بالله مروا خمس سنين ؟ (الرواية الجماعية الأولى في المنبر)

بالله مروا خمس سنين ؟ (الرواية الجماعية الأولى في المنبر)


06-24-2013, 10:41 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=440&msg=1372642421&rn=35


Post: #1
Title: بالله مروا خمس سنين ؟ (الرواية الجماعية الأولى في المنبر)
Author: داليا حافظ
Date: 06-24-2013, 10:41 AM
Parent: #0

http://www.youtube.com/watch?v=vitmXYsU70s

Post: #2
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: داليا حافظ
Date: 06-24-2013, 10:46 AM
Parent: #1

دي عشرة ماهينة..


وأيام كتيييرة في حساب العمر..

Post: #4
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: داليا حافظ
Date: 06-24-2013, 10:48 AM
Parent: #2

ونص عقد من الزمااان كمان ..

Post: #8
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: داليا حافظ
Date: 06-24-2013, 11:00 AM
Parent: #4

وياربي الحصيلة ..كم متاوقة؟ وكم كليك ؟وكم ضحكة؟ ..وكم دهشة ؟

وكم مرة فرحت ..؟وكم من المرات شعرت بالمواساءة وبالاسى ..و...و


المكان ده ورغم تجنينا عليهو لما نكون غضبانين ..مافي منو اتنين ..


فيهو فرحنا ..وانفعلنا ..واكتشفنا كنوز ..وانصدمنا ..واتعلمنا ..حتى لو كابرنا وأنكرنا ..

عن نفسي ما مشتتة أبدا بين المواقع ..تمت دعوتي لموقعين أو تلاتة وشاركت بكم من مداخلة وجريت ..

إلا المكان ده كلما ابعد منو اجري وأجيهو راجع ..

هنا في سحر خاص ..وده كلام صادق مافيهو ريحة رياء ..أو هكذا أدعي :)

Post: #3
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: أمير محمد ادريس
Date: 06-24-2013, 10:46 AM
Parent: #1

كل عام وانتي بخير يا أختاه

Post: #6
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: garjah
Date: 06-24-2013, 10:55 AM
Parent: #3

كل سنة وانتي طيبة

بس ما باركتي لي العشرة حقتي

Post: #12
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: داليا حافظ
Date: 06-24-2013, 11:25 AM
Parent: #6

وأنت بالف خير يا أمير ..



وكل عقد وأنت طيب ياقرجة ..




القصيدة حلوة شديد ..

Post: #5
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: عاطف عمر
Date: 06-24-2013, 10:54 AM
Parent: #1

كل عام وأنت وملوكة والهباني بألف خير وسعادة
زادكم الله صحة
وزادكم سعادة حتى ( تخلعكم ) دورة السنوات الخمس بمرورها

وزادكم من نعيم الذرية الصالحة وراحة البال

Post: #7
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: garjah
Date: 06-24-2013, 10:59 AM
Parent: #5

نحن في ضلك وفي رجا ضيك

ورجا ايامك الحلوة

ياما سهرنا ليالي

حاضنين فيك كي بوردنا

شان نوافيك في المواعيد

صبحا بدري يا عشاي دايما بجيك

صف اونلاينك زايد زايد

وبشم فيك هوا كل الشبابيك

ياما اتلاقينا

افكارنا تتصافح في سما سماحك

ياما طقينا حنكنا

وقرقرنا

وفي تراب حوشك

جرجرنا عكازنا رسمنا

وياما انتظرنا طلة الزول السمح من شبابيكك

يجر حرفين جنب نضمنا

ومرسال شوقنا شايلو مسنجرك

جرجر حكاوينا طرف النهار واخر الليل



وفيك لاقينا كنوز بلدنا نتصافح

ونبرم طواقينا ونخلف رجولنا حبا فيك

اي والله نبرم طواقينا حبا فيك

ونكتح فيك النضم الجميل موزون

ونهضم فيك افكار كل الملل

شان نسوي لينا هوية في الزمن الصعب

هوية نقابل بيها مشلضم الايام

وصرة بووز الزمن الكعب

Post: #9
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: عاطف عمر
Date: 06-24-2013, 11:06 AM
Parent: #1

داليا يا ( نسيبة ) إبني

ظننتك تتحدثين عن ( عيد زواجك )
ويبدو أنها قد ضربت في العارضة

ما عليك

إعتبريها تهنئة ( مقدماً )

وأكون بذلك قد ضمنت حصولي على شرف المهنئ الأول بمرور ( نصف عقد ) من الزمان على زواجكم الميمون


_________________

وفي موضوع البوست

كنت - ولا تزالين - إضافة نوعية حقيقية للمنبر
فهماً واحتراماً للنفس وللآخر

Post: #10
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: داليا حافظ
Date: 06-24-2013, 11:16 AM
Parent: #9

تسلم ياعاطف ..ديك الساعة لمن نناسبك ..


ولايهمك أنا عملت الموضع بطريقة خلتو حمال أوجه ..

وإن كان برضو تاريخ عيد زواجي قرب ..


شكرا لرأيك ..وبقدروا كتير ..

Post: #11
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: داليا حافظ
Date: 06-24-2013, 11:21 AM
Parent: #10

وشكر خاااص لبكري أبوبكر ربان المكان ..

الذي قبل كتابتي هنا دون تزكية أو واسطة ..وبشكل مباشر ..واستجابة أكتر من سريعة ..

وقد كان سببا لأجد متنفسا مهما أصدح فيه برأي بلا خوف ..وملاذا يأويني من هجير الغربة ..


شكرا كتيييير يا بكري ..

Post: #15
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: داليا حافظ
Date: 06-24-2013, 11:41 AM
Parent: #11

والتحايا موصولة للدفعة 2008 الهزت اركان المنبر ..

Post: #13
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: احمد حمودى
Date: 06-24-2013, 11:28 AM
Parent: #9

كل سنة وانت طيبة مع ملوكلة وود هبانى

Post: #14
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: رانيه محمد الشيخ
Date: 06-24-2013, 11:33 AM
Parent: #13

باقى لى سنتين
:)))))))))))))))

Post: #16
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: داليا حافظ
Date: 06-24-2013, 11:59 AM
Parent: #14

شكرا ياحمودي ..


ويارانيه هسة السنتين بجروا هوى ..وكان الله أدانا عمر بنبارك ليك :

Post: #17
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: محمد على طه الملك
Date: 06-24-2013, 01:33 PM
Parent: #16

وكم يوم وكم ساعة معاهن4949 مشاركة يتربن في عزك ..
بس يا ريت لوكنت بريتينا بعمل من أعمالك القصصية الماتعة ..
أو اقوليك كلام خلينا نبني رواية بنت لحظتها يشارك فيها زوارك في البوست ..
الاقتراح إذا عجبك ختي لينا البداية بعديها يضيف كل زائر من عنده كان فقرة كان فقرتين ..
إذا نجحت تنقلي البوست للربع الجديد ..
مين عارف يمكن نعمل سابقة لرواية جماعية .

Post: #18
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: عمر الفاروق
Date: 06-24-2013, 01:40 PM
Parent: #17

حكمة الله الواحدة فيكن ليها جغلومية سنة بتعمل عيد ميلاد .يوم واااحد ما جات واحدة كتبت 42 سنة في هذا المكان وجوة كتبت لا أصق أنني بقيت في هذه الدنيا منذ ميلادي حتى الان ل 42 سنة :) :) :)
لكن بالله الواحدة تتم ليها عيد زواج توريك عااادي ليها كم سنة متزوجة ..تتم ليها وظيفة توريك عااادي ..
داليا إحترفي ال 5 دي نضيف ليها كم ؟ طبعاً أكيييد ح نطلع بي الواحد عشان نجيب العمر الحقيقي :) :)

Post: #19
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: أيمن الفاضل
Date: 06-24-2013, 01:41 PM
Parent: #17

خمسة سنين وما قادرة تختي فيديو في البوست ؟
والله حقو يطردوك من هنا


كل سنة وإنت طيبة يا داليا

Post: #20
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: جمال الباقر
Date: 06-24-2013, 03:00 PM
Parent: #19

داليا يادفعة

فعلا ده كلام صح
Quote: كان ده ورغم تجنينا عليهو لما نكون غضبانين ..مافي منو اتنين ..


فيهو فرحنا ..وانفعلنا ..واكتشفنا كنوز ..وانصدمنا ..واتعلمنا ..حتى لو كابرنا وأنكرنا ..

Post: #21
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: داليا حافظ
Date: 06-24-2013, 04:13 PM
Parent: #17

Quote: الاقتراح إذا عجبك ختي لينا البداية بعديها يضيف كل زائر من عنده كان فقرة كان فقرتين ..


عجبتني جدا يا الملك ..ومحفزة وياريت تنجح وحا عتبرها احلى هدية

وحاخد الفكرة من مداخلة عمر الفاروق المشاترة كالعادة وبالمرة ازوغ منو هههههه..


بسم الله ..
فاجأها سؤاله المباغت ..فسحبت غطاء رأسها للأمام لتخفي ثلاث شعيرات بيضاء تصر على التلويح ..
معلنة في كل مرة حرب شعواء على "الحنة الهندية" الرخيصة التي أعلنت انسحابها سريعا لتجعلها تواجه وحدها لؤم الاسئلة ..وقسوة الصدق المغلف بذكريات باذخة .
.أعاد السؤال مرة رابعة أو عاشرة لم تعد تذكر كل ما كانت تفكر فيه إجابة لا تنهش في نزاهة حبها للحياة ..ولا تقطع الأمل لدنيا ظنت دوما أنها تليق بها ..
نفضت الغبار عن مراوغة الأنثى في داخلها ..وأجابت : أمازال هناك من يسأل هذا السؤال..؟!

Post: #22
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: محمد على طه الملك
Date: 06-24-2013, 08:01 PM
Parent: #21

Quote: بسم الله ..
فاجأها سؤاله المباغت ..فسحبت غطاء رأسها للأمام لتخفي ثلاث شعيرات بيضاء تصر على التلويح ..
معلنة في كل مرة حرب شعواء على "الحنة الهندية" الرخيصة التي أعلنت انسحابها سريعا لتجعلها تواجه وحدها لؤم الاسئلة ..وقسوة الصدق المغلف بذكريات باذخة .
.أعاد السؤال مرة رابعة أو عاشرة لم تعد تذكر كل ما كانت تفكر فيه إجابة لا تنهش في نزاهة حبها للحياة ..ولا تقطع الأمل لدنيا ظنت دوما أنها تليق بها ..
نفضت الغبار عن مراوغة الأنثى في داخلها ..وأجابت : أمازال هناك من يسأل هذا السؤال..؟!

عمر الفارووووق ..
اقبل التحدي ولَ قول لي رافد ^ _ ^
غايتو بصراحه كدا شفقت عليك من الموقف الاتختيت فيه ^ _ ^
علي كل حال ممكن تستعين بصديق أو إذا قلت الرووب بنديك يد ..
بس برضو واثق من قدراتك كولد قلبا على الحكي الطاعم ..
قدامك الورقة والقلم ــ أها ؟

Post: #23
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: يحي قباني
Date: 06-24-2013, 09:05 PM
Parent: #22

داليا يا ستهم ...

الله يطول في عمرك و يديك العافية انتي و اسرتك الجميلة ...

بس خمسة سنين عرس دي كده عصرتي علينا شديد ...

Quote: داليا يا دفعة

فعلا ده كلام صح

جمال الباقر يا صديق ...

ما تتسلبط في دفعة 2008

انت عامل زي اولاد دفعتك المولودين في يناير وعاملين صغار ...

الله يديك العافية ... و انشالله سالمين و تامين ...

Post: #24
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: عمر الفاروق
Date: 06-24-2013, 10:40 PM
Parent: #23

Quote: وأجابت : أمازال هناك من يسأل هذا السؤال..؟!

إبتسم إبتسامة جعلت كل من حوله يكفر بقوانين الطبيعة ويعود بذاكرته لقوم موسى ..كيف لا وهم يرونها إبتسامة فاقع لونها غير أن البقر لم يتشابه عليهم ..
هزّ رأسه نافياً ثم إستطرد قائلاً ..:
كنا صغاراً عندما درسنا علوم الإحصاء وحينها لم نكن نعرف لما كان الأستاذ يجمع كل حزمة من أعداد مع بعضها البعض لتمثل قيمة ..الان فقط أدركت أن كل سبيبة بيضاء تمثل عقدين من الزمان ..
لا عليك فالثلاثة تبدو باهتة اللون مما يعني أنها تمثل عقداً واحداً ..إذن فأنتي شابة خمسينية في مقتبل العمر ..
ثم همهم بكلمات وهو يغادر المكان :
لو كانت عملتو ميج بني كان ماف زول لاحظ..

Post: #25
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: Afraa Sanad
Date: 06-24-2013, 10:57 PM
Parent: #24

Quote: والتحايا موصولة للدفعة 2008 الهزت اركان المنبر .


ديل انحنا القالوا متنا وقالوا فتنا وقالوا للناس انتهينا

Post: #26
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: محمد على طه الملك
Date: 06-25-2013, 00:39 AM
Parent: #25

بسم الله ..
فاجأها سؤاله المباغت ..فسحبت غطاء رأسها للأمام لتخفي ثلاث شعيرات بيضاء تصر على التلويح ..
معلنة في كل مرة حرب شعواء على "الحنة الهندية" الرخيصة التي أعلنت انسحابها سريعا لتجعلها تواجه وحدها لؤم الاسئلة ..وقسوة الصدق المغلف بذكريات باذخة .
.أعاد السؤال مرة رابعة أو عاشرة لم تعد تذكر كل ما كانت تفكر فيه إجابة لا تنهش في نزاهة حبها للحياة ..ولا تقطع الأمل لدنيا ظنت دوما أنها تليق بها ..
نفضت الغبار عن مراوغة الأنثى في داخلها ..وأجابت : أمازال هناك من يسأل هذا السؤال..؟!
--
إبتسم إبتسامة جعلت كل من حوله يكفر بقوانين الطبيعة ويعود بذاكرته لقوم موسى ..كيف لا وهم يرونها إبتسامة فاقع لونها غير أن البقر لم يتشابه عليهم ..
هزّ رأسه نافياً ثم إستطرد قائلاً ..:
كنا صغاراً عندما درسنا علوم الإحصاء وحينها لم نكن نعرف لما كان الأستاذ يجمع كل حزمة من أعداد مع بعضها البعض لتمثل قيمة ..الان فقط أدركت أن كل سبيبة بيضاء تمثل عقدين من الزمان ..
لا عليك فالثلاثة تبدو باهتة اللون مما يعني أنها تمثل عقداً واحداً ..إذن فأنتي شابة خمسينية في مقتبل العمر ..
ثم همهم بكلمات وهو يغادر المكان :
لو كانت عملتو ميج بني كان ماف زول لاحظ..
--
بدت مرتبكة إلى حد ما وهي ترى إصراره ، رجعت إلى الوراء قليلا وضغطت بأطراف يسراها على زر مقعدها ليرتخي ظهرها ، في محاولة منها لتبدو كمن تستجمع نواصي الحكمة ، وهي في حقيقتها كانت تستجمع بعثرتها ، نظرت إليه وهو يغادر مقعده وهمهماته التي أطلقها من ورائه لا زال صداها يتردد في المكان .
سحبت أناملها المخروطية الرقيقة عن غطاء رأسها الذي بدت ألوانه منسجمة تماما مع لون بشرتها المخملية ، وتساءلت في سرها أتراه صدقا يعنيني بوجه خاص ؟
ماظنيت . لعله رغب لفت انتباهي لظاهرة أو عادة شائعة في دنيا الأنثويات ، ثم قطبت جبينا وهي تحدث نفسها متسائلة :
أتراه جافيا إلى الحد الذي يعجزه تقدير أحاسيس الأنثى ؟
لالا ما ظنيت ـ
بس تخصصه في العلوم الرياضية جعلت نظرته للأشياء حبيسة لتلك المعادلات ، عندها سمعت طرقا على الباب ، فغشت أطراف شفتيها ابتسامة خفيفة وهي ترى صديقتها ولاء تدلف مسرعة وهي تصرخ في وجهها :
مش قلت ليك يا تايهة الليلة مواعيدنا مع ناس بيوتي سنتر ؟

Post: #27
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: داليا حافظ
Date: 06-25-2013, 08:37 AM
Parent: #26

شكرا يا أيمن وجمال وعفراء ويحي ..تسلموا كتير ..يلا شاركونا ..

