ندوة عن تراث الأبالة بين الفريق والحلة - بالنادي السوداني أبوظبي

منتدى السودان الفكري
محاضرة بعنوان: تراث الأبالة ما بين الفريق والحلة(أغاني التوية والملالا والشقلاب الطيار نموذجا)
18 فبراير 2013 الساعة: 8:30 مساء بالمركز الثقافي الاجتماعي السوداني
دولة الإمارات العربية المتحدة - أبوظبي

المحاضر: أحمد التجاني ماهل
الباحث بملتقى كردفان الثقافي
www.kordufan.com[/B]

التوية هي أغنية ورقصة شعبية تمارسها القبائل العربية في إقليميّ كردفان ودار فور خاصة قبائل المجانين ودار حامد والزيادية وحمر والشنابلة والبزعة والمعاليا والكبابيش والكواهلة وبعض قاطني الحلال.
تعريف التوية:
لعبة شعبية يتماسك فيها الرجال بوضع أيديهم على الكتوف ويشكلون دائرة كبيرة ويقف في نصفها المغني (طقاق توية). ويبدأ الطقاق بالمقطع ويسمى العصا أو الصلاة وتردد معه المجموعة المقطع في شكل كورس جماعي. وفي بعض الأحيان يتماسك الناس من الأيدي فقط (عند حمر مثلا). يقابل هذه الحلقة مجموعة النساء في شكل دائرة كبيرة ويصاحبن بالتصفيق والزغاريط. ويقف خارج الحلقة كبار السن والأطفال يرددون العصا (عند الكبابيش

up
واصل يا أستاذ أحمد
حاضرين عن (الغنَامة)

العزيز محمد حامد
لك التحية على المرور والتحية عبرك لكل أهل البرقة والشغرة.
أحمد

أما المجانين والزيادية ودار حامد فالفتيات يدخلن الحلقة ويرقصن بالرقبة بطريقة رائعة للغاية ويصفقن مع الرقص وإيقاع ضرب أرجل الرجال في تشابه مع الدبكة اللبنانية وبطريقة تفوقها. ومن مشاهير التوية محي الدين الحوري وسليمان ود الحمر (أبو سعيد) وحمراي الجليدي (أبو صندوق) وقسم الله ود جبر الدار (صاحب أجمل صوت وربنا يشفيه).
العصا: (الصلاة):-
الزول العاجو مِزرد
هبولو المروحة يبرد
الدور يا أم طوق ماكي خابرا
سيد ريدك جى ال######ة مصاقرا
مفرتق صدرو الوجاجة لاهبا
القلب محروم الشافوقة قاسما

العصا: النجمة السايــــقة أبوريــــة
ضواية علىّ النجوم هِية
جـــقـــــلة البــــــــــيــــــــنا بعـــــــدتي
على نـــــــــاس مور تحدرتي
رعيــــتي القـــــــــــــــش تفـــزرتي
نهـــــارك كـــــله هــــــجــــــــــــرتي
وفـــي الأســـهام تخيــــــــــــرتي
صعيد ميدوب وريح برتي (عصا من جديد)
دليــــلنـــــــــــــــــــا للخلوف شايل
ركبـــــنا البقرش الدايــــــــــــــــــــر
حزمنا الرقــهن عايـــــــــــــــــــــــــل
قطع وداي الموت سايــــــــــل
خليــــــــــــــنا ام قرقـــــــــــدن جايــــل
بــــــــــخر دماعــــــــــها مِشايـــــــــــل (عصا من جديد)
الرزامة الجــــــناكى فريــــــــــــــــــــد
جولتي وسرتي بيــــــــــــــنا بعيد
كتـــلتي سايـــــق والوحــــــــــــــــــــيد
عجبتي الراعي خلي السيد (عصا من جديد)
فنجد حمراي الجليدي يغني في عدة أغراض وهنا يصور المحبوبة في خضرة البصلة في أغنيته (بنبونة الخور) والتي تغنى بها فنان شعبي (محمد الصافي) في شريط كاسيت من دون أن يشير حتى لنوع الأغنية ولا شاعرها رحمه الله:
العصا: بنبونة الخور خضرة نية ما فراقك حار عليَّ

وكذلك سليمان الحمر إيدام والمشهور بأبو سعيد يغني التوية والدوبيت:
العصا: شلع برق الصعيد ساهر
بكيّ قلب الرماد نـــــــــــافر
الزهور مشتولة فيك يا عشوق
في صدري وقلبي عاملة فتوق
أني قدارما قلت انصلي انتوب
نشـــــــــــــــؤر بــــــــــي أنــــــــي مغــــلوب“ع“
بنــــــــــــار الجــــــاز دوام محـــــــــروق
جمــــــــــــــــالِك بــــدعة يــــــــا مخـــلوق
عينك ساعة وسنــــــــــونها بروق
قمــــــــــر عشرين وطلع وايــــــروق
وجهك ضـــــوىّ شروب وغروب
الكزمة وطمبة وعديل طايـــــــوق
الشلبة وكحلة والنفيس مطلوق
أوراق جايبـــــنه ود مجــــــــــدوب
تسربل ديســـــــــــــــــك آبـــــــــوعروق
كفن أصاحبــــــــــــــك المربـــــــــــــــوق
انت الخــــــــــــزنة الأهلها جنوب
أمطــــــــــــــــيش بابــــــــــــــــك ومسدود
وقف حراســــــــــــــــــها بـــــــــــــــــــازروق
الماسك جيــــــــــــــم تلاتــــــــة رهوب
ممنوع ما يمشي بطن السوق
على بابـــــــــــكم لقيـــــــــــت مكتوب
مسكينة يطــــــــــــــــول ومضروب (عصا من جديد)
شرف قدمه النضيـــــــــــــف جلده
من طيبة والتاني باب عـــــــرفه
حبيب الريــــــــــــــــــدة روحي معاه
كان حي في الدنيا يوت نطراه
كان مته نكير وخطابي معاه
كان ذكرتك ”ظ“ للسؤال خفه
نوريتـــــــــــك أوضافه في الخِلقه
عَمَلُ خديـــــــــــــد البضوي مـــعه
العيون ساحرة وتقـــــــــــول زهره
المصابع روسمن جور تغذاه
الضمير من نصه جاب قبضه
السنـــــــون خِلقه لبـــــــــن بـــــــــكره
الحواجب نــــــــــــــون شهر هــله
المرار أدغــــــــــم تقــــــــــول كبده
الحنجور مظبوط تمام يارده
الجمـــــــال خِلقه قزاز رصــــــــــه
الصدر ”س“ كرسى النهود حقنه
فتميـــــــــــن بــــــــــداوي كل عيـــــــه
انت التيمـــــــس الجديد خارجه
ياخي ليش انت الزمان تنساه
ما تقول عنــــــدك حبيـــــــب مده
تِكتب جواب وســـــلام في قفاه
ترميه فوق طايـــــــرة البســــــــــــته (ص)
تسأل أنه ”عنه“ وشؤون بلده (عصا من جديد)
ما حَريق يــــــــا التيمس أبابات
وشركة بـــــــره وخفيهّ العربــــــات
جربوكس كبير والتروس ماكنات
وفراملك لىّ البســـوق جاهزات
الكلتشي نصــــه فـــــي القُمـــــــــات
دُق البـــــــــــلي وسافــــــرنا مـــــــــــعاك
كان جيــــــــــــــــت بـرمله ما هماك
الليـــــــــــــــلة لقيــــــــــت تلاتة بنــــــــات
وحـــــــــــدة أنـــــــــــــــور الســــــــــــــــــــادات
خليــــــــــــــــفة لجمــــــــــــــــــال المـــــــات
ووحــــــــــدة جعــــــــفر يا سامــــــعات (آ)
بطل الثورة النميـــــــــري معـــــــاك
لبــــــــس بدله وحـــــــمل تاجـــــــــات
الصقور فوق الكتاف نــــازلات
ووحــــــــــــــدة معـــــمر آ حلـــــــــــــوات (يا)
القذافــــــــــــــي ورِكِـــــــــب طايــــــــرات
صواريخ ميجو وجميع فاكات
وبىّ مدافع الهاون الرشاشات (عصا من جديد)
الليلة الليلة والليلة الليلة
لقيـــــــــــــــــــت شديـــــــــــــــــــــر تفـــــــــــاح
بتصب ميترته كل ما صباح
خضرني يا الفريــــــعك مــــــــاح
أُطلـــــــب مــــــــن الكريــــــــــم ربـــــــي
الليـــــلـــــة اليــــــوم تبيـــــــــــت وردي
وبكــــــــره العيـــــــد ومــــع العجــــكي
هبـــــــــــر مـــــــن العِـــــقال يمـــــــشي
تيمــــــــــــس بـــــــره الحديــــــــدَ قــــــوي
التروس ماكنة والبسوق مرجي (تورية: اسم السواق، والمنتظر)
شلــــــع بـــــرق الصعيــــــــد ســــــــاهر
ما بــــــــكي قــــلب الرمـــــــاد نــــــــــافر

ابن عمي أحمد التجاني


ليتني كنت فيها جذعا


عموما أدب الأبالة يحتاج أكثر من محاضرة

ولتكن هذه أول حلقة

تشكرون عليها

وأنتم أهل لها


الإبل دي بوسقنك
فوق الشر برمنك
كان انساقن منك
تعال راجع شوف جنك



جقلة الطن حوارك
عقدوا الشورة رجالك
كان الغرب ما شالك
شيلي السافل دارك


جقله الضيم ما يضلك
جبال القيقر هلك
سيدك يوم بحضرلك
بي دم روحه بحلك


يا مغرب وين ماشي
سوق أم حنين قاسي
الدفتر فوق راسي
إلا القلم ما في

البل عندهن في كل مناسبة قيمه
فوقهن جوخة العز والعزم والشيمه
الصدف الصهل خيلو ورجالو صميمه
يعزمنلو قطابي و يقدمنلو وليمه


الإبل فرزهن من باقي الرزق مو طولهن
الجخ والهيبة وقطع المسافات هولهن
قبل ما يظهرن سفن البحور و أسطولهن
كانوا حجيجنا يمتطوا للحجاز زهمولهن




جات مارقة العصر من الوعر والهيش
لابسة عباية العرف الوبر مو ريش
كيرها مجرتقو الحبر الببش في بشيش
يلويها ويقيف زي ظابط التفتيش

Quote: وكذلك سليمان الحمر إيدام والمشهور بأبو سعيد يغني التوية والدوبيت: العصا: شلع برق الصعيد ساهر بكيّ قلب الرماد نـــــــــــافر الزهور مشتولة فيك يا عشوق في صدري وقلبي عاملة فتوق أني قدارما قلت انصلي انتوب نشـــــــــــــــؤر بــــــــــي أنــــــــي مغــــلوب“ع“ بنــــــــــــار الجــــــاز دوام محـــــــــروق جمــــــــــــــــالِك بــــدعة يــــــــا مخـــلوق عينك ساعة وسنــــــــــونها بروق قمــــــــــر عشرين وطلع وايــــــروق وجهك ضـــــوىّ شروب وغروب الكزمة وطمبة وعديل طايـــــــوق الشلبة وكحلة والنفيس مطلوق أوراق جايبـــــنه ود مجــــــــــدوب تسربل ديســـــــــــــــــك آبـــــــــوعروق كفن أصاحبــــــــــــــك المربـــــــــــــــوق

الجميل الأستاذ احمد التجاني ماهل والمتاوقين والزايرين سلااااام

يا سلام من توية ومن عمنا سليمان ود الأحمر
ونحن صغار بعرفنا كنا نردّد توية ود الأحمر
(شلع برق الصعيد ساهر
بكي قلب الرماد نافر
وأم عشرة التجني شيلتها
عربنا جوار قبيلتها
كان اخونا وابن عمنا فضل الله هذلول الجراري صديقا لود الأحمر
ثم بعد ذلك حين فتحت جمارك حمرة الشيخ قابلت عمنا ود الاحمر كثيرا
واستمتعت بتويته وصوتي الشجيّ وتوثقت صلتنا به وكأن اراهو بطلته البهية قادما من حظيرة الجمارك
نحو بنك الثروة الحيوانية للأنس مع صديقه حنفي حاج الطيب

اما جقلة او رزيم فهي
صابون الفقر جقلة ام رقبةً عنجي
محجان الشِّدر يا القورّح المنسندي
-------------------------------
عاليبة أم سنابا مايح
عرقوبك نبع منو اللَّوندي الفايح
حشّاوك مسك دوْ الكموك جي رايح
سيدك ونّسو الجرقومو كلُّو سرايح
--------------------------------
محبتي واصل نحن متابعين

الأخ العزيز ود القنصل أحمد تجاني

تحياتي - ونحيك على هذا الجهد الموفق بإذن الله في تعريف المتابع ببعض من فلوكلور وثراث بوداي وارياف شمال كردفان ودار فور المتنوعة والمتعددة ونسأل الله لك التوفيق والسداد وأن تسوح بنا دوماً في تلكم البقاع الغنية بأشكال عدة من الجراري والتويا والحسيس ولبادة وكنداية والشقلاب والدوبيت وقد كان لمناخات تلكم الأماكن التأثير الشديد على إنتاج غزير من هذه النماذج ولعل التداخل القوى بين قبائل شمال كردفان في سابق الأزمان من خلال النشوق والمواطاة قبل أن تتحول تلكم العادات لحركة تجارية مؤسسة الأسباب القوية التي جعلت من التراث المشترك يظهر بوجه جديد . لكن سرعة إيقاع الحياة وعوامل كثيرة جعلت الإنتاج التراثي يتراجع وعلينا مهمة بعثه من جديد والمحافظة علية عبر آليات جديدة ترتبط بمناهج البحث والدراسة في إطار مؤسسات تعليمية كبيرة كالجامعات مثلاً

بحيراوي

الاخ احمد لك التحية
الاستاذ محمد الامين عبدالرحمن على له رسالة ماجستير غير منشورةعن تاريخ الابالة بجامعة الفاشر
ايضا ارجع الى رسالة الدكتوراة للباحث سعيد على كوزى بجامعة الخرطوم فيها الكثير
تحياتى

المحاضر أحمد التجاني ماهل إلى يسار الصورة
*
أحمد ود التجاني ود ماهل ود سهل : حفيد الأمير ماهل سهل

ليس من سمع كمن رأى، كيف كان الباحث في التراث والمترجم المختص في اللغات الثلاث : العربية والإنكليزية والفرانكفونية . هنا يتصل نسب الأصحاح البكريين بنجابة العلوم ، وفصاحة البادية لرجل ، هو من أصيل اهل البادية ، رعى قطعانها ، وشهد في طفولته القبائل المتحابة من المجانين والكواهلة والزيادية وحمر .. وسلسلة من العشائر الغنية في فسيح أرض الوطن ،وحتى الجيرة التي ربطت القبائل المتلونة الأعراق ، فكان النوبة شمال كردفان وجنوب كردفان أحباء عُشرة وأنداد بطان ، ورفاق الجيرة التي حقنت دماء أهل السودان بمعروف الألفة .
كانت محاضرة ثرية بباحث هو الأحق بسلطانية التراث ، فقد عقد دماء العشائر منصفاً لأهلنا الطيبين في الضفة الأخرى من الكون السوداني الفسيح . فمن لم يشهد زميلكم في مدونة سودانيزأولاين ( أحمد التجاني ماهل ) ، فإنه لم يشهد الخير يرفرف على أعتاب العُشرة الطيبة ، والعلم الوفير ، ومآخاة البداوة من أهلها الذين رحلوا مع القطعان ، وسافروا مع النوق .
ليس من شهد كمن سمع .
كان شقيقكم " أحمد التجاني " مفخرة منتدى السودان الفكري ، فقد أعاد له لسان السودان المتنوع الشعوب والأعراق والفنون والثقافات . لم تكن محاضرة ، ولكنها حياة الأرياف مجلوبة في كاس حضاري كي نتعرف على بادية كردفان ، فنونها وشعرها وغناءها ورقصاتها ، التي حرمنا من طعمها اللذيذ عُصبة التكفير التي تدخلت في الثقافات فشوهتها ، أعملت سكاكين البتر للتراث المتصالح مع المجتمع ، والرحيب بقدرته على الألفة وطيب اهل الأرياف .
كانت نقلة حضارية ، وطعماً جديداً للسودان الذي تم تخريب ثقافاته ، إلا أنها نابضة بأهلها العظام ، الذين وقفوا على التراث يسدون فجوات الخبل الفكري الذين هيمن على السودان بالغلظة والبتر والقطع والتشويه لإنسان السودان المتسامح ، الذي كان دينه وسطاً ، يعرف قدر المكارم التي حفّت أهلنا في أشباه المدائن والأرياف .
أهلاً بك سيدي أحمد
فقد كنت نضيضاً بالكلم ، تنطق الحرف مثل اهل الأرياف ، وترد الحوادث والمآثر بموازين العلم والتحقيق والاستدراك ، فكنت بيننا علماً خفاقاً ، سنتزود بكنوزه عندما يحين موعد عودة الوطن من إغترابه وتدميره بين أيدي التكفيريين وتدمير الوطن وتفتيته ، وتشويههم للتراث الثقافي .
أهلاً بك حائط صد ضد كل هجوم غافل ، وصنيع متجاهل ثقافة الأهل والعشائر ، يريدون طمسها بالغلظة ، وهيهات .

