وكذلك تأخرت زوجته في الإنجاب..ترك اكبر ابنائه ليعيش مع أمه ست نور حتي يأنسها..

لم تغب ست نور يوما عن منزل شقيقها شيخ بابكر.. كانت تحب كثيرا أن تقضي مع فاطنة الأمسيات يتبادلن الحديث ليلا في اصوات هادئة وعناقريبهن متقاربة وضوء القمر يغريهن بالونسة أكثر..يتحدثن في امور الدنيا ببساطة..اغلب أحاديثهن كانت ذكريات..لم يصبهن الملل ابدا من الحكي عنها..يحكينها بمتعة حتي الحديث عن المؤلم عنها كان يحكينه ببساطة كأنه لم يؤلمهن يوما قط..غالبا ما يفاجيء النوم إحداهن قبل رفيقتها فتسكت الاخري بعد ن تعلم بأن ليس لحديثها مستمع..تجذب بعدها الغطاء جيدا علي جسدها..تستدير للجانب الأخر بجسدها يعد أن تعب من الرقاد علي جانب واحد..تستغفر وتنام هي الأخري وسرعان ما يعلو شخيرها....
ست نور ماكانت تري في فاطنة قريبتها وزوجة شقيقها فقط..بل كانت تري فيها الاخت الغالية التي لا غني لها عنها!
..........
..........
- والله يا حاجة زينب وحاجة نفيسة..وقت شيخ بابكر جه وحدثنا وقال حاج علي داير مريم لإبراهيم..انا فرح الدنيا ماشالني..الاتنين أولادنا..الإتنين يستاهلوا الخير والسعادة...واصلها فاطنة
دي زولة مبروكة وبناتها مبروكات..وعلي الاخص مريم دي مافي زيها..بتا حنينة وطيبة أصلو ما تسمعيلا حس ..بس بلا سمح وحاضر ما عندها كلام!

لأول مرة بعد الترحيب تحدثت فاطنة..هي بطبعها مقلة في حديثها..أمسكت بطرف الكلام وقالت بخجل وهي تحرك حبيبات السبحة في معصمها..

- ماشين نلقي وين احسن منكم يا نفيسة أختي؟؟
مريم بتكم وابراهيم ولدنا ..الله يتمم الامور كلها علي خير ويسعدهم..عارفة بتي عندكم بتكون في الحفظ والصون..

زغردت إحدي الحاضرات من أهل العريس..فردت الزغرودة حواء من اهل العروس بينما فتيات الحي صديقات مريم وقريباتها يقمن بتوزيع الحلاوة والشربات..الزغرودة كانت تعني أن امر الخطبة قد أكتمل..وأن اي حديث آخر هو أمر ثانوي تتفق عليه النساء وحدهن أو يحدث دون إتفاق..

مبدئيا..الإتفاق كان أن الزواج في الخريف بعد ثلاثة اشهر..يأتي العريس ويتمم إجراءات الزواج ثم يسافر بالأوراق حتي يستطيع ان يأخذ زوجته لتعيش معه في السعودية..
في لحظة تحول الجو كله الي جو مرح عالي وتعالت اصوات النساء وبدأن في تبادل الونسة الثنائية والجماعية في وقت واحد..

إنطلق صوت نفيسة أم العريس معبرا عن سرورها..

- كدي النسالم عروسنا..ماشاء الله وينا مريم؟

ردت ست نور ضاحكة..

- جوه خجلانة قاعده في الاوضة..كدي الامشي أناديها تسالمكم..

كانت بعض من صديقات مريم قد أهتمن بتزيينها لهذه المناسبة..جلست هي خجلي وقد إرتدت ثوبا أخضر اللون أحضرته آمنة شقيقتها مخصوصا لها لترتديه في هذه المناسبة.
ومن تحته فستان مثله في اللون...تسريحة شعرها أظهرتها أكبر قليلا من عمرها الا انها زادتها جمالا..
كانت ليلي شقيقة العريس قد فارقت النساء الكبار عند وصولهن وذهبت لمريم في غرفتها ..حديثها كله كان يعبر عن فرحها وفرح إبراهيم وكل أسرته بها مما أسعد مريم وساعدها
لأن تطمئن علي القادم من أيامها..فبادلت مريم والاخريت الإبتسام بحياء..
...........
...........
- ماشاء الله يا مريم..دي شنو السماحة دي؟
إستطردت سريعا قائلة..

- عيني باردة..يا الله تحفظها وتبعد عنها العين..
.
قرأت ست نور في سرها بسرعة المعوذتين وتمتمت ببعض الدعاء وختمته بعين الحسود فيها عود ..ثم سألت البنات في الغرفة..
- بخرتنها يا بنات؟؟
أها كدي جيبنها اتسالم خالاتا بره منتظراتنها..
ألقت علي مريم نظرة تمام أخيرة ثم قالت..
واحلاتي دي يا مريم..كبرتي وبقيتي للعرس..الله يهنيك ويعرس لي خياتك المعاك ويسعدكن كلكن..
..........
.........



Quote: مشهد حي،
رسم بالعطر،
والحس، والذوق، والقلم،
حتى عشته..

....


عبد الغني..
كلماتك افرحتني دون شك وأنت صاحب الحكي القلم العارف..

أرجو أن تواصل معنا لنري ماذا سيحدث..
..........
..........

رمضان كريم..

.

Post: #92
Title: Re: مريم..
Author: عبدالفتاح أبوشيمة
Date: 07-22-2013, 06:35 AM
Parent: #91

القومة ليك

يا ملكة

وأهي دي قعدة

نشوف الحكاية للنهاية

الغوص في ثقافتنا وتراثنا
مشكورة

Post: #93
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 07-22-2013, 03:36 PM
Parent: #92

سيناريو جاهز يصلح لأن يكون مسلسلا أو مسرحية أو فيلم توثيقي
يا الله يا مولانا ود شيقوق شوف لينا منتج فنان
وما تنسى حقوق الملكية الفكرية
متابعين وسوف نشارك ما وجدنا وقتا لذلك
من أجمل البوستات " المهضومة" خفيفة الظل
واصلي وامتعينا يا منى

Post: #95
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-23-2013, 03:20 PM
Parent: #91


...........
...........

سمعت خطواته وهنات صوته وهو يقترب من الراكوبة..كانت تحفظها وتعرف صوت وقعها مع العكاز علي الأرض..في سرعة جلست وهي تصلح من وضع ثوبها فوق رأسها..

- مرحب ..

- يا حاجة فاطنة انا مسافر باكر الصباح مع ود جبريل للخرطوم يومين تلاتة..عندي شغلات دار اقضيهن هناك..عبدالرحمن بعدين بيجيبلكوم الحاجات الناقصة كلها وإن درتو شي زياده
حدثوه هو بيعرف يتصرف..

كعادة فاطنة..لا تناقش زوجها كثيرا ولا تسال..تتركه يقول ما يود قوله ويحتفظ بما لا يود قوله لنفسه..

كانت العلاقة بينها وبينه قد اصابها شرخ قبل عدة سنوات عندما جاءها شيخ بابكر يوما ليعلمها بأنه سيتزوج بإمرأة أخري..لم يتحدث كثيرا فقط أعلمها بقراره..
لم تنم تلك الأمسية ولا ما تلاها من أمسيات..فعلي الرغم من أن زواج الرجال بأكثر من واحدة هو أمر عادي يحدث كل يوم في القرية بسبب أو بدون سبب ..الا أنها كحال اي إمرأة
تألمت كثيرا لما حدث..شعرت بالغبن والحزن وإن لم تسمح لمشاعرها بأن تظهر أمام اي إنسان..ولا حتي أمامه .. كتمت أمر الزواج كأنها لم تسمع حتي لم تتحدث عنه مع أبناءها!

تتذكر بذاكرة حية وقوية ذلك اليوم عندما أخبرها بقراره ..وقع عليها الأمر كالصاعقة..لم يبدو متضايقا أو قلقا لم يتلعثم في كلامه ولم يرخ عيونه ..لم تتبدل نبرات صوته..كان قويا كعهده دائما..شعرت بدوارفي رأسها وبألم فظيع في معدتها..شعور مؤلم وغريب..كأنها لم تكن في نفس المكان وكأن الدنيا لم تعد موجودة..تماسكت كثيرا وخفضت رأسها حتي لا يري تعابير وجهها ..
نظرت في أصابع قدميها في ذهول دون أن تراها..صارت الدنيا كلها مظلمة وثقل رأسها..لكن كان لابد لها من النماسك..
بعد العمر ده كله يعرس فوقي؟؟
لن تكون أم أولاده الوحيدة..ستكون الاخري ايضا ام أولاده..ستكون فتاة صغيرة ربما حتي اصغر من إبنتهم آمنة.. توقفت الدنيا عن الحركة من حولها..فقط في داخلها كثرت المطارق في راسها غمتها نفسها.. وشعرت بجرح كبير غائرفي قلبها وكرامتها ..تذكرت في لحظة المها وصايا امها وحبوبتها وكل من يكبرنها سنا من النساء..
ما توري راجلك أصلو زعلك..خليه يسوي الدايرو..إن كان عرس فيك وده حقو الحلال..اصلك ما تلوميه ولا تساليه...أمسكي لسانك عليك ولمي عليك وليداتك..المره الفالحة اصلها ما تشتكي وما تبكي..إن شكيتي ياكي الخسرانا وأن بكيتي بوكاك ما بيغير شي..ونحنا النسوان البقع علينا نتحمله..الله ذاتو خلقنا قادرات نتحمل..
الهمتها عزة نفسها ونصائح امها القديمة لأن تقول بصوت منكسر لاتدري إن كان عاليا كفاية فسمع ما قالته له أم لم يسمع..

- الله يسعدك!

تركها شيخ بابكربعد أن قال كلماته وخرج دون أن يزيد علي حديثه مبررا لنفسه ..

تزعل في شنو؟؟

النصيحة هي ما قصرت في بيتها ولا معاي..لكن الراجل محللاتالو أربعة...أنا ما بقصر معاها ولا مع أولادي..التجي تقول كان جيت في يوم قصرت معاها ولا مع أولادي!
زاد من سرعة خطواته وهو يضرب بعكازه علي الارض بيد..وبيده الاخري يصلح من رقبة عراقيه..
كان يريد أن يبعد تماما من المكان حيث توجد فاطنة..تالم قليلا الا أن ألمه لم يستمر فقد سيطرت عليه فكرة الزواج تماما..حسم أمره أكثر ..دخل الي الديوان وتناول جلبابه من فوق "الحمار".
إرتداه علي عجل وخرج مسرعا دون أن ينظر وراءه!

..............


Quote: مني


سلامات ورمضان كريم ياخ

ليك وحشة والله


كدي كبي لي فنجان جبنة بعدين نشوف الحاصل شنو ؟؟؟؟



كيف حالك يا ياسر ود عمنا عبد القادر..
أولا رمضان كريم..
ثانيا شكرا علي الزيارة والتي نتمني أن تتكرر..
ثالثا كل سنة وإنت طيب وعيد ميلاد سعيد..

.............
.............

Post: #97
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-24-2013, 01:52 AM
Parent: #95



في ذلك النهار البعيد...سافر شيخ بابكر لأهل والده في قرية ود السلام ..كان اليوم التالي هو الموعد المقرر لعقد قرانه علي إحدي حفيدات شيخ حمدنالله الكبير صاحب القبة المعروفة
والكرامات الكبيرة..سيتزوجها تقربا لهم وتبركا .. وكيف لا يتبرك بهم وقد أخبره جده ومن ثم والده كيف كان الشيخ صاحب كرامات وصلت سيرتها لاقصي البلاد..يقال
أنه كان يصلي نفس الاوقات في قري مختلفة في نفس الوقت..أقسم البعض أنه كان يؤمهم في نفس الوقت والقري تبعد عن بعضها ساعات طويلة..شي لله..
ناس بركة فعلا ..يعلم الجميع أيضا بقصة القبة.. فالقبة لا تنتهي منها رائحة البخور التي يقسم الحارس أيضا بأنه لم يشعل النار لها ابدا..فهي هناك منذ طفولته لا تنتهي..
شي لله يا شيخ حمدنالله..

عروسه كانت بت شيوخ..فتاة شابة سبق لها الزواج توفي زوجها تاركا لها إبن واحد بالمدرسة..صالحة بت صالحين راي في زواجه منها خيرا كما حدثه عمه التوم ود الزين من قبل..
حدثه بأنه قد راي رؤيا جميلة تزوج فيها شيخ بابكر من بت الشيوخ وقد تحققت بركات كثيرة من ذلك الزواج..تفائل شيخ بابكر من حديث عمه وكان يعلم أن أحلامه دائما صادقة
فكيف يكون الأمر عندما تكون رؤيا رآها بعد أن توضأ وصلي العصر في الصريح بجانب القبة؟!

.............
.............
جاءه صوت عمه حاسما..

- باكر بعد صلاة العصر العقد.. أمش أخدا ..بت صغيرة وصالحة..تاخد فيها الاجر وتتبرك وتاخد رضا ابوك في قبره!



.


Quote: يا سلااااااااااااااااام لك التحية والتقدير امانا ما رسمتي لوحة........!
"أهلي البساط
والقعدة والإنبساط
الراحل المقيم سيدي الشيخ العباسي في حديثه عن الريف والبادية واهلها الذين أحبّهم ذكر
هذه الأريحية والبساطة والقناعة والمحبة وراحة البال

والله يا أم عروض هسّع الواحد بصحي ويكون مستلقي و15 دقيقة هوووووووووولة طويلة
بعد تغير الحال والشعتفة العمت الريف الحبيب يحكي لي الأستاذ سالم موسي
ان أولاد "احمد ود جدو" وكان رجلا صاحب طرفة وجميلا في دواخلة ،
فبعد السنين السود وذات خريف صحُّوه اولاده قائلين " "يابا قوم الوطاه أصبحت"
ليرد عليهم قائلا: - "أريتها ما اصبحت اصبحت عيل علي الشقاوة والمحن.........!

محبتي




تلك حياة من نوع آخر يا عبيد..
عندما تذهب لها..تبدو وكأنك في رحلة لكون آخر..
تفرح وتحزن لحالهم وأيضا لحالك..هم يتمنون ما عندك بينما أنت تعرف أكثر منهم في تلك اللحظة عظمة ما عندهم..
..........
..........
سأحدثك واحدثهم ذات يوم عن الريف حين زرته وحين أقمت فيه في فترات متقطعة..ريف في الغرب وفي الشمال والجنوب والشرق
وكيف غادرت أخر مرة مناطق الشرق وفي كثفي ضربة من ماعز صغيرة هي وتوأمها تعودنا أن نقضي ظهرياتنا سويا..آلمتني وأضحكتني كثيرا فتجاهلت الألم..
من حبي لهما..
كنا نعيش في نفس الامتار..نلعب وننام ونأكل "ما قسم" ونساهر مع الآخرين تحت نفس النجوم ونحكي حكايات لا أدري ان كانت حقيقية أم خيال إخترعها..
لا يهم ..فقد كنت فعلا استمتع بها..
وكان عندما يأتي الصباح..ويأتي سيد الحمار بالماء..ارقب ملأ القربة وملأ الزير وغيره..اشتريت قربة صغيرة حتي تلازمني في سفري بعد وداعهم..فلازمتني
حتي في وجودي في لندن..
..........
..........
يا عبيد يا إبن الريف..لك في قلبي معزة أخوية صادقة..

وعليك الله ماتغيب..

Post: #99
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-24-2013, 04:41 PM
Parent: #97



حياة فايزة كانت في ظاهرها بسيطة .. عاشت في منزل صغير مع أمها وإبنها في حوش ملحق بحوش الشيخ حمدنالله الكبير ..إنتقلت له بعد أن توفي زوجها الشاب منذ أكثر من سبع سنوات..
فجأة اصابته حمي قيل أنها ملاريا ..وبعد إستخدام علاجات كثيرة بعضها حبوب تم إرسالها له من الخرطوم للعلاج مع أحد سواقين اللواري .. وبعضها علاجات بلدية مشفوعة بحجبات
وعلاجات الشيوخ من ابخره ومحايات إذ أغلب الظن ان عينا قد صابته وحسدته..تطورت حمته وزادت حتي إحتار كل من في القرية.. دخل في غيبوبة سرعان ما مات بعدها..
ترك إبن رضيع وزوجة لم يتعد عمرها السابعة عشر..وبعد ن كانت يتيمة فقط.صارت أيضا ارملة!

تمنت فايزة لو كان نصيبها مختلف..شيخ بابكر أكبر من والدها لو كان علي قيد الحياة..لكن من كان في وضعها لا يحتج او يتمني..ليس من حقها الشكوي او الرفض ولا حتي
التعبير عن مشاعرها..صعبت عليها نفسها في ذلك اليوم وبكت علي قرار تزويجها..نهرتها أمها وهي نفسها خائفة من أن يسمع الشيخ الكبير ببكاء فايزة إحتجاجا..

- هوووي يا فايزة أخيرلك تعقلي..ماتخربي علي نفسك...الشيوخ ادو كلمة وخلاص
وبعدين تعالي ..الماش ياخدك منو تاني بي وليدك ده الله يحفظو؟؟
أخيرلك تسمعي كلامي ده وتعقلي
باكر تجيبي أولاد وتفرحي بهم أصلو الدنيا دي ما فيها طعم الا بالاولاد!
ثم في محاولة اخري لأقناعها بحسن حظها وقفت عندها..وجذبتها من طرحتها قائلة حاد النبرات..

- انتي ماك شايفة حال إستقامة بت خالك حاصل عليها شنو؟؟
راجل واحد خطبا بعد طلاقها مافي..دايره يقيف حالك متلها؟؟
اها المسكينة قاعدة لامن ضبلنت في بيت أبوها..يا كافي البلا شافع واحد يونسا مافي..
وفي لهجة من يحسم نقاشا دائرا منها فقط..صاحت

- خلي البكا ده وقومي عوسي كسرتك أسه بيجي الدرويش يشيلا..مواعيد غدا الشيخ قربت!

............
............
في ذلك الحوش الكبير تواجدت العديد من النساء اللاتي وهبن أنفسهن لخدمة الشيخ ..نساء من مختلف الأعمار..بعضهن مقيمات وبعضهم من الزائرات ..هن بالمطبخ طوال اليوم
ومنذ الفجر حتي ساعات متأخرة من الليل..فالشيخ له الكثير جدا من الضيوف والمريدين الذين يصلون كل يوم وكل وقت للحوش لزيارته وتقديم فروض الولاء والطاعة له..
أو بحثا عن علاج أو حل لمشكلة..يأتون محملون بالهدايا والخراف كرامات بعد علاجهم أو بعد أن قضيت مصالحهم بنجاح..

والحق أن الرزق الكتير لم ينقطع أبدا من الحوش من الضيوف والزوار أن غيرهم.. إحدي المقيمات بالحوش لخدمة الشيخ وضيوفه والتي كان قد وهبت نفسها لخدمته من عشرة اعوام مضت.. اقسمت للنساء الباحثات عن علاج بأنها رأت بأم عينيها خراف تدخل الحوش من الباب الخلفي لوحدها دون أن يحضرها أحد..نظرت في الشارع تبحث عن اثر عربة أو شخص ولم تجد..
ثم اكدت لهن وسط دهشتهن أن هذا الامر تكرر عدة مرات حتي أصبح امرا عاديا..
هي الكرامات دي اصلها كيف؟؟
هكذا قالت لنفسها في ذلك اليوم ولهن فيما بعد..ثم ختمت حديثها بدعاءها وهي ترفع كفيها للسماء.
تنجدنا وتلحقنا يا شيخ حمدنالله الكبير!

أما الصبيان والرجال المقيمون بالحوش..فبعضهم كان مريضا وعالجهم الشيخ وحفظهم القرآن وقرر أهلهم أن الحوش أنسب مكان لهم فإستمروا في العيش معه..وبعضهم ايتام أتي الدرب بهم له..
أحمد الصالح لا يذهب بعيدا عن الشيخ إطلاقا..كان في حوالي الخمسون من عمره..دائما واقف علي باب الشيخ وأحيانا بجانبه..يناوله ماء الشراب وما يحتاجه من الأحجبة والعلاجات للمرضي..يخبره الشيخ بإسم معين فيسرع يحضره ويمده له..وعندما يحين موعد وجباته يعطي الاوامر للصبيان بإحضاره من الحوش الاخر من النسوان...
يقرر من يدخل للشيخ ومن ينتظر..
قيل أنه كان في شبابه عربيدا وله سجل من المشاكل.. أكمل دراسته في أحد المعاهد وعمل في أحد دواوين الحكومة وسكن مع أسرته في احد احياء أمدرمان العريقة..كثيرا ما كان
يأتي للمكتب ورائحة الخمر تنبعث منه..وكثيرا ما تسبب في مشاكل مع زملائه في العمل وفي الحي..الامر الذي أحرج عائلته المعروفة في الحي بسمعتها الحسنة وطيبتها في التعامل..

قيل أنه راي في يوم في منامه شيخ كبير ذو وجه صبوح وذقن طويل أبيض كالقطن..يقف أمامه مرتديا لثياب ناصعة البياض ..إقترب منه ثم مسح علي راسه بيديه التي يشع منها الضوء بهدوء أراحه جدا..أخبره في صوت وقور وعميق بأن إسمه الشيخ حمدنالله الكبير..وأن عليه أن يزوره في قبته في قرية ود السلام..قالها ثلاثة مرات ثم إختفي..إستيقظ هو بعدها والعرق يتصبب منه
وجسده يرتجف..
بعدها لم ينطق حرفا..جمع ما عنده من مال وسافر الي قرية ود السلام وهناك إستقر في الحوش مع الشيخ الكبير حفيد الصالح حمدنالله بعد أن أخبره بمنامه..لم يغادره علي الإطلاق..ترك اسرته ووظيفته هناك منذ ما يقارب العشرون عاما..تعبت اسرته في العثور عليه..حتي كان ذلك اليوم الذي اتي فيه أحدهم ليعلمهم بأنه قد رآه..أخبرهم بمكانه..في الحال سافر له والده وشقيقه الاكبر ليرجعوا به..الا انه رفض الرجوع معهم ..سالوا الشيخ وترجوه أن يقنعه بالرجوع الا أنه أخبره بأنه هو عائلته الوحيده ولا يريد غيرها..فرجع أهله وقلبهم مثقل بالحزن ثم قرروا ان يواظبوا علي زيارته..فزاروه كل عدة اشهر..ثم توقفوا تماما عن زيارته بعد موت والديه وإنشغالهم بحياتهم الخاصة..
يثق الشيخ الكبير ثقة تامة في أحمد..كان يناديه بأحمد الصالح..ويأتمنه علي كل شيء بما فيها إدارة الحوش الكبير..
................
...............



Quote: سلام منى والضيوف
متابع وتداخلت على الاحداث بين واقع عايشته وشخوص ليست غريبه عني
تسلمي ويسلم قلمك. سجليني حضور في كل بوستاتك ويسلم الخليفه الزرع
فيك الاحساس بالغير فهو لاشك سر سرك.

Quote: .ونحنا النسوان البقع علينا نتحمله..الله ذاتو خلقنا قادرات نتحمل.


وتحت اقدامكن الجنه



كيف حالك يا عمر..ارجو أن تكون واسرتك بخير وإطمئنان..
بالطبع اسجلك حضور يشرفني جدا..
رحم الله الخليفة والذي تشرفني سيرته كما شرفني الله به ابا..وياليت قلبي كان فيه قليل مما كان في قلبه!
رحمهم الله جميعا الأحياء والاموات..

شكرا أخي عمر..
.

Post: #107
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-26-2013, 02:02 AM
Parent: #99



سفر شيخ بابكر مع ود جبريل كان يعني الكتير لأهل بيته..خاصة لمريم وفضل..
جري فضل ناحية امه وهو يعلن نيته..

- يمه الليلة أنا بجيب عنقريبي وبلصقه مع عنقريب مريم وزول فيكم يفتح خشمه معاي مافي..وباكر برقد جنب كرعينك..أها كلمتك!

ضحكت فاطمة وهي تسمع جملته..قالها بقوة كأنه يحذرها فعلا من معارضة رغبته..قوة أظهرت تعلقه بشقيقته وبها..نظرت له ولمريم بفرح سعيده بهما وقالت كانها ترغب في إثارته

- خليت ابوك سافر يافضل وجيت ترقد جنبنا؟؟

ماك خايف ترقد مع النسوان؟
ونان تخلي اخوك يحرسنا براه في حوش الرجال؟

- يحرسكم من شنو ذاتو ..اسه من الله خلقكم شوفتو ليكم حرامي في الحلة دي؟؟
ثم اضاف محاولا أن يقنعها أكثر بعدم جدوي نومه بجانب عبد الرحمن..

هو ذاتو انا نومي تقيل وإن كان جه الحرامي ولا البعاتي ذاتو ما بصحي..اقول ليك كلام؟
خلي عبد الرحمن ذاتو يجي يرقد معانا بي جاي!
قال قوله الأخير وهو يقرب عنقريبه من عنقريب مريم في فرح ظاهر حاسما بذلك اي محاولة لتثنيته عن رغبته ..
أصلح من وضع الملاية والتي رفع هواء المغرب طرفها وقال..

- مريم أحمي لي القصة حقت الرجال المسافرين باللوري والقام مرق ليهم حمار فجأة ...

كانت تلك قصة مازال يتناولها الناس حتي يومنا الحالي ويقسمون بصحتها..تلك العربة الكبيرة التي تظهر بكشافات كبيرة من الاتجاه المعاكس وعند الإقتراب منها تتحول لحمار!

ضحكت مريم وبشقاوة رفعت الوسادة وضربته علي كتفه بها وهي تقول..

- أبيت ما بحكيها ليك الا توعدني بكره تغشي إنصاف ..عندي عندها مجلة تجيبها لي..

تظاهر فضل بالغيظ وهو يقول..

- ياخ إنصاف دي انا مابريدا ولا بريد امشي بيتهم..

- خلاص مافي حكاية!

راقبت فاطنة كل الموقف بحب وإستمتاع شديد..كل واحد من ابناءها كان له نوع حب مختلف..
صحيح أنها تحبهم جميعا بنفس القدر الا ان حبها لعبدالرحمن كان فيه شيئا مختلفا من حبها لمريم أوحبها لفضل أو آمنة..شيء لا تستطيع أن تفسره..كل طفل له مكانه الكبير في قلبها
ولا تسوي الحياه شيئا بدونه...ولا يستطيع ايا من اطفالها أن يغنيها عن الآخر..ربما كان تفسير ذلك حبها أيضا لصفاتهم المختلفة..
قطعت مريم عليها سرحانها قائلة..

- أريته أبوي كان اخد معاه راجل آمنة كان اسه جات باتت معانا وأتونسنا للصباح..
صاح فضل كمن وجد حلا للأمر..

- يمة خلاص كلمي آمنة تجيب الشفع وتجي تبيت معانا باكر..
نظرت فاطنة من فوق عنقريبها لأسفل ..مدت يدها ورفعت كوز المياه الالومونيوم الكبير والذي تضعه كل ليل في نفس المكان حتي تشرب منه إن فاجأها العطش ليلا..
وقبل أن تشرب منه ردت علي فضل..

-آمنة بي راجلها فضل ولدي.. وبيتها ماعندها طريقة تجي وتخليه..ارقد حبيبي ونس خيتك مريم!

سرعان ما أتي عبد الرحمن لينضم لهم في ونستهم...كان كل شيء هناك يوعد بوقت ظريف..
القمر يضيء كل الحوش..وروح من الفرح تسود المكان..مساحة من الحرية ما كانوا ليحلموا بها ابدا..كسر فضل ومريم القواعد الصارمة لمدة يومين فقط..لا باس خير من عدمهما..
حتي العشاء كان له طعم أحلي تخاطف فيه الجميع اللقمة بمرح وشقاوة تشبه عمرهم..عبدالرحمت العاقل تخلي عن وقاره واجل إستذكار دروسه فتلك لحظات من الحرية والمرح لا تعوض..
وهذا لا يعني أن الجميع كان فرح بغياب شيخ بابكر .قطعا لا...فهو والدهم الذي يحبونه وتطمئن حياتهم بوجوده ..لا كانوا فقط فرحين بغياب سلطته وأوامره..
يحبونه كثيرا ويعلمون انه راجع بعد يومين بالسلامة..

سأل فضل أمه..

- يمه..عمتي ست نور مالا ماجات الليلة؟

- قبيل رسلت قالت ما بتقدر تجي الليلة..الا لاكين بتجي باكر تبيت معانا هي ووليدها..كانوا يطلقون علي حفيدها وليدها حتي عندما كبر وصار صبيا..

- سمح باكر سويلنا مديدة حلبة..طولنا ما أكلناها..ثم ردد حتي يقنعها بما طلبه..
أنا بريدها شديد..

عجبت الفكرة مريم فأيدتها قائلة..

- عليك الله يمه سويها نحنا كلنا بنريدها ..إتي بتسويها طاعمة
والسمن ياهو جديد قااااعد ..

ثم التفتت لعبدالرحمن وقد تذكرت شيئا..قالت..

- عليك الله ياعبدالرحمن باكر وقت تجي راجع من مدرستك جيب لينا معاك عطرون للمديدة ..أظنو حقنا خلص..
ضحكت فاطنة ضحكة كبيرة علي غير عادتها أنهتها بقولها..

- سمح..باكر بملالكم الحلة الكبيرة وما بخليكم الا تكملوها كلها..

قالت كلامها وسرحت طويلا مع القمر ولسانها كقلبها لم يتوقف عن شكر الله وحمده علي نعمة الابناء والصحة ولا عن الدعاء لهم..وسرعان مانامت وسبحتها بين اصابعها لم تكمل العدد بعد..
............
...........
لعل الصباح التالي كان من أجمل صباحات أسرة شيخ بابكر..الجميع اصبح ونوع من الفرح والطمأنينة في القلوب..




Quote: القومة ليك

يا ملكة

وأهي دي قعدة

نشوف الحكاية للنهاية

الغوص في ثقافتنا وتراثنا
مشكورة



شكرا يا عبد الفتاح وحمدلله علي السلامة..
أن شاء الله تكون قعدة لطيفه علي قلبك وتتابع معانا..

رمضان كريم..

...........

Post: #113
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-27-2013, 02:00 AM
Parent: #107


تبقي يوم وأزيد علي رجوع شيخ بابكر والفوضي تقضي ولومؤقتا علي النظام والقواعد التي أرساها في المنزل طوال حياته..

في طريق رجعتهم من المدرسة ..قاما كل من عبدالرحمن وفضل بإحضار ما طلبته مريم منهما..عبدالرحمن مر علي الدكان وأحضر العطرون وهو يفكر في كيفية توزيع وقته بين مذاكرته وبين الونسة واللهو مع إخوته ليلا..

كذلك مر فضل علي إنصاف لإحضار المجلة منها كما طلبت منه مريم..إنصاف كانت تعيش مع والدها وزوجته التي تزوجها بعد أن توفت أمها قبل خمس سنوات ومع جدتها أم والدها
وشقيقها الصغير والوحيد مصطفي والذي توفت أمها أثناء ولادتها له..

علاقة إنصاف بزوجة اباها يمكن وصفها بأنها هادئة ..لم تكن علاقة مبنية علي حب كبيرحقيقي..كانت خالتها بنت عم أمها وفي نفس الوقت إبنة خال والدها..أي في حكم عمتها وخالتها
قبل أن تضيح زوجة أبوها..
إنصاف كانت كاي إبنة تحب أمها كثيرا ولم تكن سعيدة بأن تحل محلها إمرأة أخري حتي وأمها متوفية..حاولت إنصاف أن تتآمر في البداية وتختلق المشاكل لكن سرعان ما فهمت من الطريقة
التي كان يتعامل بها والدها مع زوجته بأنه لا فائدة من صنع المشاكل خاصة ان والدها كان شديد التعلق بزوجته الجديده..لم يخبيء ولهه بها ولم يكف عن تدليلها..كان أول من يسال
عنها عند رجوعه للمنزل ولا يسعد كثيرا الا في وجودها.. شقيقها الصغير ايضا تعلق بزوجة أبيه التي أحبته من كل قلبها..شعرت أكثر بيتمه خاصة أن عمره كان شهورا عندما تزوجت
من والده وعطفت عليه كثيرا..والحقيقة انه علي الرغم من التباعد في العلاقة بين إنصاف وزوجة أبيها..إلا ان الأخيرة لم تسيء معاملتها..فقط كان هناك حاجز لم تتمكن من كسره..