ـــــــــــــــــــــــــ

يا أخوانا مشروع (الملك ) مممكن تطلع منها حاجة نحن ما اتخيلناها ..


الجميع مدعويين للمشاركة ..والبتخيلوا أنهم ما بعرفوا بالذات ..خلونا نتلم في حاجة تجمعنا كلنا ..الرواية مفتوحة لكل الاحتمالات ..بإمكانك ان تغير مسار الفكرة كيفما شئت أقحموا اهمامتكم السياسية والدينية والعلمية أو أيا كانت فقط في قالب روائي ..

حتى السطرين مقبولين ويجعلونك مساهم في الرواية ..، منفتحين نتقبل اللغة العربية والدارجة بكل لهجات السودان ..وحتى لغاته فقط ارفق هامش شرح مبسط حتى يكون مفهوم للجميع ليبنوا فوقه ..عبروا عن المشاكل التي تهمكم ، القضايا التي تشغلكم..عاداتنا المختلفة ..اثنياتنا المتعددة في ذات السياق الروائي ..

ومنوا عارف إمكن يبقى مشروع قومي كبير ,,

يلا همتكم ..اتحفونا ..


ـ

ملاحظة: وهي رجاء وليس أمر ياريت البدخل يبني طوالي فوق السبقوا بدون تعليقات على كلام الآخرين ..أو مساهماتهم..فقط مساهمتك في الرواية من أي زاوية تشاء وهذا فقط من أجل سهولة الاسترسال والمتابعة ..

ونخلي التقييم بعدين ..أو في بوست منفصل ..ألف شكر


وشكرا تاني يا الملك ..

Post: #28
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: ابو جهينة
Date: 06-25-2013, 09:22 AM
Parent: #27

تحياتي أختنا داليا

وياربي الحصيلة ..كم متاوقة؟ وكم كليك ؟وكم ضحكة؟ ..وكم دهشة ؟

وكم مرة فرحت ..؟وكم من المرات شعرت بالمواساءة وبالاسى ..و...و


المكان ده ورغم تجنينا عليهو لما نكون غضبانين ..مافي منو اتنين ..


فيهو فرحنا ..وانفعلنا ..واكتشفنا كنوز ..وانصدمنا ..واتعلمنا ..حتى لو كابرنا وأنكرنا ..

عن نفسي ما مشتتة أبدا بين المواقع ..تمت دعوتي لموقعين أو تلاتة وشاركت بكم من مداخلة وجريت ..

إلا المكان ده كلما ابعد منو اجري وأجيهو راجع ..

هنا في سحر خاص ..وده كلام صادق مافيهو ريحة رياء ..أو هكذا أدعي :)


كلام في الصميم ويلامس سقوف الواقع المعاش في هذا الحوش الماهل
كل سنة وأنت بألف خير

Post: #29
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: Siham Elmugammar
Date: 06-25-2013, 09:59 AM
Parent: #28

بسم الله ..
فاجأها سؤاله المباغت ..فسحبت غطاء رأسها للأمام لتخفي ثلاث شعيرات بيضاء تصر على التلويح ..
معلنة في كل مرة حرب شعواء على "الحنة الهندية" الرخيصة التي أعلنت انسحابها سريعا لتجعلها تواجه وحدها لؤم الاسئلة ..وقسوة الصدق المغلف بذكريات باذخة .
.أعاد السؤال مرة رابعة أو عاشرة لم تعد تذكر كل ما كانت تفكر فيه إجابة لا تنهش في نزاهة حبها للحياة ..ولا تقطع الأمل لدنيا ظنت دوما أنها تليق بها ..
نفضت الغبار عن مراوغة الأنثى في داخلها ..وأجابت : أمازال هناك من يسأل هذا السؤال..؟! (داليا حافظ)
--
إبتسم إبتسامة جعلت كل من حوله يكفر بقوانين الطبيعة ويعود بذاكرته لقوم موسى ..كيف لا وهم يرونها إبتسامة فاقع لونها غير أن البقر لم يتشابه عليهم ..
هزّ رأسه نافياً ثم إستطرد قائلاً ..:
كنا صغاراً عندما درسنا علوم الإحصاء وحينها لم نكن نعرف لما كان الأستاذ يجمع كل حزمة من أعداد مع بعضها البعض لتمثل قيمة ..الان فقط أدركت أن كل سبيبة بيضاء تمثل عقدين من الزمان ..
لا عليك فالثلاثة تبدو باهتة اللون مما يعني أنها تمثل عقداً واحداً ..إذن فأنتي شابة خمسينية في مقتبل العمر ..
ثم همهم بكلمات وهو يغادر المكان :
لو كانت عملتو ميج بني كان ماف زول لاحظ.. (عمر الفاروق)
--
بدت مرتبكة إلى حد ما وهي ترى إصراره ، رجعت إلى الوراء قليلا وضغطت بأطراف يسراها على زر مقعدها ليرتخي ظهرها ، في محاولة منها لتبدو كمن تستجمع نواصي الحكمة ، وهي في حقيقتها كانت تستجمع بعثرتها ، نظرت إليه وهو يغادر مقعده وهمهماته التي أطلقها من ورائه لا زال صداها يتردد في المكان .
سحبت أناملها المخروطية الرقيقة عن غطاء رأسها الذي بدت ألوانه منسجمة تماما مع لون بشرتها المخملية ، وتساءلت في سرها أتراه صدقا يعنيني بوجه خاص ؟
ماظنيت . لعله رغب لفت انتباهي لظاهرة أو عادة شائعة في دنيا الأنثويات ، ثم قطبت جبينا وهي تحدث نفسها متسائلة :
أتراه جافيا إلى الحد الذي يعجزه تقدير أحاسيس الأنثى ؟
لالا ما ظنيت ـ
بس تخصصه في العلوم الرياضية جعلت نظرته للأشياء حبيسة لتلك المعادلات ، عندها سمعت طرقا على الباب ، فغشت أطراف شفتيها ابتسامة خفيفة وهي ترى صديقتها ولاء تدلف مسرعة وهي تصرخ في وجهها :
مش قلت ليك يا تايهة الليلة مواعيدنا مع ناس بيوتي سنتر ؟ (محمد طه الملك)
-----------
رنت الى وجه صديقتها ..وهى تسترجع علاقتهن الممتدة كالنيل قبل ان يخترع الانسان بناء السدود
وتسألت ما بال الاء فى الفترة الاخيرة وكأنها لا تجد شىء تفعله كلما التقينا الا أن تزيل غطاء شعرى و تسترسل فى عد حسناتى البيضاء لتنتهى قبل ان ينتهى الحساب ثم ترمى لى بجملتها المعهودة "لاااااااا غلبنى اتم العد.. قومى يلا نمشى الكوفير"
يا الهى لم تتوقع ان تكون الاء قد وقعت هى ايضا فى براثن اهل الرياضيات ومفاهيمهم التى لا تقبل غير واحد يساوى واحد.. اصابها القلق على صديقة عمرها التى طالما كانت لقائتهن ثرة بالنقاش الهادف حول امور السياسة والاجتماع هل اضلها السامرى؟؟!!! فأعادها الى ضلال الاله الذى له خوار..
صرخت الاء فى وجهها " مالك بتعاينى لى كده قومى يلا" افاقت من افكارها وهى تتمسك بالاخيرة منها
امسكت معصم صديقتها ونظرت فى عينيها قائلة لقد اتفقنا ان ننسفنه فى اليم نسفا ..وان الا يكون للسامرى
قولا فى الحياة الدنيا سوى " الا مساس" (سهام المجمر)



________________________________
يا داليا سلام وتحايا و شكرا لعاطف عمر والناس الفهمت البوست خطاء
فجاء اقتراح ود الملك الطاعم
يا عمر الفاروق اضحك الله سنك ... انت زول كااوااااى يا خ

Post: #30
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: عمر الفاروق
Date: 06-25-2013, 10:53 AM
Parent: #29

كعادة بنات بلادي حين ينوين التوجه نحو الكوافير..دوماً ما تختار أكثر الثياب بشتنة ..الإسكيرت قصييير والفنيلة كط ثم تتناول أقرب توب تلقاهو قداما وغالباً ما تتبلم بالتوب ..الأعجب أن معظمهن يختار منتصف النهار للخروج للكوافير..وهنا إجابة لماذا تتبلم الفتاة ؟؟ ببساطة لأنها وضعت قليل من الفير اند لوفلي مخلوط بي ديانا وليس خجلاً من أولاد الحلة كما يعتقد البعض..
ركشة ركككشة ..يااااا صوتها لمّا سرى ..فألتفت جميع المارّة لهذا الصوت الذي لم يعكره سوى صوت عوضية الجريف من مسجل الركشة تردد قااالوا أمو حنكوووشة تعمل كده بي رموووشة..
أقنعت صديقتها بالخروج في ذلك الهجير مقابل أن تتكفل بالرولات لشعر صديقتها مع المكوة ..وبالمقابل كان على الصديقة أن تمارس النفاق الإجتماعي من الضحك والقهقهة مع كثير من الرياء حول جمالها الملفت بعد أن يكتمل المنكير والبودكير وحمام الزيت ..
للنساء فقط !!!!
هي أول يافطة تقابلك عند مدخل الكوافير..
للرجال فقط !!!
هي كل الكراسي التي ستجد من يعملون عليها !!!
غير أن ما يميّز ذلك الكوافير أنك عندما تدخل فلن تفرز عماد من إعتماد ..
كل الناس هناااك كل الناس صحاااب كل الناس أهل ..
منذ لحظة الدخول وحتى لحظة الخروج تسمع فقط صوت طرقعات ..فإما طرقعة لبانة وإما طرقعة يد تضرب بي كتف بعد تعليق مسخرة وإما طرقعة كعب عالي في مشية متمايعة ..يختلط بكل ذلك صوت الإستشوار ..


Post: #31
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: عمر الفاروق
Date: 06-25-2013, 11:20 AM
Parent: #30

رغبة عارمة تعتري عالم الرجال ..ماذا يحدث خلف هذه الكوافيرات؟؟ هل هو صالون حلاقة نسائي؟؟ مرايات وكراسي وصوت المسجل غير أن فيه خصوصية للنساء؟؟
عجيب أمر النساء ..تحتاج للمسة حنون وشعور بالأمان مع الرجل ..تحلم بأن تتخلل أصابعه شعرها ..وأن يدغدغ بأنامله خدها ..وأن يطوّق خصرها ..
يأخذ الترزي مقاسات الفستان ويده على خصرها.. والكوفيرنجي تجده يدخل اصابعه في شعرها أو يلمس خجها لافتاً لها لتصحيح وضعها ..
ورغماً عن ذلك لا تشعر بشئ..
فالرجال خشم بيوت ..
ثم تردد في سرها وهي تستصحب في مخيلتها يوم الأمس عندما خرجت بقميص نومها الشفاف ..
ده كلللو كوم وسيد اللبن كوم تاني..

Post: #32
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: محمد على طه الملك
Date: 06-25-2013, 12:52 PM
Parent: #31

بسم الله ..
فاجأها سؤاله المباغت ..فسحبت غطاء رأسها للأمام لتخفي ثلاث شعيرات بيضاء تصر على التلويح ..
معلنة في كل مرة حرب شعواء على "الحنة الهندية" الرخيصة التي أعلنت انسحابها سريعا لتجعلها تواجه وحدها لؤم الاسئلة ..وقسوة الصدق المغلف بذكريات باذخة .
.أعاد السؤال مرة رابعة أو عاشرة لم تعد تذكر كل ما كانت تفكر فيه إجابة لا تنهش في نزاهة حبها للحياة ..ولا تقطع الأمل لدنيا ظنت دوما أنها تليق بها ..
نفضت الغبار عن مراوغة الأنثى في داخلها ..وأجابت : أمازال هناك من يسأل هذا السؤال..؟!
داليا
..................

