يقول الوالد انه في بداية المكتبة كان عنده توكيل للصحف السودانية
وكان هنالك شباب من المكافحين عملوا معه في توزيع الصحف
ذكر منهم هلاوي
Post: #10 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: Balla Musa Date: 01-29-2013, 08:16 PM Parent: #8
سلام يا درديرى كباشى كسلا من المدن الساحرة كان السيد عمر الحاج موسى من الذين فتنوا بكسلا وقال فيها الدرر من خطاباته:
أربع لم يتغيرن أبدا ولم يزدهن الدهر إلا جمالا على جمالهن أول الأربع جبال التاكا الناظر إليها من عل كنهود الحسناء للحسناء عالية ترضع القمر. وثانى الأربع القاش العظيم لف بساعده خصر كسلا فزرع أهلى على فخذيه فاكهة وأبا وحدائق غلبا متاعا لهم ولأنعامهم.
وثالث الأربع: أهل كسلا نجدتهم غوث وكلامهم غيث حلو كأنهم يغسلونه قبل التحدث به. ورابع الأربع: أخى وصديقى محمد عبد القادر عمر محافظ كسلا.
وقال أيضا فى خطاب آخر: كسلا عاصمة العواصم الكبيرة والدويم عاصمة العواصم الصغيرة كلاهما ترى ولكن فى الأولى ملاحة وجمال..
وها هي القصيدة التي شهرت الشاعر توفيق صالح جبريل اكثر من شهره هو لكسلا .. ذهب يمتحدها فاصبحت صاحبة فضل عليه مع تقديرنا اللامتناهي للشاعر المبدع توفيق صالح جبريل ::
نضّر اللهُ وجهَ ذاك الساقي إنه بالرحيق حلَّ وثاقي فتراءى الجمالُ مُزدوجَ الإشراق يَسبي مُعدّدَ الآفاق كان صبحاً طلقَ المحيّا نديّاً إذ حلَلْنا حديقةَ العشّاق نغمُ الساقياتِ حرّك أَشْجَاني وهاج الأسى أنينُ السواقي بين صبٍّ في حبّه متلاشٍ ومُحِبٍّ مستغرقٍ في عناق وتلاقتْ في حلبة الرقصِ أيدٍ وخدودٌ والتفّ ساقٌ بساق فظللنا والظلُّ والطلُّ هامٍ في انسجام وبهجة واتّساق وفتاةٌ تختال تختار كَرْماً وغريرٌ لمخدعٍ مُنْساق والغواني الحسانُ بين يدينا تتثنّى في القَيْد والإطلاق أقبل الصبحُ والشهودُ نُهودٌ مسفراتٌ، أَمَا لها من واق؟ ظلّتِ الغيدُ والقواريرُ صرعى والأباريقُ بِتْنَ في إطراق اِئتِني بالصبوح يا بهجةَ الرُّوْح تُرحْني إنْ كان في الكأس باق يا بنةَ «القاشِ» إن سرى الطيفُ وَهْناً واعتلى هائماً، فكيف لحاقي؟ والمنى بين خَصرها ويديها والسنى في ابتسامها البرّاق «كَسَلا» أشرقتْ بها شمس وَجْدي فَهْيَ في الحقّ جنّةُ الإشراق
درديرى يا كباشى مالك علينا يابا هذه مدينة ليست ككل المدن مدينة قرية اهلها يشبهون نسيمها و عبقها شخصيا شهادتى فيها مجروحة رغم انى ذو اصول من الجيلى لا دامر المجدوب و لكنى ولدت فى اخر قرية فى جنوب البطانة و لكن تربطنى بها ذكريات الجن الاحمر خالى كان سكرتير اتحاد الكرة فى فترة من ثمانينيت القرن الماضى و خالى الآخر من قدامى سكانها كان تمرجيا فى مستشفاها و قريبى كان مدير شرطتها و نسيبى من الحلنقة ان لم تخنى الذاكرة ود ناس محمد زين اوشيك زوج بنت عمى و الذى سودن دلتا القاش المهندس محمد على بابكر من اهلنا و المربعات انسى بس و السوريبة ما تتكلم و درستنى استاذة كريمة فى مدارس الامم المتحدة اسمها سلوى الصباحى ما فتئت ابحث عن هذه الماجدة يا كباشى اخوى انا ممكن اكتب للصباح و فى الحلق غصة
Post: #17 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: Balla Musa Date: 01-30-2013, 01:51 AM Parent: #16
Quote: «كَسَلا» أشرقتْ بها كأسُ وَجْدي فَهْيَ في الحقّ جنّةُ الإشراق
سلام تانى يادرديرى
هل هى شمس وجدى أم كأس وجدى؟
Post: #18 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: ادم شحوتاي Date: 01-30-2013, 09:10 AM Parent: #17
يا الله يا درديري عمنا كباشي الامين وعمنا ابراهيم داود واستاذنا عبدالرحيم كجراي واخونا محمد حسينابي اسماء عوالم في المعرفة والنور في كسلا رحمهم الله بقدر عطائهم للسودان عامة وابناء كسلا خاصة ... نأمل التوثيق بما يستحق عمناواستاذنا كباشي الأمين ...
Post: #22 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 01-30-2013, 09:43 AM Parent: #18
سلام يا شحوتاي
معا للتوثيق لعباقرة هذه المدينة المدهشة
كسلا الخضراء الصامدة الصامتة
Post: #20 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 01-30-2013, 09:36 AM Parent: #17
مشكور يا دكتور يا لماح جرى التصويب
Post: #19 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 01-30-2013, 09:33 AM Parent: #16
تمام يا امجد فعلا كسلا مدينة ساحرة فهي تترك اثرا شبيها بالدين في نفس كل من زارها
كن قريبا لتسمع مزيدا من السحر
Post: #21 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: الطيب عثمان يوسف Date: 01-30-2013, 09:43 AM Parent: #19
ادم شـحوتاي ، عبدالله كسـلا ، مصطفى هـمد
هامات تجاوزت قمم التاكا فى الأدب و الخلق الرفيع
*** لذا هي تفتخر ونحن كذلك ...
Post: #24 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: طارق عياد Date: 01-30-2013, 10:08 AM Parent: #21
الاخ العزيز درديري عساك طيب والاسرة الكريمة والاخوان مجدي وفكري حقيقة كسلا من المدن التي يعجز اليراع عن وصف الابداع الذي يسكنها مدينه ملؤها الروعه والجمال الفطري الذي ابدعه الخالق فيها تبدا صباحك فيها بالمرور في سوقها العامر متجولا في كل انحائه وان حان وقت الافطار فعليك بالسلات والقرار الرائع عند العصاري يحلو التوجه الى توتيل الفخيم وما اجمل الجبنه عند سفحه الجميل السواقي الجنوبيه وما ادراك ماهي كسلا باختصار جزء من جنه ارضيه ابدعتها يد الخالق عز وجل
Post: #23 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: حسن مهدي Date: 01-30-2013, 10:03 AM Parent: #19
درديري : حياك نريد ان نكتب عن كسلا او قول تكتبنا كسلا نستنفر كل الحواس كما لم تستنفر من قبل ونكتب بصدق المشاعر وتهطل الكلمات كالغيث ..نستدعي كل مخبوءها وتتزين كسلا في خضرة متناهية تسر الناظرين ... فكسلا هو دفتر الحضور الذي لم يتخلف عنه أحد .. وهو قلم الحب الذي يكتب أجمل العبارات .. هو قلب يضخ في شراييننا دم التآلف ... في حضرته ننسى ذاتنا لتكون هي العنوان والتاريخ والارض ... هي الإنتماء ... لن نسقط عنه بل نرتقي معه... درديري يا نسيم الصبح شكرا لك ...وألف شكر الان سيأتونك .. واحدا تلو الاخر ...بدأ من العمده شحوتاي ويتوالى الحضور
مودتي
Post: #25 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 01-30-2013, 10:14 AM Parent: #23
مشكورين الطيب والباشمهندس طارق عياد والاخ حسن مهدي ززز
يقيني التام كما قال حسن
كل من اراد ان يكتب عن كسلا يكفيه مروره بها فقط بعد ذلك يترك لقلمه العنان فهي كفيلة بان تسطر عن نفسها كل نفيس زجميل ......
Post: #26 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 01-30-2013, 10:21 AM Parent: #25
الحلقنقي وكجراي وابراهيم حسين وعمر الشاعر
هؤلاء الرباعي الفخم اولا نعلن تشرفنا انهم ابناء كسلا
قلت ابدأ بالحلقني .ز
وجدت نفسي غارقا في بحر من الدهشة
من اعمال هذا العملاق
واعلنها بكل جراه واقول كسلا لو لم تنجب سوى الحلنقي لكفاها
وشعراء الاغنية السودانية لو لم يكونوا سوى الحلنقي لكفى السودان طربا
هذا الرجل الذي علمنا كيف نتعلم من الايام مع ابو الامين
ومغازلة الماضي والحاضر والمستقبل مع وردي
أقبلك في زمن ماضي وزمن جاي وزمن لسع
اشوف الماضي فيك باكر يا ريت باكر يكون هسع
Post: #27 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: بجاوى Date: 01-30-2013, 11:18 AM Parent: #26
مالك يا درديرى تقلب علينا الاشواق وترجعنا الى تلك الايام الجميلة ونحن فى هذه الغربة اللعينة واصل
Post: #28 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: نور الدين عثمان Date: 01-30-2013, 11:47 AM Parent: #26
درديرى يا جميل ....
كسلا هى روحنا ونفسنا ومهما قلنا فيها نحس ان هناك ما لم يقال ... يالاه باقى تكتب عن كباشى العربى ( نسال الله ان تكون الجنة مثواه ) وكمان شله منتدى مكتبة كباشى ..
Post: #29 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: سيف اليزل برعي البدوي Date: 01-30-2013, 11:53 AM Parent: #28
كسلا هي اجمل مدينة في السودان و ده من الصور بس لاني لم اراها.
سلام يا سيف اليزل انت رجل ادهشتك الصور فقط فما بالك بطبيعة مضخمة بشذى الازهار ورزاز المطر
Post: #55 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: هنادى عثمان Date: 01-31-2013, 05:32 PM Parent: #31
لك التحية اخي درديري وجاري في محطة (الحجر) بكسلا المربعات وكسلا ستظل في العمق وفي خاطرة كل من ترعرع بها كسلا مسقط راسي ومرتع صباي مكتبة كباشي الامين بلا شك هي احد منارات العلم والمعرفة وكنت حينهااستقي منهاالمعرفة وانا في بداية طريقي او طفولتي وكنت من المداومين والمشتركين علي قراة عدد من المجلات منهاخاصة مجلة ماجدالتي كنت اترصدها عموما بطول الزمن كبرنا ولكن مازلت ازكر كسلا حارة حارة زنقة زنقة وبنقول لكسلا مهما مهما رحلنا بعيد اقدارنا ما في الايد والذكريات ياقلبي تحفظ جميل الريد فعلا مهما رحلنا بعيد اقدارنا ما بالايد
لك التحية وللغالية كسلا وجميع قاطنيهامحبتي وشكرا للبوست الجميل هنادي
الجميل أبو الدر --- قالت خنساء السودان --- أواه.. يا كسلا
اواه يا كسلا فالشوق يزحمنى وذكرياتى بذاك الحى تعزينى ولهف نفسى الى رؤياك يظمئنى من يأتنى قطرات منك تروينى ما كان بعدى عن سأم ولا ملل لكن دروب المعالى تلك تدعونى
ودون سابق انذار او مقدمات في اول يوم من اول يونيو او اواخر مايو يمكن انيهل القاش
في فصول الجفاف يتحول مجرى القاش الى ميادين للعب الكرة للهواة
يقول صديق انه كان معزوم تمرين
قي القاش
وقال اثناء التمرين شاهدت موجة غبار من بعيد تجري نحونا ولفت نظر احد ابناء المنطقة.
لاحظ الجميع ذلك فجأه انفض التمرين وكل واحد خطف نعليه وبدأت موجة جري عنيف ناحية الضفة ..
وانا جاري اسال عن السبب ( في شنو يا اخونا ) قالوا القاش جا اجري خارج رقبتك ..
وطلبوا مني الجري بطريقة قطرية حتى نبعدقدر الامكان بالفعل ما كدنا نصل الضفة الا وكان المجرى قد ابتل بالماء الجاري والذي يحمل اشجاره مخلوعة من جزورها
هكذا هو نهر القاش
متمرد تحس انه صاحب مزاج يقرر متى ياتي متى يهجم
Post: #38 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: على جويلى Date: 01-30-2013, 07:07 PM Parent: #37
الاخ العزيز درديرى السلام عليكم ورحمة الله تظل كسلا حاضرة فى الذهن و تحتل مساحات فى خارطة الخواطر والذكريات .. كل ماطل علينا صباح ابصرنا التاكا الشامخة ومكرام الطيبة .. اعرفك اخى الاصغر درديرى منذ ان كنت طفلا وكنت دائم الحضور لمنزل جدك الخليفة خوجلى عليه رحمة الله فى فتره السبعينات .. فى تلك الفترة والدكم كباشى عليه رحمة الله كان مشهورا بمطابعه التى تحمل الينا البشرى بالافراح والعقبة عندكم فى المسرات .. تحية خاصة لصديق الطفولة مجدى كباشى ..
Post: #39 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: صلاح عباس فقير Date: 01-30-2013, 08:10 PM Parent: #38
الأخ الدرديري وكل شباب كسلا الرائعين سلام أول ما سمعنا بكسلا ، ونحن صبية، من خلال أغنية التاج مكي: (مين اللي ما بعرف طيبة شباب كسلا) ثم في المرحلة الجامعية، شهدنا هذه الطيبة والروعة كلها متجلية، في زميلنا الكسلاوي (عبود حسن سيدأحمد) سقى الله قبره بشآبيب رحمة ورضوان، بالله ادعوا لهذا الشاب الرائع، الذي تدفق في صحراء غربتنا أخوة ومرحاً، فأحبه الجميع! ثم وجدتني يوما، متحركاً من بورتسودان إلى الخرطوم، فتذكرت كسلا، فعزمت على المرور بها ولو ليلة واحدة، ولم يكن في ذهني عنوان معيّن، لذلك وجدتني أغازل شوارعها، باحثاً عن منزل رفيقي (الدرب المغربي) حسبو وأخته سلوى محمد عبدالله، رأيت إحداهنّ مطلة من عتبة بابها، فسألتها، فلاحظت أول ما لاحظت آثار التعب والإرهاق، فعزمت على أن أدخل أولاً، وبعد شوية حيجي زوجها ويوصف لي، فأعدت لي كوب من الليمون المركز البارد، لن أبالغ إذا قلت إن مذاقه ما يزال في لساني! حقيقة لم أهتدِ إلى مقصدي إلا في اليوم التالي، لكنني استمتعت فعلاً بقضاء أوقات طيبة جداً، برفقة الأخ عبد الإله محمد عثمان! وأصبحت متيما بكسلا!
Post: #41 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: عبدالهادي محمود كسلا Date: 01-31-2013, 07:05 AM Parent: #40
القامة درير كباشي كم أنت رائع وجميل وأنت تحاول أن تعبر عن مشاعرك تجاه حبيبتي فحقاً كما سبقني الرائعون هي مدينة مهما كتب في حقها لن نوفيها فهي كالمحبوبة التي لم يجنح الفؤاد يوماً لسواها تحتفظ برونقها رغم ما شابها من خدش ستبقى هي كسلا الوريفة نضال وجمال ومنبع المبدعين والرواد وشعلة الخير والمبادئ
Post: #42 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: عمران حسن صالح Date: 01-31-2013, 10:10 AM Parent: #41
مساحةالصالة امام مكتبة كباشي التي هي اضافة الى كونها تحولت الى منتدى ادبي ثقافي تلقائي وعفوي
يمكن تكون بعرف المنتديات اليوم هو جلسة ونسة
لكن هو كان دور اكبر من ذلك
لان هذا الملتقى جمع كذلك زعماء قبائل الشرق
دون ترتيب نذكر منهم
عمنا مراد شيكلاي ناظر عموم قبائل الحلنقة متعه الله بالصحة والعاقية
عمنا حامد كفو زعيم قبيلة البني عامر رحمه الله
عمنا دقنة من زعماء الهدندوة متعه الله بالعافية
وقد كان عمدة المجلس والبيجاوي المثقف من اوائل خريجي كلية غردون عمنا الراحل
طاهر حسين شنقراي زعيم قبيلة الارتيقا
هو كان له مكان جار المكتبة فكانت الجلسة هي مشتركة بين دكانه وامام مكتبة كباشي .. وعمنا شنفراي رحمه الله كان انموذج للانسان المثقف الخلوق الهادئ والذي يعطيك احساس بقدرته على حل قضبة اتلشرق الاوسط دون ان يرفع صوته ... وقد كانت له مكانة خاصة عند الوالد وباقي اهل المجلس اذ كنا نبدأ جولة صباح العيد ببيته هو حتى قبل الاقارب والآخرين ..
ونشهد لهؤلاء الزعماء بالادب الجم والحكمة والهدوء فهم كاتوا يشكلون مرجعا لافراد قبيلتهم خصوصا القادمين من الريف .. كانوا كثيرا ما يجتمعوا بزعيمهم للمشورة وكانت تحل قضياهم دون ان تسمع اي ارتفاع للصوت او حتى يغرف الآخرين ما هي قضية هؤلاء ..
وقد يحتاج لورقة بيضاء من المكتبة ليكتب مذكرة او توصية
من ظرفاء المدينة كدارة انسان يحب الطرب والحفلات بل يأخذ الموضوع على محمل الجد كأنها مسئولية القيت على عاتقه كان يعمل بالاشغال العامة الحكومية. كان لايخلو من وسامة واناقة حريص على ربطة العنق ربما اكثر من العريس نفسه كان يتبارى شبان المدينة الذين يعملون بالبنوك في أهداء الكرفتات التي تزيد عن حاجتهم لكدارة
لم يكن كدارة ينتظر كرت دعوة من اهل عرس .. بل هو كان يعتبر نفسه اخا لكل عريس من ابناء كسلا..
كدارة لم يكن يتبع الموضات في الرقيص .. مثلا الرقصات التي يبتكرها الشباب مثل النبقة والقرد والركشة وهكذا لم تكن تعنيه ولا يحرص على تقليدها .. لان له طريقته الخاصة في ابتكار رقصاته ..
والحق يقال انه كدارة كان متزن الايقاع جدا ( غير اشتر) فكان رقيصه جميل حتى لو لم يشبه احد ..
لكن الغريبة ان كدارة يتأنق ويحضر الحفلة دون دعوة من أحد لكن لاينزل الى ساحة الرقيص الا بدعوة من الشباب وبعد ممناعة مصطنعة من نوع ( اتفضل يا استاذ ورينا حاجة) وهو يتصنع عدم الرغبة قليلا ثم ينزل ساحة الرقص ليبدع في التلوي والانكماش المنضبط مع الايقاع بصورة مذهله ..
حب كداره للحفلات والهجره لها في ابعد الاماكن كثيرا ما يدخله في مطبات وقصص طريفه يحكيها بنفسه لابناء الحي ..
الشخصية الظريفة الثانية الكابتن مقر رحمه الله .. الحقيقة كما ذكرت انا لست بصدد توثيق لكسلا لذلك اكتفي بالالقاب ونرجو المغفرة ان لم تطابق المواقف مع الواقع ..
كابتن مقر هو مثل كداره رجل تجده في جميع مناسبات أهل كسلا مجامل جدا لكنه لم يكن معني بالرقيص او هاوي كما كدارة
لكن كابتن مقر هو كلاعب كرة قديم درج واصبح مدربا لكرة القدم ..
لكن مقر رقم عن حصافته وإتقانه لاساسيات التدريب وكرة القدم الا انه لم يكن موفقا مع الفرق التي يتولى تدريبها .. بل كثيرا ما يهبط فريقه للدرجة الادنى ..
من الطرائف في أحدى الدورات المدرسية تولى كابتن مقر تدريب مدرسة عمر الحاج الموسى الثانوية
علق أحد الظرفاء قائلا : يمين ياناس مدرسة عمر الحاج موسى كان ما لحقتو نفسكم مقر دا ينزلكم الابتدائي ...
وقيل مرة تولى تدريب فريق خسر الفريق كل مبارياته ولم يكسب سوى نقظة واحدة من تعادل يتيم .. وفي آخر مبارة خسرها كالعادة اراد في النادي ان يجتمع بااللاعبين ليبرر لهم الهزيمة .. الا انه رئيس النادي سبته وقال له : لو سمحت يا كابتن مقر خلاص كفاية نحن عايزين نجيب لينا مدرب ثاني ..
على الفور رد مقر بسخريته المعهوده : نقطتكم الواحدة دي حقوا تجيبوا ليها بوليس عشان تبقى نقطة بوليس ..
رحم الله الكابتن مقر بقدر عطائه الذي لم يشوبه من ولا اذى لآحد ..
شخصية طريفة أخرى هو عمنا سليمان نفخة او سليمان نفخو
رجل طاعن في السن تجاوز الستين
يرتدي الزي السوداني كاملا
يقال ان بعقله خلل .. لكن يشهد الله انه لم يؤذي أحد .. كل مشكلة عمنا سليمان ثقته في نفسه متضخمة اكثر من اللازم وتجاوزت حد القناعة بمراحل بعيده
لدرجة أنه بات يعتقد أن اي عمارة تحت التشييد واي بضاعة مشحونة هي ملكه الخاص ..
ويتحدث بثقه .. كثيرا ما يأتي عند البنايين ويحثهم لشحذ الهمم وانهم لازم يخلصوا المبنى في زمن وجيز وانه سيكافئهم ..
اعتقد صديقنا زهير الزناتي له موقف عملي مع عمنا سليمان نفخو ليته يحكيه لنا ليقرب الصورة أكثر .. عمنا سليمان يحمل في جيبه اوراق في الغالب هي كروت أفراح قديمه هو يعتبرها شيكات ..
البنائين الذين يعرفونه يجارونه ويطالبونه بالاموال فيستخرج كروت الافراح باعتبار انها شيكات ويصرفها لهم ..
أما الذين لايعرفونه فهم يعملون بهمه فعلا عشمانين في مكافأته مخدوعين بجديته غير المفتعلة وزيه الكامل الناصع البياض ..
Post: #66 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: احمد الأمين على إدريس Date: 01-31-2013, 09:17 PM Parent: #65
اليوم .... والايام التالية .. وعلى خشبة .. مسرح تاجوج ... مسرحية ... عينك في الفيل ..
اذا كنت تجول في شوارع سوق كسلا .. طرق مسامعك صوت ميكرفون وهو يصدح بالطريقه اعلاه تأكد انك تستمع الى اخينا فيصل دعاية ..
رجل بذكاء فريد أمتهن مهنة لم يسبقه عليها احد ..
هي مهنة نداء اكثر منها أعلان او اعلام ..
أعتاد اهالي كسلا وزائريها من فنانين وفرق مسرحية ان يوكلوا مهمة النداء لعروضهم الى الاخ فيصل ... وفيصل له ميزة عجيبة ... له طريقة في ان يقسم الكلام بصورة واضحة تصل لاذهان وفهم الجميع
ورغما عن تباين اللهجات واللغات في مدينة كسلا لكن نادرا ان تجد شخص لم يفهم ما ينادي له فيصل ..
وفي غير المناسبات والمسرحيات اليومية لا يخلو فيصل من شئ ينادي له حتى افلام السينما الهندية ..او مباريات كرة القدم ..
واثناء مرور سيارة الميكرفون عبر السوق تجد فيصل يشاغل في المارة ويهازرهم مرات بلهجاتهم ولغاتهم مثلا للهوسا ( شيني هاكا ياخ .. فلم هندي قوي بونية تقد الشاشة )
وفي الاستاد فيصل هو مزيع الاستاد الداخلي الذي يعلن عن المباريات القادمة او التكريم بين الشوطين ..
لان ابلغ لو قلت ان فيصل أعطى كسلا ميزة لا تقل عن جبل التاكا ونهر القاش ربنا يمتعه بالصحة
Post: #69 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: احمد الأمين على إدريس Date: 01-31-2013, 09:57 PM Parent: #65
هو مشجع كرة قدم من قبيلة الحلنقة وبالتالي هو مشجع نادي الاهلي ..
بل أضيف ميزة عجيبة وفريدة وليتها تعمم في جميع السودان ..
وهو الصراع القبلي في كسلا محصور فقط في أندية كرة القدم .. اذ بطريقة مقصودة أو غير متعمدة هو الاندية الرياضية في كسلا معظمها قبلية ..
فريق الاهلي هو نادي قبيلة الحلنقة والشباب للبرنو والقاش للهوسا والفلاح للشايقية .. بعداك ممكن ان تطلق على باقي الاندية القومية .. لكن الصراع الرياضي في الاستاد هو مناكفات بريئة لاتتجاوز الملعب ابدا ..
عمنا اب أحمد مشجع نادي الاهلي له مكان مميز في الاستاد بحيث تجد كل الكراسي التي تحيط بكرسيه محجوزة لناس ربما يكونوا متشوقين لتعليقاته اكثر من المباراة نفسها ..
انا شخصيا حضرت له تعليق في مباراة مع نادي القاش .. وكان القاش فائز بثلاثة أهداف دون مقابل ..
نادي القاش ايضا له مشجع مشهور أسمه سلطان ايضا له تعليقات طريفة .. قال سلطان في تلك المباراة محاولا إغاظة أب احمد : يا أباحمد نحن الكاس دا عاوزين نمشي بيه عمره ..
فرد أب احمد بغيظ : تمشوا بيه عمره هو كاس ولا جواز سفر .......
نسبت كثير من التعليقات الطريفة لاب احمد .. مثلا في مباراة كان فريقه مهزوم فيها ... ينفرد راس الحربه لفريقه بالمرمى وفي لحظة التسجيل يقف كل المشجعين .. الا ان اللاعب تطير جزمته لتدخل المرمى وتخرج الكرة خارج الملعب ... يصفق اب احمد يديه ويقول لللاعب ( بعد كدا الا يلبسوك كورة )
Post: #71 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: بجاوى Date: 02-01-2013, 11:27 AM Parent: #70
درديرى تحياتى واستراحة قصيرة وقديمة مع الكابلى لكى نسترجع بعض من الذكريات وجمعة مباركة للجميع
كسلا حتى مجانينها ظرفاء لهم مواقف عجيبة وطريفة .. رجالا ونساء
سنتطرق لوصفهم فرادى وهم عينات من النساء
خديجة مرة اللوري ... حليمة ..... المهببة .... لولي الحبشية
ومن الرجال .. ادريس .. العجب ... صالح ..حواشات ...
سأأبدا من النساء بخديجة
انا على عجالة اليوم
غدا التفاصيل
أذهبوا بعيدا
لكن لا تنسوا ان ترجعوا
Post: #73 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: Abdulmutaal Mohammed Date: 02-02-2013, 08:34 AM Parent: #1
أخ درديري كباشي يا مفعماً بحب كسلا يا سعدك بكسلا ويا سعد كسلا بك أعلم أنك وفي كسلا أعطتنا كل شيء ولن نعطيها اليسير مما أعطتنامهما فعلنا أنت اليوم ترد جزءاً من هذا الجميل لهذه الأم الرؤوم لك الود متابعة وإعجاب........................
Post: #74 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: ahmedona Date: 02-02-2013, 08:51 AM Parent: #73
Quote: اليوم .... والايام التالية .. وعلى خشبة .. مسرح تاجوج ... مسرحية ... عينك في الفيل ..
اذا كنت تجول في شوارع سوق كسلا .. طرق مسامعك صوت ميكرفون وهو يصدح بالطريقه اعلاه تأكد انك تستمع الى اخينا فيصل دعاية ..
رجل بذكاء فريد أمتهن مهنة لم يسبقه عليها احد ..
هي مهنة نداء اكثر منها أعلان او اعلام ..
أعتاد اهالي كسلا وزائريها من فنانين وفرق مسرحية ان يوكلوا مهمة النداء لعروضهم الى الاخ فيصل ... وفيصل له ميزة عجيبة ... له طريقة في ان يقسم الكلام بصورة واضحة تصل لاذهان وفهم الجميع
ورغما عن تباين اللهجات واللغات في مدينة كسلا لكن نادرا ان تجد شخص لم يفهم ما ينادي له فيصل ..
وفي غير المناسبات والمسرحيات اليومية لا يخلو فيصل من شئ ينادي له حتى افلام السينما الهندية ..او مباريات كرة القدم ..
واثناء مرور سيارة الميكرفون عبر السوق تجد فيصل يشاغل في المارة ويهازرهم مرات بلهجاتهم ولغاتهم مثلا للهوسا ( شيني هاكا ياخ .. فلم هندي قوي بونية تقد الشاشة )
وفي الاستاد فيصل هو مزيع الاستاد الداخلي الذي يعلن عن المباريات القادمة او التكريم بين الشوطين ..
لان ابلغ لو قلت ان فيصل أعطى كسلا ميزة لا تقل عن جبل التاكا ونهر القاش ربنا يمتعه بالصحة
سكنت خديجة بغرب القاش حي العمال اذكر ان زوجها يسمونه ناس حي العمال اللوري لا ادري هل هو لقب او اسمه الحقيقي لكن كان له صوت غريب ومميز وجهوري جدا لدرجة انك ممكن تعتبر الطيب صالج وابو داوود عليهما اا لرحمة اطفال لم يبلغوا الحلم مقارنة صوتهم الجهوري الشهير بصوت اللوري .. ربما كان هذا هو سر اللقب ..
خديجة كانت تعبر القاش وتجوب السوق تجمع الصدقات من المحسنين
لكن ما يحير انه خديجة لم تكن تشحذ من طرف اي تطلب الصدقة من كل اهل السوق .. بل كان لها أناس معينين تطلق عليهم اسماءا من رأسها .. من ضمنهم كان الوالد رحمه الله تسميه موسى وكانت حصته اليومية ( طرادة ) أي خمسةوعشرين قرش .. لا تقبل اكثر منها أو أقل .. تجي وتقف في ركن المكتبه .. وتقول ( موسى جيب الكرامة) تطلقها دون ترجي بل بصيغة امر كأنها تجمع في ايجار يومي او اشتراكات عضوية .. الوالد تعود عليها بل كثيرا ما يحضر لها الطرادة قبل مجيئها ..
مرات يكون مشغول وهي تاتي وتقف عند الباب بعد جملتها .. بعض الحضور يحاول ان يصرفها بأن يدفع لها لكنها لم تكن تستلم من أي احد بل هي ملتزمة بعضوية ثابته تجدها تنظر للرجل الآخر مادا لها يده بإزرداء واحتقار حتى يحس بالحرج ويعيد ماله الى جيبه ..
تركت خديجة حيرة في راس كل من عرفها .. هل هي كانت تشحذ فعلا .. اذا كانت كذلك اذا لماذا لا تقبل الصدقة من كل الناس ولماذا مبلغ معين كأنه رسوم اشتراك ؟؟ وسؤال آخر اذا لم تكن تشحذ اذا ما الذي كانت تجمعه من عضويتها المعتمده هذه ؟؟؟ اعتقد انه سر دفن مع خديجة ..
كان طبع آخر محير .. هي تكون ماشة لو لاحظت لها مرة تجري ومرات تقف وفجأة تجري .. بعد ملاحظة اتضح انه خديجة يستحيل تترك شخص يعبر أمامها بالعرض .. لكي تضح الصورة تخيلها تقود سيارة فهي ستقطع كل الاشارات بغض النظر عن كونها حمراء او خضراء ..
اذكر مرة انه تم ارسالي الى قهوة البحر الاحمر لطلب قهوة لاحد الضيوف كنت في المرحلة المتوسطة وانا عائد من المشوار لمحت بطرف عيني خديجة وقررت ان اعرف الى اي مدى التزامها بعدم ترك اي شخص يعبر امامها .. فقررت ان امشي اعبر من امامها .. مشيت مسرعا وبطرف عيني لمحتها هي ايضا اسرعت الخطى .. وزدت اناسرعتي كذلك هي سرعتها زادت اكثر لدرجة بتنا متوازيين كاننا في سباق هرولة ... انا قلت اجري وهي امرأه اكيد لن تجري وجريت فعلا لافاجأ بان خديجة ايضارفعت ثوبها و جرت .. وانفجرت ضحكة من كل حضور زبائن فوال النيل وزبائن المقهى .. فجأتئني لاني لم اكن ادرك بأننا مراقبين استسلمت ووقفت خجلا من منظري ..
وخديجة كانت ايضا لها حساسية مفرطة ضد بنات جنسها من النساء . تكره المرأه كثيرا ما صادف وجودها بالمكتبة وجود امرأه فكانت تشد منها ثوبها وتحاول تعتدي عليها .. سر آخر من أسرار خديجة ... وخديجة كانت مدمنة للحفلات .. وكانت ترقص بعتف وبمزاج عالي لكن وقوفها يكون في الجزء الرجالي من الحفل بعيدا عن بنات جنسها ..
Post: #80 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: الامين موسى البشاري Date: 02-02-2013, 07:11 PM Parent: #79
دريري يا صديق
وأنت أحد مبدعي كسلا وواحد من اجمل ما عرفت شكراً لانصافك كســـلا .. واحببنا كسلا عشانك كأنها كانت تنتظر دخولك المنبر لتظهر مفاتنها الظاهرة أصلا في كل تفاصيل جمال أهلها .......
شخصية نسائية أخرى طريفة وتستحق التأمل هي حاجة حليمة ..
ذات أصول ارتريا .. كبيرة السن تجاوزت الستين .. انسانة مسالة .. كانت هي مثل خديجة في انها نتقائية في شحذتها لكن هي انتقائها للمكان فقط وليس للافراد ..
ما يميز حليمة هو حديثها المستمر .. فتعطيك احساس بأنها مجموعة من الناس في سمر مستمر .. تحكي وتجاوب وترد على اشخاص غير مرئيين .. قد يكون هذا حال كثير من المجانين ..
قررت يوم ان اجرب هل هي تحكي عن ناس معينين تعرفهم ام كلام عشوائي .. قلت ادخل لها اسماء في النص ..
قلت لها : فاطمة أخبارها شنو يا حليمة ..
قالت : لي فاطمة ماشاء الله ما عرسوها وطلعت في الحفلة زي القمر عرسها عمر ولد سعدية ووداها حلفا الجديدة . سكنهاهناك وهسع قالوا حامل وراح تولد هنا مع امها .. امها قالت ماشة الحج لكن لو جاتها فاطمة ممكن تؤجله للسنة الجاية ..
قاطعتها باسم ثاني لاني شعرت ان قصة فاطمة لن تنتهي .... فقلت لها وعثمان عمل شنو ؟؟
قالت : عثمان الله اكبر عليه طلق فايزة ورماها بعيالها وربنا انتقم منه اللوري حقه انقلب وكراعه انكسرت ورقد مستشفى .. خل المرة المسكينة عندها ثلاثة عيال..... الى أخ ..
صراحة انا اندهشت للمكلة الخارقة على التأليف التي تتمتمع بها حليمة بصورة تكاد تكون اسامة انور عكاشة ..
اصبحت كل يوم انتظر بشوق حليمة لاطرح عليها الاسماء وهي تنسج حولها القصص دون تردد او تلفت .. الم اقل انها مميزة فعلا ..
والشئ الغريب فيها انا كانت في حالة خصام دائم مع نفسها ..
بل اكثر من ذلك انها كانت تجلد نفسها حد الادماء وتظل تبكي وتصرخ باعلى صوتها .. تحس كأنها شخصين في واحد تسمعها تشتم وتسب .. لطالما تمنيت ان اتعلم لغتها لافهم ماهو سبب هذا الخصام مع النفس العميق والعنيف ..
من يفهمون قالوا انها تعاتب نفسها لانها فرطت في أطفالها وتركتهم مع والدهم مقابل حريتها فلازالت تلوم نفسها وتعاقبها وكل ما هيجت الذكرى اشواقها...
هو عبارة عن كتلة متضخمة يوما بعد يوم من الملابس والاقمشة ..
شكله كان مرعبا
كث الشعر وأبرمه
هو هادئ في الوضع العادي ..
لكن بعض مرات يتسلط عليه المشردين والشماشة فيستفذونه ....
ليتحول الى قنبلة تحول السوق الى صراخ وضرب ومطاردات تحس فيها رغبة حواشات الصادقة في ارتكاب جريمة قتل ..
لكنها يومين ويعود لهدوءه وهوايته في جمع قصاصات الاقمشة .. اختفى فجأه حواشات من السوق ومن حياتنا .. غالباما بحث عن ركن هادئ ودع فيه حياته القاسية ,,..
ومن مجانين السوق واحد أخر ضخم الجثة .. هادئ .. دائما تجده في سوق هيكوته حيث مطاعم اللحوم والمشويات ..
وسوق هيكوته هو جزء حديث من سوق كسلا به الفنادق والعمائر الحديثة..
لكنه قام على اطلال اسواق شعبية وهي سوق العناقريب وسوق الحدادين وسوق العيش اي الزرة..
والقرويين لم ينسوا ذلك فاصبح السوق خليط ومزيج من الشعبيات والحداثة ..ممكن تجد فيه حليب الابل والكبشتينو والسلات والهمبرقور والجبنة والاسبريسو .. والاسانسير وسروج الحمير,,
المجنون الضخم يدخل احد هذه المطاعم . واذا وجدك تأكل في صحن شيه ممكن ببساطة يجلس قربك ويجر الصحن من بين يديك ويخلع منك الرغيفة ويواصل في الاكل انابة عنك .. لا احد يستطيع ان يزجره او ينهره لانه لا يستجيب .. ولا اصحاب المطاعم يستطيعون طرده او نصرتك ..
فما عليك الا ان تطلب طلب جديد وتحتسب ..
انا اعتقد كل ما بلغ عنه الناس اخذوه الى المصحة واهل المصحة يعجزون عن اطعامه وبما انه مسالم يعيدون اطلاق سراحه ..وهو ماشاء الله مثل ما تقول الاغنية ( ما بياكل الضعيفة وما بسولب المسكين )لانه غير معني بمطاعم الفول والعدس ..
موقف طريف حدث مرة جوز من العرسان يبدو انهم من العاصمة صغار السن ( حناكيش ) العروس بكامل زينتها لا تلبس توب سوداني وصغيرة الحجم .. يلم فيها صاحبنا تمشي بقرب عريسها فيتناولها ويضعها في كتفه كأنها رغيفه ويذهب بها .. تحت صراخ العريس واغماء العروس وضحك اهل السوق ثم يخلصونها منه ويعيدونها لزوجها ..والذي لا اعتقد انه بات يوما جديدا في كسلا ..
استاذنا درديرى سرد رائع ومتعة حقيقية ............ مع تعليقات اخونا عبدالرحمن خليفة من منصة المتفرجين ياريت لو اخونا عبدالرحمن يشاركنا من الحوش ........ عبدالرحمن ابن كسلا وصاحب يدا ناصعة فى كل مشاريعها الخيرية وابن المرغنية ..........
Post: #87 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: يسرى معتصم Date: 02-03-2013, 05:57 AM Parent: #86
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تسجيل حضور ومتابعة واصل ياأستاذى الجليل
Quote: استاذنا درديرى سرد رائع ومتعة حقيقية ............ مع تعليقات اخونا عبدالرحمن خليفة من منصة المتفرجين ياريت لو اخونا عبدالرحمن يشاركنا من الحوش ........ عبدالرحمن ابن كسلا وصاحب يدا ناصعة فى كل مشاريعها الخيرية وابن المرغنية ..........
ياريت وأثنى
Post: #88 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: نورالدين الفحل Date: 02-03-2013, 06:43 AM Parent: #87
الدرديرى ازيك صباح صادح ومفعم بالجمال والمحبة قرأت كل ماجاء فى الياذتك هذة بالامس وصباح هذا اليوم غيض الله لنا ان نكون بعضا من نسيج كسلا وبحرها الزاخر وهى التى اعطتنا ومافتأت من دمها وخصبها دون من واذى الحديث عن كسلا معطون بعذوبة توتيل ومضمخ بعبير السواقى وبساطة الانسان الكسلاوى وطيبتة الموروثة الى حد الدهشة والعجب سعيدين نحن بوجودك هنا وانت ترفد البورد فى وقت وجيز بالسهل الممتنع وهاقد اثمرت فراسة العم كباشى ودرايتة خلف ممعن فى الثقافة وجدلية الكتابة دم بخبر يادردرة وانت مزيج من رحيق مديتنى وبعضا من نصوص هويتى وتكوينى.
Post: #89 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: ahmedona Date: 02-03-2013, 07:20 AM Parent: #88
Quote: مجانين السوق . حواشات
انسان مولع بالدلاقين . وهي قطع القماش البالية ..
وكذلك قصاصات القماش الجديدة ..
لذلك دائما تجده يبحت في مكب نفايات الخياطين ..
يجمع قصاصات الاقمشة ..
ويربطها في جسمه بدءا من رجليه حتى رقبته ..
هو عبارة عن كتلة متضخمة يوما بعد يوم من الملابس والاقمشة ..
شكله كان مرعبا
كث الشعر وأبرمه
هو هادئ في الوضع العادي ..
لكن بعض مرات يتسلط عليه المشردين والشماشة فيستفذونه ....
ليتحول الى قنبلة تحول السوق الى صراخ وضرب ومطاردات تحس فيها رغبة حواشات الصادقة في ارتكاب جريمة قتل ..
لكنها يومين ويعود لهدوءه وهوايته في جمع قصاصات الاقمشة .. اختفى فجأه حواشات من السوق ومن حياتنا .. غالباما بحث عن ركن هادئ ودع فيه حياته القاسية ,,..
يا درديري --- دا ما حواشات [
Post: #90 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: طارق حرسي Date: 02-03-2013, 07:52 AM Parent: #89
ياسلاااااااااااااااااااااام يا استاذنا ياخ متابعنك والله حرف حرف ونقطة ونقطة واصل
Post: #91 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: Hisham Osman Date: 02-03-2013, 08:24 AM Parent: #90
سلامات يادرديري والله دخلت البوست اكتر من عشرة مرات وفي كل مرة يخالجني الشجن ويصرعني الدمع , اعتبر نفسي من ابناء الميرغنية, عشت فيها ثمانية اعوام من انضر ايامي, لم تسكنني بقعة في هذا الكون الفسيح مثلما فعلت كسلا لله درها من بلد..رغم اني عشت فترة في اوروبا وجبت امريكا طولا وعرضا, لكن كسلا قصة اخري تعاش دون ان تروي.. مشتاق للنور اروما والسر عصب, ودالنجيض, فيصل دعاية , بل وحتي فيصل ظروف, ناس السواقي الجميلين بابكر وابراهيم فرج, طارق بركة والناجي الخال, عصام ضرايب ومعاوية درويش, وناس حمزة الخير وال قسم الباري, ناس كفو ونحنا في صفو, ناس مستشفي كسلا محمود كابو وجعفر مكرب, جيرانا ناس الولي , ناس جوهر وبهاء الدين بحر, وان انسي لا انسي شفقت ومشجعين الميرغني ناس خضر اليماني.....يالها من لوعة.......
Post: #92 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: ahmedona Date: 02-03-2013, 08:35 AM Parent: #91
Quote: سلامات يادرديري والله دخلت البوست اكتر من عشرة مرات وفي كل مرة يخالجني الشجن ويصرعني الدمع , اعتبر نفسي من ابناء الميرغنية, عشت فيها ثمانية اعوام من انضر ايامي, لم تسكنني بقعة في هذا الكون الفسيح مثلما فعلت كسلا لله درها من بلد..رغم اني عشت فترة في اوروبا وجبت امريكا طولا وعرضا, لكن كسلا قصة اخري تعاش دون ان تروي.. مشتاق للنور اروما والسر عصب, ودالنجيض, فيصل دعاية , بل وحتي فيصل ظروف, ناس السواقي الجميلين بابكر وابراهيم فرج, طارق بركة والناجي الخال, عصام ضرايب ومعاوية درويش, وناس حمزة الخير وال قسم الباري, ناس كفو ونحنا في صفو, ناس مستشفي كسلا محمود كابو وجعفر مكرب, جيرانا ناس الولي , ناس جوهر وبهاء الدين بحر, وان انسي لا انسي شفقت ومشجعين الميرغني ناس خضر اليماني.....يالها من لوعة.......
Post: #93 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: انصاف ابراهيم عبدالعزيز Date: 02-03-2013, 09:11 AM Parent: #92
Post: #104 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-03-2013, 09:55 AM Parent: #91
يا سلام يا هشام واعتبر تحاياك وصلت
صدقني كسلا لها قلب نابض يبادلك حبابا بحب
فهي تتعلق بمن يحبها اكثر منه بها
اذا قال الحلنقي حبيت عشاتك كسلا هي ايضا خبت عشانك من تحب
كون بخير ورد الله غربتك وغربتنا جميعا
Post: #97 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: انصاف ابراهيم عبدالعزيز Date: 02-03-2013, 09:18 AM Parent: #90
Post: #99 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-03-2013, 09:32 AM Parent: #90
مشكوري يا خرسي يا صفوة
اخلغ الاصفر بأحمر دا وتعال بيجاي خليك كسلاوي فقط لا غير
Post: #96 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-03-2013, 09:18 AM Parent: #89
احمداني والله بالغت في صورة حواشات ما كنت متخيل في صوره له الله يديك العافية..
كويمديا سوداء جعلتنا نضحك بدموع في لون القهوة
Post: #98 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-03-2013, 09:31 AM Parent: #88
سلام يا نور الدين الفحل
مشكور على الترحيب
وعلى ثقة من ان كسلا لازالت تكنز كثير من النفائس في حاجة الى جهودنا جميعا لنبرزها للعالم عساها تعود قبلة للمشتاق من جديد
Post: #95 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-03-2013, 09:14 AM Parent: #87
سلام يا يسري وتحايا مضافة للصديق والدفعة محمد المعتصم
Post: #94 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-03-2013, 09:12 AM Parent: #86
اشكرك يا انصاف على لفت النظر لمداخلات العمدة عبد الرحمن من الفيس بوك
الله الله يا درديري !!.. مكتبة كباشي ذلك المكان الوحيد الذي كنا نطمع ان يكون لنا وسيطا فيه .. كيف لا و انتظار باص الاربعاء ( البص السريع الجديد ) و قبلها باصات الهلال .. حين وصول مجلات ميكي و سمير و الصبيان و الغاز المغامرون الخمسة و الثلاثة عشر و سلسلة ما وراء الكون و ..... رحم الله الوالد كباشي الامين و الوالد الآخر ابراهيم داوود .. سنقيم اليوم في هذا البوست اهات ونسالوجيا..
لك الف تحايا يا درة شباب كسلا ..
يا ريت لو تجي بجوة كما قالت انصاف
Post: #100 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: طارق حرسي Date: 02-03-2013, 09:43 AM Parent: #94
Post: #101 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: طارق حرسي Date: 02-03-2013, 09:46 AM Parent: #100
Post: #102 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: طارق حرسي Date: 02-03-2013, 09:49 AM Parent: #101
Post: #103 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-03-2013, 09:51 AM Parent: #94
مجنون آخر طريف ارتبط بالسوق وبالاحياء
هو أدريس ( عر)
شخص طويل القامة نحيف يرتدي زيا سودانيا مع عمة صغيرة اشبه بالتي تشتهر بها طائفة الختمية ..
يحمل عصا طويله في يده ..
قيل ان ادريس خدم بالجيش في حرب الجنوب الاولى .. وقيل ان كل افراد كتيبته استشهدوا اما هو ففقد عقله واكتوى بلوثه عسكريه في عقله ..
اعتاد ناس السوق ان ينادوه بالكلمة التي تطلق للحمار عادة لتحسه على الحركة ( عر )
اما هو يبدو لنه لا يطيقها لكنه رده عليهم لم يكن عنيفا غالبا ما يكون بجمل وشفرات عسكريه من نوع ( اسكت يا كـــلب برسل ليك 5685 يدعسوك مع الارض )
وكان سصجكون على تعليقاته
وفي نهاية اليوم تبدأ رحلة ادريس للعودة الى البيت عبر شارع المربعات من السوق حتى يصل بيته بالشعبية ..
لم يكن يركب المواصلات ولكن هذا المشوار الذي ربما يستغرق نصف ساعة فقط للمشاة الا ان ادريس كان يقطعه في ساعتين
ماذا يفعل ادريس خلال هاتين الساعتين ؟؟
كان ادريس منذ ان يعبر كبري المربعات بداية السوق يبدأ يؤدي في عمل قريب لم يكلفه به أحد .. وهو شئ اشبه بالنظافة لكنه ليس كذلك ..
لان ادريس يبدأ يرص الكراتين الاعواد والحجارة التي في طريقه بحيث يغيد ترتيبها بوضع معين ..
لذلك تجده يمشي عشرة خطوات يتناول كرتونة او قطعه صفيح صدئه يضعها بمكان معين ثم يعود عشرة خطوات ليحضر حجرا يضعه فوق الصفيحة وحجر آخر ثم يتحرك للامام ..
وكل هذه اللحظة يبدأ المارة يشاغلونه بعبارة ( عر) وهو يرد لهم بتعليقاته الظريفه ..
حتى يصل محطة الحجر قرابة صلاة المغرب
وهي مفترق طرق يجمع ثلاثة احياء الثورة والمربعات والترعة .
اما هو فيعبر حي الثورة ليصل مسكنه بالشعبية ..
كنا عادة في زمن الصبا نتجمع بعد تمرين كرة القدم بمحطة الحجر
وعندما يصل ادريس نعطيه نصيبنا من المشاغلات فهو كان يرد علينا وهو يواصل في عمله المعهود ..