زوجة أبوها تكبرها بحوالي عشرة أعوام.. جميلة وتهتم بزينتها كثيرا ..أكثر ما يضايق إنصاف فيها هو تلك اللبانة التي تلوكها بإستمرار .. تلوكها بضروسها الخلفية فتصدر منها تلك الفرقعات العالية والمنتظمة في إيقاعها..تفرقعها أثناء سيرها في الحوش..أثناء عواستها للكسرة واثناء طبخها..تسمعها إنصاف فتتعصب وتجري الي حيث جدتها هروبا منها..تتمتم ببعض الكلمات
المحتجة في اصوات خفيضة تسألها جدتها عما تقول فتجاوب بلا شيء!
ليس من حقها أن تحتج علي طريقة لوكها للبان ولا علي أي شيء..صارت زوجة أبوها الحاكم الآمر في البيت ولم يكن علي إنصاف الا ان ترضي بالواقع وتبحث عن باب سعادة آخر..
تجلس مع جدتها تتجاذب معها اطراف أي حديث حتي ينتهي الكلام فتحضر واحدة من المجلات القديمة التي تحتفظ بها وتجلس تحدق في صورها الملونة وفي تلك النساء اللاتي يشابهن الحور
في جمالهن..كان لونهم الابيض يظهر وكأن هناك لمبة تحت جلودهن..تسرح في صورهن وملابسهن الكاشفة وتتخيل كيف تكون حياتهن..تقضي مع الصور والخيال ساعات طوال..
ولا تترك المجلة الا لأمر طاريء..

صارت مريم وغيرها من بنات الجيران قبلة إنصاف في كل مساء.. تكمل اشغال البيت بسرعة لتخرج مع جدتها احيانا لزيارة الاهل والجيران ..وفي أغلب الأحيان تخرج برفقة شقيقها الصغير الذي كثيرا ما يفاجئه النعاس وهو مع شقيقته في أحد بيوت الجيران..تتركه ينام وعندما يحين ميعاد الرجوع للمنزل تيقظه فيبكي قليلا..يدعك عيونه من النعاس ولا يتحرك من مكانه..
تهدده بصوت غاضب..

- والله يا مصطفي لو ما فتحت عيونك ديل ووقفت كويس اسه ما بجيبك معاي تاني..

يخاف مصطفي من تهديدها المتكرر ويتحرك..تمسكه من كفه الصغير ويبدءا معا مشوار الرجعة لمنزلهم..

............
............
أعطت إنصاف أحدي المجلات لفضل وهي تساله عن حال مريم..

- كويسة ..

- سمح كلمها قوليها باكر بجي عليها وبجيب ليها معاي حاجة ..

لا يستطيع التحكم في فضوله فيسألها بلهفة..
- شنو هي؟
وريني ليها

- لا لا حاجة مفاجأه بيجيبا ليها باكر العصرية..

شعر فضل بأنه لا فائدة من السؤال لذلك ودعها وهو يفكر..
ياربي تكون جايبة شنو؟؟
والله صاحبة مريم دي أصلي ما بريدها!
.............
............




Quote: لماذا يكون اخر ما يفعله ( المعددون) عند مغادرتهم المنزل الي ساحة الزواج الثاني هو اخذ جلباب من الحمار ؟؟؟
في (كيسي) حكايات كثيرة تنتهي باخذ المعدد لجلاليبه وهو يغادر منزل الزوجه الاولي .. واطرفها ان والد احد اصدقائي
شرع في الارتباط باخري (علي) ام صديقي .. فاغتنم فرصة خروجها من المنزل و(ردّف) جلابيبه فوق بعضها علي
جسده النحيل وخرج من الباب دون ان يحس به احد فاذا بزوجته الاولي (ام صديقي) تتلقاه خارج الباب .. وتدق علي
كتفه فوق الجلابية السابعه سائلة .. علي وين يابو فلان ؟ ... فرد بانزعاج ... ماشي الغسال .........

يا مني هذا منعرج خطير في قصة الاب الصارم .. يجدد شوقنا للمتابعة .. ويرسل خيالنا في اتجاهات متقاطعه رغم سيل
المودة والحنان الذي يسيطر علي الجو ..

ابقي عشرة علي (الحمار) والجلاليب الفوقه ..

(هايله) .. كما يقول قدور

عمر علي حسن



سلام سعادة اللواء..

بقي الجماعة بيردفوا الجلاليب؟؟
ضحكت كثيرا عندما تخيلت الموقف وأضحكتني أكثر إجابة الخوف..
لكن زولك ده ما زي شيخ بابكر..
شيخ بابكر بيرمي كلامه ويعاين لي فاطنه في عيونها..تنزلها هي وهو لا!

ما تغيب مننا..
............

Post: #114
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-27-2013, 05:47 PM
Parent: #113


جاء المساء في منزل شيخ بابكر وكل شيء يوعد بأمسية غير عادية..تمت الترتيبات لسهرة المساء..لا شيء إستثنائي سوي الأحساس الذي تم به تنظيم المكان..مرح فوق العادة وروح
تفاؤل عظيمة تسود المكان بعد أن عمرت القلوب..

كالعادة عنقريب ست نور يواجه عنقريب فاطنة الثابت في مكانه وبجانبه طربيزتها اللبنية..عنقريب مريم بين عنقريب فضل الذي يشاركه فيه صديقه أمين إبن أخته آمنة..ثم عنقريب وليدها حفيد ست نور.. وفي الضلع المقابل لهم عنقريبين لآمنة وأولادها الصغر أما عبدالرحمن فضحك وهو يعلن بأنه سيساهر معهم حتي ينام آخر واحد فيهم ثم يذهب للنوم في الحوش الآخر..ثم أعلمهم وإبتسامة واسعة تنبيء عن سعادته بأنه سيرقد فوق كل عنقريب قليلا حتي يحين موعد ذهابه للحوش الآخر..

منذ العصرية كنست مريم الحوش..وقبل المغرب حمل فضل جردل المياه وبدأ في رشه بحماس وهو يمني النفس بمساء يتشاقي فيه مع الجميع..
بدلت مريم ملايات الامس بملايات أخري خفيفة..صارت ناعمة بفعل الزمن كانت آمنة قد إشترتها هدية لهم حين سافرت مع زوجها ايام شهر العسل في مدني..الوانها هادئة بورد صغير رقيق يشبة رقة مشاعر مريم..فرشت الحوش بهمة كأن أمسيتهم ستضم ضيوفا قادمين من البعد..

بعدها جلست مريم تلاعب أطفال أختها وأبتسامة عرضها السماوات والارض علي شفتيها ..بينما إستلقت شقيقتها آمنه علي جنبها وفي صدرها إبنتها هدي ذات التسعة اشهر ترضع منها قليلا
تلتفت نحوهم فجأه بمجرد أن تسمع صوت لعب أخوانها وضحكاتهم مع مريم وثدي أمها مازال بفمها تضغط عليه بسنتها الوحيده في الاسفل والإثنتين في الأعلي ..تصرخ آمنة من الألم
ولا تتمالك نفسها تضرب رضيعتها ضربة خفيفة علي فخدها وهي تحاولة سحب ثديها منها وهي تقول في الم..

-شوف الشافعة دي..ما هريتيني لكن!

تدخل صدرها داخل فستانها فتبدأ هدي بالصراخ ..لم تنه رضاعتها بعد!

يضحك الجميع من تكرار الموقف بينما هدي تكرر في عملية الجذب لثدي أمها!

بشرت مريم الجميع قائلة..

- الليلة يا جماعة أمي سوت لينا مديدتين..واحدة حقت حلبة والتانية حقت تمر!

صفق فضل وقفز عدة قفزات يبين بها فرحه.. بينما صاحت ست نور..

- سمح راجية شنو ما تمشي تجيبيهن..الله يعلم مشتهية مديدة البلح دي من متين الا التمر العندي ما هو سمح..قلت لحواء اليومداك جيبي لي شوية من العندك..

ثم إلتفتت لفاطنة سائلة بإستغراب..

- اتي دحين يا فاطنة تمرك ما كمل معاي..جبتي تمر من وين؟

ردت فاطنة..

- لالا لقيت حبيبه متل ده. ..ثم ثنت أصابع كف يدها اليمني قليلا للداخل لتصبح كالدائره وهي تريها لست نور دليل علي قلة البلح...
كان جابتهم آمنه وكت سافرت الخرطوم أنا ذاتي نسيتم الا اليوم داك بفتش لي في غطا حله بلا لقيتهم في كيس..رسلت فضل لآمنة يجيب منها حبة كان عندها نزيد بيه الحبيبة العندي..

- أيوه بس قولي كدي..عشان بس الله عالم نفسي كان فيها قدر شنو..

كانت مريم قد احضرت بالفعل أطباق المديدة الكبيرة..بينما أحضر فضل الطاولة الاخري ووضعها أمام عمته ست نور وأمه فاطنة..جر العنقريب حتي يستطيع الجميع الجلوس حول أطباق المديده..جلس الجميع كبارا وصغارا علي العنقريبين والاطفال علي الارض يأكلون سويا وإن تسابق الاطفال في أكل أكبر كمية وسط نهرات آمنة وضحكات فاطنة وست نور..
.........
.........
بعد العشاء وشراب شاي اللبن المقنن تمدد كل في مكانه يتبادلون الونسة والضحكات..وفجأة صرخ فضل..

هوي..عندي ليكم فكرة..

مريم تعالي نعمل تمثيليات بالفانوس!

سكت الجميع فجأة كمن نزلت عليه صاعقة..فقد تذكروا ما حدث لمريم بسبب الفانوس!

فجأة إنفجر الجميع في الضحك علي كل الموقف..ومن جديد ساد المرح المكان وتجددت الرغبة في مزيد من السهر!

.........


Quote: بوست أكثر من رائع ... سمعت عنة فى قروب بالوتساب ...
تحياتى وتقديرى أستاذة منى ..
ومعاك لى آخر البوست ...




مرحب يا مزمل ورمضان كريم..

أسعدتني زيارتك وشكرا علي تشجيعك اللطيف ..

اتمني فعلا مواصلتك معنا حتي آخر البوست..

تحياتي..

Post: #116
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-29-2013, 01:25 AM
Parent: #114




بعد عدة اسابيع من زيارة أهل إبراهيم لأسرة شيخ بابكر..جاء مرسال منهم يعلمهم بتاريخ الزيارة الثانية لإحضار شيلة العرس..
بعد الترحيب بست البنات وشقيقتها زهرة..مرسال نفيسة أم العريس لفاطنة أم مريم..
أدخلتهن فاطنة في غرفة الضيافة الخاصة بالنساء..لم ترغب في إجلاسهن في الراكوبة..فهن من طرف النسب ويجب تقدير ذلك بوضع الحدود الرسمية..

بعد واجب الضيافة ..بدأت ست البنات حديثها بينما أختها تشارك في التأكيد علي ما تقول تارة بالهنهنات المؤكدة وتاره بالكلمات...

قالت وهي تمط في صوتها بينما يدها تضع كوب الليمون وما تبقي فيه من عصير علي الطاولة الصغيرة أمامها..

- والله يا فاطنة أختي ما بتعرفي قدر شنو مفرحانا خطوبة إبراهيم لمريم..والله خبر فرحنا وسر بالنا! وقلت لنفيسة وكت كلمتني بي جيتها ليكم إلا أكان أجي ابارك لي فاطنة!
طبعا أنا ياهو وكت زاروكم اليوم داك كنت منفسة بتي في الخرطوم..ودوبي رجعت لي أيام..

بسرعة قالت فاطنة..
- ماشاء الله حمدلله علي سلامتها جابت شنو؟

- الحمدلله جابت لها ولد وسموه عبدالله علي ابو ابوه الله يرحمو..

شاركت شقيقتها الزهرة فيما يدورمن حديث بإرجاعه الي بدايته قائلة..

- والله كلنا فرحنا..هو منو المافرح..الله يتمم ليهم علي خير ويسعدهم ويرزقهم بالوليدات والبنات
إبتسمت فاطنه وهي ترد عليهم..

- كتر خيركن..مابتقصرن عقبال بناتكن ووليداتكن..نباركلكن السمح..

تبادلت ست البنات النظرات مع شقيقتها إشارة لبداية الحديث فيما أتن له..

- مرسلانا ليك نفيسة مخصوص..قالت نحدثكم بمواعيد جيتن بالشيلة..محمد إبراهيم ود زهرة جه معانا يوصلنا..أظنو يكون اسه حدث شيخ بابكر..بي جية النسوان..
قالت ليك نفيسة الخميس البعد الجاي مواعيد جيتهم ..وبيجوكم العصرية..

في تلك اللحظه صفق شيخ بابكر منبها النساء وهو يقول..

محمد إبراهيم ده قال مستعجل وقدامه سفر..

في الحال وقفت النساء إستعدادا للذهاب..وقفن يصلحن من ثيابهن أكثر قبل الخروج

إحتجت حاجة فاطنة..

- ده كلام شنو ده..النبي أقعدن قيلن وإتغدن بعد اك أمشن..
مسكتها ست البنات من معصمها وهي تقول..

- الرسول فيك ما تحلفينا..شوفتي محمد إبراهيم والله مسافر..بس حنسناه وقولنالو ما بناخد وقت..
ثم اردفت بينما زهرة شقيقتها تتمتم ببعض الكلمات تعضد بها من حديث ست البنات..

- الأيام جايات كتار يا فاطنة ..كله ملحوق بنجي وناكل ونقيل ونبيت..البيت بيتنا والله!

لم تجد فاطنة بدا من تركهن يغادرن..فالرجل في الخارج في إنتظارهن..قالت وهي تصل معهن حتي نهاية الحوش.. .وحتي باب النسوان..

كتر خيركن علي الزيارة وعلي التعب .. الرسول سلمنلس علي نفيسة وبنيتها وقولوا ليها مرحب بزيارتكن!

أها ودعتكن الله..
..............
..............

بعد ذهابهن جلست فاطنة في راكوبتها متمحنة تفكر..إذ أن الموضوع يعني بداية إستعدادات كثيرة من جانبهم..إحضار الشيلة يعني نصف الزواج ..إحضار الشبكة والمهر يلزمه
إحتفال تحضره نساء القرية وبناتها ..كما أن أهل العريس سيكون عددهم كبير كما هو الحال في مناسبات الاهل..فهل يكفي الوقت؟

رجع شيخ بابكر لفاطنه ليسمع منها ماسمعه من محمد إبراهيم..

- الجماعة شايفهم قالوا جايين الخميس البعد الجاي..

- أيوه ..الخميس القالوا ده باقيلي باقيلو عشرة أيام..

أجابها شيخ بابكر علي فاطنة وهو ينبهها

- أيوه قرب!

قال كلماته وغادر المنزل إذ يجب عليه الذهاب لدكانه في السوق..
.............
.............
علي الرغم من أن إحضار الشيلة والشبكة هو إحتفال خاص بالنساء إلا أن إشراك شيخ بابكر فيه كان أمرا هاما..فالامر يحتاج لأموال لإعداد اليوم..لم يبخل عليهم شيخ بابكر بأي شيء.
.أخبرهم في الحال بأنه علي إستعداد لتغطية أي مصاريف مؤكدا....

- بس حدثوني دايرين شنو وأنا بسويه!

............
............

نادت فاطنة مريم بعد خروج والدها لتخبرها بمواعيد قدوم أهل العريس

- سمعتي يا مريم كلام مرسال خالتك نفيسة؟؟

ردت مريم بتردد وخجل..

- ماسمعته كله

أخبرتها فاطنة..

- قالوا بيجو يوم الخميس البعد الجاي..يعني فضل ليهم إسبوع ويومين ثم زادت في الشرح..
معني الكلام ده يا مريم بيجوا يورونا كمان العرس بتين..
غايتو أنا بحدث ابوك يرسل لي مسعوده يجيبا تقعد معانا الايامات الجايات ديل..تساعد في الخدمة في البيت بعد ده ما عندك شغلة لا بي نضافة ولا غسيل .
...............
...............



Quote: يا مني هذا منعرج خطير في قصة الاب الصارم .. يجدد شوقنا للمتابعة .. ويرسل خيالنا في اتجاهات متقاطعه رغم سيل
المودة والحنان الذي يسيطر علي الجو ..



يا سعادة اللواء..
أحيانا يصعب علينا فهم اسباب القسوة..علي كل حال تلك القسوة لا تستمر للابد..تأتي مرحلة في العمر يفهم فيها قساة التصرف أنه لم يكن لقسوتهم داع..
أعتقد أن تلك المرحلة تأتي بعد أن يطمئن قلب الوالد تماما بأن كل شيء هو قطعا "علي ما يرام"..أو تحت السيطرة..وبعد أن يتقدم العمر كثيرا..
تبقي دائما هناك مشكلة..وهي التعبير عن الحب للأبناء بصريح الكلمات..أما للبنات فالأمل اقل في إعتقادي!

تحياتي لك وتقديري....

.................

Post: #117
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-29-2013, 03:22 PM
Parent: #116


وسرعان ما بدأت الإستعدادت الكبيرة بالمنزل..حضرت آمنه وأطفالها وشنطة ملابس تكفيهم من يوم الوصول حتي تنتهي المناسبة..سمح لها زوجها بالذهاب بطيبة خاطربل وعدها أيصا بالحضور كل يوم بعد العمل والبقاء معهم حتي صلاة العشا..

آمنة نعمت بحياة مستقرة مع زوجها..التعامل بينهما كان سهلا وبسيطا..لم تكن هناك أموالا كثيرة لكنها كانت كافية لما يحتاجونه ..محصولات محمد من الزراعة كانت تدر عليه دخلا معقولا يصرف منها بإعتدال ولا يبخل علي آمنه وأطفاله بشيء..محمد بدوره كان هاديء الطباع وطيب القلب..شديد التعلق بأسرته وعلي عكس الرجال في مجتمعه كان يظهر حبه لابنائه ولا يتحرج في الأكل مع زوجته وأطفاله في صينية واحدة..تعلقت آمنة به كثيرا وبذلت كل جهدها لإسعاده..ولولا أن أمها وشقيقتها تحتاجاها في المنزل للإستعداد للمناسبة لما تركت بيتها أبدا..علي كل حال محمد كان أيضا من أهل البيت وسيكون معهم معظم الوقت..في سرها حمدت الله كتيرا لأن زوجها من نفس اسرتها..تري لو كان غريبا..هل كان من الممكن أن يسمح لها بما يسمح به زوجها أبن عمها؟؟!

أرسلت فاطنة لست نور تطلب منها الحضور السريع..أخبرتها بزيارة ست البنات بت حسن لهم وبمواعيد سد المال..ثم طلبت منها أن تسعي معها لإحضار مسعودة لتقيم معهم الشهور القادمة..
وافقتها ست نوروأكدت بحماس..

- آآي صدقتي..مسعودة أمانة ما بتريحنا إن جات..مريم مافي طريقة خدمة ليها..لازم تبدا الدخان وبس تقعد في الاوضة الجوانية ديك تشرب المديدة وماتشوف الشمس في شان لونا يبقي أصفر للعرس..البت جسمها كملان من لحم الدنيا الخدمة والله كثيرة عليها..كمان هي لازم تسمن للعرس..

وافقتها فاطنة قائلة..
-عاينيها المسيكينة حيلا ماشايلا كيف..بس الله جابلها العريس ده في شان تنجم!

سالت ست نور..
- هي دحين مسعودة ساكنة في بيتها داك ولا كمان شافتلها بكان غيره؟

- هي قولي بسم الله يا ست نور..ماش تلقالا بوكان تاني وين..ماياهو بيتا ملكا.
بس طولت ما شوفتها..آخر مرة شوفتها كان كان في بكا بت المنا الله يرحما!

- خلاص باكر الصباح نرسل ليها واحد من ولياتنا ديل يمشيلا بالكارو ولا بالحمار..
وأصلها إن بقت في..بتجي طوالي..ما بتتأخر!

................




Quote: يا إلهي..........! شكرا يا أم عروض والله دي واقع معاش
أني قلت الفقارة والشيوخ ديل كاتلننا نحن ناس البادية براهن
أتاري كل الدنيا حايمين فيها
وكمان بعزلوا عزل وبختارو عيل البنت السمحة وشابة
يا أخوانا الناس ديلا اني عندي منهن قصص .......
يا خي ما في زول دخل لينا في اللّحم الحي دي عيل الشيوخ ديلا
وكمان ما بعالجو الا المرأة السمحة وطوالي بعد يحجبها يقول الصابها دي ما بمرق منها
عيل الشيخ يعرسها ويطلع معاها في السرير عشان هو والجن يبقوا "حشي قران"...
شاهدت واحد شيخ معمّر ومزواج جدا
الزول خرّف وودّر ومازال يتزوج ويلد كمان بجيب وليدات بس
مرات بلبس جلابيتو بلا سروال ويمشي يحلق ويسالم بي الفرقان
ومرات ينادي وليداتو : ها وليد تعال امشي لي امّهاتك ديلا قولو ليهن :
سروالي نسيتو عند أتي فيهن وجيبوا لي...................!
اي والله دي حقيقة

محبتي ودمتم سمحين وواصلي يا بت الخليفة الحكي الحي وطاعم




يا عبيد ياعزيز..

قلت لي كنت قايل ناس المدن ما مبتلين بالحاجات دي؟؟
القال ليك منو؟؟
والله في الخرطوم قالوا لي لو ماعندك فكي ماتعرفي تعملي اي حاجة في البلد دي!
.........
.........
السودان فيه حاجات عجيبة لكن حكايات الفقرا والشيوخ دي عايزة ليها بوست منفصل..

إيه رأيك؟؟


..........

Post: #121
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-30-2013, 04:52 PM
Parent: #117



مسعوده إمرأة في منتصف الثلاثين من عمرها..طويلة ذات بشرة داكنة اللون..رغم نحافة جسدها الأ انها كانت قوية للغاية وشديدة النشاط..عاشت منذ زواجها في غرفة صغيرة
من الطين داخل حوش كبير مسور بالقش مع والدتها كلتوم التي توفت قبل أعوام قليلة من موت زوج مسعودة..
الحوش الواسع لم يكن به الا تلك الغرفة الوحيدة والمنافع..في الركن وعلي اليمين من مدخل المنزل تكل صغير بداخله بمبر من الحبال وعنقريب صغير..وزير للعجين المر بجانبة صاج العواسة..علي بعد أمتار من التكل المنافع.. مركون بجانب الحمام وعلي الحائط سرير حديدي مفكك وبجانبه كراسي حديدية صدأت أرجلها وبعضها فقد الأرجل أملت مسعودة في
صيانتهم وبيعهم منذ زمن طويل إلا انها كانت تنسي أحيانا وتكسل أحيانا أخري من صيانتهم فمكثوا في مكانهم أزيد من العام..

في الركن الأخر من الحوش وليس ببعيد من الغرفة ..بنيت مزيرة صغيرة في داخلها زير أسود كبير.. نمت تحته بعض الحشائش بينما شجرة جهنميه حمراء كبرت بجانب المزيرة وطالت حتي وصلت حوش الجيران..كان ذلك كل ما بالحوش ولا شيء غير..بدا المنزل كالسكن الشرعي الذي تجبر النساء المتمردات علي ازواجهن بالسكن فيه حين الحكم عليهم ببيت الطاعة ..
في الغرفة دولاب خشبي قديم بضلفتين علي جانيه عنقريبين كبار الحجم مدهونة أرجلهم باللون الأحمر.. وفي وسط الغرفة منضدة خشبية صغيرة عليها مفرش طرزته مسعوده قبل سنين
طويلة ثم وضعت فوق المنضدة طبق تمر جاف..علي الرغم من الفقر الشديد الظاهر في المنزل..الا أنه كان مريحا..ربما نظافته كانت مبعث الإرتياح!

والدة مسعودة وجدتها أم والدتها كبروا في حوش جد شيخ بابكر..لم يعرفوا عائلة غيرها..عندما ماتت جدتها إستمرت والدتها كلتوم في المعيشة معهم..عاشت معهم كأهلها الي أن تزوجت مسعوده ورحل بها زوجها لقرية أخري..ذاقت المر معه إذ كان يعاقر الخمر ويضربها كل مساء بدون سبب..لم تنفك منه الا بموته بعد تسممه بالخمر..ذهب إلي آخرته تاركا لها ذلك المنزل فأحضرت أمها لتعيش فيه معها ..لم يكن إقناع والدتها كلتوم بالإنتقال معها أمرا سهلا..كان يجب عليها أن تنرجاها لتأتي وتعيش معها..

- يمه خلاص أتي كبرتي كفاك خدمة ولازم ترتاحي..أنا تاني ما بخليك بعيدة مني..أنا بشتغل في الحلة ..بشتغل في بيوت المناسبات وعندي قروشي..

- يا بتي قولي بسم الله.. أخلي حياتي دي كيفين؟؟
أولاد عمي ديل ما بقدر أخليهم..

كانت تطلق عليهم ابناء عمها حتي واسماء الجدود مختلفة..قيل أن حبوبة مسعودة كانت قد انجبت من جد شيخ بابكر كلتوم أم مسعوده وطفل آخر مات في أعوامه الأولي لم يكن هناك زواج
ولكن وعلي الرغم من أحد لم يتحدث في ذلك الأمر ..إلا أن الأب كان معروف للجميع خاصة ان الملامح قد تشابهت...هو ايضا لم يحاول نكران الأمر وكذلك لم يؤكده..
تربت كلتوم في نفس الحوش ..تزوجت من مزارع وسرعان ما تطلقت منه يعد أن أنجبت بدورها مسعوده ..عاشت في نفس المكان مع أسرة جد ووالد شيخ بابكر.كانت تناديهم بالقابهم كما يفعل الآخرين...وعلي الرغم من أن أعمال المنزل كانت تقوم بها كل النساء الا أن كلتوم كانت تقوم بالعبء الأكبر..الغسيل والعواسة كانت مهمتها الأولي ..
أكتر ما ماكان يحير في وضع كلتوم هو أنها لم تجلس ابدا أمام رجال الأسرة والغطاء علي رأسها..بينما لم تتجرأ اي من النساء علي كشف راسها أمام حتي الصغار من الذكور..
تكشف كلتوم راسها وتجلس علي الأرض في مجلسهم تسمع حديثهم ويسمعون حديثها ..يتبعون في كثير من الاحيان نصائحها وياتمنونها هي أكثر من باقي نساء الأسرة علي أموالهم وأسرارهم..
تعود الجميع علي إستشارتها في أمورهم وسماع آراءها في كل ما يطرأ من أشياء..ولا ينادونها الا بعمتي كلتوم لذلك عندما توفي زوج إبنتها وطلبت منها أبنتها الحضور والسكن معها ولم تجد بدا من الذهاب إذ لا يمكن أن تترك إبنتها تعيش وحيدة...حزن الجميع حزنا شديدا وكان يوم الوداع مؤلم للغاية..بعدها بعامين توفت كلتوم وتركت مسعوده تعيش بمفردها عيشة جافة وحزينة..

............
............




Post: #129
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-02-2013, 08:05 PM
Parent: #121



نادت فاطنة عاشة جارتهم وصديقة مريم لتكلفها ببعض الأمور مثل إخبار النساء بمواعيد سد المال..

- آآي خالتي..إنشالله خير..والله خليت الفي يدي كلو وجيتك جارية

إستقبلتها فاطنة بإبتسامة كبيرة..

- خير يا وش الخير..عقبالك يا عاشة نفرح بيك..
أهل عريس مريم جو وقالوا جايننا يوم الخميس البعد الجاي
أها دايراك أمي تشوفيلك رفيقة وتمرقن علي النسوان تحدثنهن باليوم..
اهل العريس قالوا بيجونا العصر..قوليلن يجوا قبالهم

- بركة يا خالتي والله يتمم علي خير..بكلمن كلهن..باب باب بندخله نكلمن..كدي النسام علي مريم..
وسرعان ما إستعدت عاشة لتوصيل الدعوات بعد أن أكملت أعمالها الأكثر أهمية في المنزل مرت علي أنشراح وأخبرتها بما يجب عليهن عمله...
كان منزل سكينة أول البيوت في القائمة..إذ قررت البنات أن يبدأن إيصال الدعوة من أول منزل في طرف الشارع..

- ووب علينا مدخلانا للمرة الفقرية دي مالك في الأول؟ ثم إستطردت قائلة..
أنا غايتو ما بتكلم.. أتكلمي أتي!
قلبي كارها..مرة قطاعة وحاسدة!

- أسكتي خلاص وصلنا ما يسمعونا!
...........
...........

- أهلا بناتي ماشاء الله أدخلن لي جوه..

- أهلا خالتي ...
حاجة فاطنة قالت ليك يوم الخميس سد مال مريم بتها..قالت ليكم تعالوا العصرية بدري..

- ماشاء الله الله يتمو علي خير..سمح ما تقعدن شوية تشربولكن حاجة؟!

- لالا إتو أول بيت ندخله ..والبيوت زي ماعارفة كتيرة!

علي الرغم من إستقبال سكينة الطيب لعاشة وإنشراح إلا ان قلبها لم يكن طيبا ككلماتها..كانت تحسد الجميع وتتظاهر بغير ذلك..وربما كان ذلك سبب تعليق إنشراح لفاطنة عندما إقترحت بالبدء ببيت سكينة!
بعد خروجهن منها نادت علي بناتها واللاتي كن يخدمن بالداخل والإستياء باد علي وجهها..

- إتن يالفقريات بس اقعدن لي كده!

ردت إبتسام ذات العشرين ربيعا علي أمها متسائلة..

- بسم الله يا أمي أسه أنا ولا أختي سوينا ليك شنو؟؟

-تسوو شنو اتو يالسجمانات..البنات كلهن عرسوهن الا أنتن قاعداتن لي كده مغصة في البيت.. امشي شوفنها إتي والفقر أختك..شوفن مريم الصغيرة ملاكن ياهو ده جاها عريس الهنا..
جايبين ليهم سد المال وبعدها بيكون العرس ..بس اتن أقعدن صاقرن لي المجلات والحوامة في بيوت الجيران..

- هو العرس ده بيدنا؟؟
هو عريس الجن ده كان جه وأنحنا أبيناهو؟؟
ولا دايرانا نحوم نفتش عليه في الشارع؟؟

رمتها سكينة بعين غاضبة وقد أفقدتها إبنتها أعصابها اكتر..
- أمشي غوري من وشي بلا قلة ادبك دي شي مطفش العرسان مافي..تحومي في الشارع؟؟
مريم كان حامت ولا بت سعدية الشينة كان حامت؟

كان أمر زواج بناتها يشغلها أكتر من اي شيء آخر في الدنيا..كثيرا ما كانت تشتكي لشقيقتها من وضع بناتها فتنصحها أختها بالصبر..فكل شيء قسمة ونصيب..

أكملت سكينة كلماتها وفتحت باب المنزل وخرجت..كانت تود أن تري إن كانت جارتهم معزومة لسد مال مريم ولالأ!

.............
.............




Post: #139
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-05-2013, 03:17 PM
Parent: #129



كان حضور مسعوده لبيت شيخ بابكر قد اشاع الإطمئنان والبهجة علي أهل البيت وخاصة فاطنة..تستطيع أن تطمئن الآن بأن كل شيء سيكون علي ما يرام..وأن مريم تستطيع أن ترتاح..
تم في الحال تقسيم العمل بينهم..تولت مسعوده أمر النظافة والغسيل كما كانت تفعل مريم..بينما واصلت فاطنه في الطبخ والعواسة..
............
............
تجمعت صديقات فاطنة ذلك النهار عندها لإعداد الخبيز..

- نخبز الليلة الكعك وباكر الله يحيينا نخبز البسكويت ونسويلنا معاه حبة قرقوش لي شاي المغرب..هكذا كان تخطيط فاطنة مع مسعودة ومريم والذي حدثت به جاراتها حين أتن لمساعدتها..

أحضرت لهم مريم بنابر البراندا ثم كل مواد الخبيز ووضعتها في منتصف الراكوبة أستعدادا للخبز.. وكان عبدالرحمن وفضل قد أحضرا صواني الخبيز من فرن عوض الله..

- إتي يا فاطنة..دحين السمن ده ماباقيلك دايرلو غليان؟؟
باقي لي زي الني ني!
باقي لي نختها في نار هادية شوية..
نظرت حوا للسمن وقالت..
لالا سمن الهنا يا ست نور..جربتو قبال ده ما دايرلو اي شي علي ضمانتي!

نظرت للدقيق وعلقت..

- الدقيق ما شاء الله دقيق السرور..بمشي احصل السوق اجيب منو قبال يخلص!

- يا مريم الخميرة وينا؟؟

- ياها دي عمتي الخميرة جنبك فوق الصينية جنب المناقيش..

وزعت النساء الخمسة العمل بينهن..ست نور وحوا في العجن..صفية وآمنة وفاطنة في تقطيع العجين ورصه في الصواني..
دارت الونسة والضحكات بين النساء بينما الأخريات يساعدن في عمل الشاي والجبنه..