إبتسم إبتسامة جعلت كل من حوله يكفر بقوانين الطبيعة ويعود بذاكرته لقوم موسى ..كيف لا وهم يرونها إبتسامة فاقع لونها غير أن البقر لم يتشابه عليهم ..
هزّ رأسه نافياً ثم إستطرد قائلاً ..:
كنا صغاراً عندما درسنا علوم الإحصاء وحينها لم نكن نعرف لما كان الأستاذ يجمع كل حزمة من أعداد مع بعضها البعض لتمثل قيمة ..الان فقط أدركت أن كل سبيبة بيضاء تمثل عقدين من الزمان ..
لا عليك فالثلاثة تبدو باهتة اللون مما يعني أنها تمثل عقداً واحداً ..إذن فأنتي شابة خمسينية في مقتبل العمر ..
ثم همهم بكلمات وهو يغادر المكان :
لو كانت عملتو ميج بني كان ماف زول لاحظ..
عمر
.........................
بدت مرتبكة إلى حد ما وهي ترى إصراره ، رجعت إلى الوراء قليلا وضغطت بأطراف يسراها على زر مقعدها ليرتخي ظهرها ، في محاولة منها لتبدو كمن تستجمع نواصي الحكمة ، وهي في حقيقتها كانت تستجمع بعثرتها ، نظرت إليه وهو يغادر مقعده وهمهماته التي أطلقها من ورائه لا زال صداها يتردد في المكان ،
سحبت أناملها المخروطية الرقيقة عن غطاء رأسها الذي بدت ألوانه منسجمة تماما مع لون بشرتها المخملية ،
وتساءلت في سرها أتراه صدقا يعنيني بوجه خاص ؟
ماظنيت . لعله رغب لفت انتباهي لظاهرة أو عادة شائعة في دنيا الأنثويات ، ثم قطبت جبينا وهي تحدث نفسها متسائلة :
أتراه جافيا إلى الحد الذي يعجزه تقدير أحاسيس الأنثى ؟
لالا ما ظنيت ـ بس تخصصه في العلوم الرياضية جعلت نظرته للأشياء حبيسة لتلك المعادلات ، عندها سمعت طرقا على الباب ، فغشت أطراف شفتيها ابتسامة خفيفة وهي ترى صديقتها ولاء تدلف مسرعة وهي تصرخ في وجهها :
مش قلت ليك يا تايهة الليلة مواعيدنا مع ناس بيوتي سنتر ؟

محمد علي
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
رنت الى وجه صديقتها ..وهى تسترجع علاقتهن الممتدة كالنيل قبل ان يخترع الانسان بناء السدود
وتسألت ما بال الاء فى الفترة الاخيرة وكأنها لا تجد شىء تفعله كلما التقينا الا أن تزيل غطاء شعرى و تسترسل فى عد حسناتى البيضاء لتنتهى قبل ان ينتهى الحساب ثم ترمى لى بجملتها المعهودة "لاااااااا غلبنى اتم العد.. قومى يلا نمشى الكوفير"
يا الهى لم تتوقع ان تكون الاء قد وقعت هى ايضا فى براثن اهل الرياضيات ومفاهيمهم التى لا تقبل غير واحد يساوى واحد.. اصابها القلق على صديقة عمرها التى طالما كانت لقائتهن ثرة بالنقاش الهادف حول امور السياسة والاجتماع هل اضلها السامرى؟؟!!! فأعادها الى ضلال الاله الذى له خوار..
صرخت الاء فى وجهها " مالك بتعاينى لى كده قومى يلا" افاقت من افكارها وهى تتمسك بالاخيرة منها
امسكت معصم صديقتها ونظرت فى عينيها قائلة لقد اتفقنا ان ننسفنه فى اليم نسفا ..وان الا يكون للسامرى
قولا فى الحياة الدنيا سوى " الا مساس" (سهام المجمر)
…………………..
كعادة بنات بلادي حين ينوين التوجه نحو الكوافير..دوماً ما تختار أكثر الثياب بشتنة ..الإسكيرت قصييير والفنيلة كط ثم تتناول أقرب توب تلقاهو قداما وغالباً ما تتبلم بالتوب ..الأعجب أن معظمهن يختار منتصف النهار للخروج للكوافير..وهنا إجابة لماذا تتبلم الفتاة ؟؟ ببساطة لأنها وضعت قليل من الفير اند لوفلي مخلوط بي ديانا وليس خجلاً من أولاد الحلة كما يعتقد البعض..
ركشة ركككشة ..يااااا صوتها لمّا سرى ..فألتفت جميع المارّة لهذا الصوت الذي لم يعكره سوى صوت عوضية الجريف من مسجل الركشة تردد قااالوا أمو حنكوووشة تعمل كده بي رموووشة..
أقنعت صديقتها بالخروج في ذلك الهجير مقابل أن تتكفل بالرولات لشعر صديقتها مع المكوة ..وبالمقابل كان على الصديقة أن تمارس النفاق الإجتماعي من الضحك والقهقهة مع كثير من الرياء حول جمالها الملفت بعد أن يكتمل المنكير والبودكير وحمام الزيت ..
للنساء فقط !!!!
هي أول يافطة تقابلك عند مدخل الكوافير..
للرجال فقط !!!
هي كل الكراسي التي ستجد من يعملون عليها !!!
غير أن ما يميّز ذلك الكوافير أنك عندما تدخل فلن تفرز عماد من إعتماد ..
كل الناس هناااك كل الناس صحاااب كل الناس أهل ..
منذ لحظة الدخول وحتى لحظة الخروج تسمع فقط صوت طرقعات ..فإما طرقعة لبانة وإما طرقعة يد تضرب بي كتف بعد تعليق مسخرة وإما طرقعة كعب عالي في مشية متمايعة ..يختلط بكل ذلك صوت الإستشوار ..
رغبة عارمة تعتري عالم الرجال ..ماذا يحدث خلف هذه الكوافيرات؟؟ هل هو صالون حلاقة نسائي؟؟ مرايات وكراسي وصوت المسجل غير أن فيه خصوصية للنساء؟؟
عجيب أمر النساء ..تحتاج للمسة حنون وشعور بالأمان مع الرجل ..تحلم بأن تتخلل أصابعه شعرها ..وأن يدغدغ بأنامله خدها ..وأن يطوّق خصرها ..
يأخذ الترزي مقاسات الفستان ويده على خصرها.. والكوفيرنجي تجده يدخل اصابعه في شعرها أو يلمس خجها لافتاً لها لتصحيح وضعها ..
ورغماً عن ذلك لا تشعر بشئ..
فالرجال خشم بيوت ..
ثم تردد في سرها وهي تستصحب في مخيلتها يوم الأمس عندما خرجت بقميص نومها الشفاف ..
ده كلللو كوم وسيد اللبن كوم تاني..
...................... عمر
ود التوم أو سيد اللبن كما تواضع سكان الحي والأحياء المجاورة على تسميته ،
أعتاده الكبار والصغار، النساء والرجال ، حتى كلاب الحي تكف عن نباحها عندما تسمع طرقات حوافر حماره الرتيبة على الإسفلت ،
كان في حقيقته معلما مثل كل المعالم الثابتة في الحي ، زاوية شيخ الماحي ، مسجد الخليل ، مخبز النعيم ، دكان صالح اليماني ،
كانت تجوس بمخيلتها بين أزقة الحي ، عنما ايقظها من حلم يقظتها صوت المصفف وهو يضع لمساته الأخيرة على تسريحتها :
كده كيف ياستي ؟
.................... محمد علي

Post: #33
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: داليا حافظ
Date: 06-25-2013, 01:18 PM
Parent: #32

فاجأها سؤاله المباغت ..فسحبت غطاء رأسها للأمام لتخفي ثلاث شعيرات بيضاء تصر على التلويح ..
معلنة في كل مرة حرب شعواء على "الحنة الهندية" الرخيصة التي أعلنت انسحابها سريعا لتجعلها تواجه وحدها لؤم الاسئلة ..وقسوة الصدق المغلف بذكريات باذخة .
.أعاد السؤال مرة رابعة أو عاشرة لم تعد تذكر كل ما كانت تفكر فيه إجابة لا تنهش في نزاهة حبها للحياة ..ولا تقطع الأمل لدنيا ظنت دوما أنها تليق بها ..
نفضت الغبار عن مراوغة الأنثى في داخلها ..وأجابت : أمازال هناك من يسأل هذا السؤال..؟!
داليا
..................

إبتسم إبتسامة جعلت كل من حوله يكفر بقوانين الطبيعة ويعود بذاكرته لقوم موسى ..كيف لا وهم يرونها إبتسامة فاقع لونها غير أن البقر لم يتشابه عليهم ..
هزّ رأسه نافياً ثم إستطرد قائلاً ..:
كنا صغاراً عندما درسنا علوم الإحصاء وحينها لم نكن نعرف لما كان الأستاذ يجمع كل حزمة من أعداد مع بعضها البعض لتمثل قيمة ..الان فقط أدركت أن كل سبيبة بيضاء تمثل عقدين من الزمان ..
لا عليك فالثلاثة تبدو باهتة اللون مما يعني أنها تمثل عقداً واحداً ..إذن فأنتي شابة خمسينية في مقتبل العمر ..
ثم همهم بكلمات وهو يغادر المكان :
لو كانت عملتو ميج بني كان ماف زول لاحظ..
عمر
.........................
بدت مرتبكة إلى حد ما وهي ترى إصراره ، رجعت إلى الوراء قليلا وضغطت بأطراف يسراها على زر مقعدها ليرتخي ظهرها ، في محاولة منها لتبدو كمن تستجمع نواصي الحكمة ، وهي في حقيقتها كانت تستجمع بعثرتها ، نظرت إليه وهو يغادر مقعده وهمهماته التي أطلقها من ورائه لا زال صداها يتردد في المكان ،
سحبت أناملها المخروطية الرقيقة عن غطاء رأسها الذي بدت ألوانه منسجمة تماما مع لون بشرتها المخملية ،
وتساءلت في سرها أتراه صدقا يعنيني بوجه خاص ؟
ماظنيت . لعله رغب لفت انتباهي لظاهرة أو عادة شائعة في دنيا الأنثويات ، ثم قطبت جبينا وهي تحدث نفسها متسائلة :
أتراه جافيا إلى الحد الذي يعجزه تقدير أحاسيس الأنثى ؟
لالا ما ظنيت ـ بس تخصصه في العلوم الرياضية جعلت نظرته للأشياء حبيسة لتلك المعادلات ، عندها سمعت طرقا على الباب ، فغشت أطراف شفتيها ابتسامة خفيفة وهي ترى صديقتها ولاء تدلف مسرعة وهي تصرخ في وجهها :
مش قلت ليك يا تايهة الليلة مواعيدنا مع ناس بيوتي سنتر ؟

محمد علي
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
رنت الى وجه صديقتها ..وهى تسترجع علاقتهن الممتدة كالنيل قبل ان يخترع الانسان بناء السدود
وتسألت ما بال الاء فى الفترة الاخيرة وكأنها لا تجد شىء تفعله كلما التقينا الا أن تزيل غطاء شعرى و تسترسل فى عد حسناتى البيضاء لتنتهى قبل ان ينتهى الحساب ثم ترمى لى بجملتها المعهودة "لاااااااا غلبنى اتم العد.. قومى يلا نمشى الكوفير"
يا الهى لم تتوقع ان تكون الاء قد وقعت هى ايضا فى براثن اهل الرياضيات ومفاهيمهم التى لا تقبل غير واحد يساوى واحد.. اصابها القلق على صديقة عمرها التى طالما كانت لقائتهن ثرة بالنقاش الهادف حول امور السياسة والاجتماع هل اضلها السامرى؟؟!!! فأعادها الى ضلال الاله الذى له خوار..
صرخت الاء فى وجهها " مالك بتعاينى لى كده قومى يلا" افاقت من افكارها وهى تتمسك بالاخيرة منها
امسكت معصم صديقتها ونظرت فى عينيها قائلة لقد اتفقنا ان ننسفنه فى اليم نسفا ..وان الا يكون للسامرى
قولا فى الحياة الدنيا سوى " الا مساس" (سهام المجمر)
…………………..
كعادة بنات بلادي حين ينوين التوجه نحو الكوافير..دوماً ما تختار أكثر الثياب بشتنة ..الإسكيرت قصييير والفنيلة كط ثم تتناول أقرب توب تلقاهو قداما وغالباً ما تتبلم بالتوب ..الأعجب أن معظمهن يختار منتصف النهار للخروج للكوافير..وهنا إجابة لماذا تتبلم الفتاة ؟؟ ببساطة لأنها وضعت قليل من الفير اند لوفلي مخلوط بي ديانا وليس خجلاً من أولاد الحلة كما يعتقد البعض..
ركشة ركككشة ..يااااا صوتها لمّا سرى ..فألتفت جميع المارّة لهذا الصوت الذي لم يعكره سوى صوت عوضية الجريف من مسجل الركشة تردد قااالوا أمو حنكوووشة تعمل كده بي رموووشة..
أقنعت صديقتها بالخروج في ذلك الهجير مقابل أن تتكفل بالرولات لشعر صديقتها مع المكوة ..وبالمقابل كان على الصديقة أن تمارس النفاق الإجتماعي من الضحك والقهقهة مع كثير من الرياء حول جمالها الملفت بعد أن يكتمل المنكير والبودكير وحمام الزيت ..
للنساء فقط !!!!
هي أول يافطة تقابلك عند مدخل الكوافير..
للرجال فقط !!!
هي كل الكراسي التي ستجد من يعملون عليها !!!
غير أن ما يميّز ذلك الكوافير أنك عندما تدخل فلن تفرز عماد من إعتماد ..
كل الناس هناااك كل الناس صحاااب كل الناس أهل ..
منذ لحظة الدخول وحتى لحظة الخروج تسمع فقط صوت طرقعات ..فإما طرقعة لبانة وإما طرقعة يد تضرب بي كتف بعد تعليق مسخرة وإما طرقعة كعب عالي في مشية متمايعة ..يختلط بكل ذلك صوت الإستشوار ..
رغبة عارمة تعتري عالم الرجال ..ماذا يحدث خلف هذه الكوافيرات؟؟ هل هو صالون حلاقة نسائي؟؟ مرايات وكراسي وصوت المسجل غير أن فيه خصوصية للنساء؟؟
عجيب أمر النساء ..تحتاج للمسة حنون وشعور بالأمان مع الرجل ..تحلم بأن تتخلل أصابعه شعرها ..وأن يدغدغ بأنامله خدها ..وأن يطوّق خصرها ..
يأخذ الترزي مقاسات الفستان ويده على خصرها.. والكوفيرنجي تجده يدخل اصابعه في شعرها أو يلمس خجها لافتاً لها لتصحيح وضعها ..
ورغماً عن ذلك لا تشعر بشئ..
فالرجال خشم بيوت ..
ثم تردد في سرها وهي تستصحب في مخيلتها يوم الأمس عندما خرجت بقميص نومها الشفاف ..
ده كلللو كوم وسيد اللبن كوم تاني..
...................... عمر
ود التوم أو سيد اللبن كما تواضع سكان الحي والأحياء المجاورة على تسميته ،
أعتاده الكبار والصغار، النساء والرجال ، حتى كلاب الحي تكف عن نباحها عندما تسمع طرقات حوافر حماره الرتيبة على الإسفلت ،
كان في حقيقته معلما مثل كل المعالم الثابتة في الحي ، زاوية شيخ الماحي ، مسجد الخليل ، مخبز النعيم ، دكان صالح اليماني ،
كانت تجوس بمخيلتها بين أزقة الحي ، عنما ايقظها من حلم يقظتها صوت المصفف وهو يضع لمساته الأخيرة على تسريحتها :
كده كيف ياستي ؟
.................... محمد علي