الا ان كان يوم أسود قلب الموازين
وسنعود
Post: #105 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: بجاوى Date: 02-03-2013, 11:57 AM Parent: #103
Quote: قطار الزحف: قطار كسلا الشجاعة يهدر في المحطات دون تابلت و طاعة
(من شعر محجوب شريف و كان حينها طالبا بالمرحلة المتوسطة ) من الاحداث الجديرة بالتوثيق ابان ثورة اكتوبر 64 و التي اتت كرد فعل للشكوك بان هناك مؤامرة من قبل العسكريين ضد الثورة و اكنت احداث القصر بمثابة تأكيد لها هي ما سمي بقطار الزحف . و كان قد انتهي الي علم جماهير كسلا في مساء نفس يوم احداث القصر الاربعاء 28 اكتوبر ان مئات المواطنين بالخرطوم قد استشهدوا فاجتمعت لجنة جبهة الهيئات بكسلا في مساء نفي اليوم اجتماعا طارئا لدراسة ما يمكن ان يقوموا به ازاء تلك الاحداث ,و بعد تداول الامر فيما بينهم قرروا الذهاب الي الخرطوم و علي الفور اتصلوا بعمال السكة حديد الذين استجابوا فورا لهذا القرار و أبدوا استعدادهم التام لتسيير قطارين للخرطوم . و في صباح يوم الخميس 29 اكتوبر تحرك القطار الاول و تبعه بعد حوالي ساعة القطار الثاني و قد قّدّر عدد الثائرين الذي ركبوا القطارين بحوالي ثلاثة الف مواطن و خرجت مدينة كسلا لوداعهم و مؤازرتهم , اما قيادة جبهة الهيئات بكسلا فقد سافر بعضهم مع ثوار القطار علي رأسهم محمد جبارة العوض و مامون محمد الامين و تعالت الهتافات جيوش جرارة وراك يا جبارة , ام البعض الاخر ففضل البقاء بكسلا و اجراء الاتصال بالخرطوم لمتابعة تطور الاحداث و ما افضت اليه المفاوضات الجارية بين الجبهة الوطنية الموحدة و العسكريين من نتائج . استغرقت رحلة القطارين من كسلا الي الخرطوم حوالي يوم كامل و كان هذا كافيا لان تدبر السلطات العسكرية بالخرطوم احتياطاتها لمواجهة ثوار مدينة كسلا . و لذلك عند وصول القطارين الي مشارف الخرطوم قوبلا بمدرعتين و جهتا مدافعهما صوب القطارين و اصدر جنودها امرا بوقف القطارين و عودتهما من حيث اتيا , ولكن سائقي القطارين لم ينصاعا لاوامر و تهديدات الجنود لأن قيادة ثوار القطارين قررت مواصلة الرحلة و الدخول الي الخرطوم , مما اضطر المدرعتين الي التحرك امام القطارين ودخول الخرطوم قبلهما , هنا اصدر قادة القطارين توجيها عُمم لكل الركاب بان يظلوا صامتين لحين دخول القطارين لمحطة السكة حديد بالخرطوم و حتي يتعرفوا علي ما يدور في العاصمة و ان يجروا اتصالاتهم بقياة جبهة الهيئات بالخرطوم . هكذا تحرك القطاران نحو محطة الخرطوم و كان ذلك يوم الجمعة 30 اكتوبر و امن يتبعهما سرب من العربات المصفحة و ناقلات جنود الجيش و رجال الشرطة ,و عند وصولهما لمحطة السكة حديد بالخرطوم كان رجال الشرطة و جنود الجيش قد طوقوا المحطة تماما , و تحدث احد الضباط الي ثوار مدينة كسلا طالبا منهم عدم التحرك حتي يتصل قادة جبهة الهيئات بالخرطوم . نزل ثائرو مدينة كسلا عن القطارين و تجمعوا داخل محطة السكة حديد , و في هذا الوقت كانت المفاوضات حول تسليم السلطة قد انتهت و افضت الي تكوين حكومة مدنية انتقالية ,فأسرع بعض من قادة جبهة الهيئات بالخرطوم و هم : د/ طه بعشر و الدكتور احمد الامين عبد الرحمن و الدكتور صلاح عبد الرحمن و الشيخ الامين محمد الامين الي محطة القطارات و التقوا بثوار كسلا و خاطبوهم و ذكروا لهم ان الموقف قد انجلي و أن الحكومة الجديدة ستعلن بعد ساعتين ,و لما حدث ذلك اطمأنوا و عادوا الي كسلا في مساء نفس اليوم . عبد الله الحاج القطيني بتصرف عن رسالة دكتوراة بعنوان : أسباب وتأثيرات أحداث أكتوبر 1964م علي الحياة السياسية حتى عام 1969م للدكتور: أحمد بابكر محمد الخير عبد الكريم الاستاذ بجامعة بخت الرضا
وبيوت كسلا صفر الأنس ، رجال الفضل والمكرمات .. والصبايا الجميلات .. عشيرة تعيش كأسرة تربط (حيشانها) (النفاجات) لفرط المحبة والمحنة ... ولم أر (فزعات الحقول) في سواقيها ومزارعها البكر المثقلة بالثمار والحصاد .. حياة تعمر في هارمونية مطلقة .. العصافير تبني أعشاشها داخل الحجرات وتعيش عيشة سوية تحت سقف واحد ! ألم تر كسلا في مغاربها ؟ تراتيل وتل الطير عند عودتها لأعشاشها في الشجر والسواقي وأشجار الطرقات والأحياء .. أرأيت شجر الطيور ؟ أم طيور الشجر ؟ إيقاع كوني لمساء يموج بالنغم بعد أن مسها الفرح بالعودة الآمنة من هجرة السفر . أذكر العشيرة ... طفل صغير أنا .. سيد المحيا .. كبير كسلا ، السيد محمد عثمان الميرغني .. نور يشح إلى ماشاء الخيال ! أسنان تفتر كأنها الحليب تقاطيع دقيقة وهدوء مقيم .. يتحدث مع والدي حديثاً لا أفهمه ولكني أحس به كطفل، هو للهمس أقرب.. أشعر بسرورهم الغامر .. السيد يسكن حي (الكارا) وكلما مررت به الآن تذكرت تلك الأحاديث .. جلبابي ذا الياقة القصيرة البيضاء وقد أمتلأت جيوبه (البركاوي) والقنديلة) وبعض من حلوى المولد في غير موعدها ! وعقلي الصغير المنتشي بذلك الهمس الشفيف الذي ينم عن روح السيد الجليل ومحبته الغامرة لوالدي . بعيد عنك .. تذكرت (خلوة ) سيدنا (مالك) في حي (الحلنقة) .. في البكور مع غفوة الطير نحل فيها .. نعرج قبلها لنخل يرمي طلعه وظلاله وثماره خارج الحوش الطيني الجميل ! كالعناقيد والثريات الملونة .. نملأ جيوبنا وأكفنا الصغيرة من (الدقيق) الساقط على الأرض .. مذاق ورائحة لم أذقها ولم أشمها في أي تمر ! وينفح شجر (الحناء) من حوش الناظر جعفر عطراً تكاد تمسه من فرط نشوتنا ... وينفض نهار الخلوة بتراتيل جماعية يكللها سيدنا (مالك) بصوته الشجي ووجه الصبوح ذاك .. ثم نجري ذمراً خوفاً من لاب شرشة تقطن بيتاً من جذوع الأغصان الجافة والشوك لأمرأة عجوز في شارع تتوسطه شجرة (لالوب) ضخمة قيل أنها مسكونة ، لانتجرأ من الإقتراب منها ليلاً ونهجرها بعض الشئ نهاراً .. فصل عبرها (بيا ستي فاطمة) يطل على فناء رحب ترفرف حوله رايات طوال ملونة وعلى مقربة منه شجرة (تنضب) ملاذاً للطير وشرك (السبيب) نتحسس أقدامنا الغضة ومال (المقام) وزمر النساء يطوفن للبركة وحل العثرة والصفاء . كسلا بطون لعشائر وقبائل : الحلنقة / الرشايدة / الأرتيقة / الهكولاب / السمر ندواب / النواري / البشاريين / البطاحين / الشكرية / البني عامر / الجعلين / الشايقية / التكارنة / الرباطاب / الحباب / البشاراب / السمرأر / الملو وغيرهم بإختلاف ثقافاتهم المتباينة يجوبون أشواق كسلا الغنية بكل شئ ووعاء (التكارنة) بغرب القاش والذي لم ينصهر في المجتمعات التي عددناها ولافي غيرها وبطونها (الفلاتة / البرنو / الهوسا) وغيرهم من الفروع الصغيرة .. قوم أتو لزيارة الأراضي المقدسة فطاب لهم المقام وهم في طريق العودة وأحتفظ بهم الأنجليز أيام حكمهم للسودان لزراعة القطن والمشاريع المطرية الأخرى ! أتذكر إيقاعهم الصاخب في مناسباتهم العديدة .. طبول ومزامير (الكتية) آلة تنفخ بالفم وتضبطها الأصابع ورقصاتهم الجماعية .. نساء بملابس مزركشة فضفاضة صاخرة الألوان .. وراقصين بحركاتهم التي هي أقرب لديوك منفوشة ! يلتفون ويدورون ويرقصون ويتصايحون برشاقة وعذوبة حول الراقصات الفرحات وتتخلل (الكيتة) بعض الفقرات(السحرية) والتي يبرعون فيها ، يرتدي ساحرها جلد نمر حول خاصرته ومجموعة ضخمة من (الحجبات) يستعرض برقصه بعض القصص المجردة بحركات ماهرة ماكرة . وغرب القاش مواطن (التكارنة) ... منطقة غنية بأشجارها وبساتينها ، وقبل بناء (الكبري) الخرساني الذي يربطها بمدينة (كسلا) كانوا يحملون المسافرين أو الذين تربطهم بعض الأعمال بالمدينة بواسطة (العناقريب) – أسرة من خشب – في زمن الفيضان ليعبروا نهر القاش القوي التيار للمدينة بأجر زهيد ! فصاغ المغنون الغناء : القاش .. القاش ياناس . القاش عظيم ياناس . أنا من بعديني . لكسلا غرب القاش . تكارنه شيلوني . لكسلا عدوني . ياخوانا كان مت غرب القاش أدفنوني . شالوني بالأيدين . ختوني بين جبلين . سيدي الحسن في كسلا . زيارته بالأتين . سيدي الكبير حلم . بخشمه ما اتكلم . ساده وخفيف الدم . بعد الفراق نتلم ! بعيونه هالك الناس . كالمدفع الرشاش . أنت الحبش ولدوك . ولا ساكنة غرب القاش . يا " الهمزة " و " العباس " الفي البحور جلاس . الماشي لكسلا . تعدوه غرب القاش . والتكارنة طلاب زراعة وحمالة ولازالوا على مهنهم هذه .. لا يعلمون أبناءهم تعليماً منتظماً ويفضلون (الخلاوي) الخاصة بهم لحفظ القرآن . قبيلة (الحلنقة) من بطون كسلا .. هي بهم .. هم أهل فطنة وصدق وشهامة وحنين دافق وجمال فطري .. كنا نسكن معهم .. بيتنا الوحيد بينهم ! أخوتي الكبار يتحدثون لسانهم .. كانوا ولازالوا وناظرهم جعفر يحبون والدي حباً عظيماً .. فأكرموه بالسكن معهم وأتذكر البيت الملئ بأشجار الحناء وبئر للسابلة ! أهل فطنة وفراسة كما قلت – ولازال إنتمائي ومحبتي بهم لاتوصف – بل هم في حشاشة الفؤاد وحنين النفس .. ترى زمر الحلنقة يوم الجمعة .. تراهم قبيلاً من النساء والرجال صوب جبل (الختمية) أنه يوم الزيارة .. زيارة الضريح .. الساري الأبيض و(الزمام) الذهبي الضخم يطل كمنقار طائر لوجه ناعم التقاطيع يفتر بإبتسامة حلوة هي من روحهن الذكية .. ولا أتذكر كسلا إلا بهم ! والقاصد لحي ( الحلنقة) يمر بدرب محفوف بأشجار الجميز الضخم (التين البنغالي) بشارع المديرية .. لايفوتني رؤية تلك الأشجار كلما حضرت ! وإستنشاق عبق أزهارها البيضاء المنعشة .. رافلة في الضياء ، مغسولة بالمطر .. بحر الذكريات وضجيج المارة ، جموح القطيع ، نساء ، وصبايا وأطفال فتعود بي الذاكرة لأيام خلت ! أيام كنا نبحث تحت ظلال تلك الأشجار عن حفر صغيرة بتربة ناعمة عند أطرافها تقطنها حشرة دقيقة (أبو الحداد) ونحاول إخراجها من باطن تلك الحفرة بوضع خيط رفيع مبلول طرفه بداخلها ونحن نضرب الأرض براحة اليد ضرباً خفيفاً ونغني له بصوت حنون هامس كي يسمعنا ! ويتعلق في ذلك الخيط ويخرج لنا مبتهجاً : أبو الحداد . دق لي مرواد الساعة أتنين . بديك قرشين . وينتشي – أبو حداد – بهذه الأهازيح والأغراء بالمال ويتعلق بالخيط فنخرجه ونحمله برفق في نشوة غامرة لتجاوبه معنا ثم نعيده بعد طواف دائري عديد إلى حفرته ! مملكته الصغيرة تلك – فرحين بلطفه معنا وسماع غنائنا له. نركض بين أشجار الجميز وحدائق المديرية بأشجار فاكهتها الموصولة والمشتل المخضر خلف الجراد الملون بلون أخضر فاقع كلون العشب (والطهارة) فرس النبي بعيونها الحالمة وأنفها الدقيق وأيديها الرشيقتين .. والجراد عموماً حشرة خطيرة لاتقل خطورة عن (المقاتلات) الحربية ! عندما تتشكل في أسراب ضخمة . تلتهم كل شئ أمامها .. لكن ذاكرتي تختزن جراد الحدائق بقلته والذي لايشكل هاجساً .. جرادة دقيقة التقاطيع جميلة التكوين تغر في الفضاء بجناحيها كمروحة هوائية ورقية ملونة شفافة .. خافضة رافعة في المدى الأخضر .. تحلق .. تحلق و(ترك) على فروع الورد والبرتقال وأشتال (الموز) بعيون كحبات العنب الأخضر وأرجل أستطالت تستقطب شوكاً كشوك التين البري .. الحرير ملامسها ! تفر .. تكر .. تحط ، وتعود في نسق رشيق للعراء ودوامة الفضاء وتعرجات المكان المكتز بالخفرة والماء واللون والرائحة .
ويبطن خلف جناحيه الملونين .. جناحان شفافان يذوبان رقة في الذاكرة لظل ببل النشوة مختوم .. طواف الندى والظلال .. مشرعة للهنة الأودية والحدائق والبساتين ، بجدائلها الملونة تتفرس وجوهنا الصغيرة .. هابطة .. صاعدة .. ونامت الجرادة في ذاكرتي ولم تخرج إلا منذ سنوات قليلة في بعض من أعمالي فجأة .. مطمورة خرجت ! تذكرني بطفولتي وطفولة المكان والزمان ! . دوارة .. دوارة في سماء الغيوم دوري ! دوري غيمة المسالك والعشب والثمار والأرتج والرذاذ والمطر وثنايا اللوحة .. جرادة الظل .. جرادة الذاكرة والطفولة .. فري في المدى .. طيري في سموات روحي سيدة الحسن البهي .. ياحرير التلامس ومراجيح الفراغ في كل الفصول . دوري .. دوارة في رؤوس الشجر ومرقي الزهر والجدر الشفيفة وروح المتاهة .. دوارة .. دوارة بحب الصغار ، فضاء العين وإنفلات عطر الشجر ! . يطل جبل (التاكا) خضرة وسحاب .. خاطرة المراعي والهجين ، والعليق ، البطران ، التبر ، العدار ، لسان الطير ، التمليكة ، الحسكنيت ، الضرية ، السنة مكة ، النالي ، العنكوليب ، الحمريب ، الحرجل وغيرها من الأعشاب والنباتات .. واد غني بنباتاته (البروس) وطميه الذي يجرفه النهر من ظهور الجبال وبطون الحفر ، ليروي ويخصب الأرض ، للقرى الآمنة . قلوسيت /أكلا/ أروما ، مكلي ، متاتيب ، تندلاي ، وقر ، تامبي ، والقاش داي ! فتنبت فيه كل نبتة وشجرة وعشبة .. ولازال عرب البادية يتحدثون بشي من الدهشة والاستغراب عن مقاومة بذور تلك النباتات البرية الجفاف الذي ضرب الأرض عدد سنين ومقاومتها العطش والحرارة والآفات . وظنوا أنها لن تحيا مرة أخرى ! ومع هطول أول (الرشاش) ففضت قشرة الأرض واهتزت وربت وتطاولت على سوقها وأنبتت من كل زوج بهيج .. بطلعها وجمالها ودثارها وأشكالها .. فرحة بالخلق والسوائم والطير لكون مترابط ! . لا تذكر كسلا وبطونها وشعابها بدون قبيلة الرشايدة التي تقاسم القبائل الأخرى الماء والكلأ .. هم رعاة أبل .. ترى خيامهم الوبرية السوداء بحافة الطريق السريع في فصل الخريف الذي يربط بين بورتسودان والخرطوم ماراً بكسلا وأطراف مدينة أروما .. يجوبون أرض القاش ونهر عطبرة وضواحي (قوز رجب) .. رعاة هجن .. تجارة في الأسواق وعبر دروب عديدة لأرض الكنانة – طريق الأربعين – سلكته القوافل كالوشم في راحة الصحراء .. كثبان .. كثبان .. وأرض قاحلة تصل أطرافها النيل وتغيب تارة في بطون المتاهة والسراب واللغز ! . شجيرات شحيمة معرفة ضربتها الشمس والملوحة .. جوارح تحوم في الفضاء العريض آتية من آماكن قصية تبحث عن ضالتها ! في ذلك السكون السحيق ! تحط على الأرض المحرقة بصخب وغبار الرحلة رغم أوحالها ولغز عتمتها وحيواناتها الكاسرة وفضائها المتنامي تسدد في نفق الليل وهجير النهار .. عذاب واصب وعرق لازب ! وهواجس ذكرى المحبين والعشيرة في أرض نائية تركوها خلفهم ! . وتصل القافلة مصر متوهجة الحضور بقطعانها ويبقى هاجس العودة للوطن ! ونساء الرشايدة : نضرة ولدانة وجمال فطري ! يرفلن في عباءة وخمار مطرز بفصوص الفضة الموشاة بحرير مستورد من بلاد الشام (سوريا) مثلما يستورد (القرمصيص) و(الفركة أم صفيحة) لنساء وسط السودان . والرشايديات لايلبسن الذهب وحليهن من الفضة المنقوشة نقشاً دقيقاً خاصة الأسورة والحجول وخواتم تلبس في أصابع الأرجل كعادة نساء الهند ! وهم لغز كسهول أرضهم الواسعة بنشوة فراغاتها وامتلاءها ومحو غبارها العالق بأشجارها زمن المطر ! لم تتحقق معرفتهم من أهل التخصص والعاشقين والمبدعين وأصحاب علم الاجتماع ودارسي الأنثربولوجي – كما خلقت حياتهم منذ الأزل ولم تتغير ، أدوات العيد ، الموسيقى ، الغناء ، العرضة ، الحكاية ، الملبس ، الحلي ، العادات والتقاليد والتي يشكلها الماء والكلأ والحيوان ! انتعشت منطقتهم الحدودية مع أرتيريا – تجارة غير مشروعة ! لتهريب الذرة الذي تعتمد عليه ارتيريا كغذاء رئيسي والسكر واستجلاب السجائر والسلاح من فصائل المحاربين في الماضي ! ومارست هذه التجارة غير المشروعة قبائل حدودية متاخمة ومتداخلة وتشكلت مجموعات أطلق عليها لفظ (الشفتة) أصحاب قوة وبأس وسلاح ناري متقدم .. يميلون للاستكانة المقصودة في المدينة لوجود حكم القانون في البادية عين حمراء ! . قيل أن ضابطاً برتبة عظيمة أتى منقولاً من الخرطوم لكسلا ، وتعهد بالقضاء على (الشفتة) فجهز كوكبة من الجنود والعربات وتوجه للمنطقة وأختبأ مع أفراد عسكره خلف أشجار ضخمة ظليلة حتى ظهرت قافلة التهريب محملة بالبضائع ووجدت نفسها فجأة وبلا مقدمات وجهاً لوجه أمام الجنود ووقف الضابط منفوشاً يخاطب رئيسها بسؤال غير موفق : أين تصريح سلاحك يارشايدي . تصريحها في فمها ! ثم أطلق ومجموعته أعيرة نارية متلاحقة من (الكلاشنكوف) في الفضاء فتلبدت بغيوم من دخان مما أرعب الضابط فنزل من سطح سيارته يرتجف أمام جنوده وأمرهم العودة إلى عرباتهم ومغادرة المكان ببنادقهم اليدوية القديمة في ذلك الحين ! وأصبحت مقولة الرشايدي (أحمد أبو حنك) في مدينة كسلا (تصريحها في فمها) يضرب لقوة البأس والتعالي والتهكم . للجالية الهندية بكسلا حضور ، يعملون بتجارة (الساري) : أستقروا منذ أمد بعيد ، راقت لهم المدينة – من شاهد بعضاً من مناطق الهند ، فقد شاهد كسلا ! خضرة باهية ، رذاذ ، بخور ، فواكه موصولة ، وتجارتهم رابحة – الفوطة المشهورة بشرق السودان لأهلنا الهدندوة ، ومعظم الهنود نباتيون ، وتمتاز المدينة بوفة خضرواتها وفاكتها – كنا نطلق على بعض أنواع الخضر مثل : الخس ، البنجر ، الجزر ، البقدونس ، الزهرة (خدار البنيات) لإرتباطها بسلوكهم الغذائي . فترى الهندي بالساري الأبيض الفضفاض يجوب سوق الخضرة حاملاً (مخلايته) لشراء ماجادت به أرض السواقي بسعر زهيد !
والمرأة الهندية رذينة ومحتشمة .. لا تخرج إلا قليلاً وبرفقة زوجها وأطفالها ، فتراهم أمام سينما (السيوفي) لمشاهدة عروض الأفلام الهندية وتمتاز بجمالها وتقاطيعها الناعمة وأحداقها المزهرة ووجها الندي تتوسط جبهتها هالة حمراء كأنها وردة مفترة ! أو رسم لخطين متوازيين ناعمين من نفس الحمرة ، هي رعشة المكان ، شقيقة الياسمين وغفوة الصبابة ! للهنود حي خاص ، سور بسور عال وله مدخلان .. بمدارسهم الخاصة ، مسالمون ويمتهن البعض منهم مهنة (الحلاقة) ولم نعرف زعماء الهند ونحن يفعاً – غاندي ونهرو – إلا من تلك (الصالونات) ملونة في أطر ذهبية ! تحيط بها هالة من زهر ووردة وأغصان ! ومن عاداتهم تعليق رزم صغيرة منتقاة من أصابع الفلفل الأخضر الحار عند مدخل باب الصالون في مكان علوي خفي غير مرئي إلا للعين المدققة الفاحصة ! ولست أدري : أهي لاتقاء العين ؟ أم جلب الحظ ؟ أم الأثنين معاً ؟ وتنبعث من تلك الصالونات عبق عود الند الهندي المعروف وهم جلوس يمضغون بعضاً من أوراق نبات أخضر طري يجلب من بلادهم ويحافظون على لزاجته بطرق شتى – نها لفة بخيش ناعم مبلل بنداوة الماء كما يفعل (التكارنة) بثمرة (القورو) التي يمضغونها ويتم تخزينها بالفم كعادة أهل اليمن السعيد بأوراق (القات) ! ويلتقي نساء الهنود مع نساء البلد وخاصة قبائل الهدندوة في لبس الساري والقوام الجميل وإن كان نساؤنا أكثرة فطرة ونداوة ونغزة في الصدر الدافق بالثمار والكفل المكتز ! تمشي الواحدة منهن وكأنها تخوض وحلاً ، تمشي ولاتمشي ! عيون كاحلة ! من أين جاءت بهذه العيون ؟ التي تحاكي المها الوحشي ! أمن جمال البساتين ؟ أم من خضرة المدى وكسلا سحاب ولبان وأراك وعسل ورذاذ ونساؤنا نفحة من تلك الأمزجة . أتذكرها وأنا غاف أسير بشوراعها وأزلقتها ! أتذكر بعضاً من الوجوه التي أعرفها والتي لا أعرفها وأعرف تفاصيلها وتقاطيعها وهي لاتعرفني ! تتراءى أمامي تقطع كل تلك المسافات والزمن الموغل كلوحة مجودة لوجه من الوجوه ! ترشح صورهم وأصواتهم وحركاتهم في ذاكرتي البعيدة دون مناسبة ! هكذا فجأة .. هذا من غرابة وحدس البشر! أو لم تر حدثاً مضت عليه السنين الطوال يقف مشهده أمامك بكل تفاصيله ! من أين أتى ؟ أو تسمع حديثاً تعتقد أنك قد سمعته من قبل ! أو حدثاً كالطيف يمر بخاطرك مراً سريعاً ولا تتحراه بدقة ويحدث فيما بعد كما هو بكل تفاصيله ! فيدخل في روعك الحيرة والتأمل ! حقول لم تكتشف في نفوسنا بعد ! كثيرة هي .. ومن تلك الوجوه التي تطل علي في غفوتي : هاشم خليل .. من أبناء كسلا .. علمنا كيف نقرأ ! وماذا نقرأ ! هدوء وحديث هامس ! طبع هادئ تواضع جم ، جميل المحيا ، بسطة في الجسم والعلم والذوق ، فاكتحلت أفئدتنا اليافعة ببعض من مكتب مكتبته العامرة – وكان وسيطنا لذلك الأستاذ السر محمد مالك من أبناء مدينة أروما – وكان هاشم يعمل بمجلس ريفي المدينة كما تفتحت أعيننا بالكاتب سلامة موسى وخاصة كتابة المهم (التثقيف الذاتي) والمازني في (حصاد الهشيم) والعقاد في (العبقريات) ودواوينه (قبل الأعاصير) – (بعد الأعاصير) (ديوان من دواوين) وأستاذ الجيل الدكتور طه حسين وأحمد لطفي السيد ، جبران ، ميخائيل نعيمة ، المنف*** ، شوقي ، حافظ ، البارودي ، المتنبي ، البحتري ، أبو تمام ، أبو العتاهية ، بشار ، أبو نواس ، التجاني ، الشابي ، المجذوب ، العباسي ، جماع المعلقات ، وكتاب (الإلياذة) (الأوديا) (جمهورية أفلاطون) ومن كتب التراث وحوض البحر الأبيض وبحر الشمال وأقصى الشرق .. هكذا كنا ومازلنا ! وعندما أعود لكسلا من تلك الغربة المستريبة ، أمني نفسي بمقابلته فتتوه خطاي ، إجازة خاطفة كبرق ! وهاشم خزائن الذكرى والمدد الباهر وقوام الألوان وجمر الإبداع، كان ومازال همه جمع ما كتب عن كسلا – ولا أدري أين وصلت تلك الهمة والرجل يفني نفسه من أجلنا ! . أحب الشعراء كسلا لرقة أهلها وطبيعتها الهادئة المخضرة والجبل وسر ذلك الولي بقبته الخضراء التي تطل على الروابي والسهول الخضر والسحب المعقودة وصفاء باهر في الصيف والمدى يمعن في خضرته والجبل بقامته قيل أن شجرة (الأكسير) تنبت في هامته ! ولا ينالها إلا كل ذي حظ عظيم . وما حكى عن صخرة ملساء سقطت عند أقدامه – هي من أطفاله – صقيلة كالمرأة من أثر اللمس طلباً للتبرك ! والإنزلاق عليها للحامل في شهورها الأخيرة استعقاداً بحل عسرها وولادتها بيسر ! بالصخرة أثر من آثار التعرية تشكل على حدوة حصان قيل أنه حافر (البراق) يتبركون به ويتمسسون بترابه وغبرته ! هل أتى (البراق) ماراً بكسلا ونحن لا ندري ؟ تهويم نساء ونسيج أساطير ! تتوسط كل ذلك قبة خضراء كنشوة المسك ومعراج العشق وميراث الظل والضوء .. وردة تتفتح في براري الأبدية ومسجد عتيق تختلط عناصره في بهاء ، معمار قديم ، حجارة ، طيور ، سندي لكل هذا العشق وروح التأويل بما أوى ولا أرى فأرى عسل الليل في مديح المصطفى رسول الهداية جوهر الأركان ومنعش الجسوم والقلوب ومبات الروح ! نخل على سفح وسرب ماء عذب من صخر وخيول نورانية مجملة بغرة في عتمى الجبين مشاهد ورؤى تدخل الاستئناس وتسري في الجسد المنهول الناحل برعشة الرهبة وسر من أسرار هذا الولي .. والجبل يأتيك بوجه ووجه كلما أقبلت عليه ! وترتاب : رخام أو حجر ؟ أم مزيج من الأثنين معاً ؟ أم عجينة طيعة ليست من روح الجماد ! تتداعى خواطرك العاشقة ، هذه كسلا أرض (التاكا) (أم تقاق) تقبلها كما هي وتدور بنفسي بعد كل هذه المشاهد (الزوارة) ومل ناعم رقيق وأن أردت الدقة هو أقرب إلى التراب المصفى لصغر ذراته من جوف أرض المقام للتبرك به ومسح سائر أعضاء الجسم يشفى من كل سقم ! فيدلف المحبون في صمت مطبق وابتهالات ودعاء ونجيب مكتوم ، وجوه لا تستبين تقاطيعها من عتمة الضريح . وظلال من ظلال ! وعند الإنتهاء من التبرك والدعاء تأخذ كل زائرة وزائر (صرة) من تلك (الزوارة) لمن لم يسعده الحظ بالزيارة تبركاً وزلفى ! . أتذكر طفولتي .. والدتي الرحيمة ترفع يديها الراعشتين تجاه الجبل .. هي في غرفتها ! تسر بكلام كأنه الهمس ، تطالع الجبل بهيبته الجليلة من كوة الغرفة ! لها (نضرة) أن تحقق لتهبه (أب أربعة) .. وراية من الحرير الأخضر مطرزة الحواف على سارية من جريد النخل . نخرج في البكور مع الطير لهذا (النذر) نقود كل تلك المسافة البعيدة مابين المنزل والجبل خروفاً بقرون طوال ! له بحة في الصوت من أثر الشحم المكتز فيه .. حيوان عصى الحركة والانقياد ! أرهقنا كل هذا السفر يساعدنا (رحمه الله) بقايا فلول السطوة الرعوية ! نسلمه لشيخ وقور تبدو الراحة في وجهه الجميل ولونه من ومضاء وهجير الشمس ! تتدلى من حنكة (علعلة) كعرف ديك متباهي بألوانه – أشار لصبي بأخذه (الحوش) لولائم القادمين والزائرين المادحين ، القارئين ، القابعين والمسافرين وغيرهم من السابلة ! وتحكى الأساطير والقصص والحكايا عن سر هذا الولي والجبل والمعجزات فيقول السمع من نشوة الحديث ورهبة التقديس (شعره جلدي ######ت) ويغمر نفسه برذاذ من فمه .. تف ... تف .. تف .. تف ! لترقد تلك الشعرة . لحي الختمية والجبل رائحة لم أشمها إلا فيه .. مزيج من ماء المطر مخلوطاً برائحة القطيع واللبن والأعشاب الجافة المبللة بالدخان ! ياإلهي .. لماذا لا أشم هذه الرائحة إلا في كسلا ؟ ويجول بصري ويمتلئ باللون وعصافير الشجر ويمام الجبل وأشجار الفاكهة والسدر المخضود ! الوجوه النضرة والجبل الذي يحتضن كل شئ .. حبي في مودة ، ونحن نشق طريقنا بعربة تهدهدنا فنصير في هسهسة ونخف ولانثقل الأرض والعربة تسلك طريقاً متعرجاً من أثر الوحل فيدغدغ حواسنا المنتشية .. فتشف روحك كبذرة .. تعلو .. تعلو ولايعيدك لطين الأرض إلا صوت السائق ها قد وصلنا . بسهول التاكا يرتد طيف الحلم والحياة .. طيف (تاجوج) قمر في رائعة النهار وشمس في عتمة الليل ! على عروشها المعطرة بعطر الروابي وألق الجبل وكثافة أشجار (الدوم). أرتحلي قليلاً (تاجوج) بالمباهج ودنف المحب متبتلاً أمام طيفك عاشقاً للأرق والأحلام .. وبين الظل والفراغ تسطع قامة المحب بحب تاجوج ! خالقة الوجود والزوال في نفوس المحبين ! ارتحلي تاجوج قليلاً كفراشة منقوشة وتينة خضراء ونبتة ملونة في حانة أناء ونجمة لصلاة المطر وشال في حرير المراعي ! أنت قطرة ماء في لهاة (المحلق) ووشماَ في أجنحة القطا وسياج حديقة (اللارنج) وزهرة متبتلة . أرتحلي كزخات الحياة .. الهابط والصاعد وهزيم الرعد ولمع البروق وشجو الزمان في رداء الليل وتنفس المحبين .. أنت لشوك المراعي تاجاً ولروح القصائد مفردات ولحزن الخلاص . كالنهار المشتهى وسيف (الحمران) .. تمتمة النحاس وصهيل البارقات الصافنات وألق العيون والبسالة والقبون المصفى .. أرتحلي تاجوج في غرة الفوارس وتمائم العذارى وشبق الفتوة ووداع المعنى ! المحلق جسارة : أن يطلب منك أن تتجردي ! تجردي أمامي قطعة .. قطعة ! أمام مشهد الروح الذي أختلط بالجسد .. وإذ عنت .. تجردت .. أدبرت .. أقبلت .. أستدرت .. كما خلقت لأول مرة .. وأنت تفكرين في أفق التأويل والحقيقة وظلالها ! للذي يطلبه المحبوب .. مجللة بالدموع وزفرة الصدر وجرح الكبرياء ! . يرى جسدها ، حرير الورد .. خيط العطر .. كما العاج بياضاً مختلطاً بحمرة كرمان نازف. النحر ، العيون ، القامة ، الكفل ، تل الورد ، نكهة الدوالي ، عبق الأبطين ، مستكة الفم ، شميم العنق .. مطوقة بالصمت والجمال الحزين ! . تمشين في تعثر كعطش التائهين .. صمت .. .. صمت وعبق قديم ومكان يعز فراقه ! والمحلق يمعن النظر والتأمل يتملى في الجسد كما خلق ! هي روح الفنان العابد ، يرى جسدك غيمة تهطل في يباب روحه ، في ذلك اليوم الساكن المسكون بحركة صامتة ! ولا تتحملين كل هذا الصمت وهذا السكون وتحلقين في نزوات الوجوم وبراهين الملاحقة في وجه (المحلق) وهو يتحسس جسدك بيديه الراعشتين في الظلام وإنتما في خلوة الزمن الجميل ! وتجاسرت روحه المتمردة ليرى في ضوء النهاء الباهر هذه الموسيقى التي تتموج ولاتسمح ، كثعبان راقص يحمل السم .. الرؤية موت تاجوج والمحلق بروح الفنان يعز عليه الفراق فيسكب نشاف العطش والتلقي ! . أتى ويأتي (المحلق) في حديث السابلة وحنين الفراق .. أتى ويأتي ولم يحب سوى حبك !
نشكرك يا بجاوي على هذه الاضافات السخية والساحنة التي كادت تجعلنا متفرجين
نتمنى يا اخ بيجاوي لو قررت ان تضيف مادة مكتوبة ان تكون من تأليفك او انطباعك الشخصي ونحن نعلم ان النت ملئ بمواد تملا كتب عن كسلا .. مع خالص التقدير لجهودك ولمن كتبها
ونذكر مكانا عزيز على جميع اهل كسلا خرج افذاذا على مستوى السودان
الا وهو استاد كسلا
هذا المبنى العتيق ليس شكله ما يميزه انما موقعه
اذا كانت كسلا تحتل موقع القلب من السودان
فان استاد كسلا يحتل موقع القلب من كسلا
واي صورة من مقصورة استاد كسلا يظهر بها الجبلان
جبال مكرام وجبال التاكا .
استاد كسلا ربما تعرض لظلم من جميع الحكومات اذا انه لم يطور او يحسن منذ السبعينات زمن الرئيس الراحل جعفر نميري اذ بنى به المقصورة الرئيسية والمساطب الشرقية ابان عيد العلم في السبعينات ..
لكن قيمة استاد كسلا تنبع من انسان كسلا نفسه .. والروح الرياضية العظيمة التي تصاحب التشجيع .. ورغما عن ان الاندية في الغالب لها طابع قبلي الا انه الخصومة بين الاندية لاتتجاوز التعليقات الطريفة ...
يكفي فخرا استاد كسلا انه خرج درر للملاعب السودانية منهم
الاسطورة محمد حسين كسلا .. ومجدي كسلا مدافع السودان الصلب ...عصام سر الختم حارس نادي الهلال العاصمي السابق ..والنجم الحالي مهند الطاهر ...
ومن طرائف المواقف سمعت احد قدامى اللاعبين يحكي قال ..
عندما ضم اللاعب محمد حسين كسلا للفريق القومي وهو لازال في اهلي كسلا قررنا نتغاتت عليه باعتبار انه لاعب من الاقاليم .. فكنا نلعب له الباصات خلف ظهره .. لكن هو كان يستقبلها بطرق بهلوانية ويسحبها بالكعب او بحركة فنية تحت صيحات واعجاب الجمهور .. فقال زميلي شوف صاحبك دا عايزين نضره نفعناه زيادة ...
نحن في زمن ألان يستقبل اللاعب فيه البص في خط ستة ويثبته بركبته خارج الملعب ويظل يلعن في نفسه طيلة المباراة ونسميه نجم لازالنا .. الله معانا ..
واستاد كسلا خرج للسودان بل للعالم الحكام الدوليين منهم .. عمنا معتصم محمد الحسن . ومسعود الشنقيطي ..وعمنا نفيد ..
ومن الاداريين الراحل .. الاستاذ حسن الماحي المحامي ..رئيس الاتحاد لفترة طويلة ورئيس بعثات المنتخب السوداني عدة مرات ..
اضافة الى نجوم السودان المعروفين خرج استاد كسلا نجوما استمتع بفنهم اهل كسلا فقط ..
وحرم منهم باقي السودان .. لسوء الاعلام ربما لسوء حظ اهل السودان ..
اذ انهم لم يشاهدوا فنيات عادل العمده من الميرغني ولا بصات الليزر من الفنان عثمان طه ولا عبقريات عاطف بيرنفي من الميرغني ...
اهل السودان لو كانوا محظوظين لكان لعب في الهلال او المريخ هاشم كجر او عامر الشروق ... هاشم كجر كان اكزافي زمانه صاحب البصات القاتله .. كان هنالك هداف دوري كسلا لاعب من القضارف اسمه بوش يحرز عشرات الاهداف .. طمع فيه فريق من بورتسودان بعد ما سجلوه لم يحرز اي هدف .. وقال احد ظرفاء انتو سجلتو اللاعب ونسيتو الملقم ( الشاحن) بتاعه ... يعني هاشم كجر ...
اما عامر الشروق شاب نحيل له مهارات تحير تحس كان الكرة مربوطه برجله اليسار . وكان عندما يستلم الكرة ويبدأ يهاجم تجد كل الفريق الخصم يرجع منه للخلف لا احد يتجرأ بالدخول عليه .. حتى سموه ( الكاوبوي والخيانا) على افلام الكابوي القديمة طيبة الذكر ..
أهل السودان ما شاهدو اسطورة فريق الشباب عمر كدارة ....
تاس كثيرين لم يكونوا يشجعوا فريق الشباب لكن في مباراة الشباب كان الاستاد يكتظ بالحضور لمشاهدة فنيات عمر كدارة ,..
ولو قلنا ان لكل زمان ومكان ميسي الخاص به ففي السودان لاعب صغير الحجم قصير القامة ونحيل اسمه دنقا .. لاعب مريخ كسلا المرحوم مات في حادث حركة اليم في عز عطائه وشبابه ...
اذكر في مباراه في دوري السودان بين مريخ كسلا ومريخ العاصمة ...دنقا عمل عملية في سليمان عبد القادر المدافع العملاق الشهير .. مما جعل سليمان يخطف دنقا ويرفعه من الارض مثل الطفل وهو يضحك وكل الاستاد ينفجر بالضحك .. رحم الله دنقا ..
Quote: الشخصية الظريفة الثانية الكابتن مقر رحمه الله .. الحقيقة كما ذكرت انا لست بصدد توثيق لكسلا لذلك اكتفي بالالقاب ونرجو المغفرة ان لم تطابق المواقف مع الواقع .. كابتن مقر هو مثل كداره رجل تجده في جميع مناسبات أهل كسلا مجامل جدا لكنه لم يكن معني بالرقيص او هاوي كما كدارة لكن كابتن مقر هو كلاعب كرة قديم درج واصبح مدربا لكرة القدم .. لكن مقر رقم عن حصافته وإتقانه لاساسيات التدريب وكرة القدم الا انه لم يكن موفقا مع الفرق التي يتولى تدريبها .. بل كثيرا ما يهبط فريقه للدرجة الادنى .. من الطرائف في أحدى الدورات المدرسية تولى كابتن مقر تدريب مدرسة عمر الحاج الموسى الثانوية علق أحد الظرفاء قائلا : يمين ياناس مدرسة عمر الحاج موسى كان ما لحقتو نفسكم مقر دا ينزلكم الابتدائي ... وقيل مرة تولى تدريب فريق خسر الفريق كل مبارياته ولم يكسب سوى نقظة واحدة من تعادل يتيم .. وفي آخر مبارة خسرها كالعادة اراد في النادي ان يجتمع بااللاعبين ليبرر لهم الهزيمة .. الا انه رئيس النادي سبته وقال له : لو سمحت يا كابتن مقر خلاص كفاية نحن عايزين نجيب لينا مدرب ثاني .. على الفور رد مقر بسخريته المعهوده : نقطتكم الواحدة دي حقوا تجيبوا ليها بوليس عشان تبقى نقطة بوليس .. رحم الله الكابتن مقر بقدر عطائه الذي لم يشوبه من ولا اذى لآحد ..
رحم الله الكابتن مقر رحمة واسعه وأسكنه فسيح جناته ..........
جمهور كسلا الرياضي محب لانديته دون عصبية كما ذكرنا كما انه يعشق كرة القدم ويتوحد خلق القريق القومي
ونحن لا ننسا وبجهد مقدر من ابن كسلا البار ورئيس الاتحاد الراحل حسن الماحي رحمه الله قد نجح في اقامة مباراة تصفية كاس العالم للشباب بين منتخب الشباب السودان ومنتخب نيجريا باستاد كسلا .
لازالت تلك الملحمة منطبعة في ذهني ..
ذاك فريق الاحلام الذي كان يضم جيل ناس خالد بخيت وهيثم مصطفى وحمد كمال والراحل مرتضى الجنيد ..
توحد جمهور كسلا خلف المنتخب حتى تحقق النصر بضربة جزاء احرزها الراحل مرتضى الجنيد رحمه الله..
في ذلك اليوم لم تنم كسلا ..
تعودنا وانا وصديقي ورفيق الدراسة الاخ ادريس محمد عمر ان ندخل استاد كسلا من الناحية الجنوبية المطلة على المنطقة الصناعية .. في الفترة التي تولينا فيها ادارة مطبعة كباشي سويا في بداية حياتنا العملية
كنا ندخل المساطب الشعبية ونستمتع بتعليقات المشجعين الساخرة ..
كان الجزء الشرقي من الاستاد مخصص لمشجعي التاكا والميرغني .. وكان معظمهم من الجالية الاثيوبية والارترية ..الذين يعملون بالمنطقة الصناعية
الاثيوبيين كان لهم لاعب محترف بنادي التاكا اسمه مايكل حريف وفنان جذبهم لتشجيع نادي التاكا اما الارتريين فكانوا يشجعوا الميرغني ..
نحن كنا ندخل المساطب الشعبية الجنوبية ونضحك على تعليقات المشجعين الساخرة ..
نذكر بعد ما عرف ناس الاتحاد تعلقنا بدوري كسلا اصروا علينا ان ندخل المقصورة وقدموا لنا الدعوة اذ كنا نحن نطبع لهم التذاكر ..
وفد جربنا ودخلنا الاستاد وجلسنا في المقصورة لكن ...بعد ربع ساعة من بداية المباراة شعرنا بالخنقة والملل ..
تعليقات مملة ومهذبة ومعظمها تنهيدات .. من نوع ( أخخخخ اوفففففف ... ياخي بالغت لكن ... بالله دي عملة تعملها ..)
ادريس نظر الي ونظرت له ووقفنا دون تعليق تحركنا قررنا الرجوع لمساطب الشعب عندما جينا عند البوابة الفاصلة سألنا الشرطي ( ماشيتن وين ؟؟)
اشرنا له ناحية المساطب الشعبية ..
قال : راجعين ثاني ؟؟
هزينا رأسينا بالنفي ..
وتركناه بعد ان فتح لنا الباب يصفق في يديه ويتحسر على جنونا هو يعرف ان الناس في الشعب يحلمون ان يتحولوا هنا ولكن ان يحدث العكس هذه ليست في حساباته ..
لكن في حساباتنا نحن .. لاننا نؤمن بأن هؤلاء البسطاء هم الذين يصنعون الحياة ويحركون عجلتها ..
ويقيننا لازالوا يفعلون وسيظلوا كذلك
Post: #117 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: Hisham Osman Date: 02-04-2013, 04:29 AM Parent: #116
Post: #118 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-04-2013, 09:36 AM Parent: #117
روعة أرض الحبايب يا هشام ورحم الله الراحل عبد العظيم حركة .. واحد من رموز كسلا الفنية الذين وضعوا بصمة على خارطة الغناء السوداني
Post: #119 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-04-2013, 09:56 AM Parent: #118
عبقرية مكان آخر في كسلا
محطة الحجر
لكن هي محطة مميزه بعد المتابعة ستعرفون لماذا هي مميزة وتستحق ان يكون لها عنوان منفصل .
اولا محطة الحجر هي محطة حقيقة بمعنى الكلمة ومجازية ايضا . لسبب اولا هي محطة في حياتنا قضينا فيها طفولتنا وصبانا لذلك هي محطة من عمرنا . وهي محطة حقيقية لانها محطة مواصلات في مدينة كسلا العزيزة . اكثر شيء يميز محطة الحجر هي انها ملتقي او نقطة تقاطع لاربعة احياء في مدينة كسلا وهم حي الثورة وهي الترعة وحي المربعات وحي الشعبية . والمحطة تقع في منتصفهم تماما لدرجة انك لا تستطيع ان تنسبها لاي حي منهم . سميت كذلك لعدة روايات منها ان البيت في الناصية كان مبني من الحجر المكشوف كعادة بعض بيوت كسلا نسبة لوجود الجبال. كما ان ما ميز محطة الحجر هو وجود مجمعات لمدارس الاولاد والبنات بمختلف المراحل التعليمية مما يجعل مظلة محطة الحجر تتلون في كل مره حسب الزي المدرسي الذي يسودها . وايضا سبب آخر وجود اكثر من مطعم تقدم الفول واللحوم وهذه عندما نخوض في تفاصيل احداث المحطة سنجد ان هذه المطاعم اكسبتها ميزه اضافية اضافة للاحداث التي تصاحب رواد هذه المطاعم كما ان هنالك سبب لوجود احداث لرواد المطاعم سنذكره عندما نذكر المطاعم . سبب آخر ميز محطة الحجر وهي طبيعتها البانوراميه . بمعنى انها يمكن ان تمر بها عدة احداث مختلفة في لحظة واحده دون ان يكون لها علاقة ببعض.
اول ما شبينا ونحن اطفال في محطة الحجر ابتكرنا هواية جديدة ومميزة وهي ان كل واحد منا اختار بص من بصات المواصلات التي تحضر من السوق عبر المحطة الى داخل الاحياء ويشجعه كنادي كرة قدم .كنا تجدنا متجمعين في ظل الاشجار ونحن في صراخ وتشجيع لسائقي البصات حتى يسرعون ويتسابقون . وكانت البصات تحمل اسماء مكتوبة على ناصيتها مثل الاصيل والشروق وتوتيل وخلافه .الغريب في الامر ان سواقي البصات بداوا يتجاوبون مع صرخاتنا وبداوا يتطاردون في سباق محموم . او على الاقل هكذا خيل الينا
محطة الحجر في الصباح تكون مكتظة بالمنتظرين الذين يريدون الذهاب الى اعمالهم او الى السوق لشراء خضار اليوم . هذه الميزة اعطتها افضليه في ان اصحاب البصات ابتكروا فكرة تعرف بالمقص وهو ان يحضر بص فاضي خصيصا من السوق لنقل ركاب محطة الحجر . وكان توزع على البصات بترتيب معين متفق عليه . وكنا نحن نحتفل ببصاتنا التي يقع عليها المقص لانها اولا لا تتوقف في المحطات الاخرى وهذا يجعلها تسابق الجميع .
جاء ما انقص لهونا البرئ عندما جاءت ظاهرة البرينسات وهي بكاسي التيوتا التي تحولت الى مواصلات وبدات البصات تختفي وتتحول الى القرى .مما اصاب لهونا البرئ في مقتل . وكرهنا البرينسات تضامنا مع البصات التي هجرها الركاب . لان البص يحتاج الى خمسين راكبا بينما البرينسة تمتلئ بعشره فقط مما جعل الناس يهرعون ناحية البرينسات ويهجرون البصات . الطريف في الموقف اخيرا كل البصات هجرت خط المربعات عدا بص واحد هو بص الاصيل . ظل صامدا مما جعلنا جميعا نلتف حوله ونشجعه ضد البرينسات . والاكثر طرافة ان سائق بص الاصيل كن عداوة شديدة لاصحاب البرينسات وركابها اذ كان يجري خلف البرينسة بسرعه هائلة ويقارب ان يصطدم بها في صورة مرعبه . وقد حكانا احد ابناء الجيران وكانت لهم بيرنسة وعمل مساعدا بها بان سائق بص الاصيل كان يلف راسه بالشال حتى لا يبين منه غير عينيه ويظل يطاردهم لدرجة ان جميع الركاب يلتفون حوله خائفين تاركين مقاعدهم .واخيرا استسلم سائق بص الاصيل وترك الخط للبرينسات لنتحول نحن الى تشجيع البيرنسات والتي والغريب في الامر اتخذت لها اسماءا نسائية كاشراقة واماني وتجدنا نتصارخ ( اجري اجري يا اماني اشراقة جاتك ).
في وقت الظهر وحوالي الساعة الثانية الظهر عند مواعيد خروج المدارس تتلون محطة الحجر بالوان الزي المدرسي وتتحول ايضا لتجمعات المراهقين والعاشقين الذين ينتظرون بنات المدارس . ويسود هرج ومرج حتى تخلو من جديد ليبدا مساء محطة الحجر . هنالك يبدا عمال المطاعم بالتحضير برص الكراسي والطرابيز ورش الارض بالماء واستخراج السماعات الضخمة لتبدا حفلة المساء وهي حفلة فعلا لان اصحاب المطاعم يصرون على رفع صوت المسجل لدرجة تحس انك في حفلة فعلا .