الاحوال داخل الراكوبة سادها المرح الشديد..تحدثن في تحضيرات الزواج..في سد مال فتيات أخريات..في نسبهم مع أسرة حاج علي..في القرابة التي تجمع بين أهل القرية والنسب مع القري الأخري..
أنتهت النساء من الخبز وسرعان ما تحرك موكب الخبيز الي الفرن ورجع لتفرح بمنظره وطعمه النساء ..علقت ست نور بعد أن ذاقت كحكة..

- ماشاء الله عاد يا فاطنة حبيز السرور سمح مثل نيتك السمحة يا مريم بتي..الله يتممه كله علي خير..

وبدأت في الحال مرحلة رشه الخبيز بالسكر قبل أن يبرد ثم رصه بحرص في جرادل طلس عديدة ووضعها بدورها داخل الغرفة الصغيرة..

وفي اليوم التالي إنتهت النساء من عمل البسكويت والقرقوش وإنتهي أمر الخبيز وتبقي امر ترتيب المنزل للمناسبة..ثم تحضير العشاء والمشروبات ليوم العزومة..
كان كل شيء يوعد بفرح كبير قادم..بعد سد المال سيبدأ الجميع في الإستعداد للزواج..دق الريحة مشروع في حد ذاته..تعليم العروس الرقص وكل تلك الطقوس!
...........
...........
قبل سد المال بأيام قليلة..ملأت الغيوم السماء وزادت حرارة الجو وإختنق..كان ذلك نذير أمطار ..تأخرت الامطار كثيرا ذلك العام حتي ظن الجميع أنها لن تأتي..كان لغيابها اثرها السيء علي الزراعة
وعلي الجو عامة..إستمر الوضع علي ذلك الحال لمدة يومين ..

ثم جاء اليوم الموعود..الليلة سد مال مريم..كل نساء القرية قد إستعدت للمناسبة..كل شيء قد إكتمل في منزل مريم..ذبحت البهائم وإجتمعت النساء علي طبخ وجبة العشاء بعد أن قامت صديقات مريم المقربات
برص الخبيز في الاطباق والصواني....

فجأة بدأ المطر في النزول كانت الساعة صحوية..في البداية فرح الجميع فها هو الخير قد أتي ..سينعدل الجو وستذهب تلك الكتمة الخانقة..
ولكن وقبل أن يتحرك أي إنسان من مكانة ..فجأة هطلت الامطار بشكل فظيع ولم تتوقف علي الإطلاق!
اصاب الهلع الجميع و جرت النساء كل واحدة في طريقها لمنزلها..وفي البال الأطفال والفرش في الحوش والغنم والغسيل علي الحبال..

الوضع لم يعد مطمئنا.. وبدأ القلق واضحا علي مريم وأهلها...
...............
...............



Post: #144
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-13-2013, 02:09 PM
Parent: #139



وعندما انتصف النهار كان امر المطر قد فات حد التصور..لم يكن مطر غزيرا فقط..بل كان أيضا يهطل هطولا قويا ودون توقف..وفي ساعات بسيطة أمتلات الشوارع وحفرها بالماء الكبيرة
بالمياه ..وقعت جدران بعض البيوت مع سقوفها..خرج الرجال وأولادهم للشوارع لحفر مجاري لإبعاد المياه من البيوت..الا أن الحال كان اصعب من أن ينصلح بفتح جداول للمياه!
..........
..........

الاحوال في القري المجاورة كانت أسوأ..سرعان ما وصلت الانباء بأن الامطار قد اغرقت قري عديده في الطريق والمنظر لا يسر العدو..سواقين اللواري مروا بالاهوال في طريقهم فإضطروا لوقف السواقة
خوفا علي أنفسهم من الحوادث الا أن بعضهم أصروا علي الحركة ومروا بعدد من القري ورأوا الدمار الذي حدث بها.. أتو بالأخبار حدثوا اهل قرية شيخ بابكر بما رأوه في طريقهم عندما وصلوها
ووحلت لواريهم هنك واصبح مستحيلا عليهم مواصلة السفر ..

إشتد قلق الجميع إذ اصبح مؤكدا أن الامطار قد صادفت أهل العريس في الطريق خاصة بأن أحد السواقين نقل أن هناك سيرة بالبص في الطريق ولا يدري أن كان في إمكانهم الوصول للقرية ام لا..

..........
..........



Post: #146
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-13-2013, 04:17 PM
Parent: #144



أصاب الخوف نفيسة وإرتعبت وتساءلت في ألم
ياربي أسه أنا جبت الناس ديل معاي في البص ودايره أبقي سبب لغرقهم؟؟
ياربي حاج علي حاصل عليه شنو بي هناك؟؟
ياربي البيت كيف والاولاد كيف ساويين مع المطر ده؟؟
وناس الخطوبة المنتظرنا..ياربي عندهم مطر زينا؟؟

مادار في رأس نفيسة كان دائرا في رؤوس باقي النساء والفتيات ..سرعان ما تبدل الإحساس بالفرحس لإحساس بالقلق والخوف..فكرت كل منهن في امر أسرتها هناك..
في المنزل والابناء حتي حال الغنم اقلقهن كثيرا !

تعالت لاصوات بالاسئلة علي السائق سعيد ومساعده خضر الشاب..

-الحاصل شنو ياسعيد؟؟
بتمرقنا من هنا متين؟؟
ماشيين نغرق ولا شنة الحاصل علينا ده؟

سيرة النساء رافقها أربعة من شباب القرية كانت أخواتهن وأمهاتهن ضمن سيرة الأهل ..كان لابد لهم من ن يصحبوهم في الطريق إذ لا يعقل ترك النساء والفتيات يسافرن بمفردهن حتي والسائق
والمساعد معروفين لرجال القرية..

صاح السائق بغضب بعد أن نفذ صبره من الاسئلة القلقة الكتيرة..

- أصبرهن..بيحصل علينا البيحصل علي الناس كلها...ثم وجه حديثه لسعيد الذي كدره الموقف كله..
ثم قال موجها حديثه لخضر..

- كدي أنا بدور خلف وانت أنزل وريني الحاصل شنو..

البص كان في اساسه لوري ...صار بصا بعد أن قد قفلت جدرانه وثبتت في داخله المقاعد ..وربما كان لعلوه من الارص السبب في أن لا تدخله المياه حتي ذلك الوقت.
ومع صوت المكنة العالي من اثر التدويرات المتتالية ووحلان العجل في الطين والماء صاح خضر ومعه باقي الشباب والذين نزلوا من البص العالي بعد أن إنضم إليهم بعض أهل المنطقة من
الرجال للمساعدة...

- باسسسسسس..
شرح خضر للسائق الوضع في صوت قلق...

- العجل الخلفي من ناحية اليمين واحل في حفره كبيره وداير رفع الوزن جوه اللوري عالي

ثم التفت الي من معه قائلا بعد تمتم وهو السائق ببعض الكلمات..

- الا ننزل النسوان من البص..ثم التفت للناحية اليمني رافعا وجهه ليشير لمكان علي بعد ثلاثة أمتار منهم وقال..

- خليهن يخوضن لكوم الرمل البي هناك داك..

رد سعي..
خلاص خلي النسوان الكبار قاعدات والبنات يمشن هناك..واي واحدة شايلالها طفل تقعد قبلها..

ساد الهرج اكتر داخل البص ..وفي فوضي تدافعت البنات علي الخروج من البص..وصيحاتهن تتعالي..

- ووب علي أنا..أنا غايتو بخلي شبطي السمح في البص..ما بخوض بيه ولا شيتين ..الموية بتبوظه لي!

بينما صاحت الباقيات بغضب وحسرة..

- أسه أها الشبط خليناه..سمح نلقي غيار وين تاني؟!

صاحت أخري بغيظ..

- فستاني الجديد خسارة اسه امشي بيه في المطر ده كيف!
صرخت أحداهن صرخة متألمة وعالية وهي تدفع بالأخري بعيدا عنها...

- واااااي عفصتيني انتي عميانة ولا شنو؟؟
قالتها وجلست بعدها تبكي وهي تحاول تحسس الالم في قدمها بينما إرتفع صراخ الأطفال من الزحمة والحر وزادت نهرات النساء للبنات اللاتي إزدحمن في وسط البص!

..............
..............

.

Post: #149
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-13-2013, 07:01 PM
Parent: #146



لم تبعد بيوت القرية كثيرا من مكان البص الواحل في الطين..تجمع أهل القرية رجالا وشبابا من أجل مساعدة السائق لإخراج البص من الوحل..بينما عرض واصر اغلبهم علي ان تخوض النساء المياه بمساعدتهم حيث المنازل لتناول الطعام والإرتياح هناك حتي تحل المشكلة..الا أن سعيد السائق كان قد أصر بينه وبين نفسه علي أن يبذل كل جهده من أجل أخذ النساء الي القرية حيث المناسبة..علي كل حال القرية كانت علي بعد عدة كيلوات منهم ..مما جعل أهل السيرة من الشباب يشكروهم ويوعدوهم بقبول دعوتهم إن فشلوا في محاولاتهم القادمه في جعل البص يتحرك..

تسابق أهل القرية باقداح الكسرة الكبيرة بالملاح واخرين بعصيدة وعدس..رغم فقرهم المقدع أتو لهم بكل ما عندهم..بينما حمل الصغار كافتيرات الشاي وجرادل الماء النظيف للشرب..

مادام أبيتو تنزلوا البيوت هاكو اكلولكم لقمة معانا..انتو مسافرين من الصباح بدري لازم تاكلوا
..........
..........

سألت نفيسة خضر المساعد في صوت شفقان قد أتعبه الخوف بنما أحمرت عيونها من البكاء الذي حاولت إخفائه من الجميع
بينما يدها تحكم قبضتها علي شنطة صغيرة ضمتها في صدرها بقوة..كان بها المال والشبكة!

- يا ولدي حاجات سد المال ما تكون المطرة خربتا؟

رد خضر بلطف وهو يحاول التخفيف عنها..

- لالا يا خالة الحاجات في مكان آمن حتي أن كان صبت المطرة تاني ما بيجيها شي بإذن الله..

تنهدت وحمدت الله وقالت..

- الله يوصلنا كلنا بالسلامة..

أم الحسن وفاطنة قريباتها وجاراتها قلن في صوت واحد ..

- بإذن الله نمرق بالسلامة ونصلهم..الله كريم علينا

وتعالت أصوات النساء بالدعوات الطيبة وقراءة بعض من آيات القرآن حتي يرفع الله عنهم جميعا الهم..

- يالله ترفع عننا المصايب وتمرقنا..

مع إرتفاع صوت ماكينة اللوري وأصوات الرجال وهي ترتفع بي يللا..أها نرفع سوا..سمعت نفيسة صوت عالي فرحان يعلن

- ايوه ..خلاص الحمد لله مرقنا من الحفرة..

تعالت الاصوات سعيدة بالخبر وزغردت النساء وبدأت البنات في الرجوع الي البص وهن يضحكن من كل المغامرة..فعلي الرغم من التجربة المخيفة الا أنه كان لها أيضا الجانب المسلي..
أصلو كم مرة في عمرهن بيمرقن ولا بيسافرن؟؟

وقف البعض يوصف للسائق سعيد كيف يتفادي الطرق الخطرة بعد ان يتحرك داعمين شرحهم بأمثلة لعديد من العربات التي مرت بهم وواصلت طريقها في سلام دون تعطل..

...........
...........



Post: #150
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-13-2013, 10:45 PM
Parent: #149



...........
تحرك البص والجميع في حالة من الفرح..ربما كانت أكثرهن فرحا نفيسة وإبنتها ليلي..
والتي بدأت الغناء..

سواقنا زينة وحالف ما يدلينا..
الليلة ياهي يابلالي يا هي

إنطلقت الزغاريد والشباب يصفق والسائق سعيد ينظر للطريق من نافذة البص بصبر ليقدر الوضع بينما خضر مساعده ينزل امامه كل عدة أمتار ليرشده لطريق ليس به حفر كبيرة..
بعد ساعة ونصف من السير البطيء بالبص وصلت السيرة الي جهتها المقصودة..وسرعان ما وصل خبر وصولها لاسرة شيخ بابكر..كان الوقت قد قارب الخامسة مساءا..

..............
..............

الاحوال في القرية كانت سيئة..بجانب الجدران التي رمتها الامطار..جاء الخبر بأن بئر أسرة خلف الله قد أنهار ووقع معه المطبخ ######لتين..لحسن الحظ كان الجميع بعيدا منه..ويقال أن ست النفر
زوجة خلف الله كانت قد خرجت منه منذ دقائق بسيطة..وقوع (الادبخانات) كان الخوف الاكبر وسط الجميع لذلك منعت النساء أطفالها من قضاء الحاجة به او حتي الذهاب لناحيته..كان كل شيء ينذر بالخطر!

تشاءمت مريم وانزعجت من كل الوضع شعرت فاطنة بحالة قلقها فدارت علي مشاعرها حتي لا تشعر بها مريم فيزداد قلقها وقالت..

- المطر خير يا بتي..والمكتوب ما بنهرب منو..
إن كان الله كاتبلهم يجو بيصلونا إن شاء الله..
يا الله تغطي علي الجميع!
..........
..........
رجع عبد الرحمن للمنزل بعد أن ساعد في تخفيف الضرر من عدد من اهل القرية مع باقي الشباب والرجال ..مر علي عمته وحمل معها ما يحتاجونه أثناء مكوثهم في بيت شيخ بابكر..
رجع ليطمئن علي أحوال أمه وأخته في المنزل ويبلغهم الأخبار...

_ الليله ما شوفتو كارو عم عبده إنقلب بي حماره..وأظنو الحمار كسر كراعه..
يالله ويامين قدرنا نرفعو!

سالته فاطنة في إنزعاج..

- وحاج عبده كيفينو؟؟
مسكين يا هو حماره البيأكلو العيش..يا الله تقوموا ليه بالسلامة!

- عم عبده كويس ما جاهو شي الا خايف علي حماره!

سألته فاطنه في قلق..

- أنت ابوك وينو؟؟

أبوي في الزاويا قاعدين هو والرجال من قبيل من ساعة المطرة وقفت يعدوا في الخسائر!

..............
..............

لم يحدث ضرر كبير لمنزل شيخ بابكر فقد كان أعلي قليلا من الشارع ..فقط انهار الجدار الواقع بين حوش البهايم والمخزن ..مما جعل عبدالرحمن وفضل يسرعان لحمل ما يمكن من المخزن للغرفه الخلفية قبل أن يخربه المطر..

جلست آمنة وأطفالها بجانب مريم قلقة علي الحال في منزلها الا أن زوجها واخوانا رجعوا من منزلها ليطمئنوها أن كل شيء علي مايرام..لم يخبروها بالطبع كيف تضرر سقف المنزل وكيف نزلت المياه داخل غرفة اولادها وكيف افسدت المياه الكثيره مافيها من أثاث ..
.............
............


اهل العريس وصلوا!


الكلمة المشطوبة س خ ل ت ي ن
......................

Post: #152
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-14-2013, 07:24 PM
Parent: #150



آمنة ومسعودة كانتا قد بداتا الإستعداد لإستقبال الضيوف..إحتمال بيتانهم في القرية أصبح مؤكدا لذلك قرر شيخ بابكر أن يبيت هو وأبنائه في بيت آمنه وأن يترك الديوان للنساء..

علي الرغم من الاحوال السيئة جدا في معظم بيوت القرية الا أنهم لملموا ما عندهم من عناقريب ومراتب وأغطية وأحضروها لبيت فاطنه وللبيوت المجاورة لها حيث سينام الجميع موزعين بينهم..
عدد الزوار كبير ولابد من إستقبالهم بما يليق..الكراسي الحديدية كانت داخل البرندا ربما لا يمكن رصها في كل الحوش ولكن قطعا يمكن وضعها في ذلك الاتجاه بجانب البرندا..من حسن الحظ كان
شيخ بابكر قد فرش الارض بالرمال في اليوم السابق للمطر إستعدادا للمناسبة مما خفف من وجود الطين في الحوش.

............
.............

جلست مريم في غرفتها حتي لا يراها أهل العريس وبرفقتها عاشة وإنصاف وإنشراح يساعدنها في زينتها ويآنسنها في غرفتها..لم يبعدن منها خلال الساعة السابقة الا في لحظة خروجهن لإستقبال السيرة..
إنشغلت مسعودة أكثر بتحضير المكان يساعدها في النقل والتحضير بعض من الفتيات والصبيان..جمعوا أكثر من خمسة عشر فانوس وعبئوها بالجاز ثم بحرص شديد وضعوهم في مكان آمن بعيد من
متناول الاطفال ومن الأمطار..أما فاطنة وست نور فلم تتوقفا عن الدعاء لله بأن لا تهطل الامطار عليهم مرة أخري فتفسد عليهم ما حاولوا إصلاحه في الساعتين السابقتين..

تسابقت عديد من نساء القرية في الوصول لمنزل شيخ بابكر عندما سمعن أصوات الزغاريد إيذانا بوصول أهل العريس..كان من المهم ومن المتعارف عليه أن يكن في إستقبال السيرة مع أهل العروس..
وقفن خارجا امام باب المنزل واطفال القرية بملابسهم المبتلة والطين يملأها فرحين بكل الحدث ..بالنسبة لبعضهم كانت تلك أول مرة يشاهدون فيها سيرة.. إرتفعت أصوات الغناء من داخل البص..
أما الشباب والرجال فقد وقفوا بعيدا يترقبون الموقف ..كانت المناسبة خاصة بالنساء وليس لهم مكان فيها..

ردت النساء الواقفات علي الباب علي الغناء بمزيد من الزغاريد العالية..لم يعد هناك تفكير بالكوارث التي ألمت بهم وبمنازلهم وممتلكاتهم..كانت هناك سعادة وضحك وغناء!

إلتفتت صفية الواقفه في التكل ناحية مسعودة وأم الحسن وقالت..

- مش الحمدلله الخلصنا الطبيخ بدري؟؟

ثم رفعت غطاء حلة المحشي الكبيرة وهي تتمتم..
- إن شالله بس ما تكون حصلتو المطره!

ردت مسعودة تطمئنها..

- لالا زي ما شايفة..قبيل لميناه من الحوش قبال المطر مايزيد..
حلة الكمونية حلل اللحم كلها تمام عاينت ليهم قبل شوية..
ثم زادت في شرح الوضع وفي إعطاء تعليماتها..

-أها صواني وصحون الخبيز والحلاوة كلهن جاهزات والبرميل ملان لي عينو بالبيبسي الاولاد كبوا عليه الموية في شان القزاز يبرد..خلي بس عبدالرحمن يجيب ولد من أولادنا ديل يقيف جنب البرميل يفتح القزاز وقت نطلب!
أكملن حديثهن ثم خرجن وكل واحدة تصلح من وضع التوب فوق جسدها..وقفن في بداية الحوش منتظرات لأهل العريس وللترحيب بهن..

..........
..........

دخلت النساء والفتيات الي المنزل والزغاريد والسلام مستمر ومتبادل بينهن..وبعض من الأطفال الرضع يتعالي صراخهم بسبب الاصوات العالية والزحام علي الباب..
بينما وقفت فاطنة وست نور وحواء يرحبن بهن ويطلبن منهن الدخول..

وكان إحساسا مريحا عند نفيسة وإبنتها ليلي أن يصل الجميع بسلام وأن يكون الترحيب بهم رغم الظرف الصعب ترحيبا لطيفا..وبعد دقائق كانت النساء والفتيات قد جلسن في امكنة متفرقة
يتحدثن في وقت واحد وباصوات عالية عما سببته الامطار من كوارث وويضحكن علي رحلتهن الطويلة ووحلان اللوري...

.........
.........



Post: #153
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-15-2013, 04:04 PM
Parent: #152





تقرر أن تنام النساء فيما بعد بمنزل شيخ بابكر بينما تصحب الجارات الفتيات معهن لمنازلهن للنوم ..
تم تنظيم كل شي بهدوء..أحضر لهم شيخ بابكر من دكانه فرش ومعجون أسنان وصابون وطلب من فاطنة أن تمرره علي اماكن البيتان إذ ربما تكون هناك حاجة لهم..
في حولي السابعة تم توزيع الفوانيس وتبع ذلك تحضير صواني العشاء ..

- العشا جاهز.. أتفضلوا العشاء ياخوانا..

قالتها صفية وهي تنظر لهن وتشير لصواني العشاء الموزعة في البراندا والحوش..
كانت صفيه قد أرسلت قبلها أحد ابناءها ليحضر لها توبها الأصفر وشبشبها الخاص بالمناسبات لتغير ملابسها..وصفت له المكان في هدوء

- أها أسمعني كويس في الرف الفوقاني في دولابي تلقي توبي الاصفر تتذكرو؟ جيبو برراحه حبيبي ما ترمي لي باقي الهدوم..
كمان تحت العنقريب القصاد الباب تلقي شبشبي الاسود..جيبو معاك. ما تنسي.
ثم حذرته قائلة ..
أوعك تجي شايلهن في يدك ساي.. شوف ان لقيتلك جريدة ولا مخلاية ختهن فيه!

تحركت النساء ببطء من عناقريبهن وكل منهن تبحث عن فردة شبشبها ..كان التعب قد قضي علي كل مروتهن ومن مقاعدهن وقفت البنات أيضا وتوجهن نحو الصواني بينما وقفت نفيسه ام العريس تتأكد من أن الجميع قد جلس..كانت تترقب الموقف دون أن تتحدث أو تعلق..فعلي الرغم من أنهم جميعا كانوا أهل إلا أن المناسبة كانت لا تتحمل تدخلها..
تجمعت الفتيات من أهل العريس وأهل العروس في مجموعتين لتناول العشاء بينما جلست فاطنة مع أم العريس في صينية وتوزعت كل من ست نور وحوا وصفية علي الصواني الأخري مجاملة للضيفات..
إنتهي العشاء وأنتهي شراب الشاي وهدأت الاحوال قليل..

تشاورت نفيسة مع من معها من النساء في صوت منخفصض عما يجب عمله..
هل يقدمن الشيلة في ليلهم هذا أم ينتظرون الصباح؟؟

أخيرا كان القرار أن أحوال المطر غير معروفة وقد يهطل في النهار لذلك يفضل تقديم الشيلة في ليلهم ذلك!

في الحال تحركت ليلي لتجد مرسال يذهب لشقيقها ليخبره بجوب إنزال الشيلة من البص وإدخالها لمنزل شيخ بابكر..ثم رجعت لتطلب من الفتيات البدء في الغناء والإستعداد لمناسبة الإحتفال..بالطبع لم تقصر صديقات مريم وجاراتها..حملن ايضا الدلوكة وجلسن مع الضيقات للغناء..
ومع الزغاريد والغناء والصفقة جيء بمريم لتجلس في مقعدها بجانب أم العريس..تعثرت خطاها من الخجل ومن الكعب العالي الذي إرتدته لم تعتاد عليه بعد..تفحصتها النساء والفتيات بنظرات طويلة كانت في معظمها نظرات إعجاب وإنبهار..غريب أمر النساء وخاصة كبيرات السن لهن نظرات طويلة لا يفوتها شيء بل أحيانا هي متفحصة أكتر من نظرات الرجال للمرأة الجميلة..
كثرت الصلوات علي النبي محمد وكلمات الثناء علي مريم وجمالها..زادت عليها آمنة الثناء وهي واقفة بجانب شقيقتها ..بادلتهن الزغاريد وفي نفس الوقت أستمرت في إصلاح وضع التوب فوق رأس أختها حتي لا يخرب لها تسريحتها أو يكشف رأسها...
مريم كانت جميلة..لكن ذلك الكحل الكتير حول عيونها غير شيئا ما في شكلها..بينما إحتفظت نظرتها بطفولتها ..حول الكحل الكثير شكلها لإمرأة غريبة!
توافدت النساء عليها للسلام..تلك تذكرها بنفسها وتذكر إسمها والأخري تشرح لها جهة قرابتهن ومريم لا تسمع اي منهن وإن طأطأت برأسها موافقة..زاد وطال وقوف كل النساء والفتيات حولها للمباركة ومريم تمد يدها الصغير الرقيقة لهن في كل مرة وصوتها يخرج هادئا وخجولا ردا علي المباركة..

علي أحد العناقريب الكبيرة تم وضع شنطتين ضخمات الحجم...وبدأت خالة العريس في فتحهن بينما تصاعدت أصوات الزغاريد مرة أخري..وقفت بجانبها ليلي وصديقتها يحملن الفوانيس حتي يري الجميع الشيلة بينما تستعد أم العريس نفيسة لإظهار ما بحقيبتها الصغيرة والتي لم تبعدها لحظة عن صدرها بعد الانتهاء من عرض ما في الشنط..

- ستة تياب...قالتها خالة العريس بصوت عال وهي ترفعهن من داخل الشنطه لتراها النساء
ستة قطع فساتين ..وفي كل مرة ترفع فيها شيء ترتفع معها الزغاريد..
ستة شباطه...
ستة قمصان نوم..
وعندما إنتهت من الحقيبة الاولي نظرت لإحدي بناتها ونادتها لتاتي لتفتح الحقيبة الثانية وتقفل الاولي ..

- ماشاء الله التانية دي شنطة الارياح..عريسنا عريس السرور جابها لعروسه بت السرور العظمة..

صندلية بالعلب وخشب الصندل ماشاء الله لا هو كيلو ولا أتنين زغردن يا نسوان أريتو حال بنايتكن..اربعة كيلو صندل.
بت السودان..و...و.... واكملت عد كل الارياح ومعهم القرمصيص والفركة..
توبين لأم العروس وتوبين لأختها وتوبين لعمتها..ماشاء الله..مبروكات

شوال طلح و شوال شاف..وفحم وزيت وشوال سكر وشوال دقيق..صفيحة سمن وصفيحة جبنة وصفيحة زيت ..و ....و...و
وهنا أتي أمر الدهب والمال..جلست نفيسة وفتحت حقيبتها لإخراج الشبكة..

أخرجت صندوق قطيفة مربع أحمر وفتحته وهي تمرره علي النساء ليشاهدن ما فيه وقبلهن فاطنة والتي كانت تنظر بفرح تخجل ان تظهره كثيرا..وفي حقيقة الامر فاطنة كانت مختلفة عن كثير من النساء..ماكان يعنيها امر الدهب والاموال كثيرا..كانت تري في زواج إبراهيم ومريم كل الفرح حتي ولو لم تكن هناك شيلة..تذكرتماما قول أمها عندما تزوجها شيخ بابكر ولم يكن وقتها يملك الا القليل..
كانت أمها تقول لها ولخالاتها..نحنا بنشتري راجل ..الراجل عندنا أخلاق ومسئولية ودي حاجات القروش ما بتجيبها!

علبة القطيفة كان بها ستة غوايش عريضة..سلسل كبير به دلاية في قلبها فاروزة حمراء..خاتم بفاروزه حمراء والثاني بدون فواريز..دبلتين ثم حلق وساعة كبيرة ذهبية اللون..
زاد غناء البنات ودعوات الحبوبات وزغاريد النساء..ثم بدأت خالة العريس في العرض مرة أخري..

- المهر خمسماية جنيه ماشاء الله!

نظرت كل فتاة من صديقات مريم للأخري في فرح حقيقي لحال مريم وفي قلوبهن أحلام بأن يجدن عريسا كريما وغنيا مثل إبراهيم..

- أريتو حال كل البنيات..الله يستركن ويسعدكن انتن كمان..
قالتها ست نور ووقفت مع نفيسة وليلي لإلباس مريم دبلة الخطوبة فتعالت الزغاريد حتي وصلت لإخر منزل في القرية...

قبل أذان الفجربقليل..تعب الجميع من الغناء والرقص فتوزعوا علي أماكن النوم في تعب واضح ولم يستيقظوا إلا وشعاع الشمس الساخن يحرق وجوههم!



....................

Post: #154
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-16-2013, 02:22 PM
Parent: #153



بعد ان تناول الجميع شاي الصباح والإفطار الباكر..حانت ساعة السفر..ماكان يمكن البقاء يوما آخر علي الرغم من إلحاح فاطمة وست نور علي نفيسة بالبقاء وضيوفها علي الاقل يوما آخر حتي تهدأ الاحوال..
ردت نفيسة علي دعوتهن قائلة وصوتها يشرح قلقها..

- ما مابينكم يعلم الله في سماه الا الأحوال هناك ما بتتشكر..النساوين ديل كلهن خالات بيوتهن وماعارفات الحصل بي وراهن..الأيام جايات كتيرات بت أمي..والحمدلله العرس كلو فضليهو شهرين الله ..
بس أدعو الله يبعد العوارض بإذن الله نجيكم ونقعد معاكم بالايام ونفرح بوليداتنا..

ردت فاطمة معززة لكلام نفيسة بينما يداها مشغولتان بتحكيم الثوب حول رقبتها..

- صدقتي..والله يا نفيسة أختي لو ما فعلا الأمطار والدمار السوتو ماكان بنخليكم أصلا..
مرحب بيكم شرفتونا وتشرفونا في أي وقت..

شاركتهن ست نور الحديث..

- الحمدلله رب العالمين ..انشالله كمان تصلوا كلكم بالسلامة ومايعطلكم شر..النبي فيك يا نفيسة تسلمي لي علي حاج علي كتير..وتقولي لحاجة الروضة سلامتك من المرض الحماك الجية..
وإن كان الله هون بنجيها بإذن الله نسلم عليها في بوكانها..
إلا أن حاجة الروضة قريبة نفيسة من ناحية والدها لم تكن مريضة..الحقيقة أنها كانت غاضبة إذ كانت تمني النفس بأن يتزوج إبراهيم من إبنتها إبتسام ذات العشرين ربيعا..حتي أنها كانت تلمح بذلك
كثيرا لنفيسة وإبنتها ليلي..وغضبت كثيرا لأن نفيسة لم تخطب إبراهيم لأبنتها بدلا من مريم!

حديث حاجة الروضة أوصلته إحدي نساء القرية لنفيسة حتي تعليقها بأن إبنتها إبتسام أجمل كثيرا من مريم وصل لنفيسة..لم تعلق نفيسة في لحظتها الا بقولها..

- إبتسام ماشاء الله سمحة ومؤدبة..الله يديها عريسا أحسن من إبراهيم..كان مريم كان إبتسام الإتنين بناتنا والعرس قسمة ونصيب..
كانت تغلي من الغيظ لكنها كانت تعلم تماما بأن من أتت بالحديث سوف توصل تعليقها لحاجة الروضة..

قالت لإبنتها ليلي بعد أن خرجت منهم المرأة..

- شوفي عليك الله يا بتي محن حاجة الروضة..يعني يا ولدي يعرس بتها يا تزعل؟؟

ردت ليلي وهي تشد طرف ملاءة العنقريب وتصلح من وضع الوسادة عليه..

- يمة ولا يهمك كلامها..إبتسام وين ومريم وين؟!
هي نست اللخبطة العملتها إبتسام بين أخوها مدثر ومرتو؟؟
الناس كلها تتحدث بيها ..بس بقت سبب طلاق لأخوها وطفشانو من البلد..
ما يهمك كلامها يا أمي..ثم أضافت جملتها الأخيرة وتعابير وجهها تشرح إعجابها أكثر بمريم..

والله مريم دي مافي زول بيشبهها..بري!
إبتسام شنو البياخدها إبراهيم!

............
............

خرج الشباب ومعهم سائق البص سعيد ومساعده خضر من بيت سيد أحمد حيث قضوا ليلتهم..وعلي الرغم من أن الوقت كان مبكر الا أن الجميع كان قد أنتهي من الإفطار وإستعد للمغادرة قبل أن تزيد
حرارة الجو الذي كان حارا رطبا بسبب الأمطار..أو تهطل الامطار مرة أخري..

أخذ الجميع اماكنهم داخل البص وكل التفكير موجه الي قريتهم..بدأ البص في الحركة وسط وداع اهل القرية لهم رجالا ونساءا والأطفال يخوضون المياه وراء البص في مرح ..



Post: #155
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-16-2013, 04:12 PM
Parent: #154



لم يكن هناك وقتا متاحا للونسة والتعليق علي أحداث الأمس..فاطنة وست نور وكل من بالمنزل كان في غاية الإرهاق..لذلك توجهت فاطمة وست نور الي أحد الغرف للنوم..

رجع شيخ بابكر الي منزله والأعياء ظاهر علي وجهه..لم ينم منذ صباح أمسه..وقف مع الجميع في تفقد الخسائر وفي مساعدة من يحتاح مساعدة..لم يكترث كثيرا لصحته وهو من أكبر رجال القرية سنا..
وقف مع الجميع بعراقيه يزيح المياه ويعطي المشورة..وعلي الرغم من أن الخسائر في القرية لم تصل للأرواح..الا ان الخسائر المادية كانت كبيرة وسط مجتمع يعيش أغلب من فيه علي الكفاف
وليس في إمكانه أن يعوض ما ضاع منه الا بصعوبة أو ربما يتمكن من تعويضه في مستقبل يحمل بعض الرزق..