قد تظنون أن أحداث القصة دارت في سبعنيات أو ثمانينات القرن الماضي حيث كان كوافير (رجل) أمر عادي وحيث كان معظمهم من المصريين ..، هذا على الأقل ما شاهدته بأم عيني عندما كنت أذهب برفقة أمي لكوافير " مدام سعاد" ، ولكن هذا يحدث الأن رغم أنف (النظام العام) وفي وضح نهار الخرطوم وفي قلبها ، فبيوتي سنتر معروف عنه في مجتمعات النساء السرية أنه يتعامل مع اشهر مصففي الشعر ، عادل حمادة ، حنا شمعون ، كاريكا "ما بتاع الكورة" ..، هؤلاء جميعا قد يحضرون في لمحة بصر ..
لا تندهشون أحبتي كلما ضاااقت فرجت
..................دالياحافظ





Post: #34
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: حافظ انقابو
Date: 06-25-2013, 01:39 PM
Parent: #33

العزيزة داليا - سلامات

حقيقة لهذا المكان عبق خاص .. إدمانه لا يعالج أبدا
منذ ما يقارب العقد من الزمان اتابع هذا المنبر الساحر الذي اضاف لرصيدي المعرفي الكثير
وكنت ارسلت لبكري عدة مرات للتسجيل - ولم يرد - حتى فاجأني قبل أكثر من عام بارسال الباسورد
ومن اليوم داك ركبت معاكم سرج واااااحد
بعد التسجيل هنا صراحة استفدت كتير جدا -نقاشات وشكل واصحاب وشلل-
والطرح في سودانيز نوذج للتفاعل الفوري مع المواضيع والكتابات
ما ذي الجرايد البنكتب فيها -
حقيقة عالم سودانيز اونلاين -عالم غير- شكرا لبكري ابوبكر الذي جعل ذلك ممكنا















______________________
وهنا لا يسسعني الا ان ان اهنيك بمرور نصف عقد على انضمامك للمنبر
وان ابشرك بالدكوة والشطة

Post: #35
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: محمد على طه الملك
Date: 06-25-2013, 02:44 PM
Parent: #34

بسم الله ..
فاجأها سؤاله المباغت ..فسحبت غطاء رأسها للأمام لتخفي ثلاث شعيرات بيضاء تصر على التلويح ..
معلنة في كل مرة حرب شعواء على "الحنة الهندية" الرخيصة التي أعلنت انسحابها سريعا لتجعلها تواجه وحدها لؤم الاسئلة ..وقسوة الصدق المغلف بذكريات باذخة .
.أعاد السؤال مرة رابعة أو عاشرة لم تعد تذكر كل ما كانت تفكر فيه إجابة لا تنهش في نزاهة حبها للحياة ..ولا تقطع الأمل لدنيا ظنت دوما أنها تليق بها ..
نفضت الغبار عن مراوغة الأنثى في داخلها ..وأجابت : أمازال هناك من يسأل هذا السؤال..؟!
داليا
..................

إبتسم إبتسامة جعلت كل من حوله يكفر بقوانين الطبيعة ويعود بذاكرته لقوم موسى ..كيف لا وهم يرونها إبتسامة فاقع لونها غير أن البقر لم يتشابه عليهم ..
هزّ رأسه نافياً ثم إستطرد قائلاً ..:
كنا صغاراً عندما درسنا علوم الإحصاء وحينها لم نكن نعرف لما كان الأستاذ يجمع كل حزمة من أعداد مع بعضها البعض لتمثل قيمة ..الان فقط أدركت أن كل سبيبة بيضاء تمثل عقدين من الزمان ..
لا عليك فالثلاثة تبدو باهتة اللون مما يعني أنها تمثل عقداً واحداً ..إذن فأنتي شابة خمسينية في مقتبل العمر ..
ثم همهم بكلمات وهو يغادر المكان :
لو كانت عملتو ميج بني كان ماف زول لاحظ..
عمر
.........................
بدت مرتبكة إلى حد ما وهي ترى إصراره ، رجعت إلى الوراء قليلا وضغطت بأطراف يسراها على زر مقعدها ليرتخي ظهرها ، في محاولة منها لتبدو كمن تستجمع نواصي الحكمة ، وهي في حقيقتها كانت تستجمع بعثرتها ، نظرت إليه وهو يغادر مقعده وهمهماته التي أطلقها من ورائه لا زال صداها يتردد في المكان ،
سحبت أناملها المخروطية الرقيقة عن غطاء رأسها الذي بدت ألوانه منسجمة تماما مع لون بشرتها المخملية ،
وتساءلت في سرها أتراه صدقا يعنيني بوجه خاص ؟
ماظنيت . لعله رغب لفت انتباهي لظاهرة أو عادة شائعة في دنيا الأنثويات ، ثم قطبت جبينا وهي تحدث نفسها متسائلة :
أتراه جافيا إلى الحد الذي يعجزه تقدير أحاسيس الأنثى ؟
لالا ما ظنيت ـ بس تخصصه في العلوم الرياضية جعلت نظرته للأشياء حبيسة لتلك المعادلات ، عندها سمعت طرقا على الباب ، فغشت أطراف شفتيها ابتسامة خفيفة وهي ترى صديقتها ولاء تدلف مسرعة وهي تصرخ في وجهها :
مش قلت ليك يا تايهة الليلة مواعيدنا مع ناس بيوتي سنتر ؟

محمد علي
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
رنت الى وجه صديقتها ..وهى تسترجع علاقتهن الممتدة كالنيل قبل ان يخترع الانسان بناء السدود
وتسألت ما بال الاء فى الفترة الاخيرة وكأنها لا تجد شىء تفعله كلما التقينا الا أن تزيل غطاء شعرى و تسترسل فى عد حسناتى البيضاء لتنتهى قبل ان ينتهى الحساب ثم ترمى لى بجملتها المعهودة "لاااااااا غلبنى اتم العد.. قومى يلا نمشى الكوفير"
يا الهى لم تتوقع ان تكون الاء قد وقعت هى ايضا فى براثن اهل الرياضيات ومفاهيمهم التى لا تقبل غير واحد يساوى واحد.. اصابها القلق على صديقة عمرها التى طالما كانت لقائتهن ثرة بالنقاش الهادف حول امور السياسة والاجتماع هل اضلها السامرى؟؟!!! فأعادها الى ضلال الاله الذى له خوار..
صرخت الاء فى وجهها " مالك بتعاينى لى كده قومى يلا" افاقت من افكارها وهى تتمسك بالاخيرة منها
امسكت معصم صديقتها ونظرت فى عينيها قائلة لقد اتفقنا ان ننسفنه فى اليم نسفا ..وان الا يكون للسامرى
قولا فى الحياة الدنيا سوى " الا مساس" (سهام المجمر)
…………………..
كعادة بنات بلادي حين ينوين التوجه نحو الكوافير..دوماً ما تختار أكثر الثياب بشتنة ..الإسكيرت قصييير والفنيلة كط ثم تتناول أقرب توب تلقاهو قداما وغالباً ما تتبلم بالتوب ..الأعجب أن معظمهن يختار منتصف النهار للخروج للكوافير..وهنا إجابة لماذا تتبلم الفتاة ؟؟ ببساطة لأنها وضعت قليل من الفير اند لوفلي مخلوط بي ديانا وليس خجلاً من أولاد الحلة كما يعتقد البعض..
ركشة ركككشة ..يااااا صوتها لمّا سرى ..فألتفت جميع المارّة لهذا الصوت الذي لم يعكره سوى صوت عوضية الجريف من مسجل الركشة تردد قااالوا أمو حنكوووشة تعمل كده بي رموووشة..
أقنعت صديقتها بالخروج في ذلك الهجير مقابل أن تتكفل بالرولات لشعر صديقتها مع المكوة ..وبالمقابل كان على الصديقة أن تمارس النفاق الإجتماعي من الضحك والقهقهة مع كثير من الرياء حول جمالها الملفت بعد أن يكتمل المنكير والبودكير وحمام الزيت ..
للنساء فقط !!!!
هي أول يافطة تقابلك عند مدخل الكوافير..
للرجال فقط !!!
هي كل الكراسي التي ستجد من يعملون عليها !!!
غير أن ما يميّز ذلك الكوافير أنك عندما تدخل فلن تفرز عماد من إعتماد ..
كل الناس هناااك كل الناس صحاااب كل الناس أهل ..
منذ لحظة الدخول وحتى لحظة الخروج تسمع فقط صوت طرقعات ..فإما طرقعة لبانة وإما طرقعة يد تضرب بي كتف بعد تعليق مسخرة وإما طرقعة كعب عالي في مشية متمايعة ..يختلط بكل ذلك صوت الإستشوار ..
رغبة عارمة تعتري عالم الرجال ..ماذا يحدث خلف هذه الكوافيرات؟؟ هل هو صالون حلاقة نسائي؟؟ مرايات وكراسي وصوت المسجل غير أن فيه خصوصية للنساء؟؟
عجيب أمر النساء ..تحتاج للمسة حنون وشعور بالأمان مع الرجل ..تحلم بأن تتخلل أصابعه شعرها ..وأن يدغدغ بأنامله خدها ..وأن يطوّق خصرها ..
يأخذ الترزي مقاسات الفستان ويده على خصرها.. والكوفيرنجي تجده يدخل اصابعه في شعرها أو يلمس خجها لافتاً لها لتصحيح وضعها ..
ورغماً عن ذلك لا تشعر بشئ..
فالرجال خشم بيوت ..
ثم تردد في سرها وهي تستصحب في مخيلتها يوم الأمس عندما خرجت بقميص نومها الشفاف ..
ده كلللو كوم وسيد اللبن كوم تاني..
...................... عمر
ود التوم أو سيد اللبن كما تواضع سكان الحي والأحياء المجاورة على تسميته ، أعتاده الكبار والصغار، النساء والرجال ، حتى كلاب الحي تكف عن نباحها عندما تسمع طرقات حوافر حماره الرتيبة على الإسفلت ، كان في حقيقته معلما مثل كل المعالم الثابتة في الحي ، زاوية شيخ الماحي ، مسجد الخليل ، مخبز النعيم ، دكان صالح اليماني ، وفجأة يطرق سمعها صوت المصفف وهو يضع لمساته الأخيرة على تسريحتها ،:
كده كيف ياستي ؟
.................... محمد علي
قد تظنون أن أحداث القصة دارت في سبعنيات أو ثمانينات القرن الماضي حيث كان كوافير (رجل) أمر عادي وحيث كان معظمهم من المصريين ..، هذا على الأقل ما شاهدته بأم عيني عندما كنت أذهب برفقة أمي لكوافير " مدام سعاد" ، ولكن هذا يحدث الأن رغم أنف (النظام العام) وفي وضح نهار الخرطوم وفي قلبها ، فبيوتي سنتر معروف عنه في مجتمعات النساء السرية أنه يتعامل مع اشهر مصففي الشعر ، عادل حمادة ، حنا شمعون ، كاريكا "ما بتاع الكورة" ..، هؤلاء جميعا قد يحضرون في لمحة بصر ..
لا تندهشون أحبتي كلما ضاااقت فرجت
..................دالياحافظ
أييييه ـ ليتها تفرج ، فالفرج وحده الذي ظل ينازع البقاء بين أفئدتنا ، بعد أن تراجعت حياتنا العادية إلى الوراء ، وفقدت الدهشة ملمحها بين الناس ، باستثناء تلك اليتيمة التي ما فتأت تفغر أفواههم ،عندما يصبحون في كل يوم جديد ، ليروا غابات الاسمنت بواجهاتها الزجاجية اللامعة تزحف نحو أفواههم الجائعة ، وتنتصب مزينة جلد المدينة الخارجي ، كما تزين النقوش الجميلة جسد ثعبان أرقط ، يمتص رحيق السائرين إلي جواره ، ثم يلقي بهم إلى شوارع الإسفلت التي تمددت من حولهم بلا هوية .
.................. محمد علي

Post: #36
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: عمر الفاروق
Date: 06-25-2013, 03:32 PM
Parent: #34

جميل أن نستنشق عبق الماضي..
الماضي عندي مختزل في وصية لأمي وانا خارج .. عليك الله جيب لي معاك طين بحر يا عمل أكلو ..
والماضي عندي مقرون بقراءة اليافطات وانا أجلس في المقعد الخلفي في طريقة العودة من حي المسالمة حيث درست الإبتدائية ..ويا له من حيّ..نعم صدق من قال لي في المسالمة غزال ..وظبية المسالمة ..
كنت أبدأ قراءة اليافطات بيافطة الحبشي الترزي النسائي بسوق امدرمان ..ثم مظلة المرحومة بت قابل إن لمن خني الذاكرة ..كانت مظلة مقابلة لمدارس محمد حسين .. ثم شارع المدارس .. وااااه من اللابس اللبني .. إحساس غريب يتملك المرء عند رؤية بنات الثانوي..اللون اللبني لون ساحر ..لا أدري ما هو سر تفوق بت الثانوي على بت الجامعة فيما يتعلق بالجمال ؟؟
ترجعني طقطقة الكمساري لصوابي فأدخل يدي في جيبي : واحد طالب ...
ثم أعاود ملاحقة اليافطات .. وستوقفني تلك اليافطة عند الحارة التاسعة شارع الشنقيطي " كوافير مدام سعاد" ومرسوم عليها فتاة بباروكة والرقبة قزاز والسلم نايلون نايلون ..
دوماً ما كنت استخدم الليزر البشري لإختراق ما بداخل هذا الكوافير فترتسم في مخيلتي نساء ذوات البشرة الصفراء..طوال القامة ..والمكان محاط بدخان البرنجي مع إمرأة كبيرة في السن قصيرة القامة ترتدي تلبيسة سن دهب !!
يومها كنا لا نعرف أن تتأخر العروس عن حضور الزفة ..كانت العروس تدخل قبل الفنان ..بل كانت العروس ربما تجهّز في البيت ..وحتى عندنا تذهب للكوافيير فهو يبعد عن البيت محطتين تخرج العروس تسبقها إبتسامة مدام سعاد ودعوات الحاضرين في ذلك اليوم وربما تدفع العروس تكلفة الزفاف والتسريحة بعد أن يتم حصر كشف العريس.. ..واليوم ربما فات على العروس أجمل لحظات حياتها وعمرها ربما بسبب عدم السداد أو عندما تنتظر في صف التصوير..
وداعاً كوداك ..

Post: #37
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: محمد على طه الملك
Date: 06-26-2013, 01:50 AM
Parent: #36

أخيلة سائبة
بسم الله ..