)
ظلت محطة الحجر هي هي بميزاتها ومطاعمها الشهية والشهيرة على الاقل الى عهدي بكسلا رد الله غربتنا اليها . الطريف في الامر ان احد هذه المطاعم شهير ببيع الكوارع وشهير ايضا بتشغيل وتكرار شريط محمود عبد العزيز عليه الرحمة . لدرجة اني اصبح عندي رابط باطني بين الاثنين . مره وانا اركب مع احد الاصدقاء في سيارته هنا في الرياض فقام بتشغيل شريط محمود عبد العزيز ( فانا قلت له عندما اسمع شريط لمحمود عبد العزيز يجيني طعم كوارع ) استغرب ورد بغيظ (محمود علاقته شنو بالكوارع (يبدو انه كان من معجبيه جدا ) وبصعوبة جدا حاولت ان اشرح له هذه العلاقة بين رغما عن اني نفسي لا اجد لها تفسيرا . ميزة اخرى وهي ان احدهم جلس امام المطعم واستغل تجمع الناس وبدا يبيع القهوة حتى تجمع له عدة زبائن ممن اصبحوا مدمنين لقهوته ونحن كنا منهم الى آخر عهدنا بكسلا وهي كانت مميزة بنكهتا القوية وطعمها الحارق بالزنجبيل ( الآن انا مصدع لو لقيت لي فنجان)
Post: #120 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-04-2013, 10:03 AM Parent: #119
وكذلك محطة الحجر ي محطة الحجر في الفترة المسائية تجد التجمعات للناس الجالسين مبنية على فئات سنية . مثلا الاطفال الى عمر الثالثة عشر متجمعين بعيدا من مركز المحطة والدكاكين والمطاعم لكن في حلقة يمارسون العاب ليلية مثل شليل وينو والرمه والحراس وخلافه .
اما في طور المراهقه والمرحلة الثانوية هؤلاء غالبا ما يكون قد حضروا بعد تمرين في كرة القدم وصلاة المغرب يجلسون على حافة مجرى المطر (الخور ) وبالمناسبة مجرى المطر (في غير موسم الخريف طبعا ) يشكل جلسة جميلة ومريحة اشبه بالكنبة الطويلة . فهم اما يتسامرون حول تمرين اليوم والاهداف التي احرزت فيه او مناقشة مباره ستعرض في التلفزيون بين الهلال والمريخ . وقد كنا ابتدعنا فكرة جميلة وهي في نفس الليلة التي ستلعب فيها هلال مريخ كنا نقسم التمرين بين فرقتين من مشجعي الهلال ومشجعي المريخ. والتي تكون نتيجتها امتدادا للحماس الناتج من المباراه الحقيقية . بعد ظهور بائع القهوة انتقلنا نحن من الجلوس في الخور الى بروش افترشها بائع القهوة والذي اصبحنا من زبائنه الثابتين . ثم الفئة الثالثة وهم زبائن المطعم فهم يتجمعون من جميع انحاء المدينة وليست بالضرورة من اهل الحي بل الحق يقال ان ابناء الحي نادرا ما ياكلون في المطاعم . ومن احتاج منهم لشي اشتراه وذهب به الى البيت
نحن بصدد عبقرية المكان وان جاز التعبير خلينا نسميها كاريزما المكان طالما الكاريزما تعني الملكة التي تجعل الناس يلتفون حول شخص معينا ويسلمونه طوعهم . كسلا بصورة عامة تمتلك هذه الميزه لو شربت من توتيل كما ذكرت وكما يزعم الناس واهل كسلا او لم تشرب . فهو بلد لا يسمح لك ان تعبره وتنساه . ونحن عندما كنا طلبه في الجامعه اخذنا معنا كثيرا من الزملاء من باقي الاقاليم بل حتى من المطلبه المبعوثين من الدول العربية ذهب معنا العراقيون والصوماليون وكانت محط اعجاب واندهاش لهم . والدليل على ذلك نحن الآن بصدد نقطة صغيره من المدينة لا تتعدى مساحتها الالف متر وبها هذا الكم الهائل من البانوراما والاحداث المستمره ولا زالت تستمر وهذه هي عبقرية المكان التي نتحدث عنها الآن وهي محطة الحجر .
Post: #121 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-04-2013, 11:53 AM Parent: #120
تميزت محطات مواصلات كثيرة في كسلا كمحطة ستة بحي العمال ومحطة البلابل بحي العرب ومحطة السبيل بالسواقي الجنوبية والكرمته بالسواقي الشمالية ومحطة العمدة بالترعة جنوب ومحطة الولي بالميرغنية ومحطة الكنبة بحي المقام الحلنقة ربما تطرقنا لبعضها او احد الاخوة من ابناء تلك المناطق
Post: #122 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: عثمان حسن المتعارض Date: 02-04-2013, 04:25 PM Parent: #121
Quote: تميزت محطات مواصلات كثيرة في كسلا كمحطة ستة بحي العمال ومحطة البلابل بحي العرب ومحطة السبيل بالسواقي الجنوبية والكرمته بالسواقي الشمالية ومحطة العمدة بالترعة جنوب ومحطة الولي بالميرغنية ومحطة الكنبة بحي المقام الحلنقة ربما تطرقنا لبعضها او احد الاخوة من ابناء تلك المناطق
ولا ننسي محطة فرافيشو ، لا أدري إن كانت قائمة حتي الآن أم لا عارفين دي وين
Quote: جمهور كسلا الرياضي محب لانديته دون عصبية كما ذكرنا كما انه يعشق كرة القدم ويتوحد خلق القريق القومي
ونحن لا ننسا وبجهد مقدر من ابن كسلا البار ورئيس الاتحاد الراحل حسن الماحي رحمه الله قد نجح في اقامة مباراة تصفية كاس العالم للشباب بين منتخب الشباب السودان ومنتخب نيجريا باستاد كسلا .
لازالت تلك الملحمة منطبعة في ذهني ..
ذاك فريق الاحلام الذي كان يضم جيل ناس خالد بخيت وهيثم مصطفى وحمد كمال والراحل مرتضى الجنيد ..
توحد جمهور كسلا خلف المنتخب حتى تحقق النصر بضربة جزاء احرزها الراحل مرتضى الجنيد رحمه الله..
في ذلك اليوم لم تنم كسلا ..
تعودنا وانا وصديقي ورفيق الدراسة الاخ ادريس محمد عمر ان ندخل استاد كسلا من الناحية الجنوبية المطلة على المنطقة الصناعية .. في الفترة التي تولينا فيها ادارة مطبعة كباشي سويا في بداية حياتنا العملية
كنا ندخل المساطب الشعبية ونستمتع بتعليقات المشجعين الساخرة ..
كان الجزء الشرقي من الاستاد مخصص لمشجعي التاكا والميرغني .. وكان معظمهم من الجالية الاثيوبية والارترية ..الذين يعملون بالمنطقة الصناعية
الاثيوبيين كان لهم لاعب محترف بنادي التاكا اسمه مايكل حريف وفنان جذبهم لتشجيع نادي التاكا اما الارتريين فكانوا يشجعوا الميرغني ..
نحن كنا ندخل المساطب الشعبية الجنوبية ونضحك على تعليقات المشجعين الساخرة ..
نذكر بعد ما عرف ناس الاتحاد تعلقنا بدوري كسلا اصروا علينا ان ندخل المقصورة وقدموا لنا الدعوة اذ كنا نحن نطبع لهم التذاكر ..
وفد جربنا ودخلنا الاستاد وجلسنا في المقصورة لكن ...بعد ربع ساعة من بداية المباراة شعرنا بالخنقة والملل ..
تعليقات مملة ومهذبة ومعظمها تنهيدات .. من نوع ( أخخخخ اوفففففف ... ياخي بالغت لكن ... بالله دي عملة تعملها ..)
ادريس نظر الي ونظرت له ووقفنا دون تعليق تحركنا قررنا الرجوع لمساطب الشعب عندما جينا عند البوابة الفاصلة سألنا الشرطي ( ماشيتن وين ؟؟)
اشرنا له ناحية المساطب الشعبية ..
قال : راجعين ثاني ؟؟
هزينا رأسينا بالنفي ..
وتركناه بعد ان فتح لنا الباب يصفق في يديه ويتحسر على جنونا هو يعرف ان الناس في الشعب يحلمون ان يتحولوا هنا ولكن ان يحدث العكس هذه ليست في حساباته ..
لكن في حساباتنا نحن .. لاننا نؤمن بأن هؤلاء البسطاء هم الذين يصنعون الحياة ويحركون عجلتها ..
الطريفة كان عنده قارورة زجاجية بحجم القلة مهما كان مرضك فعلاجك فنجان من هذه القارورة ولا احد يستطيع ان ينفي بما بهذه القارورة هو دواء فعلا او ماء سكر مغلي بطريقة معينة..
يبدو انه عمنا فرافيشو كان يحس ان التلاميذ يتهربون ربما من حصة الرياضيات او تسميع المحفوظات فيتمارضوا لذلك فهو يكنفي بصرف هذا الدواء دون ادخال نفسه في متاهات تحايل التلاميذ.. لان بعض الحالات يحيلها للمستشفى
وكل تلاميذ المدارس الذين يحسون بوعكة صحية من مدارس والميرغنية اولاد وبنات والتاكا والترعة كان يتحرك الوفد بالصباح نحو مركز صحي فرافيشو معهم كراس به الاسماء وخانة لشرح الحالة
Post: #129 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-06-2013, 07:25 AM Parent: #128
يا ابو الزهور نحن في انتظار دعمكم .. تعال اردكم كما يقول اهل خذه الديار
Post: #130 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-06-2013, 08:15 AM Parent: #129
كسلا الثانوية بنين
مدرسة بقامة جامعة
ومساحة بقامة مدينة صغيرة
قامت مدرسة كسلا الثانوية بنين على مساحة شاسعة ربما تعادل اكثر من عشرين فدان
بها خمسة انهار
وخمسة عشر فصل
ومعامل للعلوم واستديو للفنون .. مسرح بمدرجات .. بنائه له قصه تحكيها الاجيال
وداخليات لطلاب الريف ..
بيوت للاساتذة ومدير المدرسة
ملعبين لكرة القدم
واربعة ملاعب لكرة السلة واخرى للكرة الطائرة
ومسجد كبير
وسور مبني ربما بطول اربعة او خمسة كيلومترات ايضا بنائه له قصة ..
قصة المسرح حكاها لنا استاذ الاجيال والسياسي المطبوع الاستاذ الزين يوسف حامد
كان رقيبا للجمعية التأسيسية في آخر ديمقراطية
فاز بها عن دائرة كسلا الشرقية ..
وقبلها كان الملحق الثقافي لسفارة السودان بموسكو ..
ليعود الى هوايته وعشقه من جديد التدريس ومدرسة كسلا الثانوية ..
ربما من حسن حظنا لنحظى بمشاهدة هذا القامة اذ ان الاجيال التي سبقتنا لطالما حكت لنا عن عهده وانجازاته .. في الطابور العام حكى لنا استاذنا الزين حامد اسطورة بناء مسرح مدرسة كسلا الثانوية ..
Post: #131 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-06-2013, 08:22 AM Parent: #130
قصة المسرح
قال استاذنا الزين حامد في عام 73 كان من ضمن الطلاب بالصف الثالث طالب عبقري وموهوب اسمه
محجوب علي عبد القادر ( احفظوا الاسم جيدا )
هذا الطالب كان ذكي اول دفعته وفي ذات الوقت موهوب موسيقي يقود الفرقة المرسيقية بالمدرسة ويجيد العزف على آالة الجيتار ..
عندما قرروا بناء مدرجات للمسرح قررت الفرقة المدرسية ان تقوم بجولة اقليمية تقيم حفلات وتجمع تبرعات لصالح بناء المسرح ..
وتم طباعة الاعلانات فعلا وتحديد ميعاد الحفل وكان مقررا ان تبدأ الجولة بعد امتحان الشهادة السودانية مباشرة ..
خلصت الامتحانات فعلا وكان محجوب بالطبع ضمن الممتحنين
ولكن ............................
Post: #132 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-06-2013, 08:30 AM Parent: #131
حدث مالم يكن في الحسبان
اذ اعلنت وزارة التربية والتعليم عن الغاء الامتحانات بحجة تسربها وكشفها
واعادة الامتحان بعد شهر ..
واسقط في يد الجميع ..
يقول الاستاذ الزين حامد انه طلب من محجوب ان يتخلف عن الفرقة لانه الوحيد من الصف الثالث ,,
ويقول أصر محجوب على السفر مع الفرقة .. وانه لن يفتح كتاب مرة أخرى سيدخل الامتحانات في مواعيدها بمذاكرته السابقة ..
وبعد اصراره على السفر سمح له الاستاذ الزين ..
سافر محجوب مع فرقته وعادت الفرقة بالاموال المطلوبة وتم بناء المدرجات للمسرح ..
أعيد امتحان الشهادة السودانية ..
وكانت المفاجأة للجميع ..
اذ ان العبقري .. محجوب علي عبد القادر كان ..
أول الشهادة السوداانية في ذلك العام ..
ليضع بصمة مادية تمثلت في مسرح كسلا الثانوية بنين
وبصمة معنوية بالفخر الذي زرعه في أهل كسلا ذلك العام ..
Post: #133 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-06-2013, 08:52 AM Parent: #132
كانت كسلا الثانوية ونتمنى لو انها لازالت
مدرسة ثانوية بمواصفات جامعة
يمارس الطالب فيها كل الانشطة..
وكانت ادارة المدرسة تلزم الطلاب بالتدريب العسكري ( الكديت)
كما باقي الانشطة الرياضة والفنون والرسم .. والجمعيات العلمية ..
مهما كانت موهبتك وهوايتك فأن لك مكان ووسيلة لممارستها ..
كسلا الثانوية خرجت عباقرة في كل المجالات المهنية والعلمية والرياضية ..وعلى مستوى السودان ..
لانها ببساطة كانت مهيئة ومعدة لذلك .. بمعاملها المهجزة وطاقمها الممتاز وموقعها في المدينة وفي قلوب اهلها ..
بل كسلا الثانوية كانت الرائدة والقائدة والمنارة للمدينة حتى قيام جامعة كسلا في مطلع التسعينات ..
Post: #134 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-06-2013, 09:08 AM Parent: #133
عندما عاد استاذ الاجيال الرائع استاذنا الزين حامد من انتدابه كملحق ثقافي بالاتحاد السوفيتي في اوائل الثمانينات .. كانت مدرسة كسلا الثانوية محاطة بسياج من الاشجار الشائكة والاسلاك .. والتي كانت مفتحة من عدة جهات ..
بحيث اصبحت مخترقة من قبل الاغنام والكلاب الضالة ...
وفي ذات الوقت كان فناء المدرسة مليء باشجار النيم الضخمة..
اتفق الاستاذ الزين مع ادارة السجون في ان يقطعوا الاشجار ويستبدلوا الحطب بطوب من كمائن مصلحة السجون ..
وقد كان اتفاقا ناجحا اثمر عن بناء السور الحالي لكسلا الثانوية بنين بحمد الله ..
وكذلك يحمد لاستاذنا الزين حامد شجاعته وقوة شخصيته ..
اذكر قرب سور المدرسة كانت هنالك (قبة) او مقام او ضريح محاط بسور وحوله أشجار ضخمة ظليلة وقد كان مزارا لهواة الدجل والشعوذة من النساء والرجال والاطفال الذين يحضرون طعامهم وقربانهم ويقيلون في ذاك المكان.. وكان مكانا محاطا برهبة .. كتلك التي تحاط بها مثل هذه الاماكن عادة ..
لا احد يجروء على اخذ عود من ذاك المكان في ذاك الزمان ..
لكن استاذنا الزين حامد طبق مبدأ به فأبدأ
حضرنا ذات صباح تفاجأنا بالكراكات تكسر وتمسح في ذاك المقام والمكان وتساويه بالارض ..
ونحن كنا في حالة ذهول وترقب في الذي ممكن يحدث لاستاذنا الزين حامد ..
ليعطينا استاذنا درسا في العقيدة ونراجع معتقداتنا من جديد بعد ما ساوى المكان بالارض ولم يرمش له جفن او يخاف ..
وفي ذاته يردد ونردد معه ( قل لن يصبنا الا ما كتب الله لنا )
Post: #135 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-06-2013, 09:54 AM Parent: #134
من الصروح التعليمية في كسلا
مدرسة عمر الحاج موسى
اقصر عمر من كسلا الثانوية
ولكن يفيها فخرا ان تكون هي بمثابة تكريم للاديب السوداني البليغ والفصيح الراحل
عمر الحاج موسى ذاك الفصيح المفوه الذي نادرا ما يجود الزمان بمثله رحمه الله
الكلمات التي قالها في حق كسلا والتي ظلت خالدة ما بقيت اللغة العربية في الارض مثالا للفصاحة والبلاغة
.. خلدت كسلا عمر الحاج موسى بهذه المدرسة الثانوية ,,
ورثى الحلنقيالحاج موسى بكلمات خالدة..
رائعة الحلنقي في رثاء الاديب عمر الحاج موسى
مهما الزمن .. طلع قمر وغيب قمر ما بجيب قمر يشبه عمر كان مس بي ايده التراب يصبح درر وكان حدثك ترحل بعيد لى دنيا ما دنيا بشر شفتوهو كيف فى المؤتمر حرك شجون القلبه منسوج من حجر الاعمي يوم داك ما نظر والحسه ما بشعر شعر آه يا قدر امرك صدر ماترشى ارضنا يا مطر وما تهدى موجك يا بحر طال ما عمر تحت التراب الحلوة كان ضقناها مر والسمحة كان جات ما بتسر وفرحنا بعد قصي عمر كان وش سمح بي لمسته يداوى الجرح كان طيبة فى الاعماق تلح كان حاله زين ما بدور شرح تلقاهو دايما منشرح عقد الندي نفحة عبير عطر الطلح للسمحه بسرع فى الخطا وفى القاسية ثابت ما بزح كان الرجى وكان للحيارى المرتجى المستجد كان بفتح ابواب النجا كان شعله بالحب الكبير متأججه فى نظرته فى عزته ما بحجوا بيهو الناس حجا الكلمة ما كان بيكونها وبيلونها وبحننها ويبجيبها ليك تحلف عروسه متوجهة ... اخو فى القسي والليلة خالد ياحليله يقول ابوى وما بلقي غير صمت الاسى العزة ما كان حارسها والسمحة ما كان فارسها كان مدرسة لى كل عظيم التاكل يبكي عليك دموع تاجوج تنوح شجر الاراك زابل فروع ومحلق اللابس الدروع غرقان دموع والقمرة ما دايره الطلوع الناس تئن حس النحاس يبكي ويرن ومحمد الحافظ على العهد القديم صلى فى خشوع لى الله يرحم جيتك فى آخرتك تكسب ثواب ما كان بطل فى العز قدل كان المحارب فى كرن وكان المناضل فى حروب ليبيا ومعارك كل زمن كان حبه فى الدنيا الوطن من راحته من عافيته كم دفع الثمن وياما الزمن ليهو اتمحن لكنو اجتاز المحن ورايات معزته بالمفاخر هفهفن اخدر نحيف شامخ جبينه كأنه سيف اعماقه حس فنان رهيف وكل دينه مصحف شريف ماسد باب دقاهو ضيف فى الدنيا كم درج شقى وفرح ضعيف الليلة عاينو الدنيا كيف حزنانه كيف لابسه السواد شايله الرماد الليلة ما انكسر الجواد يا حليل عيونه الصافيه كلها اعتداد الناس يوصوا علي الصبر ويقولوا غايتو كلام معاد كيف الصبر يا اخوانى عاد والكان بعلمنا الصبر خلانا فات من غير ميعاد .
Post: #136 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: ahmedona Date: 02-06-2013, 11:05 AM Parent: #135
Quote: حدث مالم يكن في الحسبان اذ اعلنت وزارة التربية والتعليم عن الغاء الامتحانات بحجة تسربها وكشفها واعادة الامتحان بعد شهر .. واسقط في يد الجميع .. يقول الاستاذ الزين حامد انه طلب من محجوب ان يتخلف عن الفرقة لانه الوحيد من الصف الثالث ,, ويقول أصر محجوب على السفر مع الفرقة .. وانه لن يفتح كتاب مرة أخرى سيدخل الامتحانات في مواعيدها بمذاكرته السابقة .. وبعد اصراره على السفر سمح له الاستاذ الزين .. سافر محجوب مع فرقته وعادت الفرقة بالاموال المطلوبة وتم بناء المدرجات للمسرح .. أعيد امتحان الشهادة السودانية .. وكانت المفاجأة للجميع .. اذ ان العبقري .. محجوب علي عبد القادر كان .. أول الشهادة السوداانية في ذلك العام .. ليضع بصمة مادية تمثلت في مسرح كسلا الثانوية بنين وبصمة معنوية بالفخر الذي زرعه في أهل كسلا ذلك العام ..
اول الشهادة السودانية1971 وابن كسلا الدكتور محجوب علي عبد القادر برفقه اول الشهادة الثانوية للعام 2011 طه يعقوب .
Post: #137 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: ahmedona Date: 02-06-2013, 11:35 AM Parent: #136
Quote: عندما عاد استاذ الاجيال الرائع استاذنا الزين حامد من انتدابه كملحق ثقافي بالاتحاد السوفيتي في اوائل الثمانينات .. كانت مدرسة كسلا الثانوية محاطة بسياج من الاشجار الشائكة والاسلاك .. والتي كانت مفتحة من عدة جهات .. بحيث اصبحت مخترقة من قبل الاغنام والكلاب الضالة ... وفي ذات الوقت كان فناء المدرسة مليء باشجار النيم الضخمة.. اتفق الاستاذ الزين مع ادارة السجون في ان يقطعوا الاشجار ويستبدلوا الحطب بطوب من كمائن مصلحة السجون .. وقد كان اتفاقا ناجحا اثمر عن بناء السور الحالي لكسلا الثانوية بنين بحمد الله .. وكذلك يحمد لاستاذنا الزين حامد شجاعته وقوة شخصيته ..
الأعزاء في كسلا اسعد ان تكون أول مداخلة لي في المنتدى بعد انقطاع طويل كتابة قديمة عن كسلا ... دخلناها طلاب لمدة اسبوعين وخرجنا عنها ولكنها لم تفعل ... لا زالت تسكننا ... لا زالت
بين نهر القاش وجبل التاكا تنام كسلا على أغنياتها (2) أول ما يكحِّل العين وهي تشارف على مدينة كسلا ، سحابةٌ ترسل أذيالها على نواصي جبل التاكا الثلاث ، لا تبرح مكانها وتظل تدور حولها وهي تغمض عينيها خجلا ، وتجود بدمعها أمطاراً ناعمة تغسل حجارة الجبل الملساء فتكتب للعشاق صفحة غرامٍ أخرى ، وهم يخطون في وداعةٍ عبر مساربه الكثيرة لبلوغ إحدى قممه ، وجبل التاكا أكثر جبل سوداني رسم لنفسه هالة الحب والعشق في نفوس زائريه – يقاسمه جبل مرة وجبل البركل بعض العبق – في بلد تفاخر بسهولها الممتدة كأوراق ( الفلسكاب ) البيضاء تنتظر فقط أقلام الترابلة لكتابة الجهد والعرق حتى يوقِّع الماء عليها مزارعاً تسد عين الشمس وشتولاً تخيط المساحات بإبر الخضرة والعبير ، كان الصبية قديما حين كانت المدارس ، وقبل أن ترحل مع مواسم الأمل ، يحضرون ( فتايل ) الدواء الفارغة لصرف الحبر يوم السبت من كل أسبوع – على أيام قلم الشطَّافة - والآن يحضر المزارعون ذات الفتايل لصرف ( الجزلين ) لتحبير تلك الأوراق الممتدة لذا فإن كتابة الترابلة لا تزال على رأس الورقة فقط ، وما بين الكلمة والكلمة ينفضون القلم عدة مرات في زمنٍ مزَّقتنا فيه الفواتير - وأهل كسلا يعرفون أن من تقوده قدماه إلى إحدى القمم الثلاث ، وأكثرها دنوُّاً من الأرض ويشرب من نبع (توتيل) الذي يخالف قوانين الفصول ويظل كما يشتهيه الزائرون ، يتفجّر عيوناً تغسل الحجارة ، وناعم الرمل ، والخواطر المسروقة بروعة المشهد ، لا بدّ وأن يعود إليه ثانيةً ، وكثيرٌ من الشواهد تؤيد أساطيرهم هذه بعودة الزوَّار ولو بعد حين ، يبدو الجبل في ثلاث قممٍ سامقة تتسابق فيما بينها لتمنح الوجود لوحةً نادرة الجمال ، والجبل كله عبارة عن صخرةٍ كبيرة ، لامعة ، مغسولة ، تتخلل تعرجاتها شجيرات صغيرة ، يبدو الندى على أوراقها كسبحةٍ نثرتها الشمس على هامة الجبل البيضاء وسالت بغير نظام على وجوه الشجيرات وسكنت ، لا تكاد تغيب طيلة أشهر السنة وتتجمل في الخريف مع تفتق الزهور ومواسم الشعر والخصب والإلهام ، تقف كل الفصول تغني للياليه الأنيقة ... أرجعيلن يرجع الطير لي غصونك ويرجع الدم للأغاني ينجبر خاطر الليالي الشايلة آهاتك معاني ينطلق ضهر أغنياتنا ونملا بيك الكون أماني رجعي الضو للمداين… ولون غناك لأوتار سجينة للعصافير ريش جناحا ……… … وهدهدي الفرحة الحزينة وركّي فوق لمة غمايم …………… قمرة في كتف المدينة
وهي – قمم الجبل الثلاث - أقرب منظرٍ من كل زوايا المدينة وأقرب عشقٍ من كل ملامحها ، وأبعد أثراً في نفوس زائريها ، وكانت سبباً في حالات الوجد التي زينت جيد أغنيات أهل السودان ، والكل يردد ( حبيت عشانك كسلا وخليت دياري عشانك … وعشقت أرض التاكا الشاربة من ريحانك ) وكل ما مرّ في طرقاتها عبر الذاكرة أهلها وهم يهوِّمون في غربة العاصمة كلما اهتاجت بداخلهم أشواق القهوة والشعر الكثيف الذي يخفي ( الخلال ) على طوله ويفيض ودكاً ورائحة ( كاسلا .. كاسلا .. أنا قلبي سافرا ) ، وثمار المانجو في كسلا ومنذ زمان بعيد أروع وصفٍ لمحبوبةٍ تسكن جراح وحروف مغنيها ، وظلّت حدائقها الغنّاء تبالغ في زيّها الأخضر الجميل الموشّى بيانع الزهر وناضج الثمر والمطرّز برائع الورد ، حتى اصبح الناس يفتتنون ببصلها – ولبصل كسلا سمعةٌ نافذة – ناهيك عن برتقالها و( والموز أبو نقطة ) وأنواع المانجو والبلح التي تحرج بقية الأمصار و الأرياف ، تنام الحدائق على طول المدينة وعرضها مفتوحة العينين والورود ، وتصحو على خيوط الندى يرسم عالمه على ثياب النساء وجلابيب الرجال وهم يبدءون موسم القطف صباحاً قبل الدخول للسوق التي لا تعرف لها مدخلاً أو مخرجا ، كلها أكوام الفاكهة وشلالات عطر البرتقال والجوافة بلونيها وحمرة القريب فروت المميزة واصفرار المانجو ذات الأسماء والروائح والطعم المختلف ، تدهش الزائر حين يؤتى إليه بها متشابهة ، والسوق ضاجة الحركة تبدو عربات ( الكارو ) الصغيرة تجرُّها الخيول معطونةٌ بالرائحة واللون وتداخل الطعم ، بعضها ارتكز على جدران دكاكين ( غرب القاش ) الصغيرة يفعل الزمن فعله في طينها القديم ، نادرا ما ترى الطوب الأحمر ، في انتظار ذهابٍ قريب للحقل المتورّد بأكوام الفاكهة وأصوات النساء ، وبعضها انشغل مع خيولها في التلفت صوب نداءات الباعة المنتشرين ، تصدر عجلاتها أزيزاً دائماً ، ريثما يفرغ الحمّالون المقاطف من على ظهرها ، وأصوات الباعة موسيقى أخرى تغمض الأجفان وتفتحها على عوالم جديدة للروح مفسحةً المجال أمام وجد الصوفيين الذين يقف بينهم وعلى مقربة من الجبل الملهم (ضريح السيد الحسن) ، سقفه السماء ، يقولون أن غارةً (طليانية) أخذت سقفه في ما مضى ولكن الأنصار أيضاً خلوّ بينه وبين السماء دونما يقصدون ، وظل يطالع النجوم من صحن داره ويتوق لسحبٍ تغازله دون أن تبلل (بروشه) الناعمة ، يغسل بدموع مريديه ، أحزانهم وكل طوارق حياتهم. وكسلا التي تحنو على الريف بداخلها حنواً عميقاً وهو يهب سوقها حياة الجنان وروعتها ، تبدو كمدينة وسيمة الشوارع والأبنية ، أنيقة العمران ، رشيقة حركة المواصلات ، تصطف على خطوط مواقفها الكثيرة حافلات الركاب الصغيرة ( كانوا يسمونها البرينسات ) وباصات الضواحي بأبواقها المميزة ، وتطل على نهرها العظيم الحدائق دائمة الشباب ، تكتب مع أرتال المحبين صفحات الغرام الزاهية ، وقاعاتٍ حكومية وشعبية تضفي على المكان المخضر ألوان أخرى ، والنهر يرقد على شاطئيه الخضر يتأمل الجسر المعلّق فوقه تمرّ عبره حكايات المدينة وسنين وروايات تاريخها الطويل ، والأحلام التي تحيط بمستقبلها ، وهو يضع يداً على يد تحت رأسه ويقرأ كتاب ماضيه ، وعلى مقربةٍ من الجسر الجديد يتأرجح الجسر القديم متأوهاً مع كل حركةٍ على أيام مجده الغابرة والنائمة في أذهان رفاق مشواره من أهل المدينة ، ومتألماً من وقع الخطا على ضلوعه الواهنة يستند فقط على عناية الله.
ومدينة كسلا من المدن السودانية الفريدة التي اختلط أهلها من قبائل الشرق الكثيرة مع قبائل السودان متباينة السحن واللسان والثقافات متفقة السماحة والطيبة وحلو الجوار ، وكذلك تسكنها مجموعات كبيرة من الجاليات ، أصبحت جزءً من تكوينها الإثني والثقافي ، مجموعات كبيرة جاءت من الهند وجعلت لنفسها حياً منفصلاً ( الحي الهندي ) لا يزال يُقفل ليلاً ويُفتح نهاراً ، ينغلق على ذاته بمدارسه وأنديته بأبواب وجدران كبيرة ولكنها ظلت تسرب عبر سمائها المفتوح ثقافتها وتستشف تراث وحضارة المدينة الجميلة ، وتتفاعل معها بذات روح أهلها ، تميزهم شعور نسائهم شديدة السواد والطول ، ولثغة اللسان الآسيوي ، ومحلات بيع القماش والعطور التي تملأ السوق ، والموتوسيكلات التي برعوا في قيادتها ، يذوبون في سودانية الطبع لا يملكون تغيير سحنات آسيا ولكن نهر القاش بدأ يعمل على تغيير لون شعر أبنائهم ويكسوه بحمرة رقيقة ، لسانهم أسلمته الليالي إلى اللهجات المحلية لا يذكر من أمر (الأوردو) وصاحباتها شيئا ، وكذلك تسكنها الجالية الأثيوبية والإرترية تتفق معها في كل شئ عدا اللسان ورويداً رويداً تزول غربته ، وينتمون لكسلا المدينة الدافئة كامل الانتماء. ومن أشهر أحيائها حي الختمية تسكنه قبائل الشايقية والجعليين والهدندوة ، يبدو كسودانٍ مصغر يقف خلفه الجبل بشموخه ونسمات فضائه العريض متأملاً في ملامح المدينة التي تنام وتصحو بين يديه وتتقافز القرود على أعلى قممه الثلاث ملاعبةً الأطفال والشباب ، متطلعة إلى تجوالٍ قريب بين حدائق الموز المنتشرة على جنبات نهر القاش المتمرد ، تحوّله ليالي الصيف إلى رمالٍ تكسو الرمال وذكرياتٍ تحكي الأمس والماضي وضفافٍ تلعق الصبر في انتظار قطرات ماء تبلل حلقها الجديب ، ولكنه وحين الخريف يأتي مارداً يسوق أمامه عنفوان الشباب وتمرده ويقضي دائماً على مساكن حي غرب القاش الصغيرة ليمنحهم القدرة على خلق بيوت أوسع قد يمحو آثارها حين عودته القادمة ، وما بين نومته وهياج صحوه تخلق كسلا حياةً كاملة الجمال والخضرة تلتقي كلها عند شاطئيه عصراً ، صغاراً وكباراً ، وللمحبين على رماله أسفارٌ من الوله والشوق ... على الرملِ كان القاش يبذر أغنيات الحبِّ في الأحداق فتنبت وردةً حمراءَ تأخذ شكل هذا القلبْ وكانت لوعة العشّاقْ تنام على سرير العشبْ على الرملِ زرعنا الوعدَ باللقيا وبتنا طيَّ هذا العشقِ أغنيتينِ من أشواقْ
وحين تبدأ الشمس سفرها اليومي تسكن أصوات العصافير آذان المدينة زقزقةً وانشراح ، والليل فيها موائد النسيم وسحره ، عبر ممرات السواقي الضيقة كثيرة التعريجات إلى أن تلفّك الوحشة بكامل سطوتها ، تلتقيك المساكن ، تبدأ أصوات ساكنيها تكسر عنك رجيع الهواجس فتتناسى الأغنية الباهتة التي كنت تدخرها لرعشات الخوف هذه وصوت أرجل العالم كلها تخطو وراءك وأنت ( تعصر وتخبّ ) وتكاد تطير ، الأطفال يلعبون لعباتهم الشعبية المحببة والرجال يتسامرون قرب دكان الحي متقد الذاكرة والطرفة والحضور وفوانيس الجيران وكهرباء المدينة ( الما مضمونة ) والشباب يستفزون قدراتهم كلها في مجالس أنديتهم المختلفة. وفي حي ( السكة حديد ) يجتمع السودان في توادد الأهل ونبل الأصدقاء ووداعة الأحباب ، تكاد بيوته دائرية الغرف وفناءات الدور تكون داراً واحدة تطل عبر جدرانها أوراق أشجار الجوافة والليمون وعرائش العنب التي تطول على ظلالها الوريفة جلسات القهوة وأحاديث الظهيرة المخلوطة بالنعاس اللذيذ والإرهاق ، ويسطع فيها نجم الراديو تغسل أغنيات برامجه النهارية أوجاع الحقل وأعباء السوق ومسؤوليات المنازل الكثيرة ، ومن جميل ما يميز كسلا أنها لم تسلب ساكنيها من بقية القبائل ومناطق السودان وحتى خارجه ذواتهم ولم تترك ثوبها هي كذلك ، تجد عبر ليلها المملوء أشجاناً وأفراحا ، نقارة أهل الغرب وطنبور الشماليين وباسنكوب الشرق وشعورهم الطويلة التي تشكو تغوّل الزيت الدائم عليها ، وتجد في قلب المدينة أوركسترا أهل الوسط وكلها محضورةٌ دائماً ، عامرة تفيض إلفاً وقربى ، وفي السوق الكبيرة بوسط المدينة ، تنتظم أكوام الفاكهة المبعثرة في سوق غرب القاش الصغيرة ، على مناضد خشبية مختلفة الألوان والأسماء تأخذ زينتها عند كل صباح بعد غسلها ورصها في أشكال هندسية جميلة ، ولكنها تحافظ على سعرها الزهيد في السوقين ، ولو أنها تبدي بعض الغلاء بوسط المدينة لحرص زوّار المدينة من عرسان السودان الذين يحجون إليها على شراء فاكهتها المشهورة حين عودتهم إلى مدنهم ، وتسيطر على مطاعمها وجبات أهل الشرق الرئيسة يبدو ( السلات ) وهو عبارة عن لحمٍ ينضج على حجارة محماة بالنار في كامل دسمه واحمراره الشهيّ ، ويتألق ( القُرار ) اللحم المحشو في ( مصران ) الخروف ، لكأن كل توابل الحضارات مزجت بخلطته وكل قوائم الطعم اصطفت عند ضفة حجارته المتقدة فلا تكاد تشبع منه ولا تكاد تخطئ نظرة النصر في عيون الطاهي وهو يهبُّ ناره ويغني بابتسامته التي تفوق الضحك بمراحل ، يصاحبها بأغنياتٍ محببة وبعض رقصٍ يهزّ فيه رقبته بمهارة فائقة ، ولكن الفول يظل ملمح كل المدن السودانية ، يزيده السمن البلدي حضوراً في مطاعمها البلدية التي لا تفتر عن تقديم وجباتها طوال اليوم وتضجّ قربها المقاهي تقطع سكون الليل بأنفاس الشيشة وبخار الشاي ورائحة القهوة وونسات السمّار ، تتميز مقاعدها الخشبية باللونين الأخضر و(اللبني ) مع سواد اتساخٍ يطليه بها الزمن والناس ، وهي من أميز ملامح المدينة تجد فيها أخبار العالم ونتائج مباريات إستاد كسلا المفضوح بارتفاع الجبل ، يتحد فيها الصبر والأمل والحب والرغبة وتتطاير الأحلام مع لفافات دخان الشيشة وينجو العقل ببعض خدرها من التفكير في الواقع المر ، والطريق السريعة خارج المدينة لا تنتهي بعد خروجها إلا إلى حدائق وسواقي وضواحي كسلا التي تملأ سوق غرب القاش بالحياة ، وتمتد مدّ البصر أحزمة الخضرة حول المدينة حتى لتكوّن على جيدها وشاحاً من الخضرة والجمال عقده الجبل الذي لا تبرحه سحاباته وذيولها الضبابية وقروده التي تغيب ساعات العصر حين يضجّ الجبل باللقاءات وتبدأ بعد الغروب في ملء أسماع المدينة بأصوات ألعابها وبهجتها الممتدة عبر أزمانٍ وأزمان. لا تكاد تغادر مدينة الجمال المتجدد تلك إلا وتلتفت صوب ذكرياتك فيها تطالع الجبل وهو يودعك بجبينه المغسول وسحاباته الدامعة ، حتى تغيب عنك ، فيبدأ القلب عندها في التلفت والشِعر يحوّم حولك " كسلا أشرقت بها كأس وجدي " قبل أن يغنيها الكابلي ويبدل الكأسَ بالشمسِ لاعتباراتٍ لا تخصّ المدينة ، ولا حالات الإلهام العميقة ، ويظل الجبل يقاطع المسافاتِ وأنت راحلٌ عنها حتى لتظنه يتبعك وهو غارقٌ في عشقه حتى أخمص حجارته ، وتتقد بينك وبينه لغة الهوى فتنام على أشجانك ويصحو الغناء. أسامة معاوية الطيب
Post: #141 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: اسامه سعيد Date: 02-07-2013, 07:45 PM Parent: #140
درديري كباشي سلامات حديثك عن كسلا الثانويه انعش الذاكره والروح اقترح ان يذكر المداخلين اسماءهم واسماء بعض دفعتهم وعام تخرجهم وانا ابدا اسم الشهره في كسلا الثانويه اسامه حسين تخرجت عام 84:85 دفعتي عمر وخالد حميده محمد شاش الطيب حامد ياسر الولي احمديه محمد ادريس والبقيه سوف تاتي لاحقا
Post: #147 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-09-2013, 11:17 AM Parent: #139
ياسلام يا اسامة معاوية .. اسبوع واحد وجعلك تسكب هذا الدفق الرائع فما بالك فيمن ولد وترعرع بها
Post: #142 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: Hisham Osman Date: 02-08-2013, 07:41 AM Parent: #121
Quote: تميزت محطات مواصلات كثيرة في كسلا كمحطة ستة بحي العمال ومحطة البلابل بحي العرب ومحطة السبيل بالسواقي الجنوبية والكرمته بالسواقي الشمالية ومحطة العمدة بالترعة جنوب ومحطة الولي بالميرغنية ومحطة الكنبة بحي المقام الحلنقة ربما تطرقنا لبعضها او احد الاخوة من ابناء تلك المناطق
من المحطات المهمة في كسلا, فكي علي, دي قدام بيتنا في الميرغنية.. ثم خيرات بالقرب من ميز الاطباء, ثم السبيل والرملة في السواقي
Post: #143 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: Hisham Osman Date: 02-09-2013, 03:03 AM Parent: #142
up
Post: #144 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: يحي قباني Date: 02-09-2013, 03:31 AM Parent: #143
كســــلا - عبد الكريم الكابلي - توفيق صالح جبريل
Post: #145 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-09-2013, 10:54 AM Parent: #144
نعود بعد غيبة بأنعام الكابلي
شكر قباني
Post: #146 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-09-2013, 11:05 AM Parent: #145
اصالة عن نفسي وانابة عن كسلا اذا سمحت لي ان اشكر الاخت انصاف والاخ بيجاوي والاخ احمداني على دعمهم المستمر لهذا البوست ومده بالصور والفيديوهات التي جعلته ينبض بالحياة ويتنفس كسلا
Quote: شكرا درديري كباشي بوست جميل يزيد الاحزان لاننا اولا بعيدين عن كسلا و ثانيا وهو الاهم هي ليست كسلا التي نعرف كل شيء تغير وهي سنة الحياة واحسن تعبير هو عنوان البوست عبقرية الزمان فمن سره زمان ساءته ازمان تحياتي
Quote: ولا ننسي محطة فرافيشو ، لا أدري إن كانت قائمة حتي الآن أم لا عارفين دي وين
عثمان المتعارض
دي في حلتنا
ما بين محطة العمدة و المقابر
والمحطة زي ما هي وبنفس الاسم ونفس المحلات ونفس الشجر ونفس المظلة
مودتي
و واصل يا استاذنا متابعنك ..
Post: #154 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: Hisham Osman Date: 02-10-2013, 04:34 AM Parent: #149
Quote: كان كدي يا هشــام كمل باقي تعريفك بنفســك لأننا من نفس الحي اها بيتكم وين من ناس الجدري و نادي الصبيـان ( عجـوز مش )
لكن عليك الله الجاب محطة خيرات لميز الأطباء شـــنو ؟
سلامات استاذ احيمر, اظنك كنت استاذ بكلية التربية بيتنا كان في الناصية علي شارع الميرغنية المؤدي للختمية, البيت قصاد بيت ناس عمك يوسف بحر, ورانا مباشرة ناس عبدالغني قدورة, ناس الجدري كنت بمشي بيتهم لاصحابنا ناس دكتور شهاب الجميعابي,كانوا مؤجرين منهم شقة جنب سوق العيش... بعدين خيرات وميز الاطباء, اقل من بلوك, كان مايكون حولوه, اخر عهدي بكسلا 2007
Post: #151 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: نور الدين عثمان Date: 02-09-2013, 03:49 PM Parent: #148
درديرى تحياتى مرة تانية ... ( محطة الحجر ) كتبت عنها باستفاضة ولكنك لم تزكر لماذا سميت بمحطة الحجر ؟
الاجابة يا جماعة لانوا البيت الواقع فى ناصية الشارع وهو ملتقى للطرق الجاية من اتجاه سوق كسلا والشارع الجاى من اتجاه الختمية والشعبية وككذلك من داخل المربعات يلتقوا كلهم عند البيت ... وده بيت عمنا كباشى الله يرحموا وهو بيت ناس درديى صاحب البوست ده واكيد وجودوا فى موقع ذى ده اثر فيه كثير جدا بس سؤال يا درديرى كان عندكم غرفة غريبة كده عند الباب الشرقى ... مرتفعة حوالى مترين من الارض وضيقة كده انا كنت كل ما امر من عندهااستغرب فيها يا ريت تحكى ليه مبنية بالطريقة دى وطبعا للاستديو العلى ناصية البيت حكايات .
Quote: درديرى تحياتى مرة تانية ... ( محطة الحجر ) كتبت عنها باستفاضة ولكنك لم تزكر لماذا سميت بمحطة الحجر ؟
الاجابة يا جماعة لانوا البيت الواقع فى ناصية الشارع وهو ملتقى للطرق الجاية من اتجاه سوق كسلا والشارع الجاى من اتجاه الختمية والشعبية وككذلك من داخل المربعات يلتقوا كلهم عند البيت ... وده بيت عمنا كباشى الله يرحموا وهو بيت ناس درديى صاحب البوست ده واكيد وجودوا فى موقع ذى ده اثر فيه كثير جدا بس سؤال يا درديرى كان عندكم غرفة غريبة كده عند الباب الشرقى ... مرتفعة حوالى مترين من الارض وضيقة كده انا كنت كل ما امر من عندهااستغرب فيها يا ريت تحكى ليه مبنية بالطريقة دى وطبعا للاستديو العلى ناصية البيت حكايات .
نور الدين ايها الصديق
نشكرك على متابعة تداعيات أشواق امنا كسلا
يمكن يكون هذا اصدق تعبير لوصف هذا البوست
حتى لا نطالب بتوثيق او دقة معلومات
لست باحثا علميا او باحثا عن مجد بقدر ما انا عاشق
عاشق لجبال وبشر وخضرة وماء
يجلسون امام قلبي بمسافات متساوية
يتنفسون الابداع وينفثون عطرا يسمى الطيبة
كم مرة طرقت بابا من ابواب كسلا لاهثا عطشا تبحث عن شربة ماء عزب وتكرم بجك من عصير الليمون البارد دون ان يسألونك من تكون ..
نرجع لسؤالك
نحن سكنا في بيتنا محطة الحجر في مطلع السبعينات بعد ان انتقلنا له من بيتنا بحي الميرغنية ..
وكان بيتنا مبني من الحجر تماما ولم يكن طريق المربعات قد تمت سفلتته بعد ..
بيتنا كان به دكان في الناصية اشتهر باسم دكان الحجر
نذكر في البداية كان يقال محطة دكان الحجر..
ثم سحبت كلمة دكان وبقيت كلمة حجر .. وقد تكون هنالك روايات اخرى ولكن كما ذكرت انا شخصيا لست معني بنفي او تثبيت بقدر ما اني مشغول ببث لواعج تختلج منذ نشأتنا بهذه البقعة الطيبة ,.
غرفتنا في الزاوية التي تجاور بيت ابونا الزناتي رحمه الله ,,
حكايتها انه كان هنالك بناء اثيوبي
لحظة اندلاع الحرب لجأ الى كسلا ..
وعرض خدماته للوالد ..وشرح طريقتهم المتميزة في البناء
واعطاه الوالد فرصة ليبني بها هذه الغرفة الغريبة ..
وبطبيعة الاثيوبيين الجبلية بنى هذا البناء تلك الغرفة..
وهي ترتفع عن الارض بحوالي متر ونصف .. ولها مسطبة بالخارج ..
وفعلا كانت هذه الغرفة باردة بطريقة غريبة حتى بدون مراوح او تكييف ..
وقد خصها الوالد لنفسه وكان يجلس خارجا على المسطبة المتصلة بها وكثير من اعمامنا من اهل الحي كانوا يجالسونه عليها..
وكثيرا ما شبهتها انابيني وبين نفسي بصالون مصطفى سعيد في رواية موسم الهجرة للشمال للراحل الطيب صالح ..
لكن اكتشفت انها هي ليست كذلك خاصة بعد ان سكنتها بنفسي في بداية حياتي الزوجية
Quote: ( محطة الحجر ) كتبت عنها باستفاضة ولكنك لم تزكر لماذا سميت بمحطة الحجر ؟ الاجابة يا جماعة لانوا البيت الواقع فى ناصية الشارع وهو ملتقى للطرق الجاية من اتجاه سوق كسلا والشارع الجاى من اتجاه الختمية والشعبية وككذلك من داخل المربعات يلتقوا كلهم عند البيت ... وده بيت عمنا كباشى الله يرحموا وهو بيت ناس درديى صاحب البوست ده واكيد وجودوا فى موقع ذى ده اثر فيه كثير جدا بس سؤال يا درديرى كان عندكم غرفة غريبة كده عند الباب الشرقى ... مرتفعة حوالى مترين من الارض وضيقة كده انا كنت كل ما امر من عندهااستغرب فيها يا ريت تحكى ليه مبنية بالطريقة دى وطبعا للاستديو العلى ناصية البيت حكايات .
محطة الحجر
محطة الحجر ودومة الزناتي
Post: #155 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-10-2013, 08:41 AM Parent: #153
محطة الحجر مرة ثانية
الدكان الي هو على ناصية بيتنا دكره نور الدين بالاستديو ..
في الحقيقة هدا الدكان مر بعدة مراحل والاستيدو كان المرحلة قبل الاخيرة ..
في البداية كان بقالة اي كنتين عادي أجره احدهم فترة قصيرة ... ثم اعقبه رجل كبير في السن ابيض اللون من السودانيين دوي الاصول الشامية او حتى قيل البوسنية .. لكنه كان موظف بالمعاش ..اسمه محمد عبد القادر .. رحمه الله ..ان كان حيا او ميتا ..
وقد حول الدكان الى متجر اواني منزلية .. وكانت جديدة على الحي بل كل الاحياء لانه المعروف انه الاواني المنزلية تباع في الاسواق فقط ..
ولنا معه موقف طريف ..
وهو بعد ما أحضر بضاعته انتدبني زملائي ابناء الحي في ان اسأله ان كان عنده كور للبيع ..
فرد لي هو بتشوق : كيييييييف ياخ .؟؟ عندنا كور ملونة وجميلة جدا ...والواحدة في حدود خمسة وعشرين ..
في خلال يومين كان عندنا المبلغ ودهبنا به لعم محمد لنسأل عن الكور .. الا قال انها في الكراتين اسفل البضاعة لم يفتحها بعد ..
وعلى احر من الجمر انتظرنا وعدنا نكسر الوقت بكرة الشراب على مضض نركلها دون رغبة حتى كادت تشتمنا..
وفي اليوم التالي عدنا لنسأل عن اخبار الكورة ..
ليقول لنا عمنا محمد ان الكور غدت في متناول اليد ..
وبدأ يسحب من الرفوف ويرص لنا في البنك ..
وتخيلوا حجم خيبة الامل التي صابتنا عندما علمنا انه كان يعني كور رمضان التي تستخدم للحلومر والعصيدة ..
وكل ما قرأ الاحباط في وجوهنا دهب الى داخل الدكان واحضر لنا انواع اخر .. وبعضها مكتوب عليها رمضان كريم ..
لم نملك سوى ان نتسلل من دكانه لوادا في صمت مريب ونتلفح اليأس ..
قال كور ملونة كمان ..
Post: #156 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-10-2013, 08:56 AM Parent: #155
المدارس الثانوية بكسلا اضافة لدورها الريادي كان لها دور رياضي ..
مثلا كسلا الثانوية كانت تغدي الاندية بلاعبين افداد يبرزوا خلال الدورات المدرسية ..
كسلا الثانوية خرجت نجوم منهم على سبيل المثال لانهم كثر وعدرا لمن سفط سهوا ..
محمد عبد الله البشير ( الفك) والمدافع الصلب والدي اصبح كابتن نادي الميرغني لعدة سنوات وعصام شاويش لاعب الوسط المميز وحارس الميرغني السموأل .. وحارس التاكا السر محمد عثمان .. ولاعب الوسط رائد شرطة علي هاشم الوقيع ولاعب الوسط الفنان هاشم كجر .