دخل حيث ست نور وفاطنة علي وشك الإسترخاء بينما مريم وآمنة ومسعودة مشغولات في تحضير الطعام وترتيب المنزل..
بدخوله قامت ست نور وفاطمة تسبقها في القيام وجلسن بعد أن اصلحن من ثيابهن ليردن التحية..

- مرحب يا شيخ بابكر..كيف حالك أخوي..

- الحمدلله..أها انشالله الجماعة أنبسطوا؟؟

أجابته ست نور بحماس تغالب به نعاسها وتعبها..

- ما ينبسطوا كيفين..ماشاء الله العشا كفي وزيادة ناموا وإرتاحوا والله للدهن جبناهو ليهن إتمسحن بيه بعد قامن وإتريحن كمان..فاطنة ما بتقصر والناس كلها وقفت في خدمتن فوق فد كراع..
وإنت يا يابا يديك الصحة والعافية كل شي من خيرك أخوي..

- اها انا بس داير أستشيركن في موضوع..

إنشالله خير قالتها فاطنة بقلق بينما انتظرت ست نور رد شقيقها..

- بقول الشيلة اللات الدقيق والسكر والحاجات دي نوزعها علي الناس..والله في بيوت كان شفتوا حالتها بس مصارينكن تتقطع..

ردت فاطنة في الحال ودون تفكير..

- تستشيرنا في شنو والله يتشال كله يتوزع عليهم أصلو الاكل جابو لي شنو؟؟
مش في شان ياكلو؟؟ هم المحتاجين أكتر مننا كدي بس نادي الاولاد واسه قبال ناخد لنا غمضة نقسمه كله في كواري ولا أكياس ووليداتنا يوزعوه..
عندنا كمان باقي شوال تمر الجبتو لينا قاعد في المخزن نوزعو كمان..

- لا لا بس الاولاد برسلهم يجو يشيلوهم للزاويا نقسم هناك أصلنا بنجمع الحاجات هناك..

تمتمت ست نور..

- الله يديك انت الصحة والعافية وتجيب المحتاجنوكله لعرس مريم..يوسع في رزقك بركة الخالق!

في الحال قام شيخ بابكر وهو مرتاح البال ..يشكر ويحمد في ربه الذي قدره علي أن يساعد الجميع..الذي لم يقله شيخ بابكر لفاطنة وست نور هو انه كان قد ارسل للزاويا فعلا سكر وشاي وكل ماعنده
من بسكويت في الدكان حتي يتم تقسيم كل الاشياء من هناك علي أهل القرية..

التكاتف والتكافل بين الجميع كان أمرا عاديا في القرية..الاجتماع في الزاويا لتقدير الخسائرتبعه تقسيم للعمل وجمع لما وجد من اموال عند البعض لشراء المواد..تقرر ان يقوم شباب القرية بمساعدة أهل
المنزل الذي أصابه الانهيار في إعادة بناء جدرانه وفي إصلاح ما يمكن في السقوف أو في أثاث المنزل..

لم ينم أحد في ذلك اليوم في القرية من الرجال والشباب..كلهم في حالة تقسيم للمواد التموينية وخطط تقسيم لبداية البناء...

إنشغلت النساء والفتيات في عمل ما يمكن عمله داخل بيوتهن ..ارسلت كل من تستطيع ما عندها من طعام للزاويا حتي يأكل الرجال والشباب أثناء تجمعهم في الزاويا....

............
............


Post: #156
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-16-2013, 09:13 PM
Parent: #155




كان يوما غريب الملامح منذ بدايته..مر فيه شريط حياة فاطمة أمامها طويلا بكل مافيها من تفاصيل حلوه وأخري شقية..
لم تغادر فيه صورة المرحومة والدتها خيالها لحظة..تلك الاوقات التي لا تخرج فيها من التكل حتي ومعها من يخدمها..تذكرت خالتها وبكاؤها المكتوم لعدم قدرتها علي الإنجاب..
مسكينة..قالت لنفسها في تحسر..ماتت مغصة ساكت!
وحقيقي ماتت خالتها صغيرة من المغصة فكل من في الاسرة كان يرمي اللوم عليها فهي إمرأة عاقر والعاقر في عرف الناس مثلها مثل الحيوان الذي لا ينجب وليس من فائدة لحياته!
تذكرت والدها..تذكرت قسمات وجهه فهي تشبهه كثيرا..كانت تتمعن فيه وتسرق النظرات اليه في صغرها فقط وهو نائم وبجانب عنقريبه عكازا كبيرا يخاف منه الرجال قبل النساء..
والدها الحسن كان قليل الحديث وكان ينادي اولاده بيا ولد عندما يحتاج شيئا ولا يذكر اسما..

صرخة مناداة واحدة بولد يرد عليها كل الاولاد الموجودين بالمنزل في التو..فتسمع..
أيوه يرد عليها هو في الحال باللواية التقطع مصارينك..يفهم منها الإبن بوجوب الذهاب له..

إن رد الآخر بنعم..فإن الرد عليها قطعا بالنعامة الترفسك..

أما هوي كان الرد عليها بالهوا اليشقك..
كلها كلمات قاسية لكنها لم تكن أكثر من كلمات مستخدمة..كانت والدتها تتمتم بخوف وصوت خفيض في كل مرة ينادي فيها أبناءه بكلمات الله التامات تستعيذ بها من شرالدعوات والشتائم وأن كانت
أحيانا تسكت بحكم الإعتياد والفتر من كل شيء!
..........
..........

كانت فاطنة تلعب مع فتيات القرية ربما كانت في التاسعة او العاشرة من عمرها عندما اخبرتها والدتها وعمتها بوجوب التوقف عن اللعب مع الفتيات إذ ان زواجها سيكون قريبا!
زاد رعبها من كل الفكرة لم تفهم ماذا يعني الزواج فقط علمت بأنها لن تلعب مرة أخري وأن صديقاتها لن يزورنها كما كن يفعلن من قبل..سيكون حالها كحال أمها تجلس في التكل او فوق حفرة الدخان طوال الوقت..تقوم منها لتجلس عليها خالاتها..

تذكر كيف في الحال تغير حالها..في كل يوم بعد خروج والدها من المنزل كانت والدتها ومن معها من نساء يجبرنها علي الجلوس فوق تلك الحفرة الخانقة بعد إختياره وتنظيفه والتعليق عليه وهن يقلبنه في أياديهن بكلمات معجبه به أو كلمات تصف أهميته..تقضي أمها وخالتها وقتا طويلا مع الحطب وتحضير الدخان..تذكر كيف كانن يضعن الجمرات في الحفرة معه حتي يتصاعد منها الدخان ويصعب عليها التنفس..
فتبكي من سخانته الا ان خالتها ست الدار تنهرها وتحكم من لف الشملة حول عنقها قائلة..

- اسكتي لمي حلقك ده عليك..الدخان ده ماهو حار أبدا ولازم يشيل في جسمك إن ما صبرتي ما بشيل!
كان في عاداتهن قبل الزواج بأيام أن يشقوا الدخان المتراكم طبقات من جسدها ثم يحملنه في صينية لأهل العريس!

وعندما وصل تفكير فاطنة لذلك الحد تنهدت فالعادات تغيرت كثيرا..مريم ستجلس في حفرة الدخان لساعات طويلة كل يوم حتي موعد زواجها ولن لن تحتاج لدخان متراكم قدر ما إحتاجت هي في زمنها..
ستكون معها صديقاتها يضحكن معها ويانسنها ساعة الدخان..وكورية النشا بجانبها تشرب منها كل فترة قليلا..نعم يجب عمل كمية من النشا والمديدة كل يوم لمريم فهي تحتاج لأن تزيد وزنها..

تذكرت شيلة مريم فقالت في نفسها ..فرك الزمن ده ما زي فرك زمنا..برسل يشوفوا لي فرك زمان يبقي يلقوها في مدني..ثم تذكرت الحقق الخاصة بالجيرتك..الحمدلله قاعدات جديدات عرسوني بيهن
وأمنة عرست بيهن.كل شيء موجود الحمد لله!
أسه خلاص يا بتي ماشية مني؟؟
طفرت من عيونها الطيبة دمعة إلتقطقتتها بطرف أصبعها من زكن عينها ونثرتها بعيدا وهي تستغفر..
..........
..........
لم تمر دقائق حين جاء شيخ بابكر داخلا ومعه فتاة تقارب مريم في عمرها..كانت تسير خلفه وفي يدها مايشبه المخلاية..تنظر للأرض ولا ترفع وجهها أبدا..كانت رفيعة الحجم وليست بالطويلة أو القصيرة
سارت وراءه حتي أدخلها لفاطنة في راكوبتها ..

قال في لهجة آمرة موجها حديثه لها..

_ خشي سالمي أمك فاطنة..قالها ثم سأل وهو يتلفت حوله..

- مريم وينا؟

ردت فاطنة ..

- مرحب بنيتي أهلا إتفضلي اقعدي..مريم بتجي أظنها في الاوضة الجوه تنظم في الدولاب..

قالت جملتها الأخيرة وهي تنظر للفتاة الضيفة والتي خرجت منها كلمة الله يسلمك في صوت
واهن خجول..لم تستطع السؤال وإنتظرت أن يشرح هو.. في تلك اللحظة جاءت مريم مسرعة عندما سمعت إسمها ..وقفت أمام والدها..

- آآآي يا أبوي..

- أسمعي أنتي وأمك..دي عوضية بتي..يعني أختك وجاية تقعد معانا هنا ..أمها المسكينة ماتت!

لم تفهم مريم في البدء حديثه..وظنت فاطنة أنها لم تسمع حديثه جيدا مع انها كانت قد علمت بأمر زواجه منذ سنين طويلة..دهشت كثيرا فسنوات طوال مرت لم يأت خلالها بسيرة زواجه لم تأت زوجته لزيارته ولم يخبرها بأن له بنتا..لم يخبرها بأي شيء علي لإطلاق!

رفعت عيونها لتنظر للفتاة الجالسة بجانبها والبادي عليها الخوف والخجل..كانت تريد أن تري ملامحها وتري إن كانت تشبه اي من أبناءها أو بناتها..الفتاة أيضا أصابها البكم ..زاد سكوتها وشعرت بغربة شديدة
حتي والدها لم تكن تعرفه جيدا فأوقاته التي كان يأتي فيها كانت قليلة متفرقة وقصيرة المده..تذكر أنه أعطاها مرة بضع قطع من الحلوي في أحد زيارتهم فرحت بها كثيرا حتي أنها أحتفظت بقطعة منها لم تأكلها حفظتها لانها منه..وتذكر كثيرا أن أمها أخبرتها بأنه يرسل لهم مصاريف شهرية وأخري للأعياد..أخبرتها والدتها عن أسرته الأخري التي يقيم معها ولا شئ أكتر..

لم تدر عوضية كيف تتصرف أزاء كل الموقف فإستمرت في جلستها علي طرف العنقريب بإضطراب ظاهر ومخلايتها بجانب قدمها..كان اصبع قدمها ملفوفا ومربوطا بقطعة قماش إمتلأت بالأتربة..
يبدو أن اصبعها كان مجروحا!
أما مريم..فإنها من المفاجأة ومن الخوف من ردة فعل والدها إن سألت أكثر..فإنها نطقت بكلمات كثيرة متلعثمة وغير ذات معني قصدت بها الترحيب بأختها غير الشقيقة ..

غادر شيخ بابكر الراكوبة ومن ثم لمنزل تاركا ثلاثتهن في حيرة من أمرهن لا يعرفن كيف يبدأن الحديث!

....................
....................

Post: #158
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-18-2013, 11:39 PM
Parent: #156



دخلت ست نور بيت شيخ بابكر وهي تنادي من بداية الحوش..ماشاء الله عددنا كبر وبنيتنا جاتنا!

غرض ست نور كان أن تخفف من وقع المفاجأة علي فاطنة ومريم وأيضا علي عوضية اليتيمة..
عقب إحضار عوضية لزوجته فاطمه إتجه شيخ بابكر لبيت ست نور..قدر أن ست نور ستكون قادره علي تسهيل الامر أكتر..كان يعلم بمدي حب فاطنة لها وأرتكانها لرأيها ..
عندما سمعت منه ست نورشقيقته الخبر لم تظهر له إنزعاجها ..فقط أظهرت فرحتها بعوضية وحزنها علي فقد الصغيرة لأمها..كانت بالطبع تعلم بأمر زواجه حين حدث وكانت تعلم بأن له بنتا فمثل هذه الأخبار لا يمكن تحبئتها لفترة طويلة خاصة أن هناك أهل بينهم كما ان عمها هو الذي إختار العروس لشيخ بابكر.. كانوا اهلها اصحاب فكرة زواجه ليناسب الشيوخ..لكن لانقطاع الاخبار عنهم ولعدم إهتمامهم بالسؤال فإن الأمر كله فاجأها كأنها تسمع به أول مرة!

قامت في الحال تلملم مفتاح بيتها للذهاب لمنزل أخيها..دخلت الراكوبة وقد بدي تاثير المفاجأة جليا علي فاطمة بينما جلست مريم القلقة تحاول من وقت لآخر أن تتجاذب أطراف الحديث مع أختها عوضية..
وبين كل جملة تقال ورد يصل علي سؤال تسرق كلاهما النظرات السريعة الي الأخري..عوضية كانت تسترق النظر وفي قلبها خوف عظيم..هاهي قد أتت الي منزل ابيها تركت وراءها أهل لم تعرف غيرهم..الا أنهم لم يكونوا أقرب من والدها ..طلب والدها أخذها ووافق أهل الفتاه فوالدها أحق من الجميع خاصة أن جدتها أم والدتها كانت قد ماتت من زمن طويل..

خوف عوضيه تعاظم من أن لا تقبلها فاطنة زوجة والدها معهم في المنزل سمعت كثيرا عن زوجات الأب ومشاكلهن مع ابناء الزوجة الأخري من النساء في القرية..خشيت ان لا تسعد بها شقيقاتها أو أشقائها..
فكرت في أمها وإشتاقت لها ولكلماتها الطيبة .عصر قلبها الشوق والحزن خنقتها الغصة عندما تذكرت كيف تمنت لو دفنوها معها.. فإنفجرت في بكاء حار مستمر وهي تنادي إسم أمها.. فطركل الموقف قلب فاطنة فتحركت بسرعة من مكانها لتحضنها وتبكي معها وتعزيها في والدتها..

- البركة فيك يا بتي..إنا لله وإنا إليه راجعون..أردفت وصوتها يزداد حنانا. وهي تحاول أن تخفف عليها حزنها...
إتصبري بتي اتي بين أخواتك ..وأخوانك أسه بيجو راجعين من المدرسة تشوفيهم..
ده بيت ابوك بنيتي ترتاحي فيه زي ما دايرة..اقعدي حبيبتي ..
بكت ست نور عندما راتهم وشاهدت بكاؤهم ..بكت حتي قبل أن تعرفها بنفسها..كيف يمكن لشقيقها ان يكون له بنت بهذا العمر ولم يلتقوها..حضنتها هي الاخري قبل أن تحييهم وبكت معها كثيرا حتي سمعت فاطنة تطلب منهن الإستغفار..
تناولت فاطنة كوب ماء بجانبها وناولته لعوضية قائلة..

- هاك مدي يدك أشربي الموية وخلي البكا..لا هو برجعلو ميت لا بيريح قلب إن كان برجع كان رجعلنا أهلنا كلهم من زمان..أمك يومها تم الله يرحمها وكلنا ماشيين..اقعدي سمح حبيبة قساي!
أجلستها فاطنة جيدا وهي تربت علي كتفها في حنان بيد وتمسح بطرف ثوبها دموعها المنهمرة باليد الأخري..كانت دموع حزن مكتوم لأعوام طويلة كما كانت دموع حزن علي حال عوضية الطفلة اليتيمة..

وقفت ست نور تحتضنها مرة اخري وهي تعرفها بنفسها..

-أنا عمتك ست نور يا بتي..بركة الشوفناك والبركة فيك في أمك..يا هو حال الدنيا..

ثم مدت يدها للصينية ورفعت كباية العصير ومدتها لعوضية..ورددت معها فاطمة الحديث قائلة..

- أشربي العصير ياهو ده مريم جابتو ليك..خلصيه وأمشي مع أختك أغسلي وشك واتشطفي وتعالي أكليلك لقمة..تلقاك بنيتي ميتة من الجوع..إلتفتت فاطنة إتجاه الحوش بحثا عن مسعودة..

- يا مسعودة كدي سويلك فطور لعوضية..

- أنا بسويه يا أمي مسعوده خليها تخلص باقي الشغل الفي يدها..أرح يا عوضية أوديك الحمام..

تحركت مريم وعوضية وراءها ببطء وقد هدأت قليلا..نظرت لمخلايتها في تردد هل تحملها معها أم تتركها هناك..لاحظت مريم ترددها فحملت المخلاية وهي تؤكد لها بانها ستضعها في غرفتهن..


...................

...................

Post: #164
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-21-2013, 06:48 PM
Parent: #158



مخلاية عوضية لم يكن بها الا قليل من الغيارات القديمة..كانت ما ترتديه هو أفضل ماعندها بجانب فستان ساتان أحمر اللون به ورود كبيرة خضراء بدا جديدا وكأنها لم تلبسه قط..
وضعت مريم غيارات أختها بجانب ملابسها..أفردت لها مكانا تستطيع أن تصله دون صعوبة..قارنت ملابسها بملابس أختها..ملابس مريم كانت قطعا أكتر وأجمل من ملابس عوضية..
يبدو أنه لم يكن هناك من يهتم بها كثيرا!

قرية عوضية أختلفت الاشياء في بعض تفاصيلها عن قرية مريم علي الرغم من أن جميع القري في المنطقة تتشابه بشكل عام في حياتها وروتينها..كانت قريتها تبدو اقل تطورا ومواكبة للحياة..
ليس هناك افراح كثيره كما انهم غير مهتمين بالتطوير ربما من يأسهم من أن يسمع أهل الامر حاجتهم...وربما لنسبة الجهل التي تكاد تكتمل مع الفقر الشديد..لم يكن هناك مايعترضون عليه كأهل المدن
ثم أن القرية بها عدد كبير من الأطفال والنساء ثم الرجال المسنين..فحتي من يذهب منها من الشباب للدراسة والعمل في الخارج لا يستطيع أن يغير من امر القرية..فقط يغير في بعض المظاهر الخاصة
باسرته من صيانة في المنزل أو شراء بعض الاشياء التي تحسن قليلا من نوعية الحياة اليومية للأسرة..أو ربما بعض الملابس والملايات..
في قريتهم المراة لا يسمع لها صوتا الا ساعة الصريخ في جنازة ..تصرخ النساء بأعلي صوتها وتبكي من مات ومعه تبكي حزن هي نفسها لا تستطيع معرفة سببه..كبار السن منهن كن يظنن أن الدنيا كلها لا تتعدي الخرطوم وبيت الله في السعودية..كانت لهن مكانة أكبر من النساء صغيرات السن مع الرجال..وعلي الرغم من ذلك..لم تجرؤ أي إمرأه كبيرة أو صغيرة علي الوقوف أمام اي رأي رجالي يخالف رأيهن أو ضد رغبتهن!

وحياة عوضية الطفلة كانت سائرة في نفس مصير حياة أمها..بنات الشيوخ عليهم ضغوط أكثر..كل مايقوله الرجل الشيخ حكمه نهائي ومطبق حتي دون نقاش مع النفس..حتي ان بعض النساء ظنت أن الشيخ
لا ينطق الا بالحق وأن المخالفة له كمخالفة أمر الله سبحانه وتعالي..
...........
...........
إلتصفت بذاكرة عوضية ذلك اليوم والذي دخلت فيه امها الي الغرفة بعد أن ظنت أنها قد نامت لتبكي وحدها في صوت مكتوم دون سبب ظاهر..كثيرا ما حاولت أن تعرف منها سبب بكاؤها الا أنها ماكانت لتقدم لها إجابة مقنعة وأحيانا تتجاهل السؤال...الأن هي تشارك امها نفس البكاء وإحساسه وأيضا لا تدري سبب له الا الخوف..الخوف بعد موت أمها..الخوف من الوحده وهي الطفلة الصغيرة..الخوف من كل الدنيا..
عندما كان والدها يأتي في زيارته القليلة كانت أمها لا تنام إلا قليلا..تقضي الوقت في الطبخ له وتحضر له كل الوجبات هو جالس في براندة الغرفة الوحيدة بينما هي في التكل.. وكان دائما معه عمه أو أحد رجال القرية يأكل معه..لم تر كيف كان والدها يأكل..فقط تنتظر هي وأمها إلي أن يفرغ ومن معه من الاكل ومن شرب الشاي الذي تجهزه أمها بعد الغذاء مباشرة لتجلس مع أمها في التكل تتناولان وجبة الكسرة بالملاح وإبتسامة خفيفة علي وجه أمها تشجع عوضية لتاكل أكثر..لتسمع أصواتهم بعد ذلك مغادرين للمنزل ولا يرجع والدها الا بعد صلاة العشاء..تلك كانت كل حياتهم ليس هناك حديث بينهم ولا تعبير عن حب وشوق لعوضية..أو حتي ونسة عادية..
...........
...........

- عوضية الضربك في اصبعك ده شنو؟؟
سألتها مريم وقد ضايقها منظر أصبع أختها..

في صوت خجول ردت عوضية وهي تنظر للرباط الملوث علي أصبع قدمها الكبيروالذي زاده تلوث الطريق من البص للمنزل..

- ضربة قديمة أبت تبري كله كله..
سويت ليها ملح ومره لبختها بصفق النيم لكن اصلها مابرت..

- خلاص بس بعدين وقت يرجع عبدالرحمن نشوف نسوي شنو..
أسه أراحكي أكلي ليك لقمة وإرتاحي..أراحكي الراكوبة ناس أمي بيكونوا منتظرينك..

خف قلق عوضية قليلا..إرتخت أعصابها بمجرد وصولها ورؤية وجه فاطمة تضيئه إبتسامة مرحبة..

- أقعدي جنبي بنيتي ..تعالي يا مريم شجعيها تاكل...
..........
..........

فاطمة قررت أن تؤجل التفكير في الامر..الحديث الذي جري بينها وبين ست نور بعد ذهاب عوضية مع مريم للغرفة..أراحها قليلا..عوضية بت صغيرة ويتيمة ومحتاجة لأم مثل طيبة مثل فاطمة..
ست نور كانت تعرف فاطمة..كانت صديقتها المخلصة أكثر من إنها زوجة أخيها..شعرت بما يدور في راسها وما يجب عليها قوله لتخفف عنها..

- الله رسل ليك يا فاطمة أجر لغاية عندك..ربنا بيريدك أسه مريم تسافر وتقعد هي تونسك..

يا حليلة المسيكينة كانت وحدها في البيت هناك..أمها ذاتها صغيرة الله يرحمها لكن نقول شنو في أمر الله..الحمدلله تبقيلها الام وتعوضيها..واصلك ما تزعلي يا فاطمة أختي..
شيخ بابكر ده اصلو كان مشي وين وجه إنتي ياكي أم أولاده وإنتي ياكي الحامله الهم..

والله البت تتربي مع اخوانها وتشيلك في كبرك وتخدمك وتاخدي فيها الاجر..
الحمدلله علي كل شي ..وقبل أن تكمل فاطمة جملتها شاهدت عوضية ومريم قادمات..

فقالت منبهة ست نور..ياهن ديل جن!

...........
...........

Post: #166
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-23-2013, 02:25 PM
Parent: #164



كان لوصول عوضية لمنزل والدها شيخ إبراهيم آثارا مختلفة علي الجميع..بعضهم سكت والذهول يعقد لسانه مثل عبدالرحمن والذي كان اساسا كتوما بطبعه.. وبعضهم أخد الموضوع بغضب شديد في البداية..لم يظهر في كلمات عالية معلنة بل ظهر في تجاهل لوجود مريم والنظر لها كعضو غريب في الأسرة..أما فضل الصغير فلم يكن الموضوع بالنسبة له أمرا فظيعا كل ما رغب في معرفته تمت الإجابه عليه وإنتهي الامر بالنسبة له..
وبمرور الوقت والتعامل اليومي وبطيبة قلب فاطنة وحنان كان قد كبر سريعا في قلب مريم لأختها..ووجود ست نور الحكيمة وضحكاتها التي تبعد الحزن من القلوب ..فإن كل الوضع تحول لأمر إيجابي..
عوضية كانت خفيفة علي النفس..صبوحة وهادئة وإن تعلمت الشقاوه من فضيل..كانت طفلة تبحث عن صدر حنون فوجدته..لأول مرة تري والدها يبتسم ..ولاول مره يري باقي أخوتها شيخ بابكر يضحك بصوت يعكس فرحه..إرتاح ضميره كثيرا..هاهي إبنته تعيش بينهم سعيده تجري في الحوش مع فضيل قطعا في غياب شيخ بابكر أكثر..فكان إن فاجأهم بالحضور يتوقفا عن الجري ويتظاهر هو بأنه لم يراهما وقلبه يرقص طربا..وربما لذلك إرتاح قلب فاطمة أكثر شعرت رغم كل ما أحزنها بقربها لشيخ بابكر وكل ما يأتي من ناحيته!
.........
.........
سرعان ما بدأت فاطنه في دعوة النساء لدق ريحة العروس..بدأت فعلا الإحتفالات..نساء القرية تجمعن بخبراتهن ومجهوداتهن لعمل الدلكة والبخور والخمرة..
رائحة كفي الدلكة فوق الدخان تصاعدت.. ومعها كلمة مشعوقة ..تصرخها أي منهن عندما تأتي اي أخري للأنضمام لهن لعمل الارياح أو حتي للونسة..مشعوقة كانت تعني بأن علي الداخل ان يقدم شيئا للجالسات..
لو كان الرجل هو الداخل فإنه علي الاغلب يخرج ما بي جيبه للنساء..إلا ان الداخلات نساء لا يملكن المشاركة في هذه الامور الا بالزغاريد والمجهود والضحكات فليس للنساء ميزانية او دخل خاص يهن..
تتبادل النساء كلمة مشعوقة في صوت عالي وهن مسرورات ..وصديقات مريم يساعدن مسعوده في تحضير الوجبات والشاي وللقهوة وفي غسل العدة..

الرائحة والضحكات العالية وذلك الجو المشبع بالحب والسعادة جعل فاطنة تحمد الله في كل لحظة وتسأله أن يبعد العوارض ويتمم كل شيء علي خير..
..........
..........

وهناك في منزل نفيسة أم العريس كان المنزل أيضا يضج بالفرح..والحكاوي عن السيرة وجمال ذكرياتها..كيف خفن وكيف خاضت البنات في مياه المطر للوصول لكوم الرمال..ثم كيف ستر الله عليهن ففي الرمال الدبايب ولنمل والحشرات..ثم حكين عن الشيلة العظيمة والمهر الكبير الذي قدمه العريس..كانت ليلي تكتب لإبراهيم بتفاصيل كل شيء منذ استعدادهم للشيلة وحتي وقت تسليم الخطاب..حكت له عن مريم وهدوئها وجمالها..ثم حكت له ايضا عن كيف أن عمته بت الحسين إبنة خال أبوه طلبت منهم أن ينقصوا الأشياء الخاصة بسد المال لانها قد تثير الطمع عند أهل العروس..حكت له كيف دافعت أمها عن الأمر دون ان تغضبها..أخبرتها ان تلك رغبة إبراهيم ولن يلمسوا اي من الاشساء خشية غضبه!
لم تنس كيف كان حال السيرة عند رجوعها للديار سالمة..كان طريق الرجعة علي الرغم من السيول اسهل لأن سعيد السائق وخضر تجنبوا اماكن الحفر بحكم التجربة والحرص..ساعات الرجعة أخذت ساعات أطول الا أنها كانت من أجل توخي الحرص والوصول بسلامة..
حكت لشقيقها كيف أن والدها قام بذبح الخراف أمام عجلة البص كرامة الوصول بالسلامة..إذ أن القلق كان قد تمكن منه ومن أهل كل القرية..ولان معظم النساء إفتقدن بيوتهن وجرت كل واحدة منهن بسرعة البرق ناحية بيتها فإن نفيسة قامت بإرسال الكرامة لهن هناك..
لم تنس أن تحكي لإبراهيم كيف وقع سقف ناس التومة ورمي الثلاجة وعطلها..ولا كيف إنزلق حاج منصور صديق والدهم ولزم الفراش غير قادر الا علي أخف حركة..وأنه الحمدلله لك يحدث لمنزلهم شيئا بسبب الإصلاحات التي امت بالمنزل بعد إرساله المال من السعودية لهم..
خطاب ليلي أرسلته مع صديقه موسي الذي حضر لزيارة أهله في إجازته السنوية..قرأه إبراهيم وهو يضحك علي معظمه ويتخيل وجوده بينهم..يحمدالله علي نعمه ويوعد نفسه بمساعدة من يستطيع مساعدته...الحمدلله ما تبقي الا اسابيع ويشد الرحال للزواج..هكذا قال لنفسه قبل أن يقوم من مكانه مستعدا للذهاب لموسي وأصدقائه ومشاهدة كرة القدم علي التلفاز معهم..
.
..............
...............





...............

Post: #169
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-25-2013, 11:37 PM
Parent: #166

دعوة عقد قران

بسم الله الرحمن الرحيم

آل أبوبكر عبدالرازق علي و آل علي حسن عبد الوهاب

يتشرف آل أبو بكر عبدالرازق علي وآل علي حسن عبدالوهاب بدعوتكم لتناول المرطبات بمناسبة عقد قران
إبنة الأول علي إبراهيم إبن التاني وذلك في يوم 19 سبتمبر 1970 في تمام الساعة الخامسة مساءا بمنزل الأول
الكائن بقرية الحسينية غرب بجوار زاوية الفكي عبد الرازق.


ولكم الشكر,



Post: #170
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-26-2013, 00:02 AM
Parent: #169



أرسل شيخ بابكر عدد من كبير من كروت دعوة الزواج لوالد إبراهيم حتي يستطيع توزيعها قبل وقت كاف علي من يود.. وكلت مهمة طباعة الكروت لزوج آمنة فسافر خصيصا لطباعتها
في الخرطوم..عندما علمت آمنة بسفره للخرطوم أصرت عليه أن يأخذها معه لشراء بعض من إحتياجات مناسبة الزواج..
رخت من صوتها كعادتها عندما تطلب منه شيئا وقالت..

- دايرة أمشي معاك الخرطوم أعزل لي قماش فستان وتوب للعرس..ودايره اشتري هدوم لاولادي..
رد عليها زوجها سريعا وبشكل قاطع خارجا من الغرفه حتي يقفل أمامها باب التحنيس للسفر وخاصة انه يعلم انها إن استمرت سيضطر لأن يغير رأيه ويأخذها..

- اسمعي أنا ماشي معاي فيصل وماشين ننزل عند أخوه في بحري..مافي طريقة تمشي معانا..
الا اي شي دايراه أنا بجيبو ليكم بس وريني الالوان..
ودي ذاتها ماظروف تخلي أختك وامك فيها..الكلام ده ماصح!

فهمت آمنه أن أملها في السفر قد تلاشي لذلك إمتثلت للأمر وهي تزيد في طلباتها..
..............
..............

الكروت التي طبعها إبراهيم كانت جميلة ونالت إعجاب الجميع خاصة أن دعوة الكروت في قريتهم كان أمرا غير مألوفا ..إختار ÷براهيم اللون الذهبي لطباعة كلمات الدعوة..
بالطبع لم تكن الكروت للقريبين من الأسرة فهؤلاء يأتون بدون أي دعوة..لكن لأن هناك اصدقاء للنسابة وهناك بعض من الشيوخ فإنه من الافضل إرسال كروت الدعوه لهم..فيها تقدير أكثر لهم..

أما النساء فدعوة الزواج تتم شفاهية ولا تطبع لهن الكروت فكلهن من الاهل ومن الجيران سواء من جانب العروس او من جانب العريس..

.................
.................

علي كل حال امد كروت الدعوة لكل زوار البوست من سودانيس اونلاين والفيس بوك والآخرين من القراء ويسعدني كثيرا أن تحضروا معنا زواج مريم..






والعاقبة عندكم في المسرات...










Post: #172
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-29-2013, 11:30 AM
Parent: #170

http://www.youtube.com/watch?v=ePlSA-0lD2Eandfe...youtube_gdata_player

Post: #173
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-29-2013, 01:37 PM
Parent: #172



- العوارة عليهم شنو؟
لزومو شنو دحين يرسلو ورق دعاوي .. ما كلنا أهل وجيران وخبطة واحدة في الباب يفتحولوم يدخلوا يحدثو الناس بمواعيد العرس وإنتهينا..
ولا هو بس إستعراض وبذار قروش؟
بس!
قالت كلماتها وأشاحت بوجهها بعيدا عن الكرت وهي تمده راجعا لإبنها ..قالتها بعد ان نظرت فيه كثيرا وإبنها يحدثها بما فيه وهو يضحك..فقد كان يعرف طبعها..