فاجأها سؤاله المباغت ..فسحبت غطاء رأسها للأمام لتخفي ثلاث شعيرات بيضاء تصر على التلويح ..
معلنة في كل مرة حرب شعواء على "الحنة الهندية" الرخيصة التي أعلنت انسحابها سريعا لتجعلها تواجه وحدها لؤم الاسئلة ..وقسوة الصدق المغلف بذكريات باذخة .
.أعاد السؤال مرة رابعة أو عاشرة لم تعد تذكر كل ما كانت تفكر فيه إجابة لا تنهش في نزاهة حبها للحياة ..ولا تقطع الأمل لدنيا ظنت دوما أنها تليق بها ..
نفضت الغبار عن مراوغة الأنثى في داخلها ..وأجابت : أمازال هناك من يسأل هذا السؤال..؟!
داليا
..................

إبتسم إبتسامة جعلت كل من حوله يكفر بقوانين الطبيعة ويعود بذاكرته لقوم موسى ..كيف لا وهم يرونها إبتسامة فاقع لونها غير أن البقر لم يتشابه عليهم ..
هزّ رأسه نافياً ثم إستطرد قائلاً ..:
كنا صغاراً عندما درسنا علوم الإحصاء وحينها لم نكن نعرف لما كان الأستاذ يجمع كل حزمة من أعداد مع بعضها البعض لتمثل قيمة ..الان فقط أدركت أن كل سبيبة بيضاء تمثل عقدين من الزمان ..
لا عليك فالثلاثة تبدو باهتة اللون مما يعني أنها تمثل عقداً واحداً ..إذن فأنتي شابة خمسينية في مقتبل العمر ..
ثم همهم بكلمات وهو يغادر المكان :
لو كانت عملتو ميج بني كان ماف زول لاحظ..
عمر
.........................
بدت مرتبكة إلى حد ما وهي ترى إصراره ، رجعت إلى الوراء قليلا وضغطت بأطراف يسراها على زر مقعدها ليرتخي ظهرها ، في محاولة منها لتبدو كمن تستجمع نواصي الحكمة ، وهي في حقيقتها كانت تستجمع بعثرتها ، نظرت إليه وهو يغادر مقعده وهمهماته التي أطلقها من ورائه لا زال صداها يتردد في المكان ،
سحبت أناملها المخروطية الرقيقة عن غطاء رأسها الذي بدت ألوانه منسجمة تماما مع لون بشرتها المخملية ،
وتساءلت في سرها أتراه صدقا يعنيني بوجه خاص ؟
ماظنيت . لعله رغب لفت انتباهي لظاهرة أو عادة شائعة في دنيا الأنثويات ، ثم قطبت جبينا وهي تحدث نفسها متسائلة :
أتراه جافيا إلى الحد الذي يعجزه تقدير أحاسيس الأنثى ؟
لالا ما ظنيت ـ بس تخصصه في العلوم الرياضية جعلت نظرته للأشياء حبيسة لتلك المعادلات ، عندها سمعت طرقا على الباب ، فغشت أطراف شفتيها ابتسامة خفيفة وهي ترى صديقتها ولاء تدلف مسرعة وهي تصرخ في وجهها :
مش قلت ليك يا تايهة الليلة مواعيدنا مع ناس بيوتي سنتر ؟

محمد علي
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
رنت الى وجه صديقتها ..وهى تسترجع علاقتهن الممتدة كالنيل قبل ان يخترع الانسان بناء السدود
وتسألت ما بال الاء فى الفترة الاخيرة وكأنها لا تجد شىء تفعله كلما التقينا الا أن تزيل غطاء شعرى و تسترسل فى عد حسناتى البيضاء لتنتهى قبل ان ينتهى الحساب ثم ترمى لى بجملتها المعهودة "لاااااااا غلبنى اتم العد.. قومى يلا نمشى الكوفير"
يا الهى لم تتوقع ان تكون الاء قد وقعت هى ايضا فى براثن اهل الرياضيات ومفاهيمهم التى لا تقبل غير واحد يساوى واحد.. اصابها القلق على صديقة عمرها التى طالما كانت لقائتهن ثرة بالنقاش الهادف حول امور السياسة والاجتماع هل اضلها السامرى؟؟!!! فأعادها الى ضلال الاله الذى له خوار..
صرخت الاء فى وجهها " مالك بتعاينى لى كده قومى يلا" افاقت من افكارها وهى تتمسك بالاخيرة منها
امسكت معصم صديقتها ونظرت فى عينيها قائلة لقد اتفقنا ان ننسفنه فى اليم نسفا ..وان الا يكون للسامرى
قولا فى الحياة الدنيا سوى " الا مساس" (سهام المجمر)
…………………..
كعادة بنات بلادي حين ينوين التوجه نحو الكوافير..دوماً ما تختار أكثر الثياب بشتنة ..الإسكيرت قصييير والفنيلة كط ثم تتناول أقرب توب تلقاهو قداما وغالباً ما تتبلم بالتوب ..الأعجب أن معظمهن يختار منتصف النهار للخروج للكوافير..وهنا إجابة لماذا تتبلم الفتاة ؟؟ ببساطة لأنها وضعت قليل من الفير اند لوفلي مخلوط بي ديانا وليس خجلاً من أولاد الحلة كما يعتقد البعض..
ركشة ركككشة ..يااااا صوتها لمّا سرى ..فألتفت جميع المارّة لهذا الصوت الذي لم يعكره سوى صوت عوضية الجريف من مسجل الركشة تردد قااالوا أمو حنكوووشة تعمل كده بي رموووشة..
أقنعت صديقتها بالخروج في ذلك الهجير مقابل أن تتكفل بالرولات لشعر صديقتها مع المكوة ..وبالمقابل كان على الصديقة أن تمارس النفاق الإجتماعي من الضحك والقهقهة مع كثير من الرياء حول جمالها الملفت بعد أن يكتمل المنكير والبودكير وحمام الزيت ..
للنساء فقط !!!!
هي أول يافطة تقابلك عند مدخل الكوافير..
للرجال فقط !!!
هي كل الكراسي التي ستجد من يعملون عليها !!!
غير أن ما يميّز ذلك الكوافير أنك عندما تدخل فلن تفرز عماد من إعتماد ..
كل الناس هناااك كل الناس صحاااب كل الناس أهل ..
منذ لحظة الدخول وحتى لحظة الخروج تسمع فقط صوت طرقعات ..فإما طرقعة لبانة وإما طرقعة يد تضرب بي كتف بعد تعليق مسخرة وإما طرقعة كعب عالي في مشية متمايعة ..يختلط بكل ذلك صوت الإستشوار ..
رغبة عارمة تعتري عالم الرجال ..ماذا يحدث خلف هذه الكوافيرات؟؟ هل هو صالون حلاقة نسائي؟؟ مرايات وكراسي وصوت المسجل غير أن فيه خصوصية للنساء؟؟
عجيب أمر النساء ..تحتاج للمسة حنون وشعور بالأمان مع الرجل ..تحلم بأن تتخلل أصابعه شعرها ..وأن يدغدغ بأنامله خدها ..وأن يطوّق خصرها ..
يأخذ الترزي مقاسات الفستان ويده على خصرها.. والكوفيرنجي تجده يدخل اصابعه في شعرها أو يلمس خجها لافتاً لها لتصحيح وضعها ..
ورغماً عن ذلك لا تشعر بشئ..
فالرجال خشم بيوت ..
ثم تردد في سرها وهي تستصحب في مخيلتها يوم الأمس عندما خرجت بقميص نومها الشفاف ..
ده كلللو كوم وسيد اللبن كوم تاني..
...................... عمر
ود التوم أو سيد اللبن كما تواضع سكان الحي والأحياء المجاورة على تسميته ، أعتاده الكبار والصغار، النساء والرجال ، حتى كلاب الحي تكف عن نباحها عندما تسمع طرقات حوافر حماره الرتيبة على الإسفلت ، كان في حقيقته معلما مثل كل المعالم الثابتة في الحي ، زاوية شيخ الماحي ، مسجد الخليل ، مخبز النعيم ، دكان صالح اليماني ، وفجأة يطرق سمعها صوت المصفف وهو يضع لمساته الأخيرة على تسريحتها ،:
كده كيف ياستي ؟
.................... محمد علي
قد تظنون أن أحداث القصة دارت في سبعنيات أو ثمانينات القرن الماضي حيث كان كوافير (رجل) أمر عادي وحيث كان معظمهم من المصريين ..، هذا على الأقل ما شاهدته بأم عيني عندما كنت أذهب برفقة أمي لكوافير " مدام سعاد" ، ولكن هذا يحدث الأن رغم أنف (النظام العام) وفي وضح نهار الخرطوم وفي قلبها ، فبيوتي سنتر معروف عنه في مجتمعات النساء السرية أنه يتعامل مع اشهر مصففي الشعر ، عادل حمادة ، حنا شمعون ، كاريكا "ما بتاع الكورة" ..، هؤلاء جميعا قد يحضرون في لمحة بصر ..
لا تندهشون أحبتي كلما ضاااقت فرجت
..................دالياحافظ
أييييه ـ ليتها تفرج ، فالفرج وحده الذي ظل ينازع البقاء بين أفئدتنا ، بعد أن تراجعت حياتنا العادية إلى الوراء ، وفقدت الدهشة ملمحها بين الناس ، باستثناء تلك اليتيمة التي ما فتأت تفغر أفواههم ،عندما يصبحون في كل يوم جديد ، ليروا غابات الاسمنت بواجهاتها الزجاجية اللامعة تزحف نحو أحيائهم ، وتنتصب مزينة جلد المدينة الخارجي ، كما تزين النقوش الجميلة جسد ثعبان أرقط ، يمتص رحيق السائرين إلي جواره ، ثم يلقي بهم إلى شوارع الإسفلت التي تمددت من حوله بلا هوية .
.................. محمد علي
جميل أن نستنشق عبق الماضي..
الماضي عندي مختزل في وصية لأمي وانا خارج .. عليك الله جيب لي معاك طين بحر يا عمل أكلو ..
والماضي عندي مقرون بقراءة اليافطات وانا أجلس في المقعد الخلفي في طريقة العودة من حي المسالمة حيث درست الإبتدائية ..ويا له من حيّ..نعم صدق من قال لي في المسالمة غزال ..وظبية المسالمة ..
كنت أبدأ قراءة اليافطات بيافطة الحبشي الترزي النسائي بسوق امدرمان ..ثم مظلة المرحومة بت قابل إن لمن خني الذاكرة ..كانت مظلة مقابلة لمدارس محمد حسين .. ثم شارع المدارس .. وااااه من اللابس اللبني .. إحساس غريب يتملك المرء عند رؤية بنات الثانوي..اللون اللبني لون ساحر ..لا أدري ما هو سر تفوق بت الثانوي على بت الجامعة فيما يتعلق بالجمال ؟؟
ترجعني طقطقة الكمساري لصوابي فأدخل يدي في جيبي : واحد طالب ...
ثم أعاود ملاحقة اليافطات .. وستوقفني تلك اليافطة عند الحارة التاسعة شارع الشنقيطي " كوافير مدام سعاد" ومرسوم عليها فتاة بباروكة والرقبة قزاز والسلم نايلون نايلون ..
دوماً ما كنت استخدم الليزر البشري لإختراق ما بداخل هذا الكوافير فترتسم في مخيلتي نساء ذوات البشرة الصفراء..طوال القامة ..والمكان محاط بدخان البرنجي مع إمرأة كبيرة في السن قصيرة القامة ترتدي تلبيسة سن دهب !!
يومها كنا لا نعرف أن تتأخر العروس عن حضور الزفة ..كانت العروس تدخل قبل الفنان ..بل كانت العروس ربما تجهّز في البيت ..وحتى عندنا تذهب للكوافيير فهو يبعد عن البيت محطتين تخرج العروس تسبقها إبتسامة مدام سعاد ودعوات الحاضرين في ذلك اليوم وربما تدفع العروس تكلفة الزفاف والتسريحة بعد أن يتم حصر كشف العريس.. ..واليوم ربما فات على العروس أجمل لحظات حياتها وعمرها ربما بسبب عدم السداد أو عندما تنتظر في صف التصوير..
وداعاً كوداك ..
عمر.………..
حقا غريب أمر هذا العبق الماضوي الذي يراوح مخيلتنا ، هو فينا دوما الأجمل ، على الرغم من هذا الحاضر اللاهث بنا ليلحقنا بآفاق ضوئية ، هل قلت ( وداعاً كوداك ) ؟
عندما قدمت من وراء البحار قبل عقد ونيف ، وحط رحالي في هذه المدينة العارية تماما من الفوضى ، فاجأتني بهواتفها النقالة ،
كنت كلما أفرغت شحنة شوقي المتراكم وبثثته على الأثير لتلتقطه أذن أمي ، يجلس على فمي سؤال كأنه الرؤيا ، ترى هل سوف يحل عليَ زمان أكلم فيه أمي وإخوتي ويكلموني وأنا أراهم أمامي رأي العين ؟
عقد واحد فقط من الزمان كان كافيا ليفرك علاء الدين على مصباحه السحري فيأتيني بهم ، ترى هل كان من له علم من الكتاب يملك جهازا وبرنامجا لاسكايب ؟
أنا ما عارف عيونك وين وين بودو .
.............. م ـ علي

Post: #38
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: محمد على طه الملك
Date: 06-26-2013, 01:53 AM
Parent: #37

غايتو ولفت ليكم تايتل إذا في حد فيكم عايز يعدلو مافي قشة تعتر ليهو.

Post: #39
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: محمد على طه الملك
Date: 06-26-2013, 01:48 PM
Parent: #38

أخيلة سائبة
بسم الله ..

فاجأها سؤاله المباغت ..فسحبت غطاء رأسها للأمام لتخفي ثلاث شعيرات بيضاء تصر على التلويح ..
معلنة في كل مرة حرب شعواء على "الحنة الهندية" الرخيصة التي أعلنت انسحابها سريعا لتجعلها تواجه وحدها لؤم الاسئلة ..وقسوة الصدق المغلف بذكريات باذخة .
.أعاد السؤال مرة رابعة أو عاشرة لم تعد تذكر كل ما كانت تفكر فيه إجابة لا تنهش في نزاهة حبها للحياة ..ولا تقطع الأمل لدنيا ظنت دوما أنها تليق بها ..
نفضت الغبار عن مراوغة الأنثى في داخلها ..وأجابت : أمازال هناك من يسأل هذا السؤال..؟!
داليا
..................