ولاعب الاهلي الفنان خالد حميدة ومهاجم الاهلي جلال الحسن ..
Post: #157 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-10-2013, 11:06 AM Parent: #156
سوق كسلا الرئيسي
اولا نفول سوق كسلا الرئيسي لان كسلا بها عدة اسواق ...
يقع سوق كسلا الرئيسي شرق القاش
بفصله عن نهر القاش
اولا مستشقى كسلا التعليمي
ثم حي الكاره وهو حي مزيج من المباني الحكومية والمباني الاهلية العريقة
وهو حي شبه ارستقراطي ( تتكتب كيف يا زهير ؟؟) بمعنى حتى البيوت الحكومية للوظائق العالية من اطباء وقضاة ومدراء ادارات حكومية .. او تجار من نوع أل النور حسن رحمه الله .. وآل مليج ( فرع كسلا)وأل ابراهيم طلب ( فرع كسلا ايضا)وآل ابراهيم يونس .وكما به بعض المصالح الحكومية كادارة مكتب العمل ومصلحة الغابات وادارة الزراعة والمجلس البلدي ..
وبعض الاندية الاجتماعية كنادي كسلا .. ودور النقابات كدار معلمي كسلا
كما به صرح عزيز على آل كسلا وهو سينماء كسلا الوطنية
Post: #158 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-10-2013, 11:25 AM Parent: #157
سينما كسلا الوطنية صرح عزيز علينا وملئ بالدكريات الجميلة ..
وكان يعتبر المسرح الرئيسي للمدينة اد انه امام الشاشة توجد خشبة مسرح يامى صعد عليها العمالقة وردي ومحمد الامين والكابلي واحمد المصطفى والجابري عند زيارتهم لكسلا ا تقام الحفلات الرسمية على خشبة مسرح السينما وحتى بعد ما فتح مسرح تاجوج لاحقا ... خصص مسرح تاجوج للمسرحيات اما الخفلات فظلت تقدم على خشبة مسرح سينما كسلا الوطنية .. ربما للطاقة الاستيعابية العالية التي تميزت بها السينما الوطنية ..
من خلالة شاشة كسلا الوطنية عشقنا الافلام الهندية وتعرفنا على جيتندرا وشامي وشاشي كابور واميتاب باتشان والممثلات الجميلات ..
وسمينا الممثلين باسماء من عندنا من نوع ابو جلة وابو شلخة وابو سفة وداني الصيني وكومار ابو شلخة .. وساعدنا فيصل دعاية في تثبيت هه الاسماء في ادهاننا.. وجمله الرنانة من نوع ( بونية تقد الشاشة )..
ومن الطرائف مرة دخلنا السينما الوطنية برفقة ابن عمي كان يقضي اجازته معنا وهو من ابناء العاصمة .. والفلم هندي بطولة شامي كابور وممثلة جميلة جمال قاطع لا تستطيع حتى ان تتخيل مثله لا ادكر اسمها ..ومن اللقطات كان البطل يقود طائرة هيلكوبتر وجواره حبيبته .. يغني لها وهي تبادله بالتبسم فقط .. وتشاغله بلسانها وتخرجه وتدخله وتتلاعب به كيفما شاءت بطريقة مثيرة ..
خرجنا من السينما ليس كالعادة باعادة حكي اللقطات بل بصمت تام .. وانا اعتقد انه الكل كان منبهر بجمال تلك البنت والكل كان يعمل مونتاج في خياله بابعاد صورة البطل ووضع صورته هو لينعم ولو في الخيال بلحظات جميلة مع تلك القاتنة ..
ابن عمي لم ينطق ولو بكلمة الا بعد ما اقتربنا من البيت التفت ناحيتي وسال بجملة واحدة كاننا كنا في حوار مع بعض ..( انت شفت لسانها كيف ؟؟؟)
Post: #159 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: طارق حرسي Date: 02-11-2013, 07:22 AM Parent: #158
فااااااااااااصل كده
مع محمد مطر
الـــحـــب لــيــس قــضــيــتــي
الحب ليس قضيتي.. لكن... عيون الناس في موطني اخشي علي قلبي من الاحساس بدسك من عيون الناس.. وفضاح الهوي وهماس بضن بالسر واكون بالغت حتي علي نجي الكاس واتنسم هواك يا غالي والله وتجهل الانفاس وبحس بيك انت زي بحلم.. وانت الحلم والاحساس وبيك بستغني عن دنيا.. يا مفرد ضم كل الناس يندي العمر وندي العمر ويتوهج صباي الخمر في دنياي.. واعيش لقياي معاك ذكري بتمتد من امس حالم.. شفيف تمتد لي بكره يا صحو النور وميلادو.. ولحظات حبنا السكري اعيشا معاك جمال.. وصبا.. وحديث هامس وايد في ايد تضم ..تحلم..تسافر..ترتعش..تبكي..تغني.. تقول كلاما مافي زول قالو ..كلاما مافي زول سمعو وعيونو الحلوه في عيوني.. وفوح مشاعرو يتنسم وايدو الناعمه في رحلة حنان في ايدي تتقسم يا اجمل فرحه ركت في رياض الحزن لولتو.. هدهدت فيهو الطفوله الشاعره احيتو..غنت ليهو..بيهو ..معاهو ارتكزت علي افق المشاعر الباهره فكره حنينه ما بغباها زول انسان ...
Post: #160 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: طارق حرسي Date: 02-11-2013, 07:25 AM Parent: #159
يلاك ود شريفي
Post: #161 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: طارق حرسي Date: 02-11-2013, 07:28 AM Parent: #160
وفي ريدتنا نتخاصم
Post: #162 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-11-2013, 11:06 AM Parent: #161
مشكور يا حرسي على دعمنا بالكروان محمد مطر
ومحمد مطر واحد من الامتيازات التي خصت به كسلا نفسها
وحرم منه باقي السودان ربما لضعف الاعلام ابان فترة تألقه..
Post: #163 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-11-2013, 11:27 AM Parent: #162
نرجع لسوق كسلا
يقع سوق كسلا في مساحة مستطيلة تمتد بين الشمال والجنوب بطول تقريبا كيلومترين وبعرض متر ..
تحدثنا عما يحده من ناحية الغرب ويفصل بينه وبين نهر القاش ..
أما من ناحية الشرق من اقصى الشمال الشرقي يحده حي البنك ثم حلة جديد وحي الهنود .. والراحلة طيبة الذكر السينما الشرقية ( تمت ابادتها بصورة غريبة )
نتوقف عند السينما الشرقية
اولا نحن سكان شرق كسلا السينما التي هي اقرب وافضل لدينا السينما الشرقية والتي كانت تمتلكها عائلة مشهورة في كسلا وهي عائلة السيوفي ..
حضرنا من بعض عطلاتنا ونحن طلاب وجدناها تحولت لانقاض اذ قيل لنا ان الوالي امر بازالتها لان حكرها انتها والدولة محتاجة لارضها وقصة لاتدخل العقل .. لان هذا صرح ارتبط بوجدان المواطن وذكرياته فأكتسب حالة اشبه بالاثار والمساحات الاثرية والتي هي محمية بقانون دولي و منظمة اليونيسف ... اذا كان يوجد هنالك خلل في البنيان آيل للسقوط مثلا وخطر على المواطنين كان ممكن يعاد ترميمها اوحنى بنائها من جديد .. لكن ان تمحى من الوجود وتقوم على اطلالها اشياء اخرى لاتعنينا في شئ , قرار كان فيه اجحاف وظلم للمدينة واهلها قبل ما يكون ظلم لصاحب الدار ..نتمنى ان يكون اهل السينما قد تجاوزوا محنتهم ونالوا تعويضا خفف عليهم الجراح .. اما نحن فيكفينا اجترار ذكرياتنا مع ذاك الصرح الجميل ... 0(بقدر ما حاولت ان اقود هذا البوست بعيدا عن السياسة لكن نحن في السودان السياسة تتسلل الى رئتينا مع الاوكسجين غصبا عنا ..)
ما اكسب الراحلة السينما الشرقية شئ من الواقعية هو وجودها مجاورة لحي الهنود في كسلا تماما ..
في كسلا يوجد حي في بداية الحلة الجديدة يفصلها عن السوق هذا الحي احتكر بالتمام والكمال بالجالية الهندية والتي تتميز بها كسلا .. اصبحوا ه مواطنين سودانيين يحملون الجنسية السودانية لكنهم احتفطوا بهويتهم الهندية دينا وتراثا وفلكلورا ..
كنا نحن ابناء المربعات عندما نحضر الى السينما الشرقية نعبر حي الهنود .. لهم زقاق طويل له بوابة بالفتحتين.. وهنود كسلا هم هندوس من الذين يحرمون اكل الحيوان بل كانوا يقميون احواضا خارج منازلهم يتبرعوا فيها للدواب حمير وحصين عربات الكارو والماعز التي تهوم في الشوارع .. يقدمون لها وجبات مجانية من الذرة والماء .. ربما هو جزء من عباداتهم او طريقتهم في الزكاة ..
كنا نعبر حيهم وهم اعتادوا الجلوس على مساطب خارج منازلهم نساءا ورجالا .. والنساء بزيهم الذي تعرى فيه البطن والشامة الحمراء بالجبهة وثوب الساري الشهير . والرجال بزيهم الابيض الذي يتكون من قطعتين اقرب للعراقي والسروال عندنا ..
قلت ما اكسب السينما الشرقية نوع من الواقعية وهو عندما ندخل الفيلم الهندي عبر الحي الهندي فانت تجد هنودا من حولك ثم تدخل الفلم وتجد هنودا ايضا تحس كأن الفلم هو امتداد للحي الهندي ..
حتى حدث موقف طريف ذات مرة..
كان معنا ضيوف اقارب لهم ولد في العاشرة . طلب مني ان آخذه للسينما فلما هنديا .. وفعلا ردفته معي في العجلة .. وعندماعبرنا حي الهنود هو تساءل باندهاش ( فاكر الفلم بدا )الهنود ديل لجابهم هنا شنو .. قلت له هم ينتظروا الفلم يبدأ وبعدين يدخلوا السينما .. ( انا كنت أقصد انهم راح يدخلوا الفلم مثلنا لكن لانهم قريبين لذلك غير متعجلين للدخول ) هو فهم انهم انفسهم الممثلين في الفلم...
بدأ يؤشر للهنود وكل مرة يقول ( يمين مرة المرة جاتنا في فلم في الخرطوم ... والراجل دا كان خاين مرة في فلم في الوطنية بحري .. وهكذا .. وانا اعتقد ما حصل ضحكت في حياتي مثل ذاك اليوم ..
هنود كسلا الوالد رحمه الله بحكم وجوده في السوق والمطبعة وهكذا ربطته علاقة متميزة مع الهنود .. وقد كان جزء منهم من جلساء المكتبة ندكر منهم منو وهسو ... وهم اشتهروا بتجارة القماش ..
واذكر انه كان يخصص لهم يوم في رمضان يعزمهم فيه .. نحن كنا صغار لم ندرك المغذى من هذه الدعوة .. لكن نذكر ان المائدة كانت تخلو تماما من اللحوم ومشتقاتها .. والتركيز كله على الخضروات ومشتقات الحليب ..
وهم بدورهم في صباح العيد كان يقدمون لنا حلوتهم المميزة والتي معظمها مصنوع بجوز الهند ..
واقول مثلما يحدث تمرد على الاديان عادة من الشباب .. حتى الهنود كان عندهم نوع من هذا التمرد .. اذكر مرة واحد من شباب الهنود زارني في المطبعة بالمنطقة الصناعية ليطبع دفاتر .. وبالمطبعة عندنا شجرة عنب .. هو بعد ما نظر فيها بتركيز شديد سألني : يا درديري دي شجرة بتاع عنب ؟؟
قلت : نعم ..
قرب مني وبشبه همس : قال لي مرة ضربنا ( اكلنا) محشي بلحم الغزال وورق العنب حاجة عجيبة ؟؟
وقالها هامسا كأنه شخص يريد ان يحكي تجربته مع المخدرات ..فانا ضحكت لانه اصلا لم يكن هنالك هندي غيره في المنطقة الصناعية برمتها .. لكن ربما سمعه احد العمال وزاع انه فلان يتعاطى اللحوم في السر ( شفاه الله )
سينما كسلا الشرقية رد الله غربتها من العالم السرمدي ان كان ذاك في الامكان
اسرة السيوفي مالكة السينما اهتموا بالتعليم كما اهتموا بالتثقيف لوجود اعضاء من الاسرة في سلك التدريس كما مازجوا بين الاثنتين احيانا .. ونذكر كما نشكر الاستاذة المربية الجليلة سعدية السيوفي على ما قدمته للاجيال التي درستها وهي حرم عمنا السيوفي صاحب السينمارحمه الله ..
في زمن السينما كانت هي النافذه الوحيدة التي نطل منها على العالم الخارجي اقلاها المناظر الطبيعية الاروبية والاسيوية من خلال الافلام .. والا التلفزيون كان وحيدا يعرض قناة واحدة تفرض برامجها فرضا وكلها تدور حول الرئيس ايا كان .
ومزج التعليم بالتثقيف يحضرني عندما قامت السينما الشرقية بعرض فيلم 0(موبي ديك) والرواية كانت مقررة في امتحان الشهادة المتوسطة .. و وزعت التذاكر على جميع مدارس كسلا المتوسطة ..
ودخلنا الفلم ونحن نكاد نحفظ رواية موبي ديك بالنص كالقصيدة .. ونندهش ونحن نشاهد ابطالنا امامنا في الفلم ...وفطع شك لا اعتقد بسبب هذه اللفتة البارعة قد سقط طالب في مادة الادب الانجليزي ..
وكررت السينما الشرقية في روايات اخرى كانت مقررة ..
اكيد كل من قرأ هذه الاسطر سيتحسر على ازالة السينما الشرقية معنا ...
يلي السينما الشرقية في حدود السوق الشرقية المنطقة الصناعية والتي تبدأ بمصنع الثلج لآل حسن الجاك ..هذا المصنع الذي كان يكتسب اهميته في شهر رمضان وخاصة ايام ازمة الكهرباء فيتحول لوح الثلج الى قطعة من المستحيل الذي يحتاج الى واسطة او مزاحمة في الصفوف ..
بل ثلاثة الواح ثلج ممكن ان تحيلك الى رجل اعمال .. في تلك الفترة ..
يلي مصنع الثلج مجموعة من الدكاكين التي تتشكل بين ورش حدادة ودكاكين اسبيرات .. ثم يليها مسرح تاجوج ..
اسس مسرح تاجوج في زمن الرئيس الراحل جعفر نميري .. وفي فترة مناسبة كان يخصص عيد العلم كل عام في مدينة معينة .. والفترة التي حظت فيها كسلا بتلك الفرصة شهدت الدور الثقافية والرياضية نهضة عمرانية كان من نتائجها مسرح تاجوج.. والمقصورة الرئيسية ومساطب اللوحات الخلفية باستاد كسلا ..
يلي مسرح تاجوج ملعب ونادي التاكا الرياضي .. ثم المعهد الديني ومعه مسجد السيد الحسن ...ثم اجزاء من احياء الميرغنية تحد السوق شرقا ايضا ..
من أجل ابنائي لو تذكرون هذا الفلم الهندي المختلف قصة ومضمونا وحتى في الاغاني .. فهو مميز بكل شئ ينفذ الى القلب لما فيه من مواقف وتضحيات تحفر المشاعر حفرا وتترك بها ندبات ظاهرة كلما سمعت لحنا او قطعة موسيقية من اغاني هذا الفلم .. وعلى ما اذكر ملخصا للقصة وهي قصة اب فقير حطاب يعمل ويكد من اجل لقمة العيش لولديه الطفلين وزوجته .. تسقط صخرة ذات مرة على ساقه فتجعله مقعدا وليموت بعدها كمدا وتواصل الام في كدها على تربية الولدين .. ومن احدى المناظر المؤثرة يهاجم السيل المنطقة وترفع الام اولادها في عريشة تشبه الراكوبة حتى لا يغرقون ولكن تنكسر احدى الشعب لتحل الام محلها ويهاجمها ثعبان سابح في الماء.. وهكذا تستمر التوترات والاحزان الى آخر الفلم .. ولكن الحق يقال كلها تصب في خانة عبارة واحدة وام واب مستعدان للموت من اجل ابنائهما ..
Quote: سلامات استاذ احيمر, اظنك كنت استاذ بكلية التربية
هشــام لك الســــلام
انت تقصـد ابن عمي الاسـتاذ الفاتح عثمان احيمــر وبيتهـم قريب منكم ( اول بيت بعـد مدرســــة الميرغنية بنات )
درديـري
Quote: وجدناها تحولت لانقاض اذ قيل لنا ان الوالي امر بازالتها لان حكرها انتها والدولة محتاجة لارضها وقصة لاتدخل العقل
(بقدر ما حاولت ان اقود هذا البوست بعيدا عن السياسة لكن نحن في السودان السياسة تتسلل الى رئتينا مع الاوكسجين غصبا عنا ..)
بالله عليك الله البدخـل العقـل شــنو من عمايل الكيزان وخاصة ولاة كســلا
واحـد هدم الســينما الشـرقية بهوس جاهلا بدورها التثقيفي الترفيهي و ظنها رجس خالص من عمل الشـيطان و آخـر عذب الناس بموضوع تجديد الحكـر ورفع درجة الأرض
اما ثالثة الاثـافي فهي ما ارتكبه الوالي الحالي من تكســير البيوت والمصالح الحكومية و مركز الشـرطة و بيت الوالي ( التاريخي ) بوهم الاسـتثمار و ان ينشــيء ( بازار او مول ) , ياخي دا فقـر فكر وجهـل لا حـد له, لقد فات الكبار و القدرو و فات هولاكو ونيــرون وشـرد سـكان تلك البيوت الجومية
اعتذر لك واقدر رغبتك في ســواقتك للبوســت الجميل لكني مغبـون منذ زمن طويل , اها لقيتها فرصة افضفض
حارجع للذكريات لمكتبات كســلا و اعمامنا كباشي و ابراهيم دوود ( عليهم الرحمة ) و ناصر حاج امان و ابراهيم خليل
و ما اذكره من شـخصيات ( موزعي الجرايد, اشـهر موزع للبريد بخرتايته )
من لا عبـي الكـرة اذكـر انور حبشـي و ختـم ( لا عبي نادي الفلاح و انتقلا لنادي بــري )
يحده من الشمال حي البنك والذي يليه مجمع من البيوت الحكومية منها ميز الاطباء ثم مجمع المدارس بما فيها كسلا الثانوية بنين وبنات ومدرسة عمر الحاج موسى وباقي المدارس الاخرى ومعهد التربية الذي تحول الى كلية التربية بعد انشاء الجامعة ..
كما يحد سوق كسلا من ناحية الجنوب حي الميرغنية يليه السوريبا
Post: #172 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-12-2013, 11:36 AM Parent: #171
وسوق كسلا دونا عن اسواق السودان يتميز بالتقسيمات التخصصية ..
ونحن ما عرفنا ان هذه ميزة اعطته الافضلية الا بعد ما خرجنا الى الغربة وشاهدناها خارج السودان في الاسواق الفخمة والضخمة ..
سوق كسلا من اقصى الشمال يبدأ بصف دكاكين ( على اعتبار ماكان) بها مكتبات ومحلات تجاريه جوار موقف الحلنقة ..ثم الجزء الخاص بسوق الجلادين ..
وكسلا لانها منطقة قبائل رعوية تجلس على كتلة ضخمة من الثروة الحيوانية .. فالجلود لها عدة استخدامات ومكانة خاصة عند القبائل الرعوية التي تشكل شرق السودان ...
والمنتجات الجلدية تبدأ من النعلات ثم جفور السيوف واغماض السكاكين وحزامات الوسط والتي تشتهر بالكامر عند الهدندوة وهو عبارة عن حزام عريض به عدة جيوب ومخابئ لها اقفال سرية ( اعتقد ان فكرته تم تقليدها في الحزام الذي يستخدم مع الاحرام في العمرة والحج ..)
ثم الدرع او الدرق .. وعدة اكسسوارات اذا جازت التسمية تستخدم ضمن السروج ومراكب الدواب منها القربة التي تعبأ بماء الشرب والسعن الذي يستخدم في خش اللبن وصناعة السمن .. لذلك تجد سوق الجلود والمتشكل من حرف لام يبدأ من الصف الاول بعد موقف الحلنقة وله امتداد طولي آخر من الشمال للجنوب ..مكتظ بالبدو الذين يتبضعون بمستلزماتهم الخاصة من هذا السوق ..واكتظاظ هذا السوق الدائم يدل على اهميته كما يدل على اهمية الصناعات الجلدية المحلية في مدينة كسلا ..
يوازي الجزء الممتد شرق وغرب من سوق الجلود صف من الدكاكين . هو عبارة عن كافتريات ومطاعم ..
تبدأ الناصية بالكافتريا الاشهر في كسلا وهي كافتريا خيرات .. وكافتريافي كسلا تعني مقهى وعصائر وحلويات من نوع الباسطا..
كافتريا خيرات اشتهرت بالجودة والنظافة لالتزام صاحبها اخلاقيا ودينيا واجتماعيا وكل ما يخطر على بالك من التزامات أي عمنا السر .. والذي اشتهر بالسر خيرات .. بل اعتقد ان اسم الكافتريا اصبح مقرونا بجميع افراد اسرة عمنا السر ..واعتقد انه اسم يشرف .واسم طابق المحل واهله .
منذ الصبا كان حلمنا يدور حول كيلو باسطة من خيرات او كاس عصير مانجو بالخلاطة.. حيث نظل ننظر للخلاطة الكهرابائية وهي تدور قطع المانجو الممزوج بالماء والسكر مع الثلج بتشوق وانتظار تكاد غددنا اللعابية ان تنفجر ..
فضلا عن ذلك موقع الكافتريا الاستراتيجي جعلها ملتقى لكثير من الرياضيين وشباب المدينة . لوصفه السهل .والمطل على اهم شارع في مدينة كسلا وهو شارع السوق والمستشفى .
يلي كافتريا خيرات مطعم مختص باللجوم والمشويات والطبائخ مطعم فخم اعتقد اسمه بين ( الفردوس او الاندلس)
لكن هذا المطعم يحتل مساحة ثلاث دكاكين مسورة ومغلقة لاماكن السفر ..
انا لا ادري لماذا المطاعم التي تقدم الوجبات الفخمة تخلق نوع من الخلوات او الدروة لزبائنها ...هل الزبائن يخافون الحسد .. ام الوشاية لزوجاتهم .. اذكر حضرت خطبة جمعة في كسلا الامام كان يوبخ الرجال متعاطفامع النساء وقال لهم تذهبوا مطاعم ( الكيلو.. مطاعم في كسلا تبيع اللحم بالكيلو مثل الجزارة) تضربوا الشيات والمحمرات وتتركوا المسكينات يفطرن بملاح الغدا البائت ... هي دي الخيانة الزوجية التي نعرفها ..( كامل تضامني معهن ..او كما يقال)..
يلي مطعم الاندلسس هذا الفوال الاشهر سابقا في كسلا ( قبل ما يظهر صبحي) .. وهو الفوال محمد ادريس .. ومحمد ادريس ايضا محل فول اشتهر بالتزامه بحبة الفول نفسها .. اي التزامه بنوعية جيدة .. يعني فول محمد ادريس ما داير منك غير زيت سمسم وملح وشمار .. وعيش حار .. اي محاولة لتظبيته ستخربه ... وبالهنا والشفا ..
Quote: الفوال الاشهر سابقا في كسلا ( قبل ما يظهر صبحي) .. وهو الفوال محمد ادريس
درديــري السـلام عليكم
شــنو ياخي ســايق البوسـت بســرعة الصاروخ ماشــاء الله , وكل محطاتك تثــير الذكرى وتهيـج الأشــجان
عارف في كل فتـرة يظهـر مطعم و يأخد وقتـو ثم يطغى عليه آخـر
زمان بدأ مطعم ( الضبعي والبـان جـديد ) و خلفهما اشــهر بتاع طعمية في كسـلا ( عوض الجاك ) ثم جاء الدور على ( نجمـة الوادي و بجواره البحـر) و بعده ( لا أنـام ) ولكن محمد ادريس اسـتمر فترة اطول
شــنو ياخي ســايق البوسـت بســرعة الصاروخ ماشــاء الله , وكل محطاتك تثــير الذكرى وتهيـج الأشــجان
عارف في كل فتـرة يظهـر مطعم و يأخد وقتـو ثم يطغى عليه آخـر
زمان بدأ مطعم ( الضبعي والبـان جـديد ) و خلفهما اشــهر بتاع طعمية في كسـلا ( عوض الجاك ) ثم جاء الدور على ( نجمـة الوادي و بجواره البحـر) و بعده ( لا أنـام ) ولكن محمد ادريس اسـتمر فترة اطول
حياك يا احيمر
وانت عارف سودانيز اونلاين البوست لو ما سكيته راح يروح في طي النسيان
في كسلا اشهر محل فول كان وحتى قبل مقادرتي للمدينة وهو فول صبحي . وصبحي ذلك رجل احترف الفول . واعني باحترف بنفس المفهوم الذي يطلق على من احترف الفن واحترف الرسم او احترف الغناء . اذا زرت فوال صبحي في كسلا اولا ستجد طاولته التي يصلح فيها الفول عباره عن مرسم . تتكون من عدة اطباق لمختلف الخلطات المعروف منها هي زبدة الفول السوداني ( الدكوة ) والسلطة والطعمية والبيض . ولكن غير ذلك له خلطات سرية لا يطلع عليها احد اغلب الظن هي تركيبات من الصلصة والسمن على ما اعتقد .
صبحي لا يسال الزبون كسائر الفوالين (عايز كم فول ) ولكن يسال عددكم كم ؟؟؟ وهو بعد ذلك يتعهد ان يقدم وجبة تكفي الجميع بنفس هذا الطعم المميز. وحتى اذا طلبت زيادة بعد ذلك هو حريص على ان تكون بنفس الطعم الاول. والغريبة ان لصبحي القدره في تجهيز مائة صحن فول بنفس الطعم في كل مره رغما عن مدخلات انتاجه المتعدده . وصبحي ايضا لا يسمح لاي احد ان يضيف أي شي لصحن الفول بنفسه بعد ان يقوم هو باصلاحه ، اقصد تصليحه . في مره من المرات تناول احد الزبائن قطعة من الدكوة ورماها على صحن الفول الخاص به بعد ان قام صبحي بتجهيزه . هاج فيه صبحي وتناول القطعة من الصحن ورماها ارضا وصرخ فيه (كدا بوظته ياخ ) ورماها ارضا حتى يبين ان المسأله ليست طمعا منه . ولكنه يستمتع تماما عندما يرسم لوحة من صحن الفول الوانه تركيباته وخلطاته العجيبة وفرشاته كمشته وملعقاته التي سيتخدمها بصورة دراميه تحس بان هذا الشخص يفكر فعلا ويبذل مجهودا وهو يظبط صحن الفول . وقد ذكرنا ان صحن الفول يختلف باختلاف الفئة المتناولة له . ذكرنا ان تلاميز الابتدائي يتناولونه في شكل سندوتشات وطلاب الثانوي والجامعات في شكل بوش وهو رغيفا مقطع على ماء الفول مع اضافة بعض المحسنات البديعية حسب قدرة الفئة . اما الموظفون فهم فئة قادره نسبيا لذلك ففولهم مميزا بعض الشئ اذا انهم اولا ينتدبون احدهم بالتناوب الى الفوال قبل فسحة الفطور بساعة تقريبا . ليذهب اولا الى سوق الخضار ويشتري السلطة والدكوة ويسبقهم بها الى المطعم بعد ان يقوم بتقطيعها وخلطها ومن ثم صب الفول عليها كوجبة ثابته . وقد وقع الدور يوما على احد اصحاب المزاج والقعدات وهو بعد ما اشترى السلطة كثر من الشطة الخضراء الحارة وعرج على الجزارة واشترى مرارة الخروف ( الأتي ) وجهز الخلطة في ذلك اليوم . وعندما حضر باقي الجماعة تفاجاوا بطعم غريب وهو فول بنكهة ام فتفت ولان الشطة اشتغلت فيهم ايضا اتكتمت اصواتهم وهم في غمرة حرقتهم تلك لم يتمكنوا ان يسالوا الشقي ما ذا اضفت لهذا الفول واصبح لسان حالهم ينبطق عليهم اغنية الرائع ابو الامين . ورا البسمات كتمت دموع وبكيت من غير تحس بي
ميزة الفوالين في كسلا
كل واحد يحاول يكتسب ميزة تخصه هو لوحده
مثلا فوال نجمة البحر الاحمر اضاف الفسيخ الى خلطة الفول ... وكان فوله مدهش فعلا ..كان الفوال يقع في آخر سوق كسلا من الناحية الجنوبية .. قدم لي صديق دعوة لصحن فول لم يقابلني في حياتي كما قال .. ورحت وتفاجأت بصحن فول بالفسيخ .. والحمد لله انا طلعت من عشاق الفسيخ ولا اريد اي احد ان يحوله لشربات لان الفسيخ عندنا افضل من الشربات ..
المربوع الذي يوازي مربوع خيرات هو المربوع الذي يقع فيه بالعرض صف دكاكين التي تتوسطها مكتبة كباشي آنفة الذكر
لكن دعونا نقف قليلا في الصف الذي يوازي كافتريا او حلواني او مقهى خيرات ..
في اوله في الناصية كانت توجد مكتبة دار اليوم ..
مالكها عمنا ناصر ..
وهي عبارة عن محل استراتيجي الموقع له ثلاثة فتحات بمعنى هو أفضل حتى من الناصية ..
لكن عمنا ناصر نفسه رحمه الله تميز بشئ عجيب هو النظافة عنده اهم حتى من المال ..
فكانت المكتبة اولا مليئة بالفترينات الزجاجية اللامعة والنظيفة جدا .. وعم ناصر صاحب المكتبة لو شعر انك انسان مغبر ومتسخ سيحس بأنك ستؤذيه اكثر مما تنفعه حتى لو كان لك قدرة مالية في شراء كل ما بالمكتبة لذلك ببساطة ممكن يطردك ويقةول لك ما عندنا شئ للبيع ..
ابوابها الثلاثة ذات واجهات زجاجية ..
وبها رفوف مليئة بالتحف والاناتيك ..
معظم معروضات المكتبة ليست للبيع بل للعرض فقط ..
مكتبة دار اليوم تجعلك تقف امامها مترددا عدة مرات قبل ان تتجرأ في الدخول لها ..
ولو كنت مضطرا بمعنى تبحث عن شئ مهم ويئست عن وجوده في المكتبات الاخريات
حتما ستجده .. لانه ببساطة اصلا عمنا ناصر كان هوايته هو اقتناء الاشياء النادرة ..
ممكن تجد عنده آلة موسيقية مثلا او ساعة منبه غريبة الشكل اي اشياء ليست من مبيعات المكتبات في العادة ..
نحن بعض مرات عندما ينعدم عندنا شئ بالمكتبة سأل عنه زبون ما قد يرسلنا الوالد لاحضاره من دار اليوم وحتما سنتأخر لانه الفرجة لوحدها ستأخذك بعيدا عن المهمة والغرض الذي جئت من أجله ..
يلي مكتبة ناصر مباشرة في ذات الصف مقهى غير مشهور وحتى اسمه تغير عدة مرات اضعغه وجود قهوة البحر الاحمر في الصف الذي يوازي مكتبة دار اليوم ..
قهوة البحر الاحمر لها ثلاثة فتحات اي تفتح على ثلاثة شوارع مختلفة ..
وهي مشهورة بالقهوة والشاي والجلسات التي تجذب الرياضين والموظفين الذين يفدون اليها مساءا وخاصة الذين لا ينتسبون لاي نادى آخر فتكون المقهى ملاذا ترفيهيا لهم ..
صف مكتبة دار اليوم لم يكن به مكانا مشهورا اكتسب اهمية ..
ربما المغلق الذي هو في الناصية المقابلة والخاص بعايلة عمنا ابراهيم عبد العال رحمه الله ..
وهو سوق خاص بالنساء فعلا ... بيعا وزبائنا واغراضا ..
سوق له رائحة مميزة
هي مزيج من رائحة الودق والعطور المحلية وعسل النحل والبهارات والطلح والشاف والزيوت العطرية والصابون والكريمات ..
الاكسسورات الشعبية نوع السكسك والخرز والحجار الكريمة ولكن غير نفيسة طبعا ..
بالاضافة للاواني المنزلية ..
اضافة الى بعض المحلات التي يديرها رجال
من شخصيات سوق النسوان
عمنا علي كرن .. هو رجل قزم .
لا يتجاوز طوله المتر الواحد او أقل ... لاني شاهدته يصعد الى ( البمبر) متسلقا كأنه يركب في ظهر لوري ..
له طبلية صغيرة يبيع بها اشياء مختلفة من الخردوات ..
انسان حبوب جدا وطيب وغير متعقد من شكله ..
كنا نحن اطفال نقف امامه نتفرج على شكله وهو يعمل بجدية لم يزجرنا يوما ونحن مستغربين في شكل الرجل الذي نفوقه طولا ونحن اطفال ..
Post: #186 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-13-2013, 10:58 AM Parent: #185
يلي سوق النساء السوق الاشهر في كسلا وهو ما يعرف بسوق هيكوته
ولكن قبل ما يصبح سوق هيكوتا بشكله الحالي كان هو عبارة عن ثلاثة اسواق شعبية جدا
Post: #187 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-13-2013, 11:17 AM Parent: #186
في وسط سوق هيكوته الحالي كانت توجد جنينة مهجورة تابعة للسادة الختمية ...
بطريقة ما اتبعت للسوق واصبحت حزء من اراضيه التي عمرت ..
منظقة سوق هيكوته الحالي كانت تتكون من ثلاثة اسواق متخصصة ..
سوق العيش (الزره) سوق العناقريب والحبال بالاضافة لسوق الحدادين ..
كنت وانت داخل الى السوق من ناحية المنطقة الصناعية عابرا السينما الشرقية تمر عبر الشارع الدي يمر بجوار سوق الحدادين ..
سيطرق مسامعك نقمة او ايقاع منتظم وحقيقة فيه شئ من الطرب ...( كح دين كح . .كح دين ..كح) مصحوبة بصوت المنفاخ الدي ينفخ النار حتى تستعر وتصهر الحديد ( الكير).. وهي الطرقات المتبادلة بين الشاكوش والمرزبة على قطعة الحديد التي يراد تطويعها ... سوق الحدادين كان يصنع الاسلحة البيضاء التي تميزت بها كسلا .. السكاكين والسيوف .. وصناعة امشاط الشعر الكثيف ( الخلال) كانت كسلا المنتج الوحيد للخلال قبل ما تتسلط عليه الصين وتصنع انواع اجود وارخص واخف واصغر .. ولكن كان خلال كسلا عبارة عن قطعة خشب عليها نقش ومغروس فيها اسلاك العجلة ..
سوق العناقريب وسوق الحدادين عبارة عن دكاكين مبنية من الجالوص ( الطين) امام كل دكان توجد رواكيب يجلس عليها الحدادين ويؤدوا عملهم اليومي ..
وفي مرحلة لاحقة ازيل سوق الحدادين ووزعت لهم دكاكين بالمنطقة الصناعية ..
وسوق العناقريب تم تحويلة لسوق السعف قرب زريبة المواشي ..
وخططت الارض ووزعت على اناس لهم قدرة على البناء الحديث ..
وقامت على اطلال سوق الحدادين والعناقريب وجنينة الختمية .. مباني فخمة وعمارات شاهقة ( نسبيا ) وفنادق فيما عرف بعد لك باسم سوق هيكوته ..
Quote: حديقة العشاق حظيت مدينة كسلا بحب اهل السودان وبمساحة معتبره فى فن الغناء والشعر لما حباها الله من طبيعة ساحره واسكنها اهل تميزوا بالوداعه وطيب المعشر < سماحتهم غيث .. ونجدتهم غوث .. كلامهم كله ظريف كأنه يضحك.. وكلامهم كله عفيف كأنهم يغسلونه قبل الحديث به..ونساء كسلا يلبسن الثوب .. والثوب فى كسلا يتثاءب عند الخصر.. ما احتضنت الغريب نظراتهن الا وجفلت العيون واحتمت بالاهداب واعتصمت بالمعصم حياءا وخفرا يزدن فى بهجة كسلا الفاتحه صدرها لكل عزيز زائر> . وكسلا هى مهد اسطورة الجمال تاجوج فانتازيا العشق التى استلهمها الشعراء والكتاب .......... ومن اشهر عشاقها شاعر الدهليز توفيق صالح جبريل الذى تعلق بها وحو ت مجموعته الشعريه اكثز من قصيدة لكسلا اشهرها رائعته حديقة العشاق..كان شاعرنا يعمل مأمورا بمديرية كسلا فى منتصف الثلاثينيات وهى وظيفه اداريه مرموقه ..وقد ولدت هذه القصيدة فى جنينة اليوزباشى عثمان كيله التى كانت خضيرة نضيره ..بها استراحة جميلة واشجار باسقة مثمره ...وقد صارت الآن يبابا واثر من عزقديم تحكى عنه اطلال الاستراحه والصهريج والاسره الحديديه التى تحكى اثاث عزب الباشوات ..فقد صارت حديقة العشاق حديقة للاشباح بعد ان صارت خرابا اصاب وطن بحاله ... غلب الاصدقاء توفيقا فى تلك الليله التى حل فيها وثاقه وتوبته برشفة من يد لاترتد عنها يد ولايرفض لها طلب .. وكان ذلك بايحاء من صديقه محمد عثمان يسن .. وقد نشرت هذه القصيده بعد 30 عاما من احداث تلك الليلة البهيجه....... يقول توفيق: كان صبحا طلق المحيّا نديا اذ حللنا حديقة العشاق نغم الساقيات حرّك اشجانى وأهاج الهوى أنين السواقى بين صب فى حبه متلاش وحبيب مستغرق فى عناق ظلت الغيد والقوارير صرعى والاباريق بتن فى اطراق ياابنة القاش ان سرى الطيف وهنا واعتلىهائما فكيف لحاقى اامنى بين خصرها ويديها والسنا فى ابتسامها البراق والتمس العذر من عزيزى القارىء حتى لاااتبع< مسرور> الذى اقتلع عيونا من عيون الشعر السودانى يوم تجاوز هذه الابيات من القصيده : والتقى النهدان بصدر والتفت الساق بساق واصبح الصبح والشهود نهود مسفرات اما لها من واق ؟ ولتوفيق قصيدة اخرى لكسلا يقول فيها : تذكر أيام اللقاء مشوق فأومض والتاع الفؤاد بريق فاذا القاش سجاجا تدافع ماؤه وصافحه فى الشاطئين وريق اذا التاكة السمراء بانت ..فأن بى هواها مقيم والخيال طروق ماطاب لى من بعد مغناك موطن ولا عزّ دار والحبيب مشوق اما شيخ شعراء الشعب محمد المهدى المجذوب فله مع كسلا ود وعشق قديم وله قصيده سماها <جبل الختميه> صاغها عام 1944 فى اكثر من 180 بيتا يقول فيها : سبقتنا نسيمة وردت توتيل اصداء مرها فى القلال فجّر الله ماءها باسمة الثغر فرفت حيية فى الظلال هى قلب الجماد يخفق مشتاقا فما شوق ذلة واحتمال بهجة فى الصفاء وعين هى العين دعاء ورغبة فى وصال هى عذراء للمنى كل دنياها..وللرقص فى شفوف الدلال عجلى ياركاب ..رفّ لك الماء رفيف العقود والآجال انجبت كسلا كوكبة من الشعراء والمبدعين منهم الشيخ سعيد القدال الذى عمل فى حقل التعليم وانتدب عام 1939 الى حضرموت حيث عمل مستشارا ثقافيا بدرجة وزير حتى عودته الى كسلا بعد الاستقلال فتم انتخابه رئيسا للمجلس البلدى . وقدمت للقصيده العربيه الشاعر محمد عثمان كجراى الذى اصدر ديوانه < الصمت والرماد> فى خمسينات القرن الماضى وهو احد رواد الحداثه فى الشعر العربى قضى عمره مناضلا ضد الانظمه الديكتاتوريه التى تعاقبت على السودان كالحمى . ويعتبر كجراى شاعر الثوره الاريتريه بحكم انتمائه الى احد فروع قبيلة البنى عامر المشتركه بين اريتريا والسودان وكان شعره وقودا للثوره حتى ارتفع علمها فر سارية اسمرا بعد 30 عاما من النضال فهاجر الى هناك ليقدم مساهماته فى مجال التعليم والصحافه حتى عاد اخيرا الى مدينته الاثيره يحلم بأستراحة المحارب التى لم تطول وسرعان ماغيبه الموت وضمه ثراها الطيب من ابنائها النور عثمان ابكر الشاعر والاديب المعروف واحد مؤسسى مدرسة الغابة والصحراء الذى عبر عنها فى ديوانه صحو الكلمات المنسيه. ومن ا بنائها المبدعين فى مجال الفن التشكيلى الفنانين حسين جمعان واحمد ابراهيم عبدالعال والنور محمد الحسن . كما انجبت الشاعر الفحل شيخ العرب احمد ابوعاقله ابوسن وشقبقه الاستاذ حسان ابوعاقله الذى بذل جهدا كبيرا فى جمع ديوان قصائد من الشرق الذى شرفنى بتصميم غلافه ..كان الاستاذ حسان وفى سعيه لجمع هذا الديوات كأنه فى سبلق مع الموت وكان سعيدا بمولوده عندما رأى النور وفى هذا الديوان توثيق لاهم القصائد التى كتبت فى كسلا حديقة العشاق . فتحت ذراعيها للشاعر الانسان الدكتور محمد عثمان جرتلى حيث كان له فيها مجلس عامر بالشعر والطرب ..كان نديما من الطراز الفريد..عشق كسلا وفتن بها وكتب فيها الكثير من الشعر الجميل ولم تغب عن خياله ولسانه حتى رحيله عام 1984. واحبها الشاعر الرقيق الاستاذ العوض احمد الحسين صاحب ديوان < مشاعر انسان > وشاعر اغنية يانسيم ارجوك ..ودفن بها بعد رحيله المفاجىء ..... وغنى لكسلا شعراء النوبه ميرغنى ديشاب ..كمال عبد الحليم ..على صالح داؤد..محمد صالح هارون .... كما غنى لها د.جعفر ميرغنى .. ود باخريبه..ومبارك حسن خليفه.. وابراهيم عمر الامين .. وخلف الله بابكر ..ود.ابراهيم الكامل...... ولايسع المجال لتضمين نصوص من شعرهم فى المساحه وكل هذه النصوص موجوده فى كتاب الاستاذ حسان ابوعاقله < قصائد من الشرق>
Quote: في وسط سوق هيكوته الحالي كانت توجد جنينة مهجورة تابعة للسادة الختمية ...
بطريقة ما اتبعت للسوق واصبحت حزء من اراضيه التي عمرت ..
منظقة سوق هيكوته الحالي كانت تتكون من ثلاثة اسواق متخصصة ..
سوق العيش (الزره) سوق العناقريب والحبال بالاضافة لسوق الحدادين ..
كنت وانت داخل الى السوق من ناحية المنطقة الصناعية عابرا السينما الشرقية تمر عبر الشارع الدي يمر بجوار سوق الحدادين ..
سيطرق مسامعك نقمة او ايقاع منتظم وحقيقة فيه شئ من الطرب ...( كح دين كح . .كح دين ..كح) مصحوبة بصوت المنفاخ الدي ينفخ النار حتى تستعر وتصهر الحديد ( الكير).. وهي الطرقات المتبادلة بين الشاكوش والمرزبة على قطعة الحديد التي يراد تطويعها ... سوق الحدادين كان يصنع الاسلحة البيضاء التي تميزت بها كسلا .. السكاكين والسيوف .. وصناعة امشاط الشعر الكثيف ( الخلال) كانت كسلا المنتج الوحيد للخلال قبل ما تتسلط عليه الصين وتصنع انواع اجود وارخص واخف واصغر .. ولكن كان خلال كسلا عبارة عن قطعة خشب عليها نقش ومغروس فيها اسلاك العجلة ..
سوق العناقريب وسوق الحدادين عبارة عن دكاكين مبنية من الجالوص ( الطين) امام كل دكان توجد رواكيب يجلس عليها الحدادين ويؤدوا عملهم اليومي ..
وفي مرحلة لاحقة ازيل سوق الحدادين ووزعت لهم دكاكين بالمنطقة الصناعية ..
وسوق العناقريب تم تحويلة لسوق السعف قرب زريبة المواشي ..
وخططت الارض ووزعت على اناس لهم قدرة على البناء الحديث ..
وقامت على اطلال سوق الحدادين والعناقريب وجنينة الختمية .. مباني فخمة وعمارات شاهقة ( نسبيا ) وفنادق فيما عرف بعد لك باسم سوق هيكوته ..
تحياتى اخى درديرى وشكرا لهذا السرد الممتع وانت داخل من اتجاه (محلات دبايوا ) وفندق نسيت اسمه تقابلك استديوهات واشهرها كان على ما اعتقد استديو عبد العال ثم منزل عائلة درويش الذى كان فندقا فى يوم ما وكان بيتا للمحافظ ثم منزل اسرة الفاضل وكان هناك فندق اسمه ( الواحة ) ثم يليه بيت جدى ( مصطفى التركى ) يليه منزل المرحوم عبد القادر شنان ده كلو من جهة اليمين اما من جهة اليسار كانت هناك دكاكين تبيع العجوة والزرة وفى ناصيته منزل ( ال مبخوت ) اما من جهة اليمين فهناك فندق بشائر وتوتيل ويليهمها مدرستى المرغنية ( د ) للبنين و( ب ) للبنات على ما اعتقد وكان هناك نجار مشهور على ما اعتقد اسمه ( عبد الله ) واصل اخى فانت تنعش الذاكرة باشياء كادت ان تندثر
Post: #190 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: نور الدين عثمان Date: 02-13-2013, 01:30 PM Parent: #189
درديرى ايها العزيز الغالى ...
سرد جميل لزيز يحملك على اجنحة عصافير السواقى الجنوبية وغيمات جبال التاكا ولكن...
صدقنى انا متاكد فى كتيرين لمن يزوروا كسلا اليوم حا يقولوا اكيد درديرى ده بتخيل او بحكى عن مينة غير كسلا :
* اولا سواقى الختمية اغلبها تحولت الى احيا بفعل حقد الكيزان على الختمية وانتزاع اراضيهم طبعا دى الان اصبحت احياء العامرية والشهيد تاج السر (عليه رحمة الله) وسوق للخضار . *اغلب منطقة الكارة سويت بيوتها بالارض فاصبحت ميدان كبير ما فيه الا اشجار النيم منطقة ميز الدكاترة والمنطقة التى حولها سويت بالارض ووزعت لاصحاب الحظوة من الجماعة اياهم حتى شجرة الرحمة ( بالله حدثنا عنها شوية ) لم تسلم من جور الكيزان . حتى سوق النسوان تغير تماما وكذلك الحدادين وسوق العيش . بالمختصر لو ذهبت كسلا اليوم فلن تعرفها خاصة السوق .
Post: #191 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-14-2013, 08:57 AM Parent: #190
مشكورين نور الدين وبجاوي وبكم تعالوا نعطر هذا المكان بعبق القاش وعبير السواقي ..
انا كما ذكرت لست موثقا او مؤرخا ولكنها محاولة للمس اشياء زرعت في كياننا وحفرت في خيالنا ونحن على ثقة ان التاريخ سيتجاوزها فيطويها النسيان ... لان التاريخ يكتبه اناس يعتقدون انهم فقط من صنعوه ..
خارج النص اذا سمحتوا :
في معركة القادسية بعد انتصار المسلمين على الفرس بقيادة سعد بن ابي وقاس بعثوا رسول ليبشر سيدنا عمر بن الخطاب ... فقال الرسول لعمر رضي الله عنه : انتصرنا على الفرس ولم يمت منا سوى خمسين .. وعندما رأى تأثر عمر بخبر موتهم قال مكملا .. وابشرك ليس فيهم مشهور من العامة .. بكى عمر بصوت عالي وقال يكفيهم انهم يعرفهم الله الذي استشهدوا من اجله .(يعني التهميش من زمان موجود).
Post: #192 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-14-2013, 09:21 AM Parent: #191
نقف قليلا عند سوق هيكوتا بكسلا
اولا من اين اتى الاسم ..؟؟؟
ورد في ذهني خاطر هل من الجملة الانجليزية : High Quota والتي تعني كمية عالية او كمية كبيرة وخاصة ان السوق نفسه معظمه محلات البيع بالجملة ...
او انه هنالك في ريفي كسلا قرية من قرى قبيلة البني عامر تحمل نفس الاسم قرية هيكوتا .. والثاني هو الارجع خاصة ان معظم المحلات بهذا السوق اصحابها من البني عامر ربما اطلقوا عليه اسم قريتهم مثل ما هو موجود في الخرطوم تجد سوق الكوارته او سوق الزومة وهي مناطق شايقية في الشمال ..
وسوق هيكوتا لانه سوق حديث البناء قام على اتقاض اسواق شعبية فاصبح سوق المنتاقضات ...
من سوق هيكوتا ممكن تشتري تلفزيون ياباني شاشة مسطحة احدث طراز وممكن تشتري سرج للجمل او للحمار .. ممكن تلاقي سيارة موديل السنة بجوارها كارو والحمار يكل في عليقته ..
تجد من يرتدي بدلة طقم كامل وتجد صاحب اللبس السواكني ..
وحتى المطاعم والمقاهي فهو سوق ممكن تتناول فيه :
الكبتشينو والملك شيك وحليب الناقة والروب والقدو قدو .. وممكن تاكل الشاورما والهمبرقر .. كما تستمع بشية السلات والقرار على الحجر ..
في سوق هيكوتا قامت الفنادق الحديثة وتحتها مباشرة سوق العيش وكل ما ذكر ..
ربما هي ما جذبت السياح لفنادق كسلا ..اي هذا التنوع المدهش
لو زرت سوق هيكوتا في المساء يختلف مائة وثمانين درجة عنه في الصبا ح..
في المساحء ستجد الانوار والمقاهي والناس المدنيين بملابسهم الافرنجية وعطورهم الباريسية يتجولون بين الفنادق والكافتريات والبوتيكات
وفي الصباح ستجد الريفيين بملابسهم الشعبية ودوابهم ..ورائة الودق والعطور الشعبية ..
في المساء اصوات المسجلات تصدح بالطرب والموسيقى ..
وفي الصباح اصوات الدواب ممزوجة باصوات الباعة والمتجولون بالسوق ..