*

هذا نسميه " عديل التُراث "
وهو يستعدل تراث أهل السودان ويبيض أوجههم الناضرة

الأخ العزيز / أحمد التجاني ماهل

تحياتي

يا ليتنا كنا حضورا في هذه الندوة حتى ننهل من معينكم الذي

لا ينضب من الثقافة السودانية

هذا مقال للاخ خالد الشيخ حاج محمود وأحسب أن له علاقة بموضوع الندوة

أتمنى أن تكون فيه بعض الإضافة

ولك كل الود والتقدير


العنقالي عند الابالة والغنامة
كتب/ خالد الشيخ حاج محمود

إتصل بي من الأمارات صديقي الدكتور سمير وداعة والذي أشاد بشدو الأستاذة الفنانة ناسي عجاج بأغنية (أندريا) خاصة التسجيل الأخير للأغنية في سبتمبر 2011م، وقال بأنه لاحظ أن المطربة الشابة عدلت في مفردات الأغنية والكرير المصاحب لها كما سألني الصديق العزيز عن الفرق بين الجراري والعنقالي لذلك حرصت بالأمس على مشاهدة التسجيل الأخير لنانسي عجاج والذي اشار إليه محدثي ولاحظت بالفعل التعديل في المفردات واضافة بعض المقاطع للاغنية والتي سبق أن أوردتها من خلال الملحق الثقافي بصحيفة السوداني حيث أوضحت للقاري شاعرة أغنية أندريا ومغنيتها بلدوسة بنت بنداس والتي سجلت الأغنية لرسالة كردفان في السبعينات من القرن الماضي بواسطة الاعلامي الأستاذ الراحل عوض محمداني مصطفى الذي كان يعد تلك الرسالة ويقدمها للاذاعة السودانية، أما عن الفرق بين الجراري والعنقالي كسؤال أخي العزيز دكتور سمير وداعة أقول بأن العنقالي هو أحد فروع الجراري وإن كان سريع الإيقاع وفيه إمتياز مع ضرب الأرجل والذي يتوافق مع صفقة الأيادى ومرادفة الحمحمة النوعية ذات السرعة والإنخفاض طي الرقصة المتبادلة مع الكرير بإعتباره من أنواع مصبات الجراري الأربعة وهي (السربعة والكربته والطبيق والخبة) حيث أن السربعة تعني السرعة والجري الشديد عند الجمل اتساقاً مع القول البين:
كل ما نشوفك قليبي يزيد يوم سريع البشاري عدى بعيد
أما الكربتة فهي أخف من السربعة ويقولون فيها:
كربت عاني الدكه وجاب خبر القبيل من الفريق انفكا
والطبيق أخف من الكربتة وغالباً ما يكون على ظهر الجمال ومن غنائه الجميل:
طبق عاني القبيل فوق الفريق راجينا
فات الصباح دقش الليل اتوسد تبلدي الإضليم وادينا
آه لو شفتو العذاب وكت السمح نفح البخور بادينا
أما الخبة فهي أخف من الكربتة لأن ايقاعها فيه الهدوء والمهلة لاحظ ما قيل في بعض مقاطعها:
خبه وعنا الدرب في مشيهو ورد ناس القبيل في الدكه تب عانيهو
بحلف بي اليمين شوقاً للمرق كبس الجمال واديهو
جمر الغرام كان شبا منو الفي الحياة بخليهو
ولأن ايقاع الكربتة يشبه تأرجح مشية الجمل مع الرقصة الخفيفة لذلك أصبح العنقالي على طريقة الكربته لاسيما وأن العنقلة تعني المرادفة عند ركوب الجمال حيث يصطحب الشاب عشيقته عند ركوبه على الجمل وربما أخته أحياناً الشئ يجعل الجمال تكربت في مشيها والعنقالي يوجد عند الحمر وفي دار حامد يسمى بالحنبيلي والذي يعني الحمّ بي – أي الحام وطاف بالسهد والخيال في مرتع الغفر كما يقول الاستاذ الباحث (دوليب محمود دوليب) المهتم بالتراث الشعبي ، وينفرد الحنبيلي بتناوب ضرب الأرجل والأيدي والإيقاع فيه يكون رزماً ونعني به خطوات الراقصة في الحلقة والتي تتوافق مع ضربات أرجل الكرارين وبسرعة خفيفة طي الشبال الذي يقع على أحدهم ويرتفع الإيقاع بما يسمى بالحماس وذلك بهدف تشجيع الشباب لبعضهم وكذلك الفتيات يشجعن بعضهن بشبال الراقصة العائدة من دائرة الكرير إلى صف الصفقة الحماسية ومن ثم الإنخراط في الغناء مرة أخرى كما يتفرد الحنبيلي بالحمحمة التي تخرج من الحناجر بشكل الثنائية في الكرير (من اثنين يقودون المجموعة) وذلك عكس الجراري والذي تكون فيه الحمحمة فردية ويتسق كرير الرزم مع مفردات سريعة الإيقاع جميلة المنظر والمخبر من ناحية الالحان والمعاني كقول الشاعرة المغنية بلدوسة بت بنداس:
الموية الفي الرهيد تسقي الحمام والصيد
يا سكر الجنيد حرمان براك الريد
الموية الفي الرهيد ما فيها رد الصيد
كيف حالك يا الوليد من السجون والقيد
ومن غناء العنقالي الهفهاف بدار حمر قول إحدى الحكامات في وصف اندريا:
الوادي الإضلم دي اندريا درب أم حنين جات بيه اندريا
كان عمرك بخلان بيه اندريا هاك عمري أخطر بيه اندريا
وكذلك قول الحكامة المغنية (الزينة بت مريود) من غبيش والتي قالت:
ريدك دريب وحنان شوقك علىّ ما بان
شوق الريد طربان سكونا في جريبان
أما الاستاذ الباحث (محمد احمد ابراهيم) يقول بأن العنقالي قريب الشبه من الجراري لذلك الراجح بأنه مشتق منه حيث أن أغنيات العنقالي تتكون من أربعة أشطر قصيرة متحدة الوزن والقافية تؤديها النسوة مع توقيعات الصفقة المنتظمة ويقوم الشبان بالكرير لترقص الفتيات وذلك مثلما في الجراري تماماً، ولكن الاختلاف الظاهر بين الجراري والعنقالي يكون في الالحان وتوقيعات الصفقة بحساب أن لحن وموسيقى العنقالي أسرع من الجراري كما أن لحن العنقالي يتغير بكثرة مقارنة بالجراري ناهيك أن العنقالي تضاف إليه بعض الكلمات لضرورة اللحن كلزمة موسيقية مما يجعله يشبه الجراري في تلك الخاصية وربما تتكرر الشطرات فيه لنفس الغرض كما هو في قول مغنية العنقالي:
أهلي الكبار جوني قالوا بهرجوني
مرضي لي تومي
وتررد المجموعة مع المغنية:
مرضي لي تومي قبلانة بي لومي
قبلانة بي لومي
ومع مزن العين الهاطل تتحرك كوامن العشق خاصة عندما يبتعد الشبان عن عشيقاتهم بسبب الماء والمرعى حيث ينشغل الجميع بفصل الخريف عنوان الحياة بتلك البوادي لذلك شدت مغنية العنقالي بكلمات شجية معبرة عن حالها:
توب البوبلين الجار
ما بحمل الدبار حي يا ناري
مزن الخريف الشال
مزن الخريف الشال
فتردد المجموعة ككورس: مزن الخريف الشال
في جوفي طالق النار حي يا ناري
في جوفي طالق النار
( حي يا ناري) لزمة موسيقية لحفظ الإيقاع والزمن)
علماً بأن غناء العنقالي يشبه طريقة (الشيالين) في الحقيبة حينما يقومون بترديد عصاية الأغنية وقد تجئ اللزمة تعظيماً وإجلالاً حسب الإعتقاد عندهم لذلك كثيراً ما ورد اسم الجلالة كلزمة (مثل غناء احدى حكامات الحمر):
الرملة الدقاقة يا الله فيها الحمام قاقا يا الله
يا روحي المشتاقة يا الله للفارق ما لاقا يا الله
ويرى الاستاذ محمد احمد ابراهيم بأن الكرير في العنقالي يختلف قليلاً عن الجراري فإلى جانب التمويجات الصوتية نجدهم في العنقالي يضمنون (الكرير) بعض الكلمات المنظومة لاسيما في غرب وجنوب غرب دار حمر ومن ذلك الكرير مثلاً ما تغنت به احدىحكامات الحمر عندما قالت:
سهينا سهينا يا أم قايدة سهينا
( كرير)
سهينا سهينا للزول البيضا عينه
(كرير)
سهينا سهينا لي صفرة الجبينا
( أم قايدة بمعني أم عنق) وقد تكون الكلمات المنظومة في العنقالي أكثر تماسكاً كما ورد في الاغنية التالية:
حمن البرقال الصفقة بي البرقال
نملاكن بي المشكار مريت بي الحلال
كافة بقول كرار سويتو لي حمار
(البرقال يعنى توقيعات الصفقة ومنها البرقلة) ومن غناء العنقالي الجميل والذي يطرب الدواخل ما تغنت به الفنانة الرائعة ( الشيكة بت محمود) من دار حمر خاصة وقد صحبها كرارين حرفاء على أداء المهمة مثل أغنيتها الرائعة (الفتيل الفي الغرطاس) والتي استهلتها بقولها:
إنجري يا الميقاس الفتيل الفي الغرطاس
لداخل الفن يا ناس تجارة في خماس
دي الخديري بت الناس سلبتي الدين خلاس
يا دهيبة ناس عباس
انجري يا أم ضمير كلام الناس كتير
نرجاكي ولا نسير أم عيوناً فناجيل
أم سنوناً زي الجير
ما تهبي يا هبوب خلي الحمامة تروق
قلبي البقي شفوق للمنقة الفي الغروب
( الميقاس نوع من العطور) بيد أن العنقالي يوجد في مناطق شمال وغرب كردفان فقط وله العديد من الحكامات ذوات الخبرة في الغناء واللحن المصحوب بالرقص إلى جانب مجموعة من الكرارين ومن أولئك الحكامات والشاعرات على سبيل المثال لا الحصر بمنطقة حمر( قسم الله بت بورة بقرية رغيوة غرب عيال بخيت وحواء بت حمدان ود تيراب من قرية أبو عاقلة والزينة بت مريود من غبيش وهنالك آمنة أحمد مهدي قريب من قرية عدريبة) أما الكرارين فهم كثر وعلى قفا من يشيل بالمنطقة ومنهم ( ابراهيم جمعة بنداس من فاصول و ود أم شمرو من قرية ظيطة (دار السلام) ريفي النهود وحسين الجق) كما يوجد بمنطقة دار حامد الحنبيلي والذي يشبه العنقالي عند الحمر ولايختلف عنه في شئ سوى أن العنقالي يبدأ بالكرير فيما يؤدى كرير الحنبيلي في منتصف الاغنية، وذلك ما فعلته بالضبط الفنانة الشابة نانسي عجاج في أغنية أندريا حيث بدأت الاغنية استهلالاً بالكرير ومن ثم صدحت الفنانة نانسي بالغناء فأحدثت النشوة والطرب خاصة وقد كان الايقاع بديعاً لذلك صار العنقالي عنواناً للغناء الجميل في دار حمر ودار حامد حيث سحرت مفردات غنامة دار حامد المهتمين بالتراث الشعبي وخاصة الاغنية الشعبية (الوادي الزينة) سيما بعض المقاطع التي تقول:
القوقاي حاكيتو ونجم الليل عديتو
حليل ليمكم بي وكيتو قطعتو الريد جافيتو
قالوا الزرقن نيله طول الليل صاب عينه
قالوا الوادي الزينة يتمايط وزينــة
وكثيراً ما عكس الحنبيلي ألواناً مختلفة عن حياة أولئك البدو فهنالك أغنيات تفيض بالرقة والحنان في سذاجة محببة ومن المعروف لدى كل من عاش ردحاً من الزمان في الريف وفي ربوع كردفان أن البدوية إذا أحبت تحب بقوة وعنف وفي صدق وطيبة لاحظ قول أحدى البدويات من دار حامد وهي تصف عشيقاً لايدرك مدى حبها له فقالت:
زارعنو في الباجه واطاتو درابه
دمعتي الكبابه ما بتدروا أسبابه
زارعنو في الباجه واطاتو درابه
السلوك البي رقابه في نومي فرابه
(السلوك تعني القصب الريان) فالتحية للذين يحرقون طاقاتهم في صمت ليبددوا من حولنا دياجير الجهل المطبقة ويحيلوا الظلام لنورٍ يشع مع الفجر في قوة واصرار وعنفوان لايعرف الخور يماثل قوة وصلابة الشاعر الفحل الراحل محمد عثمان محمد صالح (كجراي) صاحب ديوان (الصمت والرماد) والذي أكد في الزمن السالف بأنه سيظل ورفاقه هنالك في أعماق (الريف الأسيان) إذ يصارعون الجهل وينتصرون عليه بقوله:
في قلب الريف الأسيان
فضحايا الليل هنا أبداً
تدمي أعماق الإنسان
لا عذر لنا
فالليل هنا
يبين مرهوب خاتل
وظلام مسموم قاتل
حتماً سيموت إذا شئنا
أجل سيموت ما دام الشاعر كجراي ورفاقه حملوا الأمانة واوقدوا المشاعل رغم الأعاصير الهوج والأنواء تلك الامانة التي أبت أن تحملها السموات والأرض والجبال. لله درهم فهم على كل حال من الأخيار..

للملف ان يكون عالياً

يوم بالصدفة فتحتا القناة الفرنسية تي في سانغ لقيت برنامج وثائقي عن الاباله السودانيين البيمشو لغاية مصر... والله كان ممتع خالص وفيه من المجازفة والتعب ما لا يعلمه الا الله... ياريت لو سجلتو!!

من نماذج التوية أيضاً:

أم زور سبابة الدية
بتولع نارها يوت حية
..........
عندك يوم عسل في علب
وعندك يوم مرارو كعب
........
وعندك يوم حلاوة عيد
وعندك يوم مرارو شديد


شكراً ليك أستاذنا على تناولك للجانب دا

مرابطين هنا للمتابعة
والمداخلة بشيء إن أمكن

Quote: جـــقـــــلة البــــــــــيــــــــنا بعـــــــدتي على نـــــــــاس مور تحدرتي رعيــــتي القـــــــــــــــش تفـــزرتي نهـــــارك كـــــله هــــــجــــــــــــرتي وفـــي الأســـهام تخيــــــــــــرتي صعيد ميدوب وريح برتي

Quote: أم زور

طبعاً الناقة (جقلة ، أم زور)
ماخدة نصيب الأسد في هذا الموروث الغنائي
ويتكرر ذكرها باستمرار

النادي السوداني .. القريب مسافة والبعيد زمناً عناً ..
يشغفني حباً لحضور مثل هذه المحاضرات الثقافية عن تراث بلدي في أروقاته ..
التي تحكي حكايات التنوع والتماذج .. والانصهار في البوتقة السودانية المتفردة ..
التي صارت تعاني أيامنا هذه من التمزق والتشرزم الإثني..
فليت أبناءك ياسودان يرصون الصف ويتحدون .. ويعتزوا بالتنوع الذي لامثيل له في كثير من الثقافات المجاورة.
شكراً لك اخي أحمد التجاني على أتحافنا بهذه الروائع .. وتعويضنا عما .. لم يسنح لنا الزمان بالتشرف بحضوره ..

الاستاذ احمد التجاني
وضيوفه
اكيد انه بوست كامل الدسم
طالما يتناول الابالة واهل البادية
وحقيقة تغيب كثير من الاشياء عن ابالة كردفان وباديتها عن الناس
فكل التركيز كان على بادية البطانة
نحن جالسين في هذا البوست لنستفيد ونعرف عن بادية كردفان
اتمنى ان تواصل يا استاذ
ولك الشكر

لن تكف البادية ان تنتج الجميل والرائع من التراث البدوى وترفد الحضر .. ها هو أبن البادية، الشاعر الكردفانى الأصيل، الأستاذ أحمد التجانى ماهل يعطر سماوات الغربة ويرفد المدينة بحنو البادية ..

يا لها من ليلة، يا ليتنى كنت هناك ..

ورجاء يا ول أبا أحمد .. أرموا لينا التسجيل فى منبر كردفان ..


بريمة

Quote: هذا نسميه " عديل التُراث " وهو يستعدل تراث أهل السودان ويبيض أوجههم الناضرة

Quote: اكيد انه بوست كامل الدسم طالما يتناول الابالة واهل البادية وحقيقة تغيب كثير من الاشياء عن ابالة كردفان وباديتها عن الناس فكل التركيز كان على بادية البطانة نحن جالسين في هذا البوست لنستفيد ونعرف عن بادية كردفان اتمنى ان تواصل يا استاذ ولك الشكر

الأستاذ احمد التجاني وضيوفه الكرام اليك مساهمة متواضعة عن تراث الأبالة

Quote: من رحلة النِّشُوق الي رحلة الجزو في بوادي الكبابيش الكاتب عبيد الطيب (ود المقدم) بادية الكبابيش وصلت أنعام ومجموعات (وحاروك) مرحات من الإبل من الجنوب بعد نهاية رحلة النشوق والشوقارة بقيادة الدّليل الكباشي النورابي محمد ود صالح (اللّعَرَج) الي مخارف ومراعي شق ابو روبة وسهول المخرّق ووادي الملّوَّي المكتظة باشجار المعراب والقفل وهي في طريقها الي الشمال والشمال الغربي او بما يعرف برحلة الجزو ، احْكَم الدليل الخرّيت حاج اللّعَرَج عِقال ابله حين لاح ولمع لناظره برقٌ عباديّ وشامه ان تكون امطاره هطلت علي تلال "دباب القفل" ووادي مجرور وسهله المنبسط وعند وقت (العتَّام) السحر ايقظ الأناقيب او الوناقيب لحلب اللُّقَح والشوايل والتي ايضا لم تهجع الليل كله ولم تتركهم ينامون بحنينها (وقرواحها) حيث هبّت لها الرياح الشمالية الغربية ودعاشها المضمّخ برائحة نوَّار اشجار المعراب والسَّمُروحشائش واعشاب الدرمة والخشين والسّعَدان حتي جعلها تمشي علي ركبتيها وتسارق النظر وتمد عنقها وتتاوق وتكثر الحنين والرزمي او كما يصفها الشاعر الاموي الصمّة القشيري:- وحنّت قلوصي اخر الليل حنّة فيا روعة ما راع قلبي حنينها فقلت لها حنِّي فكل قرينة مفارقها لابُدَّ يوما قرينها وقلت لها حنِّي رويدا فانني وايَّاك يُخْفِي عَوْلةٌ سَفِينها وفي الصباح الباكر لاح لناظرهم سحابا مزجي و هرعا مسرعا من الجنوب الي الشمال كأنه خيام بدوٍ نُصبت علي تلال عالية وقبل ان يسرجوا مطيهم ويفكوا عقال النوق ويأذنوا بالرحيل وقف الهرع الراحل مثل طابور تمام شرطة المرور ثم صار ركاما واتحيَّن وهطل ثم انسكب واندفق بغزارة لا توصف الاّ بأنه (الضحوي العوير) فهذه عينة النترة ومطرها الغزير واشابيبها التي حين تلوح بطرف الافق تكون كمشاط الغواني في بوادي الغرب فنزل ماءُها من القناف والعلو فسالت الخيران والوديان مسرعة نحو المناهل حاملة معها في اعماقها (الهشوم) الاشجار اليابسة ولقد ابدع الحاذق الماهر حنفي حاج الطيب حين قال:- الوادي المِجَرِّف عرقو بِلْحيل ضاري جاب هشُّوم مَكنّت ماشي كنُّو لواري بي العربية محتاج لي تالاتة كباري قطعوهو الضّعنهُن في الرحيل مِتباري وبعد شراب الغبوق الحليب والشاي النّاعم (ابوكتحة) وكما وصفه شيخ الدوبيت عمنا الشيخ جامع علي التوم نشيل التاية فوق زَمْلَن عواتي غلاد ويبقا غدانا ابو كتحة ولبنهن زاد صاح الدليل : الرحيل الرحيل وعندما خاطبه احد (رباعته) رفاقه بأن امامنا سهل طويل ومقفر ومجدب فيرد الحاج بحزم :-هذه المسافات سهلٌ ان تجتازها سفينة الصحراء بكل يسر ألم تسمعوا ما قالته الحكامة ابنة العم حفيدة الدليل كاروشة حين خاطبتني قائلة من غُنا الجراري: اخو الدّغْسَة وكَحْلِي ؤ شُكْرِك بتلامِحْلِي اصبح طابق الرّحْلِي وقال قدّامهِن مَحْلِي ثم خاطبهم قائلا:- ربيعكم الذي بجاوركم دليل بركة الشيخ المر فرج الله ود عبد الرحمن لا تجعلوه ان يسبقنا بالرحيل فهو القائل: ما بِتَنقَدْرِي يا شَرْمة بلا اللِّتنين كملتي المراديخ والمترَّك زين الجبل المدقِّن قالو مَمْحول شين وفِكْرِك يا أم قراديف ننجَدِع بي وين!؟ (شرمة او شرامةمن اسماء الناقة -الإتنين يقصد الإنقيب والمردوخ وهو البعير الذي يمتطيه الإنقيب لرعي الإبل-الجبل المدقِّن اي متعارض وطويل-أُم قراديف من اسماء الناقة ايضا ننجدع اي نغير الوجهة) امتطي الدليل بعيره وهوفي نشوة وسعادة يسابق الريح ويريد ان ترعي ابله (عضاوة) العشب ووضع انقيب الخير والبشارة يده علي صدره وشدي وغني وقوقا للعيس فزادت في مشيها وهي تَغُذُّ السير نحو افق عريض وتحت اقدامها أعشاب "الخافور" والقيصوم والندي علي رؤوس عُشْب قشة (ابوجفنة) ابو القدح يترك خدوش وجروح علي مناسمها ومرافقها ولكنها لا تعيره انتباها لان املها ومرادها ان تجد "الجواديل" السهول التي تشبه في خضرتها ونضارتها (زيق الفراد) او كما وصفها شيخ الدوبيت عمنا شيخ جامع علي التوم:- اجب الدعوة يا الساّجدلّك العُبّاد جادول ممّرس في شوفتو زيق فرَّاد عاقرو بليلة فوق الفي رقا البولاد والشيخ قسم الله ساقلو البكر ابو لبّاد وسالم نازلو بي راموس ابو التيلاد يارب يا مجيب لي دعوة النشّاد تجمع لي بيهن وبي علي الاجواد ونرجع تاني نمشي جزونا ابو غرّاد (جادول اي سهل ممتدومرعي مخضر ياروعة التشبيه والتصوير شبّه اي السهل الأخضر وهو وسط رغام الصحراء كزيف فردة "شندي" عاقرو بليلة اي طلاه وعرف مكانه غرّاد اي روابي من التلال البيضاء) والحاج الدليل يكون علي ميمنتها مرة ثم علي ميسرتها مرة اخري حسب مسار المرحال ونترك الوصف لشاعرنا علي الشيخ (ود المُر) في مسدار السّافل حين كبة القمرية الزوقة من شرمة ام صرار:- اهلك درّّبوا الجُبْخَانِي دايري تِنَاطْرِي بلد الدَّرْمة والسَّعَدانِي مو بي خَاطري افارْ قِك يا أُم علويَنْ باني رب العزة يجمع بي الشَّمِلْ عُقبَاني (ودالمُر) وفي رحلة الجزو المتطلبات والتجهيذات تطرأ عليها بعض التغيرات حيث لا اسواق بمنطقة الجزو فيجب الاعداد الجيد والتجهيذ المحكم وخاصة الملح- الشاي- ومتطلبات البرد حيث يكون شديدا و قارصا وكل ما كان البرد شديدا كلما طال مكوث الرعاة بمراعي الجزو الخصبة وسهولها الممتدة والقمرية تخاطب الابل قائلة:- لقد تجهزوا اصحابك واعدوا العدة واصبحت تحنّي وتنظري وتتشرفي وتتاوقي الي مراعي الجزو الخصبة حيث عشب الدرمة والسعدان ولم يكن بمرادي ان افارقك يا ذات السناب العالي ولكنني ابتهل الي ربي ليجمع الشتيتين مرة اخري وريسك قال ضُروعك زاد ولفح ام تَاج علي ود أَلْبِلْ الشَّرَّاد يا عَانْس الرشيد يا سمحة المُمْداد في وداعة الكريم اني راجعة لي اللّقَّاد (ودالمر) جمال الصورة في (ضروعك ذاد) وهنا نجد القمرية (كبت الزوقة) وفارقت الناقة لانها لا تستطيع ان تطير عكس الرياح وهي تردد مع ابراهيم بن صور الكاتب:- باتت تشوقني برجع حنينها وازيدها شوقا برجع حنيني نضوين مغتربين بين تهامة طويا الضلوع علي هويً مكنون لو سُئلَتْ عنها القلوص لأخبرت عن مستقر صبابة وشجون ولعلك عزيزي القاري تتخيل ان حياة الرعاة ورحليهم يكون عفويا ودون تخطيط وهذا لعمري خطأ كبير لأن البدو دقيقين في كل شئ اولا نجد ان في الاسرة رب الاسرة هو الوالد وهو المسؤول عن الاسرة مسؤولية مباشرة ثم لإولاده ادوار مختلفة يقومون بها فزيد مسؤول عن ادارة الإبل وعبيد عن ادارة الضأن واخر للبقر و....الخ فلذا نجد رئيس مراح الابل يقوم بكل المهمات الصعبة وهو الذي اذا سرق له بعير ان يفزع به ويموت دونه او يرجعه الي مراحه ويكون تحت امرة الدليل او الرئيس ثلاثة او اربعة اشخاص يساعدونه في رعي الابل حسب عدد ابله فالجمال الزكور والابل العِشار يكون معها واحد او إثنين والابل اللُّقح (الخلفات) يكون معها اثنين رجل كبير واللنقيب وهو اصغرهم واشقاهم حيث يقوم بالحلب والصّر وينام اخرهم لان فواق الابل ياتي قبيل الفجر (العتّام) وهنا تخاطب القمرية الناقة قائلة:- ان صاحبك قال ان ضروعك هي زادنا وهذا صحيحا لان رعاة الابل في رحلة الجزو يعيشون علي حليب الابل ولبنها (القارص) فقط لا ذرة ولاقمح ولا .... وقليلٌ من قديد الصيد والجآذر ولفح ام تاج اي حمل السلاح وام تاج للبندقية اي علقها علي سرج البعير والملاحظ يري ان القمرية تتغزل في الناقة بوصفها بالعانس وعانس الرشيد وهو الدليل المهتم بها وتتحسر بعد ان تودعها بانها راجعة الي المزارع (اللقّّاد) وهي المزارع التي تكون علي الوديان وتكون مسوَّرة باغصان اشجار الكتر او السيّال خلاس إتْوجَهَت سافِلْها وما بِتْسُوقو الا الحلوة مِسَبلها حربي وجندي والجيم في الشِعَب تا كلها ودامج قلبو كان جات حارتك بِدْبِلْها ا (ودالمر) لقد اتجهت الابل الي السافل او الشمال (الجزو) وكلمة سافل عربية فصيحة ولم تأخذ معها الا الدليل الذي يجعل روحه فداء لابلة (حلوتو اي روحه) شوف الحكامة التي عيرت ابن عمها عندما تخازل عن نصرة ابن عمه الذي قُتل دفاعا عن ابله:- يا الخَازي حلوة الرُّوح وسَوِّيلْهَا كوز ما اتروح وما اعظمها من نصيحة للجبناء فالاجل محتوم وياتيك الموت حتي ان ادخلت روحك في علبة (كوز) رحلت وخّّرَت ناس سِلِّي وبي دباب القفل جات يا زعم مِنْهَلِّي قطعت وادي مجرور الحنينها بِسَلِّي وعند أُمَّات لَعَايِت تَقَّلوها ادلِّي (ودالمر) ثم رحلت الابل وجعلت وراءها اضاة سِلِّي وهي بمنطقة الميدوب ووصلت دباب القفل وهي بداية مراعي الجزو (والقفل) نوع من الشجر وجات يا زعم تطلق للاعجاب ومنهلَّي اي متفرقة ومسرعة في السير ثم قطعت وادي مجرور الحنينها بسلِّي اي يفرح ويطرب وهي الابل وعند مرعي امات لعايت (تقلوها) اي اوقفوا رحيلها وانزلوا (التاية) كتَّالة كليب وابو زيد وناقة العزة جيابة الطرب والريد ما بِتتباري كان سَوَّت رحيل الكيد ومن ناس عنز وتيس نزلت بحيري الصيد (ودالمر) كتّالة كليب اي الابل هي التي قتل بسببها كليب وائل بن ربيعة بن الحارث التغلبي قتله غدرا جسّاس وهوالقائل :- وان لقوح جارهم ستغدو علي الاقوام غدوة بالرواح وتضحي بينهم لحما عبيطا يُقسِّمه المقسّم بالقداح لعمري الي الان عندنا ببادية الكبابيش يقسّم لحم الابل بالأقداح او" بالكوم " وايضا الابل قتلت فارس بني هلال المشهور ابو زيد الهلالي وحكي لي احد المعمرين طرفة جميلة ان ابوزيد الهلالي ذات شتاء قارس ضرب موعدا مع محبوبته واتته في المكان والزمان المحددين وتحمل معها صحن من "الدِّلْكة " وكان ابو زيد جالس تحت شجرة تبلدي وكان الليل مُقْمِر فلاحظ ابو زيد ان تحت الشدرة ظلٌّ لإانسان فعرف بفراسته ان إبن عمه وغريمه دياب علي رأس اغصان الشجرة فاخذ صحن الدلكة والتهمه وصاح قائلا للفتاة (بارك الله فيك عشيتيني) وقد كنت جائعا وردّ إليها صحنها وذهبت الي سبيلها . والابل هي رمز العزة والفخر وهي التي تجلب المدح والعشق وتجعل صاحبها محط نظرالحسان وما اروع بشير ود ابو فطين الدويحي حين يصف المشهد ألْبِل ديلا عَدَّادْهِن تَمَلي معَلَّقْ وألْبِلْ في دِروبْهِن دي كِتِل ودي مفَلَّق ألْبِلْ ديلا كِيرهِن بي البهايم جَلَّق وألْبِل ليهن أم راجِل بِقَت تتطلَّقْ (تملي معلّق اي دوام هي راحلة وفي دربهن هذا ميت وهذا مفلّق اي ضرب علي راسه-كيرهن اي فحلهن –جلّق اي يتجول والكبابيش يسمون المرأة التي ترفض زوجها (طامح) ما بتتباري اي لا يستطيع اي حيوان اي يجاري سيرها ومن منطقة عنزة وتيس وصلت الي بحير الصيد وهو من المناطق الخصبة ويكثر فيه الصيد بكل انواعه تقَّلَت في الزِّرَد قول يا عَفُو وهبَّاب وكونيبها إنْعَرَش وقفت سراتها جراب يا الباعْجِك بلالي وحِمْيَتِك نوراب اهلك لَفُّو قانصين قالو لي ابو حراب (ودالمر) ثم مكثت اياما في مراعي الزّرد حيث ينعدم الناموس والباعوض والذباب حتي امتلأ (كونيبها) سنابها واصبحت سراتها كالجراب المملوء -يا الوسمك( الباعج ) وهو وسم قبيلة النوراب التي ينتمي لها الشاعر وهي فخذ من الكبابيش والذين يحمونك هم النوراب واصحابك اتجهوا للقنص لبقر الوحش رعَّاية السَّمُر والشَّاوْ ْ ورماية الشِّبَك قالت عَضِي كِويع باوْ ارَحْ يا سِيدِي كان دايْرِين عَفُو اللّجْزَاوْ ربَّاي لي المَرَبَّعْ وبسمِّن الحَشَّاو (ودالمر)ْ وصف الابل بانها ترعي اشجار السمر واشجار الشّاو وما اروع طقاق توية حين يصف رعي الابل للاشجار :- ام زور الشُّوحة وطويلة وام خبيرةً كيف الجبيرة حجّانة الشدرة الضليلة ام فرعاً ردّم خضيرة تَرْخِي العرقوب تمَّقيلا ووصفها بانها تأتي بالفتن (رماية الشِّبك) وانها تريد مراعي منطقة كويع باو وهو علي الحدود التشادية علي ناس العِريجة حَدَرْتِي واهلك صابرو وبقا بالِك المُرمتِّي ما بَقّيتِي في بكان العَضَاوة سَدَرتِي وحلّاك الله من وقعة زراعة بَرْتِي (ودالمر) ثم توغلت حتي مراعي العريجة وهنا اهلها (صابرو) اي مكثوا طويلا والمرمتي اي اخر الجزو وهذا ما جعل شاعرنا الراحل صاحب الحنجرة الذهبية بخيت ود عبدالمولي ان يدعو الله ان يأتي بالسموم الحارقة التي تُعجِّل بعودتهم الي المدامر بل حتي دعا علي إبله بالخداج (الطراح) (الزلاج) من اجل لقيا الحبيبة يا مولايا تحصل حَرِّي سمومها تِزَلَّجْ العَزَبَة العَلُوهَا مِسَرِّي يِرُوحَنْ مِنّنَا لوكْتَنْ حِوَار ما يِضَلِّي وعَشَان ما نِشُوف خِلقة المَنْ وسِط مِنْزَرِّي وقالت لها القمرية ان ربنا (حلاك) من مزارع البرتي التي تنتشر في الجنوب حيث رحلة النشوق تمَّت كم شهر في السافِل البِعَنو ونامت الصيف حَكَمْ اصلو الحكايي شنو رَوْيان دونكي ود ريد قول خفيرو منو ادم ود سعيد وبريمة ود تِجُّو (ودالمر) ومن شدة شوق القمرية للابل تخابطها قائلة:- لقد مكثتي شهورا كثيرة بالسافل الي ان حل وقت الصيف ثم تبشرها بان دونكي الكاتب محمد ريد مملوء بالماء ومن خفراءه ادم ود سعيد وهو من امهر عازفي الزمبّارة وبريمة ود تجو وهو الذي زكره البروفسير عبد الله في فرسان كنجرت الحاضة وغريدة وخاطرة والكَنتوش بيهن طُفتي يا ناقة الرباع ام شُوش حرسك كلو جيم فور اوعا من خرطوش ودريد حاتي ما تسقي ام عبل بي قروش (ودالمر) (الحاضة وغريدة والكنتوش) اسماء مراعي بالجزو- ثم تطلب من ود ريد ان يسقيها مجانا (ام عبل ) اي كناية عن شحمها وهي دوائر تتركها الابل علي رجلينها وذيلها (وعراقيبها) من البول والعبس وهي كلمة قديمة تستعملها قبيلة جهينة قيل ان كورينا فارس بني جرار المشهور مرة بجهني يغني:- (الناقة عَبَّلتْ لي دارها قَبَّلتْ فرسانها تيران إنْجَّلتْ وفزارة من الدّار جَلَت) فصاح كورينا السلام عليكم فصاح الجهني ساجعا وقد عرف كورينا : وا خرابي عضامي تنصّلَتْ وين يا ناقة وين ناقة وجِيدَنْ جِيتي لي بلد البِكجرو الطاقة يا رعَّاية الجَرْح الخِشينو دِقاقة من فارَقْتِك اني لي رِبعَتِك مٌشتاقة (ودالمر) وعندما وصلت الابل (الناقة) الي الديار قابلتها القمرية مُبتهجة وفرحة تشدو وتغرد وتقوقي (وين ياناقة) وتهتف بكل اريحية وشوق (جيدن جيتي) وهي لعمري اقوي تعبير من كلمة سلامتك لتحية القادمين من السفر ثم تخاطبها معترفة بانها منذ فراقها عذّبتها الاشواق - والجرح يقصد به السهل المُخْضَر والخِشين هو نبات من نباتات مراعي الجزو و دقاقة اي صغيرا ذُكرت كثيرا في الاشعار السودانية وما اروع عذاري الحمراء حين يشدون ويتغنين بي الرملة الحراقة والخضرة الدقاقة اني ياروحي مشتاقة لي السافر ما لاقة وختماما بمناسبة زوقة القمرية من الابل وطُماح المرأة لزوجها من اجل الإابل نقول:- اما آن الاوان لسياسي بلادي ان يكبوا الزوقة!؟ واما آن الاوان للشعب السوداني ان يطمح السياسيين؟! المصدر سودانايل