- يمة عايني ناس عمي علي جابو شنو؟؟
ده كرت عرس إبراهيم!
.........
.........

الزهرة كانت من النساء الشنافات..والحقيقة زوجها ايضا شاركها نفس الصفة..إن رأيتهم الإثنين هي بجسدها الضخم وهو بحجمه الضئيل في الصباح الباكر يتبادلان الأخبار لفهمت تماما
كيف إستأصلت تلك الصفة فيهما معا..

حتي سد مال مريم تحدثت عنه بتقليل قيمته..ورأت في توزيع شيلة الأكل علي القرية حركات مظاهر من شيخ بابكر وزوجته فاطمة!
وقت عاملين فيها كريمين ماكانوا فد مره يوزعوا التياب والهدوم..ما ناس كتار دواليبهم بي دلاقينها بوظتهم المطرة!

للزهرة بنت واحدة إسمها سعاد وسبعة من الأولاد تزوجت إبنتها وسكنت مدني حي الموظفين مع زوجها إبن عمها..أنجبا خمسة فتيات ولم يرزقهما الله بالولد حتي أصبحت إبنتها في خوف مستمر
من أن يتزوج عليها بمن تنجب الولد..الموضوع شغل زوجها بله بعد أن صارت والدته كثيرة النقد لوضعه وسط خمس فتيات دون صبي واحد..

- البنات ياهن البنات لاهن بيشيلن إسمك لا بيساعدنك في كبرك..
سعاد دي ياها دي ولادتها كلها بنات..أمش عرس واحدة تانية تجيب لك الاولاد!

في البداية كانت حاجة العافية تحدثه بمفرده..الا انها صارت تردد حديثها أمام أي إنسان دون إهتمام لمشاعر سعاد مما خلق لها عداوة معها ..أصبحت تكره جيتها لهم وإن لم تجاهر بذلك..
لم تخف سعاد عن والدتها عمايل أم زوجها وحديثها المر مما وتر العلاقة بين زهرة الشنافة وحاجة عافية النقناقة بشكل واضح وزاد من المشاكل بين سعاد وزوجها!
............
............

إستلم والد إنصاف كرت الدعوه مثله مثل الجميع..نادرا ما يوزع كرت زواج في القرية الا أن معظم الرجال لم يروا فيه أمرا غريبا..أعجبهم التغيير في شكل الاشياء ..
عندما رأت زوجته كرت الدعوة فرحت وكانت مره من المرات النادرة التي تضحك فيها معها إنصاف وتتبادلان فيها التعليقات..

- عقبال عرسك يا إنصاف ..ابوك يسوي الكروت بالبمبي والازرق كمان ونعمل ليك عرس زول سواهو قبل كدي مافي.
وأنا براااااي أخيط ليك فساتين العرس حقتك...
إنشالله يا إنصاف في عرس مريم صاحبتك يجيك عريس..قولي آمين!

لم تضايق إنصاف هذه المرة فرقعة لبان زوجة والدها بين الجمل فحديثها أعجبها كثيرا وسرحت معه وفي سرها تساءلت..
_ ياربي إبراهيم ماعندو أصحاب؟!

كان لموضوع الكرت بأطرافه المذهبة صدي كبير في القرية ..وعندما تجمعت البنات في تعليمة العروس في العصريات تناولن موضوع الكرت وإبداء إعجابهن وأسرهن به..وبين الحديث عن الكرت
وعن تعليمة العروس..كانت كل منهن تحكي عن الفستان الذي ستحضر به العرس.عن قماشه وتفصيلته وعن ماذا يرتدين في الصبحية وفي أقدامهن..
أكثرهن سعادة وحيوية كانت عوضية ..كانت تتعلم حركات الرقصات وتساعد أختها في تعلمها عندما يذهب الجميع..أصبحت تنادي فاطمة بأمي فاطنة ..وست نور بعمتي..ساعد جو العرس والإستعداد له علي تحقيق تقارب بينهم جميعا..
وفي كل مساء تنام عوضية آخرهم..كانت تخاف أن تنام قبلهم فيضيع منها وقت فرح وجدته بعد أن كانت لا تعرفه..وعندما يغالبها النعاس..كانت تقرأ الفاتحة لأمها وتغمض أعينها علي صورتها وصوتها..

...............
................





.

Post: #179
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 09-01-2013, 05:40 PM
Parent: #170






- خالتي فاطنة مرسلانا نكلمكم تجو تعليمه مريم الساعة اربعة..

عليك الله يا خالتي خلي البنات يجن التعليمه وما يتأخرن..

..........
..........


Post: #180
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 09-02-2013, 01:16 AM
Parent: #179




دخلت أمنة علي مريم في غرفتها لتخبرها بمستجدات الامور..كانت كأنها هي أم العروس مشغولة بعدة أمور في وقت واحد..تتحدث سريعا وهي تحاول التركيز..

- يا مريم مرت ابو إنصاف ماشية تخيط ليك فساتين الصبحية والجرتك وعثمان الترزي في مدني وديت ليه المقاس وباقي الفساتين وتفصيلاتهم زي ماقلتي..حتي التياب وديناها ليهو يطقها..
وأصلو صفيه ماشية مدني لأهل راجلها هناك بتمشي تجيبهم معاها..أديتا قروش الخياطة والكلفة كاملة..
أنهت جملتها وهي تنظر لعوضية أختها وأنشراح صديقة مريم وكانت كل منهما مشغوله بتدليك ساقي وذراعي مريم قالت ناصحة وهي تشير لكورة طلس صغيرة بجانبهما تزينت جوانبها بورود خضراء وزرقاء اللون وإمتلأت قريب حافتها بالزيت...

- لا يا عوضية شيلي من زيت السمسم للتدليك..آآآي ده
التاني ما بينقع مع اللخوخة..خلوهو لي قدام يعد جسمها ينضف من القشرة!

إستجابت عوضية في الحال لكلام اختها الكبيرة وأبعدت كورية الدهن الاخري منهن حتي لا ينسكب مافيها..
في الحقيقة عوضية لم تكن لتفهم الفرق بين الإثنين ولكن كان كافيا لها ما تقوله آمنة حتي تطيع..كانت معجبة جدا بأختها آمنة إذ كانت تبدو ماهرة في كل شيء حتي شخصيتها كان لها نفوذ أكتر من الآخرين..اعتمدت عليها فاطنة كثيرا في تصريف امور الزواج واوكلت امر مريم لها تماما تقرر ما يجب عمله ومالا يجب..وعلي الرغم من صغر سنها كانت اهل للمسئولية..الزواج المبكر وتحمل مسئولية البيت والاطفال جعلها اكبر من عمرها..

سألتها إنشراح بعد ان تبادلت كلمات خافتة مع مريم لم يسمعها غيرهما ضحكت عقبها مريم وهي تخبط إنشراح علي كتفها بخفة قائلة محذرة.
.
- أمشي كدي ولا كدي ..
أوعك تتكلمي بزعل منك!

في راي آمنة أن اللخوخة المصنوعة من العجين والترمس تجعل الجسم ناعم ورويان بعد الدخان..ووافقتها زوجة ابو إنصاف والتي كانت تأتي كل يوم في الضحوية تشرف علي دخان مريم..ثم ترجع لتأتي بعدها إنصاف لتساعد في تعليم العروس الرقص مع باقي البنات..
في بداية الامر خجلت مريم جدا من موضوع الرقص علي الرغم من حبها له..رأته أمرا محرجا أذ كيف تقف أما كل تلك النساء والفتيات لتهز جسدها؟؟ الا ان نهرة النساء لها وإصرار آمنة كان شديدا عليها..

- ليه مالك ما بترقصي؟؟
هو العرس بيبقي عرس كان مارقصتي ودخلتي الاقوان في العريس؟؟
بلا ما برقص..هو ذاتو علي كيفك؟
وحات الله أهل العريس يمسكوها ليك ويصروها..قايلة الفساتين جايبنها لي شنو؟؟
وهو بعدين في صبحية بلا رقيص ولا في جرتك بلاهو؟

لم تسكت ست نور شاركتهم الونسة ومعبرة لرأيها في موضوع الرقص..

حلاتها يا يمة بت سعدية ..عاد ماشا الله وقت وقفوها للرقيص وشالو منها القرمصيص
ما شا الله عيني باردة عليها..بس تقولي ماشاء الله والله كبر..البت من الدخان لونا بقي زي الدهب..والجسم ماشاء الله لين زي اللكوم نحركه زي ما دايره..بس ضوت عديل فوق البرش!
بالله الساعة البنية تتفنس فيها وتجدع يدينا لي ورا..بس تقولي انشالله حالك يا مريم ..
زادت ست نور في وصفها وهي تشير الي نهاية صدرها وبتية بطنها..
والدهب بس أها مالي صدرها وراسها ويدينها لي هنا..والختم كان سبعة كان ستة ما بعرفوم
والعجب وقت تترتر لي ورا والجرسيه يمشي يمين وشمال معاها..واحلات الدنيا عليها..ما شفتيها يا آمنة؟

علقت آمنة بينما عوضية تنقل نظراتها بينهم جميعا ومريم تلتزم الصمت..

- هي لاكين يا عمتي..بت سعدية دي يعلمو فيها الرقيص تلاتة شهور الله يسألني..
ومن قبال تعليمتها بتتدخن..قالوك لونا بقي كده بالهين؟؟
والله لا خلو كستر لا خلو كركم وفي خلطة كده قالوها بفتشها وأسويها لمريم تخلي اللون اصففففر
والله كانت سمحة شديد..
والدهب اصلو عند ناس بت وهب حق الراس والصدر كلو قشرة بس هي زادتو بدهب حبوبتها وحقها الجابو ليه في العرس..
ثم رجعت مريم لتكملة الحديث عن الرقص..

- أها شوفتوها ماشاء الله رقاصة كيف؟؟

هنا تدخلت عاشة..

- أسأليني منها أنا..الله يسألني في تعليمة صاحبتي محاسن والله رقبتها كانت معسمة. عديل من نشفانها.وهي كلها بس متل الخشبة..
لكن ماشا الله بس قعدت للتعليمة!
ضحكت ضحكة مرحة وهي تحكي..

- خالة العريس قالو زعلت..في شان العروس دخلت سبعة أقوان في العريس..
البنات ماشاء الله وروها متين تقع..والعريس دايش مسكين يشيل ويبشر وهي تسمع الإشارة في الغنا وتقع ليهو ..
قووون وقت البنات يصرخوا بيها خالة العريس وأخواته يتغاظن جد جد..

تدخلت حوا في الحكي وهي تظهر إعتراضها..

- لكن هي كمان سوتها شينة لزوما شنو العوارة تديهو سبعة أقوان ليه
ماكان كفي إتنين ولا تلاتة أنشالله..
أحرجتو والله..بس زعلت اهل العريس منها!
أنهت حوا جملتها وقامت من مكانها إيذانا بوقت الذهاب..

- أها يا خواني دايره أمشي كمان أسوي شاي اللبن ابو الوليدات بيكون راجيهو.. وأحضر العشا للوليدات قبال ينومو..
الليلة يا فاطنة أنا ماشديت لي بليلة سمحه خلاص.. غنمايتي ولدت تلاتة سخلات الا واحدة فيهن ماتت..برسل ليكم صحن بعدين!
ردد الجميع وراء فاطمة كلمات المباركة لحواء لوصول السخيلات..

- مبروكات يا حواء..الله يزيدن انشالله

- آمين..اها لي باكر ان شاء الله وما تنسي ترسلي لي فضل يجي يشيل البليله..

كانت تلك كلمات حواء وهي تغادر ومن خلفها تغادر الاخريات تاركات مريم ترتاح في غرفتها وبجانبها كورية نشا تجد صعوبة في إكمالها.

..............

...............

Post: #182
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 09-03-2013, 04:57 PM
Parent: #180

mqdefaultsudan1sudan.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #183
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 09-03-2013, 10:58 PM
Parent: #180



وصلت سيرة أهل العريس وتم توزيعهم علي بيوت القرية الملاصقة لبيت شيخ بابكر..إستعدت كل البيوت للمناسبة بترقب وشوق كبير ..المناسبة تخصهم جميعا وتوزع فيها الفرح حتي لم يعد عندهم
ما يتحدثون عنه غير زواج مريم وحفلاته القادمة ولم تنس ربات البيوت أن تجعل منزلها في أجمل ترتيب ..حرصن جميعا علي إخراج افضل ماعندهن ولم يترددن في جمع ما نقص عندهن من باقي
الجارات في القرية..

أهل مريم من القري البعيدة أتو لحضور المناسبة إسبوع قبل الزواج ...ليس فقط لان القري بعيدة لكنها العادة السائدة في المجاملات..أختارات كل من بنات عم شيخ بابكر مكانها في العناقريب الكتيرة التي رصت في داخل البرندات وفي الحوش...وفي العصرية يتوزعن في الحوش..كل منهم تتكيء علي عنقريب وتتبادل الحكاوي والضحك مع الباقيات وأطباق اللقيمات تمر عليهم وهي والشاي باللبن المقنن..
وبين فترة وأخري تطلق إحداهن زغرودة عاليه لا تناسب حالتها الصحية أو عمرها..أو تطلب إحداهن زيادة سكر للقيمات

ترك شيخ بابكر منزله وإنتقل لبيت ست نور حتي يترك للنساء مساحتهن في الحرية..كان يكتفي بالمرور عليهن للسلام وتبادل الحديث حتي يرضيهن ثم سرعان ما يذهب بعدها لاشغاله..او ترسل له فاطنة او ست نور ان إحتاجتا اليه..حتي وجباته كانت توصلها له عوضية وفضل في مكانه..
تكاليف الزواج كتيرة..مهما حاول الجميع الإقتصاد فيها فإنها عالية..ظنت نفيسة أم العريس وباقي النساء ان المهر المدفوع كان عاليا جدا وربما ظنت بعض من النساء ان أهل فاطنة سيوفرون منه قليلا..الا أن الحقيقة أن مصاريف الزواج كانت عالية للغاية شيخ بابكر صرف أضعاف المهر في التحضيرات والإستعدادات للزواج..بنود الضيافة كانت كثيرة ولا تنتهي..لم يمر يوم دون ان تذبح فيه بهيمة..هذا غير الصرف في يوم الزواج ويوم الصبحية ويوم الجرتك!
لم يزعج الصرف شيخ بابكر كثيرا..بل رغب فيه ..كانت عنده الاموال ولم يكن بخيلا كما أنه كان حريصا علي أن لا يظهر بمظهر مادي اقل من مظهر العريس وأهله علي الرغم من أنهم أهل..
قال لست نور وهي تعد له ما يحتاجونه أكثر..

- اسمعي كلمتكم من الاول أي شي دايرنو بجيبو..شي ينقص منكم مافي..
مريم بتي عرسها كله ما تنقصو حاجة..ما تلومونا مع الناس!

إنتظرت ست نور حتي تبعد حاجة التومة منهم قليلا لتقول لشقيقها..

- لا مافي شيتن ناقص ما شاء الله كل شي بالزياده..بس دي حاجات للضيفان القاعدين معانا

- خلاص كويس..برسل الاولاد اسه يجيبوهم من السوق!

- كمان ما تنسي عليك الله أكان عندك فوار في الدكان رسلوا لينا ..حاجة علوية قالت عندها حيريقان أمس حمتنا النوم..وأنا ذاتي ما بعرف الحاصل علي شنو...بس الحتة دي كل ما آكل لي شي تولع النيران فيها..
قالت قولها وهي تضع كفها علي معدتها..

سألها بقلق لا يشبه قسوته الظاهرة..

- نوديك الحكيم؟؟

أنزلت يدها وهي تقول له ..
- هي بسم الله ماشي يسوي لي شنو الحكيم بلا يديني فتيلو الابيض داك..إت بس شوف لي الفوار ولا كمان بجرب العطرون يسكتها شوية..الله يديك العافية ويتمم علي خير..أخير تمشي قبال التومة ما تجي راجعة وتاني ما تعرف تنفك منها..

...............
...............


Post: #184
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 09-04-2013, 10:52 PM
Parent: #183

.



العادات ان ينزل أهل العريس ضيوفا علي اهل العروس عدة أيام..إلا ان العريس مع والده قررا ان ثلاثة ايام كانت كافيات جدا حتي تتم الصبحية والجرتك ثم يسافر بعدهم إبراهيم ومريم الي بورتسودان
لقضاء شهر العسل ووافقتهم صفية في الحال..هي أيضا تستعد في منزلها لحنة إيراهيم الذي وصل قبل إسبوع من الزواج حتي يتمم معهم ما هو ناقص ويستعد للحنة..
إكتظ منزل العريس بالاهل ..وصلوا بحقائب ملابسهم لحضور الحنة ثم السفر معهم لحضور حفلات الزواج..حال نفيسة كان كحال فاطنة..ضيوف مقيمين وأمور ضيافة ساعدت فيها كل النساء..
حتي اللاتي وصلن من بعيد خدمن في مناسبة الحنة وفي البال إستمتاع ثلاثة أيام بعدها في منزل اهل العروس..
...........
...........

حنة إبراهيم استعدت لها والدته أكبر إستعداد وكبار النساء من حوله وغنائهن مستمر للعديل والزين مع فتيات الأسرة ..
سعادة إبراهيم كانت فوق التصور..سعد جدا بمريم حتي وهو لا يعرفها جيدا..يكفي ما حكته ليلي وأمه عنها..أحب كل صفاتها وحمد الله كثيرا علي أنها صارت من نصيبه..
قالتها له أمه وهي تحتضنه عند وصوله من السفر...أخبرته بأن دعواتها له كانت بأن يوفقه الله لإبنة الحلال والحمد لله فقد وفقه القادر لها..

إن شالله يا ولدي الله يتمه ليك وتسعد بأولادك وبنياتك ..
أنهت كلماتها الأخيرة وهي تبكي من حبها لأبنها وسعادتها لزواجه..
............
............

صاحت إحدي خالات العريس ..

- يا بت سخني الدلوكة سريع...خلينا نحنن العريس..

ردت عليها الأخري بصوت رفيع حاد وبقليل من الصبر..

- اصبروا يا خوانا..ياهو ده بنسخن فيها..ثم سالت

- أنتو اسه الشمع ختيتو ولا لسه؟

- كل شي تمام صحن الحنة ياهو ده الشمع فيه..المحلبية قاعدة
إنتن بس تعالن ..جيبن الدلوكة وأقعدن..

- هوي هه الشفع ديل ..اقعدو في البرش خلونا نحنن العريس..قالتها إحدي النساء وهي تناول طفلها لأحدي قريباتها..نظرت لأكثرهم شغبا ورخت قليلا صوتها وهي توجه له الحديث..

- أيوه فالح أقعد جنب أخوك هناك..

ومن الجانب الإخر صاحت أخري..

- يا أحمد كدي زح شويه لأخوك يقعد جنبك ..كلكم بتشوفوا بس اقعدوا سمح..
تعالي بي جاي يا سوسن .. انتي طويلة خليك بالجنبة شوية..

تعالت الزغاريد وسريعا ما إنحرف وخرب صف الأطفال مع مشهد الدلوكة تحملها إبنة عم العريس لتجلس بها بجانب البنات..كان مشهد مثير للأطفال لم يستطيعوا معه صبرا فوقف بعضهم بجانب العريس ينظرون له بدهشة وينتظرون أيقاع الدلوكة والغناء ..بينما إنتظمت الفتيات في جلستهن يتشاورن بأي الإغنيات يبدأن الغناء وليلي في وسطهن تطلق الزغاريد دون توقف..







.....................

Post: #186
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 09-06-2013, 12:06 PM
Parent: #184









تم تجهيز الرتاين والفوانيس وكل ما يضيء بمنزل شيخ بابكر.. علي الرغم من عدم بعد القرية الشديد من المدن الا أن الكهرباء لم توصل لها بعد ولا لمن جاورها من القري!

سيرة العريس لبيت العروسة ضمت كل الاهل للأسرتين من القري والمدن البعيدة..اكتظت البصات الثلاثة التي أجرها إبراهيم بالنساء والأطفال بينما إستقل الرجال عربات بكاسي كانت مملوكة للشيوخ
وبعض التجار من الأهل..
وصل الجميع الي جهتهم في مواعيد مناسبة قبل مواعيد عقد القران بقليل..كان الكبار من الرجال علي إستعداد للرجوع بعد عقد القران مباشرة فالحفل ليس من شأنهم كما قالوا..
تعالت الزغاريد وقام الجميع بالمباركة لوالد العريس ووالد العروسة..بينما النساء في الداخل يتبادلن التهاني وسط دموع الفرح..تم عقد القران وأصبحت مريم زوجة لإبراهيم!
...........
...........

جميلة هي الإحتفلات في الريف فكلها وسط الاهل تفرحهم وهي تجكمعهم سويا ....يستعدوا لها بطريقة تختلف عن المدن وان بدا بعض من تأثير المدن عليها..
مازالت البنات ترتدي نفس الفستان في المناسبات المختلفة لا يصغر المقاس ولا تضيع موضته..ولا يهم كثيرا ان كان الحذاء ضيقا او حتي قد تمزق جانبه..وأحيانا يتبادلن لبس الفساتين في المناسبات فيشعرن بالتجديد..الجميع يعيش نفس الظروف المادية..في تلك المناسبات معظم الصبيان الصغار يرضيهم أي لبس ويسعدهم حتي ما صغر عن الأخ الكبير مفرح وله شعور من نوع آخر..ليس من السهل علي جميع
أهل القرية توفير الملابس الجديدة لأبناءهم في كل المناسبات..كسوتهم في العيد كانت الأساس وأحيانا إن كان للأسرة دخل عال فأنها تشتري ملابس أخري في عيد الضحية يخيطها لهم تري القرية إسماعيل..
علي الرغم من أن تلك الإحتفالات كان معروف مسبقا تفاصيلها وذلك لتشابهها ..الا أنهم مازالوا يرونها مثيرة ومفرحة ويعيشونها بكل صدق وشوق..

............
............

تجمعت النساء والفتيات والاطفال في الحوش الكبير لحضور قطع الرحط..تم إجلاس اهل العريس وكبيرات السن من النساء أولا أما الفتيات فعرفن أين يجلسن..توزعن حول مقاعد العرسان وبعضهن جلسن
في منتصف المكان إستعدادا للغناء معا..

تعالت الزغاريد وتصاعد دخان البخور ورائحته الجميلة في مباخر تحملها كل من عوضية ومسعوده. وعاشة. ومريم في توب أبيض بالورد الذهبي والقرمصيص بالوانه الذهبية والحمراء يغطيها..
تسير ببطء وحذر خوفا من الوقوع تسندها أختها التي لا تكف من الدخول تحت القرمصيص لتهمس لها بشيء ما..ربما تبلغها بمن يجلس أو بتحركات العريس الذي ينتظر تقدم خطواتها..
أصوات الرجال أخوان العريس والمقربون من أهل مريم زادت وهي تبشر علي العريس..أما الزغاريد فإنها رافقت الدعوات بالصلاة علي النبي..وبتمجيد خالق الجمال...

بهرت مريم الجميع..حتي أهل بيتها إنبهر بجمالها..جلست أولا بعد أن ازاحوا عنها القرمصيص علي المقعد الخصص لها وجلس إبراهيم في المقعي المجاور ..كان الجو معتدلا إلا ان العرق تصبب منه..
شعر بكثير من الخجل كل تلك النساء والعيون الناظرة لهم بإعجاب وتمعن شديد..تلك التعليقات من البنات علي العريس وبدلته السوداء التي أعجبتهم كثيرا واضفت عليه وسامة أكثر..أمه بجانبه تبتسم
وتقرأ آيات الله وتبارك له ومريم وتكرر مباركتها..بينما مريم تجلس ووجهها منخفض ..ماتعودت لان تجلس وسط مجموعات كبيرة ولا بجانب رجل غير أشقاءها..
إقترب خال مريم منها والدموع في عينيه..لم يحضر كل المناسبات السابقه كان مسافرا لمدة طويلة..إحتضنها وبارك لها .. علي الرغم من أن الكثير يتهمه بالإستهتار لعدم إلتزامه ببرنامج محدد لحياته
وكذلك لعدم زواجه حتي تلك السن المتقدمة..إلا أن الجميع كان يحبه لطيبة قلبه وحنانه الزائد..أشتهر بين الاهل بالنكته وحبها لذلك كان الجميع يفرح حين يراه..

زادت نصائح آمنة وست نور لمريم..

- اسمعي يا مريم..اوعك تبكي والله كحلك ينخرب وزول يصلحو ليك مافي..
البيسالمك سلمي عليه وعينك ما ترفعيها تعايني ليهو..
خليك في حفلتك وفي رقيصك أسه!

الأخيرة كانت جملة آمنه..كانت تعلم كم هي عاطفية أختها وكيف كان قلبها مثقلا بالحزن لفراق أهلها الوشيك فحاولت التخفيف عنها بكل الطرق وتنبيهها لتأجيل الحزن والبكاء..
كثرت المباركة ولم تتوقف الا عند إقتراب رقص العروس..بدأت البنات الغناء بالعديل والزين حتي تم إقاف مريم في نصف الحلقة فوق برش لونه أحمر بالأزرق..إرتص الاطفال حوالينه ينظرون بإنبهار لمريم التي مازالت يداها تغطي وجهها بينما تدلي الجرسيه حتي منتصف ظهرها..أبدع الترزي في فستان الدخلة الابيض الستان والمشغول بالخطوط الذهبية..أبعدت منها عوضيه شبشبها الذهبي حتي تبدأ الرقص..
وقفت أخت العريس بجانب شقيقها بينما الاصوات المختلفة تتعالي..

- زحو شوية خلونا نشوف..يا آمنة تعالي لورا...
يا اولاد اسكتوا ولا أسه نمرقكم من هنا!

ووسط كل تلك الاصوات التي تنادي العريس وأصوات الزغاريد العالية..بدأت الفتيات أول ايقاع لترقص عليه مريم بهدوء من فريع البان...
سرعان ما تخلت مريم عن كتثير من خوفها وترددها الخجل وبدأت تستجيب لنقرات الدلوكة والغناء فرقصت كما لم ترقص فتاة من قبل.. إنطلقت مريم مع الأغنيات ترقص أجمل رقص وعندما وصلت
للأغنية الخامسة جاءتها الإشارة بالوقوع..قووووووون
.............
.............
تمت مراسم الزواج كلها وإنتهت ايام الافراح الثلاثة وحان موعد الرحيل..كل إتجه إلي سكنه والعرسان لرحلتهم!



Post: #188
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 09-11-2013, 07:16 PM
Parent: #186


البكاء في مناسبات الفرح عندنا شيء طبيعي وايضا غريب.. فالتعبير عن الفرح يظهر كأنه حزن لن ينتهي إطلاقا!

سفر مريم مع زوجها كان كأنه الرحيل الأخير من دنيا الفرح.. الجميع يبكي بكاءا مرا..تعالت أصوات بكاءهن وبكاءها مع كل واحدة تحضنها لتودعها..
فضل لاذ بحضن أمه يبكي معها وعوضية بجانبهم تبكي غياب مريم الذي اصبح اكيدا..
حزن عوضيه لفراق أختها والتي زاد إلتصاقها بها كثيرا في آخر إسبوع كان حزنا عظيما فيه خوف من الايام اتي معه حزن عمرها السابق..مازال القلب ينزف بشدة لفراق امها والتي كانت كل من كان لها في دنياها..كل هؤلاء الناس حولها لم يمتليء القلب بهم..لكن مريم فقط بحنانها الزائد وقربها منها في العمر إستطاعت ان تشغل حيز فيه..وها هي مريم أيضا ترحل بعيدا عنها!
لم يعد في قلب عوضية قدرة علي تحمل أي حزن جديد و ليس في إمكان مثلها أن يتحكم كثيرا في مشاعره..
ست نور وقفت تصبرهم دون قدره منها علي السيطرة علي نفسها ..تعصر معدتها بيدها ثم تستغفر وهي تدعو لمريم وزوجها..
- يوصلكم بالسلامة ويسعدكم في حياتكم..ودون أن تشعر..أنهت دعاءها وإنفجرت في بكاء مفاجيء كشف عن قوة حزنها المخفي الذي حاولت مداراته فتغلب عليها..
يا حليلك يا مريم..بيت أخوي بقي خلا!
..........
..........
وقف إبراهيم بعيدا بجانب العربة التي إستأجرها لتوصلهم لأقرب محطة يسافرون منها ..كان في غاية الإرتباك ولا يدري كيف يتصرف..بينما وقف عبدالرحمن شقيق مريم علي بعد خطوات منه
متجهم الوجه ويديه في جيوب جلبابه يحركها بها للأمام وللخلف في حركة متواصله لا شعورية تعكس كم إرتباكه من كل الموقف..لم تغب مريم من حياة أي واحد فيهم يوما..لم ترفض لهم طلبا..
تغسل لهم ملابسهم وتحضر لهم وجباتهم وتنظف المنزل وتسرق الضحكات معهم..لم يسمعوا منها يوما صوتا متزمرا..لم تسمعهم كلمة لا ترضيهم..كانت رغم هدوءها روح البيت وقلبه..
فكر في أمه وكيف حالها لفراق مريم وشعركان قلبه قد إنشق ودون أن يشعر طفرت الدموع فجففها سريعا قبل أن يلاحظها الغير.. بينما وقف خاله وبعض من شباب الجيران بجانبه يحاولون تهوين كل الموقف..فخرجت كلماتهم باهته بلهاء..

- والله النسوان ديل جنهن بكا..أسه البيبكي شنو؟
زوله عرسوها وماشية مع راجلها..يبكوا ليه!

..........
..........


Post: #192
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 09-17-2013, 08:43 PM
Parent: #188



سافرت مريم ورجع كل الي حاله!

التعب الشديد ومعه حالة الحزن العميقة كان المفر منهما في النوم..
الا فاطمة..لم تتمكن من النوم رغم إرهاقها الذي قضي علي أي طاقة لها ..سببه تعب أيام طوال وذهن قلق يتابع تفاصيل كل شيء دون توقف..
لم تسكت لحظة عن بكاءها الصامت..وبجانبها علي الطرف الآخر من العنقريب تمددت عوضية..تحضن قدمي زوجة أبيها في خوف الطفل الذي يخشي فراق أمه فيتمسح بها باحثا عن حنانها.كانت كأنها تخبرها أنها مريم التي لن تغيب عنها..حضنتها وبقايا الدموع ظاهرة آثارها المالحة علي وجهها الصغير..لم تتوقف دموعها عن الإنهمار حتي غلبها سلطان النوم فإستسلمت له دون مقاومة!

قررت آمنة أن تبقي مع والدتها ليوم أو إثنين إذ ليس من المعقول أن يذهب الجميع في وقت واحد..لم تحتاج لإذن زوجها جاءت المبادرة منه..

- يا آمنة خليك مع أمك..حالها صعب شديد..باكر ولا بعده بجي أسوقكم!

...............
...............

استرقت مريم النظر الي زوجها وهو ينزل الحقائب من البص بخفة..فكرت في الدنيا وتغير أحوالها..
كل شي بدا غريبا للغاية..ها هي تسافر مع رجل غريب ,,صحيح قد اصبح زوجها واقرب الناس لها بحكم الشرع إلا انه في الواقع مازال غريب عنها..لا تعرف حتي لون عيونه ولم تلاحظ لحلاقة شعره من قبل..كيف تسافر مع رجل غريب؟؟
خافت من تفكيرها وأرخت نظراتها سريعا قبل أن يلاحظ نظراتها إليه..

إقترب منها ليسألها في لطف..

- تلاقيك عطشانة..
تحبي تشربي شنو؟؟

لم ترد.ردت دموعها إبتسم وهو يداري ألمه لألمها ويعاهد نفسه لأن يقضي باقي عمره في إسعادها..

..............
.............

قضت نساء القرية أيامها التاليه في الحديث عن زواج مريم..البذخ في زواجها والعريس وأهله..
تغيرت العادت كثيرا بمرور الزمن ..فأصبحت كثير من النساء تري قيمة العريس فيما أحضره لعروسه من مهر وهدايا..ولا يستثني من ذلك كل الرجال..فهم أيضا لهم نظرة مشابهه ترتبط في الذهن بتوزيع الادوار بينهما..تمجد العادات والتقاليد توزيع الادوار المتوقعة أكثر فتكون الدعوات للعرسان..

يغلبك بالمال وتغلبيه بالعيال..