هذا وصف قليل في سوق لازال يزرع في صدر زائرة شئ كثير من حتى ..
Post: #193 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: انصاف ابراهيم عبدالعزيز Date: 02-14-2013, 09:47 AM Parent: #192
فى انتظار وصولك سوق النسوان
Post: #194 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-14-2013, 10:02 AM Parent: #193
مشكورة يا انصاف في كل مرة تعطري لنا البوست باللقطات الجميلة والفيديوهات عن كسلا ..
فيديو البعيو ابداع
Post: #195 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: ahmedona Date: 02-14-2013, 10:14 AM Parent: #192
Quote: نقف قليلا عند سوق هيكوتا بكسلا
اولا من اين اتى الاسم ..؟؟؟
ورد في ذهني خاطر هل من الجملة الانجليزية : High Quota والتي تعني كمية عالية او كمية كبيرة وخاصة ان السوق نفسه معظمه محلات البيع بالجملة ...
او انه هنالك في ريفي كسلا قرية من قرى قبيلة البني عامر تحمل نفس الاسم قرية هيكوتا .. والثاني هو الارجع خاصة ان معظم المحلات بهذا السوق اصحابها من البني عامر ربما اطلقوا عليه اسم قريتهم مثل ما هو موجود في الخرطوم تجد سوق الكوارته او سوق الزومة وهي مناطق شايقية في الشمال ..
وسوق هيكوتا لانه سوق حديث البناء قام على اتقاض اسواق شعبية فاصبح سوق المنتاقضات ...
من سوق هيكوتا ممكن تشتري تلفزيون ياباني شاشة مسطحة احدث طراز وممكن تشتري سرج للجمل او للحمار .. ممكن تلاقي سيارة موديل السنة بجوارها كارو والحمار يكل في عليقته ..
تجد من يرتدي بدلة طقم كامل وتجد صاحب اللبس السواكني ..
وحتى المطاعم والمقاهي فهو سوق ممكن تتناول فيه :
الكبتشينو والملك شيك وحليب الناقة والروب والقدو قدو .. وممكن تاكل الشاورما والهمبرقر .. كما تستمع بشية السلات والقرار على الحجر ..
في سوق هيكوتا قامت الفنادق الحديثة وتحتها مباشرة سوق العيش وكل ما ذكر ..
ربما هي ما جذبت السياح لفنادق كسلا ..اي هذا التنوع المدهش
لو زرت سوق هيكوتا في المساء يختلف مائة وثمانين درجة عنه في الصبا ح..
في المساحء ستجد الانوار والمقاهي والناس المدنيين بملابسهم الافرنجية وعطورهم الباريسية يتجولون بين الفنادق والكافتريات والبوتيكات
وفي الصباح ستجد الريفيين بملابسهم الشعبية ودوابهم ..ورائة الودق والعطور الشعبية ..
في المساء اصوات المسجلات تصدح بالطرب والموسيقى ..
وفي الصباح اصوات الدواب ممزوجة باصوات الباعة والمتجولون بالسوق ..
هذا وصف قليل في سوق لازال يزرع في صدر زائرة شئ كثير من حتى ..
Post: #196 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: ahmedona Date: 02-14-2013, 10:19 AM Parent: #195
Quote: تخصصات سوق كسلا التي ميزته
هي ايضا خضعت للتغيير عبر الزمن وتطور البناء
لكن ظلت النكهة كما هي ..
يبدأ السوق من الجنوب بسوق النسوان
وهو سوق خاص بالنساء فعلا ... بيعا وزبائنا واغراضا ..
سوق له رائحة مميزة
هي مزيج من رائحة الودق والعطور المحلية وعسل النحل والبهارات والطلح والشاف والزيوت العطرية والصابون والكريمات ..
الاكسسورات الشعبية نوع السكسك والخرز والحجار الكريمة ولكن غير نفيسة طبعا ..
بالاضافة للاواني المنزلية ..
اضافة الى بعض المحلات التي يديرها رجال
جزء من سوق النسوان -- جانب سوق طلح الدخان
Post: #197 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: انصاف ابراهيم عبدالعزيز Date: 02-14-2013, 10:39 AM Parent: #196
يا ahmedona.. شكرا فعلت فعائل بقلوبنا لا حولا ولاقوة حسع نقبل وين فى الصباح دا ............ الواحد عينه لباب بيته فى الصورة ماقادر يخش
Post: #198 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: انصاف ابراهيم عبدالعزيز Date: 02-14-2013, 10:52 AM Parent: #197
شكرا درديرى ........... حيثما تكون ذكراها اكون متربعة على حواف الشوق ....... اسيرة مرافيها ............... تغتالنى لواعج الحب .................... ويسرنى الحنين ....................... انكفئ على ذاكرتى .... وهى تورق اشجانى بازاهير الحروف ............ كسلا فى الخاطر ................. كلما جبتٌ المحطات والارصفة ................. تساقطت دمعة ,...... ونزف جرحا لا شفاء منه .................... معلقون على مرافئ الامل .............. وتوتيل عالقة بالخاطر ............. حنينى يحملنى الى البعيد ............... وروحى تهيم بين اويتلا والقاش ............. ويسالونى ماالحزن ..................... الحزن ابحث عن وجه كسلا ووجوه اهلها ....... بين الحروف
Post: #199 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-14-2013, 11:05 AM Parent: #196
مشكور يا ابو حميد على هذا الدعم التوثيقي الرائع بس خليك قريب عش ما نحس بالهضربة
Post: #200 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-14-2013, 11:07 AM Parent: #199
Quote: شكرا درديرى ........... حيثما تكون ذكراها اكون متربعة على حوافى الشوق ....... اسيرة مرافيها ............... تغتالنى لواعج الحب .................... ويسرنى الحنين ....................... انكفئ على ذاكرتى .... وهى تورق اشجانى بازاهير الحروف ............ كسلا فى الخاطر ................. كلما جبتٌ المحطات والارصفة ................. تساقطت دمعة ,...... ونزف جرحا لا شفاء منه .................... معلقون على مرافئ الامل .............. وتوتيل عالقة بالخاطر ............. حنينى يحملنى الى البعيد ............... وروحى تهيم بين اويتلا والقاش ............. ويسالونى ماالحزن ..................... الحزن ابحث عن وجه كسلا ووجوه اهلها ....... بين الحروف
هو دا التدفق المنتظر يا انصاف
في انتظار المزيد
Post: #201 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-14-2013, 11:20 AM Parent: #200
الشارع الذي يوازي سوق هيكوتا ويقسم السوق لنصفين ويربط بين طريق المربعات وشارع الميرغنية والختمية ..
هو ما عرف في كسلا باسم شارع المليون بليد ..
قبل كل شئ نستنكر الاسم ونرفضه ..
قبل ما نحلل اسبابه ..
في هذا السوق تقف البصات القادمة من ريف كسلا .. تلاقي بصات ..كسلا عواض الماريا .. ود شريفي .. الجيرا جمام تقلوباب .. قلسا .. اويتلا ..
هي اسماء بعض القرى التي تحيط بكسلا ... ومعظم بل جل سكانها من قبائل البجا .. فهم يحضرون الى المدينة عادة لبيع منتجاتهم .. مثل الدواجن البلدية والبيض والسمن والروب .. ويشتروا اغراضهم من زيت وسكر وبن وملابس واحذيه وغيره ..
وعادة معظمهم من الذين لايعرفون شئ عن المدينة فيكون لهم مرشد ( شخص مفتح ) مثل المطوف الذي يقود افواج الحجاج .. فهم يكونوا حريصين الا يغيب عن ناظرهم ..
فحرصهم على متابعة ذلك المرشد بجعله همهم الاول فيمشون خلفه بحيث لا يتركونه يغيب عن ناظرهم غير مبالين بالسيارات والعجلات ولا مزامير السيارات ...
فمن اطلق الاسم ربما ظن ان هذا السلوك ناجم عن عدم قدرة على التصرف أي بلاده ..
لكن هو سلوك عادي في اي بلد يزورها الشخص لاول مرة يكون تركيزه الا يضيع ...وان يعود الى البيت في سلام .. وهذا التركيز يغيب الاهتمامات الاخرى ..
رديـري و مشـتاركوه في عشــق كســلا هنيئا لكم بكسـلا وهنيئا لكسـلا بكم
و هنالك الكثير مما يجب كنابته عن كســلا ممن ســــبقنا( واخص عضو البورد اخونا الكبيرالجنرال احمد طه الحسـن ) و ممن تلانا ( جميعكم يا درديري وانصاف , ) و نتوسـطكم ننصــت مسـتمتعين بحديث الذكريات و حميمية ناس كســلا
و ارجـو ان تســمجوا لي ( جميكم ) أن اضيف ( احيانا ) بعض الذكريات سـوق العيش كان فيما يعرف بزريبة العيش او العياشــة كان في مسـاحة تقع شــرق طلمبة ( شـل ) السـوق و شـمالها يقـع دكان عمنا بابكر درويش ( عليه الرحمه ) و فرن ( عبدالمنعم ابو سـيف ) و دكان الكمسـنجي الشـهر مصطفى شــريف و بصــوته المتميز , وفي عبد التعليم بكسـلا زين حائطها الغربي ( على الزلط ) الفنان ( حمزة النميري ) بلوحات عبرت عن شــعارات ذلك الزمن ( تحالف قوى الشـعب العامل ) فرسـم سـائق القطار بابرولو ( اوفرول ) و بجانبه
شــرق قهـوة البحـر الاحمـر و في نهاية الصـف يقــع حلواني ( اولاد شــرفي ) , عمال
Quote: وانت داخل من اتجاه (محلات دبايوا ) وفندق نسيت اسمه تقابلك استديوهات واشهرها كان على ما اعتقد استديو عبد العال
بجاوي
أظنك تقصـد فنـدق أفــريقيا
مجموعة الاسـتديوهات كانت لـ ( حســين السـيد عبد العال ) الأخ الأكير للفنان الشـهير باســم ( تـرنم ) و كان مكتوب لوحة ( لنا في هـذه الحياة ذكريات جميلة فهل سـجلت هـذه الذكريات بصـورة ....)
Post: #206 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: ahmedona Date: 02-16-2013, 07:05 AM Parent: #205
Post: #207 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-16-2013, 09:03 AM Parent: #206
سلام كسلاب
الصور تغني عن الحروف أحيانا
تكاد تشتم منها ريحة الدعاش
في مناسبة جمعتنا في استراحة بالغربة ..
جاءت سيرة الام بصورة عامة
شعرت بقشعريرة..
والناس تتحدث عن امهاتها بهذه البساطة ..
ودون وعي رديت ..
ياخ أمك ما تقول ..
لماذا ..
قلت لانا نحن (الكاسوليك ) نقدس الام لدرجة تحريم ذكرها في مكان عام ..
بل كدنا نضعف حديث قال أمك ..
Post: #208 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-16-2013, 09:13 AM Parent: #207
السواقي النايحة نص الليل وحنين الدنيا موجودفي بكاها ..
قبل ما تتطور اساليب الري من الابار الجوفية . وتظهر المترات والبوابير الضخمة .
كانت سواقي كسلا محصورة في ضفاف القاش ..
وكانت تحفر بها ابار واسعه تمتلئ بالجم ..
وتغرف منها المياه الى الجداول عبر ما عرف عبر التاريخ بالساقية ..
والساقية لانها عباره عن تروس عملاقة مصنوعة من الاخشاب ولا توجد بمفاصلها بلالي او شحم .. تقلل الاحتكاك ..لذلك يصدر من الاحتكاك صوت حنين اشبه بانين المريض او الام عند المخاض .. وعن هذا الصوت كتب الشعراء ووصفوا انين السواقي بالبكاء والحنين ..
قسم نهر القاش السواقي الى شرقية وغربية ..
كما قسم كبري القاش السواقي الغربية الى شمالية وجنوبية ..
وظلت السواقي الاشهر في كسلا هي السواقي الجنوبية .. وذلك لانه ...
وبعد ما اختفت السواقي من جنائن كسلا
ظلت الجنائن في كسلا تحمل اسم السواقي ..
Post: #209 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-16-2013, 09:40 AM Parent: #208
اسم جنينة لغويا هو تصغير لاسم جنة ..
ودرج الناس على جمعها بجنائن بدلا عن جنينات ..
اشتهرت جنائن كسلا بانتاج الفواكة والخضروات والعلف مثل البرسيم ..
نغنى المغنيون بمنقة كسلا .. وشبهوا بها محبوباتهم ..
للمنقة في كسلا موسمين في العام مثل سائر الفواكة ..
هذه الميزةحيرت المختصين
لماذا تثمر الفواكه مرتين في كسلا و هل بسبب المناخ ام بسبب التربة ام بسبب المياه ..
ام لكل هذه الاسباب
في كسلا السواقي الشمالية هي الاكبر مساحة بل تكاد مساحتها تساوي ربع مساحة كسلا كلها ..
اذ انها تبدأ من شمال نهر القاش وتحتل الضفة الغربية للنهر حتى حدود اروما ..
وفي اتجاه الغرب تمتد حتى حدود طريق بورتسودان الخرطوم ..
بل بها مشاريع عملاقة تمتمد لمئات الافدنة ..
ورغما عن ذلك الجنوبية هي الاشهر .. لماذا ؟؟ سنعود
Post: #210 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: ahmedona Date: 02-16-2013, 11:04 AM Parent: #209
Quote: اسم جنينة لغويا هو تصغير لاسم جنة .. ودرج الناس على جمعها بجنائن بدلا عن جنينات .. اشتهرت جنائن كسلا بانتاج الفواكة والخضروات والعلف مثل البرسيم .. نغنى المغنيون بمنقة كسلا .. وشبهوا بها محبوباتهم .. للمنقة في كسلا موسمين في العام مثل سائر الفواكة .. هذه الميزةحيرت المختصين لماذا تثمر الفواكه مرتين في كسلا و هل بسبب المناخ ام بسبب التربة ام بسبب المياه .. ام لكل هذه الاسباب في كسلا السواقي الشمالية هي الاكبر مساحة بل تكاد مساحتها تساوي ربع مساحة كسلا كلها .. اذ انها تبدأ من شمال نهر القاش وتحتل الضفة الغربية للنهر حتى حدود اروما .. وفي اتجاه الغرب تمتد حتى حدود طريق بورتسودان الخرطوم .. بل بها مشاريع عملاقة تمتمد لمئات الافدنة .. ورغما عن ذلك الجنوبية هي الاشهر ..
تشكل انسان السواقي الجنوبية في كل ضروب التفوق الانساني
بين رياضي وسياسي واداري واجتماعي ونقابي واديب وشاعر وفنان..
زعامات المزارعين واتحادتهم النقابية وقيادتها في كسلا كلهم او معظمهم من السواقي الجنوبية ..
على مستوى نقابة المزارعين او رئيس اتحاد المزارعين عمنا الراحل ود عطا .. وخلفه عليه ابنه الراحل محمدأحمد عطا رحمها الله ..
وتمركزت مشيخة السواقي اي العمودية في آل محمد ابراهيم محمد طة ..
وكذلك القيادات السياسية في عمنا واستاذنا الزين حامد رقيب الجمعية التأسيسية في الديمقراطية الاخيرة والفائز عن دائرة كسلا الشرقية .. وعمنا حسن خالد وآخرين كثر خاضوا عمار السياسة والانتخابات ..
ميز السواقي الجنوبية ايضا نادي الفلاح .
النادي العريق بالدرجة الاولى
والذي خرج لا عبين افذاذ على مستوى السودان .. على رأسهم حارس المرمى العملاق محمد بشير .. الذي حرس بعد ذلك مرمى نادي المريخ السوداني وكذلك مرمى نادى المقاولون العرب المصري ..
بل قل معجون بماء الشعر ان كان للشعر ماءا كما للورد
قضينا مقيلا يوما في ساقيتهم المحازية لشارع الاسفلت
والمجاورة لنادي الفلاح
كان بابكر سكرتيرا ثقافيا لنادي الفلاح
حاول واجتهد في ان يخرج دور السكرتير الثقافي من طريقته الروتينية .. باقامة حفلات التأبين واستقبال الادارة الجديدة ..
الى الثقافة بمعناها الحرفي ..
ليتحول النادي الى قاعات للمعارض الفنية والندوات الشعرية وليصبح النادي قبلة لآخرين لاعلاقة لهم بكرة القدم ..
في ذاك اليوم تمتعنا بكرم ابن البلد وحميد كسلا .. بابكر فرج ..
نتمنى ان تتاح فرصة هنا في هذا المنتدى لنلتقي باببكر فرج كلمة وتألقا وليعرف الجميع لماذا هو حميد كسلا .. لولا يقيننا التام بأن الادباء مثل الانبياء لا يورثوا لقنا ان بابكر سيعوضنا عن حميد ..
لكن بابكر مشروع لهرم جديد للشعر السوداني أخطأه الاعلام كمبدعين كثر في بلادي ..
في ذاك اليوم خدمنا بابكر كضيوف طبخا وكرما وشعرا فكانت الكلمات بنكهة الشية والشطة والليمون الطازج ..
Post: #222 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-18-2013, 09:26 AM Parent: #221
ما أجمل الشروق في كسلا يا انصاف
والشمس تطل برأسها بين الجبال كأنها عروس مستحية تسأتذن الدخول على اصهارها
Post: #223 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-18-2013, 10:09 AM Parent: #222
كسلا الشمس تشرق من هنا
قمنا منذ الصغر ونحن اطفال ننظر الى الشمس تخرج من خلف الجبال فظنناها تسكن هناك
وكان خيالنا الصغير يسرح
هل لو ذهبنا خلف الجبال سنجد الشمس قابعة هناك
ننتظر موعد الرحيل
ننتظر متى ستدق ساعة العمل
والشمس كائن مهذب فأنها تخرج على استحياء بين الجبال
كانها تهدهدنا فقط حتى نستيقظ
بحرارة خفيفة خفف حدتها علينا ظل الجبل الحاني
..
حي يقع اسفل الجبل مباشرة يسمى حي الختمية
يقبع في ظل الجبل لا يعرف حر النهار الا بعد الساعة التاسعة او العاشرة..
الشروق في كسلا حكاية
تستطيع ان ترويها بعدة طرق
كما تتنوع لقطات الشروق في أي بقعة من الارض
والشروق في خريف كسلا حكايات اخر
والجبل يتلحف السحاب
يصبح الشروق سباق بين السحاب والشمس
كل منها يظن ان له الحق والاولية في الاطلالة على اهل كسلا
فتارة ننتصر الشمس فتشرق
وتارة يتغلب السحاب فيجحبها
وتكاد تسمع ضحكهما كطفلين صغيرين يلعبان بكرة من الحرير والقطن
Post: #224 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: انصاف ابراهيم عبدالعزيز Date: 02-18-2013, 11:02 AM Parent: #223
الشمس تشرق من هنا اسم ارتبط كثير بكسلا وبصباحاتها الانيقة ......... اسم ربطنى وذلك التيم العامل باذاعة كسلا ............ كما ربطنا العمل لسنوات بصحبة الاذاعى والمخرج ابراهيم البزعى وزوجته الحسناء ابتسام الصادق .............. هذه الاذاعة التى حفر ابناء كسلا باصابعهم الصخر ..... ليخرج صوتها يعانق صباحات المدينة ......................... بابكر محمود النور محمد الحبر كرار ارى امال مرحوم الجاك روضة الحاج محمد خليل خالد جودة عبدالعزيز فرج مالك امال ابوبكر حليمة عبدالرحمن بدر الزمان عثمان صباح عبدالوهاب احمد الامين طارق ابوشورئ كمال سويكت حنان احمد عبدالخير عمر نورالدين كثيرون هم من حفروا الصخر وعملوا تطوع من اجل ان تشرق شمس كسلا اعتذر لمن خانتنى الذاكرة عن ذكرهم ........... قد يكون لى عودة للبوست
Post: #225 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: زهير الزناتي Date: 02-18-2013, 11:26 AM Parent: #224
كنت عايز اقول ليك يا أنصاف كلمينا عن برنامج الشمس تشرق من هنا ... حينما شاهدت صور الشروق في كسلا وكلام دريري ... اعتقد أن برنامج الشمس تشرق من هناك كان برنامجاً ناجحاً ... وأعتقد أن إذاعة كسلا كانت إذاعة لها تجربتها الخاصة ويا ريت يا أنصاف ودرديري تحكوا لينا شوية عن أذاعة وتلفزيون كسلا والتوثيق مهم لهذين الجهازين ، خاصة أنصاف صحابة تجربة داخل اعلام كسلا ومن أفضل المذيعات ممكن يكون علي مستوي السودان بس ناس هلال مريخ ديل ما بيسجلوا الا بالسماسرة
Post: #226 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: Mandingoo Date: 02-18-2013, 11:42 AM Parent: #225
كنت عايز اقول ليك يا أنصاف كلمينا عن برنامج الشمس تشرق من هنا ... حينما شاهدت صور الشروق في كسلا وكلام دريري ... اعتقد أن برنامج الشمس تشرق من هناك كان برنامجاً ناجحاً ... وأعتقد أن إذاعة كسلا كانت إذاعة لها تجربتها الخاصة ويا ريت يا أنصاف ودرديري تحكوا لينا شوية عن أذاعة وتلفزيون كسلا والتوثيق مهم لهذين الجهازين ، خاصة أنصاف صحابة تجربة داخل اعلام كسلا ومن أفضل المذيعات ممكن يكون علي مستوي السودان بس ناس هلال مريخ ديل ما بيسجلوا الا بالسماسرة
يا ابو الزهور
الشمس تشرق من هناك
وكسلا تشرق من الشمس
وانصاف تشرق من كسلا
لطالما تحايلت على قلم انصاف ليسكب حبرة النادر هنا
على الاقل يا انصاف نترك لك حكاية الشمس تشرق من هنا وتجربتك مع الازاعة كسلا
وتذكيرنا بمن ذكرت
وخريجي مدرسة ازاعة كسلا
و تحت استاذة عمالقة منهم عملاق ازاعة جمهورية السودان
الراحل رجمه الله .. احمد سليمان ضو البيت ... رجمه الله .. صاحب الصوت الضخم الذين كان يسكن كل متحرك
يا درديري أول مرة ازور كسلا كان شتاء عام 1974م وقتها كنت طالباً في السنة الثانية الثانوية.. ونزلت ضيفاً على بيت خالي حسن الحاج عليه رحمة الله، في حي العمال على ما أذكر أو حي العرب- ربما- وكان الراحل يعمل في السكة حديد وهو إبن خالة أمي، وأولاده الحاج وعلي وأمير، وزرنا التاكا ونبع توتيل وجناين السواقي..
ثم بعد 18 سنة زرتها مرة اخرى برفقة عروستي قادمين من بورسودان فنزلنا عند أقربائها في حي المربعات، محمد موسى ووليد موسى وبقية أخوتهم.. ولكن فقط لمدة يومين أو ثلاثة
وللأسف كانت تلك الزيارة في عام 1992م آخر زيارة لي لكسلا الوريفه.. باستثناء ساعتين ثلاثة عندما جئناها من القضارف وجلسنا فقط في مقاهي الجبل وزرنا ضريح السيد الحسن رحمه الله ثم عدنا الى القضارف، وكان ذلك قبل حوالي ثلاث سنوات..
شكرا يازهير ويادرديرى اخوى العفو ............ كل الموضوع لم اشاء ان اشتت ذهنك وترتيبك للبوست .. وسردك الرئع فكرة الاذاعة وللحق كانت وقامت بجهد الثلاثى استاذنا وكاتبنا وابونا الروحى بابكر محمود النور او ابو تونا كما كان يحلوا لنا بمناداته وكان قد درس الاخراج بروسيا ورفيقى دربه والعمل بوزارة الثقافة والاعلام بكسلا المرحوم كرار ارى وهو من ابناء حى الحلنقة وابونا الروحى محمد الحبر هذا الثلاثى كان وقتها ومعهم بعض من ابناء كسلا منهم استاذنا براهيم النور شقيق بابكر النور والعم فرح وهبى كانوا الدينمو المحرك للكثير من المناشط الثقافية بكسلا ........ ... وعلاقتى باعلام كسلا ابتدأت من داخل مكتبة الثقافة والاعلام حيث كنت اذهب برفقة الوالد لستعارة الكتب .... وللمشاركة ببعض مااكتب من خربشات للنشرة الدورية التى كانت تصدر كجريدة محلية وتطبع وتوزع مجانا داخل المصالح الحكومية ولسكان المدينة
... وقتها كان مشروع الاذاعة ينقصه صوت نسائى ليتم الافتتاح . .. .. وكان تدريبنا برفقة الزميلة امال ابوبكر وصباح عبدالوهاب على يد الاستاذ المرحوم كرار ارى ... وكان تدريب مكثف ومضنئ لنلحق بالافتتاح ....... لينطلق صوت اثير الاذاعة هنا كسلا ........... بصحبة الزملاء عبدالله العبيد وخالد جوده واحمد الامين احمد وقتها نزلت دموع كرار ارى ومحمد الحبر من الفرح ونحن داخل الاستديو وسااعود للكتابة فالذكريات طويلة والشخوص بالذاكرة متعددين روضة الحاج رفيقة الدراسة بمدرسة التاكا وزميلتى باذاعة كسلا ............. استاذنا ابراهيم البزعى .......... الاستاذة ابتسام الصادق استاذنا احمد سليمان ضوء البيت .......... . لقمان حسن همام ............ عارف الخير ............ احمد عبدالكريم و المخرجين عبدالمنعم خفاجة وابوبكر الهادى والكثيرين سياتى ذكرهم لاحقا .... ... على وعد بالعودة للبوست
عبارة ( الشمس تشرق من هنا ) أطلقها زميلنا الأستاذ / الصادق فرنيب معد البرنامج حتى الآن .. تحياتي درديري تصحيح للمعلومة اول من اطلقها هو الاستاذ ابراهيم البزعى وهو اول معد للبرنامج وصاحب الفكرة الاساسية للفترة المفتوحة وهو برنامج وجد رواج منقطع النظير
Post: #235 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: Hisham Osman Date: 02-19-2013, 02:25 AM Parent: #219
Quote: بابكر فرج الزاكي
لقد زكرت عظيم والله يادرديري.. علي مدي اكثر من عامين, كل يوم جمعة كانت بتطلع عربيتين من ميز الاطباء , وفطورنا ثابت عند ال فرج الزاكي, اهل الندي والكرم وحسن المحاسن, وتنقضي سحابة يوم الجمعة, في صحبة نفر من اندر اهل الكلمة والادب والفكاهة والمغني, وان انسي لا انسي الموسوعة الكسلاوية, استاذنا المرحوم العطا ادم, خال صديقنا الاخر الموسوعي النادر المثال طارق بركة, والكميديان الذي كان يقرضنا عافية الشجون ابراهيم فرج الذاكي, ثم فارس كل الحوبات الناجي رحمة الله, الشهير بالناجي الخال, ثم المناضل الصلب الطاهر باشري...يالها من ذكري مؤرقة في شتاء هذا البلد الغليظ القلب , المتلاحق الانفاس
Post: #236 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-19-2013, 07:09 AM Parent: #235
Quote: لقد زكرت عظيم والله يادرديري.. علي مدي اكثر من عامين, كل يوم جمعة كانت بتطلع عربيتين من ميز الاطباء , وفطورنا ثابت عند ال فرج الزاكي, اهل الندي والكرم وحسن المحاسن, وتنقضي سحابة يوم الجمعة, في صحبة نفر من اندر اهل الكلمة والادب والفكاهة والمغني, وان انسي لا انسي الموسوعة الكسلاوية, استاذنا المرحوم العطا ادم, خال صديقنا الاخر الموسوعي النادر المثال طارق بركة, والكميديان الذي كان يقرضنا عافية الشجون ابراهيم فرج الذاكي, ثم فارس كل الحوبات الناجي رحمة الله, الشهير بالناجي الخال, ثم المناضل الصلب الطاهر باشري...يالها من ذكري مؤرقة في شتاء هذا البلد الغليظ القلب , المتلاحق الانفاس
مشكور يا دكتور وانا انابة عن ناس كسلا جميعا وآل فرج الزاكي بعد اذنهم نشكرك ونثق انه لا يحفظ الجميل الا من كان أهل له ..
Post: #237 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: ahmedona Date: 02-19-2013, 07:37 AM Parent: #236
Post: #238 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-19-2013, 08:45 AM Parent: #237
Quote:
توفيق صالح جبريل شم النسيم ________
لما ذهبنا وركب الصحب متجه لدار؟ كيلة غرب القاش نصطبح تفتق الافق الوانا ولاح لنا روض أنيق ونجم الصبح متضح وما أن تلاشى ضياء الفجر متئدا حتى طوانا الهوى واللهو والمرح وأقبلت سحب من ههنا وهنا وغرد الطير لما صحبتى صدحوا وأرسل المزن أنداء الرزاز لنا فأحمر وأخضر نور الورد والبلح يهيجنا من يغنينا وتطربنا عنادل وتدار الراح.. والملح فلم نزل وبساط الانس متصل بين الكروم نناجيها ونقترح حتى دنا النجم يحدونا الى كسلا اذ الكؤوس دهاقا فيه والقدح واحسرتا قيد المقدور لى قدمى ساروا وإنى أسير الداء مطرح كل النسائم إن شم النسيم مضى عندى سواء إذا ما هزنى الفرح يا منزلا بضفاف القاش معتزلا وصحبة فى فؤادى قط.. ما برحوا ذكراكمو عذبة تحيا النفوس بها وفى جمال تجلى تطرب المدح والصبح فى حيكم يا حسن طلعته مثلما ببقايا الليل متشح والضوء فى بيت من أهواء منبثق من ثغره وهو ضافى الزيل منسرح وأروع الشعر ما وافاك ريقة والروح صاغية والقلب منشرح هذا ابتهالى فهب ما شئت من منح تترى فعند التجلى..تكثر المنح
Post: #239 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-19-2013, 09:20 AM Parent: #238
توفيق صالح جبريل الشاعر المطبوع والمتوفي في عام 1966
كان موظف دولة ومامور ( ضابط مجلس)
كسلا كانت مدينة ضمن محطاته العملية ..
من دون بقاع السودان سحرته بطبيعتها الخلابة
فقال فيها من الشعر ما قال ..
وهو أصدق مثال لشعارنا في هذا السرد
وهو ان كسلا مدينه بأمكانها ان تسكنك
فتحملها معك اينما رحلت ..
وقد كان
Post: #240 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-19-2013, 10:48 AM Parent: #239
عودة مرة أخرى الى السوق وتحديدا امام مكتبة كباشي لنتحدث عن سياسيين ورياضيين وقانونيين ضماهم مجلس المكتبة اي ذاك المنتدى العفوي طيب الذكر والمذكورين
نذكر من السياسيين
الاستاذ حسن شيخ ادريس المحامي
الاستاذ الزين يوسف حامد
الاستاذ مامون محمد الامين شنيبو رحمه الله
Post: #241 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-19-2013, 11:23 AM Parent: #240
الاستاذ حسن شيخ ادريس المحامي
نوع من البشر يجعلك تشكر الله كثيرا لانك شاهدته وعاصرته وتحدثت اليه ..
الاستاذ حسن شيخ ادريس عضو برلمان آخر ديمقراطية
وفاز بدائرة كسلا الغربية
ممثلا عن حزب الامة القومي
وقد كان آخر وزيرا اتحاديا للاسكان في آخر ديمقراطية
وقد تميز بالتهذيب الجم والخلق العالي والتواضع فضلا عن علمه وثقافته ..
ورغما انه ابن احد شيوخ البجا الاثرياء الذين لهم ( اطيان كما يقول المصريون) وعقارات في سوق كسلا
بمعنى انه المنصب لم يزده كثيرا .. الا انه شخص بشوش متواضع يهب الى مساعدة الآخرين بارييحية دون من او أذى..
ومن طرائف المواقف ودليل على تواضعه مرة أحد الوزراء الولائيين الحاليين استفذ وفد من زائرية ويبدو انه طردهم من مكتبه .. فغضب قائدهم وقال له ( هو انت فاكر نفسك وزير بالجد؟؟ .. نحن كان ولدنا حسن شيخ ادريس وزير لكل السودان يطلع الشارع بعراقيه وسرواله ويدفر معانا العربية العطلانة ..)....
وانا شخصيا حضرت له موقفا مدهشا ... في الساحة التي هي امام المكتبة .. وبعد وهو قادم للساحة ليركن سيارته احتك بأحد الشباب الذين يقودون دراجة ... الشاب تصرف بحماقة وجاء وتضارب مع استاذ حسن شيخ .. ادريس .. وفي لحظات كان كل الجالسين على المقاهي والمطاعم يتلمون علىى الشاب ويرقعونه علقة ولم يفكهم منه الا استاذ حسن شيخ ادريس بنفسه .. وبعد يوم شاهدت الشاب يقوده والده ويحضره الى مجلس المكتبة ويعتذر لاستاذ حسن عن تصرف ابنه .. يقبل استاذ حسن الاعتذار بل يبادر بتقديم خدماته ومساعدته للشاب ووالده في الدراسة او العمل .. وانا اول مرة اشوف مثال حي للمقولة الشهيرة ( رب ضارة نافعة ) ..
وكثيرا ما عاون استاذ حسن الوالد في المكتبة بالترجمة له من اهل الريف وخاصة ابناء منطقة همشكوريب الذين كانواا شغوفين بشراء الكتب الدينية وكتب التفسير .. وقد اجاد استاذ حسن لغة اهله لغة البداويت ولكن لاتلمس ذلك في حديثه العام لان لهجته العربية كانت فصيحة جدا ولا توجد بها اي عجمى تشير الى انه رطاني ...
توفى شقيقه الوحيد الذي كان يتولى أمر المشاريع الزراعية رحمه الله .. وكان الناس يظنون ان استاذ حسن رجل افندي ولن يستطيع ان يباشر عمله كمزارع ... ولكن كان عكس ذلك تماما بعد ان غسل أحزانه على فقد شقيقه .. شاهدناه في السوق يلبس الزي الشعبي ويعبي سيارته بالفواكه وينزل السوق مثل باقي المزارعين ..
أخر عهدنا به ان هاجر الى سلطنة عمان كمستشار قانوني .. ومثله يستشار فعلا وهنيئا لسطلنة عمان به .. نبرقه تحياتنا اينما كان و نعزيه في صديقه كباشي الامين الذي لطالما أعتز به لاننا نظنه اولى بالعزاء حتى منا نحن ابنائه ..
حقيقة حسن شيخ ادريس كأنسان من حق كسلا أن تفخر به وتقدمه أنموذجا لكل اهل السودان .....
Quote: الأخ العزيز درديري كباشي .. وضيوفه الكرام ...
تابعت هذا البوست منذ البداية ... وما زلت أتابعه بشغفٍ شديد ...
وهو بحق توثيق رائع وممتع ودقيق لمدينتنا الجميلة ...
وسرد سلس يجبرك على المتابعة للتعرف على كسلا الجميلة بطبيعتها المتفردة ... وشخصياتها المتميزة في كافة المجالات ...
الرياضيين .. والفنانين .. والشعراء .. وحتى المجانين منهم ...
ولكن إستوقفني ذكرك للأخ حسن شيخ إدريس المحامي ... وهذه الجملة تحديداً :
Quote: حقيقة حسن شيخ ادريس كأنسان من حق كسلا أن تفخر به وتقدمه أنموذجا لكل اهل السودان ..... ..
وهذه حقيقة لا جدال فيها ... فأنا لي معه تجارب شخصية تؤكد صدق كل ما قمت بذكره في شأنه ...
وهو إنسان بكل ما تحمل الكلمة من معنى .. وكفى ..
وستكون لي عودة بإذن الله للمساهمة مرة أخرى في هذا الخيط الرائع ..
شكراً لك مرة أخرى يا درديري على هذا الجمال ...
اخ عبد الله كسلا
واظنك شقيق الدكتور اسطورة كسلا محمد حسين كسلا وكلنا اشقائه في أمنا كسلا في النهاية
منور البوست
وشرف كبير لنا
وشهادتك على استاذ حسن هي شهادة من يملك الى من يستحق
Post: #243 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: بجاوى Date: 02-20-2013, 08:54 AM Parent: #205
Quote: بجاوي
أظنك تقصـد فنـدق أفــريقيا
مجموعة الاسـتديوهات كانت لـ ( حســين السـيد عبد العال ) الأخ الأكير للفنان الشـهير باســم ( تـرنم ) و كان مكتوب لوحة ( لنا في هـذه الحياة ذكريات جميلة فهل سـجلت هـذه الذكريات بصـورة ....)
بس ياهو ده ذاتو الاسم البقصدو يا اخوى عبد الله الشارع ده ياما جرينا فيهو ونحا اطفال يا درديرى مال جارى بينا جرى شديد كدة هناك معالم وشخصيات تستحق الوقوف عندها كثيرا البان جديد ( المطعم القديم قبل تحديثه ) فوال ابو ظريفة استديو اسمرا ( اذكر فى بداية الانقاذ تم تحويله الى استديو سمر ) ولا ننسى بالتأكيد عمنا معاذ درويش ( رحمه الله رحمة واسعة ) عليكم الله منو الما اشترى من المعرض بتاعو ( زي مدرسى ) ؟؟؟ وكل ما اتذكر شخصية بجيكم راجع ودى هديتى ليكم
Post: #244 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-20-2013, 09:09 AM Parent: #243
Quote:
يا درديرى مال جارى بينا جرى شديد كدة هناك معالم وشخصيات تستحق الوقوف عندها كثيرا البان جديد ( المطعم القديم قبل تحديثه ) فوال ابو ظريفة استديو اسمرا ( اذكر فى بداية الانقاذ تم تحويله الى استديو سمر ) ولا ننسى بالتأكيد عمنا معاذ درويش ( رحمه الله رحمة واسعة ) عليكم الله منو الما اشترى من المعرض بتاعو ( زي مدرسى ) ؟؟؟ وكل ما اتذكر شخصية بجيكم راجع ودى هديتى ليكم
بيجاوي .. كسلا اكبر من ان تسعها ذاكرة رجل واحد
من زمان قلنا ليكم يدكم معنا
حتى نجعل هذا البوست
ممتد عبر الزمن ماضيا وحاضرا ومستقبلا
Post: #245 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-20-2013, 09:20 AM Parent: #244
دار نقاش مع كسلاوي مطبوع حول الموقف الذي حكيته وكنت شاهد عليه مع الاستاذ حسن شيخ ادريس..
وذلك عندما احتكت سيارته بعجلة احد الشباب الطائشين وهو يريد ان يركن سيارته امام مكتبة كباشي واراد شاب بكل حماقة وبلادة ان يضرب استاذ حسن .. لولا انصد له زبائن المقاهي والمطاعم بالمنطقة وكادوا ان يفتكوا به لو لم يخلصه منهم استاذ حسن بنفسه ..
وفي اليوم التالي يحضر الشاب ووالده ليعتذروا من تصرفه الاهوج ..
فقال قصة نموذجية فيها عدة عبر
اولا وزير على مستوى الدولة يعود ليقضي اجازته بمدينته في حين بامكانه ان يختار البلد الاوربي الذي ي ريد كما يفعلون عادة ..
وثانية يقود سيارته بنفسه ويجلس في مكان عام في وسط السوق مع نفس اصحابه الذين يعرقهم قبل المنصب دون تعالي او ترفع ..
فقلت له ان المسئول عندما يكون من الشعب وللشعب فهو لايحتاج الى حراسة او (بودي قارد ) لان الشعب لوحده سيحميه بل يعتبر هو جزء من الثروة القومية ..
لكن من يحتاج للحراسة .. هو الذي يخاف من الشعب ... ولماذا يخاف من الشعب ؟؟؟؟؟هذا سؤال يرد عليه ديوان المراجع العام ..
Post: #246 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: ahmedona Date: 02-20-2013, 09:44 AM Parent: #245
Quote: الاستاذ حسن شيخ ادريس المحامي نوع من البشر يجعلك تشكر الله كثيرا لانك شاهدته وعاصرته وتحدثت اليه .. الاستاذ حسن شيخ ادريس عضو برلمان آخر ديمقراطية وفاز بدائرة كسلا الغربية ممثلا عن حزب الامة القومي وقد كان آخر وزيرا اتحاديا للاسكان في آخر ديمقراطية وقد تميز بالتهذيب الجم والخلق العالي والتواضع فضلا عن علمه وثقافته .. ورغما انه ابن احد شيوخ البجا الاثرياء الذين لهم ( اطيان كما يقول المصريون) وعقارات في سوق كسلا بمعنى انه المنصب لم يزده كثيرا .. الا انه شخص بشوش متواضع يهب الى مساعدة الآخرين بارييحية دون من او أذى.. ومن طرائف المواقف ودليل على تواضعه مرة أحد الوزراء الولائيين الحاليين استفذ وفد من زائرية ويبدو انه طردهم من مكتبه .. فغضب قائدهم وقال له ( هو انت فاكر نفسك وزير بالجد؟؟ .. نحن كان ولدنا حسن شيخ ادريس وزير لكل السودان يطلع الشارع بعراقيه وسرواله ويدفر معانا العربية العطلانة ..).... وانا شخصيا حضرت له موقفا مدهشا ... في الساحة التي هي امام المكتبة .. وبعد وهو قادم للساحة ليركن سيارته احتك بأحد الشباب الذين يقودون دراجة ... الشاب تصرف بحماقة وجاء وتضارب مع استاذ حسن شيخ .. ادريس .. وفي لحظات كان كل الجالسين على المقاهي والمطاعم يتلمون علىى الشاب ويرقعونه علقة ولم يفكهم منه الا استاذ حسن شيخ ادريس بنفسه .. وبعد يوم شاهدت الشاب يقوده والده ويحضره الى مجلس المكتبة ويعتذر لاستاذ حسن عن تصرف ابنه .. يقبل استاذ حسن الاعتذار بل يبادر بتقديم خدماته ومساعدته للشاب ووالده في الدراسة او العمل .. وانا اول مرة اشوف مثال حي للمقولة الشهيرة ( رب ضارة نافعة ) .. وكثيرا ما عاون استاذ حسن الوالد في المكتبة بالترجمة له من اهل الريف وخاصة ابناء منطقة همشكوريب الذين كانواا شغوفين بشراء الكتب الدينية وكتب التفسير .. وقد اجاد استاذ حسن لغة اهله لغة البداويت ولكن لاتلمس ذلك في حديثه العام لان لهجته العربية كانت فصيحة جدا ولا توجد بها اي عجمى تشير الى انه رطاني ... توفى شقيقه الوحيد الذي كان يتولى أمر المشاريع الزراعية رحمه الله .. وكان الناس يظنون ان استاذ حسن رجل افندي ولن يستطيع ان يباشر عمله كمزارع ... ولكن كان عكس ذلك تماما بعد ان غسل أحزانه على فقد شقيقه .. شاهدناه في السوق يلبس الزي الشعبي ويعبي سيارته بالفواكه وينزل السوق مثل باقي المزارعين .. أخر عهدنا به ان هاجر الى سلطنة عمان كمستشار قانوني .. ومثله يستشار فعلا وهنيئا لسطلنة عمان به .. نبرقه تحياتنا اينما كان و نعزيه في صديقه كباشي الامين الذي لطالما أعتز به لاننا نظنه اولى بالعزاء حتى منا نحن ابنائه .. حقيقة حسن شيخ ادريس كأنسان من حق كسلا أن تفخر به وتقدمه أنموذجا لكل اهل السودان .....
أبو الدر يا جميل --- الأستاذ الوزير الخلوق / حسن شيخ إدريس / موجود بالسعودية --- الرياض --- منذ زمن طويل --- وهو المستشار القانوني لشركة المراعي للألبان .
Post: #247 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-20-2013, 11:16 AM Parent: #246
Quote: أبو الدر يا جميل --- الأستاذ الوزير الخلوق / حسن شيخ إدريس / موجود بالسعودية --- الرياض --- منذ زمن طويل --- وهو المستشار القانوني لشركة المراعي للألبان
معقولة يا احمداني والله خبر بمليون
وفي نفس الوقت شينة في حقنا
معقولة وين مجموعة الرياض ورابطة كسلا ....
خلونا نعالج الموقف ونكرم من يستحق التكريم فعلا لا قولا
كسلا جديرة بأن تسحر كل من مر بها ........................................................................................................................ شاهدت الشروق فى كثير من المدن العربية والاوربية ولكن لم ياسرنى ابدا شروق شمس كما ياسرنى شروقها فى كسلا وقد صدق من قال ان الشمس تشرق من هنا نعم يبداء الشروق ويسابقه طقس البخور الصباحى ورائحة القهوة الكسلاوية ونسائم برائحة الدعاش تتسلل من ذللك الجبل العتيق وسماء مكسية بالسحب الرمادية وصوت موسيقى الشرق الصباحية يتسلل من راديو عتيق
Post: #251 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-21-2013, 09:06 AM Parent: #250
أنصاف وينك ؟؟
ممتازة المواد التلفزيونية التي اضفتيها
وبالذات ومضات من كسلا
معلومات اول مرة اسمعها
Post: #252 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: انصاف ابراهيم عبدالعزيز Date: 02-21-2013, 11:50 AM Parent: #251
أنصاف وينك ؟؟
ممتازة المواد التلفزيونية التي اضفتيها
وبالذات ومضات من كسلا
معلومات اول مرة اسمعها ................................................................. شكرا درديرى مبانى الاذاعة والتلفزيون بكسلا ويظهر الاستديو الذى اطلق عليه اسم الشهيد كرار ارى له الرحمة والمغفرة كما لايفوتنى ان اترحم على شهيد كسلا والزميل المرحوم المصور التلفزيونى شهيد الواجب جعفر فقر الذى استشهد اثناء تادية واجبه
وفي تلك الفترة ايضا تألق الاستاذ الزين حامد مدير كسلا الثانوية الاشهر ولكن قبل ما نتعمق في سيرة الاستاذ الزين
يجدب ان نقف في ملاحظة تدل على عظمة هذه المدينة وناسها وتطورهم الحضاري الحقيقي وتجاوزهم لكثير من الافات الانسانية التي عصفت ولازالت تعصف في تقدم الحضارة
والملاحظة هي كالتالي
الاستاذ حسن شيخ ادريس في آخر ديمقراطية كان عضو برلماني عن دائرة كسلا الغربية وهو من سكان شرق القاش منطقة الحلنقة
كما ان الاستاذ الزين حامد فاز عن دائرة كسلا الشرقية وهو من سكان السواقي الجنوبية اي غرب القاش
وهو دليل بسيط على ان هذه المدينة العظيمة قد تجاوزت الجهوية منذ اكثر من ربع قرن ..
ومثال آخر الاستاذ حسن شيخ ادريس بيجاوي فاز في دائرة كسلا الغربية وهي منطقة المشاريع الزراعية والتي قالب سكانها من القبائلل الشمالية ..
كما ان الاستاذ الزين حامد فاز في دائرة كسلا الشرقية وهو شمالي واقلب سكان غرب القاش من قبائل الشرق ..
وهذا مثال آخر الى ان كسلا ايضا استطاعت ان تتجاوز القبيلية منذ أكثر من ربع قرن ..
لذا نرجع ونردد حدبث الرسول صلى الله عليه وسلم
الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها ..
Post: #259 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-22-2013, 08:29 AM Parent: #258
استاذنا الزين حامد
عاد من الاغتراب في اواسط عام 1984 عائدا الى ادراة مدرسة كسلا الثانوية ..
ولعلنا كنا محظوظين لاننا عاصرنا هذه العودة..
وهي لمدة عام واحد فقط ادت الى تغيرات جوهرية في شكل المدرسة
وكما ذكرنا بنى بها السور والمسجد اذا استبدل الاشجار الضخمة بطوب باتفاق مع مصلحة السجون ..
حكى لنا قصة العبقري الآخر اول الشهادة السودانية في عام 72 الدكتور محجوب علي عبد القادر وقصة بناء مسرح المدرسة في ذلك العهد .. ولكن بعد عام واحد قامت الانتفاضة وسقط حكم النميري لتعود الديمقراطية ويترشح الاستاذ الزين حامد ليصبح نائبا عن كسلا في البرلمان ممثلا الدائرة الشرقية عن الحزب الاتحادي الديمقراطي ..
ليصبح بعد ذلك في البرلمان رقيبا للجمعية التأسيسية ..
تميز الاستاذ الزين حامد بقوة الشخصية .. بل يمكن ان تقول الشخصية الكارزمية ...
وذلك بأن الناس كانت تهابه دون خوف ..
فكان يقف في فناء المدرسة دون ان ينهر أحد او يضرب ..
فتجد المدرسة يدب فيها نشاط عجيب كخلية النحل وفي صمت ..
لا تأخير في الصبح ولا تسكع في الشوارع كما كان يحدث من ابناء الثانوي في كل مكان ..
Post: #260 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: ahmedona Date: 02-22-2013, 09:02 AM Parent: #259
جمعه مباركه
Post: #261 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-22-2013, 10:03 AM Parent: #260
Quote: اليوم سأحدثكم عن أعظم المعلمين الذين مروا علي المدارس السودانية ، وأنبل الساسة الذين عرفهم الوطن :
في فبراير 1984م ونحن نستعد لامتحان الشهادة السودانية من داخلية مدرسة كسلا الثانوية ، دعانا الصديق ياسر هاشم الولي لزواج شقيقته ، وعلمنا من ياسر بأن الحفل سحييه مجموعة من فناني الخرطوم وعلي راسهم المبدع الراحل بادي محمد الطيب ، وكنا نحن أبناء كسلا المدينة في عنبر جديد تم بناءه حديثاً في الداخلية فتحته إدارة المدرسة للطلاب الخارجيين الذين يرغبون في السكن الداخلي قبل وأثناء امتحان الشهادة السودانية ، للأسف كل الذين سجلوا للسكن الداخلي من الذين ارادوا الهرب من رقابة الأهل في المذاكرة ،، ذهبنا جميعاً من في العنبر عدا الأخ عبد الكريم بعد إنتهاء اليوم الدراسي دون عودة لمشاركة زميل العنبر والفصل ياسر ، وعند التاسعة مساء جاء الزين حامد مدير المدرسة بقامته الشامخة وشخصيته المهابة يتفقد الداخلية ، فوجد العنبر خالياً إلا من عبد الكريم وعجلتي التي أردت أن تكون في مكان آمن ، سأل عبد الكريم لمن هذه العجلة ، فرد بأنها لزهير الزناتي ، فقال له زناتي مفصول ، ثم التفت ليري مقعد خاص بمعمل من معامل المدرسة ، فقرر علي الفور أن فصل كل العنبر وليذهب الجميع لمنازلهم إذا لم يعرف من أتي بهذا المقعد (stool)آثر الجميع أن يفصلوا من الداخلية من أن يعترفوا بمن أحضر المقعد ، ودخل كل معلمي المدرسة في جودية إرجاع العنبر المفصول ، وكونت لجنة من ناس العنبر لمقابلة المدير والإعتذار له ، وأخيراً عرف من أحضر المقعد ففصل ايضاً من الداخلية ، وعاقب باقي الداخلية بأن وزعهم علي العنابر الأخري .... وتواريت عن أنظاره حتي نهاية الامتحانات ..