محبتي ودمت جميلا وضيوفك الكرام

الأكارم المتداحلين
لكم التحية جميعا على المرور،سأتيكم بالرد واحدا تل والآخر.
العزيز العمدة محمد التجاني عمر قش
لك الشكر والتقدير على المرور والتعليق والمشاركة وحقيقة كما ذكرت أن تراث الأبالة والتراث عموما يحتاج لكثير من الإضاءة والتوضيح.
وإليك ما قاله خالنا الشاعر عمر الشيخ رباح:
شٍيتي إرادة جابتني المدينة خريف
دُوبل قلبي من ريحة البعر والجيف
لا نسام ولا طلقابلولي خفيف
حَن فوادي لي ريحة الدعاش والزيف
أرحل معانا ترتاح من سخانة الديم
سكناًشُقة في خيشاً مُشبح خيم
تكييف خِلقة بعد الرشة بجيب ريم
ويومك كلو في ظِل الهرع والغيم
أرحل معانا ترتاح لي طبيعة البادية
يوم نصبوا الشُقق فوق الضهر متقادية
تلقى خريفنا سايق والعين مِترادية
وأرضاً لي سجاجيد الملوك ما فادية
وهي تقارب قصيدة من فضائل البادية للأمير عبد القادر الجزائري.
يا عاذرا لامرئٍ قد هام في الحضـر = وعـاذلا لمحـب البـدو والقـفـر

لا تذممـن بيوتـا خـف محملـهـا = وتمدحـن بيـوت الطيـن والحجـر

لو كنت تعلم ما في البـدو تعذرنـي = لكن جهلت وكم في الجهل من ضرر

أو كنت أصبحت في الصحراء مرتقيا = بساط رملٍ بـه الحصبـاء كالـدرر

أو جلت في روضةٍ قد راق منظرها = بكـل لـونٍ جميـل شيـق عطـر

تستنشقـن نسيمـا طـاب منتشـقـا = يزيد في الروح لم يمرر على قـذر

أو كنت في صبح ليل هـاج هاتنـه = علوت في مرقبٍ أو جلـت بالنظـر

رأيت في كل وجـهٍ مـن بسائطهـا = سربا من الوحش يرعى أطي الشجر
فيا لها وقفة لـم تبـق مـن حـزن = في قلب مضنى ولا كدا لذي ضجـر

نباكـرُ الصيـد أحيـانـا فنبغـتـه = فالصيد منا مدى الأوقات فـي ذعـر
فكـم ظلمنـا ظليمـا فـي نعامتـه = وإن يكن طائرا في الجـو كالصقـر

يـوم الرحيـل إذا شـدت هوادجنـا = شقائق عمهـا مـزن مـن المطـر

فيها العذارى وفيها قد جعلـن كـوى = مرقعـاتٍ بأحـداقٍ مـن الـحـور

تمشي الحداة لها من خلفهـا زجـل = أشهى من الناي والسنطيـر والوتـر

ونحن فوق جياد الخيـل نركضهـا = شليلهـا زينـة الأكفـال والخصـر

نطارد الوحـش والغـزلان نلحقهـا = على البعاد وما تنجو مـن الضمـر

نروح للحـي ليـلا بعدمـا نزلـوا = منازلا ما بها لطـخ مـن الوضـر

ترابها المسك بل أنقـى وجـاد بهـا = صوب الغمائـم بالآصـال والبكـر

نلقى الخيام وقد صفت بهـا فغـدت = مثل السماء زهت بالأنجـم الزهـر

قال الألى قد مضوا قـولا يصدقـه = نقل وعقل ومـا للحـق مـن غيـر

الحسن يظهـر فـي بيتيـن رونقـه = بيت من الشعر أو بيت مـن الشعـر

أنعامنا إن أتت عنـد العشـي تخـل = أصواتها كـدوي الرعـد بالسحـر

سفائن البـر بـل أنجـى لراكبهـا = سفائن البحر كم فيهـا مـن الخطـر

لنا المهارى ومـا للريـم سرعتهـا = بهـا وبالخيـل نلنـا كـل مفتخـر

فخيلنـا دائمـا للحـرب مسـرجـة = من استغـاث بنـا بشـره بالظفـر

نحن الملوك فلا تعـدل بنـا أحـدا = وأي عيشٍ لمن قد بـات فـي خفـر

لا نحمل الضيم ممن جـار نتركـه = وأرضه وجيمع العـز فـي السفـر

وإن أسـاء علينـا الجـار عشرتـه = نبين عنـه بـلا ضـرٍ ولا ضـرر

نبيت نـار القـرى تبـدو لطارقتنـا = فيها المداواة من جوع ومن خصـر

عدونـا مـا لـه ملـجـا ولا وزر = وعندنـا عاديـات السبـق والظفـر

شرابها مـن حليـبٍ مـا يخالطـه = ماء وليـس حليـب النـوق كالبقـر

أمـوال أعدائنـا فـي كـل آونـة = نقضـي بقسمتهـا بالعـدل والقـدر

ما في البداوة من عيـب تـذم بـه = إلا المـروءة والإحسـان بالـبـدر

وصحة الجسـم فيهـا غيـر خافيـةٍ = والعيب والداء مقصور على الحضر

من لم يمت عندنا بالطعن عاش مدى = فنحن أطول خلق اللـه فـي العمـر

and#8195;

العزيز عبيد الطيب
لك عاطر التحايا وانت تسوقنا كل يوم عبر مساحات الغناء الشعبي والتراث الأصيل في بادية عربنا العزاز، يا أخي سليمان ود الحمر ومحي الدين الحوري وحمراي الجليدي وقسم ود جبر الدار والمعوتل ود جمع الله والكثير من شعراء التوية لهم الجميل والكثير الرائع والمتفرد فمثلا ود الحمر يقول:
هديمها القاعد تمشي با
تراه الأزرق لاهاليبا
وكت الناس يجو للحش
نعمل لى مخمص ونص
حق الكسوة والملبس
نعمل عُكاز عمى وأطرش
يطق للزول يقصه النص
نعمل سوط طويل طيل البسّ
علاقا متين طوايرُ وحش
طاقية حاجة هُس
عِمة حدية ترُش
سكين للكفة تقص
سروال تلاتة ونص
جزمة قاش وجها مدُُس
ضُحى بالحلة نتحسس
وين والدتك يا الأربش
سارت الزرع بكان الحش
وين والدك يا الأريش
بدر لملم كلابو قنص
وين أخوكي يا الأربش
سيرت من رشاش ما كَس
وين جوزك يا الأربش
طق الخرطوم عمش
مع السلامة يا الأربش
قالت لي اني نموت ونتقصص
نعمل ليك جبنة فيها نتونس
قت ليها حاشى ما منختص
أخوك أخذ اتنين وتنس
ومسك في الفركة تملمص
وبتحت الشنيف كرس
تقول كابوره صادت قش
ونواصل

العزيز والصديق الحبيب البحيراوي
لك التحية والتجلة على المشاركة والتعليق المهم فحقيقة كردفان غنية بتراثها الكثيف والقبائل فيها متداخلة اجتماعيا وثقافيا وهنالك أنواع من هذا التراث تحتاج الإضافة لتعرف الآخر بنفسها. وكما تعلم أن موضوع مؤسسة بحثيةحاولنا فيه تطبيق مقترحكم عندما قدمنا المقترح لجامعة كردفان بإنشاء معهد دراسات كردفان الاجتماعية بعد أن وضعنا مسودة المقترح والهيكل ورحب البروفسير أحمد التجاني المرضي مدير الجامعة وقتها بذلك وحولنا لنائبه لنتابع معه الحصول على الموافق من التعليم العالي إلا أننا نجد الرد سلبيا بعد 8 شهور لأسباب غير مقنعة لنا ولكن هكذا اتخاذ القرار في السودان.
أحمد التجاني

الفاضل الغالي شقيفات
لك التحية على المرور والتعليق، صحيح أن هنالك بعض القليل من الدراسات التي قدمت تراث الأبالة وعلى الرغم من أهميتها إلا أنها قليلة ولم تنشر لتجد حظها من القراءة. ونتمنى أن ترى النور كتبا.
أحمد التجاني

الفاضل دوما الأديب المهندس الشقليني
لك التحية على هذا الاطراء، وانت مساهم مساهمة كبيرة في أن يجد هذا التراث طريقه إلى منتدى السودان الفكري في أبوظبي من خلال التشجيع والتداخل والتوثيق وإدارة المنصة. والتحية عبرك للمهندس أحمد فضل عبد الرحيم الذي قدم وأدار معظم المحاضرات التي قدمتها بالمنتدى عن التراث وسنواصل في المقاربات بين التراث وأغنيه وامتداده وأصله. وأتمنى لو أمكن رفع جزء من محاضرة الجراري "فيديو" والتي تناولنا في فيها أغنية أندريا.
ولك خالص الود
أحمد التجاني

عزيزي أحمد التجاني
لك التحية

وانت تنثر هذه الدرر

أرجو موافاتنا بمخرجات المحاضرة في هذا البوست

وشكرا

قش

العزيز الدكتور القرشي
لك التحية وأنت الموسوعة في تراثنا وفننا المتفرد والذي يحتاج منا الكثير من العمل، وكم كنت أتمنى لو تم تدريس جزء منه في جامعاتنا ضمن الثقافة السودانية. أما بخصوص الجراري وأنواعه لديّ محاضرة عنه وجوهرها الأساس أغنية أندريا سوف أرفعها هنا لاحقا.
وهنا محاضرة كانت تفعيل مفردة التراث الشعبي في رتق النسيج الاجتماعي:
الملتقى الفكري
أبو ظبي - مارس ‏2009



تفعيل مفردة التراث الشعبي في ربط النسيج الاجتماعي وفض النزاعات



أدب الأبالة
( غرب السودان نموذجاً )


إعداد:
أحمد التجاني ماهل
ملتقى كردفان للتراث والثقافة والفنون



إن الشعر الشعبي هو الكلام الذي يقال باللهجة المحلية اليومية للتعبير عن ما بوجدان الناس حيث أنه لا يبتعد كثيراً عن الفصحى وهو كذلك يسمى بالشعر العامي النبطي أو البدوي، أما في السودان فيختلف باختلاف القبائل وطبيعة البادية والسعيه التي تربى فيها. أما عن لغته حسب النحويين هو شعر عامى استنبط من الفصحى. وفي بادية كردفان ينقسم إلى قسمين هما أشعار الأبالة وأشعار البقارة هذا من ناحية الترحال. أما أهل كردفان القاطنين القرى والجبال والمدن فيتعاطون الشعر الشعبي منه البدوي ومنه الشعبي المحلي في الجبال (حسب لغات القبائل وأعراقها).
والشعر الشعبي في كردفان عبارة عن لوحة فلكورية متداخلة الألوان تفسر ذاتها للقارئ قبل أن يتمعنها ولكنها لديها جانب خفي لا يخطر ببال المفسر إلا عند ما تظهر ريشات من يرسمها.
وهنا سأتناول منه قسم الأبالة فيما يتعلق بالأبل والنساء والخيل:
(1)
إلبــــل والبــنـــــات والخيــــل
ديل جنة الشايل النهار والليل
البهديني من جنس المسائل ديل
ذنبي عليهو يا قصبة مدالق السيل
*********************
إلبــــــــــل ديـل سمحـات هيـبـــة
إلبل سلاحهن قرمصيص ما حريبة
إلبـــــــل جيابات اليوم أبو دعكيبة
سمحات يجنك في القرب واريبة.
*********************
شبلنا قرانا وبى غرب الجبال مدينا
لفحنا التاية فوق كلسن تلاحظ عينا
كان أمسينا ولى وليم البنات شاشينا
المحن الكبار دايرات صبُر يا زينا
******************
الليلة البكار بالقران انشــــــكن
مدن بى دَمَاسَ لمن حمارهن دكن
كان شافن الكرب الحجارو سككن
بقدلن قدلة الكانن حزانى وفكــــن
*******************
ديـك حفرة طارت كالسحاب جَبَــــالا
زاد في السرعة عارف سيدا ما برتالا
أم كزمة الزى رطين دارفور نقر حجالا
أرح سويــلــها زوغـات المدرج رالا.
********************
خريــر دومــك نزل مجـــــرور
وسيدك من فُرق الحبيب محسور
بلد السيدة قربت وجاتك أم قرقور
أرح سويلها شِيت رقاصة الطمبور
*********************
اكسر الهُربة والهيش أم دبيبن ساكن
أيديك بتعبو يا العاطن جوالسك وكاكن
مخروط الحشا العند الفنايـــد ماكــن
ودنا ليهو يا الهباب النجوم اتاكــن
*******************
التيس البسرق الخب طلق شوباحا
يتقوشل عصار قايلة وهبوب قرواحا
عانى الشقَ قرنو ورش بى أرياحا
المن عسل النحل يا داري أحلى مزاحا
***********************
قام من الحمير وأدلى في خريبانة
جاهم زاحى أبو عجلة المسك دندانة
قدامـــك زواملن بالقرب مليــــانـــة
ما تضيعها راجياها الخلوق عطشانة
*********************
دويماتـك بحاكن بهيــل الرىّ
أيدياتك يقلبو الدغنة فوق كُرعىّ
بعد ما أخر الجَبال لعب أم سى سىّ
عانى الديسو خِلقة ربُو مو جورسىّ.
*********************
رسنك دير ومن سير الوحش كرابك
بى كلو انمغيت بيهو ونفض ركابك
الصي والنقوع ما بحملنو غيـابــك
ضايق هجمة الناس البقولو حبابك
****
بعد ما آخر الكــــــتر أبشديرن رٌوس
نشر الداخرو وأصبح في الحشا مدسوس
المخروط ضميرها وريدها لينا خسوس
عليها أتافح مثل ###### الجرى الممروس
****



يوم تلقانى قادل والبنات لامات
ويوم تلقانى ماسك مقرح العقبات
اليوم البجرجنا والدموم سايلات
بنفرح بى يا فلانة والقلوب ثابتات

وعند أهلنا في البادية أنواع من الجمال (عربيات = 20-22 سنة، بشنديات = 25 سنة، عنافيات = 30 سنة وبشاريات = 30 سنة) أما ألبل (حديثات الولادة تسمى لقحات، والتي أكملت سنة تسمى مرابيع، الدارات أو المخاض تسمى دوار، والباريات تسمى برية أو فدرة) حيث يتدرج البعير في السن (حوار، مفرود، ود لبون، حق، جدع، تني، رباع، سديس، أول شق، جامع وأكثر من عشرة سنوات يسمى ثلب للجمل وفاطر أو قص الروية للناقة) وكذلك الناقة تسمى ( سهيت = لا تحلب وتترك لتربي حوارها، الدوخة، نذرة، مربيت) ويتضح ذلك في أغاني الجراري :
ود نذرة مُو (مربيت
شِق أمك ليك سهيت
يا بشاري وين أمسيت
كيف عصارة الساقية الزيت.
أنواع الجري:
أم طقة، الخب أو الطبق، أم تومتين أو أم زمباق، الترير أو السى سى، القرب أو الواريبة، الربع أو استربع.
عدة وفرش الجمل:
الرسن = يسمى الكسير – الدير ويصنع من القد.
العقال = يصنع من اللحى – القد – الحبل – الصوف.
القيد = يصنع من اللحى – الحبل – الصوف – القد – الحديد.
السرج = يسمى الكور – الباصور ويصنع من الحميض والجوغان.
البطال = يسمى الغردة ويصنع من القد أو القاش.
المحقبة = وتسمى الحقاب وتصنع من القد أو القاش.
الجباد = يصنع من القد أو الجلد.
اللبب = يصنع القد أو القاش.
المردفعة = تسمى التركيبة أو الضامنة تصنع من الجلد وتستخدم لتثبيت الفرش.
الطواف = تصنع من الجلد.
المخلوفة = وتسمى الرقبية.
الفروة = تسمى فروة الريف وأنواعها: تويلى وهي السوداء، المرعز وهي الحمراء، أرو وهي البيضاء أو السوداء.
المخلاية: تصنع من الجلد أو المشمع.