بينما تفرح النساء بقيمتها كأنثي في الذهب والثياب والمهر..يفخر هو فيما بعد بما أشتراه لزوجته وبصوت رنة الأسورة في يديها..يسير أمامها مزهوا وهي في كامل زينتها وذهبها..الذهب اصبح جزءا اساسيا في مظهر المتزوجات..
يبقي دور المرأة ن ترضي زوجها مادام قد أغرقها بكل ذلك الكم من الهدايا وصرف عليها من الاموال..لذلك تمحور الحديث عن الاموال التي صرفت والشبكة والمهر في قرية لم يحدث فيها زواج مشابه من قبل..ولم تتم الدعوه للزواج في القرية بالكروت قبل زواج مريم!

..............
................

إنشراح وعاشة وإنصاف كن اكثر الفتيات في القرية افتقادا لمريم صديقتهن..جلسن في اليوم التالي يتبادلن التعليقات عن كل ماحدث في مناسبة الزواج..

_ يا حليلا مريم تاني نتونس مع منو؟؟
والله كتنت ماليه لينا ايامنا نجيها الصباح والمسا وتعليم رقيص!

تناولت إنشراح أخر تعليق في حديث إنصاف لتعلق وضحكتها تسبق كلماتها...

- ووب علي مريم ماهينة أصلها..ماشاء الله رقصت سمح خلاص.. والله أصلي ماقايلاها من خجلا بترقص كدي..ماشاء الله عليها!

شاركتهن عاشة الضحك وهي تتذكر معهن رقص مريم وأقوانها..تشير بثلاثة من أصابعها لهن وهي تقول...

- تلاتة اقوان يابنات..قون ينطح قون!
أهل العريس بيكونوا ماتو بالغيظ

- لكن هو كمان يا عاشة ما مسكها في قونين!

- بعد التلاتة؟؟

قالتها عاشة بسخرية ثم هزت كتفها الشمال بعد أن رفعتهو قليلا لأعلي وهي تقول..

- أصلو مامهم..
المهم إنو أهل العروس غلبوا أهل العريس

ضحكن جميعا وهن يتذكرن القون الاخير وأغنيته..

هلا ليا هلالو ظهر وبان ليا الليلة..
................
...............




.......................

Post: #194
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 09-20-2013, 10:31 AM
Parent: #192



انتقل إبراهيم في عمله للمدينة..أوكلت له مهمة إدارة الشركة هناك بعد أن نال ثقة الجميع بأخلاقه وعلمه ومعرفته للعمل والذي كان يؤديه بتفوق أذهل الجميع..
فرحت مريم بترقية إبراهيم السريعة فهو في رأيها كان يستحق كل ماهو جميل..لم يكن في بالها ابدا زيادة الاموال ولا شكل المركز بتفاصيله..لم تكن تفهم في تلك الاشياء فقط سعدت لسعادته ونجاحه...

عندما وصلت السعودية أول مرة ولمدينة جدة إستقبلها عدد من السودانيين..لم يكن عددهم كبيرا وكان اغلبهم من العزابة اصدقاء إبراهيم..جميعهم فرحين بوصول أسرة صديقهم..
جارتها السودانية الوحيدة والتي سكنت في حي قريب من سكن إبراهيم كانت تكبرها بعدد من السنين متزوجة منذ سنوات وإنتقلت قبل سنوات بسيطة مع أطفالها للإقامة مع زوجها..
تقاربت الأسرة كثيرا مع مريم حتي صار أغلب وقت مريم معها حين يكون إبراهيم بالعمل..مما خفف كتيرا من ألم الغربة علي مريم وأيضا علي صديقتها سعاد..

مرت الأيام والإرتباط بين مريم وإبراهيم قد نما وقوي..أصبح هو الصدر الحنون حين إشتياقها لأهلها.. وصارت هي كل أسرته في غربته..
.........
.........
كبرت عوضية أيضا وإلتصقت كثيرا بإخوتها ..ظهرت طيبة شيخ بابكر أكثر..لم يتخل عن صرامته لكن أظهر كثيرمن عطفه..غياب مريم أثر كثيرا في الجميع صاروا اكثر تقارب ولاول مره في تاريخ حياته.. بدأ شيخ بابكر في زيارة الراكوبة ..ثم أصبحت زياراته شبه يوميه وفاطنة وست نور وعوضية حوله سعيدات بتقاربه وإن لم يتجرأن أبدا علي رفع الكلفة كثيرا في التعامل معه..
عوضية الشقية صارت نوارة المنزل روحها الجميلة عمرت المنزل بالحب الواضح..من كان يصدق بعد حزنها وقسوة الحياه عليها بأنها ستكون سعيدة مرة أخري؟
لكنها الحياة تعوض حين تقسو وينفتح باب الامل والسعادة حين تقفل كل الأبواب..أدركت عوضية بإيمانها الفطري أن الله قدر لها منذ خلقها أن تسير بها الحياة كما فعلت فعلا..فهمت أن كل ماعليها الآن أن تعيشها بأكبر قدر من التصالح معها وأن تحبها بقدر ما عوضتها وأعطتها..ستحب أمها وذكرياتها معها أكثر..وستدعو لها عقب كل صلاة..لن تستطيع أن توقف دموعها ولا حزنها لفراقها..
لكنها ستتشبس أكثر بالفرح..فقط من جرب الحزن يصل لما وصلت له عوضية الطفلة..
في كل يوم وبعد إنتهائها من كل أعمال المنزل ..تجلس عوضية وأمامها كراس تحافظ علي غلافه وقلم رصاص وأستيكة وكتاب خاص بالمرحلة الأوليه..تجلس لتذاكر ما درسه له أشقاءها عبد الرحمن وفضل..
تبدلت الأدوار بعد سفر مريم ..كانت مريم تدرس فضل..الا أن فضل الأن يدرس عوضية كيف تكتب وكيف تحسب تحت إشراف عبد الرحمن..
رجعت مسعودة لبيتها ووعدتهم بزيارات متفرقة حين تستطيع كانت قد أكملت معهم خمسة أشهر حين غادرت..تأكدت خلالها أن عوضية قد تعلمت الكثير وأصبح من الممكن الإتكال عليها في الأعمال الأساسية بالمنزل..
خطابات مريم كانت نصف المشاهدة لأهلها في الإطمئنان عليها وإن لم تقلل من الأشواق لها..كانت تخبرهم عن المدينة كثيرا وعن عمرتها وعن صلاتها كل إسبوع بمكة..توصف لهم حياتها الجديدة وعن صديقتها جارتها وتحكي لهم عن أطفالها..
لأول مرة في حياتها تحكي لوالدها عن أشواقها وتعلمه بحبها دون خوف..في الكتابة يسهل التعبير عن الحب..وفي البعد عرفت قيمة من تحب أكثر وقيمة التعبير عنه لمن تحب..
كانت مازالت تخجل ان يقرأ إبراهيم خطاباتها فكانت تعطيها له بعد أن تغلق المظروف ليرسلها هو فيما بعد وكثيرا ما ضحك هو عند خروجه صباحا..

- أها الليلة مافي جوابات؟؟
والله حقو تكتبي لي معاك جوابات لناس أمي كمان..
ثم يخرج بعد أن تفرحه ضحكتها الخجلي..

...........
...........






.....................

Post: #195
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 09-21-2013, 07:04 PM
Parent: #194



ثم كان ذلك اليوم الذي بدأ به فصل حياة جديدة في حياة مريم وزوجها ..كل يوم جديد في حياة الإنسان يسهم بشكل مباشر او غير مباشر في مسار الحياة..ليست حياة الشخص وحده بل مسارات حياة الآخرين..
وفي لحظتها لا يستوعب الإنسان الأمر ولا يشغل حتي باله..الا أنه يراه فيما بعد ويتذكره فيؤمن بالقدر أكثر ..يفرح به وبتسلسله او يضيق به فتظلم حياته..

حمل مريم بعد ثلاثة أعوام من الزواج أفرح الجميع ..خاصة أسرتيهما..إذ بدأ القلق يعتري نفيسة بعد مضي العام الاول من زواج إبنها دون سماع بحمل زوجته..لم يكترث إبراهيم كثيرا ولا مريم بتأخر الحمل هو مشغول أكتر بعمله وهي بإسعاده وقراءة المجلات والخطابات من أهلها..
ولعل أكثر ما اقلق نفيسة هو ثرثرة النساء في الأسرة وكثرة سؤالهم عن حمل مريم ومشكلتها في الإنجاب..أكثرهم ثرثرة حاجة الروضة ومعها واحدة من الجارات..لم تكن تلك الجارة تتحدث ..كانت تسكت عندما تتحدث حاجة الروضة ثم تتحدث فقط عند خروجها من منزل نفيسة لتأتي بعدها وحدها في زيارة أخري متظاهرة بأنه لم يعجبها حديث حاجة الروضة أثناء الزيارة السابقة..

- أها..إنشالله إبراهيم مرته حملت؟
أتي يا نفيسة أختي أسه الجماعة ديل ما طولوا من عرسوا!
تقولها بإستغراب وهي تكشر وجهها قليلا..ثم تتسائل..

-ياربي مالهم؟ كان يجيبولوم شافع يونسهم في غربتوم ديك..
عاد طولوا!
أسه ما شاء الله بت عم أولادي عرسوها بعد عرس ناس إبراهيم بتلاتة شهور عندها شافعين حلات الدنيا فيهم!

تسمع نفيسة كلام حاجة الروضة بضيق شديد الا انها كانت تكتم غيظها..وأكثر ما كان يغيظها أن إبنة حاجة الروضة كانت قد كبرت دون زواج وكان في إمكانها أن تجرحها بالتعليق علي ذلك..إلا أنها لا تفعل..فذلك ليس من طبعها ولا تستطيع حتي التفوه به!
في حقيقة الامر كان يزعجها عدم ولادة مريم قليلا الا ان حديث الروضة وغيرها كان يزيد من إنزعاجها..
ترد عليها قائلة وهي تجاهد في ان يخرج صوتها طبيعيا فمهما يكن فإن حاجة الروضة قريبتها وضيفتها ..

- كل شي بيد الله بإذن الله تجيبلو الوليدات يملوا عليهم البيت!

وما ان تخرج حاجة الروضة حتي تبدأ نفيسة في البكاء والتفريج عن كربتها بالحديث بصوت هامس مع نفسها..

- ياربي حاصل عليك شنو يا ولدي..
الناس أكلوا لحمنا..دايرة أشوف جناكم وأشيلو وأربيهو!

- يا أمي انتي كل ماواحدة تجي هنا تسالك تقعدي تبكي؟؟

ناس إبراهيم مبسوطين ما شوفتي جواباتهم سمحة كيف؟
وهم ذاتوم متين عرسوا ما دوبهم ليهم تلاتة سنين!

- سجمي تلاتة سنين هينات يا ليلي؟
كان المفروض يكون عنده ولدين وهي حامل بالتالت!
ثم تقرر فجأه أت تكتب خطابا له..

- كدي جيبي ليك ورقة وقلم تعالي أكتبي ليهو الجواب..
جيبيهم وتعالي جري بنبمرك وطربيزتك اقول كلامي وانتي تكتبيهو..

"بسم الله الرحمن الرحيم"

إزيك يا إبراهيم ولدي وكيف أخبارك..مشتاقة ليك يا ود حشاي شوق كتير قدر المسافة بين السحاب والأرض وطوالي تلقانا كلنا في ذكراك ..وأنا اصلي يا ولدي ما بفوت وقت صلاة ولا ساعة نوم بدون ما أدعي ليك ولي مريم بالجنا اليسعدكم ويسعدنا..يا حليلكم والله ودايما في سيرتكم بالخير..وفي سيرة الجنا..ياربي متين تجيبوه ونسميوهو علي جدك الكبير ونفرح بيهو وبيك..
والله يا ولدي ما مشتهية الا أشوف جناك وأشيلو كدي قبال أموت..وكل يوم قاعدين بس نحضر في اسامي الأولاد..

أحوالنا هنا طيبة الناس كلهم كويسين ويسلموا عليك وأختك ليلي الحمدلله ياها شايلاني وشايلة البيت كلو فوق ظهرها..الله يديها العريس ويديها هي كمان الجنا..
.............................
.....................
.............
.......
أها يا ولدي ودعتك الله الما بتضيع الوداعه عنده وما تتأخر في الرد علينا..
ما قربتوا تجونا؟؟
.............
.............
كان إبراهيم يستلم الخطابات ويقرأها ثم يضحك مع مريم بعد أن يخبيء الأسئلة الكثيرة عن الحمل..
لذلك لم تسعه الدنيا فرحا عندما حملت مريم وكانت هي ايضا اشد فرحا منه..فكرت في أهلها وفي سعادتهم عندما يعلمون بالخبر العظيم..هم أيضا كانوا قلقين علي تأخر حملها..ستفرح أمها وتملا القرية بالخبر السعيد..

إتفق أبراهيم ومريم الا يعلموهم بخبر الحمل الا بعد إكمالها الشهر الخامس..وبعد الحديث عن التكهنات بإن كان الجنين بنتا أم ولدا..بدأ الحديث عن الإسم..إستغرق ذلك كثيرا من وقتهم..
وعلي الرغم من أن مريم كانت تحلم بأن تنجب طفلة تؤانسها وتفرح بتسريحة شعرها وبشراء كل تلك الملابس الجميلة لها..الا أنها إستغنت عن أحلامها لتطابق أحلام زوجها واسرته..أصبحت تتمناه ولدا حتي يفخر والده به أكثر لأنه يحمل إسمه وإسم العائلة..

ربما يغير الإنسان بالدعاء قدره..هكذا فكرت مريم وهي تعلم تماما بأن مافي بطنها قد قدر جنسه قبل أن يخلق من علق..فباتت فرحة بالحمل وهي تخشاها فتاة بدلا من ولد..ثم تخاف من عقاب الله فتحمد الله عليه كثيراولدا أو بنتا..

............
............



Post: #198
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 09-24-2013, 10:18 PM
Parent: #195

- عوضية بتي كد ي جيبي البطانبة غطيني ما بعرف مالي فترانة وبردانة..
- سلامتك أمي ..مالك؟
قبيل ماكنتي كويسة..
دثرت عوضية فاطمة ببطانية لكن الشعور بالبرد زاد علي فاطمة..فجلست بجانبها تمسك قدميها تدلكها محاولة ان تخفف عنها آلامها الا أن الحمي زادت ..أحضرت كافينول ومعه كوب الماء ونادتها..

- أمي..هاكي ابلعي الحبوب..
بصعوبة تحركت فاطمة من رقدتها وعوضية تساعدها علي الجلوس لتناول الدواء ولم تمض دقائق حتي كانت قد إستفرغته تماما!
لم تدر عوضية كيف تتصرف..كانت بمفردها ولم يكن في إمكانها ان تبعد عنها لحظة..جلست بجانبها تحاول محادثتها بينما فاطمة غير قادره علي الرد..زادت الحمي وبدأ جسدها في الرجفة الشديدة فما كان من عوضية الا أن صرخت وهي تنادي عاشة من أعلي الحائط لترجع جري الي فاطمة وهي تسألها عن حالها..

- ألحقيني يا عاشه أمي مرضانة شديد
- كر علي..سلامتك يا خالتي..
- خليك جنبها بمشي انادي عمتي ياعاشة

....................
...................
هرولت ست نور لبيت فاطمة وهي تجرجر فردة سفنجتها في إنزعاج واضح..نادرا ما تمرض فاطمة وماوصفته عوضية عن حال فاطمة جعلها تخاف..إنحنت علي فاطمة في شفقة تسألها

-فاطمة؟
مالك سلامتك حبيبتي؟
وضعت كفها علي رأسها تجس حرارتها في الحال لاحظت ارتفاع حرارتها وقوة إرتجاف جسدها..فقالت في صوت حازم..

- لازم ننادي ضيف الله الحكيم سريع..
البيمشي منو لكن؟؟
الوليدات في المدرسة!
فجأة خطرت لها فكرة التفتت لعوضية قائلة ..

- عوضية كدي اجري لابوك في الدكان وحدثيه..

ردت عوضية وهي في خوف من والدها وخشية علي فاطنة..

- أبوي ما بخليني اصل هناك..

- أمشي ما بسألك وأن سالك انا بقول ليه رسلتك..
أجري خليه يشوف الحكيم يجيبو معاه سريع..
فاطنة دي تعبانة شديد!
لم تتوقف فاطنة عن الإستفراغ ولا إنخفضت الحمي منها بل إستمرت في الزيادة..

- ياساتر أستر..
كدي أديها العصير ده يا خالتي..
مدت عاشة عصير الليمون لست نور وهي تحاول رفع فاطمة لعله يعوضها ما فقدت من سوائل..الا ان فاطمة لم تستطع الشرب منه..ثقل جسدها لدرجة لم تستطع معها عاشة منعها من السقوط علي فرشها دون حركة منها..

صرخت عاشة ومعها ست نور صرخة واحدة أتت بالجيران..

- سجمي يا فاطمة مالك؟؟
ردي علينا يا فاطنة!
زاد الإرتباك والصريخ وجرت عاشة ناحية الباب كأنها تستعجل شيخ بابكر بالحضور ثم جرت راجعة بإنزعاج حيث فاطمة وست نور تحاول قدر الإمكان إفاقتها بالماء وبقراءة القرآن..

رجعت عوضية باكية لتخبرهم ان والدها ليس بالدكان وقد أوصت جاره ليحدثه بمرض فاطمة ..رجوع عوضية بدون شيخ بابكر زاد من حالة الإرتباك والخوف بالمنزل ..مرت الساعات طويلة كأن الوقت لم يعد قادرا علي التحرك من مكانه قبل أن يرجع فضل وعبدالرحمن من المدرسة ثم بعدهم يحضر شيخ بابكر..وفاطمة لا تتحرك ولا تتحدث فقط تتنفس..
ضيف الله الحكيم لم يكن في القرية ولن يرجع قبل المساء كما قالت زوجته!
مرت الساعات طويلة كأنها الدهر وفاطمة علي حالها بينما تجمعت الجارات حولها كل واحدة تحاول ان تشرح طريقة للعلاج ..

- ياربي ن كان غلينا العرديب بينفعها؟؟

- اجري يا فضل أمشي البيت وقول لآمال تديك حبة عرديب من البرطمانية نغليهو ليها..
ولا اقولك جيب البرطمان كله!
وفي كل مره يتفتق ذهن أي واحدة منهن عن طريقة علاج كان فضل يجري وكله أمل ن يكون علاج أمه فيه!
بعد صلاة العشا وصل ضيف الله..كان في قد تعدي الخمسين من عمره قصير القامة ونحيف..ترجل من عجلته وفي يدو حقيبة صغيرة..دخل مباشرة علي فاطمة للكشف عليها..قاس نبضها ثم حاول محادثتها ..ناداها عدة مرات..نظر إلي جفونها بعد أن قلبها أعلي العين ورجع ليقيس نبضها ايضا عدة مرات متفرقات الا انها لم تستجب..سألهم ..

- الحاجة دي كده من متين؟

شرحت ست نور له كل شيء ودموعها علي وجهها..

أخيرا لم يجد بدا من أن يقول..

- الحاجة دي حالتها تعبانة شديد..لازم بكره تسفروها للإستباله في مدني..اسه بديها درب والصباح بدري تمشوا بيها هناك..
.............
.............
لأول مرة يظهر الخوف علي شيخ بابكر..لم تمرض فاطمة من قبل بل لم يمرض أحد في المنزل لدرجة المستشفيات!
الجميع كان في حالة إنهيار فكلمة استبالية لها وقع مخيف علي الجميع كما أن الإستبالية ليست قريبة ولن يستطع أي منهم زيارتها والإطمئنان عليها..
تقرر ان يغيب عبد الرحمن من المدرسة ويسافر مع والده ووالدته..الا أن ست نور وقفت..

- أنا دي المفروض أسافر..
عبدالرحمن ماش يغيرلها هدومها ولا بيقدر يوديها الحمام؟
ثم بدأت في البكاء حتي نهرها شقيقها وأمرها بالسكوت!

عرفت عوضية انه لا امل لها علي الإطلاق في الذهاب معهم..آمنة والتي وصلتهم حالما أخبرها فضل وهو يبكي بحال امه أصرت هي الأخري علي الذهاب الا أن والدها أمرها بالبقاء بالمنزل والعناية به وبأخوتها فما كان لها إلا أن ترضخ وهي تبكي..

وداع فاطنة في الفجر كان وداعا حزينا ..تجمع القريب من الجيران لوداعها وهم يدعون لها بالشفاء والرجوع بالسلامة..بينما وقف أبنائها يبكون في خوف وشفقة علي فاطمة..

كيف ستكون حياتهم بدونها؟؟

يارب تشفي أمي فاطنة!
..........
..........

Post: #96
Title: Re: مريم..
Author: عمر نملة
Date: 07-23-2013, 05:17 PM
Parent: #1

سلام منى والضيوف
متابع وتداخلت على الاحداث بين واقع عايشته وشخوص ليست غريبه عني
تسلمي ويسلم قلمك. سجليني حضور في كل بوستاتك ويسلم الخليفه الزرع
فيك الاحساس بالغير فهو لاشك سر سرك.

Quote: .ونحنا النسوان البقع علينا نتحمله..الله ذاتو خلقنا قادرات نتحمل.


وتحت اقدامكن الجنه

Post: #98
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 07-24-2013, 04:19 PM
Parent: #96

Quote: - باكر بعد صلاة العصر العقد.. أمش أخدا ..بت صغيرة وصالحة..تاخد فيها الاجر وتتبرك وتاخد رضا ابوك في قبره!


إن شاء الله العقبال عندك يا مولانا ود شيقوق

Post: #100
Title: Re: مريم..
Author: عمر علي حسن
Date: 07-24-2013, 08:37 PM
Parent: #98

Quote: وتناول جلبابه من فوق "الحمار".
إرتداه علي عجل وخرج مسرعا دون أن ينظر وراءه!

لماذا يكون اخر ما يفعله ( المعددون) عند مغادرتهم المنزل الي ساحة الزواج الثاني هو اخذ جلباب من الحمار ؟؟؟
في (كيسي) حكايات كثيرة تنتهي باخذ المعدد لجلاليبه وهو يغادر منزل الزوجه الاولي .. واطرفها ان والد احد اصدقائي
شرع في الارتباط باخري (علي) ام صديقي .. فاغتنم فرصة خروجها من المنزل و(ردّف) جلابيبه فوق بعضها علي
جسده النحيل وخرج من الباب دون ان يحس به احد فاذا بزوجته الاولي (ام صديقي) تتلقاه خارج الباب .. وتدق علي
كتفه فوق الجلابية السابعه سائلة .. علي وين يابو فلان ؟ ... فرد بانزعاج ... ماشي الغسال .........

يا مني هذا منعرج خطير في قصة الاب الصارم .. يجدد شوقنا للمتابعة .. ويرسل خيالنا في اتجاهات متقاطعه رغم سيل
المودة والحنان الذي يسيطر علي الجو ..

ابقي عشرة علي (الحمار) والجلاليب الفوقه ..

(هايله) .. كما يقول قدور

عمر علي حسن

Post: #102
Title: Re: مريم..
Author: الطيب شيقوق
Date: 07-25-2013, 08:33 AM
Parent: #100

Quote: إن شاء الله العقبال عندك يا مولانا ود شيقوق


خشمك فيهو اللبن يا ود اللمين

Post: #103
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 07-25-2013, 10:05 AM
Parent: #102

Quote: خشمك فيهو اللبن يا ود اللمين


عفارم عليك ود شيقوق أخوي ، أشهد أنك رجال وماك خايف من وزارة ..... !!

إن شاء الله معيد في السودان

تحياتي وأشواقي الكثيرة

Post: #105
Title: Re: مريم..
Author: الطيب شيقوق
Date: 07-25-2013, 10:23 AM
Parent: #103

Quote: عفارم عليك ود شيقوق أخوي ، أشهد أنك رجال وماك خايف من وزارة ..... !!


افو افو دى ما النيّة؟

العيد باذن الله في السودان وفي دنادرنا كمان

Post: #109
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 07-26-2013, 03:43 PM
Parent: #105

كفو يا مولانا
إن شاء الله تمشي وترجع بالسلامة
العيد في الدندر و" البردانة" وسط"ربعك وجماعتك " وعولك أكيد له طعم خاص

Post: #104
Title: Re: مريم..
Author: عبيد الطيب
Date: 07-25-2013, 10:09 AM
Parent: #102

Quote: - هوووي يا فايزة أخيرلك تعقلي..ماتخربي علي نفسك...الشيوخ ادو كلمة وخلاص
وبعدين تعالي ..الماش ياخدك منو تاني بي وليدك ده الله يحفظو؟؟
أخيرلك تسمعي كلامي ده وتعقلي
باكر تجيبي أولاد وتفرحي بهم أصلو الدنيا دي ما فيها طعم الا بالاولاد!
ثم في محاولة اخري لأقناعها بحسن حظها وقفت عندها..وجذبتها من طرحتها قائلة حاد النبرات..

- انتي ماك شايفة حال إستقامة بت خالك حاصل عليها شنو؟؟
راجل واحد خطبا بعد طلاقها مافي..دايره يقيف حالك متلها؟؟
اها المسكينة قاعدة لامن ضبلنت في بيت أبوها..يا كافي البلا شافع واحد يونسا مافي..
وفي لهجة من يحسم نقاشا دائرا منها فقط..صاحت

- خلي البكا ده وقومي عوسي كسرتك أسه بيجي الدرويش يشيلا..مواعيد غدا الشيخ قربت!



يا إلهي..........! شكرا يا أم عروض والله دي واقع معاش
أني قلت الفقارة والشيوخ ديل كاتلننا نحن ناس البادية براهن
أتاري كل الدنيا حايمين فيها
وكمان بعزلوا عزل وبختارو عيل البنت السمحة وشابة
يا أخوانا الناس ديلا اني عندي منهن قصص .......
يا خي ما في زول دخل لينا في اللّحم الحي دي عيل الشيوخ ديلا
وكمان ما بعالجو الا المرأة السمحة وطوالي بعد يحجبها يقول الصابها دي ما بمرق منها
عيل الشيخ يعرسها ويطلع معاها في السرير عشان هو والجن يبقوا "حشي قران"...
شاهدت واحد شيخ معمّر ومزواج جدا
الزول خرّف وودّر ومازال يتزوج ويلد كمان بجيب وليدات بس
مرات بلبس جلابيتو بلا سروال ويمشي يحلق ويسالم بي الفرقان
ومرات ينادي وليداتو : ها وليد تعال امشي لي امّهاتك ديلا قولو ليهن :
سروالي نسيتو عند أتي فيهن وجيبوا لي...................!
اي والله دي حقيقة

محبتي ودمتم سمحين وواصلي يا بت الخليفة الحكي الحي وطاعم

Post: #106
Title: Re: مريم..
Author: مزمل خيرى
Date: 07-25-2013, 03:34 PM
Parent: #104

بوست أكثر من رائع ... سمعت عنة فى قروب بالوتساب ...
تحياتى وتقديرى أستاذة منى ..
ومعاك لى آخر البوست ...

Post: #115
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-28-2013, 00:51 AM
Parent: #98

Quote: إن شاء الله العقبال عندك يا مولانا ود شيقوق


غايتو إسحق أخوي شيقوق خالي ده إن بقي كان دار يسويها اصله ما يفكر يردف الجلاليب..

بيكون شكله ظااااااهر مردف..

Post: #123
Title: Re: مريم..
Author: عبدالفتاح أبوشيمة
Date: 07-31-2013, 03:13 AM
Parent: #115

Quote:

غايتو إسحق أخوي شيقوق خالي ده إن بقي كان دار يسويها اصله ما يفكر يردف الجلاليب..

بيكون شكله ظااااااهر مردف..



شيقوق خالك دا منو؟

المستشار الواحد دا واللا غيرو؟


غايتو المولانات ديل

ناس يقعدوا في حسابات وحيثيات

وتجهيز مرافعات ساي

يفوت العمر

إنتو متفائلين ساي

-

وبعدين الداخلية

تعمل ليه مشاكل

اعملوا حسابكم

متابعين يا ملكة

فوق دربك

Post: #124
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-01-2013, 04:24 AM
Parent: #123

Quote: شيقوق خالك دا منو؟

المستشار الواحد دا واللا غيرو؟




آآها يا عبد افتاح أخوي...

..........

Post: #108
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-26-2013, 02:51 PM
Parent: #96

Quote: وتحت اقدامكن الجنه



أؤمن تماما يا عمر أن الأم هي الأكثر عطاءا والاكثر نبلا
لذلك الجنة في متناولهن ومتناول من يطيعهن ويسعدهن..

تحياتي..

.........

Post: #111
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 07-27-2013, 01:27 AM
Parent: #108


Post: #112
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 07-27-2013, 01:45 AM
Parent: #111

حاج عبد الله كان صعب بالحيل . ما في مره (امرأة) تجي ماشة بجنبه وكان جاء ماشي وشافته في الطريق تفك ليهو الدرب. بس عمته حاجة زينب الوحيدة البتتونس معاه وتقعد حداو في العنقريب وتضحك معاه وكمان تربت ليهو في كتفه. النسوان كلهم مستغربات منها كيفن تضحك وتتونس مع حاج عبد الله. مرة الدية قامت في الفريق وحاجة زينب مرقت تشوف الحاصل شنو. بس شافه حاج عبد الله قام نهرها وصاح فيها: " ماشه وين". قالت ليهو ماشه هنا قريب. قال ليها: ماشه تتفرجي في الناس البتشاكلو، ولمّ فيها ضرب . حاجة زينب زعلت زعل شديد من حاج عبد الله. فبعد أن هدأ وزال عنه الغضب، عرف أنه أخطأ خطأ كبيرا، وقال في نفسه: أمانة ما تلومت يا حاج عبد الله، طوالي قام شاف ليهو أجاويد عشان عمته تسامحه . حاجة زينب رفضت رقضا شديدا وحلفت بالتقطع راسه ما تسامحه . انزعج حاج عبد الله وفكر في طريقة يراضي بيها عمته. قام الصباح بدري مشى ليها ولقاها بتصلي. بعد ما سلمت قال ليها أنا اتلومت ياعمتي وجيت أعتذر ليك، اتلفتت منو، قام مشى عليها وسلم ليها في راسه وقال : سامحني يا عمتي والله أنا غلطت غلط كبير وأنا ذاتي زعلت من نفسي وعملت فيك قصيدة، قامت حدرت ليهو وقالت بزعل أها قلت فيني شنو؟
قال ليها :
حاج عبد الله شال اللوم بصمتو
الشيطان غشاهو دقّ زينب عمتو
طوالي قعدت تضحك وقلدتو وقالت: خلاس سامحتك بس تاني ما تغلط معاي .
رغم صعوبتهم وحدة طبعهم إلا أن قلوبهم لا تحمل حقدا

Post: #118
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-29-2013, 11:20 PM
Parent: #112

Quote: افو افو دى ما النيّة؟

العيد باذن الله في السودان وفي دنادرنا كمان




شيقوق بالله لم ترجع تعالي أحكي لينا الأحوال كيف..
خاصة الإجتماعية منها..
وما تمشي تقضيها كلها في أمبدة وتضيع علينا القصص..
..........
..........

Post: #119
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 07-30-2013, 03:24 AM
Parent: #118

Quote: غايتو إسحق أخوي شيقوق خالي ده إن بقي كان دار يسويها اصله ما يفكر يردف الجلاليب..

بيكون شكله ظااااااهر مردف..


باقي ليك مولانا ود شيقوق الما خاف من يونس أعتى مجرم في منطقة الدندر بسأل ليه في زول كان هو داير يعملها. وبعدين أهل مولانا ود شيقوق كلهم ناس مثنى وثلاث ورباع، وما بقيفوا ليهم في امرأة واحدة. ولا شنو رأيك يا مولانا؟
إن شاء الله تقضي إجازة سعيدة مع الأجواء الخريفية وما تنسى تملأ جيوبك موليته وتمليكة وبودة وتبر وإضنة وقش فار وبصل كلاب وإنت راجع.

Post: #120
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 07-30-2013, 04:15 AM
Parent: #119

Quote: إن شاء الله تقضي إجازة سعيدة مع الأجواء الخريفية وما تنسى تملأ جيوبك موليته وتمليكة وبودة وتبر وإضنة وقش فار وبصل كلاب وإنت راجع.



إسحق أخوي..
تكون ماقصرت لوترجمت الكلام الفوق ده للقراء..
يبقي عندهم الحاجات دي وما ينسونا منها..

مو يا؟؟


Post: #122
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 07-30-2013, 10:10 PM
Parent: #120

Quote: إسحق أخوي..
تكون ماقصرت لوترجمت الكلام الفوق ده للقراء..
يبقي عندهم الحاجات دي وما ينسونا منها..