إبتسم إبتسامة جعلت كل من حوله يكفر بقوانين الطبيعة ويعود بذاكرته لقوم موسى ..كيف لا وهم يرونها إبتسامة فاقع لونها غير أن البقر لم يتشابه عليهم ..
هزّ رأسه نافياً ثم إستطرد قائلاً ..:
كنا صغاراً عندما درسنا علوم الإحصاء وحينها لم نكن نعرف لما كان الأستاذ يجمع كل حزمة من أعداد مع بعضها البعض لتمثل قيمة ..الان فقط أدركت أن كل سبيبة بيضاء تمثل عقدين من الزمان ..
لا عليك فالثلاثة تبدو باهتة اللون مما يعني أنها تمثل عقداً واحداً ..إذن فأنتي شابة خمسينية في مقتبل العمر ..
ثم همهم بكلمات وهو يغادر المكان :
لو كانت عملتو ميج بني كان ماف زول لاحظ..
عمر
.........................
بدت مرتبكة إلى حد ما وهي ترى إصراره ، رجعت إلى الوراء قليلا وضغطت بأطراف يسراها على زر مقعدها ليرتخي ظهرها ، في محاولة منها لتبدو كمن تستجمع نواصي الحكمة ، وهي في حقيقتها كانت تستجمع بعثرتها ، نظرت إليه وهو يغادر مقعده وهمهماته التي أطلقها من ورائه لا زال صداها يتردد في المكان ،
سحبت أناملها المخروطية الرقيقة عن غطاء رأسها الذي بدت ألوانه منسجمة تماما مع لون بشرتها المخملية ،
وتساءلت في سرها أتراه صدقا يعنيني بوجه خاص ؟
ماظنيت . لعله رغب لفت انتباهي لظاهرة أو عادة شائعة في دنيا الأنثويات ، ثم قطبت جبينا وهي تحدث نفسها متسائلة :
أتراه جافيا إلى الحد الذي يعجزه تقدير أحاسيس الأنثى ؟
لالا ما ظنيت ـ بس تخصصه في العلوم الرياضية جعلت نظرته للأشياء حبيسة لتلك المعادلات ، عندها سمعت طرقا على الباب ، فغشت أطراف شفتيها ابتسامة خفيفة وهي ترى صديقتها ولاء تدلف مسرعة وهي تصرخ في وجهها :
مش قلت ليك يا تايهة الليلة مواعيدنا مع ناس بيوتي سنتر ؟

محمد علي
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
رنت الى وجه صديقتها ..وهى تسترجع علاقتهن الممتدة كالنيل قبل ان يخترع الانسان بناء السدود
وتسألت ما بال الاء فى الفترة الاخيرة وكأنها لا تجد شىء تفعله كلما التقينا الا أن تزيل غطاء شعرى و تسترسل فى عد حسناتى البيضاء لتنتهى قبل ان ينتهى الحساب ثم ترمى لى بجملتها المعهودة "لاااااااا غلبنى اتم العد.. قومى يلا نمشى الكوفير"
يا الهى لم تتوقع ان تكون الاء قد وقعت هى ايضا فى براثن اهل الرياضيات ومفاهيمهم التى لا تقبل غير واحد يساوى واحد.. اصابها القلق على صديقة عمرها التى طالما كانت لقائتهن ثرة بالنقاش الهادف حول امور السياسة والاجتماع هل اضلها السامرى؟؟!!! فأعادها الى ضلال الاله الذى له خوار..
صرخت الاء فى وجهها " مالك بتعاينى لى كده قومى يلا" افاقت من افكارها وهى تتمسك بالاخيرة منها
امسكت معصم صديقتها ونظرت فى عينيها قائلة لقد اتفقنا ان ننسفنه فى اليم نسفا ..وان الا يكون للسامرى
قولا فى الحياة الدنيا سوى " الا مساس" (سهام المجمر)
…………………..
كعادة بنات بلادي حين ينوين التوجه نحو الكوافير..دوماً ما تختار أكثر الثياب بشتنة ..الإسكيرت قصييير والفنيلة كط ثم تتناول أقرب توب تلقاهو قداما وغالباً ما تتبلم بالتوب ..الأعجب أن معظمهن يختار منتصف النهار للخروج للكوافير..وهنا إجابة لماذا تتبلم الفتاة ؟؟ ببساطة لأنها وضعت قليل من الفير اند لوفلي مخلوط بي ديانا وليس خجلاً من أولاد الحلة كما يعتقد البعض..
ركشة ركككشة ..يااااا صوتها لمّا سرى ..فألتفت جميع المارّة لهذا الصوت الذي لم يعكره سوى صوت عوضية الجريف من مسجل الركشة تردد قااالوا أمو حنكوووشة تعمل كده بي رموووشة..
أقنعت صديقتها بالخروج في ذلك الهجير مقابل أن تتكفل بالرولات لشعر صديقتها مع المكوة ..وبالمقابل كان على الصديقة أن تمارس النفاق الإجتماعي من الضحك والقهقهة مع كثير من الرياء حول جمالها الملفت بعد أن يكتمل المنكير والبودكير وحمام الزيت ..
للنساء فقط !!!!
هي أول يافطة تقابلك عند مدخل الكوافير..
للرجال فقط !!!
هي كل الكراسي التي ستجد من يعملون عليها !!!
غير أن ما يميّز ذلك الكوافير أنك عندما تدخل فلن تفرز عماد من إعتماد ..
كل الناس هناااك كل الناس صحاااب كل الناس أهل ..
منذ لحظة الدخول وحتى لحظة الخروج تسمع فقط صوت طرقعات ..فإما طرقعة لبانة وإما طرقعة يد تضرب بي كتف بعد تعليق مسخرة وإما طرقعة كعب عالي في مشية متمايعة ..يختلط بكل ذلك صوت الإستشوار ..
رغبة عارمة تعتري عالم الرجال ..ماذا يحدث خلف هذه الكوافيرات؟؟ هل هو صالون حلاقة نسائي؟؟ مرايات وكراسي وصوت المسجل غير أن فيه خصوصية للنساء؟؟
عجيب أمر النساء ..تحتاج للمسة حنون وشعور بالأمان مع الرجل ..تحلم بأن تتخلل أصابعه شعرها ..وأن يدغدغ بأنامله خدها ..وأن يطوّق خصرها ..
يأخذ الترزي مقاسات الفستان ويده على خصرها.. والكوفيرنجي تجده يدخل اصابعه في شعرها أو يلمس خجها لافتاً لها لتصحيح وضعها ..
ورغماً عن ذلك لا تشعر بشئ..
فالرجال خشم بيوت ..
ثم تردد في سرها وهي تستصحب في مخيلتها يوم الأمس عندما خرجت بقميص نومها الشفاف ..
ده كلللو كوم وسيد اللبن كوم تاني..
...................... عمر
ود التوم أو سيد اللبن كما تواضع سكان الحي والأحياء المجاورة على تسميته ، أعتاده الكبار والصغار، النساء والرجال ، حتى كلاب الحي تكف عن نباحها عندما تسمع طرقات حوافر حماره الرتيبة على الإسفلت ، كان في حقيقته معلما مثل كل المعالم الثابتة في الحي ، زاوية شيخ الماحي ، مسجد الخليل ، مخبز النعيم ، دكان صالح اليماني ، وفجأة يطرق سمعها صوت المصفف وهو يضع لمساته الأخيرة على تسريحتها ،:
كده كيف ياستي ؟
.................... محمد علي
قد تظنون أن أحداث القصة دارت في سبعنيات أو ثمانينات القرن الماضي حيث كان كوافير (رجل) أمر عادي وحيث كان معظمهم من المصريين ..، هذا على الأقل ما شاهدته بأم عيني عندما كنت أذهب برفقة أمي لكوافير " مدام سعاد" ، ولكن هذا يحدث الأن رغم أنف (النظام العام) وفي وضح نهار الخرطوم وفي قلبها ، فبيوتي سنتر معروف عنه في مجتمعات النساء السرية أنه يتعامل مع اشهر مصففي الشعر ، عادل حمادة ، حنا شمعون ، كاريكا "ما بتاع الكورة" ..، هؤلاء جميعا قد يحضرون في لمحة بصر ..
لا تندهشون أحبتي كلما ضاااقت فرجت
..................دالياحافظ
أييييه ـ ليتها تفرج ، فالفرج وحده الذي ظل ينازع البقاء بين أفئدتنا ، بعد أن تراجعت حياتنا العادية إلى الوراء ، وفقدت الدهشة ملمحها بين الناس ، باستثناء تلك اليتيمة التي ما فتأت تفغر أفواههم ،عندما يصبحون في كل يوم جديد ، ليروا غابات الاسمنت بواجهاتها الزجاجية اللامعة تزحف نحو أحيائهم ، وتنتصب مزينة جلد المدينة الخارجي ، كما تزين النقوش الجميلة جسد ثعبان أرقط ، يمتص رحيق السائرين إلي جواره ، ثم يلقي بهم إلى شوارع الإسفلت التي تمددت من حوله بلا هوية .
.................. محمد علي
جميل أن نستنشق عبق الماضي..
الماضي عندي مختزل في وصية لأمي وانا خارج .. عليك الله جيب لي معاك طين بحر يا عمل أكلو ..
والماضي عندي مقرون بقراءة اليافطات وانا أجلس في المقعد الخلفي في طريقة العودة من حي المسالمة حيث درست الإبتدائية ..ويا له من حيّ..نعم صدق من قال لي في المسالمة غزال ..وظبية المسالمة ..
كنت أبدأ قراءة اليافطات بيافطة الحبشي الترزي النسائي بسوق امدرمان ..ثم مظلة المرحومة بت قابل إن لمن خني الذاكرة ..كانت مظلة مقابلة لمدارس محمد حسين .. ثم شارع المدارس .. وااااه من اللابس اللبني .. إحساس غريب يتملك المرء عند رؤية بنات الثانوي..اللون اللبني لون ساحر ..لا أدري ما هو سر تفوق بت الثانوي على بت الجامعة فيما يتعلق بالجمال ؟؟
ترجعني طقطقة الكمساري لصوابي فأدخل يدي في جيبي : واحد طالب ...
ثم أعاود ملاحقة اليافطات .. وستوقفني تلك اليافطة عند الحارة التاسعة شارع الشنقيطي " كوافير مدام سعاد" ومرسوم عليها فتاة بباروكة والرقبة قزاز والسلم نايلون نايلون ..
دوماً ما كنت استخدم الليزر البشري لإختراق ما بداخل هذا الكوافير فترتسم في مخيلتي نساء ذوات البشرة الصفراء..طوال القامة ..والمكان محاط بدخان البرنجي مع إمرأة كبيرة في السن قصيرة القامة ترتدي تلبيسة سن دهب !!
يومها كنا لا نعرف أن تتأخر العروس عن حضور الزفة ..كانت العروس تدخل قبل الفنان ..بل كانت العروس ربما تجهّز في البيت ..وحتى عندنا تذهب للكوافيير فهو يبعد عن البيت محطتين تخرج العروس تسبقها إبتسامة مدام سعاد ودعوات الحاضرين في ذلك اليوم وربما تدفع العروس تكلفة الزفاف والتسريحة بعد أن يتم حصر كشف العريس.. ..واليوم ربما فات على العروس أجمل لحظات حياتها وعمرها ربما بسبب عدم السداد أو عندما تنتظر في صف التصوير..
وداعاً كوداك ..
عمر.………..
حقا غريب أمر هذا العبق الماضوي الذي يراوح مخيلتنا ، هو فينا دوما الأجمل ، على الرغم من هذا الحاضر اللاهث بنا ليلحقنا بآفاق ضوئية ، هل قلت ( وداعاً كوداك ) ؟
عندما قدمت من وراء البحار قبل عقد ونيف ، وحط رحالي في هذه المدينة العارية تماما من الفوضى ، فاجأتني بهواتفها النقالة ، كنت كلما أفرغت شحنة شوقي المتراكم وبثثته على الأثير لتلتقطه أذن أمي ، يجلس على فمي سؤال كأنه الرؤيا ، ترى هل سوف يحل عليَ زمان أكلم فيه أمي وأخوتي ويكلموني وأنا أراهم أمامي رأي العين ؟
عقد واحد فقط من الزمان كان كافيا ليفرك علاء الدين على مصباحه السحري فيأتيني بهم ، ترى هل كان من له علم من الكتاب يملك جهازا وبرنامجا لاسكايب ؟

.............. م ـ علي
أنت ما عارف عيونك لما تسرح وين بودو.
عيون التقنية والحداثة بدلت الكثير وأثرت في حياتنا بصورة مباشرة ، عملية كانت أم فكرية ، ذكورا كنا أم إناث
تدخلت ومست أدق تفاصيل حياتنا وخصوصياتنا ، بما في ذلك نظرتنا لمعاني الحسن والجمال ، ولما كانت الأنثى معنية أكثر من الرجل ، كانت حصتها الأكبر فتدخلت حتى في لون عينيها .
................ م علي

Post: #40
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: د. ياسر عبد القادر
Date: 06-26-2013, 02:26 PM
Parent: #39

داليا

خمس سنين...ونحن الكسبانين

عقبال ما الخمسة يكون في صفر قدامها


كوني بخير ...فأنت ممن لا يمل بوستاتهم

Post: #41
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: محمد على طه الملك
Date: 06-26-2013, 02:35 PM
Parent: #40

أخيلة سائبة
بسم الله ..

فاجأها سؤاله المباغت ..فسحبت غطاء رأسها للأمام لتخفي ثلاث شعيرات بيضاء تصر على التلويح ..
معلنة في كل مرة حرب شعواء على "الحنة الهندية" الرخيصة التي أعلنت انسحابها سريعا لتجعلها تواجه وحدها لؤم الاسئلة ..وقسوة الصدق المغلف بذكريات باذخة .
.أعاد السؤال مرة رابعة أو عاشرة لم تعد تذكر كل ما كانت تفكر فيه إجابة لا تنهش في نزاهة حبها للحياة ..ولا تقطع الأمل لدنيا ظنت دوما أنها تليق بها ..
نفضت الغبار عن مراوغة الأنثى في داخلها ..وأجابت : أمازال هناك من يسأل هذا السؤال..؟!
داليا
..................