الاحرام: يصنع من الغزل وبه عدة ألوان.
وتقول أغنية الجراري:
الركب الكلو تويلى
يلقى البادية سهيلى
وكت ما شفت السيرى
دماعى بـــل سديــــرى.
الحشرات التي تصيب الإبل:
الشعرانة، الدلم، القراد والصهيب.
الأمراض:
الجرب = يصيب الجلد
الجفار = مرض في الدم يعرف بالبول ويضخم الجسم ويرفض الماء والمرعى.
الهلاع = دود يوجد في النبات يورم الحلق والزور ويدمع العيون وينزل الأذنين.
الغداد = التهاب.
دِمبل = يدمع العيون ويرفض المرعى.
الكسارة = يكسر الشجرة برقبته ويثنيها.
الرطل = يرخى الأعصاب
المحفورة = يطق الرأس.
الهدب = شطور في الفم.
اللسنة = ورم في الحلق
الشعرة = جنون.


البنات:

أمك سمتك اسمن حقيقي ودايم
وأني سميتك النعسانة عين النايم
لمحة فاطرك البرق السقالو بهايم
وخضرة جسمك الدرمة أم نباتن قايم
***********************
بدور ليك زمن يا ديفة القنـــــاص
بى خط الرمل حفيتِ أصابع الناس
رميتى القلوب يا جاهلة بالرصاص
خليتى العيون دائماً غميضهن حاس
***********************
بـــلتنا بــــلالة وبــــلانا الشوق
مالت وانثنت قالت دي كبدة نوق
طبع العرب خايل فيها رباية وذوق
جملها الخالقها فوق خلقة المخلوق
*******************
سنـــــــــك مداحــــــــــــي الفقع
وريقك مسخ السكر بعد ما أتنقع
عرجون دنقلا العالي ما بـــطقع
سيد الريد مقدد قلبو ما بتــــرقع
**************
الناس كلهم وجدوا الحظوظ والراحه
وأنا الليلة غايراني أم قدود بسلاحه
الخلاني اساقد النجمة لى بيــــــاحه
بلا تِذِكِر فلانـــه وربتها الميـــاحه.
***************

شبــــهك في البتاريــــــن بعنايــــــة مقزز
وخصرك طي حجاب وعنقك طويل ومحزز
الجرحــــو غور بـــي لا انفتـــق لا نـــــــزز
وينـــــو ويني حتى طيـــــفو البزورني تعزز
*****************
وين الهافو ضامر وصدرو جاب تجميحه
جبد البُرصة من وجنات طبيعي صبيحة
اتخيلتو صيد صواً وطاتــــو قبيــــــحة
خلا أكبادنا بي رماشو بايتـــــة جريحة
***
بايتـــــة جريــــــحة ليها ليــــــــــالي
شالها قلوبنا أبو كزمة الردايفو عوالي
النظراتو عنــــــــــــدي غــــــــــوالي
عاشقو بـــراهو نساني البعاد وحوالي.
***
بـــــــــــــــــــــعاد وحـــــــــوالي
مببقولي زي زولا ملامحو غزالي
يامخروطة لو عارفة العلي وأحوالي
ما بجافي كان حنيتي لي طـــــوالي
****
اللبادة:

عادة تبدأ بكورس جماعي للمقطع الأول أو العصا ثم تغني الفتيات ويرقصن ويكر الشباب ويغنون فرادى ومجموعة وأصل هذه الأغاني من منطقة دار حمر ( ود الحليو وسالم ود أم خريف) وانتقلت إلى دار المجانين فأصبح النيل ود أحمد (السوقي) من أشهر كراري اللبادة:

كورس جماعي (نساء ورجال):
بريق العينة التور أم سرجيــــــن
طراني زولاً زي شارب الشمسين
مقطع نسائي:-
جـــــــدى العيشوبــــــــــــــــه
دمـــــــــر مشاريع النوبـــــــه
الليل الطويل شايلا بنقص في دروبه
***
سيـــــــاد أم ميــــــــــــــلىِ
صب خريفهم ليـــــــــــــلىِ
متحلفين مابرعو قش القيلىِ
*****
الــــــــــــزول القـــــــــــــوني
أبـــــــــــــلونن يشبه لـــــــــوني
لموني في خلو الباعوضة تنوني
***
قـــــــــــــول يــــــا خشمي
جيب الحديــــــث الرسمي
متهوم بى ود العزاز المسمي
***
البـــــــــت ديفة الوقل
مولانا عز وجـــــــل
عليــــــــــــها ما وكل
بى أيـــــــــــدو اشتغل
سوالها ضميــر وقعر
ومن فوق سدرها فــر
يـــــا حليلك يا تومتي
بقــــول على تومتي
أم سدرن بقوت ويجي
نوريكي يا تــومتي
طرف الهدم جــــرى
حتى الرقيص طلقى.
الجالسة:

من أغني الشيوخ الذين يجلسون تحت الأشجار ويجترون ذكريات الصبا:
عانس الـــدفر شوقر على كاشــــا
كسار للحدود لمن لحق ساســـــــا
عيال جاد الله أهلها والفرزة حشاشا
أتى بتشيهى القامولا قناصـــــــــا
جفل توقر بعيد ضاربنو رصاصا
زى ماسورة الدارعنو بى قاشـــــا
أنى الزول الظريف ماسكني هلواسا
نبقى سير ورق يكربنى فوق راسا
قــــــت قولك معاى تاريكى غشاشا
قـــــــــــــت مغذيات تاريكى فشفاشا
ما شفتى كفل العنكس الفى الشاية رداسا
تمشى هج ورج والتــــــــــالته رقاصا
سدرها زى ركوب الأيـــــــــدو هباشا
مطلوق من درت لمن لحق ساسا
زولة الفرك أيــدو ونصل فاسا
لو ما حُكم جابر بقى حساسا
والله العظيم ما منـــخاف باسا

التوية:

غناء يتماسك فيه الفتيان بأيديهم من الكتوف في شكل دائرة كبيرة ويقف في نصفها المغني (طقاق تويه) ويبدأ بالصلاة أو العصا ويردد معه الجميع في شكل كورس جماعي ويكون المقطع من أربعة أبيات أو أكثر أو مقطوعة طويلة وعند المقطع النهائي يردد الجميع العصا وهو يضربون الأرض بالأرجل ضربات جماعية موزونة:
عصا: الشهر وأزن النجمة
طراني بسمة أم كزمة
أو
النجمة السايقة أبوريه
ضوايه على النجوم هيه
أو
الزول الأيدو تلالها
قول بأم بدحه جراها
مقطع طقاق توية:
جقـــــــــلة البينا أبعدتى
على ناس "مور" تحدرتى
رعيــــــتى القش تفزرتى
نهارك كلو هــــــــجرتى
وفى الأسهام تخيــــــرتى
صعيد ميدوب وريح برتى
أو
دليـــلنا للخلوف شايل
ركبناالبقرش الدايـــــر
حزمنا الرقهن عايـــل
قطع وادى القداب سايل
خلينا أم قرقدن جايـــــل
بخر دماعها متسايـــــل

الجراري:-
يــــــا نفسي مـــا تنـــــــــــــــعلى
في وكتن قريــــب من الصعيد تنقلى
كان للفرقة فرقتي أمات ليهجن يسلى
والدينهن يكرمو الضيف قبل ما يدلى
****
الزول القــجة قرونـــا
أبـــداً مــا بشيقونــــا
عجبى الدافن المونــا
يحامر الزول بى عيونا
***
الدنيــــا دار القــش
علمتى أبويا الحــش
بعد ما كان بعقر القش
فوق المصع ورش

الكدنداية:
كردفان الهبَ نسيما
ذكرني زولاً بريدو ديما
****
كسر بى أبوزعيمة وادي الملك
قالوا الريد جريمة وادي الملك
كسر بى أبوزعيمة الزمبلك
قالوا الحب جريمة وداي الملك
***
الجمرة وقعت في الحزه
الزول بلا هله شن عزه.


السيار:
هز عليّ بــالسنـــــــــــين
سمح الدبال فوق أم حنين
الفارس والخواف يبــــين
***
جدوك من قام طلع تندل
عيـــــــل الخيل معا إلبل.
****
صقر الجو الحمر كُرعيه
قــــول لرفيقه جــدن جيه

العزيز محمود سيد أحمد
لك الشكر على المرور.
أحمد

الفاضل نافع الكوماوي
لك التحية والتجلة على النموذج الرائع فأغاني التوية كثيرة جدا إلا أنها لم تخرج للإنسان السودان من بيئتها المحلية.
أحمد التجاني

المهندس شعيب مدني
لك التحية والتقدير على المرور والتعليق، والله يا صديقي لم ننساك بالدعوة فقط كنا ندرك مشغوليتك داخل وخارج المدينة والدراسة ولك العتبى والجايات أكثر يا صديقي.
مع ودي
أحمد التجاني

الغالي على محمد الفكي
لك التحية على المرور، وحقيقة أن تراث الأبالة لم يشكل بل تراث تلك المناطق عامة عدا الجهد الكبير والمتميز الذي قام به الدكتور الموسيقار عبد القادر سالم له التحية، ولكننا الآن بدأت مسيرتنا في التحرك لنشره وتوثيقه ومحتاجين الدفرة من الدكتور القرشي والأستاذ محمد التجاني قش وكل الباحثين والمهتمين من أبناء تلك البقاع.
أحمد التجاني

الكلالي بريمة
لك التحية والتقدير على المرور وإن شاء الله التسجيلات في الطريق بعد أن ينتهي منها أخونا المصور الأستاذ صالح ملاح سوف نرفعها هنا بإذن الله. وإليك هذا الإهداء:
أبو حبل فاض ودفق معاهو السيــــــــــــــــــــل
ريح الدعاش هبَ فوق جفون بنات جانديــــــــل
والبراق دودا قبلي والهرع مزن صعيد كازقيل
دي كردفان نــوبة وبقارة وابــــالة بشدوا الحيل

تحياتي
أحمد

الغالي الأستاذ محمد التجاني عمر قش
لك التحية وبخصوص مخرجات الندوة سوف نرفعها بعد أن أكمل ما تبقى من محتويات الندوة وتسجيلاتها قريبا إن شاء الله.
تحياتي
أحمد التجاني

أما قسم الله ود جبر الدار له صوت متفرد في التوية والدوبيت والحردلو والجالسة فهو فارس وكريم يدفع الشايل ويعدل المايل.وكان قد تغرب في السعودية وكعادته ظل يغني هناك وذات مرة تذكر الوطن والفريق والحلة والنشوق وإلبل فسجل شريط في جلسة ولم ينتظر حتى أن يصل الشريط للسودان فعاد إلى أهله ومارس مهنته يرعى بسعيته حتى أصيب في مشكلة بين أبناء العموم ونسأل الله له الشفاء العاجل.

الشقلاب الطيار: (سيا سيا وما سيا وساه)
هي رقصة تختص بها قبيلة حمر وهي شبيه بالتوية حيث يتماسك الرجال من الكتوف ويشكلون دائرة كبيرة بها الفتيات ويغنون وعند قفلة الأغنية تكسر ويقفز الرجال عاليا وهم متماسكين بالأيدي على الكتوف ويضربون الأرض بالأرجل مع الجلوس على الأرض عند الضربة والنهوض بنفس الكيفية السابقة ومع القفز أيضا من قبل الفتيات داخل الحلقة تبعا لحركة الرجال مع الشبال يمينا ويسارا أثناء الانحناءة للأرض.
الرمية: قوقن ليه يا قماري عريسنا عزيز وغالي (جدي الحواري)
قوي ليه يا قمرية عريسنا جدي الحورية
شدوله المهير الفي المسيد قيل يا رحل القرنفل الشيلوه ميل
عزان بالأهل وجهه ما تغير(اشارة للكسرة)
الكسرة: سيا سيا وما سيا وساه
سيا سيا وما سيا وساه
وعند الكسرة تغلق الحلقة تماما من قبل الرجال لمنع الفتيات من الخروج مع مواصلة اللعب بإيقاع عالي وسريع.

القندلة:


هي رقصة تتشابه مع التوية في ضرب الأرجل والتماسك غير أنها تختلف بطريقة الأغاني والقفز العالي وهنا تتشابه مع (أديومو)
رقصة القبائل النيلية الموريله وكذلك الماساي.
وهي عند قبيلة حمر فقط وتسمى بالقندلة سِيلجيه وتختلف عن القندلة عند الفلاتة والتي تغنى بها أمبراطور الأغنية الكردفانية الراحل إبراهيم موسى أبا (القندلة دقوها لامن يطير قدوها هي القندلة)
القندلة سِلجيه والقندلة سِلجيه
والقندلة والقندلة والقندلة والقندلة

العزيز ود القنصل

تحياتي وأشواقي
المدام شافت الصورة وذكرت أنها تحتاج لمراجعة حيث رأت بأم عينيها ود المندوب وبعض من أفراد الأسرة فقالت لماذا لا يرتدي ود القنصل الزي الكامل لتلك الديار . المهم شوف ليك مخارجة يا ود القنصل .
بالنسبة للشقلاب يا تجاني لو تذكر يوم أن تكفرنت وحرنت وقلت حرم دا ينجلد ودا ما ينجلد في تلك العصرية الما خمج يوم أن سيرناك نحو الصعيد وقد تجمعت كالعادة بنات الحلة والقريبات بنات الخال والعمات والأعمام والجيران الأقربون وأمسكت بفتيل الصاروخ ويبدك الأخرى صوت العنج ودفقت فينا تلك الروائح الزكية وجرت النمات ذات الأثر المؤثر يا تجاني وقلن بنات الدور والأرايل:-

هز على نكب عليك والعرب شن ببقو ليك

الليلة يا ود الدلال القوة مال والعز رجال

ونهز ليك عبس راسي يا الفي الحارة خلاصي

وأصفر عيش التقا مي مناهل مو مي واطه

وأعطيت الأولوية عند الشبالات من لدن تلكم الريل وستات الحسن والجمال وكادت أن تخرج الدموع من بين محاجرك لولا أن رايت صوت العنج ووقعت في الجماعة جلد حتى أشفقت عليهم يعلم الله

وتنادوا ناس حلتكم وأم جمينا وشكلوا تلكم الدائرة الفرايحية الموشحة بالعز والصدق والفرح الكلالي . وقالوا في نمة موحدة ونفس واحد من بعد أصوات الحسان . قوقن ليه يا قماري عريسنا عزيز وغالي

قوقي ليه يا قمرية عريسنا جنا الحورية

فقالوا سي ما سيا وسي ما سيا وسا في تماسك نادر وقوى كتماسك القلوب فرحةً بتلك المناسبة الجميلة.

وعند المساء لم تسعفني المساحة في حضور الكدنداية على نسق عمك دكرو وأحفاده - لكن يقيني أنهم قد غنوا لك

قعر الجراب نحتو ولي تجاني بنعزوا

وبيتكم القبة وحوشكم المسيد - وين نلقاك يا دمة أم سنوناً بيض

وأبو حريرة نصاصي ليه كان نللقى طريقة نصاصي ليه

أبو روادي نصاصي ليه كان نلقى مرادي نصاصي ليه

ما غية إلا ترباله وما زيجة إلا هجالة - الهجالة عوين الرجالة جازوهن تعدوا خلوهن

وعند الفراق قالوا ليك :- وجيبتونا وبتابونا عشان شنو ؟

أندسوا رقدوا وخلونا بره

يا ينات الشينة خلكن لينا

يا عيال العفنة ريحكتم جفنة




بحيراوي

العزيز البحيراوى
سلامات .. وصف شفيف لعرس ول أبا أحمد التجانى ..

Quote: العزيز ود القنصل تحياتي وأشواقي المدام شافت الصورة وذكرت أنها تحتاج لمراجعة حيث رأت بأم عينيها ود المندوب وبعض من أفراد الأسرة فقالت لماذا لا يرتدي ود القنصل الزي الكامل لتلك الديار . المهم شوف ليك مخارجة يا ود القنصل . بالنسبة للشقلاب يا تجاني لو تذكر يوم أن تكفرنت وحرنت وقلت حرم دا ينجلد ودا ما ينجلد في تلك العصرية الما خمج يوم أن سيرناك نحو الصعيد وقد تجمعت كالعادة بنات الحلة والقريبات بنات الخال والعمات والأعمام والجيران الأقربون وأمسكت بفتيل الصاروخ ويبدك الأخرى صوت العنج ودفقت فينا تلك الروائح الزكية وجرت النمات ذات الأثر المؤثر يا تجاني وقلن بنات الدور والأرايل:- هز على نكب عليك والعرب شن ببقو ليك الليلة يا ود الدلال القوة مال والعز رجال ونهز ليك عبس راسي يا الفي الحارة خلاصي وأصفر عيش التقا مي مناهل مو مي واطه وأعطيت الأولوية عند الشبالات من لدن تلكم الريل وستات الحسن والجمال وكادت أن تخرج الدموع من بين محاجرك لولا أن رايت صوت العنج ووقعت في الجماعة جلد حتى أشفقت عليهم يعلم الله وتنادوا ناس حلتكم وأم جمينا وشكلوا تلكم الدائرة الفرايحية الموشحة بالعز والصدق والفرح الكلالي . وقالوا في نمة موحدة ونفس واحد من بعد أصوات الحسان . قوقن ليه يا قماري عريسنا عزيز وغالي قوقي ليه يا قمرية عريسنا جنا الحورية فقالوا سي ما سيا وسي ما سيا وسا في تماسك نادر وقوى كتماسك القلوب فرحةً بتلك المناسبة الجميلة. وعند المساء لم تسعفني المساحة في حضور الكدنداية على نسق عمك دكرو وأحفاده - لكن يقيني أنهم قد غنوا لك قعر الجراب نحتو ولي تجاني بنعزوا وبيتكم القبة وحوشكم المسيد - وين نلقاك يا دمة أم سنوناً بيض وأبو حريرة نصاصي ليه كان نللقى طريقة نصاصي ليه أبو روادي نصاصي ليه كان نلقى مرادي نصاصي ليه ما غية إلا ترباله وما زيجة إلا هجالة - الهجالة عوين الرجالة جازوهن تعدوا خلوهن وعند الفراق قالوا ليك :- وجيبتونا وبتابونا عشان شنو ؟ أندسوا رقدوا وخلونا بره يا ينات الشينة خلكن لينا يا عيال العفنة ريحكتم جفنة بحيراوي

والله العز بالأهل .. وها هى كردفان التراث .. الغناء والطرب ..

الشهير هلا تبارك الله العجوز ماتت يرحمها الله ..
الشهير هلا تبارك الله العجوز ماتت يرحمها الله ..

العجوز أم سلتو تحرم الزول من مرتو
العجوز أم سلتو تحرم الزول من مرتو

ثم يأتى الكرير ..
هوهو حمامة .. هوهو حمامة

وتلك الأصوات التى تخرج من عمق الحناجر وتتمايل الفتيات بشعرهن المسدل على أك########م والشبال

بريمة

العزيز البحيراوي
لك عاطر التحايا، وهكذا ينبغي أن نحافظ على موروثنا الغني فالسهار والسيار توأمان متباريان، فالسيرة بالحصان ذات مدلول قيم عندنا في غرب السودان ككل وفي بعض الأحيان بالحمار الذي تراه بعض من قبال كردفان "تندل" كما جاء في أغنية الشقلاب العربي:
جدك من قام ما طلع تندل
عيل الخيل مع إلبل
فتندل هنا الحمار أي جدك فارس لا يركب غير الخيل والإبل، فهنا نوع الشقلاب عربي وهو تمارسه معظم القبائل ويصاحبه "الرتب" أو الرتبان والذي يعرف لدى بعض قبائل دار الصباح بالبطان، أما البطان عندنا في بادية دار الغرب كردفان ودار فور هو الغردة أو السير الذي يبطن به السرج على البعير والحصان والحمار. وكذلك يرادف الرتب لدينا القشاط وهو الضرب بالسوط عند حدوث مشكلة بين شخصين ولا يريدان حلها بالقتال فيوضع عنقريب بينهما وكل منهما يمسك سوطه ويضرب الآخر فمن يجلس على العنقريب يكون قد تنازل للآخرز
أما الشقلاب الطيار هذا تتميز به قبيلة حمر فقط من باقي قبائل باديتنا فهو خليط بين غناء الشقلاب والرقص العمودي الذي يتقارب مع القفز الأفريقي عند الموريله.
ونواصل
أحمد التجاني

الملالا:

هي أغاني نسائية ذات لحن حزين وتقال بين البنات وفي بعض الأحيان يؤلفها رجل بلسان فتاة. وورد في لسان العرب الملل والملال وهو أن تمل شيئا وتعرض عنه وقال الشاعر: وأقسم ما بي من جفاء ولا ملل. ورجل ملة إذا كان يمل إخوانه سريعا مللت الشيء ملة ومللا وملالا وملالة.
سبــــحان الهي العــــزَ وجـــــــل
خلق الضميــــر غيـــــر الكمر
حاجبــــك هلال عيــــــد الفطر
معدوم طخــــان أيام الحـــــر
ريـــــقك عسل بــــــرش النحـــــل
خشمــــــك سنابيـــــــــــب للجـــــزر
سنانـــــــــو ذي بــــــــرق المـــــــطر
عيانــــــــــو مـــــــــيّ قلتة حجــــــــر
جسمك خضار هيق المطر

مرحب حبـــــاب الزول القدل
الجــــمعه جـــــات قــــام غســــل
بـــرمينى فــــي بيــــــر الحجــــــــر
ضاربنى يا ناس سوط مطر
أنضف على سعِـــــد البــــــــحر
قـــــص الفنِيــــــد مــــــن الضهــــــر
فـــــي شانـــــــك ياديـــــف الغـــــزل
نمــــلى الســـــلاح نضــــرب تـــل
كـــــــان الإله يــــــرمى القـــــــــــــدر
مرضـــــانه ذي نـــــــاقة القصــــر
جوعــــــــانه مـــــن نــــقد الشــــــــــدر
تـــــارى الطــــــــلاق جمرة بعــــــــر
عُقبــــال خــــلاص راوية جمل
يفرقــــــــنا إلا كــــــــــان الأجــــــــــل

الدبكة:
هي رقصة شعبية عند شعوب بلاد الشام وبعض الشعوب الأوروبية ومنها أنواع مختلفة وسنتناول التي تشابه التوية عندنا وهي الدبكة الجوفية وتكون على شكل صفين متقابلين الأول يغني والثاني يرد. وكذلك دبكة الدحية: التي تتكون فيها الحلقة من الرجال وتدخلها امرأة متلثمة وتسمى (البعير) وترسم خط على الأرض موماة لهم بعدم تجاوز الخط وهو بمثابة عرضها وبعد انصرافها من داخل الحلقة يدخل (البديع) وهو الرجل الذي يتقدم الرجال للغناء وهو بمثابة (الطقاق) في التوية. ويبدأ البديع باللازمة وهي تعادل (الصلاة) في التوية ويرددها خلفه الناس ثم يذهب للمقطع وهنا تتشابه مع التوية ولكن أحيانا تكن الحلقة مختلطة وهذا لا يشابه التوية:
اللازمة: ويلي دلعونا ويلي دلعونا راحو الحبايب ما ودعونا
المقطع: يا أرض بلادي يا بعد روحي عنك ما اتنازل والله وما بروح
ولو قطعوني وما داووا جروحي على ترابك باقي وما أرحل من هونا

أحتفاء بتراث أهلنا الأبالة ..