الزين حامد اشهر مدير تعرفه مدينة كسلا تربي علي يديه آلاف من أبناء كسلا ، ونائب الدائرة الغربية لمدينة كسلا في الديمقراطية الأخيرة عن الحزب الاتحادي الديمقراطي ، ورائد الجمعية التأسيسية ، وأكثر النواب الذين وقفوا ضد الجبهة الإسلامية القومية ومخططاتها ، ومن الذين أنتقدوا برامجها ، وانتقدوا شريعة نميري وخطرفاته دون خوف من اعلام الضلال والزيف ,,,, والملحق الثقافي السوداني في موسكو والذي لا ينساه كل الطلاب الذين درسوا في روسيا ...
قوي الشخصية ،، عفيف ، نظيف ، مبدئي ، لا يخاف في الحق لومة لائم ، مهما كانت العواقب ، سنحكي عنه عشرات القصص انا وتلاميذه الكثر ليعرف الناس كم كان الزين حامد مبدئياً ولديه الحق فوق الجميع ،
كنت نفسي التمس قدر جهدي لانصاف اناس سيتجاوزهم تاريخ غير محايد وهم لهم بصمات في كل اركان حياتنا .. ومنهم المعلم القامة استاذنا الزين حامد .. ولكن عندما اضطلعت على طرحك اطمأنيت وحمدت الله على ان مديبنة انجبت امثالكم لن يستطيع التاريخ ان يتخطى رموزها مهما كان مجحفا ولئيما ..
كسلا ............... رعشة خواطر زول بعيد بيحن للفصول الضاحكة فى وجه المدينة ...... وللتلال الخضرة والبيوت بالشوق بتفتح ليك ايدينا ......... والوجوه صابرة وحنينة ............. عثمان ابودودة ............. لا ينزل لدرجة تسميته مجنون ........... درويش على باب الكريم ..............
نظيف ............ سارح دائما فى ملكوت اخر ليس معنا ولا بيننا ........... منذ وعينا ووجه مالوف ابتسامته تستقبلنا ......................... كنا صغار لكن لم نكن نخافه كنا ندرك ان الرجل طيب وطيب جدا ...... رغم الحالة التى تنتابه فيضرب راسه بشدة ............. كانما كان يريد ان يخرج الضجيج والافكار المتلاطمة .................... موقع منزلنا اتاح لذاكرتى ان تحتفظ بكل حكاياتهم ............ لم يكن يثنينى الخوف ...................... ولا كونهم مختلفون عن غيرهم....................... شئ ما ربطنى بالكثير من دروايش ومجانين حى السوق ....... قد يكون البحث عن ماهية لما هم مختلفون او قد تكون شقاوة وفضول ............ ياديرى اتابعكم ومعكم كل ما جاء المزاج للكتابة بجيكم
Post: #266 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-23-2013, 10:09 AM Parent: #265
Quote: كسلا ............... رعشة خواطر زول بعيد بيحن للفصول الضاحكة فى وجه المدينة ...... وللتلال الخضرة والبيوت بالشوق بتفتح ليك ايدينا ......... والوجوه صابرة وحنينة ............. عثمان ابودودة ............. لا ينزل لدرجة تسميته مجنون ........... درويش على باب الكريم ..............
نظيف ............ سارح دائما فى ملكوت اخر ليس معنا ولا بيننا ........... منذ وعينا ووجه مالوف ابتسامته تستقبلنا ......................... كنا صغار لكن لم نكن نخافه كنا ندرك ان الرجل طيب وطيب جدا ...... رغم الحالة التى تنتابه فيضرب راسه بشدة ............. كانما كان يريد ان يخرج الضجيج والافكار المتلاطمة .................... موقع منزلنا اتاح لذاكرتى ان تحتفظ بكل حكاياتهم ............ لم يكن يثنينى الخوف ...................... ولا كونهم مختلفون عن غيرهم....................... شئ ما ربطنى بالكثير من دروايش ومجانين حى السوق ....... قد يكون البحث عن ماهية لما هم مختلفون او قد تكون شقاوة وفضول ............ ياديرى اتابعكم ومعكم كل ما جاء المزاج للكتابة بجيكم
تدفقي ايتها المبدعة
أنصاف كسلا
هذه أنصافنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
Post: #267 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-23-2013, 10:20 AM Parent: #266
في ذاكرة كل حي ارتباط بمكان
تشتاق وتحن اليه مثل البشر تماما
اما كسلا تميزت بأماكن لها خصوصية قل ان تجد مثلها في مكان آخر
أو حتى شبيه لها
تتميز بشكلها ورائحتها وطبيعتها وطبيعة البشر الجالسين بها ..
وكثيرة هي منها بئر توتيل .. رمال القاش ... ظل اشجار المانجو بالسواقي .. مترات السواقي
سوق غرب القاش للخضر والفواكه
بل حتى هنالك مقاهي ومطاعم لن تجد مثلها الا في كسلا فقط وقد تطرقنا للفوال صبحي
وهو مكانه الاول كان عبارة عن كشك يقع في وسط ميدان بحي الترعة
ثم تطور ليصبح مطعم له فروع ..
لكن المقهى المدهش هو مقهى بوش بسوق الترعة
Post: #268 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: انصاف ابراهيم عبدالعزيز Date: 02-23-2013, 10:37 AM Parent: #267
كسلا على قناة العربية تفخر بصناعة أدوات القهوة التقليدية
Post: #269 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: انصاف ابراهيم عبدالعزيز Date: 02-23-2013, 10:40 AM Parent: #268
التنوع الثقافى والعرقى فى نسيج كسلا الاجتماعى
Post: #270 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: انصاف ابراهيم عبدالعزيز Date: 02-23-2013, 11:21 AM Parent: #269
فى احد الصباحات كان ذلك الصوت المتسلل......... عبرجبال التاكا الابية من راديو عتيق.................. رائحة البن تدغدغ احساس الصباح .... اشعة الشمس تشرق فى مهابة تقدل فى احضان عروس الشرق الشمس تشرق من هنا تلك العبارة التى كانت تعلن ان صباحات المدينة حٌبلى بالابداع ... صوته الحنين يداعب وجه الصباح ....... ابن كسلا حى المرغنية ........... الفنان الذى غادرنا بلا كلمة وداع ........... عبدالعظيم حركة
Post: #271 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: انصاف ابراهيم عبدالعزيز Date: 02-23-2013, 11:37 AM Parent: #270
وجه اخر من وجوه ابناء المدينة ............ بشوش متواضع ............ دائما مايستقبلك بابتسامته ........... ككل وجوه المدينة ............. التى لايعرف ابناءها ........... غير ابتسامتهم البشوشة يستقبلونك بها ... الفنان ابن كسلا عمر الشاعر
Post: #272 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-23-2013, 11:56 AM Parent: #271
مشكورة يا انصاف
فعلا مبدعي كسلا تتحدث عنهم اعمالهم
التي رفدوا بها وجدان الشعب السوداني
عمر الشاعر ملك النغم
صاحب الالحان الشجية التي خلدت الراحل زيدان ابراهيم كما خلدها هو بصوته الذي سكب عليه الشاعر اللحان كما يسبك صاغة الذهب الحلي والمجوهرات
فلا تظنن نفسك دخلت منطقة عسكرية وهذه مدافع مضادة للطائرات ..
بل هي جبنات بوش ( ما شاء الله ما يقول سحرناها )
بوش رجل احترف القهوة بطريقتها الشرقية الكسلاوية..
فأصبح له قدرة ان يحول برميل من الماء الى برميل من القهوة بنفس النكهة والقوة في ذات لللحظة..
تستغرب كيف يستطيع انسان فرد وبدون اي تكنلوجيا او خلطات جاهزة كما هو الحال في المقاهي العالمية مثل استار بوكس وغيرها ان يحافظ على نفس النكهة والقوة بكمية كبيرة وخلال تقريبا ثمانية عشر ساعة في اليوم وهي ساعات الدوام..
قهوة بوش لو زرته في نفس يوم عشرة مرات لن تجد فرقا في النكهة ..
زيادة الزبائن عنده ادت الى ان تتطور آلاته وتكبر كل ما زاد حجم الزبائن .. لدرجة اصبحت الجبنة عنده بحجم الزير المصنوع من الالمونيوم او قدرة الفول .. ولها ما سورة للصب وتجدهم اكثر من اثنين او ثلاثة موجودات على النار ..وهي التي شبهناها بالمدافع او الراجمات ( حفظها الله)
ويغلي بوش البن بآلة صنعها بنفسه او صنعت له خصيصا وهو عبارة عن برميل له يد ( منفلة )..معلق افقيا على موقد من النار وله باب بالجمب يتم اغلاقه بالسحب .. وبذلك يتم تحميص البن عبر تقليبه على النار ..
مساحة السوق الواسعة وتحت ظلال الاشجار تنتشر المقاعد القصيرة التي تعرف بالبنابر وتجد زبائن بوش يجلسون في حلقات يناقشون احداث اليوم او مباريات كرة القدم .. وبعضهم يتصفحون الصحف اليومية .. ولكن كلهم يشتركون في شئ واحد .
أسفل كل واحد توجد جبنة صغيرة من الالومنيوم يصحبها فنجان قهوة ...
وبوش رجل دفن نفسه في عمله تماما وطلق الدنيا بما فيها ولا عاد يهمه شئ سوى سعر السكر وسعر البن .. فهو يبدأ يومه بعد صلاة الفجر الى منتصف الليل ..
اذكر موقفا طريفا يرويه اهل كسلا ..
في السنين الاولى من حكومة الانقاذ
ايام حظر التجول .. خلص بوش عمله اليومي وقفل القهوة وهو متحرك الى بيته دخل في وقت حظر التجول ..
اوقفه طوف عساكر الدوريات وشكوا فيه وبدأوا يتحرون معه ..
سأله احد العساكر ـ تعرف شنو عن ثورة الانقاذ .....؟؟
سكت وتلفت في حيرة ... هو ربما سمع انه الحكومة تغيرت والصادق المهدي لم يعد رئيسا لكنه لم يركز كثيرا على البديل واعتبره ليس في اطار اختصاصه طالما لم يؤثر في سعر البن والسكر حتى تلك اللحظة ..
اراد الظابط ان يغير السؤال بطريقة مختلفة فقال له : تعرف الزبير محمد صالح ؟؟؟؟
فقال بوش في نفسه فرجت : قال لا لكن بعرف صالح الزبير ..
لاضابط : يطلع مين صالح الزبير دا كمان ؟؟
بوش : لاعب في التاكا كسلا .
ضحك العساكر واطلقوا سراحه بعد ان تيقنوا انه لاخطر منه على الانقاذ والحمد لله.
تحايا لولد حلتنا الكابتن صالح الزبير لاعب الوسط حريف بنادي التاكا سابقا
Quote: وشاهدت مواسيرا قصيرة في زواية مائلة تواجه السماء
فلا تظنن نفسك دخلت منطقة عسكرية وهذه مدافع مضادة للطائرات ..
بل هي جبنات بوش ( ما شاء الله ما يقول سحرناها )
بوش رجل احترف القهوة بطريقتها الشرقية الكسلاوية..
فأصبح له قدرة ان يحول برميل من الماء الى برميل من القهوة بنفس النكهة والقوة في ذات لللحظة..
تستغرب كيف يستطيع انسان فرد وبدون اي تكنلوجيا او خلطات جاهزة كما هو الحال في المقاهي العالمية مثل استار بوكس وغيرها ان يحافظ على نفس النكهة والقوة بكمية كبيرة وخلال تقريبا ثمانية عشر ساعة في اليوم وهي ساعات الدوام..
قهوة بوش لو زرته في نفس يوم عشرة مرات لن تجد فرقا في النكهة ..
زيادة الزبائن عنده ادت الى ان تتطور آلاته وتكبر كل ما زاد حجم الزبائن .. لدرجة اصبحت الجبنة عنده بحجم الزير المصنوع من الالمونيوم او قدرة الفول .. ولها ما سورة للصب وتجدهم اكثر من اثنين او ثلاثة موجودات على النار ..وهي التي شبهناها بالمدافع او الراجمات ( حفظها الله)
ويغلي بوش البن بآلة صنعها بنفسه او صنعت له خصيصا وهو عبارة عن برميل له يد ( منفلة )..معلق افقيا على موقد من النار وله باب بالجمب يتم اغلاقه بالسحب .. وبذلك يتم تحميص البن عبر تقليبه على النار ..
مساحة السوق الواسعة وتحت ظلال الاشجار تنتشر المقاعد القصيرة التي تعرف بالبنابر وتجد زبائن بوش يجلسون في حلقات يناقشون احداث اليوم او مباريات كرة القدم .. وبعضهم يتصفحون الصحف اليومية .. ولكن كلهم يشتركون في شئ واحد .
أسفل كل واحد توجد جبنة صغيرة من الالومنيوم يصحبها فنجان قهوة ...
وبوش رجل دفن نفسه في عمله تماما وطلق الدنيا بما فيها ولا عاد يهمه شئ سوى سعر السكر وسعر البن .. فهو يبدأ يومه بعد صلاة الفجر الى منتصف الليل ..
اذكر موقفا طريفا يرويه اهل كسلا ..
في السنين الاولى من حكومة الانقاذ
ايام حظر التجول .. خلص بوش عمله اليومي وقفل القهوة وهو متحرك الى بيته دخل في وقت حظر التجول ..
اوقفه طوف عساكر الدوريات وشكوا فيه وبدأوا يتحرون معه ..
سأله احد العساكر ـ تعرف شنو عن ثورة الانقاذ .....؟؟
سكت وتلفت في حيرة ... هو ربما سمع انه الحكومة تغيرت والصادق المهدي لم يعد رئيسا لكنه لم يركز كثيرا على البديل واعتبره ليس في اطار اختصاصه طالما لم يؤثر في سعر البن والسكر حتى تلك اللحظة ..
اراد الظابط ان يغير السؤال بطريقة مختلفة فقال له : تعرف الزبير محمد صالح ؟؟؟؟
فقال بوش في نفسه فرجت : قال لا لكن بعرف صالح الزبير ..
لاضابط : يطلع مين صالح الزبير دا كمان ؟؟
بوش : لاعب في التاكا كسلا .
ضحك العساكر واطلقوا سراحه بعد ان تيقنوا انه لاخطر منه على الانقاذ والحمد لله.
تحايا لولد حلتنا الكابتن صالح الزبير لاعب الوسط حريف بنادي التاكا سا
Post: #275 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-24-2013, 09:10 AM Parent: #274
حلوة الصور يا احمداني بس لو لقينا صور لجبنات بوش والبنابر يكون احلى
Post: #276 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: جعفر محي الدين Date: 02-24-2013, 09:23 AM Parent: #275
الأخ درديري كباشي وجميع أبناء وبنات كسلا الجميلين تحيات خالصة
كسلا عرفتها قبل أن أزورها للمرة الأولى في العام 1986 وسكنتها بعد زواجي من محطة الحجر في العام 1993 وفعلا يا لها من محطة عظيمة وسكانها يمثلون شريحة من عموم سكان كسلا تجد نفسك قد انتميت إليهم في وقت وجيز وتجدهم حولك
بيت الحجر بيت ناس كباشي ودومات الزناتي وبعدهم على ما أظن ناس علي موسى عبود في الناصية المقابلة ناس حسن إيلي وأولاد قسم الله وتولوس وبقالة الأستاذ دخولا بإتجاه بيت ناس علي عيسى وأولاد سعد الله وعمنا المرحوم عبد الرحيم كجراي
كسلا عرفتها قبل أن أزورها للمرة الأولى في العام 1986 وسكنتها بعد زواجي من محطة الحجر في العام 1993 وفعلا يا لها من محطة عظيمة وسكانها يمثلون شريحة من عموم سكان كسلا تجد نفسك قد انتميت إليهم في وقت وجيز وتجدهم حولك
بيت الحجر بيت ناس كباشي ودومات الزناتي وبعدهم على ما أظن ناس علي موسى عبود في الناصية المقابلة ناس حسن إيلي وأولاد قسم الله وتولوس وبقالة الأستاذ دخولا بإتجاه بيت ناس علي عيسى وأولاد سعد الله وعمنا المرحوم عبد الرحيم كجراي
شكرا درديري على البوست الممتع
مشكور يا ابو جعفر
ياخ انت جمعت حزمة ميزات
كسلا ومحطة الحجر
بمعنى قربى وجيرة
منور والله وشرفت كسلا
Post: #278 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-25-2013, 08:58 AM Parent: #277
الاندية الرياضية والثقافية والاجتماعية في كسلا تختاج لوقفة تأمل وبحث
Post: #279 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-25-2013, 11:03 AM Parent: #278
كسلا بها ثلاثة انواع من الاندية
وهي الاندية الرياضية . أي الفرق التي تمارس كرة القدم والمنتشرة في جميع مدن السودان
و اندية كسلا موزعة بين الضفتين الشرقية والغربية
كما بها الاندية المهنية وهي دور النقابات
ومنها دار المعلمين بكسلا
ودار المهندسين ودار ضباط الشرطة ودار ضباط الجيش ونادي السكة حديد ونادي الفنانين
كما بها مركز الشباب الاجتماعي الرياضي
Post: #280 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: ahmedona Date: 02-25-2013, 11:55 AM Parent: #279
واندية غرب القاش هي اولا فريق القاش وفريق الفلاح وفريقي هلال ومريخ كسلا وفريق الهدف ... هذه هي اندية الدرجة اولى
واندية الدرجات الاخرى نذكر منهم نادي الاخاء ونادي النهضة ..
وكما يحدث في كل الدنيا عادة تحدث خلافات داخل ادارة الاندية وينتج منها اندية فرعية سرعان ما تنمو وتصبح كيان قائم بذات
كما حدث وتولد نادي الهدف من نادي مريخ كسلا ونادي الاخاء من نادي الفلاح ونادي العملاق من نادي الشباب
Post: #284 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-27-2013, 07:40 AM Parent: #283
اما الاندية المهنية .ز
وهي دار المعلمين بكسلا يقع بحي الكارة مجاورا لسينماء كسلا الوطنية ويتكون من دور ارضي فقط مساحته ربما تقارب الالفي متر مربع ..
هو دار نقابة المعلمين ومقر لممارسة السمر والاجتماعات النقابية ..
كنا نذهب اليه برفقة زملاؤنا الذين التحقوا بسلك التدريس لممارسة لعبة الشطرنج ..
واختلطنا من جديد باساتذتنا بعدما تلاحقت الكتوف كما يقول اهلنا ..
جلسنا من جديد جمبا الى جمب بجوار استاذ طالما كنا نهابه بل حتلى رؤيته ..
الاستاذ مبارك محمد الامين .. مبارك شنيبو شقيق السياسي تالراحل مامون شنيبو رحمهما الله جميعا ..
استاذ مبارك كان استاذا للتاريخ بمدرسة كسلا الثانوية .. ومن باب الشئ بالبشئ يذكر سنرجع لكسلا الثانوية ونستقر قليلا في شعبة التاريخ بثلاثيها الشهير
Post: #285 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-27-2013, 08:02 AM Parent: #284
كسلا الثانوية شعبة التاريخ عندما تتخطى المساحة التي تفصل البوابة الرئيسية الى منطقة المباني بكسلا الثانوية ستمر عبر ممر يتكون من مكتبين احدهما كان شعبة التاريخ
به ثلاثة مكاتب لثلاثة استاذة وهم مبارك شنيبو واستاذ ضمرة واستاذ محمود ..
اصغرهم سنا واحدثهم هو استاذ محمود وفي ذات الوقت اكثرهم معقولية ..وكان استاذ محمود نفسه يهددنا بالآخرين ( لو ما عملت كذا ارسلتك لاستاذ ضمرة واستاذ مبارك)
لان استاذ مبارك واستاذ ضمرة كانا جادين جدا وحادين جدا .. وكانا يأخذا المسألة اي دراسة التاريخ كأنه من المقدسات او المسلمات اياك ان تخطأ ..او تلعب او تلهى اثناء الحصة
استاذ مبارك درس الصف الاول تاريخ اروبا في فترة القرون الوسطى والنهضة الصناعية وهيمنة الكنيسة .. ولان الامر كان بالنسبة له لا يعني مقررا اكاديميا فقط كان يتعمق بالشرح مبينا ميوله الايدلوجي لليسار .. واضعا في الاعتبار هيمنة الكنيسة على الاقتصاد باعتبار انه تجارة بالدين لاتختلف عن غيرها .. بل ان الكنيسة كانت تبيع صكوك الغفران للمغفلين مقابل ممتلكاتهم ليبيعوها في الدنيا مقابل تذكره في الآخرة تدخلك الجنة ..
في الصف الاول كانت حصة التاريخ تعد لنا كابوسا بطئ الزمن تمر الخمس واربعون دقيقة كانها عقد من الزمان .. ورغما عن ان الحكي والسرد كان رائعا .. استاذ مبارك كان لا يدخل اي فصل سوى بطبيشرة في يده فقط .. لاكتاب ولا ورق ... وبعد ما نرجع للكتاب نكتشف انه لم ينسى شيئا على الاطلاق ... حصة التاريخ كانت كما قال احدهم أشبه بالشطة الخضراء ( لذيذة وحارة)..
اذكر يوم والفصل صامت وصامد في حصة استاذ مبارك احد الطلاب يبدوا انه سرح وبدأ يدندن بأغنية ابت الا ان تطلع في دماغه في تلك اللحظة .... نحن فجأة نرى استاذ مبارك وضع الطبسيرة ارضا وبدأت عيونه تتلون وتحمر ووجهه يتجمع في نقطة واحدة .. وبسؤال واحد قال وهو ينظر لآخر الصف ( البترنم دا منو ؟؟؟ البترنم دا منو؟؟) الصوت دا جايي من ورا ... الحمد لله الطالب الذي فلتت منه تلك النغمات كان شجاعا برز في تلك اللحظة العاصفة والتي ربما كنا خرجنا منها جميعا بعاهات مستديمة ... لان غضبتة استاذ مبارك تلك لم يغضبها المعتصم قبل ان يفتح عمورية .. اكل الطالب جلدا احال ظهره لكراسة حساب .. ثم هدأ استاذ مبارك .. وعاد في اليوم الثاني محييا ومعتذرا لزميلنا عبد الغفار لان العقاب كان اضعاف اضعاف الجريمة .... لكن نحن تعلمنا شيئا واحدا انه التاريخ ( مالعب)
Post: #286 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-27-2013, 08:13 AM Parent: #285
كما ذكرت وبعد ان كبرنا وكبرت احزاننا وتلاحقت الكتوف .. اي بعد حياتنا العملية التقينا باستاذ مبارك في دار المعلمين على طاولات الشطرنج ..
الغريبة رغما انه كان لاعبا بارعا بها واستاذ لدرجة محترف لكنه كان يتفرج فقط ... لانه لا يتحمل الهزيمة ...... لو تعلم السودان وضع الرجل المناسب في المكان المناسب لكان مثل استاذ مبارك هذا وزيرا للدفاع ..
وكان بنفس استاذيته هذه يقف في صف المبتدئ ضد المحترف وبنفس العصبية ممكن ان يعض على اسنانه وينهره اذا حرك قطعة في مكان خاطئ .. وجدنا انفسنا عدنا تلاميذ من جديد في حضرة اشتاذ مبارك وبرغبتنا في لعبة الشطرنج خائفا من الخطأ امامه اكثر من خوفك من الهزيمة امام خصمك .. لكن بخوفك من استاذك حتما ستنتصر ... هكذا علمتنا الحياة ..
رحم الله استاذ مبارك والله فجعت عندما سمعت بالصدفة من احد الاخوة بكسلا انه قد توفى واخلى مقعده بجوار رقعة الشطرنج بدار المعلمين بكسلا ..
Post: #287 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: طارق حرسي Date: 02-27-2013, 08:13 AM Parent: #285
يا سلااااااااااااام علي بوش وقهوة بوش
الفي الصورة من اليمين
عمنا / عبدالكريم (والد نصر الله وتاج السر وخالد وياسر وعمر ومرتضي ) وما ظاهر تمام
نعم من ذكرت يا حرسي ونرسل لهم تحايانا عساها تجدهم بخير
وبصفة خاصة للاستاذ الفنان حامد كاتا ( زيدان كسلا)
Post: #289 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: عبد الله كسلا Date: 02-27-2013, 08:22 AM Parent: #285
تم حذف المداخلة لعدم ضرورتها بعد ذكر الأخ حرسي لأسماء الأشخاص بالصورة أعلاه ...
Post: #290 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-27-2013, 08:52 AM Parent: #289
استاذ التاريخ الثاني الذي يحتاج وقفه عنده هو استاذ ضمرة
نسأل الله ان يمتعه بالصحة والعافية
استاذ ضمرة كان يدرس الثواني تاريخ افريقيا
مملكة السونغي وممكلة الزولو في جنوب افريقيا ..
كان استاذ ضمره ايضا حادا ومرعبا وحصته يشوبها الصمت التام لكن صمتا بهيبة اكثر منه خوفا لان حصته كانت لاتخلو من التشويق والسرد المتسلسل ... وكانت له طريقه عبقرية اذ انه ينهي الحصة في نقطة مشوقة مثل المسلسلات التلفزيونية ... وكانت الخمس واربعين دقيقة يعبيها من الغلاف للغلاف .. بمعنى ما يريد ان يقوله في الحصة فهو يعرف كيف يوزعه ليعبي الزمن المتاح لايتقول على زمن غيره ولا يترك زمنه لغيره ..
وكان يبدأ حصته برسمه كبيرة لخريطة افريقيا .. يرسمها بطريقة مميزة اشبه بناب الانسان ( السن ).. فهي واسعة في الاعلى وحادة في ناحية جنوب افريقيا ,.... وكل شئ يمر عبر الحصة يكون مبينا في هذه الخارطة كلما استمرت الحصة .. بحيث انه بعد ما تنتهي الحصة .. تصبح كلها قد تم بيانها في هذه الخارطة .. وهذه طريقة مميزة لتدريس التاريخ .. وانا اعتقد انه طريقه تدريس استاذ ضمره لاتحتاج منك لمذاكره بعد ذلك .. لانك لو تابعت الحصة ورسمت معه الخارطة وبينت النقاط التي بينها هو فهي كفيلة بتذكيرك على كل ما يقال..
لان استاذ ضمرة يدرس كل صفوف الثواني نفس الدرس فهو يرسم نفس الخارطة ويمر بنفس العلامات ..
نذكر مرة انه بعد ما رسم الخارطة المعنية وبدأ يضع العلامات اكتشفنا نحن انه اعاد لنا درسا سابقا .. لكن اصبحت المشكلة اين؟؟ ( من سيضع الجرس ) من سيتبرع وينبه الاستاذ انه هذا الدرس اخذناه في الحصة السابقة .. لانه لو اكتشفت انك غلطان لن تنام على ظهرك هذا اليوم ولا الايام التالية .. واصبح كلما استمرت الحصة اصبحنا نحن شبه متأكدين من تكرار الدرس .. وفي نصف الحصة اصبح تنبيه الاستاذ في تلك اللحظة تحول الى كارثة من نوع آخر .. سيولد سؤالا لماذا ظليتم صامتين من اول الحصة ؟ هذا يعني انكم غير متابعين ولا فاهمين .. اذا همنا اصبح محصورا في الا يكتشف الاستاذ بنفسه انه كرر هذا الدرس .. وظلينا نحبس انفاسنا كلما صمت الاستاذ او عاد لمفكرته تفجرت غددنا بالهرمونات وارتفعت ضربات القلب .. حتى يعود لمواصلة التدريس من جديد .. ونحمد الله بعدها ..
تحايا خالصات وصادقات لاستاذنا ضمرة مع امنياتنا له بالصحة والعافية ..
Post: #291 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: بجاوى Date: 02-27-2013, 09:03 AM Parent: #282
Quote: الاندية الرياضية بشرق القاش
الميرغني التاكا الشروق الشباب الاهلي الصقر
هذه الاندية التي هي دوما بالدرجة الاولى بل منها الميرغني والتاكا المعروفين بالدوري الممتاز على مستوى السودان
كما يوجد اندية بالدرجات الثانية والثالثة
نادي الجسر نادي العملاق نادي الترعة نادي توتيل نادي النيل نادي حي العرب
يا سلام عليك يا درديرى سرد ممتع وعزرا للغياب بس نسيت نادى الاسعاف مالك
Quote: كان من عادة السيدة سكينة بنت الحسين رضى الله عنها أن تستقبل عدداً من فتيات قريش في منزلها للمؤانسة في مختلف المواضيع الخاصة منها والعامة وذات يوم أخذ عدداً منهن يتحدثن عن آبائهن وما جلبوه لهن من الهدايا أثناء رحلاتهم إلى عدد من مدن الجزيرة العربية كانت كل منهن تتفاخر بما حمله لها والدها من الحرير واللآلئ بكافة أشكالها ظلت سليلة البيت النبوي تنظر إليهن وهي تصغي إلى صوت الآذان وفي اللحظة التي وصل فيها المؤذن إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله قالت لهن بصوت فيه الكثير من الحنان هذا أبي فصمتن لم تقدر واحدة منهن أن تتحدث عن شئ اسمه الهدايا، وهل بعد اسم المصطفى عليه الصلاة والسلام حديث يقال. *قال لي أحد العرسان القادمين لتمضية شهر عسل شهي في مدينة كسلا إن قصائدي في مدينتي الخضراء كان لها أثر كبير لقضائه أياماً بين أحضانها، وأشار إلى أنه فوجئ بأنها مدينة مثل عدد كبير من المدن السودانية لا يميزها شئ، فقلت له: لو أنك نظرت إلى كسلا بعيوني أنا لرأيت فيها ما لم تره عين في حدائق بابل المعلقة ولكنك نظرت إليها بعين عريس عابر ثم لامس قلبي إحساس بالأسف عليه فقلت لنفسي ليت هذا المواطن يعلم أن مسقط الرأس لو كان شجرة مصفرَّة فسيظل عزيزاً على النفس ما دامت هناك تسبيحة لشمس أو سجدة لقمر. كثيرون لا يعرفون عبد الجليل محمد عبد الجليل ولكن كل صخرة في التاكا وكل حبة رمل في القاش وكل برتقالة في السواقي الشمالية تعرف عظمة هذا الإنسان.. هل تعلمون ما أقيم حفل عرس في كسلا إلا وكان من أوائل المهنئين، وما أقيم سرداب إلا وكان من أوائل المعزين.. عرفته لمدة لا تقل عن الـ20 عاماً لم أره من خلالها إلا مبتسماً، كأنه لم يخلق إلا ليبتسم.. يتملكني إحساس أن هذا الرجل جاء من زمن آخر. * ما ذهبت لمدينة كسلا إلا وحملتني الأنفاس إلى مجلسٍ تعوَّد أن يقصده الشاعر الراحل المقيم محمد عثمان كجراي ليتناول قهوته الصباحية وسط مجموعة من زملائه من أبناء قبيلة البني عامر، فيمد يداً طالما قاوم صاحبها بفكره وقلمه كل من حاول أن يمس شعرة من ضفائر توتيل. قال لي عنه شاعر البحر القديم مصطفى سند: ما أجمل تواضع العباقرة في عينيه المرهقتين. *أثناء حوار أجرته الإذاعة السودانية مع الفنان محمد الأمين وجه له مقدم البرنامج سؤالاً عن متى سيعمل على تقديم أغنيته الجديدة (اللارنجة) فأجاب أبو اللمين ضاحكاً بعد أن ينتهي موسم (منقة) الحلنقي في سوق إذاعتكم الموقرة، جاء ذلك أثناء قيام إذاعة السودان بتسجيل عدد من الأغاني المعبأة بالغزل في عيون الفواكه القادمة من جناين كسلا والباقير والباوقة (اللذيذ تفاحها) الجدير بالذكر إن محمد سلام كان قد تغنى في تلك الأيام بأغنية (أتعزز الليمون) كما تفنى التاج مكي بأغنية (العنبة)، أما البلابل فأنهن اخترن لون المنقة التي أصبحت مثل السلام الجمهوري يبدأ بها الحفل ثم ينتهي على أنغامها.أعتقد أن الفنان محمد الأمين كان له الحق في أن يؤجل أغنيته ( اللارنجة) إلى زمن آخر. *كثيرون يصفون الفراشات الحنينة بأنها حمقاء لأنها ترمي بأجنحتها إلى النار تموت بين أحضانها عشقاً ولكنهم يجهلون أن هذه الفراشات اختارت أن تموت احتراقاً خلاصاً من زمن أصبح ملكاً للصيادين يحيطون بها من كل جانب يدوسون على أجنحتها الرقيقة دون أن تأخذهم رحمة بألوان لها لم يسمع بها كل تاريخ الألوان وكان قدامى اليونانيين يعتقدون أن الروح تفارق الجسد في شكل فراشة وأنا أتخيل أن روح إنسان هذا العصر تفارق في شكل آهة تبحث لها عن اتكاءة نورية على الطرف الآخر من النهر.
يا سلام عليك يا درديرى سرد ممتع وعزرا للغياب بس نسيت نادى الاسعاف مالك
الحبيب بجاوي هو نسي وانت كمان اتزكرت نادي الاسعاف و نسيت نادي المنصورة و نادي الخطر
مودتي
Post: #296 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 02-28-2013, 10:49 AM Parent: #295
الحبيب بجاوي هو نسي وانت كمان اتزكرت نادي الاسعاف و نسيت نادي المنصورة و نادي الخطر
مودتي
مشكور يا حرسي
ونأسف لنادي المنصورة بحي الرشايدة الشهير حي منصورة
ولنادي الخطر بحينا حي الترعة
Post: #297 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: ahmedona Date: 02-28-2013, 11:27 AM Parent: #296
أهـا يا درديري --- عشان تنشط
Post: #298 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: على جويلى Date: 02-28-2013, 03:29 PM Parent: #297
Quote: كما حدث وتولد نادي الهدف من نادي مريخ كسلا ونادي الاخاء من نادي الفلاح ونادي العملاق من نادي الشباب
ابننا درديرى السلام عليكم ورحمة الله متابعين وشكرا على هذا البوست التحفة الذى يعبر عن كل محبى كسلا الوريفة .. انتقلت اسرتنا المتبقية الى الخرطوم نسبة للاهمال المريع فى كل شىء خاصة فى المجال الصحى وعدم توفر العلاج بكسلا . . ومازال الحنين الى كسلا وبشاشة اهلها الطيبين الذين تربطنا بهم علاقة قوية جدا خاصة حى العمال وغرب القاش عموما .. واليك هذه النبذة البسيطة عن نادى الهدف الرياضى الذى اسسه ابناء جيلى من حى العمال ومن ضمنهم اخوالك محمد خوجلى وعثمان خوجلى عليه رحمة الله وكانت بدايته من الروابط وبفضل جهود ابناء حى العمال المخلصين بمربع واحد واثنين تم بناء النادى وترفيعه حتى بلغ الدرجة الاولى ولم يكن فى يوم من الايام ابنا شرعيا لنادى المريخ الذى نكن له كل الحب والتقدير .. وختاما اكرر لك شكري واحترامي ممزوجا بالمحبة ...
Quote: ابننا درديرى السلام عليكم ورحمة الله متابعين وشكرا على هذا البوست التحفة الذى يعبر عن كل محبى كسلا الوريفة .. انتقلت اسرتنا المتبقية الى الخرطوم نسبة للاهمال المريع فى كل شىء خاصة فى المجال الصحى وعدم توفر العلاج بكسلا . . ومازال الحنين الى كسلا وبشاشة اهلها الطيبين الذين تربطنا بهم علاقة قوية جدا خاصة حى العمال وغرب القاش عموما .. واليك هذه النبذة البسيطة عن نادى الهدف الرياضى الذى اسسه ابناء جيلى من حى العمال ومن ضمنهم اخوالك محمد خوجلى وعثمان خوجلى عليه رحمة الله وكانت بدايته من الروابط وبفضل جهود ابناء حى العمال المخلصين بمربع واحد واثنين تم بناء النادى وترفيعه حتى بلغ الدرجة الاولى ولم يكن فى يوم من الايام ابنا شرعيا لنادى المريخ الذى نكن له كل الحب والتقدير .. وختاما اكرر لك شكري واحترامي ممزوجا بالمحبة ...
مشكور يا باشمهندس جويلي على العودة مرة اخرى ..
انا اذكر تماما عندما كان نادي الهدف في الروابط ..
وتولد النادي لا يعني تأسيسه من الصفر .. لكن ممكن تخرج شلة معارضة من ادارة نادي كبير وتتبنى نادي صغير وتدعمه حتى يصبح منافسيا قويا للنادي الكبير
ومن ذكرت خالنا عثمانن خوجلي من مؤسسي نادي الهدف كسلا لكن هو لعب للمريخ وابن أخيه خالد علي خوجلي ايضا لعب للمريخ مع انهم جميعا سهرهم اليومي وكتشينتهم كانت في نادي الهدف
ومثال آخر عندما بدأ نادي الهدف في الروابط .. كان نادي المريخ كسلا في مبناه القديم ببانت ..الذي يفتح على الفسحة التي تفصل بانت عن السكة حديد
لم يصعد نادي الهدف الى سلم الدرجات الا بعد ما انتقل نادي المريخ الى مقره الجديد المجاور لملعب الهدف اولا ومن ثم ناديه لان الهدف في الاول لم يكن له حتى نادي انما غرفة صغيرة لغيار الملابس داخل نادي المريخ نفسه لو تذكر ..
Post: #300 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: على جويلى Date: 02-28-2013, 03:50 PM Parent: #298
ابناء كسلا متفوقون فى كل شىء الشيخ احمد محمد طاهر من ابناء كسلا .. نرجو التطرق للجانب الدينى الذى تحفل به مدينة كسلا من قمة الطائفية الى قمة السلفية ونستحضر هنا والدنا علية رحمة الله الامام محمد ادم امام مسجد انصار السنة بحى العرب وهو والد الاخ العزيز الصحفى المتميز عمار محمد ادم الذى تربى وترعرع فى كسلا ودرس فيها كل مراحلة الدراسية حتى الثانوى والاخ عمار لديه باسورد بسودانيز اون لاين وهذه دعوة له ليحكى لنا عن الزمن الجميل ..
Post: #304 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: على جويلى Date: 02-28-2013, 04:30 PM Parent: #301
Quote: مشكور ياا باشمهندس علي جويلي على تذكرينا بالتميز والتنوع الديني في كسلا
فهي جمعت متناقضات في تعتبر معقل للختمية التي تمثل العمود الفقري للحركة الصوفية في السودان
كما انها تمثل معقل انصار السنة المحمدية ؟؟
انشاء الله سنتطرق لموز هذا التنوع والصراع السلمي والسلس الذي لم يبلغ حد الحرابة ولا درجة التكفير
شاءت الاقدار ان نكون معاصري نوع هذا الصراع اسبابه ومواقف طريفه حدثت فيه ومنه
اخى العزيز درديرى فى فترة الثمانينات والتسعينات نشطت جماعة انصار السنة من ابناء كسلا وامتد نشاطهم لجمع التبرعات من المملكة العربية السعودية لبناء المساجد ودراسة طلبة العلم وكانوا يقصدون الشيخ بن باز عليه رحمة الله كل ماتاتيه جماعة يسالهم من اى مدينة انتم فى السودان يقولون نحن من كسلا فقال قولته المشهورة والله هذه نشطة وليست كسلا .. وحتى و فاته علية رحمة الله كانت مرتبات كثير من ائمة المساجد فى كسلا تصرف عليهم من ماله الخاص ...
Post: #305 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 03-01-2013, 08:17 AM Parent: #304
لا يستطيع احد ان يتحدث عن التنوع بل التباين الديني الطائفي الذي يميز مدينة كسلا دون ان يبدأ بطائفة الختمية ودورها ..
اكيد ذكر في اكثر من مكان ان جد الختمية او الحسن الاكبر هاجر الى كسلا قبل تكوين المدينة نفسها
واستقر تحت سفحل جبل توتيل مباشرة
وبنى مقره الختمية الحالي ومسجدهم ثم توفى ودفن بها ..
تبع الحسن الاكبر ابو جلابية اتباع كثر من شمال السودان ومن اوسطه..
اذا الختمية هي السبب الرئيسي في التنوع العرقي في كسلا ..
حضر هؤلاء الاتباع وهم يمتهنون الزراعة ..
ومعروف من التريخ البشري ان الزراعة ارتبطت بالحضر والرعي ارتبط بالبدو .. وحتى من معنى الاسم لغويا الحضر هو الحضور الدائم والبداوة هي الترحال ..
وبهذا المفهوم ومن باب حفظ الحقوق ان طائفة الختمية هي من تسببت في تحويل مدينة كسلا الى مدينة زراعية بل كمدينة على الاطلاق بخلاف المنطقة ككل وهي منطقة قبائل رعوية ..
ولم يكن هنالك سببا يأتي باتباع الختمية من شمال السودان ووسطه سوى ولائهم لطائفة الختمية والسادة المراغنة وهذا ما يقوله المنطق .. لانهم أتوا من مناطق زراعية على ضفاف انهار خالده ودائمة وهي النيل وروافده .. ليأتوا لمنطقة نهر موسمي متمرد يمكن في لحظات ان يحيل حصاد السنين الى ركام وهو نهر القاش .. سوى هذا الولاء العقدي .
ولان الزراعة تعني استقرار وبناءا دائما .. قامت المباني على مراحل وبنيت المدينة حول المزارع في البداية ثم بدأت تتوسع حتى كانت مدينة كسلا ..
ونوع هذا الولاء انا لم يحكي لي عنه احد لاني عايشته في حياتي وبيتي
اذ كان جدنا خوجلي علي احمد
احد المداح الشهيرين وخليفة السيد الحسن كما يقولون وامام مسجد الختمية في الاعياد ومسجد الختمية بحي العمال ..
شاهدت وناقشته كنوع من شقاوة صبا مع هذا الجد مع انه كان حاد الطبع ومتعصبا جدا للطائفة محاولا ان اعرف الى اي مدى ممكن ان يصل هذا الولاء
مع التذكير في اني اختلفت معه عقديا وكنت ولا زلت غير مقتنعا بتقديس الافراد وتناقشت معه كثيرا وغضب مني مرات وعاد من جديد مسامحا لنبدأ نقاشا جديدا ورأيي ان كل نفس بما كسبت رهينة .. ويقيني بأنه لن ينفعك حي فضلا عن ميت في حياتنا الدنيا ..
لكن للحق والتاريخ حقائق يجب ان تقال
بهذا المنطق والتسلسل ان طائفة الختمية هي السبب في وجود مدينة كسلا ..
Post: #306 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 03-01-2013, 09:08 AM Parent: #305
في أواخر الثمانينات وانا اقضي اجازتي الجامعية بكسلا
وامام مكتبة كباشي كنت اجلس في الصالة في يوم ما
وصل وفد يتكون من سيارتين سيارة فخمة واخرى عادية
نزل من السيارة العادية شباب نفر اختاروا كرسيا وسيرا ووضعوه في مكان معين بعد ان همسوا للوالد في اذنه
ليقف معهم ويستقبل من السيارة الاخرى الفخمة شائبا وقورا ناصع بياض الثياب بجلابية ذات ياقة قصيرة
يلف رأسه بعمامة صغيرة
ويجلسه الوالد في الكرسي الوسير ويجلس لصقه في كرسي عادي من كراسي السفرة ..
كان الرجل الوقور حديثه اشبه بالهمس مما يضطر الوالد ليميل ناحيته حتى يسمعه ويرد له ..
كاد يقتلني الفضول منتظرا تسنح الفرصة لاسأل عمن يكون هذا الشيخ الجليل ..
وبعد ان ذهب الاتباع في مشاوير ومهام كلفهم بها في السوق وعادوا مرة اخرى وضع الشيخ الحضور وذهب مع وفده المرافق.
وانا هرعت للوالد اسأله عمن يكون ..
رد باستغراب : معقولة ما عرفته ؟؟
قلت والله ما عارفه ..
فقال : هذا هو السيد الحسن ..( رحمه الله)
حمدت الله كثيرا في ان اتاح لي فرصة رؤيته
لانه لم يكن يخرج من مقره في منطقة الختمية الا نادرا جدا .. واحدة من المرات هي تلك التي رأيته فيها لاول مرة .. وآخر مرة لانه توفى بعدها ليس بكثير رحمه الله تقريبا في عام ثمانية وثمانين ..
وفي ذاك اليوم اكلني الفضول لاعرف ماذا كان يدور بينه وبين الوالد رحمهما الله جميعا .. ارضى فضولي الوالد فقال هو يريد يشتري سيارة وسأل الوالد ان كان عارضا سيارته للبيع ..فاعتذر له الوالد عن ذلك .. وقلت للوالد : لو كانت هذه السيارة ملكا لجدنا خوجلي لقدمها له هدية وهو اسعد من ان تكون ملكه ... ضحك الوالد من تعليقي .. وبعد يومين التقينا بجدي خوجلي وحكى له قصة زيارة السيد الحسن وحكى له تعليقي .... انا في الاول ارتبكت وقلت يمكن جدنا يغضب من تعليقي .. لكن تفاجأنا جميعا عندما رد باعلى صوته قائلا ( بالحيل)
هو كان يتمنى ان يكون مثل هذا الطلب من نصيبه ليقدم السيارة للسيد الحسن ليس بيعا انما هدية .. هذه درجة كانت من ولاء الاتباع .. بل الشواهد كانت تقول اكثر من ذلك ..لكن هذا ما شهدته بنفسي ..
السيد الحسن رحمه الله كان رجلا وقورا مسالما متسامحا ومتصالحا مع نفسه ومع الآخرين .. وقد ورث ابنائه منه هذه الخصال ما في ادنى شك .
وانا لم احكم هذا الحكم من مشهد واحد بل من مواقف كثيرة من كسلا ومن اهل كسلا
ربما لا يتيح المجال لذكرها واستقصائها ووتحتاج لمكان منفرد ومخصص لها ..
لكن الحقيقة التي لا جدال فيها السيد الحسن والختمية كنوا مصدر الجاذبية لمدينة كسلا ...
Post: #307 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 03-01-2013, 11:20 AM Parent: #306
في عام ثمانية وثانون تقريبا توفى السيد الحسن رحمنه الله
نحن كنا بالجامعة ولم نحضر وفاته بكسلا
لكن التفلزيون القومي تحول الى مدينة كسلا
لان وفاة السيد الحسن هزت شرق السودان من حلايب حتى حدود الفاو
تحولت مدينة كسلا الى مأتم عملاق
يتقابل النساء ويتعانقن في بكاء مرير ولا تعرف احداهن الاخرى ..
وفود القرى من قبائل الشرق تنزلهم اللواري في بداية المدينة
يكملون المشوار مشيا حتى الختمية ..
السيد الحسن توحدت حوله كسلا ميتا كما توحدت حوله حيا
رحمه الله
نحسبه عند الله محظيا ولا نذكي على الله احدا .
ان كان محسنا ان يزيد في احسانه وان كان مسيئا ان يتجاوز عن سيئاته ..
Post: #308 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 03-01-2013, 11:42 AM Parent: #307
كما ذكرت مرارا وعبر هذا البوست لست بمؤرخا او موثقا انما انا انسان عجن وجدانه بتراب ودعاش كسلا يريد ان يصيغ هذا الوجدان في صياغ قد يخطئ ويصيب مقارنة بالواقع ولكنه قطع شك لن يخطئ وهو يعبر عن هذا الوجدان.. واقولها صراحة وبشيك على بياض اي شخص يرى انه هنالك معلومة ما ذكرتها واخطأت فيها هو على حق في تصحيحه بالواقع .. لكن لا يستطيع احد ان يصوب دواخلي سواي ما في ذلك شك ..
الكفة الثانية في التباين الديني في كسلا هي بالتأكيد جماعة انصار السنة المحمدية ..
اذا كانت كسلا تعتبر معقل الختمية في السودان
فهي ايضا منبت جماعة انصار السنة المحمدية في السودان
وربما لان الحركة الوهابية في الجزيرة العربية والتي هي تسمت باسم انصار السنة بالسودان قائمة على محاربة الصوفية بصورة ما او البدع والشرك بصورة عامة
يصبح الامر مقصود ان تبدأ دعوتهم من منبع الصوفية في السودان وام الحركات الصوفية وهي حركة الختمية ..بكسلا ..
في مطلع السبعينات وانا في بيت جدي بحي العمال طفلا صغيرا لاحظت ان البيت ذات يوم في المساء دبت فيه حركة غير عادية
شباب ورجال تجمعوا في الصالون مع جدي واصدر لهم تعليمات بأن يتحولوا الى مسجد السكة حديد
تحركوا ومعهم جدي الى المسجد
كأنهم يستعدون لحرب ما او غزوة متوقعة لعدو ..
الصورة ترددت في راسي دون الوان فقط بالاسود والابيض كالافلام القديمة ..
وحتى لم افهم الموضوع .ولا سبب هذا الاستعداد والحديث الهامس والوجوه الجادة ..
اذا كان عدو سينتظره جدي وكتيبته فهو حتما غزوة من الكفار..
بل شبيت بعقيدة مسلمة وهو انه كل من خالف جدي دينيا فهو كافر دون شك ..
لاني لم اجد شخص اكثر اسلاما او ايمانا من امام مسجد يحفظ القرآن كاملا
وحياته تبدأ مع اذان الفجر او قبل ذلك
وهل هنالك دين افضل من هذا ؟؟
قالت لي جدتي انه جماعة انصار السنة المحمدية سيقيمون درساا بحي العمال لاول مرة
وحي العمال منطقة مقفولة لشماليين كلهم هاجروا الى كسلا ليستوطونا قرب السادة الختمية .
ذهب جدي باتباعه الى مسجد الختمية بالسكة حديد ..
وبعد قليل تفاجأت بان جدتي اعدت ( بمبرها) واخذتني معها الى حيث أقيمت ندوة انصار السنة ...
ومعها نسوة من الحي ..
ذهبنا وجلسنا
وشاهدت انا شيوخ بلحى كثة اكثر كثافة من لحية جدي واتباعه ..
حضرت جدتي وصويحباتها ندوة انصار السنة بينما كان زوجها وهو جدي وازواج النسوة الاخريات يتربصون بالمسجد اعتقد انهم كانوا ينتظرون اي هجوم مباشر من انصار السنة للسادة الختمية
حتى يغزون الندوة ..
الحمد لله لم يتطرق انصار السنة للختمية .. ورغما عن اني لا اذكر او بالاصح لم افهم ما هو موضوع الندوة.
لكن رسخ في ذهني شيئا واحدا ..
ان هنالك دعوة للدين والاسلام غير التي يدعو لها جدي ..