إبتسم إبتسامة جعلت كل من حوله يكفر بقوانين الطبيعة ويعود بذاكرته لقوم موسى ..كيف لا وهم يرونها إبتسامة فاقع لونها غير أن البقر لم يتشابه عليهم ..
هزّ رأسه نافياً ثم إستطرد قائلاً ..:
كنا صغاراً عندما درسنا علوم الإحصاء وحينها لم نكن نعرف لما كان الأستاذ يجمع كل حزمة من أعداد مع بعضها البعض لتمثل قيمة ..الان فقط أدركت أن كل سبيبة بيضاء تمثل عقدين من الزمان ..
لا عليك فالثلاثة تبدو باهتة اللون مما يعني أنها تمثل عقداً واحداً ..إذن فأنتي شابة خمسينية في مقتبل العمر ..
ثم همهم بكلمات وهو يغادر المكان :
لو كانت عملتو ميج بني كان ماف زول لاحظ..
عمر
.........................
بدت مرتبكة إلى حد ما وهي ترى إصراره ، رجعت إلى الوراء قليلا وضغطت بأطراف يسراها على زر مقعدها ليرتخي ظهرها ، في محاولة منها لتبدو كمن تستجمع نواصي الحكمة ، وهي في حقيقتها كانت تستجمع بعثرتها ، نظرت إليه وهو يغادر مقعده وهمهماته التي أطلقها من ورائه لا زال صداها يتردد في المكان ،
سحبت أناملها المخروطية الرقيقة عن غطاء رأسها الذي بدت ألوانه منسجمة تماما مع لون بشرتها المخملية ،
وتساءلت في سرها أتراه صدقا يعنيني بوجه خاص ؟
ماظنيت . لعله رغب لفت انتباهي لظاهرة أو عادة شائعة في دنيا الأنثويات ، ثم قطبت جبينا وهي تحدث نفسها متسائلة :
أتراه جافيا إلى الحد الذي يعجزه تقدير أحاسيس الأنثى ؟
لالا ما ظنيت ـ بس تخصصه في العلوم الرياضية جعلت نظرته للأشياء حبيسة لتلك المعادلات ، عندها سمعت طرقا على الباب ، فغشت أطراف شفتيها ابتسامة خفيفة وهي ترى صديقتها ولاء تدلف مسرعة وهي تصرخ في وجهها :
مش قلت ليك يا تايهة الليلة مواعيدنا مع ناس بيوتي سنتر ؟

محمد علي
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
رنت الى وجه صديقتها ..وهى تسترجع علاقتهن الممتدة كالنيل قبل ان يخترع الانسان بناء السدود
وتسألت ما بال الاء فى الفترة الاخيرة وكأنها لا تجد شىء تفعله كلما التقينا الا أن تزيل غطاء شعرى و تسترسل فى عد حسناتى البيضاء لتنتهى قبل ان ينتهى الحساب ثم ترمى لى بجملتها المعهودة "لاااااااا غلبنى اتم العد.. قومى يلا نمشى الكوفير"
يا الهى لم تتوقع ان تكون الاء قد وقعت هى ايضا فى براثن اهل الرياضيات ومفاهيمهم التى لا تقبل غير واحد يساوى واحد.. اصابها القلق على صديقة عمرها التى طالما كانت لقائتهن ثرة بالنقاش الهادف حول امور السياسة والاجتماع هل اضلها السامرى؟؟!!! فأعادها الى ضلال الاله الذى له خوار..
صرخت الاء فى وجهها " مالك بتعاينى لى كده قومى يلا" افاقت من افكارها وهى تتمسك بالاخيرة منها
امسكت معصم صديقتها ونظرت فى عينيها قائلة لقد اتفقنا ان ننسفنه فى اليم نسفا ..وان الا يكون للسامرى
قولا فى الحياة الدنيا سوى " الا مساس" (سهام المجمر)
…………………..
كعادة بنات بلادي حين ينوين التوجه نحو الكوافير..دوماً ما تختار أكثر الثياب بشتنة ..الإسكيرت قصييير والفنيلة كط ثم تتناول أقرب توب تلقاهو قداما وغالباً ما تتبلم بالتوب ..الأعجب أن معظمهن يختار منتصف النهار للخروج للكوافير..وهنا إجابة لماذا تتبلم الفتاة ؟؟ ببساطة لأنها وضعت قليل من الفير اند لوفلي مخلوط بي ديانا وليس خجلاً من أولاد الحلة كما يعتقد البعض..
ركشة ركككشة ..يااااا صوتها لمّا سرى ..فألتفت جميع المارّة لهذا الصوت الذي لم يعكره سوى صوت عوضية الجريف من مسجل الركشة تردد قااالوا أمو حنكوووشة تعمل كده بي رموووشة..
أقنعت صديقتها بالخروج في ذلك الهجير مقابل أن تتكفل بالرولات لشعر صديقتها مع المكوة ..وبالمقابل كان على الصديقة أن تمارس النفاق الإجتماعي من الضحك والقهقهة مع كثير من الرياء حول جمالها الملفت بعد أن يكتمل المنكير والبودكير وحمام الزيت ..
للنساء فقط !!!!
هي أول يافطة تقابلك عند مدخل الكوافير..
للرجال فقط !!!
هي كل الكراسي التي ستجد من يعملون عليها !!!
غير أن ما يميّز ذلك الكوافير أنك عندما تدخل فلن تفرز عماد من إعتماد ..
كل الناس هناااك كل الناس صحاااب كل الناس أهل ..
منذ لحظة الدخول وحتى لحظة الخروج تسمع فقط صوت طرقعات ..فإما طرقعة لبانة وإما طرقعة يد تضرب بي كتف بعد تعليق مسخرة وإما طرقعة كعب عالي في مشية متمايعة ..يختلط بكل ذلك صوت الإستشوار ..
رغبة عارمة تعتري عالم الرجال ..ماذا يحدث خلف هذه الكوافيرات؟؟ هل هو صالون حلاقة نسائي؟؟ مرايات وكراسي وصوت المسجل غير أن فيه خصوصية للنساء؟؟
عجيب أمر النساء ..تحتاج للمسة حنون وشعور بالأمان مع الرجل ..تحلم بأن تتخلل أصابعه شعرها ..وأن يدغدغ بأنامله خدها ..وأن يطوّق خصرها ..
يأخذ الترزي مقاسات الفستان ويده على خصرها.. والكوفيرنجي تجده يدخل اصابعه في شعرها أو يلمس خجها لافتاً لها لتصحيح وضعها ..
ورغماً عن ذلك لا تشعر بشئ..
فالرجال خشم بيوت ..
ثم تردد في سرها وهي تستصحب في مخيلتها يوم الأمس عندما خرجت بقميص نومها الشفاف ..
ده كلللو كوم وسيد اللبن كوم تاني..
...................... عمر
ود التوم أو سيد اللبن كما تواضع سكان الحي والأحياء المجاورة على تسميته ، أعتاده الكبار والصغار، النساء والرجال ، حتى كلاب الحي تكف عن نباحها عندما تسمع طرقات حوافر حماره الرتيبة على الإسفلت ، كان في حقيقته معلما مثل كل المعالم الثابتة في الحي ، زاوية شيخ الماحي ، مسجد الخليل ، مخبز النعيم ، دكان صالح اليماني ، وفجأة يطرق سمعها صوت المصفف وهو يضع لمساته الأخيرة على تسريحتها ،:
كده كيف ياستي ؟
.................... محمد علي
قد تظنون أن أحداث القصة دارت في سبعنيات أو ثمانينات القرن الماضي حيث كان كوافير (رجل) أمر عادي وحيث كان معظمهم من المصريين ..، هذا على الأقل ما شاهدته بأم عيني عندما كنت أذهب برفقة أمي لكوافير " مدام سعاد" ، ولكن هذا يحدث الأن رغم أنف (النظام العام) وفي وضح نهار الخرطوم وفي قلبها ، فبيوتي سنتر معروف عنه في مجتمعات النساء السرية أنه يتعامل مع اشهر مصففي الشعر ، عادل حمادة ، حنا شمعون ، كاريكا "ما بتاع الكورة" ..، هؤلاء جميعا قد يحضرون في لمحة بصر ..
لا تندهشون أحبتي كلما ضاااقت فرجت
..................دالياحافظ
أييييه ـ ليتها تفرج ، فالفرج وحده الذي ظل ينازع البقاء بين أفئدتنا ، بعد أن تراجعت حياتنا العادية إلى الوراء ، وفقدت الدهشة ملمحها بين الناس ، باستثناء تلك اليتيمة التي ما فتأت تفغر أفواههم ،عندما يصبحون في كل يوم جديد ، ليروا غابات الاسمنت بواجهاتها الزجاجية اللامعة تزحف نحو أحيائهم ، وتنتصب مزينة جلد المدينة الخارجي ، كما تزين النقوش الجميلة جسد ثعبان أرقط ، يمتص رحيق السائرين إلي جواره ، ثم يلقي بهم إلى شوارع الإسفلت التي تمددت من حوله بلا هوية .
.................. محمد علي
جميل أن نستنشق عبق الماضي..
الماضي عندي مختزل في وصية لأمي وانا خارج .. عليك الله جيب لي معاك طين بحر يا عمل أكلو ..
والماضي عندي مقرون بقراءة اليافطات وانا أجلس في المقعد الخلفي في طريقة العودة من حي المسالمة حيث درست الإبتدائية ..ويا له من حيّ..نعم صدق من قال لي في المسالمة غزال ..وظبية المسالمة ..
كنت أبدأ قراءة اليافطات بيافطة الحبشي الترزي النسائي بسوق امدرمان ..ثم مظلة المرحومة بت قابل إن لمن خني الذاكرة ..كانت مظلة مقابلة لمدارس محمد حسين .. ثم شارع المدارس .. وااااه من اللابس اللبني .. إحساس غريب يتملك المرء عند رؤية بنات الثانوي..اللون اللبني لون ساحر ..لا أدري ما هو سر تفوق بت الثانوي على بت الجامعة فيما يتعلق بالجمال ؟؟
ترجعني طقطقة الكمساري لصوابي فأدخل يدي في جيبي : واحد طالب ...
ثم أعاود ملاحقة اليافطات .. وستوقفني تلك اليافطة عند الحارة التاسعة شارع الشنقيطي " كوافير مدام سعاد" ومرسوم عليها فتاة بباروكة والرقبة قزاز والسلم نايلون نايلون ..
دوماً ما كنت استخدم الليزر البشري لإختراق ما بداخل هذا الكوافير فترتسم في مخيلتي نساء ذوات البشرة الصفراء..طوال القامة ..والمكان محاط بدخان البرنجي مع إمرأة كبيرة في السن قصيرة القامة ترتدي تلبيسة سن دهب !!
يومها كنا لا نعرف أن تتأخر العروس عن حضور الزفة ..كانت العروس تدخل قبل الفنان ..بل كانت العروس ربما تجهّز في البيت ..وحتى عندنا تذهب للكوافيير فهو يبعد عن البيت محطتين تخرج العروس تسبقها إبتسامة مدام سعاد ودعوات الحاضرين في ذلك اليوم وربما تدفع العروس تكلفة الزفاف والتسريحة بعد أن يتم حصر كشف العريس.. ..واليوم ربما فات على العروس أجمل لحظات حياتها وعمرها ربما بسبب عدم السداد أو عندما تنتظر في صف التصوير..
وداعاً كوداك ..
عمر.………..
حقا غريب أمر هذا العبق الماضوي الذي يراوح مخيلتنا ، هو فينا دوما الأجمل ، على الرغم من هذا الحاضر اللاهث بنا ليلحقنا بآفاق ضوئية ، هل قلت ( وداعاً كوداك ) ؟
عندما قدمت من وراء البحار قبل عقد ونيف ، وحط رحالي في هذه المدينة العارية تماما من الفوضى ، فاجأتني بهواتفها النقالة ، كنت كلما أفرغت شحنة شوقي المتراكم وبثثته على الأثير لتلتقطه أذن أمي ، يجلس على فمي سؤال كأنه الرؤيا ، ترى هل سوف يحل عليَ زمان أكلم فيه أمي وأخوتي ويكلموني وأنا أراهم أمامي رأي العين ؟
عقد واحد فقط من الزمان كان كافيا ليفرك علاء الدين على مصباحه السحري فيأتيني بهم ، ترى هل كان من له علم من الكتاب يملك جهازا وبرنامجا لاسكايب ؟
أنت ما عارف عيونك لما تسرح وين بودو.
عيون التقنية والحداثة بدلت الكثير وأثرت في حياتنا بصورة مباشرة ، عملية كانت أم فكرية ، ذكورا كنا أم إناث
تدخلت ومست أدق تفاصيل حياتنا وخصوصياتنا ، بما في ذلك نظرتنا لمعاني الحسن والجمال ، ولما كانت الأنثى معنية أكثر من الرجل ، كانت حصتها الأكبر فتدخلت حتى في لون عينيها .
= يابت أمي انتى الكلام الكبار دا بتجيبي من وين ؟
ــ النت دا مالو ؟ عملو لى منو ؟ يا بت عصر الحريم خلاص بح .
= كدى فكيني من السيرة دي ـ أها ماقلت لي ؟
ــ ما قلت ليك شنو ؟
حدرت ولاء في وجه صديقتها وهي تقول :
أجي يااا بنات أمي ؟ مش تخليني أكمل كلامي ؟
ــ إنت قلتي ( ماااا قلت لي ) كأني بديت ليك كلام وما تميتو .
= سجم خشمي يا بناااات أمي ! يا غبيانه دي لغة عادية متبادلة ومفهومه ، الفلسفة العليك شنو ؟ أجي يا النت !
أرح ارح اهو التكسي جانا .
................... م علي

Post: #42
Title: Re: بالله مروا خمس سنين ؟
Author: داليا حافظ
Date: 07-01-2013, 10:58 AM
Parent: #41

أخيلة سائبة
فاجأها سؤاله المباغت ..فسحبت غطاء رأسها للأمام لتخفي ثلاث شعيرات بيضاء تصر على التلويح ..
معلنة في كل مرة حرب شعواء على "الحنة الهندية" الرخيصة التي أعلنت انسحابها سريعا لتجعلها تواجه وحدها لؤم الاسئلة ..وقسوة الصدق المغلف بذكريات باذخة .
.أعاد السؤال مرة رابعة أو عاشرة لم تعد تذكر كل ما كانت تفكر فيه إجابة لا تنهش في نزاهة حبها للحياة ..ولا تقطع الأمل لدنيا ظنت دوما أنها تليق بها ..
نفضت الغبار عن مراوغة الأنثى في داخلها ..وأجابت : أمازال هناك من يسأل هذا السؤال..؟!
داليا
..................