هاك يا ول أبا أحمد، نمة من البادية



بريمة

العزيز الكلالي بريمة
لك التحية والتقدير، وإن شاء الله برجع أعلق على الفيديو عشان ما فتح معاي في المكتب.
أحمد

الخلاصة:
أغاني التوية من الأغاني المحببة لدى الأبالة ولها جمهور كبير في ذلك الوسط ومن ناحية الأداء هي خاصة بالرجال وهي أغاني مناسبات حيث أن طقاق توية في بعض الأحيات يؤلفها وهو وسط الحلقة عندما يرى فتاة جميلة فيتكلم فيها بأوصافها إلا أنه يشعر الجمهور بأنه يتغني في فتاة ما. وبعضها عن بطولات الفزع عند لحوق الهمباتة.

Quote: الخلاصة: أغاني التوية من الأغاني المحببة لدى الأبالة ولها جمهور كبير في ذلك الوسط ومن ناحية الأداء هي خاصة بالرجال وهي أغاني مناسبات حيث أن طقاق توية في بعض الأحيات يؤلفها وهو وسط الحلقة عندما يرى فتاة جميلة فيتكلم فيها بأوصافها إلا أنه يشعر الجمهور بأنه يتغني في فتاة ما. وبعضها عن بطولات الفزع عند لحوق الهمباتة.

Quote: محمد ود خويجيل الزيادي الهمباتي حين انقضي اجله وهو عريس اقدم علي صاحب ضأن عند وقت العشاء ووسط الفرقان واخذ من ضأنه خروفا ليضربه صاحب الضأن ضربة واحدة مات علي أثرها مما جعل صديقه عوض ود بلل النورابي يبكي عليه بحرقه حين يغني ويشدو بتوية مؤثرة وجميلة:- خلينا البقر والنّوق كمان في البرقة طالع سوق قول لي ناس حميرة أُم طوق علي ابو أم بيقه طال الشّوق --------------------------- لقيت ناس أُمُّو بِتْلَبعَن عريس لي الليلة ما ربعَن ألْبِل ديلا بِتّبعَن بكوسَن لي الشِّرور طَبْعَن ---------------------- أخوان القرينهن نَد حلل لي اليوت تكسر الحد أني دايرك تسوِّي الجد تموت موت عِزّة كيف احمد واحمد شقيق محمد وكلاهما ابناء خويجيل الزيادي مات في ملحمة بطولية تجلّت فيها شجاعته وقيمه حيث نعاه ايضا عوض ودبلل الكباشي النورابي طقّاق توية الشهير بأروع ماقيل من فن التوية وكانت تربطه معه صداقة متينة :- أُم زور جبَّادة القنديل أم خبراً جي عريض ؤطويل كُل ما عوّدوها دليل بموت موت الأبو خويجيل ----------------------------- فاقداهو أُم رزيم بِتحن ؤحِس روصيتو غادي تِصِن المات في البرقة موت الجِن حال اُمُّو أم ردوم كيفِن (الفاقداهو ام رزيم بتحن اي ألإبل وحس روسيتو غادي تصن ويقصد احمد ود خويجيل والروسية اسم بندقية صناعة روسيا وهنا يتحسر لموت أبو أم بيقة شقيق احمد الذي مات موتة لا تشبه موتة احمد حيث انه مات عند الضأن)

محبتي احمد وضيوفك الكرام

الأفاضل بريمة وود القنصل وعبيد الطيب

تحياتي وعبرك لكل من جاء عابراً بهذا العمل الرائع .

يا بريمة بالطبع في وجداننا بعضٌ من مناقشات لقضايانا في قوالب تراثية . يعني بالنسبة للنسيبة التي تتدخل كثيراً في منزل بنتها ويتضايق منها زوجها فإنه يغني لها في الكنداية :-

العجوز أم سرتا تسب الزول في مرتا - مع الترديد حتى تسمع عمته وترعوي .

الأخ ود القنصل لعل تذكر إمبراطور لبادة سالم ود أم خريف عليه الرحمة ذلك الفطحل المتمكن من ليادة حين يتشد في قمرة 14 ويجيد الوصف والزم والمدح في كافة الإتجاهات .

اللندروفر الصغيروني وبالغرام مالكم شويتوني

عليك الله لو عندك ليه تسجيل تتحفنا بيه وبالمرة الطمبارة أياهم وعلى رأسهم خالي ربنا يرحمه الطاهر كاكوير حين يتغني .
التوب جر خلى النهيد بره وبنات أمي أم ديساً ما سلا - الله ليك يا رايقه كلام دنيا جمال يا فايقه
أنا بنركب القطر وبندلى في البحر الجنني سكونه خماس حجر
أنا بنركب القطير وبندلى في البحير - الجنني دا وردي ومنى الخير

الليمون في قزازة رمى وحلفتك يا قلبي لي أب ريداً ماتم.



بحيراوي

الأخ بريمة
لك التحية على هذه الزمبارة أو ما يعرف عند عربنا بـــ(اللود) تصور يا بريمة أخوك في منفاه في ديار الغربة بدق اللود لامن يتكيف فالزمبارة التي بحوزتي صنعتها في غربتي من ماسورة ألمونيوم وجبت ليها قرعة بُخصة من السودان بس المشكلة هنايا حبيب ما في "عَبَسَ" وعَبَسَ دي خلي شرحها لعبيد الطيب.
لك التحية بالتاني على هذه اللوحة المتداخلة الألوان وسهلة القراءة.
أحمد التجاني

الكريم عبيد الطيب
لك التحية وأنت دوما تتمد في باديتنا في كل الأسهام وفوق كلساً نوابيه متلاقيات وهديره أروع من موسيقى البنادر. وذي ما قال محي الدين الحور.
وهو مزاول والسوط دت أباه
وبزاوغ صيدة خلاه
وكب البول في ضهره
وبس كيف دخان
ونواصل
أحمد

الحبيب الفاضل البحيراوي
عاطر التحايا، والرحمة والمغفرة لعمنا سالم أحمد ود أم خريف الزول الغناي والشهير في لبادة ومعه الغناي ود الحليو، فالتسجيلات موجودة فقط تنتظر التفريغ من الكاست، ولكن أرفق لك هنا جزء من قصة العافية المديدة الدافية التي مرت بطهور عيال محمد الحسن أبو علامة رحمه ووجدت سالم ودأم خريف بغني في لبادة:
طالت نومة العافية وطالت حتى تمددت طويلاً إلى أن أذَنَ صالح الأنصاري الذي كعادته يؤذن في بيته الذي يقع جوار بيت حبوبة بهيتة البقارية "ست البقر" حبوبت محمد الدب والتى أشبعت يداها المبروكتان طُلاب داخلية المدرسة الشرقية عصيدةً وفاصوليا والتى كانت تنطق كلمة "لكن" بنبرة جميلة "لكدين" يستمتع بها كل الذين استمتعوا بعصيدتها المكتولة بمصواط السعات الذي نجره النجار "تمن زولين أخو حليمة" الذي يمرح معه عيال الحِلة بعبارة "تمن زولين الحوقة خليتها وين؟" وهو نجار فنادك وبنابر وعناقريب ومصاويط محترم بالإضافة لذلك هو خطاط ماهر على الرمل يجيد التنبؤ بأخبار المسافرين والبهائم الهاملة. واستيقظت العافية على زغروطة جدية والتى فرحت جداً بنوم العافية تحت نيمة حُسنة بت بُربُر حيث استمتعت جدية بكرير النور ود العمدة مصيرين "الريل الجفلو سكونو غربية ود جانو.. ديها هي بيها وهو بيها هما بيها واه لاي... وحسيس زغبير "واه واه .. وا هاي وا هاي.. زه امك .. زه امك .." في طهور عيال كرباج وهي تحمل على رأسها "برمة تمروا" مليئة بعسلية حمرة وهي تغني " كردفان الهبَ نسيما ذكرنى زولاً بريدو ديمة" فقفزت العافية وكأنها ديك دجاج وادي فقالت لجدية اسكتى وإلا عيطت ليك كلاب "قرّيش السوق" يخلنك فروة سكتت جدية وقالت ها بنية العافية وينك بوش ود كرباج فاتك فردت العافية ود كرباج عنده بوش وكيف ما كلمنى ود الكافرة حات كدر جواد فكي ماهل الليلة يبيت في سجن أبو ضفيرة
تناولت العافية كاس ثم عبار من العسلية الحمراء التي صنعتها أم بوسوه البرتاوية مع عشوشة في طهور عيال كرباج وشربت وشربت حتي غاب عنها التميز بين دكرو وود أبو نيرك وإتجهت نحو بيت أبو ضفيرة رئيس المحكمة وعندما وصلت طاحونة التعاون سمعت صفة عالية ومالت شمالاً إلي بيت أبو دقن فوجدت البوش مولع وعرفت أنه طهور عيال أبو دقن صاحب القهوة في "المفرية" وزغطرت وقالت وين أبو دقن الحلبي الجلابي الأبيض جي من البحر إلا برقبته وعمل كرش كبيرة وغنى في دار حمر، بسوي طهور عياله ما بعزمني أني العافية السمنة الصافية وسمعها أبو دقن وقال في نفسه يجب أن أكرم العافية المديدة الدافية لأن لسانها فالت فقال لهاإستريحي العافية دهب الجنيه إستريحي أكرمت بعشرة جنيه وزغطرت العافية عالياً وقالت أبشر يا شيخ الجزارين فراز الكبدة من المصارين.. ودخلت الحفلة ووجدت سالم ود أم خريف كرار " لبادة" الذي يُشَكِر في قبيلة حمر عندما هزموا الكبابيش في معركة أم الرووس (دوسة العقال) والتي قادمهم فيها شيخهم مكين ود منعم والفارس النمير ود عيسى أبو شارفة.

أمانةً يا مكين فوق القريب والجار

وفوق ود المليح الفي القبيلة خيار

كيفن كتال الميل القدال

ود عيسى النمير سالم أخو أم شبال

ود كيناوى في طعن الفريش شن قال

الشايب الكبير توراً لقالو كتال

والقطران شطيطة البمسح النقار

عُقب الماتو ديل بى التانى مافي كتال

لالالا لالالا لالالا لالالا

يا أبو كندراً رساس

يا قلاع مانع التباس

حمرأ عزاز ماهم رخاس

طردوا العرب وشالوا النحاس

يا أبو كندراً خباب

يا قطاع مانع الكراب

يا جباد ناير المعراب

شوف دق حمر في النوراب

فرقصت العافية ورقصت فرحاً بالعشرة جنيه حتي عاد لها وعيها ونسيت مشوارها لبيت أبو ضفيرة في شكواها ضد ود كرباج




ونواصل
أحمد التجاني ماهل

الشكر الجزيل للأخ والصديق الصحفي الحاج أبو عاقلة مدير مركز الزاجل الإعلامي بمدينة النهود على المساهمة في الندوة بتزويدي بمقطع فيديو من التوية التي سجلها المركز من فرقة أبناء دار حمر للمحافظة على التراث، وسأحاول رفع الأغنية بعد أن يسمح الأخ الحاج وذلك حفاظا على الحق الأدبي والفكري فالأغنية هي "عيونك ديل أمسكيهن وبجرحني وما تحمريهن وهي أغنية توية قديمة تغنى بها الطقاق حمراي صندوق الجليدي في السبعينات وسجلها في شرائط وكانت بطلتها "أم نزل السمحة" كما يحلو لحمراي رحمه الله.
فالتحية للاخوة في مركز الزاجل وكل المهتمين بقضايا التراث.
كما أخص بالشكر المخرج التلفزيوني والإذاعي محمد على مخاوي الذي سعى سعيا حثيثا ولا زال من أجل ان نحصل على أغنية مصورة وكذلك الأخ والزميل الإعلامي ناجي المريود مدير إذاعة كردفان سابقا ومدير مكتب سونا بكردفان والإعلامي الهادي سلام بتلفزيون كردفان والأخ الزميل والصديق المذيع زهير المريود بتلفزيون وإذاعة عجمان والأخ زميل المنبر الصحفي صهيب حامد.

أحمد التجاني ماهل

الشكر كل الشكر لعمنا الشيخ حجر حامد جِرا شيخ حلة أنجمينا والتي أصبحت حياً من أحياء مدينة الخوي والذي مدني بالشقلاب الطيار، فالشيخ حجر حامد رجل موسوعة في تراث حمر والأبالة عموم له التحية، فهو شيخ الحلة التي وردت في رواية العافية المديدة الدافية نرفق منها هذه الجزئية المتعلقة بلحة أنجمينا وشيوخها حجر ودكرو الزول الصحم فكرو وعجب الدور:
عادت جدية إلى منفاها الاختياري شمال غرب بيت العافية وشمال زريبة أم خميس بت جاد السيد، وهي حزينة بعد أن تطاير دقيقها من برمتها نتيجة لهرولتها من مزحة العافية بعيال بارود خفر الشيخ ود محبوب. وأنزلت البرمة من رأسها ونظرت بحزن تام إلى دقيق الدخن الذي دققه الطحان البارع أبو الحَمٌوُد ود بشير شقيق حامد الريلة الفران المشهور لدى عبد الله عبيد، وكان ملء البرمة ووجدته نصفاً فتبادر إلى ذهنها معزوفة آمنة الكيجاوية صديقة العز أم الزين طِبِج صانع الكوانيين والشرقرق (يا وجيعي على توري الضبحو ودقيقي الخمرو خديجة بتبكي المات منو) وأخذت على الفور كأس عسلية حمرة وتنت بكأس عسلية بيضة وتمددت طويلاً على برش أحمر مصنوع من سعف النخيل الذي يجلبه التاجر الكبير عيسى ود على المتخصص في تجارة السعف والحبال وعكاكيز القنا ما بين دار حمر وجبال النوبة. وتفاعلت العسلية مع لحم تيران طهور عيال كرباج مما جعل جدية تحلم برقصة كدنداية من طراز أنجمينا حلة چرة وكرير الأخوان عجب الدور وعجب الداني الشهير بشيخ دكرو الزول السميح فكرو (الهجالة لاقتني رفعت توبها غطتني: ساه ساه وبقول لِك ساه، ساه وبلا مناداه) وغرقت في نومها العميق وبخيالها هذه الرقصة الرائعة حتى استيقظت على كربكبت صفيحة بخيت أنقرمة الخراجي في خرج التاجر محمد على لازم والذي يطرق صفيحته إذاناً بوصول الماء من الدونكي الكبير. وخرجت جدية من تكلِها وهي ترقص على أمل أن الكراران في الدارة وفوجئت ببخيت يقف وفي يده اليمنى الصفيحة ملئة بالماء فانحرف مؤشر فرحها عكس عقارب الساعة وصارت تغني (سوه سوه أبو جعران كسوه) بدلاً من (ساه ساه بقول لِك ساه، وبلا مناداه). فغضب بخيت وما كان منه إلا دفق ما بالصفيحة من ماء على رأس جدية وكان الماء بارداً فبردت جدية وفقدت نصف ما برأسها من عسلية ودار مؤشرها ثلاثمائة وستون درجة (360 درجة) وانحرف معيار الغناء إلى مشكار مقلوب (بخيت أنقرمة طهرو ما بكيّه عياله كوركوا ليه وبناته زغرطن ليّه). وهاج بخيت وأصبحت عيناه حمروان كما واجوج كانون حاج منير ود الرحيمة المحروق في كماين فحم ود هنجو هنجو بكُرة الصليجات ودناقر ود بينة، وقال أنا أخو حليمة الرزينة المتل ضي الرتينة أنا (الدفنوه مرق أنا الشافوه خلوه) ويا جدية أخير ليكِ ولا بنقدد عينيك وأخذ مقود حماره أبو دِبَل وأتجه نحو الموقف الكبير وهو يردد عر عر يا حُر. وظلت جدية تقف لوحدها حتى لاح في الأفق عجاج العافية قادمة من طهور عيال أبو دقن الجلابي تحمل على رأسها ريكتها الشهيرة وبيدها اليمنى ورقة عشرة جنيه مكرمة أبو دقن وفي اليسرى غصن سعات، وعندما ترآت إلى جدية القريشات وأيقنت أن العافية لن تمنحها شيئاً منها بقيت في مكانها وهي تردد (السُمبا حلات الرُمبا السُمبا حلات الرُمبا) فردت العافية بمعزوفة عجب الدور (الشِم بدنقي الشِم بدنقي شِن تلقي مني) ففهمت جدية أنه لا فائدة من مجاراة العافية لأن لسانها مثل دق الأعيسر، وينبغي أن تعود لبرشها وتحاول معاودة النوم إن أتى. وبعد زمن ليس بالقصير تنام جدية على برشها وتعاودها الأحلام ولكن هذه المرة في شأن آخر وهو شكلة كلامية بين توتو وركراك أما الجزارة بسبب نظافة بعض الأوساخ بوصفهما عمال صحة عامة ويغازلهما أبوغالية بخيت الحسن زعيم الجزاريين الذي لا ينطق لسانه إلا ما يجعل السامعيين منقسميين على قسمين أحدهما مستمتع بالضحك وآخر مستنكر قَلَفة اللسان. ويحتدم الكلام حتى يتدخل النظيف ود عبد الله المؤذن بالمسجد الكبير بحكم قرب كشكه الذي يباع فيه الخضار والفواكهة من الجزارة وينهرهما بصوته الجهور فتستيقظ جدية ولم ترى سواء ظلام عُشتها وتنهم رجل القبة الحاج بخيت وينفك عنها خوفها، وتكسر زرب السعات وتضرم نار اللدايا لتخفغ ملاح أباديب بكول لعصيدة الزناري الذي أعانها به عمر ود رُبط، وبعد فراغها من عشاءها الثمين تضع برادها الأخضير على جمر السعات لتعبئ وازن المخ ومنتج الفكرة وهي تنغني (برادي الأخدير فوقه حلات شاهي والله وبالله فوقه حلات شاهي) وعندما شربت الشاي اتجهت نحو بيت مستورة الحمراء لتأخذ ونسة مع وزنة الكيف فيقابلها محمد ود وني بين بيت أم قديرة وبيت مندليسة وهو يغني كعادته (أني أمحمد ود وني دقي ما متشني كَماَ بتعرفني تعالن شوفني) وترتعب جدية وتهرول إلى خلوة التوم السراري وتدخل بدون سلام فيصرخ عبد الله أنغصرو الذي ينام بالخلوة وتصرخ جدية ويعلي صراخهما فيضج معه فريق الجلابة من بيت عوض الحاج إلى بيت عبد الرحمن إبراهيم، وبذلك تخرج آمنة الهجين من بيتها جوار طاحونة التعاون وهي تضحك وتقول (الشر الـ .. الوجيع الـ ... ما قلتوا جلابة ما بتاكلوا الضرابة طلعتوا أولاد اللبلابة. الليلة الما بقول .... أم المفرية يدخـ..... فيه تبلدية يا صواطيين الكسرة النية) ثم تطلق الكوراك وراراك وهي تمشي ذهاباً وإياباً ما بين تبلدية مستورة الزرقاء وطاحونة التعاون ويزداد الكوراك يأتي حكر الدور ويصدر صوته المعهود (حيـــه حيـــه وهو يمسح أشنابه ويلوح بذنب الثور وعكازته بيمناه وسكنينه الطويلة على ذراع يسراه وكلابه تباعاً خلفه) وتهرب الهجين إلى بيتها وتسد كَرَهَا وجدية إلى منفاها فتقول حُسنة بت بُربُر (بان الدود وكل قط دخل بيّته). وفي فجر اليوم التالي يصيح ديك ماهلة بت برار كعادته ويهنق حمار زاكي الحمامي ليستيقظ كل أهل الروزة وبعد شراب الشاي يتجه كل زول لعمله المزارع لزرعه والصناعي لصنعته خاصة محمود أبو كرنك المك***ي المقيم بالموقف الكبير والذي تخصص في صيانة العفاريت جوار ود أبو البشر الكهربائي القادم من النهود وكان أبو كرنك فاهماً وفكاهياً ملهماً بالدعابة والمرح حيث يجلس عند بنكه كل من إدريس قمبرت وعبد المنعم حليلات وكنيتة وبكري أم جقر والنشيوّ والطيب محمدين وفتحي الناير وأبو عجيب إختصاصي لعبة الضمنة الذي يشكك في مقدرات مخترع اللعبة أمامه، وفي المقابل تأتي المداعبة من حمد حسان الذي تخصص في الشاي بقهوة والده الأنصاري حسان ود أيوب صاحب جنينة هشاب أيوب وتتواصل المناوشات الفكاهية من الطاهر برار الفنان المعروف والشهير (بالطاهر كاكوير) والذي يمثل (بوب مارلي الخوي) بأغنيته (Oh Yes I Know I Know, Oh Sai No, I Know I Know Yes I Know, Beri Beri) من مجلسه في قهوة المؤرخ بدوي ود فضل الله الرجل الشاعر والموسوعة التاريخية الهادئ كهدوء دعاش جرابة الروزة عن الخريف. ويستمر المرح حتى الظهرية عندما يأتي غناوة ومحمد ود جديد بعد رحلة القنص في وادي البشيم الصعداني والريحاني والظفر بعدد من (أم قطم) التي تشر في حراية النهار لتجفف وتطبخ في المساء بالسمسم ويستمتع بها حبيب الله والحبيب وعبد الباقي أنبيقة وتعود العافية من الجرابة بريكتها المليئة بالخيرات وتتجه الدنكوج لتفطر مع فائقة بت حمد مطريق الصمد وتشرب الشاي مع أم المر (أم ***وك) والجبنة مع عفيفة بت عبد الله ثم تمارس هوايتها في توزيع خيرات الجرابة مع الأطفال.