ترجمة هذا الكلام أحسن شيء نخليها لمولانا ود شيقوق فهو مرتجم بارع وصاحب قاموس خاص يعج بمثل هذه المفردات.
بس عشان أقرب الفهم شوية كل المفردات التي ذكرتها ليست سوى أعشاب ونباتات بعضها ينبت مع الزرع في فصل الخريف ولا أنا غلطان يا مولانا؟
بصل الكلاب شبيه بالبصل الأخضر العادي لكنه لا يؤكل وينبت بريا "بروس" أي لحاله ولا يزرع أو يشتل.

Post: #125
Title: Re: مريم..
Author: عمر علي حسن
Date: 08-01-2013, 06:19 PM
Parent: #122

Quote: موليته وتمليكة وبودة وتبر وإضنة وقش فار وبصل كلاب وإنت راجع..

يا استاذ
الطيب كان قريب يكون ساكي السحاب بره الدندر .. يحت في البوده ويلقط في الويكه .. ويقول تمليكه..
وما تخاف عليه عينه نجيضه لا بهبش قش الفار ولا بصل الكلاب ...

انجليزي ده يا مرسي ؟

عمر علي حسن

Post: #126
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 08-02-2013, 03:43 AM
Parent: #125

Quote: انجليزي ده يا مرسي ؟

هاك كمان من قاموس مولانا ود شيقوق وما تقول لي ده فرنسي :

أبو اللصيق وأبو الشحيم ( العليف)، والترتوس والمحريب والدانبوي

شيخ عمر
سلام وكل عام وأنتم بخير
مولانا ود ششيقوق تلقاهو هسي لابس سرواله أبوتكة وعراقيهو وشايل جرايته ومعلق مخلايته مليانة تيراب في كتفه ومشرنق طاقيته الحمراء وجاري النم والعفرت أسود مخلي الواطة ضلام. ونسى خالص كتابة المذكرات والمرافعات البتسوي الصداع، ونسى كمان أسواق الأوراق المالية والإستشارات القانونية ومستمتع للنخاع بالأجواء الخريفية الرائعة التي تبهج النفس ونريح الأعصاب. دي الإجازة ولا بلاش.

عمر أخوي خليك طوالي بيجاي

خالص الود

Post: #127
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 08-02-2013, 04:17 AM
Parent: #126

ما أجمل الريف وما أطيب العيش فيه بعيدا عن زخم وزحام المدينة وضجيجها ودكان الهادي ود أحمد مثالا


ما أحلى السمر في دكان الهادي ود أحمد

وأكملت الحياة دورتها ... وتقاعد الجميع عن العمل بعد أن بلغوا سن الستين.. جميعهم أبناء مهنة واحدة ... أمضوا عمرهم المديد بين البساتين والحقول .... فما وهنوا يوماً وما استكانوا وماعجزوا عن زراعة أراضيهم الخصبة التي هي الحياة في نظرهم .... وهاهم بعد التقاعد وقد أصابهم الملل وبدأ الكسل يدب في نفوسهم النشطة التي ماألفت الخمول والقعود عن العمل.. ولكنها سنت الحياة ...( ولن تجد لسنة الله تبديلا.... ولن تجد لسنة الله تحويلا)

بعد شروق الشمس كل صباح إعتاد محمود ود خوجلي وإبراهيم المحسي والهادي ود أحمد وعبد االله ود نورالدين الذهاب إلى سوق القرية الذي يؤمه الرجال والنساء الصغار والكبار لشراء إحتياجاتهم من لحم وخضار.. كما يؤمه البعض بغرض التسلية والترفيه بالنظر والتعليق على المارة والزبائن وباعة الخضار وما يدور بينهم من شجار ومشاحنات ... وبعد الصلاة العصر يجتمعون في خور عمر ، حيث سوق بيع اللبن والعلف والفول والطعميه ، إذ يجتمع كثير من كبار السن والمتقاعدون للتسلية والترويح عن أنفسهم بلعب الضمنه والطاولة والطاب.... وبحلول وقت الغروب يحين موعد اللقاء والسمر في دكان الهادي ود أحمد ...حيث يكون للسمر هنا متعة خاصة ... وللأنس نكهة وطعم ...

يحلو اللقاء بالنكات التي يحكيها إبراهيم المحسي الذي إشتهر بخفة الدم والدعابة والتنكيت والسخريه .. . ومحمود ود خوجلي توأم روحه ورفيق دربه الطويل وجاره في الحقل والسكن المشهود له بفصاحة اللسان وحلو الكلام ... ويشاركهما بالتعليق الوقور الرزين عبداالله ود نورالدين وبالضحك الهادي ود أحمد الذي طابق إسمه مسماه .

ويستمر مجلس الأنس ومحمود ود خوجلي يحكي عن أيام شبابه الباكر الذي أمضاه أنيقاً مرفهاً ، بينما يبكي إبراهيم المحسي على ماضيه الذي عاشه عزيزاً مكرماً مع أهله التجار في أمدرمان ... ويعتز عبد الله ود نورالدين بأيامه الطيبات التي قضاها مع والده في الزراعة التي لم يقعده عنها إلا الكبر، أما الهادي ود أحمد فلا هم له غير الضحك والضحك المتواصل.

ويزيد من حلاوة السمر سخرية إبراهيم المحسي من الوهن الذي أصاب صديقه محمود وحتى يستخرج منه روائع الدرر وحلو الكلام كان يذكره بقوته وفتوته أيام شبابه الباكر وكيف أنه كان يستطيع حل " الصاموله" بأصابعه دون الحاجة إلى مفتاح وكيف كان يصمد بشجاعة منقطعة النظير للضرب بالسوط على ظهره العاري في حفلات الرقص التي تقام في مناسبات الزواج دون أن يحرك ساكناً أو يرمش له رمش ، وكيف كان يقوى على الزواج من أربع نساء ... إلا أن محمود الذي ورث فصاحة اللسان عن جده أحمد ود خوجلي لا يترك صاحبه المحسي يسخر منه دون أن يسخر هو الآخر منه فيذكره بأيام العز الذي عاشها منعماً مدللاً تحت كنف والده التاجر بأمدرمان وما آل إليه حاله أخيرًا كمزارع حياته كلها تعب ونصب في مزرعة صغيرة بقرية وادعة تضارع في التعليم المدن الكبار...فما يلبث أن يقوم عبد الله ود نورالدين بالتعليق بقوله: "كل أول ليهو آخر" (وكل دور إذا ماتم ينقلب) ... بينما يتواصل ضحك الهادي ود أحمد من كل كلمة تقال ....

وبعد لحظة صمت قصيرة، أراد إبراهيم المحسي أن يخرج صديقه محمود ود خوجلي من صمته فداعبه قائلاً: ما سمعت الخبر الجديد؟ خبر شنو؟ قالوا أي مزارع ما يسدد الديون والمتأخرات اللي عليه حينزعوا "حواشته" ، "فيلاّك" يا أخوي نمشي نسدد ديوننا فرد محمود قائلاً: أمشي أنت "براك" وسدد ماعليك ، أما أنا ما في واحد يقدر بنزع "حواشتي" ، فضحك المحسي ضحكته الساخرة المعروفة مخاطباً صديقه: يا محمود أخوي مكتب الزراعه جاد في كلامه وما تنسى قبل اليوم نزع "حواشة" (فلان)( وعلان) وزي ما أنت عارف ديل ناس "جعاص" فهل يغلبه نزع "حواشتك" أنت المسكين دا؟! فأطرق محمود رأسه ملياً وقال لصاحبه: صدقت والله المكتب دا ما عنده لعب ولا "هزار" ياالله "ورحك" من دربنا دا نمشي نسدد الديون اللي علينا . وما إن إنتهى محممود من كلامه حتى إنفجر الهادي ضاحكاً حتى فاضت دموعه ، أما عبد الله ود نورالدين إكتفى بالتعليق قائلاً: دا مكتبنا القوي الماعنده لعب البقدر عليه "منو؟!" ويستغرق الهادي ود أحمد في الضحك.

وبينما هم منهمكون في أوج الأنس والسمر فإذا بصوت بائع اللبن يقطع عليهم عذب حديثهم منادياً إبراهيم المحسي من على ظهر حماره " داير" كم رطل فيجيبه المحسي ماداً إليه إناءً كبيراً أملأه حتى يتدفق يريد بذلك إغاظة صاحبه محمود ليرى كيف تكون ردة فعله، فيضحك محمود ود خوجلي شامتاً متهكماً ومخاطباً صديقه المحسي : " هلا هلا يا أخوي عشنا وشفناك تشتري اللبن بالرطل بعد أن كنت تحلبه من ضرع أبقارك الكثيرة وتوزعه مجاناً على أصحابك وجيرانك المساكين، والله فعلاً يا دنيا ماليك أمان ، فيرد عليه صديقه المحسي بقوله : هكذا حال الدنيا يوم فوق ويوم تحت ويوم متعشي ويوم بايت القوى ( وتلك الأيام نداولها بين الناس) وبعدين يا محمود أخوي ما تفتكر اللبن البنشتريه بالرطل فيه فائده تذكر، ده لبن مغشوش وغير صحي و نصه "مويه"، فلو كان فيه فائدة لما أصاب مرض ( البهاق) أخونا (فلان) الذي كان يشرب اللبن بالجردل "!، وما أن أكمل المحسي كلامه حتى طاح الهادي ود أحمد على الأرض من شدة الضحك.

وهكذا يظل الأصحاب يتسامرون ويضحكون إلى مابعد صلاة العشاء، ثم يتناولون وجبة العشاء التي يصر الهادي ود أحمد على تقديمها إليهم والتي غالباً ما تتكون من بليلة اللوبا العدسي بالسمن البلدي وعصيدة الدخن باللبن البقري ( إنتاج أرضهم الخصبة التي زرعوها بسواعدهم القوية التي ما شكت يوماً تعباً وسقوها بعرقهم قبل سقيها بالماء فبادلتهم عطاءًً بعطاء وجادت عليهم بالرزق الكثير والخير الوفير) ، مما يحفزهم على الحضور ويغريهم بالمزيد من تبادل النكات والطرف والضحك المتواصل متناسين بذلك الدنيا وهمومها بعد أن أكملت دورتها وأحالتهم إلى سن التقاعد الجبري الذي يشعر معه الإنسان بقرب إنتهاء دوره ودورته في الحياة.

Post: #128
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 08-02-2013, 01:31 PM
Parent: #127

على طاريء العرس وعم تقبل حاجة فاطنة زوجة حاج بابكر لفكرة الزواج عليها هاكم هذه القصة الطريفة
شفتو جنس الغيرة دي؟
كانت أم الصديق رغم تقدم عمرها تعتني بزوجها أبو الصديق وتسهر على راحتة وتبذل كل ما في وسعها لتوفير الراحة له، وكانت غيرتها على أبي الصديق وخوفها منه على الزواج عليها يمثل لها هاجساً وقلقاً دائمين بالرغم من بلوغه سن الشيخوخة، و كانت دائماً تردد " الرجال ديل ما ليهم أمان حتى لو تكرمشت الجبهة وقام الصوف في الأضان".
تحت إصرار ولدها الصديق ، وافقت أم الصديق على مضض أن تذهب معه إلى الفاشر حيث كان يعمل بالتجارة لتقضي معه أياماً لزوم القيام ببرها والأنس بطيب حديثها وليستمتع أبناؤه بعذب حكاويها ونوادرها.
في جلسة لطيفة تحت ظل شجرة كبيرة وكانت الأرض "مرشوشة وريحة البخور ضاربة والجبنة مدورة والونسة ظريفة" ، أطل عليهم فجأةً ابن أخيها القادم من البلد، سلم على الحضور وقام " بمقالدة" عمته وهمس في أذنها مداعباً : " إنت قاعدة هنا مبسوطة مع ولدك وفنجان جنبتك قدامك وبخوركم طاق وعمي أبو الصديق بي هناك خطب وعقده يوم الجمعة ". إنزعجت أم الصديق وتغير وجهها وأصرت على السفر للبلد وحلفت بألا تبيت الليلة في الفاشر.
إصرارها على السفر ، جعل ابن أخيها يندم ويتحسر على مزاحه وليطمئنها حلف لها بالطلاق" طلقانة مرتي بالتلاتة كلامي دا مزاح ساكت". لم تصدق كلامه ، فأقسم لها بالله العظيم" أن هذا الكلام غير صحيح وإنما قصد به المزاح والمداعبة ، لكن أم الصديق أصرت وألحت على السفر وقالت له:" كل شيء ولا الهزار بالعرس ، دا كلام ما فيهو هزار، والعود كان ما فيهو شق مابقول طق".
لم يفلح جميع الأجاويد في ثني أم الصديق عن رأيها . وتحت إصرارها لم يكن هناك حل سوى النزول عند رغبتها . وحالاً ذهب الصديق إلى موقف الباصات ومن حسن الحظ أن وجد باصاً في طريقه إلى أم درمان. سافر الصديق مع أمه ولما وصلا إلى البلد إستغرب والده وأخوانه وانزعجوا لمجيئهما المفاجيء. فقص عليهم الصديق قصة أمه وإصرارها على السفر فضحك الجميع وتعجبوا من شدة غيرتها.
لم يمض إسبوع، وأصاب المرض أم الصديق، فقالت: " نادو لي أبو الصديق" فلما حضر قالت له: " أسمعني كويس المرض الجاني دا ما فاكني، وياهو دا مرض الموت، فدحين دايراك بعد ما أموت تغسلني كويس، وتكفني كويس وتمشي قدام الناس في جنازتي، وتنزلني في القبر بي شيش وتوسدني طوبة تحت راسي، وبعد داك تعدي ليك إسبوع واحد بس وسكتت"، قام أبوالصديق قال ليها أها بعد الإسبوع دا أعرس؟ "ترترب" قامت على حيله وقالت ليهو بحرقة"تعرس ركبيك" ، "قام قال ليها أها أعمل شنو بعد الإسبوع؟" قالت ليهو: " طوالي تجيء لا حقني،" فضحك أبو الصديق وجميع الحاضرين وقال لأولاده :" شوفوها المطرطشة" يعني أضرب نفسي طلقة ولا كيفن الكلام دا؟ قالت ليهو: "تضرب نفسك طلقة ولا تطعنه بسكين المهم تجي لاحقني طوالي وما تعرس". ومن الغيرة ما قتل .


ProfileEdit

Post: #130
Title: Re: مريم..
Author: عمر علي حسن
Date: 08-02-2013, 09:00 PM
Parent: #128

Quote: 02-08-2013, 07:05 PM

Muna Khugali

تاريخ التسجيل: 27-11-2004
مجموع المشاركات: 21290

Re: مريم.. (Re: Muna Khugali)

نادت فاطنة عاشة جارتهم وصديقة مريم لتكلفها ببعض الأمور مثل إخبار النساء بمواعيد سد المال..

- آآي خالتي..إنشالله خير..والله خليت الفي يدي كلو وجيتك جارية


يا شيخنا اسحاق
نحن سارحين في الخال شيقوق وكراعه الخدرت البلد وغرقتها من امدرمان للدندر .. عليك الله شوف الزول ده .. ما شاء الله
التقول ملا شنطته سحاب وسافر .. والمطر قال ليهم جاك ...

ومرقنا من البوده وبصل الكلاب لي ام الصديق الدايرة راجلها يلحقها بعد تموت .. الحاجه مني خوجلي لا حس ولا خبر .. انا قلت
ياربي سوت ليها زراعه في الخرطوم 2 والله مالها ؟

اتاريها فتحت لينا .. وطلعت فوق في اول الصفحة توزع في دعوات بت مريم .... اظنها ما ناوية تعزمنا ..

ياخي الحاجة دي كلموها .. قولوا ليها نحن ما عندنا عمر للمناهدة ومساككة المداخلات التايهه ...
يعني كان ما لقينا اول الصفحة مختلف ما كنا عرفنا خبر الدعوة .. وكنا مرقنا باطة

مشيت مره افصل بدل في السودان لي عرس اخوي والترزي عنده طرف خبر العرس .. وكانت المدام
معاي .. قام الترزي سألها .. قال ليها ده العريس ؟ .. حدرت ليه وشالت القماش .. وقال ليه يعرس ركبيك
انشاء الله .. يالكريه ..

عمرعلي حسن

Post: #131
Title: Re: مريم..
Author: كمال سالم
Date: 08-02-2013, 10:06 PM
Parent: #130

سلام يا منى ومريم ,,

أنا قاعد أتاوق من زمان ,, إلا الليله قلت أدافر مع الكوامر الهنا ديل
ناس ود شيقوق وعمر حسن وإسحق ,, يمكن ألقى فرقه معاهم وأطلع لى بعروس .
أها دى قعده .

Post: #132
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 08-03-2013, 02:00 AM
Parent: #131

Quote: أنا قاعد أتاوق من زمان ,, إلا الليله قلت أدافر مع الكوامر الهنا ديل
ناس ود شيقوق وعمر حسن وإسحق ,, يمكن ألقى فرقه معاهم وأطلع لى بعروس .
أها دى قعده .

الأخ الكريم كمال

القال ليك منو نحنا كوامر ما تشوف ا لشيب ده أخوانك ما زالوا شباب ، فيا أخوي. المتاوقة خليها وتعال داخل وقلبك قوي بالباب ومكانك حدقات العيون.

صافي الود

Post: #133
Title: Re: مريم..
Author: عمر علي حسن
Date: 08-03-2013, 02:52 AM
Parent: #132

Quote: مع الكوامر

ياشيخ كمال
ما ظنيتك شفت عمك الكومر سيدس .. زينه وهيبه .. وكان لاقاك في الشارع الا يمرقنك كرعيك .. موهط وراسي ..
تعال بالدرب زي ماقال ليك اسحاق .. وارمي بياضك .. البنيات ماليات الفريق .. ولابدات للعرسان خاصة المغتربين ..
ماشفت الطار البدقن فيه لي عريس مريم ..

ابشر بالخير .. كان ما يلحقوك ماسوره

عمر علي حسن

Post: #134
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 08-03-2013, 04:38 AM
Parent: #133

Quote: الحاجه مني خوجلي لا حس ولا خبر .. انا قلت
ياربي سوت ليها زراعه في الخرطوم 2 والله مالها ؟


شيخ عمر
بت الخليفة تحمد سيدها
البوست محروس وسته تكوس

عليك الله يا شيخ عمر ما تغيب لغاية حاجة منى تجي راجعة
إمكن مشت تبارك للعروس مريم وحاجة فاطنة وست نور

Post: #135
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 08-03-2013, 04:59 AM
Parent: #134

Quote: -تسوو شنو اتو يالسجمانات..البنات كلهن عرسوهن الا أنتن قاعداتن لي كده مغصة في البيت.. امشي شوفنها إتي والفقر أختك..شوفن مريم الصغيرة ملاكن ياهو ده جاها عريس الهنا..
جايبين ليهم سد المال وبعدها بيكون العرس ..بس اتن أقعدن صاقرن لي المجلات والحوامة في بيوت الجيران..


شيخ كمال
زي ما قال ليك أخونا عمر علي تعال عديل بالباب وكان داير تعرس أربعة ما عندك مشكلة ، شفت البنات افتشن للعرسان وما لاقيات حتى ولو كان كومر داير عمرة
خليك قريب وما تبعد

Post: #136
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 08-03-2013, 04:59 AM
Parent: #134

Quote: -تسوو شنو اتو يالسجمانات..البنات كلهن عرسوهن الا أنتن قاعداتن لي كده مغصة في البيت.. امشي شوفنها إتي والفقر أختك..شوفن مريم الصغيرة ملاكن ياهو ده جاها عريس الهنا..
جايبين ليهم سد المال وبعدها بيكون العرس ..بس اتن أقعدن صاقرن لي المجلات والحوامة في بيوت الجيران..


شيخ كمال
زي ما قال ليك أخونا عمر علي تعال عديل بالباب وكان داير تعرس أربعة ما عندك مشكلة ، شفت البنات افتشن للعرسان وما لاقيات حتى ولو كان كومر داير عمرة
خليك قريب وما تبعد

Post: #159
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-20-2013, 00:46 AM
Parent: #134

Quote: عليك الله يا شيخ عمر ما تغيب لغاية حاجة منى تجي راجعة
إمكن مشت تبارك للعروس مريم وحاجة فاطنة وست نور




كنت دايرة أمشي أبارك الا ست النسا أختي قالت لي وحات الله ما بتشيلي كراعك تمشي تباركي ليهن؟؟

هجمتني..ليه يا بت أمي ما أمشي أبارك؟؟

وقت عمك مات كان فاطنة جات عزتك ولا جات عزت زول؟؟

عمي منو المات؟

نسيتي عمك علي إبراهيم؟؟

بسم الله يا ستنا..عمي ده مات أولي..ماتم أسه عشرة سنين؟؟

اليبقا.... تم عشرة ولا تم عشرين هي ما لها ماجات عزت!

...........
...........
أها اسه أنا إسحاق أخوي في مشكلة.... أختي ستنا دي صعبة شديد إن مشيت ابارك ياني الواقعة في مشاكل معاها..
بس بسكت أكضب وأقول طولت عيانة!



......................

Post: #137
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-05-2013, 00:03 AM
Parent: #131

Quote: سلام يا منى ومريم ,,

أنا قاعد أتاوق من زمان ,, إلا الليله قلت أدافر مع الكوامر الهنا ديل
ناس ود شيقوق وعمر حسن وإسحق ,, يمكن ألقى فرقه معاهم وأطلع لى بعروس .
أها دى قعده .



مرحب يا كمال..
أواخر رمضان وحيل الناس كله مات..
تقبل الله منكم ومنا الصيام والدعوات..

.......................

Post: #138
Title: Re: مريم..
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 08-05-2013, 01:32 PM
Parent: #137

منى وضيوفها الكرام .. العيد وافى بلا بشر ولا طرب
بيوت انماصت والعقارب مرقن والكهرباء بتقطع ووكت
ترجع تضرب وتكتل والله ما بهظر حدث عندنا
في الحلة .. إلهي هذا حال وطننا لا يخفى عليك وكل
الشعوب في ميادين تحريرها إلا نحنا غرقنا السيل!!

Post: #140
Title: Re: مريم..
Author: عمر علي حسن
Date: 08-07-2013, 09:40 PM
Parent: #138

Quote: بيوت انماصت والعقارب مرقن والكهرباء بتقطع ووكت
ترجع تضرب وتكتل والله ما بهظر حدث عندنا

اتاريه البوست حتل طب .. وانا اقول بت الخليفه مالها ؟ .. امكن تكون جرت تلحق بيت الخليفه من الغرق ..
والله السواها خالي في البلد ما سبقو زول عليها .. شوف عيني ملا الشنط سحاب وقال جاري يلحّق الناس
الخريف .. ويلحق الدولار من الطوطحانية البقي فيها لما الخريف اتاخر..

الكرسابل .. يا اسحاق ود بله .. الزول ده خم ليهم خريف ابو السعن من سوق مسقط .. وفضح الحكومة ومرق
الهوام ....

كدي .. هاكم ال UP دي .. النلحق البوست ده ما يتماص .. ونجري نكوس بت الخليفة .. ضيفانها قربوا يصلوا
بيت شيخ بابكر وكان نزل فوقهم سحاب ود شيقوق الا يمرقهم الجليل الرحيم ..

الحقي يا خاله

عمر علي حسن

Post: #141
Title: Re: مريم..
Author: عمر علي حسن
Date: 08-11-2013, 10:08 PM
Parent: #140

الحتلوب ال ....
البوست ده اسياده وين ياجماعه ... ماشي حاتل ... واهل العريس حارسين

عمر علي حسن

Post: #142
Title: Re: مريم..
Author: حمد إبراهيم محمد
Date: 08-12-2013, 01:47 AM
Parent: #141

شفتي يا أستاذة منى (ست حوش بكري دا) بدون حليفة ..

إنتي أول من رحب بي في دخول هذا الحوش الجميل بأهله، وغيري كثر ..

سمح تاني هام، كل مرة والتانية تلقيني منبطح وساند حنكي بي راحات إيديا الأثنين، وعيناي مولعات نور كبير، ناطاط زي البصلة في الروب،

أقلب كل مرة والتانية في صفحات الشافعة الشفيعونة (مريم)،

واتمتم، دا ما حديث أمي، دي ما حنية أختي ذاتها، دا ما صوت أبوي القوي الحاسم الزاجر، من لسانو بس،

عاوزني أكون راجل قدر المسئولية وأشيل الشيلة من بعده بعد عمر طويل.

هذا عمل إبداعي يستلهم كريم الأخلاق وإشاعة المحبة ورمي العيب بالحجارة والسمع والطاعة والتسليم برضى لا مواربة فيه لقايد الأسرة السودانية وقراراته الصائبة،

هذه الخصال ينبغي أن تحفظ وتغرس وترسخ في وعي الأجيال القادمة،

مع تفهمنا لعادات تخطتها المرحلة، وما عادت تزين الحياة الراهنة.

تسلمي، أستاذة منى

-------

حمد

Post: #151
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-14-2013, 02:38 PM
Parent: #142

Quote: شفتي يا أستاذة منى (ست حوش بكري دا) بدون حليفة ..

إنتي أول من رحب بي في دخول هذا الحوش الجميل بأهله، وغيري كثر ..

سمح تاني هام، كل مرة والتانية تلقيني منبطح وساند حنكي بي راحات إيديا الأثنين، وعيناي مولعات نور كبير، ناطاط زي البصلة في الروب،

أقلب كل مرة والتانية في صفحات الشافعة الشفيعونة (مريم)،

واتمتم، دا ما حديث أمي، دي ما حنية أختي ذاتها، دا ما صوت أبوي القوي الحاسم الزاجر، من لسانو بس،

عاوزني أكون راجل قدر المسئولية وأشيل الشيلة من بعده بعد عمر طويل.

هذا عمل إبداعي يستلهم كريم الأخلاق وإشاعة المحبة ورمي العيب بالحجارة والسمع والطاعة والتسليم برضى لا مواربة فيه لقايد الأسرة السودانية وقراراته الصائبة،

هذه الخصال ينبغي أن تحفظ وتغرس وترسخ في وعي الأجيال القادمة،

مع تفهمنا لعادات تخطتها المرحلة، وما عادت تزين الحياة الراهنة.

تسلمي، أستاذة منى

-------

حمد




سلام أخي حمد..

يفرحني كثيرا انني ومن خلال الحكي ذكرتك بوالدتك وشقيقتك وسمعت في الكتابة صوت والدك القوي..
في كل مرحلة من حياتنا نفسر القسوة بأشكال مختلفة وكثيرا ما نغضب مما نظنه او نراه قسوة غير مبررة..
نبكي ونشعر بالظلم إن لم يعجبنا ماقالوه..الا أننا نرجع فيما بعد لنفهم ما وراء الكلمات والافعال..
هو إختلاف الاجيال في أحلامها وآمالها..
ولهم قطعا بعد نظر فيما يقولوه ويفعلوه حتي ونحن مختلفون في رؤيتنا للأشياء..بعد نظر وحنية قلب وطرق مختلفة في التعبير بحبهم لنا..

.........
.........

قيمهم التي غرسوها فينا وظننا أنها قد إختفت.هاهي قد ظهرت الآن بشكل واضح..
انظر للنفير وذلك الحب اللا متناهي للآخر ..
أنظر للحب للإنسان والخوف علي حياته..
للتعاون والتكاتف...
روح الدين العظيمة المغروسة بقوة في قلوبنا ولا تحتاج أبدا لمن يمليها علينا فضمائرنا وقلوبنا قادرة علي ذلك..
غرسوها هم أباءنا ومن قبلهم أجدادنا..أمهاتنا وحبوباتنا..حتي ومعظمهم يصلي لله بالفاتحة ويقرأ أيات حفظ بعص كلماتها الكريمة خطأ..
نحن شعب بقيم باقية بإذن الله مادمنا نشعر بالآخر ونسعي لخدمته..

يسعدني وجودك هنا كما أسعدك ترحيبي في 2009

تابع معنا مريم الشويفعة..



....................

Post: #143
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-13-2013, 12:47 PM
Parent: #141

Quote: الحتلوب ال ....
البوست ده اسياده وين ياجماعه ... ماشي حاتل ... واهل العريس حارسين

عمر علي حسن


.سعادة اللواء..

أولا كل سنة وإنت طيب وربنا يعيده علي أهلنا وعلينا بأحوال افضل ويرفع الهم من الصدور..

..........
..........
أهل العريس السيل حبسهم جوه البص في السكة,,

شوفت السيل ده مضر كيف؟؟


Post: #145
Title: Re: مريم..
Author: عمر علي حسن
Date: 08-13-2013, 03:28 PM
Parent: #143

Quote: أهل العريس السيل حبسهم جوه البص في السكة,,

واسياد البوست معاهم ؟؟
يا شيخه ما تبالغي .. كده الروايه تكون خلصت ..

اتاري البوست ذاته حتل

عمر علي حسن

Post: #147
Title: Re: مريم..
Author: عمر علي حسن
Date: 08-13-2013, 05:00 PM
Parent: #145

Quote: مريم.. [ 1 2 3 4 5 ] 145 5936 Muna Khugali 13-08-13, 03:17 PM
بواسطة Muna Khugali


اين توجد هذه المداخله
يا استاذه .. سايرينا علي قدر فهمنا .. تعبنا من التفتيش بالتاريخ والساعه .. اعتدنا علي المداخلات ال chronological

تحياتي
عمر علي حسن

Post: #148
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-13-2013, 05:27 PM
Parent: #147

Quote: اين توجد هذه المداخله
يا استاذه .. سايرينا علي قدر فهمنا .. تعبنا من التفتيش بالتاريخ والساعه .. اعتدنا علي المداخلات ال chronological

تحياتي




سلام يا سعادة اللواء..
الكلام الاخير في بداية الصفحة الرابعة..متسلسل تقريبا مع ما يسبقه في الصفحة الثالثة..
كذلك الردود ..ستجد أغلبها في نهاية كل كتابة لي ..

مع تحايا الخوف من المطر والسيول فقد أثروا كثيرا علي مجريات الأمور..

...............
...............

Post: #193
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 09-19-2013, 09:40 PM
Parent: #138

Quote: منى وضيوفها الكرام .. العيد وافى بلا بشر ولا طرب
بيوت انماصت والعقارب مرقن والكهرباء بتقطع ووكت
ترجع تضرب وتكتل والله ما بهظر حدث عندنا
في الحلة .. إلهي هذا حال وطننا لا يخفى عليك وكل
الشعوب في ميادين تحريرها إلا نحنا غرقنا السيل!!




أوعي مطرة الليلة كمان تكون تقيلة وتنهي الفضل!


.......

Post: #157
Title: Re: مريم..
Author: عمر علي حسن
Date: 08-17-2013, 10:56 AM
Parent: #130

Quote: إلا أن حاجة الروضة قريبة نفيسة من ناحية والدها لم تكن مريضة..الحقيقة أنها كانت غاضبة إذ كانت تمني النفس بأن يتزوج
إبراهيم من إبنتها إبتسام ذات العشرين ربيعا..حتي أنها كانت تلمح بذلك كثيرا لنفيسة وإبنتها ليلي..وغضبت كثيرا لأن نفيسة لم تخطب
إبراهيم لأبنتها بدلا من مريم!

حديث حاجة الروضة أوصلته إحدي نساء القرية لنفيسة حتي تعليقها بأن إبنتها إبتسام أجمل كثيرا من مريم وصل لنفيسة..لم تعلق نفيسة في
لحظتها الا بقولها..

- إبتسام ماشاء الله سمحة ومؤدبة..الله يديها عريسا أحسن من إبراهيم..كان مريم كان إبتسام الإتنين بناتنا والعرس قسمة ونصيب..
كانت تغلي من الغيظ لكنها كانت تعلم تماما بأن من أتت بالحديث سوف توصل تعليقها لحاجة الروضة..

قالت لإبنتها ليلي بعد أن خرجت منهم المرأة..

- شوفي عليك الله يا بتي محن حاجة الروضة..يعني يا ولدي يعرس بتها يا تزعل؟؟

شدتك .. ونقل عدتك .. يابت الخليفه
كأنك كنتي معاهن

هذا ابداع (مغناطيسي) .. يشد الواحد اليه .. ثم لا يجد فكاكا ..

نتابع بشغف

عمر علي حسن

Post: #160
Title: Re: مريم..
Author: إدريس محمد إبراهيم
Date: 08-20-2013, 09:15 AM
Parent: #157

منى خوجلي .... أخيتي الأثيرة جداً ....

تحية تحمل أنقى ضروب الود والتقدير والمحبة .....


طبعاً أنا رأيي في هذه القصة المترفة بالابداع كتبتو قبل كده في أكثر من مداخله ..... حسع داخل بس عشان أقول ليك كل سنة وأنت وجميع من حولك ومن تحبين بألف خير يا منى .... وإن شاء الله يعود عليكم وقد تحققت كل أمنياتكم ... يا منى أخيتي .... وأن يمنحكم الله من فضله ورحمته سعادة الدارين يا رب ....