بقيت هذه الصورة في راسي بدون الوان وبدون تفاصيل ..
ما اثار غرابتي ودهشتي ويمكن تسطيحي هو لماذا حضرت جدتي ندوة انصار السنة رغم عن انها لا تقل اعتقادا بالسادة المراغنة عن جدنا الحاج خوجلي .....؟؟؟
هذا اول موقف اعرف فيه انا عن شئ اسمه انصار السنة
وهي معرفة لم تقل تبكيرا عن كل اهل كسلا بهذه الدعوة ..
لانها من بدايات ندوات التبشير بالدعوة السنية تقريبا ..
وبدليل في ذاك الوقت لم يكن هنالك اي مسجد لجماعة انصار السنة بغرب القاش فاقيمت الندوة امام منزل احد الدعاة ..
Post: #310 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 03-03-2013, 04:11 AM Parent: #309
كنا في المرحلة الابتدائية بمدرسة كسلا الميرغنية الشرقية ونحن نسكن في المربعات محطة الحجر مما نضطر ان نمر عبر الصناعية
ثم بمحازاة مدرسة كسلا الصناعية ( سنعود لها )
عاصرنا بناء المسجد الرئيسي لجماعة انصار السنة المحمدية .. جوار المدرسة وبحي الموظفين بحي الترعة
هذا المسجد عمل نقلات نوعية وكمية في اشياء كثيرة ..
اولا نقلة عمرانية
اذ كانت الطريقة التي بني بها هذا المسجد حدث في حد ذاتها ..
اذ ان هذا المسجد والذي تبلغ مساحته ما يقارب ربع ملعب لكرة القدم الا انه لم يكن به ولا عمود واحد في الوسط .. وكان الناس يرون هذا الشئ كالمعجزة
كيف يمكن ان تعرش مساحة بهذا الحجم دون اعمدة في الوسط ..
لاننا نحن عاصرنا فترة البناء
لقد شاهدنا السقف في بدايته اذ كان مفذه عمنا الراحل حسين علام الله يرحمه في ورشته الشهيرة بكسلا
وكان العرش عبارة عن كمرات من الحديد متوازية ومشبحة بقطع صغيرة تشبه قوائم خزانات المياه وكانت بعرض المسجد مع الميلان لاتجاه واحد .. هذه التشبيحات الحديدية هي ما حملت سقف المسجد ..
وكانت ميزة لهذا المسجد اذ ان الاعمدة في المساجد هي اكثر شئ مزعج للمصلين فهي اما دارتك من الامام او عاكستك في الركوع .. ان كان في بعض المساجد بعض الناس يستغلونها للنوم اثناء الخطب الطويلة والمملة .
اصبح مسجد الترعة وهو المسجد الرئيسي والذي بعده انطلقت مساجد انصار السنة في جميع انحاء المدينة بمبانبها الفخمة وفرشها الفاخر ..
لكن هذا المسجد ظل المنارة التي يؤمها عدد كبير من المصلين من جميع الانحاء كما زاره وخطب فيه تقريبا جميع مشايخ وقيادات جماعة انصار السنة المحمدية على مستوى السودان ..
من شيخ الهدية عليه الرحمة وشيخ مجذوب حاج سعيد ( الامام الراتب للمسجد ولنا معه وقفه ) وسشيخ محمد الحسن رحمه الله وهو تقريبا من ادخل دعوة انصار السنة المحمدية الى كسلا وهو من ابناء الحلنقة .
كسلا من اي زاوية صورتها طلعت بلوحة جدارية تستحق البرواز والتعليق
Post: #316 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: ahmedona Date: 03-05-2013, 07:27 AM Parent: #315
Quote: اصبح مسجد الترعة وهو المسجد الرئيسي والذي بعده انطلقت مساجد انصار السنة في جميع انحاء المدينة بمبانبها الفخمة وفرشها الفاخر .. لكن هذا المسجد ظل المنارة التي يؤمها عدد كبير من المصلين من جميع الانحاء كما زاره وخطب فيه تقريبا جميع مشايخ وقيادات جماعة انصار السنة المحمدية على مستوى السودان .. من شيخ الهدية عليه الرحمة وشيخ مجذوب حاج سعيد ( الامام الراتب للمسجد ولنا معه وقفه ) وسشيخ محمد الحسن رحمه الله وهو تقريبا من ادخل دعوة انصار السنة المحمدية الى كسلا وهو من ابناء الحلنقة .
لله درك أخي درديري وأنت تعطرنا بمن وهبوا أنفسهم لخدمة هذا الدين دون منى ولا أذى ......
الشيخ مجذوب حاج سعيد أمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافيه .....
Post: #317 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 03-05-2013, 08:58 AM Parent: #316
الشيخ مجذوب حاج سعيد ( متعه الله بالصحة والعافية)
هو رجل عصامي مجتهد كون علمه بجهد ذاتي .. اي انه من فصيلة العقاد .. كان مشهور عنه من دون أئمة انصار السنة انه الاكثر تشددا حتى من شيخ الهدية وابو زيد محمد حمزة نفسه .. خطبه كانت طويلة دون ملل كان يحضر معه للخطبة كراسة عربي كاملة لكنه لم يكن يقرأ منها كما مزيع الاخبار .. بل يسجل بها نقاط تعينة على الخطابة .. تخيل كراس اربعة وعشرين صفحة للنقاط فقط .. ورغما عن ذلك تجد هذا المسجد الضخم ممتلئا واذا تأخرت ستضطر تصلي تحت الشمس .. شيخ مجذوب هو من استخرج خطب الجمعة من طريقتها الروتينية المعهودة .. واحالها الى درس او محاضرة كاملة يتناول قضايا الناس اليومية ... ولكن المتعلقة بالعقيدة فقط ...
له تفسيرات للقرآن تتناسب مع حياةة الناس اليومية ولذلك خطبه هي السهل الممتنع والممتع ..
يعني مثلا تفسييرة ( ومن الناس من يعبد الله على حرف .) شيخ مجذوب عنده مثل يقول يكون الشخص عنده سيارة جديدة لوري مثلا وكاتب فيها زينة وعاجبـــــــــــــاني اول ما يحدث له حادث وتنقلب السيارة تاني تلاقيه كتب عليها يا لطيف .. بمعنى ان الانسان عندما يكون في صحة جيدة ويرفل في النعيم ينسى ذكر الله لكن في اول مصيبة يجأر لله .. ويجب الانسانن ان يكون اقرب الله في لحظة النعيم في اللحظة التي يوحي له الشيطان في انه ليس في حاجة لله اي بهذا المعنى..
استعدت الطرق الصوفية شيخ مجذوب واعتبروه خصمهم .. وهو ليس لديه مانع ان تنسب اليه هذه الخصومة ولاتخيفه لانه يعتبر نفسه جند من جنود الله الذين خصهم لمحاربة الشرك في ادنى معانيه ..لكنه ابدا لم يأخذ المسألة بصفة شخصية .. ولو كان عنده مناسبة في البيت اي زواج احد ابنائه فانه لن يتورع عن دعوة كل الاهل والمعارف من اهل كسلا بغض النظر عن انتمائاتهم الطائفية .. وكذلك يلبي هو دعوتهم .. وهذا لن يجعله يتراخي عن نهج خطبه ..
ايضا تميز شيخ مجذوب بصوت رخيم نادر وله تلاوة الف لحن خاص به لا يقلد احد ولن تسمعه في اي مكان .. بل الناس تتمنى في صلاة الجمعة لو يقرأ لهم شيخ مجذوب سورا طويلة ..
نقطة هامة *ولعله من محاسن الصدف وفي بداية حياتي الزوجية اتيحت لي فرصة ان اسكن جارا مجاورا لشيخ مجذوب ... لمدة ثلاثة شهور فقط .. لاطرق جانب من حياة هذا الرجل النادر .. لاني بعد هذه الشهور الثلاث حاليا انا اعتبر نفسي فردا من اسرة مجذوب حاج سعيد . صحيح اننا كانت لنا به معارف قديمة مع الوالد كأمام وكتاجر بالسوق وكزائر وزبون لمكتبة كباشي وان كانت نادرة .
لكن في هذه الشهور الثلاث .. من اول اسبوع كنت مدعو عنده للغداء .. وانا بسمعي عن شيخ مجذوب المتشدد وانا منحدر من اسرة صوفية تنتمي للختمية كما ذكرت ترددت في الاول .. لكن دست على تلك الهواجس ورحت لبيت مجذوب حاج سعيد تناولت الغداء مع ابنائه وضيوفه .. وبعد ذلك دعيت وحدي اكثر من مرة والشيخ في بيته شخصية تختلف تماما عنى ذاك الرجل المنفعل في المنابر .. بل يكاد لا يتطرق لنفس المواضيع في بيته .كريم جدا وحريص على خدمة ضيوفه بنفسه . وصراحة كذلك اغرتني جدا مكتبته الخاصة بالبيت اذا له مكتبة سمينة وثمينة حفظها الله له وحفظه لها.. وعندما شاهد شيخ مجذوب رغبتي بها اعطاني رخصة ان ادخل متى ما اشاء واستعير الكتب لكن لابد من اعادتها ..ودفنت رأسي في هذه الكتب في الاول بدافع الفضول . ما الذي يقرأه هذا الرجل ليجعله يتحدث بالساعات دون ان يستعين بكتاب او ورقه في المحاضرات والندوات ويتحدث في امور مختلفة ولا يكرر المواضيع
وخلال هذه الشهور الثلاث والرجل بيته بيت ضيفان تقريبا له دعوة في كل جمعة ايضا تناولت الافطار عنده اكثر من جمعه وحضرت ميلاد الخطب .. وعلمت بأي قدر يجتهد هذا الرجل العصامي في الدعوة الى الله جزاه الله خيرا كثيرا عن الاسلام وعن المسلمين .. لاعداد خطبة الجمعة تجد طاولته مليئة بالمراجع الضخمة وكتب التفسير التي يأخذ منها النقاط التي تعينه على خطبة الجمعة ..
وشيخ مجذوب تعلمت عنده معنى العبارة الشهيرة ( لاتأخذه في الله لومة لائم) فهو كريم ومسامح وجار مثالي واب عطوف وخلقه عالي جدا .. لكن لن تستطيع ان تجبره يؤدي شيئا صغير وهو يعتقد انه بدعة او خرافة ولا يجامل احد .. اذكر في نفس تلك الفترة توفت والدته رحمها الله وهي تقيم عنده بالبيت .. وانا باعتبار اني الجار بالجمب والاقرب .. هرعت الى بيته .. طبعا في هذه الحالة يعتفد الجار انه من الاسرة كما نعلم عادات الفراش عندنا في السودان .. وما كان عندي فكرة عن ان شيخ مجذوب يعتبرها كلها بدع ولايجامل احد فيها .. اذ اتفاجأ انا واحد الجيران حضر للعزاء ( طبعا من غير الفاتحة ورفع اليدين ولو رفعت يديك لن يرد لك بالمثل) لكن بعد قليل يقول يا درديري خلاص انت وصلاح امشوا نتلاقى في المسجد نصلي عليها بعد العصر ونأخذها للمقابر لكن هنا ما عندنا شئ الآن ..صراحة انا تحسست ويمكن غضبت لكن وجدت الجيران القدامى اعتادوا على ذلك .. و بعد العصر ذهبنا الى المقابر ومن هنالك كل واحد انصرف الى بيته وعادت اسرة مجذوب ليتحول البيت الى بيت عادي لا يوجد به اي اثر لبيت خرجت منه جنازة قبل ساعات. الا من بعض المعزيين العابرين الذين فاتهم الدفن وهؤلاء لم يكونوا من انصار السنة .
الفترة كانت قصيرة لكنها دسمة تلك التي جاورت فيها الشيخ مجذوب.. والله لولا الارزاق لما فارقته وهو حي يرزق ..لاني بعدها حضرت الى السعودية مع اسرتي .. لكن ظل حتى الان بيت مجذوب حاج سعيد واحدة من المحطات التي يقضي بها اولادي جزء من اجازتهم عند زيارتهم لكسلا اقلاها يوم واحد .. اذ تعلقت الاسرتين ببعض .. اما انا فزياراتي وعودتي النادرة قطع شك لن تتخطاه وتتخطى داره..
الشخص الثاني من ائمة انصار السنة هو الشيخ محمد الحسن رحمه الله من ابناء الحلتقة
اانا اقر باني لم اشاهده كثيرا يمكن مرة او مرتين
وهو من مؤسسي جماعة انصار السنة في كسلا ويمكن في السودان
شيخ محمد الحسن لاتسطيع ان تقول عليه انسان صادق وتكتفي كلهم نحسبهم صادقينن لكنه رجل دعوة من طراز فريد له قدرة على نقل هذا الصدق للآخرين
فكانت خطبه تقطعها عبراته وبكائه المستمر .
وكان من الاثرياء وقيل حين موته لم يكن يملك حتى البيت الذي خرج منه جثمانه .. نامل من الاخوة لو كانوزا يمتلكون له تسجيل
ونكتفي بهذه القبسات من حياته ونتمنى لانكون زكيانه على الله بأكثر من حقه ونحن نسأل الله ان يجزيه عن الاسلام خير مما يجزي المحسنين ..
Post: #319 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: على جويلى Date: 03-05-2013, 04:19 PM Parent: #318
Quote: يعني مثلا تفسييرة ( ومن الناس من يعبد الله على حرف .) شيخ مجذوب عنده مثل يقول يكون الشخص عنده سيارة جديدة لوري مثلا وكاتب فيها زينة وعاجبـــــــــــــاني اول ما يحدث له حادث وتنقلب السيارة تاني تلاقيه كتب عليها يا لطيف .. بمعنى ان الانسان عندما يكون في صحة جيدة ويرفل في النعيم ينسى ذكر الله لكن في اول مصيبة يجأر لله .. ويجب الانسانن ان يكون اقرب الله في لحظة النعيم في اللحظة التي يوحي له الشيطان في انه ليس في حاجة لله اي بهذا المعنى..
الاخ العزيز درديرى والله الذى لااله الا هو ان الحكى له طعم خاص معك وزوارك الكرام وزى مايقولوا الولد خال الاخ العزيز محمد خوجلى كنا نجلس معه بالساعات ولانمل الحكى منه .. نرجو السماح لى قمت بنقل الاقتباس اعلاه الى دفتر ضابط الشرطة المناوب ..والشيخ مجذوب حاج سعيد امد الله فى عمرة ومتعه بالصحة والعافية يذكرنى بالشيخ محمد حسن مقدم البرنامج الدينى فى التلفزيون السودانى يقوم بشرح القران والاحاديث النبويه بكل بساطة فى الاسلوب ... حقا انه رجل عصامى سمعنا انه كان يزاول مهنة الخياطة فى بداياته ..
Post: #320 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 03-06-2013, 06:33 AM Parent: #319
Quote: الاخ العزيز درديرى والله الذى لااله الا هو ان الحكى له طعم خاص معك وزوارك الكرام وزى مايقولوا الولد خال الاخ العزيز محمد خوجلى كنا نجلس معه بالساعات ولانمل الحكى منه .. نرجو السماح لى قمت بنقل الاقتباس اعلاه الى دفتر ضابط الشرطة المناوب ..والشيخ مجذوب حاج سعيد امد الله فى عمرة ومتعه بالصحة والعافية يذكرنى بالشيخ محمد حسن مقدم البرنامج الدينى فى التلفزيون السودانى يقوم بشرح القران والاحاديث النبويه بكل بساطة فى الاسلوب ... حقا انه رجل عصامى سمعنا انه كان يزاول مهنة الخياطة فى بداياته ..
اذنك معاك يا جنابو مع خالص الشكر والتقدير المساعدة في تذكيرنا وتوجيه البوست في كل مرة
Post: #321 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 03-06-2013, 07:13 AM Parent: #320
من ائمة كسلا الشهيرين بصفة عامة هو الشيخ الراحل
أبراهيم اشقر ... عليه رحمة الله .
الشيخ ابراهيم اشقر هو امام المسجد الكبير .. لاتسطيع ان تنسبه الى السلفيين رغما عن ان ابنائه من شباب جماعة انصار السنة
لان الشيخ ابراهيم اشقر هو امام المسجد الحكومي الكبير اي المسجد القومي والذي لم يكن منبرا لاي طائفة او دعوة .
استطاع الشيخ الراحل ابراهيم اشقر ان يحتفظ بمسافة واحدة بينه وبين كل الطوائف
فلا تستطيع طائفة ان تنسبه لها وفي ذات الوقت لا تستطيع طائفة ان تستعديه ..
الشيخ ابراهيم اشقر وهو اعتقد من الازهريين ..
زيه يدل على ذلك بعمته الصغيرة التي اشتهر بها خريجي الازهر ... وعبائته التي يضعها على كتفه مطبقة دائما ..
حصر الشيخ ابراهيم اشقر دروسه في العلوم الفقهية .. فدرس الناس في فقه العبادات مستعينا بكتب الائمة الاربعة حتى كما ذكرن يظل محتفظا بتلك المسافة الثابته ..
خصص الشيخ ابراهيم أشقر نفسه في فقه العبادات ونجح في ذلك رغما عن انه كان يخاطب مختلف الطوائف والفئات وبمراجع مختلفة .. لذلك هو كان يستعرض المسألة الفقهية ويستعين بالادلة من كل الكتب..
تحول المسجد الكبير في كسلا في حياة الراحل ابراهيم اشقر الى معهد ديني مفتوح يؤمه طلاب العلم من كل ارجاء المدينة .. اذ انه تقريبا في دبر كل صلاة كان يقدم درسا هذا فضلا عن الندوات والمحاضرات التي كانت تقدم في دبر صلاة العشاء ..
مسجد كسلا الكبير كنت تحس له هيبة روحية ذات التي تحسها عند دخول احد الحرمين ... او اقل شوية ... لان الناس تجدهم يجلسون في حلقات يتلون القرآن ويتهيئون للصلاة والدرس الذي يليها من شيخ ابراهيم ..
توفى الشيخ ابراهيم رحمه الله في مطلع التسعينات تقريبا .. وكما قلنا ان وفاة السيد الحسن وحدة الشرق قبليا .. فأن وفاة الشيخ ابراهيم اشقر رحمه الله وحدت كسلا دينيا وطائفيا .. فكانت جنازته ضخمة .. تجد فيها العماائم واللحى المسترسلة والحليقة والجلاليب القصيرة والجلاليب ذات الياقة والعمم ذات العزبة والبناطلين والقمصان .. مما يدل على ان كل اهل كسلا نسوا انتمائتهم وتفرقوا لتشييع امامهم الراحل الشيخ ابراهيم أشقر .. والذي نظن بكته وافتقدته منابر ومكرفونات المسجد الكبير والتي طالما اهتزت وهو يرسل قفشاته الطريفه ونكاته التي لا تخل بمكان الدين بل تجعله كالنكهات التي تضاف الى ادوبة الاطفال فتجعلها مستساقة وسهلة البلع ..
رحم الله الشيخ ابراهيم اشقر وجزاه الله عن الاسلام اهل كسلا خير الجزاء ..
Post: #322 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 03-07-2013, 04:49 AM Parent: #321
نعودالىعبقرية مكانوانسان
المكان هو قاعة عثمان دقنة
الانسان هو الباشمهندس الراحل عبد الحفيظ النور حسن عليه رحمة الله ..
المهندس عبد الحفيظ النور حسن ...هو ابن رجل الاعمال الراحل النور حسن تقلاوي من اعيان المدينة الاثرياء ..
عمل المهندس عبد الحفيظ كمدير للاشغال بجامعة الجزيرة وواكب انشاءها ..
والشخص الذي عايش او درس بجامعة الجزيرة يحس من مبانيها ان وراءها مهندس عبقري حيث بنيت الداخليات بطريقة تجعلها باردة صيفا دون تكييف ودافئة شتاء
... وقيل ان فكرة التصميم مأخوذة من ممالك النمل الابيض ..
انتدب المهندس عبد الحفيظ الى دولة الامارات ..
وبعد عودته ليس كثيرا احيل الى التقاعد اي الصالح العام ..
فاسس فس كسلا مجموعة التاكا الهندسية مع صديقه المهندس الراحل عادل جماعة رحمهما الله جميعا .
وعندما طلب تصميم لقاعة مقترحة لاقامة المؤتمرات بولاية كسلا
قدمت مجموعة التاكا الهندسية تصميمها والذي استوحاه المهندس عبد الحفيظ من الطراز الخليجي ..
وفاز التصميم . وقامت المجموعة بالتنفيذ. وكانت فاعة عثمان دقنة واحدة من الرموز العمرانية الخالدة بمدينة كسلا ..
..مجموعة التاكا الهندسية في كسلا شكلت بعد ذلك نقلة نوعية في الحركة العمرانية في كسلا
واخرجت العمران من طور المقاول التقليدي الذي كان سائد ..
Post: #323 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: ahmedona Date: 03-07-2013, 08:11 AM Parent: #322
قاعة عثمان دقنه
Quote: المكان هو قاعة عثمان دقنة
الانسان هو الباشمهندس الراحل عبد الحفيظ النور حسن عليه رحمة الله ..
المهندس عبد الحفيظ النور حسن ...هو ابن رجل الاعمال الراحل النور حسن تقلاوي من اعيان المدينة الاثرياء ..
عمل المهندس عبد الحفيظ كمدير للاشغال بجامعة الجزيرة وواكب انشاءها ..
والشخص الذي عايش او درس بجامعة الجزيرة يحس من مبانيها ان وراءها مهندس عبقري حيث بنيت الداخليات بطريقة تجعلها باردة صيفا دون تكييف ودافئة شتاء
... وقيل ان فكرة التصميم مأخوذة من ممالك النمل الابيض ..
انتدب المهندس عبد الحفيظ الى دولة الامارات ..
وبعد عودته ليس كثيرا احيل الى التقاعد اي الصالح العام ..
فاسس فس كسلا مجموعة التاكا الهندسية مع صديقه المهندس الراحل عادل جماعة رحمهما الله جميعا .
وعندما طلب تصميم لقاعة مقترحة لاقامة المؤتمرات بولاية كسلا
قدمت مجموعة التاكا الهندسية تصميمها والذي استوحاه المهندس عبد الحفيظ من الطراز الخليجي ..
وفاز التصميم . وقامت المجموعة بالتنفيذ. وكانت فاعة عثمان دقنة واحدة من الرموز العمرانية الخالدة بمدينة كسلا ..
..مجموعة التاكا الهندسية في كسلا شكلت بعد ذلك نقلة نوعية في الحركة العمرانية في كسلا
واخرجت العمران من طور المقاول التقليدي الذي كان سائد ..
حديقة قاعة عثمان دقنه
Post: #324 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: ahmedona Date: 03-07-2013, 08:13 AM Parent: #323
وبقيت هي رمزا لوجودهم يوما في حياتنا لتكون حياتنا على ما هي عليه الآن
نتمنى الا يخطئ في حقها اليوم القاش ذاك المترد المجنون
ويحيلها الى ركام وهي ترقد الى جواره ..
Post: #326 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 03-08-2013, 06:33 AM Parent: #325
الجمعة في كسلا
كانت تستحق من يتغنى لها مثل ما غنى الكاشف للجمعة في شمبات
من السهل جدا ان يجتمع من اثنين لعشرة اصدقاء ويشتروا لحم ومكونات الطبخ
ويركبوا سيارتهم ويروحوا السواقي الجنوبية او الشمالية
ويطرقوا باب اي ساقية تعجبهم ..
لو قابلهم اعتراض من صاحب الساقية سيكون أسفه لان ساقيته مبلولة اي مروية قريب ..
بل اكثر من ذلك سيعتبرهم ضيوفه ويتولى قيادتهم لاي ساقية اخرى صاحبها قريبه او صديقه ..
وفي داخل الساقية ستجد مكان الجلوس تحت ظل اشجار المنقة الضخمة .ظل ظليل
تجري تحته جداول المياه الصافية فتكسب المكان جوا منعشا وتكتمل سيمفونية الطبيعة بخرير المياة وزقزقة العصافير
تجمعوا الاعواد لايقاد النار ..
لن تتفاجأوا بعد قليل لو ارسل لكم صاحب الساقية قفة مملتئة بالجوافة الطازجة او المانجو او اليوسفي وتكون جزء من حصاد اليوم الذي جمعه للسوق
هؤلاء القوم يسعدون بمن يتقاسم معهم لقمتهم اكثر من بيعها في السوق .
اتقدت النار ووضعتوا حلتكم بها بعد ما قطعتوا بها البصل والطماطم ووضعتوا الزيت واللحم والبهارات والماء .. اقفلوها واذهبوا لاخذ اللقطات التذكارية الجميلة تحت اشجار الموز .
أجمل خلفية ممكن تتصور امامها هي اشجار الموز .. باوراقها العملاقة النضرة فاتحة الخضرة وساقها الريان .. والذي اولى ان يوصف به قد الحسان من اشجار البان ..
ثم يمكن ان تمروا على اشجار اليوسفي ( انا شخصيا لااعتقد هنالك فاكهة تتفوق على اليوسفي ) فهي عبارة عن كتلة من الكرم ... سهلة القطف قريبة المنال وسلسلة التقشير عطرة الرائحة لذيذة الطعم الذي يجمع بين حموضة وحلاوة ومرارة قي مزيج رائع ... سهلة البلع والهضم ويمكن ان تتناول منها العشرات في اليوم الواحد لاتشعر بالطخمة بل كأنها حلم لا تدري اين ذهبت ....
بعدها يمكن ان تذهبوا لاداء صلات الجمعة .. وقد يتلقاكم صديقكم او قريب فيتعلق بكم لجركم لتناول الغداء معهم .. فهنالك الناس لا يتفاجؤون بالضيوف بل هم على استعداد لهم في اي وقت فالمراح ملئ بالبهايم والدواجن والخضار متوفر .. والدعوة لا ينقصهاا شئ سوى موافقتكم السامية .. لكن لا تنجروا لهذا الفخ عليكم ان تعتذروا بطريقة تجعل الفرصة قائمة حتى لا تندموا بعد رجوعكم الى المدينة وصخبها وجوعها وهمومها... فرحلة السواقي متعتها ان تاكل مما تطبخ ...
تعودوا الى مقركم ستجدوا الحلة قد استوت فاحة رائحة الطبخ الشهية من حلة البابور قام الشهيرة ...
أعدوا ما عون من الشطة والليمون .. لاتضيفوا اي ماء للشطة فالليمون متوفر فلا حاجة للماء .. الشطة الاجمل هي التي تتكون من عجين الشطة الخضراء مع التوم والليمون ( ريقي جرى)
اسكبوا ما طبختم في الصحن الكبير واعدوا كيس الخبز المدور وصحن الشطة وواجلسوا لتناول وجبة الغداء...بالهنا والشفا ...
لاتنسوا ان تعزموا من وجد حولكم من الترابلة ... هو لن يوافق بسهولة .. لكن بعد الحاحكم سيوافق بشرط مشاركتكم بنصيبة ويذهب الى بيته ربما احضر معه صحن قراسة بملاح خضرة مفروكة تنسيكم حلتكم وماذا كان طعمها ..
في العصر تأخذوا لقطات تذكارية في هذه المرة اجعلوا الجبل خلفكم .. لان الشمس ستكون من الناحية الغربية فلن تؤثر في الصورة ...
وبعدها ودعوا هذا المكان الجميل بخضرته وطيبة أهلي
على امل اللقاء بكم في رحلة ثاني’
Post: #327 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 03-08-2013, 11:31 AM Parent: #326
سيظل كتاب كسلا مفتوح بغلافه المكون من جبل ونهر
وصفحاته المدونة بحبر أخضر من الطبيعة
مزاجه نكهات من الخضر والفاكهة
واساطيره عباقرة عاشوا بين ضفتيه
وشاع عطاؤهم كما شروق الشمس ليضيئ كل ارجاء الوطن
ويظل هذا الكتاب الساحر وافر الصفحات
التي تضاف اليه مع كل اشراقة شمس
كل شجر وبشر وحجر فيع بطل لقصة
تستحق ان تروى وتسمع
اي شخص يريد ان يكتب عن كسلا
ما عليه الا ان يمسك القلم والورق
وينصت اليها بعد ان يستحضرها في خاطره
هي ستمليه ماذا سيكتب كما فعلت وتفعل معي الآن..
Post: #328 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 03-09-2013, 09:55 AM Parent: #327
كسلا لازالت الشمس تشرق من هناك
Post: #329 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: ادم شحوتاي Date: 03-10-2013, 08:50 AM Parent: #328
فوق
Post: #330 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 03-11-2013, 05:42 AM Parent: #324
تقع بئر توتيل في المنطقة المنخفضة نسبيا بين الجبلين أي جبل التاكا وجبل توتيل
هي بئر حفرها وبناها الايطليون في الاربعينات بعد ان احتلوا كسلا قبل ان يطردهم منها الانجليز ليستعمروها هم ..
الايطاليون لطبيعة بلادهم الجبلية نعلم ان لديهم خبرة عظيمة في تطويع الجبال منذ عهد بعيد وبحكم بيئتهم ..
والجبل في اوسطه به تجاويف تشكل بحيرات صغيرة او خزانات طبيعية لميه الامطار ..
مدد الايطاليون مواسير من هذه الخزانات لتصب في البئر المبنية من الاسمنت والتي تسمى بتوتيل ..
ضريح السيد الحسن والذي يبعد عدة امتار عن موقع هذه البئر اكسب البئر ومياهها نوعا من القدسية الدينية .
بل بعضهم ادعى بأنها تربط شاربها بالمدينة فان ذهب حتما سيعود ..هذه عوامل ربما نفسية هي التي تجعل شاربها يضع في ذهنه انه سيعود وربما يعود فعلا ..
اكتسبت بئر توتيل شهرة سياحية ربما ظغت على تلك الدينية فاصبح يزورها كل زوار المدينة حتى الذين ليس لهم علاقة او رغبة في المزارات الختمية ..
ولانها جذبت السواح ايضا تحولت الاماكن التي تحيط بالبئر الى شبه منتزه توجد به المقاهي الشعبية ..
ويمكن بمرور الايام ان تتحول بئر توتيل الى سوق فهي مهيئة لذلك تماما لو استثمر اهل المنطقة مكانتها الرائجة في نفس زوار المدينة ..
Post: #331 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 03-11-2013, 11:02 AM Parent: #330
من عباقرة كسلا في المنطقة الصناعية عمنا انقدة ميكينيكي سيارات من أصول أثيوبية نسأل الله له المغفرة .
شتري يوم ما ابن عمي سيارة متسوبيشي من كسلا وارد ان يسافر بها الخرطوم .. وطلبوا مني ان آخذها الصناعية لفحصها .. واخذتها لعمنا الاثيوبي انقدا ( عليه الرحمة) وتحايا لاولاده اصدقائنا تمسقن وتدسا وملاك .... عمنا انقده لم يقم من كرسيه وقال لي دورها وادعس بنزين وفعلا وهو كان مغمض العينيتن ليفتح ويقول لي العربية ( عايزة كتينة وشمبر ووووو,,,,,, عدد من الاشياء دون ان يلمسها) .. وحكيت الامر لابن عمي .. طبعا لم يقتنع والعربية شكلها لقطة .. واخذها الخرطوم وتعطلت وفي شركة الميتسوبيشي اتضح انها تحتاج للاشياء التي ذكرها عمنا انقدة بالحرف بدون ان يفتح ماكينة .. هذا واحد من عباقرة المدينة الذي افتقدته مثل ما افتقده ابناؤه ..
Post: #332 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 03-11-2013, 11:17 AM Parent: #331
سارجع مرة اخرى للمربع السحري او بالاصاح المستطيل السحري وهو الصالة التي هي امام مكتبة كباشي والتي ذكرنا مر بها وجلس فيها كثير من العباقرة حتى على مستوى السودان وليس كسلا لوحدها .. وانا ساخرج مرة مرة بعض مرة من هذه الصالة حتى لا تصابون بالملل من المكان .. وبمثل ما كنا نفعل نحن في الواقع .. كنا ندخل الكورة او السينما او نذهب لدار المعلمين لممارسة لعبة الشطرنج مع اساتذتنا الاجلاء .. ونعود لذات المساحة . شخص من الراود اولا يصعب ان تجمله مع ضمن من تتحدث لانك ستظلمهم او تظلمه او بمعنى ادق ستظلمهم لانه قامة وشخصية ضخمة لن يظهر احد اذا ذكر بجانبه و قل ان يجود الزمان بمثله على مر العصور .. رجل لم يفتنه الله بالبنين ولم تستطع الثروة ان تفتنه عن طاعة الله .. فهو من النوع الخفي حتى في طاعته لله .. فلا تبدو عليه اي سمة من سمات التدين .. لا في مظهره اذ لم يكن ملتحيا ولا في ملبسه كان حريصا على لبس البنطال والقميص ونادرا ما تشاهده في الزي السوداني بل انا حتى لا اكاد اذكر شكله في الجلابية . هو عمنا الراحل محجوب الوقيع عليه رحمة الله .. من مواقفه النبيله فهو كان راقيا ومهذبا حتى في سياسته ومعارضته للنظام الحاكم .. اذكر في اوائل التسعينات ونظام الانقاذ في بدايته واستراتيجياته والناس حائرة بين النظرية والتطبيق .. كان في يوم افتتاح صيديلة كسلا الشعبية .. وهي اول صيديلية حكومية تجارية في كسلا .. وفي ذات الوقت كانت واعتقد لازالت هي اكبر صيديلية في كسلا واعتقد حتى هذا التاريخ .. المهم ذهب كل من الحضور في المكتبة ناحية الافتتاح الكبير والذي كان بقيادة نائب الرئيس الراحل الشهيد الزبير محمد صالح .. ولكن عمنا محجوب هو فقط من بقى ورفض يذهب للاقتتاح .. وبقيت انا بطبيعة الحال لحراسة المكتبة لان الوالد راح مع الحضور .. وقد نصب صيوان ضخم امام الصيدلية والتي هي موازية للمكتبة .. وانا بقيت محتارا لماذا لم يذهب عم محجوب .. وسالته فعلا ... لماذا لم تذهب لاقتتاح الصيدلية ومقابلة نائب الرئيس فقال لي بالحرف الواحد : تعرف الصيدلية دي يا درديري كانك تريد ان تخنق شخص بمنديل من حرير ... وانا احترت من رده وسالته كيف ؟؟ فقال هو نفس الدواء كان داخل المستشفى يوزع مجانا للمواطنين والان سيتم بيعه لهم .. انا سكت ولم استطع ان اعقب واعتقد ان كل من ذهب للافتتاح لم يرى هذا البعد بل هو فرح بالمبنى الفخم والصرح الذي اضيف للمدينة لكن عمنا محجوب وبعد نظره العميق تنبأ بالغاء مجانية العلاج .. واظن ان الامر صار كما اعتقد هو . وهكذا كانت حتى معارضته للنظام راقية ومهذبة وعميقه .. ومن طرائفه حضرت يوم الى المكتبة ووجدته يقرا في جريده وهو حافي القدمين فسالته عن اخبار نعاله .. فقال انه وضعها داخل المكتبة لان عاملي الاورتيش عزبوه بالسؤال وشتتوا تركيزه .. فهو بدلا ان ينهرهم ويطردهم وضع نعاله بالداخال اراحهم وارتاح هو .. ومن اعماله الخيرة يوم ما مع بداية افتتاح المدارس كنت ذهبت معه الى سيارته لتحميل شئ ما .. ووجدت سيارته مملتئة بملابس الزي المدرسي .. ورغما كما ذكرت ان الله لم يفتنه بالبنين فسالته سؤال ندمت عليه رغما عن انه رد بابتسامه فقط .. لمن هذه الملابس يا عم محجوب .. صمت هو ولكن بعد رحيله عن كسلا مريضا في الاول ليتوفى بعدها بالخرطوم عرفنا انه كان يكسي اسر وعوائل ويكفيهم مؤونة سؤال الناس دون ان يدري عنه احد ولا حتى اهل بيته واخوته .. رحم الله عمي محجوب الوقيع .. ورحم الله عمنا هاشم الوقيع وطرح الله البركة في ذريته .. وتحايا مجملة لآل الوقيع بكسلا الميرغنية ..
Post: #333 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 03-11-2013, 11:31 AM Parent: #332
عبقري ينقذ مهنة
كان في وسط سوق كسلا صف من دكاكين الطين القديمة والتي على ما اعتقد قامت مكانها عمائر الآن .. في هذا السوق
كان يوجد صناعية ينتجوا اشياء اشتهرت بها مدينة كسلا .. وهي اباريق وضوء مصنوعة من الواح الزنك .. كانت اباريق جميلة لها غطاء وعليها نقوش .. ولكن فجاه غمرت السوق الصناعات المصرية وظهرت اباريق البلاستيك .. والتي تميزن على اباريق الزنك اولا بخفة وزنها ورخص سعرها وسهولة نظافتها وضمان عدم تسريبها للماء وكاد هؤلاء الصناعية يفتقروا لولا انه في تلك الفترة عاد الى المدينة احد ابنائها العباقرة بعد ان كان يدرس الطب البيطري في دولة يوغسلافيا السابقة الدكتور محمد موسى مكي .. او الدكتور محمد المكي كما عرف وسط اصدقائه ..
قرر دكتور محمد المكي ان يعمل مزرعة دواجن بمواصفات علمية وعالمية .. وكانت العقبة امامه اين يجد الاكلات والشرابات الحديثة التي توفر هذه المواصفات .. فما كان منه الا ان ذهب الى صناع الاباريق وجلس معهم يرسم لهم ويقص ويقطع المقاسات حتى صنعوا له تلك الاكلات والشرابات بالمواصفات العلمية المطلوبة التي رسمها لهم.. وهي كانت تتصف بانها تتيح للدواجن من الاكل والشرب فقط ما يكفي ليدخل منقارها دون ان يتلوث الاكل او الشرب او يتدفق .
وبعد ما خلص هؤلاء الصناعية من انتاج مطلوبات محمد المكي كانت هذه المنتجات هي التي انقذت صناعتهم بعد ان تغلبت عليها اباريق البلاستيك المصرية وتفرغوا واتقنوا صناعة اكلات مزارع الدواجن للمزارع ولان الفكرة نفسها كانت جديدة على السودان او على الاقل شرق السودان اصبح لهؤلاء الصناعية زبائن من خارج مدينة كسلا من المدن المجاورة ..
تحية للدكتور محمد المكي بالولايات المتحدة الامريكية
Post: #334 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 03-11-2013, 11:53 AM Parent: #333
كسلا لوحات للتأمل والاستمتاع :
في خاصرة بلدنا الحبيب السودان تتكئ حسناء لاتشيخ ابدا مزهوة بجمالها ونضارتها دون غرور او تعالي .. تضع في راسها تاج من المرمر يسمى جبل التاكا وتحيط خاصرتها بحزام من ذهب يسمى القاش موشح بقطع من السندس الاخضر تسمى السواقي .... هذه لوحة من لوحات متحف السودان تسمى كسلا ..
اذا اتجهت شرقا وشوقا نحو الشمس تجلت لك ام رؤوم تفتح زراعيها في ترحاب هذين الزراعين الايسر يسمى جبل التاكا والايمن يسمى جبل مكرام .. كسلا وانت مقبل عليها تعطيك احساس بأنها في شوق اليك اكثر مما انت في شوق اليها .. بل تحس بانها ام تتوق الى رضيعها بعد ان فارقها ردحا .. السحاب الابيض الذي يغازل الجبلين يشبه ابتسامة الحسناء واسنانها البيض . وهذه ايضا لوحة ثانية تسمى كسلا ..
اذا دخلت على جمع غفير من الناس ووجدتهم يهللون لمقدمك ياخذونك بالاحضان ويتلقفونك كل واحد يريد ان يؤثرك كرما على الاخرين .. فاصبحت انت قبلة للكرم والشهامة والحب والوداد .. فانت في هذه الحالة واحد من اثنين اما ان تكون عريسا .. او زائرا جديدا الى كسلا .. لوحة ثالثة ..
اذا دخلت في بستان نضير تتلقف من الثمار وتاكل كما تشاء تغازل العصافير وتشرب من مياه الجدول الصافية .. لا احد يزجرك او ينهرك .. تجد سريرا تحت شجرة المانجو الظليلة تنام عليه آمنا ملئ شدقيك .. لا احد يفزعك او يزعجك .. فانت واحد من اثنين اما في حلم جميل ... او داخل في واحد من بساتين كسلا .. لوحة رابعة من كسلا
Quote: اذا دخلت على جمع غفير من الناس ووجدتهم يهللون لمقدمك ياخذونك بالاحضان ويتلقفونك كل واحد يريد ان يؤثرك كرما على الاخرين .. فاصبحت انت قبلة للكرم والشهامة والحب والوداد .. فانت في هذه الحالة واحد من اثنين اما ان تكون عريسا .. او زائرا جديدا الى كسلا .. لوحة ثالثة .. اذا دخلت في بستان نضير تتلقف من الثمار وتاكل كما تشاء تغازل العصافير وتشرب من مياه الجدول الصافية .. لا احد يزجرك او ينهرك .. تجد سريرا تحت شجرة المانجو الظليلة تنام عليه آمنا ملئ شدقيك .. لا احد يفزعك او يزعجك .. فانت واحد من اثنين اما في حلم جميل ... او داخل في واحد من بساتين كسلا .. لوحة رابعة من كسلا
Quote: كان يوجد صناعية ينتجوا اشياء اشتهرت بها مدينة كسلا .. وهي اباريق وضوء مصنوعة من الواح الزنك .. كانت اباريق جميلة لها غطاء وعليها نقوش .. ولكن فجاه غمرت السوق الصناعات المصرية وظهرت اباريق البلاستيك .. والتي تميزن على اباريق الزنك اولا بخفة وزنها ورخص سعرها وسهولة نظافتها وضمان عدم تسريبها للماء وكاد هؤلاء الصناعية يفتقروا لولا انه في تلك الفترة عاد الى المدينة احد ابنائها العباقرة بعد ان كان يدرس الطب البيطري في دولة يوغسلافيا السابقة الدكتور محمد موسى مكي .. او الدكتور محمد المكي كما عرف وسط اصدقائه .. قرر دكتور محمد المكي ان يعمل مزرعة دواجن بمواصفات علمية وعالمية .. وكانت العقبة امامه اين يجد الاكلات والشرابات الحديثة التي توفر هذه المواصفات .. فما كان منه الا ان ذهب الى صناع الاباريق وجلس معهم يرسم لهم ويقص ويقطع المقاسات حتى صنعوا له تلك الاكلات والشرابات بالمواصفات العلمية المطلوبة التي رسمها لهم.. وهي كانت تتصف بانها تتيح للدواجن من الاكل والشرب فقط ما يكفي ليدخل منقارها دون ان يتلوث الاكل او الشرب او يتدفق .
شكر لك يا درديري يا جميل --- الطبيب البيطري / محمد موسى مكي -- هاجر الى الولايات المتحده ، ودرس مره آخرى الطب البشري ويحمل فيه مؤهلات عليا ....
Post: #340 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 03-14-2013, 08:34 AM Parent: #339
Quote: شكر لك يا درديري يا جميل --- الطبيب البيطري / محمد موسى مكي -- هاجر الى الولايات المتحده ، ودرس مره آخرى الطب البشري ويحمل فيه مؤهلات عليا
مشكور يا احمداني على هذه المعلومة والدعم بالصور وتحايا للدكتور محمد المكي في غربته واسرته الصغيرة .. وتحايا لاسرة الراحل عمنا موسى مكي رحمه الله وهم يشكلون حجر زاوية في محطتنا محطة الحجر الآنفة الذكر
Post: #341 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: ahmedona Date: 03-16-2013, 10:58 AM Parent: #340
Post: #342 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 03-17-2013, 08:38 AM Parent: #341
فئة مقدرة جدا من الموظفين الذين مروا على كسلا او كانوا من ابنائها
وهم الاطباء
فهم يحتاجون ان نفسح لهم صفحات ناصعة وناضرة في كتاب كسلا المذهب باطار رعايتهم لاهل كسلا والمهذب بسيرتهم العطرة ..
ودون ترتيب وعلى ما يرد بالخاطر سنذكر منهم .. وتقر على ان من سقط من الذاكرة لم يسقط من القلب ابدا ولن يسقط .
وبحكم موقع مكتبة كباشي المقابل للمستشفى .. عبر اربعة عقود من الزمان مر على مستشفى كسلا اجيالا من الاطباء الذين انتشروا بعدها في بقاع السودان ينشرون طبهم وطيبتهم وطيبهم وعلمهم وسيرتهم وذكراهم في كسلا
كما ان منهم من احضرته الوظيفة فحرق مراكبه شرق القاش واستقال من الوظيفة واصبح مواطنا في كسلا ليبني لنفسه اندلسا جديدا يسطر تاريخه بحبر من حب كسلا واهلها .. ليبادلوه وفاءا بوفاءا وحبا بحب .. فتجده اصبح منخرطا في ادرة الاندية وعضوية الاتحادات ورئاستها . وفي مناسبات الافراح وكيلا لعريسا وشاهدا على اعراس وافراح يساهم في اشعال شموعها بخب وترحاب ..
ويكفيني فخرا انا شخصيا ان احمل اسم احدهم اذ طليت على الدنيا يوم مفارقته لكسلا .. فظليت انا لوحة تذكارية تحمل اسمه وتشير الى انه كان هنا .. كما يكفيني فخرا ان اسمي كان اختيارا اجماعيا من آهل كسلا بنادي كسلا يوم وداع الجراح الشهير حاليا بمدينة القضارف الدكتور الدرديري الجيلي صلاح .. له باقة فواحة من الود والتحايا لاتنضب ما بقي فينا نفس وصدر يعلو ويهبط ..
Post: #343 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 03-17-2013, 09:28 AM Parent: #342
الدكتور احمد طه الامام طبيب الاسنان الشهير بكسلا
قطع شك سبقه كثير من الاطباء الى كسلا كما اعقبه كثر .. فليس اهو باولهم ولا آخرهم وليس له افضليه عليهم في مجالهم .. لكن اقضليته اكتسبها بعيدا عن الطب .
بروحه المرحة وابتسامته التي لا يجيد وجهه غيرها وبقلبه الكبير ..الذي وسع كسلا بجبالها وفاض ..
خيرا فعلت كسلا به حين كبلته باحدى حسانها فكان منه لكسلا نسبا وصهرا ..
دكتور احمد طه الامام من ابناء منطقة الجزيرة بوسط السودان رمى به ملف الخدمة المدنية ذات يوم ليخدم بمستشفى كسلا .. وعندما دارت الدائرة وارادوا ان يأخذوه من كسلا . حرق مراكبه وقدم استقالته ليبادل كسلا حبا بحب . ويكتفي بعيادته الخاصة نهارا ومساءا .. انخرط في الاندية الرياضية والاجتماعية ونادي كسلا .. فكان بنشاطه المعهود في قائمة ومقدمة اي عمل طوعي رياضي يخص كسلا
عضوية الاتحادات المختلفة والانشطة الاجتماعية اضافة لعيادته الخاصة ..
كان الحضور بمكتبة كباشي من اطباء ومحامين وادباء وغيرها ينتظرون بتشوق مقدم دكتور احمد طه فهو صاحب المواقف الطريفة والفكاهة والسخرية اللازعة ..
واذكر من طرائفه يقول انه مر عليه يوم مريض من النوع الذي لا يقبل جسمه التخدير .. وهو فوق ذلك كان انسان جرسه .. يريد ان يخلع له ضرس .. ليس معه حل سوى ان يتحمل الم الخلع دون تخدير .. فقال .. كنت انا والمساعد نتصارع معه في خلع الضرس وهو يصرخ باعلي صوت .. وبعد محاولات وتعب نجحنا فخرج الرجل فتحت باب العيادة لانظر للاخرين وجدت العيادة فاضية تماما سألت البنت السكرتيرة ( وين المرضى) فقالت جروا ..
حضر يوم وزير صحة من ابناء كسلا يعرف قيمة دكتور احمد طه فاعاده لوزارة الصحة وتولى ادارة مستشفى كسلا .. في فترة وجيزة يمكن عدة شهور تغير شكل المستشفى تماما .. وسع السور واعاد الطلاء وصان العنابر .. وكان بنفسه يذهب ويجمع التبرعات ومواد الصيانة من التجار . كان جميع اهل كسلا طوع بنانه يخدمونه عن طيب خاطر لانهم يعرفون انه انسان مجرد من الانانية وحب الذات فهم يخدم الكل لله ومن اجل الكل ..
نفر كريم آخرين من الاطباء احضرتهم المهنة الا كسلا ولكنهم ارتبطوا بالمدينة تعلقوا بها كما تعلقت بهم فانخرطوا بالعمل العام اضافة الا مهنتهم النبيلة وعلى سبيل المثال كالدكتور عبد الرحمن المبارك .. والذي كان ضمن ادارة نادي الميرغني كسلا ومن ثم طبيب النادي الخاص قبل ان يتخصص .. وكما انصهرت اسرته باهل كسلا نسبا وصهرا .. وكذلك الدكتور محجوب حسن النور .. الذي وصل حتى مديرا للمجمع الطبي بكسلا وهو الكيان الذي كان يقوم بدور وزارة الصحة قبل ان تكون هنالك وزارة صحة ولائية..
كما تحية خاصة للدكتور محمد زين العابدين .. اخصائي الانف والاذن والحنجرة ..والذي عاش بكسلا وشب اولاده بها حتى وصلوا المراحل الجامعية ...
هؤلاء نماذح لاناس عشقوا كسلا وجعلوا منها موطنا دائما لهم كما فعلت هي واتضنتهم كجزء من ابنائها الذين ولدوا بها .
Post: #348 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 03-21-2013, 09:32 AM Parent: #347
كما لا ننسى الدكتور عثمان حسين ملاسى ....
نعم يا انمصاف .. وكيف ننسى دكتور ملاسي وهو اشهر واقدم واطول فترة مدير طبي لمستشفى كسلا .. حتى ارتبطت ادارة المستشفى باسمه .. وكثير من كسلا لايعرفونه كطبيب اطكثر منه كأداري للمستشفى ..
Post: #349 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: ahmedona Date: 03-21-2013, 09:45 AM Parent: #348
ستظل كسلا الأم الرؤؤم
Post: #350 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 03-21-2013, 10:02 AM Parent: #349
هنالك طبيب في كسلا احاط به اهل كسلا بنوع من الايمان القريب اشبه بالقدسية والاعتقاد .. وبقدر ما آمنوا به واعتقدوا في عبقريته لم يخزلهم يوما .. فكانت عيادته ليلا ونهارا تكاد تنافس المستشفيات الحكومية ..
هو الدكتور : محمد عبد الحليم باشاب ..
تقع عيادته وهي العيادة الخاصة الاشهر في كسلا
قرب السوق عند مدخل المربعات ..