أحمد ماهل وضيوفه الكرام
شكرا ياخ .. شكرا شديد!!

الأخ الكريم محمد عبد الماج الصايم
لك التحيةعلى المرور، وتشكر كثير يا صاحب الضحكة الرائعة بروعة زول في قامتك.
لك خالص الود
أحمد التجاني

Quote: التوية:. غناء يتماسك فيه الفتيان بأيديهم من الكتوف في شكل دائرة كبيرة ويقف في نصفها المغني (طقاق تويه) ويبدأ بالصلاة أو العصا ويردد معه الجميع في شكل كورس جماعي ويكون المقطع من أربعة أبيات أو أكثر أو مقطوعة طويلة وعند المقطع النهائي يردد الجميع العصا وهو يضربون الأرض بالأرجل ضربات جماعية موزونة:

قصاصة من مقال سابق بسودانايل

Quote: البسطاء ملح الارض اصحاب المواهب والإبداع وألوان قوس قزح أمثال صديقنا وصاحبنا معروف ود عبدالله (الزيقاني) ابو حواء الذي رحل عن دنيانا قبل شهر فبكته حسان الحمراء بزفرات حري بل بعضهن حثين الرماد علي رؤوسهنّ وتركن القرون مُسدلات ومبعثرات بلا دايوق ولا ضمخنهُنّ بكَرْكَار كلونيا (الفي القزاز ظاهر) ولا حتي بِطَرَق الخريق وامثال ابو حواء الزيقاني رحليهم له وقع خاص في قلوب دقاقات الشّتم والسيرة وستّات اللَّكيك وحكامات الجراري بالحمراء وتحديدا "حي الشوِّيط" وكل عشاق الموروث الشعبي وإبداعاته التي تنقلنا لعالم لايوصف الا بالسمح والزين . كيف لا فهو وصاحبه "أحمد نادي" كانا يشكلان ثنائيا خطيرا يستهوي العذاري ويجعلهن يتهادين ويمدن اعناقهن ويتمايلن بالرقص في رشاقة وحبور علي ايقاع الكرير وضربات الايادي والأرجل حتي نجد احداهُنَّ تشدو قائلة:- جراري ناس نادي ونَدْماني الما جات لي مقطوع الطّاري الصديق الشاعر دكتور جمعة البري رسم المشهد في لوحة زاهية:- ودالعمدة قالو الليلة عندو طَهُور وفي قمرة وخريف عِز الشباب طمبور لي الصفقة ام رسيس وقفَنْ بنان الحُور ؤ كيف رص القزاز بِتلامَعَنْ في النور كفل البرمي سيدو وبي اللِّجام مهجور فِيهِن بينة كيف شُوفت المنلرة أم سُور مرقت مِنَّهِن راخيا القدم في فتور وبِتْوازن رزيز الهزَّة والحنجور الدّيس جرَّ فوق حِجْلَن رطَنْ معصور وشُبَّال ام سماح حرَْمان علي البزُّور تِتمايح فِريع بانة وحرير مجرور وتتفدَّع تقول دابي وصديرها نفور فاصوات حلقوم وحناجر الزيقاني وتنيده نادي تعتبر من الشجن الدفين فلذا نجد ايقاع ضربات ايديهم وارجلهم تعزفان علي اوتار قلوب الحسان بعذوبتها وحمحمتها التي تشبه هديل الحمام فتأتي الجميلات مسرعات ويتمايسن كما الخيزران ويدخلن حلبة الرقص بعد ان يرخين اقدامهنّ في فتور ويشرئبن باعناقهن فتنقصم وتنفدغ ظهورهنّ وتنفدع خصورهنّ التي تصبح كحجاب المتصوفة الذي يجيد صنعه اهلنا الفلاتة أو كما يصقهن طقاق توية:- رقيص الزول ابو ريشيمات خبيب شناق زماناً فات وضمير الزول ابو ريشيمات حجاب فلاتة ابو طيَّات عِيون الزول ابو ريشيمات قلوتَاً في الحجر واقعات وسنون الزول ابو ريشيمات بيض القوقا في فريعات وايدين الزول ابو ريشيمات سيطان بي النايلو مجدولات ومصابع الزول ابو ريشيمات ظروف التلفض الظرفات وكفل الزول ابو ريشيمات الفلوة الكوركولها وجات فرقيصها كخبب بعيره شناق –وخصرها كحجاب فلاتة –وعيونها كماء الجبال وسنونها كبيض القمري وايديها كصياط العنج –وبنانها كظروف البندقية واردافها ككفل المهرة لمرتجة الارداف هيفٌ خصورها عذابٌ ثناياها عجافٌ قيودها وصفرٌ تراقيها وحمرٌ أكُفّها وسودٌ نواصيها وبيضٌ خدودها (الحسن بن مطير) فكل الشبالات تكون من نصيب الزيقاني وصاحبه نادي (شُبَّال ام سماح حرمان علي البزور) وعندما يفلت شُبَّالٌ واحد من العذاري ويكون فال البيرق لأحد الطمبَّاري فتجدهن يغمزن باعينهن ويبتسمن في مكر ونجد الطمباري صاحب الشُّبَّال يَهِزُّ ضراعه في نشوة وسعادة تعانق عنان السماء وكأني اري الزيقاني ابوحواء يهز حِجباته ويلوح بسوطه القِرَّاوي ويضرب به الارض ويصيح بعفويته المعهوده (جغلف ...جغلف الليلة بنطهِّر اللَّغلف..........! مخاطبا الشباب الذين دخلوا حلبة الشّتم لِتَوّهم يبشرون ويتمايلون مع ايقاع ضربات النحاس او الدلوكة وهنا تصيح المجنونة البت العناق أُم قنفة:- .(.وَقَعْ... ..وقَعْ.......هَيْ لي الخصيم كَيْ وغياظة....وكراعهم ماها فزَّازة.....دَقُر عيني يا أم تيلة) فتبلغ الحماسة ذروتها وهنا تسمع رزمي حناجر الجنيات كحمحمات الخيل وفيهم المعلَّم والممرض والتاجر والمحاسب والراعي والطالب... فالكل يخلع جلبابه بحماسة ونشوة في أعلي ذروتها ويحكم رباط العمامة علي ظهره وتحديدا فوق مربط التكة ويركز كما يصفه ودبادي:- (اخو البت اللّكعت قرن الخمرة النازةعلي وردان الصبوة الراكزة الجنيات الهازة صدورهن لازة) والزيقاني يمسك بسوطه جيدا ويضرب رجله وينهال ضربا علي ظهورهم والكل( يستعزي) بحسناء يلهج ويردد اسمها ويستعذبه بمعزة وحميمية وبصوتٍ جهير ولكن بكنيتها فهذا يقول: أُم نفل أُم نفل وذاك يقول : (الهمَّل جمل القيد وهيَّن للفهيم وقاسي ليك يا وليد) اي اسمها آمنة والآخر( يستعزي) بام عروض واخر بالويحيدة وثاني ببت الصُّرة وهي رابعة اخواتها فتتفجر الزغاريد وتتقدم الحسان بتيه ٍ وزهو وينثي القوام اللادن لمنح شبّال فخرٍ ومعزة علي ظهور الشباب ...فكأنّهُنّ وضعن الملح علي الجرح اوكما يصور المشهدالرائع ود بادي العكودابي :- واخوان ام شلخ ينكبوا جوه الداره زي صقرَنْ نزل من فوق ضرب الصوط والركزة بفرق الناس عشان زينوبا ما بتحوق وبعد ان يشملهم كلهم هنا يأتي دور ابو حواء فيخلع جبة الكاكي التي يرتديها دائما وهي ترمز لخفراء الناظر او الشيخ او المجلس المحلي او كما يصفنه الحسانمن عُنا الجراري:- يا قلبي اللِّنْهَرَد وكيف فشفاش المرض ابوجبة كاك كان ورَد با بقضالْكُن غرض (الكترااااااابل ) فحينما يصل صاحب جلابية قماش الكاكي الي المورد يتركن العذاري عملهُنّ ويسارقن النظر (يتاوقن) نحو الزيقاني فهنالك نجد الزيقاني اشعل الحماسة وهنا اوقف الحركة تماما وهنا يرزم ويزوم ويتخنَّق الزيقاني كأنه اضليم نعام عندما يلتف حول ربداءه ويصيح قائلا:- (اني صاقعةالسواري اني وادي كاروشا الشايل الهشُّوم اني الزلقيبة التَّكِسر ال######) وابوحواء لا يتكئ علي عكازته كما يفعل الشباب بل يقف مستقيما معتمدا علي قوته ومهارته ولا(يستعزي) مثل العامة ولكنه يذهب بعيدا ويلج ( الخزنة الزقاقها مطبَّل) كما المنخل اليشكري ويدلف بعفويتة المعهودة الي ممنوعات و محميات النعمان بن المنذر حيث الي الخورنق والسرير وبرحيل معروف اظننا فقدنا ايضا احد طقاقين توية وحزاقها وهي من الفنون الجميلة ومن موروثات الكردفانيين وتختلف عن الدوبيت في طريقة اداءها ولحنها فشاعر الدوبيت يمكن ان يلقيه دون لحن وكثيرٌ من شعراءه المجيدين لم يكن صوتهم جميلا ولكن طقاق تويه ينبغي ان يكون صوته جميلا ويمكن له ان يُغني بغناء غيره من الشعراء ومعروف عبدالله له صوت اجمل من صوت القمري واتذكره جيدا عندما يغني بصوت طقاق توية الشهير عوض (ننّه) النورابي وتكون عصاة تويته دائما جرَّاس ام روب عمل قيرة ورحل واتعني ابو شديرة أُم روب أي الفتاة ذات الشعر الطويل المنسكب علي كتفها – قيرة اي كضحك البزر وصياحهم –اتعنّا ابوشديرة اي يمم نحوها وابوشديرة منطقة ومشرع شمال غرب حمرة الشيخ اه يا دمعتي السّايلة والبوب يا غُربتي الطايلة عرب ام جبهةً نايرة نزلو الفودة لي القايلة الفودة مورد ماء شهير – ولا القايلة كناية علي تاخير نزول مرحالهم اي عند منتصف النهار آح يا نار العلوشة الخلَّت كبدي مقروشة ضهيبة الزّم المنقوشة وضميرها القبضة بتحوشة العلوشة اسم فتاة- الزم نوع من الذهب –الضمير الخصر والقبضة ملتقي اصابع اليدين بتحوشة اي تطوقه كناية علي ان خصرها نحيلا كمّا يقولو عوض جَنْ بقيف في بيتها وأتَّنْتَن فليل دمور وبت الفَن ونفس الوالدو عمِّي حسن (اتنتن اي امشي بزهو- فليل دمور وبت الفن نوع من العطور السودانية) ويطربني حد الثمالة حين يغني الزيقاني بتوية الراحل الاستاذ طريبيش دقَّاقين توية في ازمة وفي السوق لا شِدة لا جَزمة لقيت فلانة والكزمة وحاجات حساسة منتظمة شأبيب الرحمة تتنزّل عليك يا ابو حواء وعلي استاذي ومعلمي محمد منصور طريبش بقدر ما زرعتم الفرحة في قلوب الحزانا والمهمومين و لقاطني الحمراء وما جاورها ولكردفان الدّعاش سلامي

الصديق احمد ياريت كنا نقدر نحضر..

العزيز عبيد الطيب
لك التحية والتقدير، وانت دوما تحرك فينا سكون ما تركانه في بوادينا من خلال هجرتنا ومنافينا، واليوم بحديثك طريتني كلام لخالي عمر الشيخ رباح الذي قال:
داجة الناقة في مَرعاها
والضحوي السوق في الدِّفرة ما خلاها
للشجر المَحَنى فُرُعه قليناها
شعلوبة الزِّقَيه الخضرة نقيناها
حليل البادية يوم طق السحاب واتنابط
زنق وجمع أطرافه البعيد واترابط
يوم نازله التُعُول فوق القِناف تتخابط
بجيك واويرها بعد المُدجنات تتهابط
أرح لي البادية شوف لون الهداب ما فقع
تلقى الكنو صُلاً في الزِّقيه مطقع
غِذاك من طايب أم عبس التجيك تتفدع
شرابك واقع التِّعل القلوته منقع

ولك مني خالص الود
أحمد التجاني ماهل

الصديق حمودة
عاطر التحايا يا حبيب، لك العتبى كان من المفترض أن الأخ عبد الدين يجي يصور الندوة ولكن هيهات دائما ظروف عمله تجعله دون الحضور. وعليه أنا منتظر الصديق الحلاوي يرتب الموضوع وإن شاء الله بجيكم في مكانكم أجهزوا انتم وقولوا عووك.
أحمد التجاني

العزيز البحيراوي
يا صديقي بخصوص عمنا سالم أحمد ود أم خريف كرار لبادة، سوف أفرغ الأشرطة وبجيك بكلامه ولكن لا بأس الآن أن نتحدث عن اللبادة مع نموذج عمنا النيل ود أحمد السوقي الذي نقل اللبادة من دار حمر إلى دار المجانين وطورها وهو صديق شخصي لعمنا سالم ود أم خريف وسُجنا معا في محكمة الناظر جمعه سهل والنيل هو إبن أخت الناظر جمعه سهل.
فاللبادة هي أغاني ورقصة شعبية تتميز بها قبيلة حمر وهي شبيه بالتوية من حيث الكرار أي المغني إلا أنها تختلف في طريقة الأداء.
فهي كما التوية تبدأ بالعصا ويرددها من في الحلقة ومن ثم يبدأ كرار لبادة في الكرير وهو بمثابة الطقاق في التوية. فمثلا النيل ود أحمد يقول:
العصا: حلفت بي عيوني
أبُو ما يصدقوني
تعال آ النيل إن شاء الله يشنقوني
المقطع:
ضهب شيبون حرير التل
هي والله حرير التل
أم ديساً شربيك سيال ما حَمر
أتشربك ليها واتندل
غلب المشاطة ما بتقدر
البهم الطخنولو الكر
ورد عِد كاجا وسدر
الفدعى بي الأسورة تتقدل
يشلع وجهها يُوقد بل
الزول كان رقدو مجنزر
الزول كان قطعوهو ندل
الزول كان حاكمو بى جمل
دخل بيت أم نزل وقدل
هامش مفردات:
- التَل : تعني الأصلي وهو الذهب اللامع.
- الديس: الشعر الكثيف الطويل
- حَمر: شجر التبلدي
- اتندل: تراكم فوق بعضه
- الكر: زريبة من أفرع الأشجار الخضراء تعرش وتسد ويدخل فيه البهم الصغار من الحر والمفتراسات والسرقات وحفاظا عليه من أن يضيع بسبب صغر سنه.
- سدر: شرب واتجه من مشرع الماء إلى مكان الكلا، وردت الكلمة في قصة سيدنا موسى وبنات شعيب حتى يسدر الرعاة. وكذلك وردت في الأغنية الأصل أندريا(شربن قامن سدرية من دونكي أندريا) حيث أن أندريا لور كاتب دونكي الغبشان في نهاية الستينات بمنطقةدار حامد وهو من منطقة أبيي.
- الفدعى أو الفدعة: وهي اللينة صغيرة السن، ويقال أن الناقة الفدعة أي زات الأرجل اللينة وناقة فدعة من العقال حيث أصبحت رجلها فدعة من الركبة.
- بَل: نور أو ضوء
الندل: قطع أو أجزاء
ونواصل

Quote: حليل البادية يوم طق السحاب واتنابط زنق وجمع أطرافه البعيد واترابط يوم نازله التُعُول فوق القِناف تتخابط بجيك واويرها بعد المُدجنات تتهابط أرح لي البادية شوف لون الهداب ما فقع تلقى الكنو صُلاً في الزِّقيه مطقع غِذاك من طايب أم عبس التجيك تتفدع شرابك واقع التِّعل القلوته منقع

الصُّل يا سلام شوف يا استاذ اذا قلنا ثعبان مخيفة لكن مفردة صُل غير
(الزول الفوق مشي برَّك
صُلا جاجا فوقو العك)
المربوعتين رائعات والقافية صعبة جدا وقليلة في الدوبيت وخاصة قافية الطاء

(مادة أُم شعبة جاها المو خريف متقحِّط
وصبّ القبلي واللّشبوب نزل مشّحِّط
كم جفلتي عِمصا بي الهكاعة بنحِّط
وسيدك بي أُم محيجين الرقاقة بمحِّط
العِمض سرب من بقر الوحش او المها
الهكاعة هي السهل المنحدر قليلا ويسمي ايضا الدو او الجرح
(حشَّاوك مسك دو الكموك جي رايح
سيدك ونَّسو الجرقومو كلُّو سرايح)



بالمناسبة يا أحمد اخوي الشاعر الأستاذ عمر الشيح شاعر مدهش وله دوبيت راقي جدا
في اجازتي اخبرتني الأستاذ الشاعر علي الشيخ ود المر ان الأستاذ عمر ارسل له نسخة من الديوان واوعدني
ان يرسلها لي لكن كانت اجازتي قصيرة وإطرارية لذا لم اتمكن من قراءته كله ولكن وجدت متفرقات منه
وحسب رأي المتواضع استاذنا عمر شاعر رائع وراقي جدا

Quote: محكمة الناظر جمعه سهل والنيل هو إبن أخت الناظر جمعه سهل.

التحيّات الزاكيات لكل هذه الأسرة الكريمة والوهيطة والولودة " للجرارق والكواكليت"
وللحديث شجون سؤال
هل يوجد توثيق للخبير الخرّيت الرائع "الهاقنيب" الناظر شيخ العرب الحبيب جمعة سهل؟
محبتي

العزيز عبيد الطيب
لك التحية يا زول يا راقي، وبخصوص ديوان واواي الوناقيب للشاعر عمر الشيح محمد رباح فقط عليك أن ترسل عنوانك على الخاص وبصلك في أيام إن شاء الله. وشوف الخال عمر شن قال في طبيعة كردفان:
يا شعرا الطبيعة الليلة زورو الغره
شوفو خريفها كيف سارف فؤادنا مسره
بلا شكل الطبيعة الساحره بارد حرَّ
ودايماً خيرها للولد المُشمر بره
الما شافو قيزان كردفانا خريف
يجونا سياحة قُبال المطر ما يقيف
يلقو بَدُونا نسامهم بلولي خفيف
ما مخالطِنه طلقا فُوقه أرياح جِيف
تعال لي كردفان وأطلع قِنافها البارد
وأكرف طايب الريح في الخلا المتمارد
تلقى السيسة فراعها انشبك متقالد
حاكت تُوتي يوم ليمونها يا دوب والد
وبالله عليك يا عبيد شوف الزول دا هنا بوصف جمله كيف:
الدُوماته جابن نز
هِضليم باجه من ضرب الصبيدر فز
ضهره بلولي مرجانة صغير بنهز
بدري براقد العَيَّانها واقع خز
البول في سراتك كنَّه دُخان كابِس
تِفنك حنَّنِن بول أم صلايا عابس
دُومك ماقِس المَتَر الملان مُو يابس
تفنِّن في الحجار كابتن ميادين لابس
مِشنط أفندياً مغير ولابس
كاسر وفي الخبيب ما الليل تَجَّ وحابس
في الفَرَقَه الغزازه وصو وسَلَماًيابس
كيف كَلب المراحيل في العَتَر بتكابس
أما في شأن توثيق الخال الناظر الحبيب جمعه سهل رحمه الله فهنالك كتاب سيصدر عما قريب إن شاء الله به شيء من ذلك، وعند وفاته كان لعمر الشيخ رباح قصيدة رثاء منها هذا المقطع:
تمسح ليَّة النيل الغلب شرَّاكو
جفَّل غادي سُيَّاح الضفاف كوراكو
مو العجل البلفح ضيلو فوق أوراكو
أسداً سادل الوَبر الحَمَر في حناكو
وكذلك الشاعر الفاروق محمد الأمين عبد الله المراد (إبن اخته) كان له قصيدة رثاء طويل نأتي لها لاحقا في حينها.
وتحياتي
أحمد التجاني ماهل

الجراري:
في كثير من التعريفات التي قام بها بعض الباحثين في هذا المجال نسب الجراري إلى قبيلة بنى جرار وهي قبيلة معروفة في إقليم كردفان التي كان أميرها في المهدية الشيخ محمد نوباوي. ولكن من خلال ممارسة الجراري تخرج كلمة جراري من جَرْ أي كّرْ كَرِير ورقص بتأني ومهلة ومن يشاهد لأغاني الجراري يسمع جُر الجراري.
فهو عبارة عن أغاني ورقصات شعبية لها مكانة كبيرة في نفوس أهل كردفان وإشتهرت به العديد من قبائل شمال كردفان خاصة دار حامد والمجانين وحمر والكبابيش والكواهلة والجوامعة والزيادية والزغاوة وكاجا ومعظم القبائل القاطنة في الإقليم. وهوغناء جماعي تؤديه النساء في شكل رباعيات ويقوم الرجال بالكرير وضرب الأرجل وترقص النساء .