إبتسم إبتسامة جعلت كل من حوله يكفر بقوانين الطبيعة ويعود بذاكرته لقوم موسى ..كيف لا وهم يرونها إبتسامة فاقع لونها غير أن البقر لم يتشابه عليهم ..
هزّ رأسه نافياً ثم إستطرد قائلاً ..:
كنا صغاراً عندما درسنا علوم الإحصاء وحينها لم نكن نعرف لما كان الأستاذ يجمع كل حزمة من أعداد مع بعضها البعض لتمثل قيمة ..الان فقط أدركت أن كل سبيبة بيضاء تمثل عقدين من الزمان ..
لا عليك فالثلاثة تبدو باهتة اللون مما يعني أنها تمثل عقداً واحداً ..إذن فأنتي شابة خمسينية في مقتبل العمر ..
ثم همهم بكلمات وهو يغادر المكان :
لو كانت عملتو ميج بني كان ماف زول لاحظ..
عمر
.........................
بدت مرتبكة إلى حد ما وهي ترى إصراره ، رجعت إلى الوراء قليلا وضغطت بأطراف يسراها على زر مقعدها ليرتخي ظهرها ، في محاولة منها لتبدو كمن تستجمع نواصي الحكمة ، وهي في حقيقتها كانت تستجمع بعثرتها ، نظرت إليه وهو يغادر مقعده وهمهماته التي أطلقها من ورائه لا زال صداها يتردد في المكان ،
سحبت أناملها المخروطية الرقيقة عن غطاء رأسها الذي بدت ألوانه منسجمة تماما مع لون بشرتها المخملية ،
وتساءلت في سرها أتراه صدقا يعنيني بوجه خاص ؟
ماظنيت . لعله رغب لفت انتباهي لظاهرة أو عادة شائعة في دنيا الأنثويات ، ثم قطبت جبينا وهي تحدث نفسها متسائلة :
أتراه جافيا إلى الحد الذي يعجزه تقدير أحاسيس الأنثى ؟
لالا ما ظنيت ـ بس تخصصه في العلوم الرياضية جعلت نظرته للأشياء حبيسة لتلك المعادلات ، عندها سمعت طرقا على الباب ، فغشت أطراف شفتيها ابتسامة خفيفة وهي ترى صديقتها ولاء تدلف مسرعة وهي تصرخ في وجهها :
مش قلت ليك يا تايهة الليلة مواعيدنا مع ناس بيوتي سنتر ؟

محمد علي
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
رنت الى وجه صديقتها ..وهى تسترجع علاقتهن الممتدة كالنيل قبل ان يخترع الانسان بناء السدود
وتسألت ما بال الاء فى الفترة الاخيرة وكأنها لا تجد شىء تفعله كلما التقينا الا أن تزيل غطاء شعرى و تسترسل فى عد حسناتى البيضاء لتنتهى قبل ان ينتهى الحساب ثم ترمى لى بجملتها المعهودة "لاااااااا غلبنى اتم العد.. قومى يلا نمشى الكوفير"
يا الهى لم تتوقع ان تكون الاء قد وقعت هى ايضا فى براثن اهل الرياضيات ومفاهيمهم التى لا تقبل غير واحد يساوى واحد.. اصابها القلق على صديقة عمرها التى طالما كانت لقائتهن ثرة بالنقاش الهادف حول امور السياسة والاجتماع هل اضلها السامرى؟؟!!! فأعادها الى ضلال الاله الذى له خوار..
صرخت الاء فى وجهها " مالك بتعاينى لى كده قومى يلا" افاقت من افكارها وهى تتمسك بالاخيرة منها
امسكت معصم صديقتها ونظرت فى عينيها قائلة لقد اتفقنا ان ننسفنه فى اليم نسفا ..وان الا يكون للسامرى
قولا فى الحياة الدنيا سوى " الا مساس" (سهام المجمر)
…………………..
كعادة بنات بلادي حين ينوين التوجه نحو الكوافير..دوماً ما تختار أكثر الثياب بشتنة ..الإسكيرت قصييير والفنيلة كط ثم تتناول أقرب توب تلقاهو قداما وغالباً ما تتبلم بالتوب ..الأعجب أن معظمهن يختار منتصف النهار للخروج للكوافير..وهنا إجابة لماذا تتبلم الفتاة ؟؟ ببساطة لأنها وضعت قليل من الفير اند لوفلي مخلوط بي ديانا وليس خجلاً من أولاد الحلة كما يعتقد البعض..
ركشة ركككشة ..يااااا صوتها لمّا سرى ..فألتفت جميع المارّة لهذا الصوت الذي لم يعكره سوى صوت عوضية الجريف من مسجل الركشة تردد قااالوا أمو حنكوووشة تعمل كده بي رموووشة..
أقنعت صديقتها بالخروج في ذلك الهجير مقابل أن تتكفل بالرولات لشعر صديقتها مع المكوة ..وبالمقابل كان على الصديقة أن تمارس النفاق الإجتماعي من الضحك والقهقهة مع كثير من الرياء حول جمالها الملفت بعد أن يكتمل المنكير والبودكير وحمام الزيت ..
للنساء فقط !!!!
هي أول يافطة تقابلك عند مدخل الكوافير..
للرجال فقط !!!
هي كل الكراسي التي ستجد من يعملون عليها !!!
غير أن ما يميّز ذلك الكوافير أنك عندما تدخل فلن تفرز عماد من إعتماد ..
كل الناس هناااك كل الناس صحاااب كل الناس أهل ..
منذ لحظة الدخول وحتى لحظة الخروج تسمع فقط صوت طرقعات ..فإما طرقعة لبانة وإما طرقعة يد تضرب بي كتف بعد تعليق مسخرة وإما طرقعة كعب عالي في مشية متمايعة ..يختلط بكل ذلك صوت الإستشوار ..
رغبة عارمة تعتري عالم الرجال ..ماذا يحدث خلف هذه الكوافيرات؟؟ هل هو صالون حلاقة نسائي؟؟ مرايات وكراسي وصوت المسجل غير أن فيه خصوصية للنساء؟؟
عجيب أمر النساء ..تحتاج للمسة حنون وشعور بالأمان مع الرجل ..تحلم بأن تتخلل أصابعه شعرها ..وأن يدغدغ بأنامله خدها ..وأن يطوّق خصرها ..
يأخذ الترزي مقاسات الفستان ويده على خصرها.. والكوفيرنجي تجده يدخل اصابعه في شعرها أو يلمس خجها لافتاً لها لتصحيح وضعها ..
ورغماً عن ذلك لا تشعر بشئ..
فالرجال خشم بيوت ..
ثم تردد في سرها وهي تستصحب في مخيلتها يوم الأمس عندما خرجت بقميص نومها الشفاف ..
ده كلللو كوم وسيد اللبن كوم تاني..
...................... عمر
ود التوم أو سيد اللبن كما تواضع سكان الحي والأحياء المجاورة على تسميته ، أعتاده الكبار والصغار، النساء والرجال ، حتى كلاب الحي تكف عن نباحها عندما تسمع طرقات حوافر حماره الرتيبة على الإسفلت ، كان في حقيقته معلما مثل كل المعالم الثابتة في الحي ، زاوية شيخ الماحي ، مسجد الخليل ، مخبز النعيم ، دكان صالح اليماني ، وفجأة يطرق سمعها صوت المصفف وهو يضع لمساته الأخيرة على تسريحتها ،:
كده كيف ياستي ؟
.................... محمد علي
قد تظنون أن أحداث القصة دارت في سبعنيات أو ثمانينات القرن الماضي حيث كان كوافير (رجل) أمر عادي وحيث كان معظمهم من المصريين ..، هذا على الأقل ما شاهدته بأم عيني عندما كنت أذهب برفقة أمي لكوافير " مدام سعاد" ، ولكن هذا يحدث الأن رغم أنف (النظام العام) وفي وضح نهار الخرطوم وفي قلبها ، فبيوتي سنتر معروف عنه في مجتمعات النساء السرية أنه يتعامل مع اشهر مصففي الشعر ، عادل حمادة ، حنا شمعون ، كاريكا "ما بتاع الكورة" ..، هؤلاء جميعا قد يحضرون في لمحة بصر ..
لا تندهشون أحبتي كلما ضاااقت فرجت
..................دالياحافظ
أييييه ـ ليتها تفرج ، فالفرج وحده الذي ظل ينازع البقاء بين أفئدتنا ، بعد أن تراجعت حياتنا العادية إلى الوراء ، وفقدت الدهشة ملمحها بين الناس ، باستثناء تلك اليتيمة التي ما فتأت تفغر أفواههم ،عندما يصبحون في كل يوم جديد ، ليروا غابات الاسمنت بواجهاتها الزجاجية اللامعة تزحف نحو أحيائهم ، وتنتصب مزينة جلد المدينة الخارجي ، كما تزين النقوش الجميلة جسد ثعبان أرقط ، يمتص رحيق السائرين إلي جواره ، ثم يلقي بهم إلى شوارع الإسفلت التي تمددت من حوله بلا هوية .
.................. محمد علي
جميل أن نستنشق عبق الماضي..
الماضي عندي مختزل في وصية لأمي وانا خارج .. عليك الله جيب لي معاك طين بحر يا عمل أكلو ..
والماضي عندي مقرون بقراءة اليافطات وانا أجلس في المقعد الخلفي في طريقة العودة من حي المسالمة حيث درست الإبتدائية ..ويا له من حيّ..نعم صدق من قال لي في المسالمة غزال ..وظبية المسالمة ..
كنت أبدأ قراءة اليافطات بيافطة الحبشي الترزي النسائي بسوق امدرمان ..ثم مظلة المرحومة بت قابل إن لمن خني الذاكرة ..كانت مظلة مقابلة لمدارس محمد حسين .. ثم شارع المدارس .. وااااه من اللابس اللبني .. إحساس غريب يتملك المرء عند رؤية بنات الثانوي..اللون اللبني لون ساحر ..لا أدري ما هو سر تفوق بت الثانوي على بت الجامعة فيما يتعلق بالجمال ؟؟
ترجعني طقطقة الكمساري لصوابي فأدخل يدي في جيبي : واحد طالب ...
ثم أعاود ملاحقة اليافطات .. وستوقفني تلك اليافطة عند الحارة التاسعة شارع الشنقيطي " كوافير مدام سعاد" ومرسوم عليها فتاة بباروكة والرقبة قزاز والسلم نايلون نايلون ..
دوماً ما كنت استخدم الليزر البشري لإختراق ما بداخل هذا الكوافير فترتسم في مخيلتي نساء ذوات البشرة الصفراء..طوال القامة ..والمكان محاط بدخان البرنجي مع إمرأة كبيرة في السن قصيرة القامة ترتدي تلبيسة سن دهب !!
يومها كنا لا نعرف أن تتأخر العروس عن حضور الزفة ..كانت العروس تدخل قبل الفنان ..بل كانت العروس ربما تجهّز في البيت ..وحتى عندنا تذهب للكوافيير فهو يبعد عن البيت محطتين تخرج العروس تسبقها إبتسامة مدام سعاد ودعوات الحاضرين في ذلك اليوم وربما تدفع العروس تكلفة الزفاف والتسريحة بعد أن يتم حصر كشف العريس.. ..واليوم ربما فات على العروس أجمل لحظات حياتها وعمرها ربما بسبب عدم السداد أو عندما تنتظر في صف التصوير..
وداعاً كوداك ..
عمر.………..
حقا غريب أمر هذا العبق الماضوي الذي يراوح مخيلتنا ، هو فينا دوما الأجمل ، على الرغم من هذا الحاضر اللاهث بنا ليلحقنا بآفاق ضوئية ، هل قلت ( وداعاً كوداك ) ؟
عندما قدمت من وراء البحار قبل عقد ونيف ، وحط رحالي في هذه المدينة العارية تماما من الفوضى ، فاجأتني بهواتفها النقالة ، كنت كلما أفرغت شحنة شوقي المتراكم وبثثته على الأثير لتلتقطه أذن أمي ، يجلس على فمي سؤال كأنه الرؤيا ، ترى هل سوف يحل عليَ زمان أكلم فيه أمي وأخوتي ويكلموني وأنا أراهم أمامي رأي العين ؟
عقد واحد فقط من الزمان كان كافيا ليفرك علاء الدين على مصباحه السحري فيأتيني بهم ، ترى هل كان من له علم من الكتاب يملك جهازا وبرنامجا لاسكايب ؟
أنت ما عارف عيونك لما تسرح وين بودو.
عيون التقنية والحداثة بدلت الكثير وأثرت في حياتنا بصورة مباشرة ، عملية كانت أم فكرية ، ذكورا كنا أم إناث
تدخلت ومست أدق تفاصيل حياتنا وخصوصياتنا ، بما في ذلك نظرتنا لمعاني الحسن والجمال ، ولما كانت الأنثى معنية أكثر من الرجل ، كانت حصتها الأكبر فتدخلت حتى في لون عينيها .
= يابت أمي انتى الكلام الكبار دا بتجيبي من وين ؟
ــ النت دا مالو ؟ عملو لى منو ؟ يا بت عصر الحريم خلاص بح .
= كدى فكيني من السيرة دي ـ أها ماقلت لي ؟
ــ ما قلت ليك شنو ؟
حدرت ولاء في وجه صديقتها وهي تقول :
أجي يااا بنات أمي ؟ مش تخليني أكمل كلامي ؟
ــ إنت قلتي ( ماااا قلت لي ) كأني بديت ليك كلام وما تميتو .
= سجم خشمي يا بناااات أمي ! يا غبيانه دي لغة عادية متبادلة ومفهومه ، الفلسفة العليك شنو ؟ أجي يا النت !
أرح ارح اهو التكسي جانا .
................... م علي


لم أنسك لحظة، لا أنساك ولا تغيبين عن بالي ولو للحظات، أنت معي، وهذا الذي بيننا حي وحر، والوعد، كل ما تركت من عطر وعبق وكلمات سافرت بي إلى حلم يباغتني كل ليلة ، مازلت أنوهم تحققه وأنا أقيس الجهات شرقا وغربا، البلاد والطائرات والأمسيات..، تأتين لا تغيبين عن روحي..، كنت أعرف أيضا أن سفري أبعدني بعض الوقت، وأنك قبضت على جمرة الوعد وإن بدا مستحيلا أو بعيدا ..أراك وأرى الوعد متحققا بيننا رأي العين، هذا أكثر من يقين ، ثمة شيء ما سحري يربط روحينا ولا أعرفه أو أسميه.. أكتب لكِ معتذراً عن غياب بدا لكِ غيابا وهو ليس كذلك، إنما هي موجات الحياة المتلاحقة، والكثير من المهام والمسئوليات التي كادت تشتت روحي إلى أن رأيتك تسيرين اليوم على الرصيف تدخلين "بيوتي سنتر" ، مارة بعريشة النجوم، قمتك الباذخة التي ..، ما أن رأيتها حتى أفاقتني على واقع في ظهير الذاكرة وهي تصرخ في: أين أنت؟ أنا هنا بجوارك وحولك ولا أنساك ، لأن ما بيننا يستعصي على النسيان ..
خطوات سريعة قادتها لتطالع الشارع ..فلم تجده إنحنت هامسة تحدث صديقتها ولاء قائلة :" ما بتصدقي منو رسل لي إيميل هسة؟"
ولاء: "منو ؟..ما تقولي لي .."
ردت ونصف ابتسامة ساخرة ارتسمت على شفتيها المكتنزتين : "إتخيلي ..ولسة بكضب !"..،تحسست شعرها بعصبية ونادت أحدى العاملات في "الكوافير" : "يا حنان ياخ الصبغة دي ما نشفت؟! ..
........................ داليا حافظ