دكتور باشاب الى ان خرجنا نحن من كسلا لم يكن قد تخصص فهو طبيب عام ..
لكن ناس كسلا يحفظوا له قصص تدل على دقة تشخيصه بالحدس فقط دون الاعتماد\ على الاجهزة الطبيه .. وكثيرا ما شخص أمراض سافر بها اهلها الى خارج السودان فتطلع النتيجة كما قال لهم باشاب تحديدا ..
هو الحق يقال هو رجل كثير الاطلاع جدا .. تحس بأنه يقرأ بنهم .. في عيادته في اي وقت لو دخلت عنده ولم تجد معه مريض حتما ستجده يقرأ في كتاب ما من كتب الطب ..
لكن ما يحير في باشاب ايمان اهل كسلا بعبقريته وازدحام عيادته دوما .. حتى بعد ما فتحت كلية الطب بجامعة كسلا وعرفت كسلا البروفيسرات في مجال الطب لم يتخلوا عن باشاب ..
نحن كنا نأخذ جداتنا وخالاتنا لدكتور باشاب باصرار منهن .. تقول لها دكتور فلان بروفيسر ومتخصص في نوع مرضك ... هي تقول لا باشاب يعني باشاب ... الغريبة تطيب فعلا هل هو علاج بالايحاء ام ماذا ..
اذ انه كان خامس الشهادة السودانية دفعة تسعين تقريبا من مدرسة كسلا الثانوية بنين
ودرس الطب بجامعة الخرطوم وتخصص في الجراحة وبعد ما عمل محاضرا في بعض الجامعات السودانية كليات الطب هاجر الى المملكة المتحدة والآن يعمل جراحا للقلب بلندن في التخصص الدقيق ..
والاخ حاتم عبد الله البشير هو شقيق الاخ محمد عبد الله البشير ( الفك) كابتن نادي الميرغني في بداية التسعينات..
وكذلك هو من اسرة آل الوقيع التي جرى ذكرها ضمن هذا المفترع ..اذ ان الراحلين محجوب وهاشم الوقيع رجمهما الله أخواله ..
وعلى ذكر الشهادة السودانية في ذات العام
نذكر عبقري آخر هو الدكتور محمد الحسن سليمان من ابناء السواقي الجنوبية .. استاذ الكمبيوتر بجامعة الملك فهد بالدمام .. وقد كان سادس الشهادة السودانية .. من مساق الرياضيات .. وتخرج في مدرسة العلوم الرياضية جامعة الخرطوم ..
وعلى ذكر الكوادر الطبيه هنالك شريحة مهمة تميزت بها كسلا وهم شريحة المساعديين الطبيين .
مجموعة منالاخيار او الاعمام بصورة ادق شكلوا ركيزة اساسية في البناء الاجتماعي بكسلا فضلا عن البناء الصحي
وهم فئة المساعدين الطبيين ونذكر منهم
عمنا فضل عجيب رحمه الله عمنا هاشم اغا رحمه الله .ز عمنا هاشم الطيب .. عمنا عوض عيسى رحمه الله .. عمنا عوض احمد ... عمنا هاشم همبلية .. عمنا الشيخ سيد احمد ود الفقير .
هؤلاء بالاضافىة الى تواجدهم بالمؤسسات الصحية كان لهم تواجدهم السياسي والاجتماعي والرياضي بكسلا ..
وميزة اخرى ميزت المساعدين الطبيين وهم انهم استطاعوا ن يتخصصوا في اقسام معينة مثل الاطباء ..
يعني مثلا عمنا عوض عيسى عليه رحمة الله كان مساعدا طبيا لاخصائي العيون .. بل حتى عمليات العيون الصغيرة كحبوب الاجفان كان بامكانه ان يتصدى لها دون حاجة لطبيب ..
كما عمنا هاشم اغا رحمه الله . كان مساعدبا طبيا لطبيب الاسنان ..كما انه برع في خلع الضرس والحشوات بدرجة لاتقل عن براعة الطبيب المختص بل قد يتفوق على حديثي التخرج .
عمنا فضل عجيبب تخصص في التخدير بالعمليات الجراحية .. بل في الزمن الذي لم يكن بكسلا فيه طبيب مختص بالتخدير كان هو من يقوم بهذا الواجب ولم نسمع بأنه ارتكب خطأ يذكر ..
عمنا عوض احمد وعمنا الشيخ تخصصوا في العمليات الجراحية الصغيرة كخياطة الجروح وختان الذكور .
عمنا هشم همبلية تخصص في الامراض الصدرية وكان مسؤلا عن الكرنتينة بمستشفى كسلا
كما انهم كانوا اباء مثاليين .. نجحوا في تربية ابناءهم وورثوهم المجال الطبي فكان عمنا هاشم الطيب والدا لعدد من الاطباء وعمنا فضل عجيب والدا للصديق الدكتور عاطف فضل عجيب وعمنا هاشم عطا والدا للزميل دكتور جمال هاشم اغا ..
درديري إبن مدينتي وزميلي في منتديات كسلا الجمال تحياتي جدكم الخليفة خوجلي كان رفيق درب وصديق عمر لجدي الخليفة حاج العوض وكانا يتناوبان إمامة المصلين في مسجد السكة حديد رحمة الله عليهما. أجمل ما في هذا البوست انك تكتب عفو الخاطر ولم تنصب نفسك مؤرخاورغم ذلك ارجو ان تسمح لي ان أفسد عليك تسلسل البوست وأعود للوراء حيث تطرقت في بداية هذا البوست الى شخصية خديجة اللوري هذه المرأة التي أحب والتي أثار حديثك عنها شجوني وأعادني الى حي العمال حيث مرتع الصباومستودع الذكريات
Quote: درديري إبن مدينتي وزميلي في منتديات كسلا الجمال تحياتي جدكم الخليفة خوجلي كان رفيق درب وصديق عمر لجدي الخليفة حاج العوض وكانا يتناوبان إمامة المصلين في مسجد السكة حديد رحمة الله عليهما. أجمل ما في هذا البوست انك تكتب عفو الخاطر ولم تنصب نفسك مؤرخاورغم ذلك ارجو ان تسمح لي ان أفسد عليك تسلسل البوست وأعود للوراء حيث تطرقت في بداية هذا البوست الى شخصية خديجة اللوري هذه المرأة التي أحب والتي أثار حديثك عنها شجوني وأعادني الى حي العمال حيث مرتع الصباومستودع الذكريات
يقول الناس أنها مجنونة وأنا أقول غير ذلك فهي لا تعتدي على أحد ولا تؤذي احد ولا تأتي بتصرفات توحي بأنها مجنونة هي في تقديري تنتمي إلى عالم لا نعرفه نحن وتعيش في ذلك العالم لذا يرى التاس انها مصابة بالجنون. تفتحت أعيننا على هذه السيدة وهي على هذه الحال زوجها عم اللوري ولقب باللوري لضخامته(لم ار في حياتي شخصا بضخامة هذا الرجل) فضلا عن انه كان ذو صوت جهوري هم يسكنون في مربع 1 ونحن نسكن في مربع 2 حي العمال واقسم بالله أننا كنا نسمع صوته رغم هذه المسافة التي تقارب الكيلو عندما ينادي على إبنه الملقب ب كرباش ومما ينسج حوله من أساطير ان الصامولة أو المسمار الذي يربطه عمك اللوري في مكان عمله بالسكة حديد لا يستطيع أحد فكه مرة أخرى يقال ان خديجة أصيبت بما أصيبت به في مقتبل حياتها الزوجية ولم يطلقها اللوري ولم يتزوج عليها فقد كانت خديجة منضبطة في كل شئ, نسوة الحي تقول ان الافطار يكون جاهزا في تمام التاسعة صباحا مع صفارة السكة حديد وأن الغداء يكون على المائدة في تمام الثانية مع الصافرة أيضا ويقلن أيضا ان أنظف البيوت وأكثرها ترتيبا هو بيت خديجة. عقب تناول عم اللوري للإفطار وعودته للعمل تبدأ خديجة تجوالها في الحي وغلبا ما تذهب الى منتدي أم الكل المرحومة فاطنة خيري حيث تتجمع نسوة الحي هناك لتعود إلى بيتها قبل الثانية لإعداد الغداء خديجة أكثلا أهل الحي صدقا فهي تتصدر بيوت البكاء وتبكي الميت أي ميت كما لو كان إبنها أو أقرب الناس إليهاوكذلك تتصدر بيوت الأفراح وتشارك في إعداد كل شئ وكأن المتزوج إبنها أو إبنهاأما في المساء فتلك قصة أخرى فهي أول الحاضرين إلى مكان الحفل وما أن يبدأ الحفل حتى تبدأ بالرقص الجميل المنظم الصادق ولا تعبأ باحد ويجمع العازفون وأهل الغناء ان خديجة أكثر الناس إنضباطا في الإيقاع ويقولون انها تفوق في هذاالإنضباط كبار الفنانين وكانت لا تخرج من الدارة إلا بعد انتهاء الحفل
رحل عم اللوري قبل سنوات عديدة وظلت خديجة في بيتها تمارس طقوسهاوصدقها إلى ان لحقت به قبل سنوات قليلة وما زال عطرها وحسن سيرتها يزينان الحي فله ولها ولسائر أمواتنا الرحمة وحسن المآب
ونحن بيننا قاسم مشترك بدليل جدودنا زمان الذين غطوا امامة مسجد الختمية بحي العمال
لكن هنالك جانب مهم من حياة خديجة وهو زيارتها اليومية للسوق متى كانت تتم .. وهل كانت تركب المواصلات ام تصل سوق كسلا بالضفة الشرقية راجلة ..
لانه انا غطيت جانب حياتها بما شاهدناه من تصرفات غريبة منها في سوق كسلا .
Post: #362 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: محمد عوض السيد Date: 03-31-2013, 06:44 PM Parent: #361
..
سلامات عوافي درديري وكل العبرين
استمتعت جدا وانا اتنقل هنا كسلا مدينة في الخاطر بحق وكنت اتمني ان اكون حاضراً بمهرجان كسلا لهذا العام الذي سيقام باول ابريل .. وليتك حاوت ان تنقل لنا بعض من وقائعه بقلمك الجميل
استمتعت جدا وانا اتنقل هنا كسلا مدينة في الخاطر بحق وكنت اتمني ان اكون حاضراً بمهرجان كسلا لهذا العام الذي سيقام باول ابريل .. وليتك حاوت ان تنقل لنا بعض من وقائعه بقلمك الجميل
مع ودي واحترامي
سلام يا ابوحميد
صدقنا كسلا في القلب وما يسعدها يسعدنا وما يتعسها يزعجنا
نسأل الله ان يجعل كل ايامها اعياد فأهلها لا يستحقون اقل من ذلك
في هذا الركن توجد ورشة حسين علام وعمنا الامين درويش ( ترك)
هذه الورشة الفريدة حجما ونوعا وبناءا مميزا .. تقريبا هي اول من ادخلت المعدات الكهربائية في عمل النجارة والحدادة..
حرص صاحبيها على السرية في عملها ... فكان بنائها الجميل الذي يقع على مساحة تقريبا اربعمائة متر تقريبا او اكثر وهبي مساحة كبيرة مقارنة بباقي الورش ..مقفلة تماما باسوار عالية .
كنا نمر بجوارها ونحن عائدون من مدرسة كسلا الشرقية الابتدائية الى بيوتنا بالمربعات .. ونسمع صوت المكائن العجيب ونحن نتشوق لمشاهدتها ولكن كانت الابواب مغلقة ويوجد مكتب في الخارج له بوابة زجاجية ..
على الزبائن يحددوا طلباتهم من خلال الكتالوجات التي بها التصاميم .. ونحن كنا مبهورين حتى بمكب نفايات ورشة حسين علام اذ نجد بها قطع خشب في اشكال جميلة ..ونشاره شكلها غريب بخلاف عمل النجارين التقليديين
وتخصصت ورشة حسين علام عليه رحمة الله في انتاج الاثاثات المدرسية دون اي منافسة من احد
لانها هي الورشة الوحيدة التي لها القدرة في انتاج اثاثات قد تصل الى الف درجوكرسي خلال اسبوع واحد بسبب هذه الآلات .
حكى لنا الوالد رحمه الله حكاية كفاح عمنا حسين علام وعمنا ترك بكل فخر وإعجاب ..صاحبي تلك الورشة والذين بعدها اصبحا من اثرياء كسلا ..
قال الوالد . انه عمنا حسين علام وعمنا ترك كانا يعملان بالنجارة في ورشة الاشغال الحكومية ..(نجارين)
ويوم ما تأخروا في الحضور .ويبدو للمرة العاشرة ...
لأن رئيس العمال أصر على فصلهما من العمل لانه يبدو انه انذرهما اكثر من مرة ربما تعودا على التأخير ..
لم تفلح كل الوساطات من والديهما وآخرين في اقناع رئيس العمال في ارجاعهما ..
اخيرا يئسا من العودة للوظيفة الحكومية .. واجرا دكان في السوق وبدءا شركاء في ورشة صغيرة ..
ويبدو انهما كان بارعين في النجارة .. لانهما اشتهرا .. واشتريا قطعة الارض في الصناعية .. وتم بناءها ووصلت الى ما وصلت اليه .. وهما وصلا الى ما وصلا اليه ..
يقول الوالد انه حكمة الله : لازال رئيس العمال في نفس وظيفته رئيسا للعمال عندما اصبح حسين علام والامين ترك من اثرياء المدينة ..بهذه العزيمة العجيبة ..
حقيقة في هذه المدينة عبر كثيرة ودروس من عباقرتها ..
Post: #365 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 04-02-2013, 08:05 AM Parent: #363
******
من الركن الذي يقابل ركن ورشة الراحل حسين علام وعمنا ترك ..
توجد ورشة او مخرطة عمنا شرقاوي رحمه الله .
وبينهما توجد عدة مرابيع بها ورش الحدادة ومصنع الجبن ومطاعم وهكذل
لكن دعونا نتوقف قليلا في نخرطة شرقاوي عليه رحمة الله ..
Post: #366 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 04-02-2013, 08:48 AM Parent: #365
عمنا شرقاوي قد كان جارنا بالمنطقة الصناعية اذ انه يحتل الزاوية التي بها فرن ابو سيف وثلاجة الموز ومطبعة كباشي وورشة ابراهيم عبد الباسط رحمه الله و فرن ود مليح
اسس شرقاوي منخرططته بأحدث مكائن الخراطة وتقطيع الحديد ..
وسد ثقرة كبيرة اذ كان يغطي عمل ورش مكننة السيارات بالاضافة لصيانة بوابير وطرمبات السواقي ..
لذلك كانت تعتبر ورشة شرقاوي محور لاي حديدة متحركة في كسلا ..
وشرقاوي يمثل واحد من اصحاب العزائم والهمم العالية اذ انه فني خراطة تحول الى رجل اعمل من الاثرياء .. لكنه لم يغادر ماكنة الخراطة حتى غادر الدنيا الى القبر ..
فهو ظل يعمل لآخر يوم في حياته ..
احتجت له يوما في حياتي ولم يخزلني ابدا .. كنت فيها مديرا لمطبعة كباشي بكسلا.. انكسر احد ازرعة ماكنة الطباعة والزراع يشبه زراع البستن في السيارة .. وهو مصنوع من سبيكة غريبة لا يمكن لحمها .. وفي ذات الوقت ليست من الادوات المستهلكة التي يمكن تجد لها قطعة غيار .بل يكاد في تاريخ مكانة الطباعة الالمانية هايدلبرج تيبو يمكن اول مرة تنكسر. كنا انا وفني الصيانة جالسين مع عمنا شرقاوي ليجد لنا حلا ..
كنا نحن نقترح عليه هل يمكن لحمها بلحام الزهره هو يهز رأسه بالنفي .. رجل قليل الكلام عالي التركيز زكي .. كان يرد وعلى وجهه ابتسامة خفيفة كانه يقول لنا دعوني افكر .. وقال لنا لو لحمناها هذا الزراع حساس جدا اقل فرق في الحجم ستفقد الماكينة التايم حقها ويمكن تتكسر كلها ... امن الفني المهندس على كلامه وابتسم مندهشا وهو الرجل الذي درس هندسة ماكينات الطباعة في المانيا ..
كان عمنا شرقاوي صامت يتلفت كأنه يلقي مسحا على جدران الورشة .. وكانت جدران الورشه كلها عبارة عن مسامير معلقه بها حبال بها قطع حديد قديمة وصدئة يمكن لو قابلتك في الطريق تستكثر تلقي عليها نظرة ..
اخيرا نادى احد العمال وطلب منه ينزل احد هذه الحبال وحبل آخر وقال تعالو لي بعد ساعتين ..
ورجعنا بعد ساعتين ليفاجئنا بأنه صنع زراعا مطابقا تماما للاصل .. بل هو افضل لانه مصنوع من الفولاذ بينما الاخر من الزهرة او شئ آخر لاندري .. وانا طبعا سألته كيف استطاع ان يصنعه في حين نحن نعلم ان الحديدة ليست دائرية حتى يمكن يولفها على المخرطة .. بل هي في شكل زراع مفطحة سميكة تنتهي بحلقتين .. وقال انه صنع الثلاثة اجزاء مختلفه بالمخرطة ثم جمعه في قطعة واحدة باللحام ثم بردها حتى تطابقت مع الحجم الاصلي .. انا اذكر ان فني الطباعة كاد ان يحمل عمنا شرقاوي من الارض .. وقال هذا رجل عبقري لانه مثل هذه القطعة الا من المانيا والا تصنع لكم بصفة خاصة ويمكن تأخذ شهورا .. وربما يطلب منكم المصنع تقريرا كيف كسرت ؟؟
وجانب آخر من حياة الراحل عمنا شرقاوي .. هو كان رجل تقي رجل في الدنيا ورجل في الآخرة كيف ؟
اذكر توفى جار لنا ونحن في المقابر لنجهز القبر جانا رجل يحمل معاول كان يحفر في قبر مجاور .. وقال لنا هنا قبر جاهز .. انا تذكرت وجهه وهو كل يوم يجلس بمعاوله امام نيمة عمنا شرقاوي ونحن كل يوم نكون حاضرين للعمل نمر بقربه .سألته عن قصته. فقال حفار القبور .. انه موظف عند عمنا شرقاوي مهمته كلل يوم يحفر قبرين قبر له هو شخصيا اي لعمنا شرقاوي كان يصر ان يدفع ثمن قبره بنفسه وقبر لصاحب النصيب ويأخذ اجرهما من عمنا شرقاوي .. واذا كتب له عمر جديد تكرر الامر في اليوم التالي
فقط في ذلك اليوم عرفت انا عن سر ذلك الحفار الذي كل يوميا بالعصر ينتظر عمنا شرقاوي يصرف العمال ويعطيه حساب اليوم .. انا كشفت السر لكن هل كان احد غيري يعلم .. الله اعلم .. انا شخصيا اول مرة افشيه بعدا ما مر عليه ستة عشر عاما تقريبا منذ ان غادر الدنيا عمنا شرقاوي عليه رحمة الله .. نسأل الله ان يجعلها في ميزان حسناته ويطرح البركة فيمن ترك وفيما ترك ..
Post: #368 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: Hisham Osman Date: 04-03-2013, 11:44 PM Parent: #355
Quote: الاخ الدكتور حاتم عبد الله البشير
وهو من عباقرة كسلا
اذ انه كان خامس الشهادة السودانية دفعة تسعين تقريبا من مدرسة كسلا الثانوية بنين
ودرس الطب بجامعة الخرطوم وتخصص في الجراحة وبعد ما عمل محاضرا في بعض الجامعات السودانية كليات الطب هاجر الى المملكة المتحدة والآن يعمل جراحا للقلب بلندن في التخصص الدقيق ..
والاخ حاتم عبد الله البشير هو شقيق الاخ محمد عبد الله البشير ( الفك) كابتن نادي الميرغني في بداية التسعينات..
وكذلك هو من اسرة آل الوقيع التي جرى ذكرها ضمن هذا المفترع ..اذ ان الراحلين محجوب وهاشم الوقيع رجمهما الله أخواله ..
وعلى ذكر الشهادة السودانية في ذات العام
نذكر عبقري آخر هو الدكتور محمد الحسن سليمان من ابناء السواقي الجنوبية .. استاذ الكمبيوتر بجامعة الملك فهد بالدمام .. وقد كان سادس الشهادة السودانية .. من مساق الرياضيات .. وتخرج في مدرسة العلوم الرياضية جامعة الخرطوم .
تحياتي مجددا درديري الاخ د.حاتم عبدالله البشير, يعمل اختصاصي جراحة القلب والصدر بايرلندا, وقد التقينا لقاءات عابرة في بيت العزابة في دبلن.. وقد كان خامس الشهادة السودانية مشترك مع الاخ محمد الحسن سليمان دفعة العام 1989.. ايضا هنالك الاخ دكتور سامي محمود عبد الخير من ابناء كسلا النابهين وهو من نفس الدفعة, وهو استشاري نساء وتوليد بالخرطوم.... ------------------------------------- كسلا حظيت بواحد من اعظم الجراحين في تاريخ الطب دون ادني مبالغة خلقا وعلما, استاذنا الكبير مستر فتح الرحمن محمد توم, وانشاء الله عما قريب سوف افرد بوست للتعريف بماثر هذا الانسان النادر المثال, كما لايفوتني في هذا المقام ان ذكر انسانة اخري نادرة, عالمة جليلة تعرف كتب الطب الباطني متونا وحواشي, استاذتنا العظيمة دكتورة اخلاص سليمان, فهي من عظماء الطب الباطني في السودان ولعلي لا اكون مبالغا ان قلت ان مثالها نادرا حتي بين استاذة الباطنية ممن عرفتهم في اميركا...
Post: #369 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 04-04-2013, 00:02 AM Parent: #368
مذكور يا هشام بالتذكير والتصحيح ..
وانا لن أقول لك اشكرك لآنك ذكرتني بالاخ والصديق الدكتور سامي محمود ..لانه ليس بالشخص السهل الذي ينسى فيذكر به ..
سامي جمعتنا جامعة الجزيرة ورابطة كسلا وايام من الزمن والذكريات بين المدينتين ..
وهو شخص طالما فتخرت به كلية الطب بجامعة الجزيرة وقدمته للوفود الزائرة كمثال نادر برع في وتفوق في دراسته ..
لكن سامي ليس وحده بل سامي فرد من اسرة متكاملة .. لا تستطيع ان تتحدث عنها قبل ان تبارك ..
فاسرة عمنا محمود عبد الخير والسيدة الخالة .. خرجت ابناء ناجحين سامي ومحمدوفاطمة واخوان اصغر درسوا الطب ونبغوا فيه ..
توجد بين ورشة شرقاوي ومطبعة كباشي بانية مقسومة لشقين
ثلاجة الموز ومخبز عبد المنعم ابو سيف الآلي ..
ثلاجة الموز هي كانت اول ثلاجة موز تقريبا في كسلا .. بل كان موز الثلاجة هذه العبارة تعني شئ واحد هو انتاج تلك الثلاجة .. وفي السوق كان الموز نوعين موز عادي يتم انضاجه بغمله في براميل تقليدية وموز تلاجة ..
اذكر هذه التلاجة هي كانت المبنى الوحيد بالمبنى قبل مجئ الفرن . وكان يديرها رجل شاب ناعم الشعر مشلخ طوليا يسوق موتر يلبس بنطلون وقميص ويضع نظارة سوداء دائما فوق رأسه وليس فوق عينيه كما هو مفترض اسمه الامين لكن لا ادري باقي الاسم .. والغريبة وحكمة الله انه هو ذات الشخص الذي يشغل ماكينة الافلام بالسينما الشرقية ... وكان محسودا بالطبع من رواد السينما كما يحسد المنافقون امام المسجد يصلي الاوقات الخمس جماعة ويأخذ راتب على ذلك ..
اما عمنا الامين بحكم عمله فهو بالتأكيد شاهد اي فلم تم عرضه بسينما كسلا الشرقية ... يامى تعرض للاهانات من رواد السينما المتعصبين وخاصة اذا انقطع الفلم في مشهد ساخن او حساس .. فعمنا الامين هذا قد يكون اكثر بني آدم تلقى شتائما في تاريخ كسلا الحديث ..
والامين لايداوم بصورة ثابته في ثلاجة الموز فهو اما يأتي من الصباح لتفريغ شحنة اللوري او يأتي في العصر لتوزيع المنتج .. لم تكن تلاجة الموز توزع الموز مباشرة على الزبائن بل على اصحاب محلات الفواكه والاكشاك .. وكان كثيرا ما يكرمنا الامين بكمية معتبرة من موز التلاجة اذا صادفنا احد جياته العصرية .. فهو عادة الشحنة الواحدة تأخذ يومين قبل ما يتم توزيعها ..
ثم بعد ذلك جاء عمنا عبد المنعم ابو سيف وبنى الفرن .. فهو تقريبا اول مخبز آليا في كسلا .. كان الخبز المألوف هو الخبز المدور المنتج من افران الحطب التقليدية ... جاء الخبز الابيض المطاول بعد افتتاح فرن ابو سيف هذا .. وقد ادار المخبز ابنهم خليفة عبد المنعم ابو سيف ... لهذه الاسرة الكريمة عاطر النتحايا ولآل ابو سيف بمدينة كسلا .. فهي اسرة كبيرة ممدتده شكلت مركزا اقتصاديا كبيرا لمدينة كسلا في مختلف المجالات ..
العزيز درديري خضٌر الله ضراعك ياخ...... بوست أكثر من رائع، بوست تحفة، بوست سياحة،بوست تاريخي يروي قصة مدينة حالمة على ضفاف نهر القاش و قمة جبل توتيل...... مدينة جمعت شتى ضروب المجتمع من اهل الطرق الصوفية و الفن و الأدب و السياسة و الثقافة و الرياضة و العلم...... كســـلا مدينتي في الخاطر ذرتها مراراً و تكراراً ولم أشعر بأنني غريب أبداً، لي منها عدة اصدقاء و أولهم زميل المنبر العزيز عبدالله كسلا.... مكث فيها في فترة من الزمن خالي المرحوم الباشمهندس توفيق نجم ..... ومن الجيران الرشيد عمر الخواجة و عمل بمستشفى كسلا مدير قسم الدرن إبن أخته دكتور بابكر عبدالله الخواجة في مطلع التسعينات ثم هاجر إلى السعودية..... و من الدراسة في الهند الأعزاء فائز الطاهر و طارق الطاهر و محمد الطاهر و عوض ابراهيم و ياسر فرح و كثيرون ممن لا تسع الذاكرة لذكر أسماؤهم..... _____________________
لك عاطر التحـايــا و لعموم أهل كسلا الطيبين........
Post: #374 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 04-11-2013, 08:33 AM Parent: #373
الاخ هيثم عبد العزيز نشكرك على هذه الاطلالة الرائعة ونهديك تلك اللوحة الزاهية التي لن تجد لها مثيلا في مكان الا قفي كسلا وفي لحظات نادرة يكون فيها القاش ساكنا هادئا وفي همسات رومانسية يغازل فيها جبال التاكا
والسواقي تتبسم لهما في شوق وحنان
Post: #375 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 04-11-2013, 09:44 AM Parent: #374
جبال كسلا في لقطة نادرة صورة من الاعلى.
احاطت بجبال الناكا اساطير كثيرة كنا نسمعها نمنذ الصغر وهي ان الجبال بها مغناطيس قوي جدا .. لذلك لا تستطيع الطائرة الاقتراب منها والا جذبها بقوة وحطمها ..
لم يقل لنا أحد ان الطائرات لا تصنع من الحديد بل بسبائك من التيتانيوم والالمونيوم وغيرها ..
على حال اللقطة واضح انها من طائرة اقتربت من الجبال وصورتها ..
Post: #376 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: ahmedona Date: 04-11-2013, 09:56 AM Parent: #374
Post: #377 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 04-11-2013, 11:05 AM Parent: #376
نرجع لمواصلة موضوع المنطقة الصناعية كسلا
بعد ثلاجة الموز وفرن ابو سيف الآلي توجد مطبعة كباشي
افتتحت المطبعة تقريبا في عام 1967 .. وتقع في مسحة تقريبا اربعمائة متر مربع .ز تكون من مباني في شكل حرف اليو بالانجليزية حيث يوجد حوش في الوسط به شجرة عنب بها غرفة في الطابق الثاني كانت في البداية سكن للفنيين على اساس انهم كانوا من العاصمة في البداية باعتباتر انه عملية الطباعة الالية كانت حديثة على المدينة لذلك لزم الامر الاستعانة بخبراء من العاصمة والحق بهم تلاميذ من ابناء كسلا اتقنوا الصنعة من اولاد الخرطوم .. وتوراثوها بعد ذلك جيلا بعد جيل ..
تتكون المطبعة من مطبعتين حديثتين من صناعة هيلدبرج الالمانية تعمل بالكهرباء
كما بها مكنتين اخرتين شبه يدويتين الحقت بها اخيرا بعد حوصرت المدينة بأزمة كهرباء طاحنة في اوخر السبعينات او اوائل الثمانينات قبل بناء محطة التوليد الكبيرة بغرب القاش ..
كما بها مقص ورق شيكي بعرض متر وسمك يصل لالف ورقة ..
كما بها قسم الصف ( صف الحروف) وتهيئة الفورمات للطباعة .. وبها قسم التجليد .. لتجليد الكتب والدفاتر والكراسات وخيرها ..
ماكينة تيبو الالمانية سرعتها القصوى تصل لثمانية الف ورقة في الساعة الواحدة .. عرض الورقة الاقصى حجم ورقة الفلسكاب المفتوحة ( دبل A4)
فيها تقنية عاليه في توزيع الحركة من الموتور واشتقاق منها ما يقارب الخمسين مهمة مختلفة ..
تشمل شفط الورق واستلامة وضغطه على الفورم وتحبير الفورمة ووضع الورقة في مكانه المخصص وتخفيض حامل الورق المطبوع ورفع حامل الورق الفاضي .. وهكذا المهام لاتكاد تصحى وكلها مشتقة من الموتور الكهربائي . وفوق هذا وذاك الماكينة موديل قديم اعتقد انه في اول الستينات .. لتثبت لك مدى براعة الالمان في صناعة الصناعة ..
Post: #378 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 04-11-2013, 11:28 AM Parent: #377
مطبعة التيبو صورة اوضح .. ادت هذه المكينة دورا كبيرا لاهل كسلا في الاول كانت الوحيدة بكسلا منذ عام ثمانية وستين حتى الثمانينات قبل ما تلحق بها ماكينة اخرى .. في الاول طبعت كل كروت الافراح لكل الاعزاء الذين تزوجوا في تلك الفترة طبعت تذاكر السينما والكورة .. دافتار الفواتير وتذاكر المستشفى روشتات الاطباء سندات القبض والصرف للمنظمات والقطاع الخاص دفاتر التحصيل للمجلس البلدي ..
قام بتشغيلها نفر كريم من ابناء كسلا معظمهم من ابناء الحلنقة .. اشهرهم الراحل دفع الله فكي عليه رحمة الله توفى في العام الماضي ..
دفع الله تتلمذ على هذه الماكينة منذ ان كان صبيا من احد اقربائه الاسطى جعفر الذي هاجر الى السعودية وكان من اةئل المغتربين من كسلا .. وبرع فيها دفع الله ..
لكن قطع شك ليست هي سبب شهرته .. انما سبب شهرنه
هو كان هداف نادي الاهلي بكسلا وقد لقب بالغزال لسرعته ورشاقته وفنه ..
بل تربع على صدارة هدافي الدوري بكسلا لمرات عديدة . كان انسان هادئ خلوق جدا لدرجة الخجل..
وقد برع دفع الله في ادارة ماكينة الطباعة وصيانتها كما برع ايضا في صف الحروف وقد تتلمذنا على يديه ولم يبخل علينا بالمعلومة ابدا ..
رحم الله الخلوق دفع الله فكي واسكنه فسيح جناته .. قد ذهب بهدوء وصمت من هذه الدنيا الفانية مثل ما كان يفعل فيها .. انسان هادئ تسبقه ابتسامته الوضيئة اينما التقيته ..حقيقة كان لنا بمثابة اخ اكبر وعشرة طويلة فاقت العشون عاما ..
تعطل الزرين تلذيم ينزلان سكين الورق فترة طويلة جدا قاربت العشرة سنوات .. وطيلة هذه الفترة كان يتم قص الورق بالزارع الاحتياطية وهي توجد في الخلف مثيتة على الطارة الرئيسية التي تنقل الحركة من الموتور وتحوله الى آلة ضغط السكين ..
وفي يوم ما التقيت بشاب فني كهربائي من ابناء كسلا .. تفاءلت فيه خيرا وقلت له هل يمكن ان يصلح زرار المقص التي تعطلت من قبل عشرة سنوات ..قال احاول . وجاء وتابع الازرار وفهم فكرة التشغيل ..
انا قلت لن نخسر شيئا اصلا هي عطلانه عطلانه .. وجلست اراقب فيه وفكه . وطلب قصاصات قماش وبدأ يلدك داخل العلبة التي ينزل بها الزراع ويدعك . انا اقترحت عليه ان يغسلها بالبنزين بدلا ان يبزل كل هذا الجهد في الدلك . لم ينشغل باقتراح وواصل في الدلك ومن ثم اعاد تركيب القطع وجرب الازرار اذ بها تشتغل بعد تعطلها لفترة طويلة .. بعد ذلك شرح الفكرة .. وقال هي عبارة عن مغنطيس كهربائي يتكون من ملف وقضيب حديد .. بمرور الوقت تراكم ال###### وخلق طبقة عازلة ضعفت قوة المغنطيس . وعندما دلكها بالقماش كل الذي فعله اعاد السطح لما كان عليه .. وقال لي لو غسلهات بالنزين ان الملف معزول بطبقة بلاستيكية رقيقة يمكن ان يذوبها البنزين ..
قلت ولازلت واقول يا لهذا البلد ليس بها شخصا عاديا في مقدمر اي شخص ان يدهشك بصورة ما ..
وسيد تفرد بشغل غريب ومميز لا احد يجاريه فيه استقل قوته الجسدية وخبرته في الحدادة والمكنكة ,.;hzi في توليف مكائن السيارات ..
وخاصة gلسيارات الامريكية .. معروف ان المقاطعة الاقتصادية بين السودان وامريكا حرمت السودانيين الذين يمتلكون سيارات امريكيه من قطع الغيار .. ولذلك كادت سياراتهم ان تهجر وتركن .. لو لا ظهور سيد مكين ..
فسيد له قدرة ان يولف ماكينة اللاندركوزر او اللاندروفر او الكامري في سيارة فورد او جيمس امركي .. فتصبح السيارة امريكية المظهر ويابانية الحشى ..
وبما انه المكان المخصص لماكينة في السيارات الامريكية واسع جدا بحيث يسع لسيارة تتكون من ثمانية بستن ... فتصبح ماكينة اللاندكروزر اليابانية ذات الست او الاربع بستن قصيرة جدا وتترك فراغا كبيرا في مقدمة السيارة .. فسيد مكين يعب هذه الفراغ بصندوق يشبه المدختة بحيث يحصر هواء المروحة ليبرد الماكينة وفي ذات الوقت يعبئ هذا الفراغ الذي يشوه منظر شنطة ما كينة السيارة ..
عمنا ابراهيم عبد الباسط رحمه الله كان انسان ايضا هادئ الصوت مهذب خلقا ..
كانت ورشته ورشة عادية متخصصه في الابواب والشبابيك التي تصنع من الحديد .. وصيانة الاثاثات الحديدية .
لكن وكعادة اهل كسلا يحب احدهم دائما ان يتميز بشغلة واحدة على الاقل لا يجاريه فيها احد ..
كان عم ابراهيم متخصصا في صيانة وتصنيه اقفال خزن (الفلوس) الحديدية ..
بمعنى انه كانت مهنته خطرة جدا جدا لو لم يكن هو انشان شريف ونبيل .
فهو له قد\رة في ان يفتح أي خزنة مفتاحها مفقود بل فوق ذلك قادر ان يصنع لها مفتاح بديل ..
جربته مره اذ فقدنا مفتاح الخزنة عندنا في المطبعة ..
ونصحني العمال ان استعين بعم ابراهيم عبد الباسط ..
وفعلا جاء عم ابراهيم وجلست اراقب كيف يعمل ..
اولا هو عنده حبل ملئ بخامات المفاتيح برؤوس مختلفة .. وخامات تعني ان المفتاح لا توجد به تلك الاسنان الشهيرة في رأس المفتاح .. اخاتر مفتاحا معينا من تلك المفاتيح وبدأ يضغطه بقوة في اتجاه الفتح ثم اخرجه بعد قليل عليه ندوب وخدوش من اثر تلك المحاولات .. ثم استخرج مجموعة مبارد صغيرة بدأ( ينكأ في تلك الجروح) اي يعيد النقر عليها بالمبارد .. ثم يعيد المحاولة .. تظهر ندوب داخل الندوب يعيد الحفر من جديد بالمبارد .. وهكذا في المحاولة تكاد تكون الرابعه او الخامسة لا فتحت الخزنه .. وفك ابراهيم المفتاح الذي اجرى به التجارب وقدمه لي باعتبار انه المفتاح بدل الفاقد .. جربته اكثر من مرة وعمل فعلا ..
الشغلة دقيقة وتحتاج لصبر ومثابرة واتنقان لذلك كان عم ابراهيم ينايبها شكلا ومضمونا ..
رحمه الله لااعتقد انه ورثها لاحد لانها لم تكن ساهلة ..
Post: #384 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 04-13-2013, 10:47 AM Parent: #383
Post: #385 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 04-13-2013, 11:02 AM Parent: #384
Quote: وعلى ذكر الكوادر الطبيه هنالك شريحة مهمة تميزت بها كسلا وهم شريحة المساعديين الطبيين .
مجموعة منالاخيار او الاعمام بصورة ادق شكلوا ركيزة اساسية في البناء الاجتماعي بكسلا فضلا عن البناء الصحي
وهم فئة المساعدين الطبيين ونذكر منهم
عمنا فضل عجيب رحمه الله عمنا هاشم اغا رحمه الله . عمنا هاشم الطيب .. عمنا عوض عيسى رحمه الله .. عمنا عوض احمد ... عمنا هاشم همبلية .. عمنا الشيخ سيد احمد ود الفقير
استاذنا الدرديري
سلام واحترام
التحايا والتقدير لك ولهذه المساحة الرائعة والدافئة من الحكي الجميل والممتع و كم هي عظيمة هذه الشخصيات التي ذكرتها وماشاء الله تبارك الله علي ( المموري ) . ونسال الله الرحمة والمغفرة لمن غادر هذه الفانية ومن هو علي قيد الحياة ان يمتعهم بالصحة والعافية لقد اتزكرت منهم مجموعة كبيرة وشاهدتهم وانا في صغري ( عشان ما تقول الزول ده كبير ) بحكم علاقتهم بخالي عوض احمد
و اتزكر ايضاً واحد لم تزكره من ضمن الذين عملوا بالمستشفي لكن لا اعرف اسمه الحقيقي و كان يلقبونه بي ( حمامة ) وعلي ما اظن من سكان حي الحلنقة لو لم تخونني الزاكرة
Quote: عمنا عوض احمد وعمنا الشيخ تخصصوا في العمليات الجراحية الصغيرة كخياطة الجروح وختان الذكور .
Quote: عمنا عوض احمد
الخال .. عوض احمد ربنا يمتعه بالصحة والعافية و ان يطول الله في عمره ان شاء الله
وعلي ما اتزكر ديوان الخال عوض احمد بمنزله العامر بحي الترعة كان عبارة عن عملية صغيرة .. ويأتون اليه الناس من كل ناحية من سكان حي الترعة او خارجه سواء كان ( للطهارة ) او لاجراء العمليات الصغيرة من خياطة للجروح او نظافتها او لاعطائهم ( الحقن ) وبالذات في موسم الملاريات وباب منزله كان مفتوح للجميع وفي اي وقت ..
Quote: كما انهم كانوا اباء مثاليين .. نجحوا في تربية ابناءهم وورثوهم المجال الطبي فكان عمنا هاشم الطيب والدا لعدد من الاطباء وعمنا فضل عجيب والدا للصديق الدكتور عاطف فضل عجيب وعمنا هاشم عطا والدا للزميل دكتور جمال هاشم اغا
وايضاً الخال عوض احمد تخرج ابنه الاكبر ( محمد ) طبيب عمل بمستشفي كسلا لفترة ثم التحق بالسلاح الطبي
صورة للخال عوض احمد امام منزله بعد ان تقاعد للمعاش .. نسال الله له بدوام الصحة والعافية
استاذ حسن أحمد كان استاذ بمواصفات جامعة شخص ممكن ان تتعلم منه الحياة في اسمى معانيها الحرص والجدية والمثابره والاهتمام ..
درسسنا اللغة العربية لم نشعر بقمتها وجمالياتها واهميتها وروعتها الا بعده نحن كنا في الصف السادس
على قرار السلم التعليمي والميول الاجتماعية في السودان من الابتدائي تنصب الاهمية على المواد العلمية على اعتبار ان اللغة والدين والتاريخ هي مواد ثقافية نافلة لكن استاذ حسن احمد خير من غير فينا هذا الفهم الواهم حرصا على تأسيسنا فصاحة وبلاغة شعرا ونثرا .. زرع فينا تشويقا لحصته وحسرة في نهايتها يكاد يكون الصف السادس الوحيد في كسلا في تلك الفترة الذي يأتي الساعة السادسة صباخا ليحضر حصة في اللغة العربية . المـألوف ان الزمن الاضافي عادة يكون للرياضيات ..
تحية عبرك لهذا الاستاذ القامة وشهادة للتاريخ ان كان لهذا القلم قيمة يوما فيكفيه فخرا بأنه تعتق حبره على يد استاذ حسن أحمد ..
يأسرني السحاب وهو يعانق الجبال .. هذا المنظر لا تستطيع ان تلتفت عنه او تغمد عينيك
Post: #393 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: Mohiedin Sir El Khatim Date: 05-15-2013, 09:04 AM Parent: #391
بوست جميل أعادنى لعشرات السنين ..
المدينة الساحرة ..
زرتها لأول مرة فى نهاية ستينيات القرن الماضى وبرفقة والدى علية رحمة الله .. إرتباطى بكسلا و زيارتى التى فيما بعد أصبحت شبه متكررة كانت لجدى الطيب حمد عليه الرحمة وهو من أشهر مفتشى البلدية و أبنائه الأستاذ زاهر وهو محامى إستقر حاليا بالخرطوم، و الأستاذ زاهى الدين والذى كان معلما بمدرسة كسلا الثانوية، ولى فى مدينة كسلا عدد من الأصدقاء و المعارف يفوق عدد أصدقائى بمدينة مدنى والتى ولدت وترعرت بها، أذكر منهم عمـر نور الدين، علاء الدين كورينا و شقيقة عوض، عامر سعد الله و شقيقه عوض ، عادل تاج السر وابن عمة بدر الدين، ماجد عيد، الفكى و شقيقة عبد الحميد، عمر و بابكر وعثمان طمبل، عصام نابليون، عوض خاطر، على إسماعيل والذى هاجر لأرتريا فى بداية الثمانينات، أولاد الحاج نمر والقائمة تطول.
و هنالك أماكن و شخصيات لم يفارقوا مخيلتى: دكان الأمين و دكان الكندرى، الكنيسة و لعب كرة السلة، ومن الشخصيات الحاج محمد الماظ و الحاج التوم عليهما الرحمة ، فيصل والأعلانات،
و ... كانت لنا أيام
Post: #394 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 05-15-2013, 09:35 AM Parent: #393
نعم من ذكرت يا محي الدين
وكلهم اصدقاء وابناء حي وزملاء دراسة نكن لهم كل الود والتقدير
ورحم الله عمنا الطيب
وطرح البركة في ابنائه الاستاذين زاهر وزاهي الدين
ومن ينسى زهرة الطيب
اول ظابط مجلس انثى تقريبا في كل شرق السودان
وكانت محط اعجاب لجميع اهل المدينة شكلا ومضمونا
لما احدثته من تغيير معنوي وحسي في كل مرافقها
وهي تجوب المدينة بسيارة المجلس مع سائقها الخاص وبزيها الرسمي
وبشخصيتها الحاسمة والحازمة
لم نسمع لها بقضية تلاعب او فساد والا لغدت من اثرياء المدينة لو ارادت .
Quote: .يا سلام يا حرسي وعلى ذكر خالكم العم عوض احمد
والخيرين بالخيرين يذكروا
لا يقوتنا ذكره حتى نتذكره خالكم الاستاذ حسن أحمد
الذي درسنا بمدرسة كسلا الميرغنية الشرقية
استاذ حسن أحمد كان استاذ بمواصفات جامعة شخص ممكن ان تتعلم منه الحياة في اسمى معانيها الحرص والجدية والمثابره والاهتمام ..
درسسنا اللغة العربية لم نشعر بقمتها وجمالياتها واهميتها وروعتها الا بعده نحن كنا في الصف السادس
على قرار السلم التعليمي والميول الاجتماعية في السودان من الابتدائي تنصب الاهمية على المواد العلمية على اعتبار ان اللغة والدين والتاريخ هي مواد ثقافية نافلة لكن استاذ حسن احمد خير من غير فينا هذا الفهم الواهم حرصا على تأسيسنا فصاحة وبلاغة شعرا ونثرا .. زرع فينا تشويقا لحصته وحسرة في نهايتها يكاد يكون الصف السادس الوحيد في كسلا في تلك الفترة الذي يأتي الساعة السادسة صباخا ليحضر حصة في اللغة العربية . المـألوف ان الزمن الاضافي عادة يكون للرياضيات ..
تحية عبرك لهذا الاستاذ القامة وشهادة للتاريخ ان كان لهذا القلم قيمة يوما فيكفيه فخرا بأنه تعتق حبره على يد استاذ حسن أحمد ..
له منا أطيب الامنيات بالصحة والعافية ..
ونسأل الله ان يمكننا من رد دين له في اعناقنا
أقلاه ان يجزيه عنا خير الجزاء
الاستاذ الدرديري تحياتي واحترامي
شكري وتقديري لك في كل كلمة كتبتها في الخال/ حسن احمد وفعلاً الخال حسن انسان تحس بانه مختلف تماماً عن بقية الناس وانسان من كوكب تاني بطريقة تعامله واسلوبه الجميل و دائما اسلوبه وطريقة تعامله مع الناس سواء كان في المدرسة او خارجها او حتي داخل بيته نفس الاسلوب ونفس التعامل وحتي نحن ابناء ( اخواته واخوانه ) داخل الاسرة نرتاح في التعامل والنقاش معه لتعامله الراقي و تجده مع الكبيير كبير ومع الصغير صغير
تمياتي له بدوام الصحة والعافية
و كل الشكر والتقدير يا استاذنا
واصل متابعنك وفي انتظار المزيد عن كسلا وعن انسان كسلا
Hussein Shingrai · Toronto, Ontario جمال توتيل كلمات: حسين شنقراي ما بساوي النيل قطرة من توتيل ولا جنان إزمير زي سواقي سبيل شوفو نهر القاش كم جميل بالليل ------- عليهو تحنو الدوح زي حسان بتميل لامن نجيب زكراو تلقانا متنا عديل ---------- كم مره دق الباب جانا شوق وأحضان زغرد فرح دا الحوش ودابت هوي الحيطان وشال قلبنا الحب وأصبح عشوق غرقان دا الغريب إن زار بيقول عليهو فيضان ---------- محال يا بلد أنساكا ما طاف بالفكر هجرك ولا خفق القلب لسواكا سلامي مرسل ليك وسائل الفرح يغشاكا أحبك إنتي يا كسلا وكمان جبال التاكا
رد · · منذ 4 ساعات
Post: #399 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 07-01-2013, 08:18 AM Parent: #398
سلام يا حرسي
وكل ربع وكسلا وبخير انشاء الله
وتحية للاخ والصديق الشاعر الرقيق حسين شنقراي
له عاطر التحايا
Post: #401 Title: Re: كسلا - عبقرية مكان وزمان وإنسان Author: درديري كباشي Date: 08-29-2013, 05:02 AM Parent: #399
عمنا عبد الله الكندري عليه رحمة الله ..
كسلا والى عهد قريب لم تكن تعرف مكاتب المراجعة المحاسبية والقانونية
انما كان عمنا الكندري هو الرجل المختص والموثوق به من جميع اهل المدينة لجرد االبضائع واحتساب الارباح السنوية وفض الشراكات ..
قد لايكون عمنا الكندري يستخدم الاساليب وموازين المراجعة المحاسبية بطرق علمية .او بطريقة مكاتب المحاسبة
لكن له طريقة محسوبة لاحتساب الارباح آخر السنة وتقسيمها بين الشركاء او لتحديد الربح السنوي والذي يمثل فرق البضاعة بالزيادة عن بضاعة اول السنة زايد النقد بالبنك والصندوف .. بعد يقسم حصص الارباح كل من الشريكين يكون لهم مبلغ معين من ارباحهم يسحبونه خلال السنة .. بكل اريحية يقبل الشركاء قسمة عمنا الكندري دون ادنى اعتراض او شك وهذا ما لا يحظى به حتى مكاتب المراجعة القانونية المتعارف عليها .
لكن هذا ليس المهم انفي شخصية عمنا الكندري .. سر وقبول وكاريزما مدهشة ..
ما يحير في شخصيته هو كيف استطاع ان يلقى هذا القبول والاقبال حتى من الشركاء المتشاكثين .. فان نتيجة فحصة وارباحه تكون مرضية للجميع ..
لو حللنا شخصية هذا الرجل النادر فتجده هو شخص هادئ جدا كثير الابتسام وديع ولطيف جدا ..
اشتغلنا معه كثير في جرد مؤسسة كباشي استسلمنا لاسلوبه رغم تخصصنا في ذات المجال ..
في الوقت الذي تكون فيه المكتبة مغلقة الابواب والحر شديد ونحن نعمل بالجرد بالداخل كان عمنا الكندري يلطف الجو بنكاته وقفشاته اللذيذة والتي غالبا ما يقتبسها من عناوين الكتب التي نقوم بجردها وقد كان مثقفا مطلعا ملما بكثير من القضايا ..
في آخر زيارة لي الى مدينة كسلا عام 2006 كان من الاشخاص الذين قسم الله لي زيارتهم وهو في مرضه الاخير ووجدته كما هو يبتسم رغم الالم وبنفس وداعته سألني عن الوالد واخوتي وطلب مني السلام عليهم ..
وودعته وخرجت وقبل ما اعود الى السودان وصلني النبأ الفاجع برحيله .. كأن زيارتي الخاطفة الى كسلا كانت بغرض توديع هذا الرجل الطيب والذي يستحق منا خالص الدعوات الصالحات .. ونسأل الله ان يطرح البركة في ذريته التي اورثها كنز عظيم باجماع اهل كسلا في حب هذا الرجل الطيب ..