تمرحل الجراري
الجراري من الأغاني النسائية الجماعية فلا تنسب الأغنية لشخص معين بل يتمرحل وينتقل من منطقة إلى أخرى وتظهر عليه بصمات نساء تلك المنطقة. بحيث تكون أغراضه في الثروة وإظهار دور أصحابها وخاصة الإبل والغنم وتشجيع المغتربين على إمتلاك العربات والفزع في المسروقات والزراعة والشجاعة في القتال والكرم. لهذا فإن الجراري يحتل مكانة متقدمة من الأغاني الشعبية وهذا ما جعل العديد من فنانين غرب السودان التغني به خاصة صديق عباس في أغنية يمى اللول اللول والتلال. وعبد الرحمن عبد الله في الكباشي وأحمد شارف في طيري يا قمرية

أنواع الجراري
الجراري الثقيل: يكون الكرير فيه بإيقاع ثقيل وهو يغنى بعد الخفيف.
الجراري الخفيف: يكون الكرير فيه بإيقاع خفيف ويكر بصورة جماعية.
الجراري الريحاوي: من نوع الجراري الخفيف ولكن تمتاز به قبائل دار حامد والمجانين فقط أو أهل دار الريح.
الجراري الحنبيلي: نوع من الجراري الخفيف يكر بصورة فردية معه مشكار يمتاز به دار حامد.
الجراري العنقالي: خفيف يكر فردي مع مشكار – دار حامدوحمر.
الجراري السداري: خفيف يكر فردي - حمر

نماذج الجراري
في الغنم: نفيسة جمعه سهل
سيد أمات دعكابه حتى العيد ما جابه
قلبي بقيِ هبابه ونومي سرِق بي جرابه
وفي الإبل:
المغدد إتقسى شديده يا ربي تجمع بي سيده
لَحَضَ السوط ما بريده مروحة الجراح إيده
قالت أم مجدة جمعه سهل :
الغجري الوسمه قلاديِ تحت الفروة بدادي
أبوك مجيوب من غادي أمك ريلة وادي

مو مريديخ هواري أشقر جلدك حالي
بدري عبيد جزالي الحق القومته بشاري
وفي حس المغتربين على جلب العربات قالت لولدها جابر:
جابر مِد الشونة الما ربوك بي مونه
يا مردوع مامونه جيب كي واي مشحونه
أما بخصوص لهجة الجراري والمفردة المستخدمة تكون حسب المرحلة التي تغنى فيها فمثلاً تجد الليموني والليمونة واللول اللول وسودا بلدنا والقمارى قوقن والحبيبوني والجزيمة والبلومي ديه وأندريا
وعلى ذكر أندريا التي تغنت بها المطربة نانسي عجاج فهي في الأصل أغنية قديمة بدأت من منطقة دار حامد ”الغبشان“ حيث كان هنالك كاتب دونكي من منطقة أبيي يدعى أندريا لور وغنن البنات وقالن:

شربن قامن سدريا من دونكي أندريا
وتمرحلت الأغنية إلى أن وصلت إلى منطقة دار حمر حيث ألفت عدة نساء أغاني بنفس اللهجة مع اختلاف المفردة إلا أن جاءت آخر أغنية بنفس اللهجة في العام المنصرم وتغنت بها المطربة نانسي عجاج :
يا الزارعنك في الصريف أندريه.. بسقيك بلا خريفكان ما الصبر تكليف اندريه.. من بيتكم ما بقيفحلاوة القرطاس اندريه.. يا الفي الخشيم تتماصلو ما كلام الناس اندريه .. برحل معاك خماصنشلعه ونبنيه أندريه.. وما تقولوا عاجبنيهمك طاردني اندريه ..تفسيرك غالبنيالقمري قوقا وطار اندريه .. خلاني للافكارخلاني للافكار اندريه .. بالكبري قوقا وطاراللوري جا منقل اندريه.. وشايل قزاز الخلاموت ويدفنوني اندريه.. قدام شركة الشلفمثلاً كلمة الصريف هنا فيها تورية المعنى القريب وهو الصريف أي تقسيمات الحوش داخل البيت والبعيد هو الصريف جمع صرفان كصريف خازوق وصريف عنكوش من أجمل المناطق في الخريف. وهنا يقصد حلاوة البنات وخاصة الجميلات في مناطق خماس حلاب والدونكي وحبيل وكافة الخماسات وأم لبانة والخوي ومركب وعيال بخيت والحمرة والدودية وقليصة والسعاتات.

أما شركة شل هنا المقصود بها مكتب توكيلات شركة شل في منطقة الخوي وهو شرق المدرسة الشرقية بالقرب من القيزان (لصاحبه خوجلي النعمة والد الشاعر حمزة خوجلي النعمة) حيث كانت بنات المنطقة يخرجن لملاقات البقر بعد عود الراعي في المرواح (المداناة) وكان المكتب مخصص لتزويد السيارات بالوقود في الزمن السابق إلا أنه تهدف وكسر في هذا العهد البالي.وتتمرحل الأغنية من فترة إلى فترة حتى تصل إلى:هجينك الساعي لا تدقه لا تكاليه أندرياياريته كان عندي نسقيه عصير هندي أندرياساق النعام مدروك الفادنية ما بمشوك أندرياودووك صعيد جابوك قلاب بلا صندوك أندريافالتحية للفنانة نناسي عجاج على الاهتمام بأغنيات التراث والتي ساهمت في توصيل هذا التراث عبر الموسيقى كما فعل الذين سبقوها.

والتحية والتقدير لبنتنا الفنانة شادن محمد حسين المشاركة في مسابقة تلفزيون حواس بدولة الإمارات العربية المتحدة إذ أنها صعدت للمرحلة المقبلة ويبدأ التنافس في أول أبريل المقبل حيث تشارك هذه المرة بأغاني الجراري. ونحن الآن بصدد دعمها بأغنية جراري جديدة:
الليلة الفرقان شالن القماري قوقن يا يُما
لي دار الريح سارن القماري قوقن يا يُما
بشوف الهوادج مالن القماري قوقن يا يُما
فوق الأربد عالن القماري قوقن يا يُما
ونواصل

نص الأغنية كاملاً:
الليلة الفرقان شالن القماري قوقن يا يُما
لي دار الريح سارن القماري قوقن يا يُما
بشوف الهوادج مالن القماري قوقن يا يُما
فوق الأربد عالن القماري قوقن يا يُما
فرع السيسبان النيّ القماري قوقن يا يُما
يا الريدك كواني كيّ القماري قوقن يا يُما
كان منخاف زعل زولاً ليّ القماري قوقن يا يُما
بنجاهر بي حبيباً لي القماري قوقن يا يُما
صفقة (أها هها أهها)
نبقى صغير بابو القماري قوقن يا يُما
كلما بَسَمَ حبو القماري قوقن يا يُما
ناس النيل يوم جو القماري قوقن يا يُما
حتى الممنوع جابو القماري قوقن يا يُما
صفقة (أها هها أهها)
الريل الفي القيزان القماري قوقن يا يُما
سارح في الوديان القماري قوقن يا يُما
أبو كزمة جدى الغُزلان القماري قوقن يا يُما
قناصو ما كسبان القماري قوقن يا يُما
صفقة (أها هها أهها)


أحمد التجاني ماهل
مارس 2013

الشكر الجزيل والتقدير الكبير للأخ والصديق الإعلامي الحاج أبو عاقلة مدير مركز الزاجل للإنتاج الإعلامي بالنهود على مساهمته في مدي بأغنية التوية المصورة عيونك ديل أمسكيهن وبجرحني وما تحريهن من أداء فرفة تراث دار حمر والشكر موصول لأعضاء الفرقة وعلى رأسهم الأخ فتح الرحمن حسن أحمد حمدان أبو عنجة وهي الأغنية الوحيدة المصورة من أغاني التوية والتي دللت بها في جزئية من ندوة تراث الأبالة.
لهم الشكر جميعا
أحمد التجاني ماهل

الأشقر لونه ربادي
للحرات ما فاضي
كتم الجره العادي
صنط للنقره الغادي

ود الحمره العالت
الليله مصهين مالك
تحت الدير تتالت
عرب مريودتك شالت

سيدك فقيراً بمحا
علوقك رز بي قمحا
جفل شبال السمحا
شاف السوط بي لمحا

داك براقاً ضوى
مع شرابتك سوى
يا جماع الهوى
ركوبك عافية و دوا

الموزون متجلي
تيمس بلاد بري
سيدك يوت متحري
خلقه الموت مابخلي

أ حمد سارما جانا
قافت بيه الحنانا
رب الحي كان جانا
بتل الشيك جزلانا



نماذج من الجراري

العمدة محمد التجاني عمر قش
لك التحية والتجلة يا ود العم على هذا المرور الجميل والتحليق بينا فوق ديار المتسربل ديسهن كيف الشب النازل عصرية، فالتحية لك وانت تغوص في أعماق التراث الكردفاني والتوثيق له وحالك كحال العديد من أبناء المنطقة الذين قدموا جهدا كبيرا في هذا المحال على سبيل المثال لا الحصر، الدكتور عبد الله اسماعيل والدكتور اسماعيل الفحيل والدكتور أحمد القرشي والأخ خالد الشيخ والزول ارائع جدا الأمين البدوي كاكوم والأستاذ عبيد الطيب والأخ الأستاذ دوليب والمخرج الأستاذ محمد على مخاوي والأستاذ الشاعر محمد حامد آدم والفنان الموسيقار الدكتور عبد القادر سالم لكم التحية جميعا. وإليك هذه المقاطع من الجراري:
دبرو أم حربن ولع
شافت البرق اتقلع
قالت ما بتتقرع
فوق ميدوب تتضرع

القُرعان في بالا
جبل ميدوب في سارا
ورز الليد فروالا
فوق الشوشته طُوالا

حنت ما تهكروها
ان دارت الغرب ودُوها
الدرمة كان ما لقيتوها
فجيجة مُور أرعوها

قلبي مجُوزر نافر
للفوق شُولو بدافر
أهل الحِق الوافر
دَمرو الصىّ والسافل

دُومتك سمن البطة
يا الفي الحشرات تتوطى
سِمع الصوت وأنشطه
قَطرن عانى محطه

بالله عليكم يا محمد التجاني قش وعبيد الطيب تعالوا شوفوا طقاقيين تويا ديل ناس سليمان ود الحمر ومحي الدين الحوري وحمراي صندوق الجليدي وقسم ود جبر الدار وود جمع الله المعوتل:
أم طوق يا عجيلة النوبة
يا القِرة البقاشطوبة
......
ضمير البَكرة أم رَبابه
أم خشمن لبن الخلابه
مضان محلوب لى دوايه
سِت الشف والوقايه
ضماها مواقع ضمايه

دِى قصِيبة أبونضبايا
كَب العِيش دون شرايا
رِيقها عسك يا شقايا
في جواري قريب في حضايا
من نارها أني وأذايا
تعالي نقيمو القضايا
قالتلي ممنوع يا عشايا

الحبايب احمد واحمد وناس المُسيال والزوار والمتاوقين لكم المحبة
توية فن رائع جدا وأحسب الي الآن لم يلق حظه من الإعلام
كنت مولع جدا بتوية لصدقها ولأنها تدخل في مسامات الرُّوح
شوف عوض ود بلل طقّاق توية الرائع يرثي نفسه

(بعد ما كنت دامر الصَّي
بقيت مخروقة ؤشارع ري
أبويا الما بِدق النّي
رقد في قليعة ود الكي
---------------------
زمن شلاَّع معَ الشِّيَّاب
كانت اُم قجّة راقده تراب
هلَّ ؤزايلة يا النوراب
إتفرقنا وبقينا أغراب
--------------------
وحين يغني للعذاري
(كان ما بقولو عوض جن
بقيف في بيتها بتَّنتن
فليل دمور وبت الفن
نفس الجايبو عمِّي حسن
-------------------------
آح يا نار العلوشة
الخلَّت كبدي مقروشة
ضهيبة الزَّم المنقوشة
ضميرها القبضة بتحوشه
----------------------------
آ ح يا دمعتي السَّايلة
ؤدوب يا غربتي الطّايلة
عرب أُم جبهةً نايرة
نزلو الفودة لي القايلة
وشوفو الزول الذي رحلوا اهله وترك الحبيبة وراءه آملا ان يلحقوا بهم يوم غدا
ليأتيه النّاعي ب رحيلها الي الدار الآخرة

(أُم طوق تومتي البسيسيمة
شبه الزُّرق قداديمة
خليتك لي ورا مقيمة
بقت لي فرقة لي ديمة

محبتي

الأخ الفاضل عبيد الطيب
لك التحية أولا أرسل لي عنوانك عشان كتاب وواي الوناقيب مجود معي في أبوظبي لكي أرسله لك. وثانيا التحية للرائع عوض بلل وهو يخرج المفردة الأصيلة التي أصبحت الآن ذكريات كما غناء الحقيبةياخ الناس ديل عظماء في كل شيء شوف مثلا عمي النيل أحمد ود نعمان كرار لبادة شن قال:
العاج في أيديها كع وكرف
كيف حنك المصع وصنف
زولن شال نعاله وهف
خطم ظعن أم أسورة وشف

غزل الهمباتة
الهمباتة هم شريحة من المجتمع لها قضاياها التى من أجلها يقومون بمغامراتهم الشرسة وعند الليل يسامرون على ظهور جمالهم بالدوبيت والجالسة وهي نوع من أغنيات الهمباتة بصورة خاصة في بادية شمال كردفان حيث يناولون مواضيع عديدة منها (وصف الفروسية - والغزل).
حيث يتغزل الهمباتى في زوجته أو محبوبته التى يغيب عنها أيام وشهور وهو يجوب بالبوادى باحثاً عن رزق وعندها ينتابه الشوق والحنين. لذلك المحبوبة لها مكانة خاصة عنده مثلاً:
كان وقفت عديلة وكان عامت تتنا
أبو كفل البي مواجع شوقو بهدلنا
كان جرَ السحاب عقصها بتلنا
الجرحو غور بينا لا أنصمَ ولا إنبجع كتلنا
وهنا يمارس الهمباتة الفروسية عندما يبرد الليل وتصنف الكائنات سكوتا وإلبل تقطع مسافات بالقران:
سُوق ام قجة بالحدبات بدور ولداً في الراس ضربو ممرن
يا المسدار خالك ضارس سيفو يجز الدرع الحديدو مقرن
تور عنزاً مرياح محندد قرنو باعج عنتيل الأسود الكرن
فوق الدبال راكز كان خاب ما بترضى ام عِقصاً جرن

السلام عليكم ورحمة الله أخي أحمد
نمني أنفسنا بندوة مماثلة في النادي السوداني في دبي ..وعليه أرجو الاتصال بي في هاتفي للتنسيق والأمين الثقافي للنادي لاختيار الزمان المناسب .
مع خالص الاحترام والتقدير

تحية لأستاذ أحمد التجاني
وتحية لملف يُعنى بآداب الأرياف ، الذين اسهموا في البناء الاقتصادي للسودان خلال مئات السنين

الاخ الحلاوي
لك التحية وعبرك لناس النادي السوداني دبي وأشكركم على الدعوة وإن شاء الله موعدنا معكم الجمعه القادمة.

أحمد التجاني

العزيز الأديب المهندس شقليني
لك التحية، وهذه حقيقة أن الأرياف ومناطق البادية من أنقى المناطق نسيما ولا مكان للتلوث بكل أنواعه لهذا الحياة بها نقية وخالية من التشوهات والعيش فيها على بساطته له العديد من المحاسن التي أجملها الأمير عبد القادر القادر الجزائري في رائعته من فضائل البادية التي درستها على والدي وانا في سن الثامنة وبشروحها:

ما في البداوة من عيب تذم به إلا المروءة والإحسان بالبدر
وصحة الجسم فيها غير خافيةِ والعيب والداء مقصور على الحضر
من لم يمت عندنا بالطعن عاش مدى فنحن أطول خلق الله في العمر
فيها العذارى وفيها قد جعلن كوىً مرقعات بأحداق من الحور
تمشى الحداة لها من خلفها زجل أشهى من الناي والسنطير والوتر
ونحن فوق جياد الخيل نركضها شليلها زينة الأكفال والحصر
نطارد الوحش والغزلان نلحقها على البعاد وما تنجو من الضمر


أحمد التجاني

في باديتنا يتحرك العرب في بداية الخريف وموسم الشواقير والخافور من الصعيد تجاه دار الريح (السافل بلغة أهلنا الكبابيش) في فترة ما يعرف بالنشوق وتتحرك الظعينة عبر المراحيل، وتقطب الشقاق عند نزول الفرقان في أماكن القش والماء والعينة السايقة والإبل تدرج حيرانها والغنم والمعاز دارجة حميلاتهاوالبقر تتناوح وقت المرواح لعجيلاتها وفي العصير البهم والعجال (المثاليب) تلاقي امهاتها والشمس تدنو للمغيب وكنا صغار نسرح بالمثاليب ونغني الكدنداية:
والليلة يا لومي
العجال لاقن يا تومي
والليلة يا لومي
العجال لاقن يا تومي
يا عيال شيلوا الشيلة
المثلاب تل ظيلا
يا بنيات أرفعن إيديكن
المثلاب جفل عليكن.
ونواصل

الأخ الأستاذ احمد التجاني
التحيات الزاكيات لك ولضيوفك وكلنا امل ان يكون الأخ البحيراوي غادر السرير معافي وبصحة كاملة

سوف ارفدك بقصاصة عن رحلة الريح او السّافل او رحلة "الجزو" كما هو متعارف عليهمحبتي

العزيز عبيد الطيب
لك التحية والتقدير، بخصوص أخونا البحيراوي غادر المشفى من فترة بحمد لله وهو الآن في فترة العلاج نسأل الله له عاجل الشفاء. أما بخصوص الجزو ودار السافل إن شاء الله بواصل رحلتنا إلى سيال طوطاح وجبال ميدوب والعطرون ومزبد وديار زغاوة والتيبو وزوي سافل كردفان وصعيد ليبيا. عنوانك على الخاص من أجل ارسال واواي الوناقيب.
أحمد

الخريف زينة البادية من حيث الماء والخضرة مما يسهل الوصف لشعراء البادية الذين يتبارون في وصف الطبيعة والمطر والاعشاب والاشجار والحيوانات التي يربونها ويتفاخر بعضهم على بعض بنوع هذه السعية فمثلا صاحب الإبل يرى أنه أفضل من صاحب البقر من حيث تحمل الإبل للعطش وقدرتها على المراحل لمسافات بعيدة للمرعي وكذلك صاحب الغنم يرى أن غنمه أفضل سعية من البقر إذ ان الغنم يمكنها أن تشرب على 6 أو 7 أيام بينما تشرب البقر على يومين ويرى صاحب البقر أن الثور لديه بخمس كباش وهكذا. ولكن كلهم في باديتهم يسعدهم الخريف ويغنون له:
يقول عمر الشيخ رباح:
أصبح مُنصح الباحره الوهيطة مَتَرع
وعَرَب البادية بيتهم فِي العَوالي مشَرع
خريفاً فرهد القش والغُزُل تِتمرع
ودموع كَارف دعاش الليل أبت تِتقرع

ونواصل

كما أسلفت في أعلاه أن أصحاب النَعَم يتفاخرون بسعيتهم وتفضيل الإبل على البقر والغنم والماعز فيرى أهل الإبل أن "جاندي" أو "جانديل" "جقلة" "أم كونيب" "أم زور" "عصارة الدعت" "حناية الفروع" "العيالة" "كتالة سيدها" أفضل من كل أنواع السعية ولهم مبرراتهم في ذلك وبالمقابل يرى أهل البقر والغنم والماعز غير ذلك. فعمنا الشايب موسى ود جاروط من المجانين العيادية يصف السعية مقارناً بين الإبل وبقية النَعم:
سِمحات النعيز لي صرخة الليدات
وسحمات الغنم وكت الخريف جالبات
وسمحت البقر وسط الدِّكك سارحات
عيل جاندي الغروز منهن بعيد جابدات
وجبادات قناقن الفرع أبونونات
وجيابات خبر تيقه وبحر ناس شات
إلبل يا حلالي ياظهب كيمات
بتقوَّت بي لبنهن ما بدور قهوات
الدِّكك جمع دِّكة وهي الفريق المكون من بيوت الشقاق "خيام الشعر"، قناقن تعني رؤوس الأشجار وكذلك عندنا قناقن رأس بعير الجحفة "الهودج" زينة في شكل هرمي تصنع السعف وتزين بالجلد والزيلقان الأحمر وريش النعام والودع. بحر تيقه وبحر شات كثيرا ما ترد في غناء بادية شمال كردفان وخاصة المجانين.
ونواصل

Quote: سمحات المعيزه الدَرّهِن مَحلوب وسمحات الحمير لى الراوي والأقروب وسمحه ام بوح خريف لى إطخِّـــن الزَرُوب وسمحات البَهاله الكبشهن مجلوب بنات سعدان سماحهن فى الدلج والطوب وفى الحيصه ام عجاج سيد الحصان مَهيوب وعضم المال حقيقه الهَبرِْب ام عرقوب هبارة الزرار كل ليله كاسره حدوب وقلاجة بلال عند السياله ام روب كان حى فى الدهر سلطانها ابو ياقوب من دار الصعيد لى ديمه ما بِــــتٌّوب شاعر" كباشي طريفي"

محبتي احمد ودمت سمحا

العزيز عبيد الطيب
لك التحية، والحقيقة شعراء البداية كل يصف من تالاه في الجمال والطبيعة. بالله شوف هذا الوصف سمحات البهالة الكبشهن مجلوب وتزداد الصورة جمالا في وصف الجيل بنات سعدات سماحهن في الدلج والطوب وقيل في الجيل كمان بنات سعدان أمات مشيا رص جنرال جيش في كتفو تاج ومقص "أعتقد من قال ذلك هو حنفي" وروعة الوصف في هبارة الزرار كل ليله كاسرة حدوب. وكثيرا ما يستخدم شعراء البادية كلمة "الصعيد" نسبة لارتباطها بالمطر فمثلا عمر الشيخ يقول:
دِهيريب الصعيد جاب الدعاش صارنه
طفرا صيدنا ناجع مننا مكارفنه
يا مطر الرشاش الرش لا تمحنا
من يوم رف برقك نومنا دي مفارقنه
ونواصل

عند هطول الأمطار في الاتجاه الجنونبي من بادية كردفان (الصعيد) تزداد الحشرات التي تكثر من حركة الإبل وتقلل مرعاها بالإضافة إلى الطين وهو ما يعرف بـــ(الهيلة) أي الوحل الذي لا يساعد الإبل على السير والمبيت فتبدأ رحلة الخروج من الصعيد إلى القوز (دار الريح أو السافل) وهو ما يعرف بالنشوق. وذلك لتوفر القش وبعض النباتات والأشجار التي لا تتوفر في أرض الطين "الصعيد" وقلة الحشرات والبراعيص مثل (حداد) ويشد العرب الزوامل ويشيلوا الهوادج (الجحاف) على الجمال ذات الطبع الهادي وقلة الحركة وتركب فيها النساء والأطفال ويبدأ الرحيل عبر المراحيل وهو مسارات معروفة يسلكها العرب كل عرب حسب مراحلهم إذا تستغرق الرحلة أيام يشيلوا ويدلوا حسب طول المدة ووفرة الماء والقش، ويصف ذلك عمر الشيخ رباح:
إلبل رَاقبت أصلو النشوق بتريده
عارفة القوز خريف ضُل الشُبُوب تهقيده
دايره تعيل براها وسيدها دلى شديده
لا مُرحال ولا زرعا بيهرج سِيده