مع خالص حبي الذي تعرفين ؛؛؛؛

Post: #161
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-20-2013, 08:04 PM
Parent: #160

Quote: منى خوجلي .... أخيتي الأثيرة جداً ....

تحية تحمل أنقى ضروب الود والتقدير والمحبة .....


طبعاً أنا رأيي في هذه القصة المترفة بالابداع كتبتو قبل كده في أكثر من مداخله ..... حسع داخل بس عشان أقول ليك كل سنة وأنت وجميع من حولك ومن تحبين بألف خير يا منى .... وإن شاء الله يعود عليكم وقد تحققت كل أمنياتكم ... يا منى أخيتي .... وأن يمنحكم الله من فضله ورحمته سعادة الدارين يا رب ....


مع خالص حبي الذي تعرفين ؛؛؛؛




مرحب باخوي مرحب إدريس..

العيد ماجابك إفتكرتك في الخرطوم ..كيفك وكيف فايزة والعيال؟؟
كيف الحاجة مع الامطار؟؟
غايتو ناس مريم أهلهم اسه تعبوا زي ماكانوا تعبانين زمان.
المشكله كلهم بيكون عندهم نفس المشكلة حتي ولو بنيانهم أقوي..
البير ممكن يقع..والبصات في الشارع ممكن تنقلب من الحفر والبلاوي التانية..
وبعد ده كله ينتهي المطر وتجيهم الامراض..
ملاريا يقولو ليهم تايفود..وتايفود يقولو ليهم ملاريا..
وأغلبهم ئاتو ماعنده طريقة تحليل او علاج..
والموية بطاله شديد..

بس نسكت نقول كل سنة وانت والوليدات وأمهم وكل البتحبهم طيبين..



مع كل الحب والإعزاز,,

............

Post: #162
Title: Re: مريم..
Author: إدريس محمد إبراهيم
Date: 08-21-2013, 08:25 AM
Parent: #161

Quote: مرحب باخوي مرحب إدريس..

العيد ماجابك إفتكرتك في الخرطوم ..كيفك وكيف فايزة والعيال؟؟
كيف الحاجة مع الامطار؟؟



يا سلام عليك يا منى ياخ .....

الجماعه كلهم بخير والحمد لله ..... والحاجه بخير والحمد لله ما اتضرروا بالامطار .... قبل فترة عملت عملية في العين نجحت تماماً والحمد لله .... تخيلي ما زالت تذكرك بكل الخير ولم تنسى زيارتك لها في المنزل يا منى الاصيله ... وتقول لي أخيتك بتاعة لندن ديك بالله عامله كيف هي وأهلها .... وبالمناسبة دي تحية خاصة جداً لماما جاره .... وآيه وأولادها .... وكل الحواليك يا منى .....


Quote:
غايتو ناس مريم أهلهم اسه تعبوا زي ماكانوا تعبانين زمان.
المشكله كلهم بيكون عندهم نفس المشكلة حتي ولو بنيانهم أقوي..
البير ممكن يقع..والبصات في الشارع ممكن تنقلب من الحفر والبلاوي التانية..
وبعد ده كله ينتهي المطر وتجيهم الامراض..
ملاريا يقولو ليهم تايفود..وتايفود يقولو ليهم ملاريا..
وأغلبهم ئاتو ماعنده طريقة تحليل او علاج..
والموية بطاله شديد..

بس نسكت نقول كل سنة وانت والوليدات وأمهم وكل البتحبهم طيبين..



مع كل الحب والإعزاز,,

............


والله يا منى ..ناس مريم ديل حكايتهم حكايه .... ومع كل الذي ذكرتيه .... وهو ليس بالقليل ... الكوارث الطبيعية لانقول فيها شيء فتلك إرادة المولى عز وجل ... ولكن التقصير الواضح لأولي الأمر لا يخفي عن الاعين يا منى أخيتي ....الاهمال في الرعاية بكل ما يخص أمور الغلابه ديل ... وين المصارف ... وين الرعاية الطبية .... وين ووين يا منى ... والقائمة تطول .... وين المدارس ... وين الكتب .. وين الكراس ... وين توفير أبسط ظروف المعيشه التي تليق ببني آدم ....ألم يسمع هؤلاء قولة ابن الخطاب الشهيرة ... والله لو أن بقرة تعثرت في العراق ، لخشيت أن يسألني الله لم لم تمهد لها الطريق يا عمر .... أم إن الحكاية شعارات وجعجه فاضيه فتتتي أجهزة الإعلام ....

أما ثالثة الأثافي كما يقولون يا منى أختي ..... حتى الاعانات التي يتفضل بها أهل الخير من الدول والجهات الأخرى لناس مريم المساكين ديل وأمثالهم .... ينبري لها التماسيح ومصاصي الدماء ويلهطونها وبيعونها في سوق الله أكبر عياناً بياناً ..... وباعتراف المسئولين بذلك ..... يا الله !!!!!! ..... يا لطيف .... أيمكن أن تبلغ الخسة والنذالة ببعض الناس كل هذا المبلغ .... يا الله !!!!!!! معقوله بس !!!!! بالجد حاجه ما قادر أتخيلها .... لكن نقول شنو بس يا منى أختي .... ناس مريم ... وأهل مريم .... وكل مريم أخرى في السودان الحبيب لهم الله .... الله يا منى .... كفيل بأن يستجيب لدعوزات هؤلاء المظلومين .. وهو سبحانه وتعالي العدل والجبار المنتقم .... الذي يمهل ولايهمل ...

فحسبنا الله ونعم الله الوكيل .....


مع خالص الحب والتقدير ؛؛؛؛؛

Post: #163
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-21-2013, 02:23 PM
Parent: #162

Quote: Asha Elsaid · Halfayat Al Muluk, Al Kharand#355;and#363;m, Sudan
Muna, finish this tale ..let us find something else to read...your friends are very talkative...(sorry no Arabic key board).
رد · · منذ ‏5‏ ساعات






سلامة يا عائشة وكيف حالك وحال الاعزاء أهل الحلفاية..
مريم كل يوم تظهر ليها حاجة..
مرات حاجات حلوة ومرات كعبة..
أسه شوفي عندها أخت ليها فوق الحداشر سنة وهي ماعارفاها..مش مبالغة؟؟
طبعا تحبها وتستغرب فيها وتضحك معها وتغير منها وتعطف عليها كله بيحصل في نفس اللحظة..
ماهي لحمها ودمها..لكن برضو غريبة..ولازم زمن حتي تعرفها كويس..وهي ماشيين يعرسوها ومابتكون قريب معاها تاني!

غايتو كدي النشوف البيحصل!

شكرا ليك يا عائشة وكل سنة وانتي وكل من تحبين بخير..
وما تمشي بعيد..


.................

Post: #165
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-22-2013, 10:28 PM
Parent: #162

Quote: والله يا منى ..ناس مريم ديل حكايتهم حكايه .... ومع كل الذي ذكرتيه .... وهو ليس بالقليل ... الكوارث الطبيعية لانقول فيها شيء فتلك إرادة المولى عز وجل ... ولكن التقصير الواضح لأولي الأمر لا يخفي عن الاعين يا منى أخيتي ....الاهمال في الرعاية بكل ما يخص أمور الغلابه ديل ... وين المصارف ... وين الرعاية الطبية .... وين ووين يا منى ... والقائمة تطول .... وين المدارس ... وين الكتب .. وين الكراس ... وين توفير أبسط ظروف المعيشه التي تليق ببني آدم ....ألم يسمع هؤلاء قولة ابن الخطاب الشهيرة ... والله لو أن بقرة تعثرت في العراق ، لخشيت أن يسألني الله لم لم تمهد لها الطريق يا عمر .... أم إن الحكاية شعارات وجعجه فاضيه فتتتي أجهزة الإعلام ....




سلام يا إدريس..

حتي الكوارث الطبيعية الدولة مسئولة عن تخفيف الضرر بسببها..
قرأت في عديد من المقالات عن مسئولية الدولة كيف تنفذ الدولة مشاريع تمنع وتخفف من الضرر...تعرف بالسيول قبل أن تحدث فستعد لها..
فإن كانت ارضها ارض زلزال فإنها لا تسمح ببنيان الا بمواصفات يقيها الضرر..أو يخففه!

لكن نحن ليس عندنا دولة..عندنا فقط نظام يأكل ويشرب ويمنع ما يأكله ويشربه عن شعبه..
عندنا نظام يود ان يموت كل اهل بلده بالحروب او السيول..بالامراض او بالتعذيب. حتي تكون كل الثروات له فقط...
والغريبة مازال اهل المدن يتمسكون بفاخر البنيان وعلي بابهم برك من الماء الآسن وباعوضة لا ترحمهم ولا ترحم أبنائهم..
من أغلي بلدان العالم وليس به بنية تحتية كما تفضلت وذكرت ولن تكون له مادامو هم موجودون..
ولن يقرا اطفالنا حتي بالمدن مادام أهلهم فقراء..فكيف يكون الحال في الريف؟؟
كيف هو الحال في مناطق الحروب التي لن ينقفل فيها باب الا لينفتح الآخر؟؟
لن ينصلح الحال والحرب مفضلة عن السلم بدرجات وكل الاموال والارواح موجهه لها. بدلا من التنمية...
حياة مريم لن تتغير كثيرا..وحتي التغير الذي قد يحدث لها ..فإنه يحدث لها بعد ان تخرج من قريتها..


كان الله في عون الجميع..




..................

Post: #167
Title: Re: مريم..
Author: د.محمد حسن
Date: 08-23-2013, 02:56 PM
Parent: #165

مريم فس بويت الطين
تجابد في الشطر
شان يرضع المسكين
تجيها المطرة قبل الليل
يجيها السيل
وتقعد في الصقيعة تكيل
وتقعد جوة وسط الموية
شايلة صغيرها
ده المسكين
ويجيها الوالي بي ركبه
ومن عربيته
من تحت القزاز الزين يقول ليها
باكر
يجيك من حيكومة السلام والدين
دقيقة
وسكر وباقة زيت مع الخيمتين
لكن
تاني يا مريم
اوعك تبني بيت من طين

Post: #168
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-25-2013, 09:23 PM
Parent: #167

Quote: تجابد في الشطر
شان يرضع المسكين
تجيها المطرة قبل الليل
يجيها السيل
وتقعد في الصقيعة تكيل
وتقعد جوة وسط الموية
شايلة صغيرها
ده المسكين
ويجيها الوالي بي ركبه
ومن عربيته
من تحت القزاز الزين يقول ليها
باكر
يجيك من حيكومة السلام والدين
دقيقة
وسكر وباقة زيت مع الخيمتين
لكن
تاني يا مريم
اوعك تبني بيت من طين




ماهو الغبيان..
ناسي زمان
أهله وناسو في بيوت الطين!

الناس دي يا دكتور محمد الحسن أخوي قايلة نفسها جاية من القمر
حتي لغه صح يتكلمو بيها مع الناس ما بيعرفوا..
ولا عايزين يعرفوا..
ولا برضو عارفين وما مهتمين!

سبحان مغير الاحوال من بيوت الطين لقصور قامت علي سرقة حقول أهل بيوت الطين..
...........
...........

السلام للبنيات وأمهم..



...............

Post: #171
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 08-29-2013, 09:50 AM
Parent: #168

سلام يا مريم
سلام يا بت خوجلي
جينا مشتاقين ومتقريفين لمتابعة أخبار الست مريم وقد شغلتنا الشواغل وحرمتنا الإجازة القصيرة بالسودان من المتابعة والاستمتاع بإبداع الأستاذة منى خوجلي

Post: #174
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 08-30-2013, 00:35 AM
Parent: #171

Quote: سلام يا مريم
سلام يا بت خوجلي
جينا مشتاقين ومتقريفين لمتابعة أخبار الست مريم وقد شغلتنا الشواغل وحرمتنا الإجازة القصيرة بالسودان من المتابعة والاستمتاع بإبداع الأستاذة منى خوجلي





حمدلله علي سلامتك..
والبركة في شوفة الوليدات وامهم والحبان..
غير كدا ماهي إجازة شي!

إجازة كلها موية موقعة البيوت وسراير وسط بحور أهلها قاعدين فوقا..
وممتلكات ضايعة واصلا شغل ما كان عندهم وقروش مافي يبنوا بيها تاني..
وملاريا تقتل وتايفويد يقتل والجوع برضو بيقتل..
والإغاثة وقت تجي يقولولك ماجات..
أها وبعدين؟؟

المهم حمد لله علي سلامتك..
ومريم تراها تتعلم في رقيص العروس..
ما شوفت شحموها كيف للعرس كورية نشا ورا كورية..
الله يسهل عليها ويتم ليها علي خير..

..........
..........



....................

Post: #175
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 08-30-2013, 12:33 PM
Parent: #174

Quote: إجازة كلها موية موقعة البيوت وسراير وسط بحور أهلها قاعدين فوقا..
وممتلكات ضايعة واصلا شغل ما كان عندهم وقروش مافي يبنوا بيها تاني..
وملاريا تقتل وتايفويد يقتل والجوع برضو بيقتل..


الله يسلمك يا بت خوجلي
الحمد لله عيدنا مع الأهل بعد طول غياب إمتد لسنوات طوال، كل شيء تغير يا أستاذة، لم تعد فرحة العيد كما عهدناها من قبل، زمان كنا ندخل بيوت القرية بيت بيت، وشارع شارع، وزقاق زقاق، حتى الأنادي ( بيوت المريسة)، كنا نزورها في العيد، وكان رواد تلك البيوت كرماء يفرحون بزيارتنا ويبالغون في إكرامنا يعطوننا الشلن والقرش والريال والفريني. أما الآن فالزيارات في العيد اقتصرت على الأهل والأقارب والأصدقاء وأهل الفريق. الفقر يا منى صادر فرح الناس وانعدمت الفرحة حتى في أيام العيد. السودان جميل بأهله والعيد في السودان رغما عن الفقر جميل جدا، فالأستقبال ما زال حارا مفعما بالطيبة والحنية والإكرام ما زال باقيا بقدر ما يتيسر. فصل الخريف جميل والأجواء رائعة، تأثر كثير من الناس وأصابهم الضرر ، تهدمت البيوت وضاع الأثاث المتواضع والناس جد في محنة وحيرة وقي انتظار الرحمة من الله، الجهود الشعبية متضافرة والنفير يتداعى له الناس أفرادا وجماعات.كان الله في عون أهلنا المتضررين من جراء الأمطار والفيضانانات والسيول.

Post: #176
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 08-31-2013, 00:04 AM
Parent: #175

رحم الله الحاجة بخيته بت الخضر. كانت امرأة صالحة، وكانت تدعو الله أن يرزقها ولدا لتسميه محمدا. إستجاب الله لدعائها فولدت محمد بعد طول إنتظار، فملأ بيتها جمالا وبهجة. سألت الله أن يكبر محمد وأن يججها بيت الله الحرام سبع مرات، ولم يخب ظنها في محمد فحقق أمنيتها. فلما مرض محمد كانت تدعو له بالشفاء وكان دعاؤها له: عافية ورضيانة عليك وبجناح جبريل يغطيك من رأسك لي كرعيك، لم يقو قلبها على فراق محمد فلذة كبدها ولم تعش بعده طويلا فقبرت بجوار قبره

Post: #177
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 08-31-2013, 12:36 PM
Parent: #176

Quote: الكرسابل .. يا اسحاق ود بله .. الزول ده خم ليهم خريف ابو السعن من سوق مسقط .. وفضح الحكومة ومرق
الهوام ....

كدي .. هاكم ال UP دي .. النلحق البوست ده ما يتماص .. ونجري نكوس بت الخليفة .. ضيفانها قربوا يصلوا
بيت شيخ بابكر وكان نزل فوقهم سحاب ود شيقوق الا يمرقهم الجليل الرحيم ..


الأخ العزيز / عمر علي حسن
سلام وشوق واحترام
كل عام وأنتم بخير
جزاك الله خيرا ، ما قصرت وحرصت على أن يكون بوست الست " مريم" مرفوعا حتى لا يدركه الغرق فـ "ينماص" ويلحق أمات طه على حد قول حبيبنا مولانا ود شيقوق، وصاحبة البوست كانت مشغولة بهم الوطن الكبير : الخريف والأمطار التي تسببت في هدم البيوت وخراب الديار، حتى بيت "عروسنا" الحلوة "مريم" يا كاف البلاء مهدد بالغرق وقد يؤجل العرس لأجل غير مسمى.
اللهم ألطف بأهلنا المساكين واجعلها يا الله سقيا رحمة لا سقيا عذاب.
وجودك ضروي في هذا البوست فلا تنقطع

Post: #178
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 08-31-2013, 10:33 PM
Parent: #177

الدنيا سمع وشوف

حاجة فاطمة امرأة شديدة المراس، حادة الطبع، يخافها الأطفال ويهابها الكبار. جاءها زائراً يوماً أحد أقاربها المغتربين، سلم عليها فقابلته بفتور. عرف قريبها سبب مقابلتها الفاترة: انه طوال فترة اغترابه لم يقدم إليها هدية. أخذ القريب جلسته «قعدته» معها وعندما هم بالانصراف أدخل يده في جيبه وأخرج مبلغاً من المال ودسه «غمته» في يدها. فسحبت «نتلت» حاجة فاطمة يدها بعنف وقالت: «القروش ما دايراهن، أنا دايره البشوفوه الناس». ضحك صاحبنا واعترف لها عن تقصيره ووعد بإهدائها ثوبا فاخرا في إجازته القادمة.

حضر صاحبنا في إجازته السنوية وأوفي بوعده وأحضر لحاجة فاطمة ثوباً سويسرياً فاخراً. لبست حاجة فاطمة ثوبها وبدأت تجوب شوارع القرية، وكلما قابلتها امرأة أخذت تثني على ثوبها الجميل وتسألها «عليك الله يا حاجة فاطمة التوب السمح دا الجابو ليك منو؟، فتشعر حاجة فاطمة بالفخر والاعتزاز وتقول: «عليك الله توبي عجبك؟ فتجيبها» عجبني وبس، أموت ليك كان ماوريتيني الجابو ليك منو؟، فتنتفش حاجة فاطمة وتجيب بزهو: «التوب دا جابو لي فلان ود فلان من السعودية، الله يحفظه ويطول عمره»، فتسمع من صاحبتها مدحاً وثناءً على فلان «أريتو ود السرور اللي عز حبوبتو وجاب ليها داك التوب الما خمج» فتقوم حاجة فاطمة بالدعاء له بنبرة تحس معها بعلامة الرضا والسرور «- إن شاء الله - ربنا إدّيهو ويملأ إيديهو والعملو لي - إن شاء الله - يعملوه ليهو أولاده».

يالحكمة وسعة فهم جداتنا «حبوباتنا» الكبار: ترى حاجة فاطمة في إهدائها ثوباً فاخراً تقديراً واهتماماً بشخصها. أما الفلوس المدسوسة «المغموتة» في اليد فلا يعلم بها أحد إلا الله.

«وصحي الدنيا سمع وشوف زي ما بقول مثلنا الشعبي»

Post: #187
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 09-06-2013, 10:05 PM
Parent: #178


يا حليل مريم مسافرة وفاطنة حالتها تبكي يا جماعة..

إسحاق ماك جاي تودعا؟؟


..............

Post: #181
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 09-02-2013, 06:06 PM
Parent: #176

Quote: رحم الله الحاجة بخيته بت الخضر. كانت امرأة صالحة، وكانت تدعو الله أن يرزقها ولدا لتسميه محمدا. إستجاب الله لدعائها فولدت محمد بعد طول إنتظار، فملأ بيتها جمالا وبهجة. سألت الله أن يكبر محمد وأن يججها بيت الله الحرام سبع مرات، ولم يخب ظنها في محمد فحقق أمنيتها. فلما مرض محمد كانت تدعو له بالشفاء وكان دعاؤها له: عافية ورضيانة عليك وبجناح جبريل يغطيك من رأسك لي كرعيك، لم يقو قلبها على فراق محمد فلذة كبدها ولم تعش بعده طويلا فقبرت بجوار قبره





الله يرحمهم الإتنين..
ماهو الفرح انتهي بذهابه من الدنيا..
ومافي معني لأي شي..
اللقمة بتتبلع بالعافية والنوم جافا العيون..
هو كان كل شي والمعني لكل شي..
تبقي وين الحياه من بعد وحيدها؟؟
تعيش كيف من بعده؟
والله ربنا أكرمها ورحمها..


اللهم أجعل يومي قبلها
.............
............

Post: #185
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 09-04-2013, 10:56 PM
Parent: #181



شكرا قوقل علي إمدادنا بكل الصور والموسيقي التصويرية..

وإن كنا نفضلها ابيض وأسود..

.........

Post: #189
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 09-15-2013, 03:57 PM
Parent: #185

عليّ بحلفو
لم تكن أمه (آمنة) تفعل مع وليدها، كما تفعل قريناتها من نساء "الفريق". بل كانت تحتج على أختها عندما تهدهده للنوم قائلة:
" النوم تعال لي البلال .... النوم تعال لي سيد الرجال.
النوم تعال لي الخزين .... النوم تعال لي البسًٌــر العين.
النوم تعال لي الرزين .... النوم تعال لي البحل الدين.
كانت آمنة تظن أن ذلك الدلال سيفسد ولدها و وحيدها، الذي سمته بنفس اسم أبيه الذي رحل قبل ولادته بشهر واحد. كانت تعده ليصير مثل أبيه، فارسا مقداما، شجاعا وكريما. فهو من سيخلد اسمها واسم أبيه.
لم تألُ آمنة جهدا في تنشئة ابنها على كريم الخصال، حتى تفوق ً على أقرانه في كل شيء . عمل بالتجارة، فكان يحمل بضاعته، على جملين ويركب حماره يجر خطامي جمليه، ويتجول ببضاعته، من قرية إلى أخرى، دون كل ولا ملل. ويحمد الله على كل كسب يصيبه. طار صيته بين القرى، و أقبل الناس على بضاعته لصدقه وطيب أخلاقه وحكمته.
كان عبد الله كثيرا ما يتمتم بعبارة حفظها الناس عنه، ولم يسألوه عن مغزاها ولم يفسرها لهم ولكنه كان يتمتم بها:
" هلا هلا، الدنيا دي يا ما ورتنا، شفنا فيها الشجاع وال######## والكريم والبخيل."
خرج يوما ببضاعته، فأدركه غروب الشمس في إحدى القرى بشرق النيل. لم تكن هناك وسيلة لعبور النهر بعد الغروب فقصد القرية القريبة يطلب المأوى.
يقول عبد الله:
" قصدت بيتاً في طرف القرية. ولما اقتربت من البيت أبصرني صاحبه من بعيد فسارع بدخول داره و أغلق الباب وراءه. عرفت أنه رجل بخيل؛ رغم أنه رجل غني تعج حظيرته بالخراف والأبقار والشياه والجمال ، وجمال بيته المبني على أحدث طراز يشهد بذلك أيضا. في تلك اللحظة أقبلت زوجته من بيت الجيران، فرأتني قادماً صوب الدار. انتظرتني، وقد أسدلت ثوبها على وجهها، حتى وصلت فحيتني ببشر ولطف وقالت:
" حباب الضيف، أهلاً بالضيف. أتفضل ، (علي بحلفو) كان تنزل."
قال عبد الله نزلت من حماري وأنزلت البضاعة، من ظهر جمليَّ لأريحهما من تعب النهار، وقد انشرح صدري لترحيب المرأة الحار. أسرعت المرأة تشرع لي الباب ولا زالت تردد عبارات الترحيب. دخلت البيت ؛ فسقتني ماء باردا. قدمته لي بأدب جم ثم خرجت لتسقي البهائم وتعلفها، وأنا أراها من مكاني.
لم تمض لحظات حتى أحضرت لي الطعام، لحما بأنواعه، شواء و مقليا ونيئا (مرارة). شكرت المرأة ، على حسن ضيافتها وفائق كرمها وكريم أخلاقها. إلا أن موقف زوجها ال######## لم يعجبني وأفسد عليّ حفاوة زوجته. عزمت على أن ألقنه درساً لا ينساه ما دام حيا. دخلت الحظيرة فاخترت أكبر خروف وأخرجته خارج الحظيرة ثم بطحته أرضا. كبرت ثلاثاً ثم ذبحته.
سمع صاحب الدار شخير الخروف وهو يلفظ أنفاسه، وكان مختبئا خلف الباب يرقب ما يحدث خارج الدار . رأيته يسترق السمع محاولاً فتح الباب ببطء ، فلما رآني حاول صك الباب. ناديته وقلت له:
" الخايف منها بقت ، خليك راجل وتعال طالع لي بره" . فخرج الرجل منكسراً مطرقاً برأسه إلى الأرض. لم يستطع النظر إلي، فقلت له:
" تبقى مرتك أرجل منك، مرتك تحلف على الضيف بالطلاق (علي بحلفو)، وإنت قاعد مندسي جوه بيتك؟ الناقصك شنو؟. الحمد لله ربنا أداك وأغناك . زريبتك مليانة بالحلال. بدل ما تحمد الله وتشكره على نعمته، تقعد تتدسى من الضيوف. أعترف الرجل بخطئه و قال للضيف:
" ها زول والله إتلومت معاك عليك الله إن ما سامحتني ، المسامح كريم، الليلة أديتني درس في الأخلاق أعاهدك ما بنساه لامن أخش التراب.
قال له عبد الله:
" العفو يا أخوي ثم جلسا يتآنسان، ولم تنس زوجته أن تحضر لهما الشاي. أدركتهم صلاة العشاء، فصلياها جماعة وذهب كل منهما لمكان نومه.
وفي الصباح، قبل شاي الصباح، جاء صاحب الدار يحمل صينية الفطور التي كانت خالية من المرارة إلاّ أنها كانت عامرة بكبدة الإبل ولحم الجذور. فطرا سويا ثم شكره و شكر زوجته ، وانصرف راجلاً.
نادته المرأة قائلة:
" هي يا راجل نسيت حمارك وجمالك بي بضاعتهن؟"
التفت إليها عبد الله وقال:
" لا ، لا ، ما نسيتهن لكن حرّم ما يبرنّي وطلاق تلاتة كان عندك أخت، إلا أعرسها الليلة قبال باكر.
ثم تمتم بعبارته المشهورة:
" هلا هلا، الدنيا دي يا ما ورتنا، شفنا فيها الشجاع وال######## والكريم والبخيل."

Post: #190
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 09-15-2013, 04:13 PM
Parent: #189

Quote: يا حليل مريم مسافرة وفاطنة حالتها تبكي يا جماعة..

إسحاق ماك جاي تودعا؟؟

من يوم بت خوجلي ذهبت تودع " مريم" تاني ما جاتنا راجعة. آخر خبر سمعته أن " مريم" أصرت على بت خوجلي مرافقتها والسفر معاها لين تسلمها لعريسها . أصله "مريم " ما بتقدر ليها على جزاء والعملتو معاها بت خوجلي ما هين.

Post: #191
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 09-16-2013, 01:56 AM
Parent: #190

Quote: من يوم بت خوجلي ذهبت تودع " مريم" تاني ما جاتنا راجعة. آخر خبر سمعته أن " مريم" أصرت على بت خوجلي مرافقتها والسفر معاها لين تسلمها لعريسها . أصله "مريم " ما بتقدر ليها على جزاء والعملتو معاها بت خوجلي ما هين.





بت خوجلي فعلا كانت مسافرة تقدم مريم الا أم مريم وعمتها وأخواتها قالن هن كمان يسافرن..العريس وقف يعاين متحير..
ها اليتحير كان داير ..هو عشان عرسا قايل خلاص ماعندنا راي معاه؟؟

مريم بت كبدي تسكت تمسك فينا وتبكي..البت أول مره في حياتها تمرق مرقة بعيدة..اول مرة تخلي امها واخوانها وتفوت..كر علي يا مريم وحات إسم الله يوم سفرا ده..
البنية بقت ضعيفونة ولونا زرق..خسارة تعب اللخوخة وشراب المديدة والنشا..كله راح مع بوكاها !
وبس في وقفتنا ديك ما نشوف الا شيخ بابكر جاي وعيونه حمر منططات والعكاز في يده..حمار عيونه ده ماعرفته من البكا علي سفر مريم ولا من زعلو في قديمنا ليها!

الساعة النهرنا ليك ..أنا بس قلت الليلة بيدقني ويكسرني قبلي..إنت قايلوا جه ساكت؟؟
لالا جه يكورك..

- بلاش مساخر نسوان معاكن..تقدموها ليه..هي مسافرة مع راجلا..أها كمان دايرات تسافرن معاها؟؟ ولا بس ماشيات في شان تسونها غنا ومسخرة في الطريق؟
والساعة الرفع فيها صوته أعلي..

بلاش قلة أدب حريم وأدخلن لي جوه ما أسمع صوت واحدة فيكن وعلي بالطلاق البتعتب الباب ده الليلة أكسر فيها عكازي ده..

أنا بيشويش لفيت راجعة لي جوه انا نان بقدر علي عكاز شيخ بابكر؟؟

مريم يايابا ربنا يوصلها بالسلامة ويسعدها مع راجلا..




كدي النخش ناخدلنا غمضة..

...............
...............

Post: #196
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 09-23-2013, 07:05 PM
Parent: #191

Quote: كدي النخش ناخدلنا غمدة

وينك يا بت خوجلي عساك طيبة

Post: #197
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 09-23-2013, 07:25 PM
Parent: #196

بت الخضر ما شفت متل غيرتها. قام زوجها حاج أمحمد عرس فيها. بعد سبعة أيام جاءها راجع راكب حماره وريحة دلكته طاقه. طوالي مشت عليهو ودفرته بقوة لمّن وقع من حماره وكسر مخروقته، وقدت تصيح وتكورك فيهو: ما بتخجل، وكمان جاييني مدلك، إدلكوك بالخـ ....

Post: #199
Title: Re: مريم..
Author: Muna Khugali
Date: 09-25-2013, 07:51 AM
Parent: #196

Quote:


وينك يا بت خوجلي عساك طيبة



.

عليك الله منو طيب في الحال الحاصل في السودان ده؟؟
أسه أهل مريم تعبوا شديد وبعد ماكانو بيحلموا بالحياة تتحسن وخدمات تواكب مع العالم حولهم...
بقوا في اللقمة الياكلوها مرة في اليوم!
اسه مع المصارف المتزايدة كل ربع ساعة دي..
باقيلك بيقدروا يمشوا المدارس؟؟
والله الا الولد يمشي بصعوبة والبت تقعد في البيت..
ما اصلوا طبعا الولد أهم من البت..
لازم يتوظف ويجيب القرش..
............
............
وإنت قايل الدولار البيصل من الناس البره لأهلم الناس الجوه بقي يكفي علشان إرتفع؟؟؟
وحاتك ولا بيكفي كله رايح في زيادة الأسعار..
الناس بس فترت وبقي ما مهم يموتوا في مظاهرات ولا في إعتقال ولا يموتوا من الجوع..
في كل الحالات بيموتوا مقتولين!

..............
..............

وكمان عندي مشكلة تانية إسحق أخوي..
الدخول للمنبر بقي صعب شديد..
الصفحة تقيلة ومقطوعة
والإعلانات تشنكلك مليون مرة..
يعني تقعد ساعات علشان تقدر تدخل!

أها إنت أخبارك شنو وأهل فداسي؟؟

............

Post: #200
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 09-28-2013, 02:21 AM
Parent: #199

[QUOTE

وكمان عندي مشكلة تانية إسحق أخوي..
الدخول للمنبر بقي صعب شديد..
الصفحة تقيلة ومقطوعة
والإعلانات تشنكلك مليون مرة..
يعني تقعد ساعات علشان تقدر تدخل!

أها إنت أخبارك شنو وأهل فداسي؟؟

............


فعلا الدخول للمنبر بقى دايرلو صبر، وعشان الواحد يقدر يشارك أو يرد الله يعينه لغاية ما يجد" أيقونة" الرد.
عن أخباري الحمد الله بخير والدبرسة حاصلة والشفقة وعدم الإطمئنان على العيال بالسودان مع هذه الأحداث عامل لي قلق شديد. الله يستر
Post: #201
Title: Re: مريم..
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 09-28-2013, 02:40 AM
Parent: #199

وكمان عندي مشكلة تانية إسحق أخوي..
الدخول للمنبر بقي صعب شديد..
الصفحة تقيلة ومقطوعة
والإعلانات تشنكلك مليون مرة..
يعني تقعد ساعات علشان تقدر تدخل!

أها إنت أخبارك شنو وأهل فداسي؟؟

عن أخباري والأهل بفداسي الحمد لله بخير، لكن القلق والخوف حاصل ، والحاصل في السودان ما مطمئن وربنا يستر.

آسف لعدم إكتمال المداخلة الأولى ( الإقباس )