هنا يواصل الشاعر عمر الشيخ رباح مخاطبا جمله وحاسا اياه على سرعة الحركة قبل تشيل الفرقان من نزلتها، إذ ان العرب يركبون "الدور" قبل أن تتحرك الفرقان والسعية إلى مكان جديد به ماء وعشب أفضل من مكان الفريق السابق الذي كثر عليه رد النعم وقل عشبه. وكلمة "الدور" تعني الركوب بحثا عن أفضل الأمكان لتقيم فيها السعية من حيث العشب والماء و"المهوى" أي عدم زحمة الفرقان والسعية لبعضها البعض. وقد تزيد مدة الدور لأكثر من 3 أيام أو الأسبوع وبعد وجود المكان المناسب يعود الأشخاص "ركاب الدور" إلى الفرقان بتشوق وفي ذلك يقول شاعرنا:
محقبتك وبطانك جالن
دُوماتك علي بادرة خبيرتك سالن
باقيات ليك مسافات الجبال الطارن
بتلم سيدك في سيد ريده كان ما شالن
فالمحقبة من مكونات شديد البعير وتسمى أيضا بــ(الحقاب) وهو سير عريض من القاش أو الجلد يشد تحت خصر البعير ويربط على قرن السرج الخلفي لشد السرج ويمنعه من الحركة إلى الأمام في حالة أن البعير يجضع لقدام عند الخبيب يحرك سرجه إلى الأمام. والبطان هو السير الذي يثبت به السرج على البعير حيث يربط البطان في"الداير وهو سير مفتول من رقائق الجلد تربط تحت جوالس السرج) من الجهة اليمنى ويشد تحت زور البعير خلف "البُراكة" تجاه اليسار بواسط "الجباد وهو سير متوسط العرض" يربط في الجهة اليسرى من الجباد وفي الغالب هنالك شليل مضفور من "الغُردة" بالودع والسيور على جانبيّ البطان ليجول مع حركة الخبيب. والدومات جمع "دومة" وهي غدد في خلف رأس البعير تفرز نزيز أسود له رائحة تشم من بعيد تفيد بفحولة البعير. وبادرة الخبير تعني جانب رقبة البعير.
ونواصل

الأخ أحمد سلاااااااااااااام ومحبة

Quote: محقبتك وبطانك جالن دُوماتك علي بادرة خبيرتك سالن باقيات ليك مسافات الجبال الطارن بتلم سيدك في سيد ريده كان ما شالن

بخصوص ستَّات الريد مظعن السراجابي الكباشي بقول:-
ليلك بوبا يا العرنوطي عِدَّك تابر
أفرك إيديكا وخِّر لي عتامير جابر
ترا البهم البسوِّي الفضّة ليهو قنابر
نزل توتال فريقنا ناس ليلي كان ماك خابر
********************************
كسر الهُربة والوادي أب غديرا حابسو
إيديك بتعلُّو شقاقو وجروفو ويابسو
الليلة أصبحت كاكك وبردلوبك لابسو
وعلي البي خيط حرير شبل الزمام في حوابسيو

محبتي ودمت سمحا

العزيز عبيد الطيب
لك مني عاطر التحايا، فالبادية غنية بموروثها الأدبي الغزير بمختلف ضروب الأدب والغناء ولكن معظمه يركز على الإبل والبنات والخيلز للبنات يرتبط بالجمال والعشق أما الإبل والخيل فيرتبط بالفروسية، فمثلا الشاعر المترجم فاروق محمد الأمين عبد الله المراد يقول:
وين الهافو ضامر وصدرو جاب تجميحه
جبد البُرصة من وجنات طبيعي صبيحه
اتخيلتو صيد صَوَّاً وطاتو قبيحه
خلاَّ أكبادنا بي رماشو بايته جريحه
بايته جريحه ليها ليالي
شالها قلوبنا أبوكزمة الردايفو عوالي
النظراتو عندي غوالي
عاشقو براهو نساني البعاد وحوالي
بُعاد وحوالي ما ببقولي ذي زولا ملامحو غزالي
يامخروطه لو عارفه العلّي وأحوالي
ما بجافي كان حنيتي لي طوالي
ونواصل

اعتاد أهل البادية على الغناء في المناسبات فمثلا في خمسينات القرن الماضي حدث وأن قام الوالد الشيخ الفكي ماهل أحمد محمد النعمان ابن الأمير أحمد ود نعمان أمير خيول المهدية وأحد الأمراء الثلاثة الذين هاجموا الجنرال وليم هيكس باشا في تبلدية البروجي وقتلوه، بضمانة أربعة أشخاص من أهلنا دار حامد بوصفه مندوب عموم دار حامد والمجانين بدار حمر لفض النزاعات القبلية التي تحدث نتيجة للتداخل القبلي لتلك القبائل بسبب الرعي والزراعة. وكانت القضية اتهام من أهلنا المعاليا لدار حامد بسرقة خمسة جمال واتضح أن دار حامد لم يسرقوا الجمال ولكنهم قالوا يمكنهم البحث عن الجمال مقابل 12 جنيها بحكم معرفتهم بالهمباتة وأماكنهم وتكفل الوالد بضمانة المتهمين على أمل أن يحضروا الجمال بعد شهر وأخذوا المبلغ من حاج النور صاحب الجمال وبشهود الوالد ورئيس محكمة الخوي الشيخ محمد محبوب وذهبوا وحضروا للوالد بعد شهر وقالوا أنهم لم يتوصلوا للحرامية فأخذهم الوالد إلى رئيس المحكمة الذي حلفهم على كتاب الله أنهم لم يجدوا الجمال أو الحرامية ولم تكن لهم صلة بسرقة الجمال واستلم منهم المبلغ واحجزه بالمحكمة وأرسل لصاحب المبلغ حاج النور الذي أتي واستلم المبلغ. وذهب إلى الدلنج فتح بلاغ في الوالد متهما اياه بالتأمر مع أهله دار حامد بوصفه شيخا لهم في دار حمر وعليه أن يحضر أمام القضاء بالدلنج مقر عمودية المعاليا في ظل الحكم العسكري تحت حاكم المنطقة ود غندور بعد 15 يومامن استلام طلب الحضور فذهب الوالد واخذت القضية في التداول حوالي شهر فلحق به أخوه عمنا الشيخ جمعه أحمد النعمان وانتهت القضية بأن الوالد لا دخل له في القضية ما قام به هو الدور الوظيفي الذي يشغله فأنشد قصيدته مسدار الدلنج ذاكرا فيها الموقف والأشخاص الذين تابعوا معه القضية ابتداء من الناظر الشيخ جابر جمعه سهل والشيخ محمد جمعه سهل والشيخ مشاور جمعه سهل والشيخ محمد صالح كدام والشيخ حاج ابراهيم كدام والشيخ أحمد محمد آدام "أبو الباقر" والبكري أحمد سهل والشيخ أبو جابر على عجبنا والشيخ سهل جمعه سهل والفكي حاج جمعه شقيقه فنورد جزئية من المسدار هنا:
يا طير كان مشيت ودى السلام التام
لى أبو النيل جليس درعة وبياضها حزام
الزنطير البزوم للخلوف عكام
يا مامون القوايل بالتهم ما حام
الشيخ جابر جمعة سهل
ويا غالى الدسيس لى ضيقة الأيام
سيد قدحاً كبير صحناً ملان ايدام
وعشاى الملوك كبدة ومعاها سنام

يا مكن الزين أبوك فى المكاييل تام
كم لفح السنين فى شوشة الرزام
وضبّاح السمين من داشر الغنًام
ويا دفًاع المنايح للصغار أيتام
يا التجانى أبوك ما مرفعيب غنّام
أبو رسوة المحجر كاتل أم عوام
إيدك وابل العِينة التسوق ما غمام
يا عبد الله أبوك كما فزع بنلام
ويا عدوية أبوكِ ما تغطى ونام
يا البشير أبوك صافى الجمار من قام
وطبع الأرقط الجلده ملان بالشام
أبو أم ديوان جليس بتاً وسِمها خطام
فارس أمات كويع فوق اللحوم عزّام
يا مستورة أبوكِ للحديث قلاّم
يا كاب الولايل للضعيف رحّام
ويا جبل الردوم البى الحِكار حطاّم
أبو الباقر فقدنا بى جواب وسلام
ويا دارس العلوم يشفاك من آلام
وين أبو آمنة اللفيح ملبوس حرير ما خام
الجبخانة أم شريط تاكل ورى وقِدام
ويا طين القُرير البزرعوك بُزّام
وين أهل المسيد ومشايخى الصُوام
أبو عشة الوصل فوق البحر عوّام
أبو حسين يا خصيم ليلاً جناحه ضلام
يا ود كدام ترا عندك حوار إنضام
يا حليمة أبوكِ دخّال للباب أبو ترجام
فوقى عيل يحوحج من بعيد ما حام
أم كُتكت فى جناها والصقور ألدام
يا الحاجة أبوكِ ما هو التليفة بعام
والفارس العلى يوم الدبال قِدام
وفى الدلنج البعيد داراً صعيد حماّم
ويوم جلسوا القُضاة واتالبوا الأخصام
متركز حديث اسمح دفاعى كلام
قلبى من حجر ما هو حديد فى لحام
وطعنى للخصيم كية وقطع برشام
النور وجماعته المعاه طيراً رخى عواّم
والحِجة اتطوطحت راحت شمار فى طعام

ونواصل

الاباله هم الوجهه الاخر للبقاره ولديهم تراث جميل ورائع ونحن البقاره نطلق عليهم ناس دار الريح ومعروفيين بذكائهم وكلامهم الحلو وثقوا لهم ودمتم

العزيز رحمه
لك التحية والتجلة،فالأبالة والبقارة بيئتهم شبه متجانسة. وإليك هذا الإهداء:
أبو حبل فاض ودفق معاهو السيــــــــــــــــــــل
ريح الدعاش هبَ فوق جفون بنات جانديــــــــل
والبراق دودا قبلي والهرع مزن صعيد كازقيل
دي كردفان نــوبة وبقارة وابــــالة بشدوا الحيل

تحياتي
أحمد

شكرا اخى احمد التجانى على هذه الابيات الرائعه صدقنى يا اخى لقد امضينا جل عمرنا فى هذه البئه الطيبه ولم نشعر بالممل او كما يقول البقارى قاعدين فيها وقرمانيين ليها انا ممنونك على هذا الاهداء

ول أبا أحمد التجانى
سلامات وعاطر التحايا .. والله أتحفتنا بتراث فى غاية الروعة والجمال ..

Quote: سُوق ام قجة بالحدبات بدور ولداً في الراس ضربو ممرن يا المسدار خالك ضارس سيفو يجز الدرع الحديدو مقرن تور عنزاً مرياح محندد قرنو باعج عنتيل الأسود الكرن فوق الدبال راكز كان خاب ما بترضى ام عِقصاً جرن

ول أبا أحمد، أشرح لينا المفردات .. فاتت علىّ كلمات مثل (عنتيل، فوق الدبال، أم عقصاً ..) .. برضو كلمة تور عنزاً مرياح .. هل تور تعنى قام؟

وما تنسى لينا الرحلة العكسية .. أنت نقلتنا بصورة سلسة فى رحلة النشوق من الصعيد إلى ديار الريح .. أتوقع نفس السرد بالنسبة للرحلة العكسية من ديار الريح إلى الصعيد .. وما تنسى المنازل وأماكن المياه والبرك والأسواق التى يمرون بها ..

أنا مهتم جداً يا أحمد بعلاقات أهل البادية بأهل الدار المستقرين فى أثناء رحلة تجوالهم .. أهلنا البقارة حينما يمرون ببعض المنازل يأخذوا فيها أوقات أطول لمواصلة الأهل فى الأفراح والأكراح .. وهذا يجعل أن إنسان البادية ينتسب إلى كل المنطقة التى يترحل بها .. وليس بقعة جغرافية محددة ..

بريمة

Quote: أنا مهتم جداً يا أحمد بعلاقات أهل البادية بأهل الدار المستقرين فى أثناء رحلة تجوالهم .. أهلنا البقارة حينما يمرون ببعض المنازل يأخذوا فيها أوقات أطول لمواصلة الأهل فى الأفراح والأكراح .. وهذا يجعل أن إنسان البادية ينتسب إلى كل المنطقة التى يترحل بها .. وليس بقعة جغرافية محددة .. بريمة

Quote: عِيدِيَّة من بادية الكبابيش لِعُشاق الهَمْبريب والدَّعاش واجراس الهوادج (1- 2 ) عبيد الطيب (ودالمقدم) "دفعوا الهوادج للرحيل واعتموا وغدت لبينهم المدامع تسجمُ وسروا وأروقة الظلام تكنّهم فكأنما من تحت ذلك انجمُ واستكتموا بمسيرهم تحت الدُّجي فأبي نسيم المِسك ان يستكتموا" (ابن الهيثم الكلابي) مُسدار القمرية للشاعرين الرائعين الشاعر علي الشيخ محمد علي التوم(ودالمُر) والشاعر حنفي حاج الطيب (ابو المرضية) قلنا في مقالنا السابق ان الشاعرة أم ضعينة دياب هي التي بدأت مُسدار القمرية عندما عرفت بشفافية الشعراء، إختفاء طائر القمري من الدِّيار وعرفت ان القمري رحل جنوبا مع الأبالة في رحلة النشوق الشهيرة، ولولا الشاعرة لما كان مسدار القمرية للشاعرين الرائعين علي الشيخ (ودالمر) وحنفي حاج الطيب . ولأن المسدارين يتطرقان الي رحلة النشوق الشهيرة والتي تعتبر من اهم ركائز الحياة الإجتماعية والإقتصادية في بادية الكبابيش، ولأن الترحال والتنقل يمثلان للبادية الخلاص من جدب واقفرار المكان، وشح الموارد من عشب وماء وكان لابد لشعراء البادية من وصفها ،لأنها ترتبط بحياتهم الاجتماعية والفنية ، وبحركة بهائمهم ، فالرحلة الادبية والفنية والشعرية للشاعر تقابل الرحلة علي الارض، من رحيل ونشوق حيث وصف الابل وطريقة رحيلها وحركة اهلها. ومن حنين النوق وحنين واشواق اهلها ، وشدو الطيور وتَعلُّق اهل البادية بطائر القمري ،كان المسدارين، في شكل حوار بين الشاعر وطائر القمري ولأن الشاعر علي الشيخ هو الذي بدأ المسدار ولأانه رائد المدرسة الحديثة للدوبيت ببادية الكبابيش بامتياز ،ومفرداته ولغته تتميز باناقتها وسموها وهي علي السجية ،ولديه مخزون هائل من مفردات البادية ، نبدأ بمسداره وننوه ان للشاعر الرائع ود المُر مسادير في غاية الروعة ، كمسدار عيون الصَّيد الذي تطرق له حنفي في جريدة الوان ومسدار جمله ود كسلا الذي نطالب حنفي بالكتابة عنه لأن لحنفي قلما اكثر اناقة ورشاقة من قلمي مُسدار القمرية للشاعر الأستاذ علي الشيخ محمد علي التوم (ودالمر) "وين مَدّيتي يا القمرية قالت كنت ناجعة مع السَّراتها قوية لَنْقبنا الصّعيد دار موسي والماهرية واللنقيب بواوي وانا عشي سرج وحوية" الشاعر يسأل طائر القمري عن سبب اختفاءه عن الديار فتجيبه برحيلها مع ذات "السراة" اي الإابل ،وتوقلها جنوبا حتي وصلنا الي ديار الناظر موسي ود مادبو، زعيم الرزيقات، وانا اشدو واللِّنقيب "يواوي" وكأنَّها هي تعزف واللّنقيب يغني ومن فرط حبها للإبل، وعشقها لصوت اللِّنقيب، اتخذت عشها من السروج والحوايا . واللنقيب هو ذلك الشاب الصغير والذي يلازم الإبل في حلها وترحالها ،وهو الذي لم يتعلم الألحان ولا الموسيقي ،ولكنه حين يضع يديه علي صدره ويضرب بها موضع القلب ضرباً خفيفا ويشدو بلحن اشبه بتغريد الطيور، يشنِّف الآذان فيصمت الكون باكمله، من حفيف اشجارٍ وخرير مياهٍ ،وتغريد طيورٍ ،وحنين فصالٍ ،وحتي وشوشة الهواء الا طائر القُمري، حين يسمع "واواي" اللِّنقيب يبادله تغريدا وهديلا ثم يخاطبها الشاعرقائلا:- "قِمرية الرِّهيد أُم طوق لقيتها اللّيلة فوق روب الفريعات فوق سألتها وين مشيتي يا عديمة الذّوق قالت شلت دار موسي وبريت النّوق" عندما وجد الشاعر القمرية تشدو وهي علي رؤوس الاغصان، سالها عن اسباب اختفاءها؟! لتجيبه بانها رَحَلَت مع الابالة حتي وصلنا الي ديار الرزيقات وما أجمل الاجابة حين تكون شعرا "مَا تْلومني يا الغنَّاي وكان بي هوِّي ما بتعدّا من ها خَلاَيْ الدّار اصبحت جَايْحِي و بريت أم رَاي نجعت معاها شان اتْعلَّم الواواي" حين لام الشاعر القمرية علي رحيلها دون وداعه ،ونعتها (بعديمة الذّوق) لترد عليه القمرية قائلة: لا تلمني ايّها الشاعر، لأني إن كان بإرادتي سوف لا اغادر دياري مُطلقا ولكن عند رحيل الإبل (أُم راي) اصبحت الديار قبيحة، ولذا نشَقْت معها واريد ان اتعلم "واوي" إنقيبها ولقد صدق الرائع حافظ عباس محمد نور حين قال :- "والله انحنا مع الطيور المابتعرق ليها خرطة ولا في ايدها جواز سفر" لكن القمرية هنا خرطتها مُظعان الأبَّالة و"واواي" البزر وجواز سفرها تغريدها "الدّار اصبحت جَايْحِي وملوك مُو فيها وأم زور علَّقت ناجعي ؤ رَزَم حاشِيها قُمْتَ معاها بارياها ؤمَسكْت التِيها وفي دَوْ الهشاب واويت مع راعيها" الدار صارت قبيحة لأن الابل (أُم زور) تأهبت للرحيل واقلقني حنين فصامها ولذلك ودون ارادتي صحبتها وفي اشجار الهشاب اغرد مع "وواوي" اصحابها "لي دار المساليت مدَّت ؤ ورَدَت با بنوسة وفي الحفاير دّقَت اني مبارياها وين ما علَّقَت واتْعَدَّت ؤمِن واواي انيقبها الكبيدة إنْشَقَّت" ثم ياتي وصف حركتها ورحليها، واسماء المراعي، والبلدان التي رحلت اليها، واوصاف ساكنيها حيث تقول :-ذهبنا الي دار المساليت ثم وردنا بابنوسة، وفي حفايرها انشأنا أحواضنا للشراب والمعطن وكل ما ترحل الإبل الي ديار أُخري اكون معها ولا افارقها ، لأن واواي انقيبها الم قلبي وأدمي كبدي "دَمَرت معاها في الخزّان ؤمشينا بِلُود اهلها بطيِّعُوا التيران حِوارك طَن وسيدك علَّق ام نيشان بتين يا أم قُلَّة نرجع لي العرب عُقْبَان" ثم دمرنا في خزان ودعة ،حيث اهلها يمتطون الثيران ،وتحن النوق (حوارك طّن) من الطنين وصاحبها يحمل سلاحة ولكن هنا تحن القمرية ،وتشتاق الي ديارها. لتسأل الناقة الي متي نرجع لديارنا واهلنا يا(ام قلة)؟ "بقاف مضمومة ولام مشددة ؟من اسماء الإبل قبل ما قُلت اقوم كلمتها أم كُزامة مادين الصعيد قلت ليها اني وشَرَّامة ماتتوصوا عُقبي معاكم الحكّامة خليت البلومة وبِت أعمِّي حمامة" وهنا القمرية تخبر الشاعر قائلة:-قبل رحيلي اخبرت ام كزامة . وهي الفتاة الجميلة اخبرتها باني سوف ارحل جنوبا مع الأبالة ،ولكي لا تفتقدي تغريدي وشدوي تركت الحكامة وطائر البلوم وابنة عمِّي الحمامة "خليت البلومة والقديل والحُوَّة ؤنجَعْتَ مع بنات شرمي وسعاية القُوّة دخلنا بلد زغاوة وناس جديري وكوّة ورِعِينا عَضَاوة القوز والدواخل الجوّة" ايضا تركت طائر القديل والبلوم وطائر الحُوّة ،وهم رهطي وعشيرتي ونجعت مع شرمة وهي الإبل وتوقلنا حتي دار زغاوة ،منطقة جديري وكوة فهنالك المراعي الخصبة ورعينا حتي دواخل المزارع وهي لعمري اخصبها "الخزان واللِّضيّة وناس بياض ولقاوة دمرنا هناك اني وجَقْلة ؤرِعينا عَضَاوة فرَّت ؤ دَجَّت أم زور في الهشاب تتحاوه واني قوقيت واللِّنقيب حَزَمها ؤ واوه" دمرنا ايضا في منطقة الخزان والاضية وبياض ولقاوة حيث المراعي الخصبة وتفرقت الابل حول شجر الهشاب وانا أُغرِّد واللنقيب يواوي بصوته الجميل لتتجمع إبْلَه "أني وجَبَّادة الشّايل البَرم عِلّيفو نجعنا حَلالِي من بلد البِضَوِّي شِنيفو قَعُوي سَقَّاي ابو دَكنة المِحَمِّر قيفُو يسألني الله واواي اللَّنقّب كيفو" ثم تقول القمرية هي وجبادة الشايل البرم ،وهي طريقة رعي الابل تسحب الشجر سحبا، شال البرم اي ثمار الأشجار نجعنا حلالي، وهي للحسرة من بلد ذات الزمام وصوت ضفادع (قعوي) ابودكنة، و هي منطقة الرّهد بكردفان وبها تُرعة كبيرة جدا يملأها خور ابو حبل الشهير ونعيق الضفادع كصوت اللنقيب. ومن هنا ارسل التحايا الزاكيات لمنطقة الرهد وقاطنيها وحياها الغمام الأربد والعارض الغادي. لي فيها ذكريات وشآ بيب الرحمة تتنزل علي قبر الراحل المقيم الناظر الطيب هارون فقد كان نسيج وحده. قصاصة من مقال سابق محبتي

العزيز بريمة
لك الشكر على المرور والتعليق،فهذه الرباعية قلتها يوم كنا مع ابن اختي الشاعر محمد زين العابدين نتشارك الدوبيت وكلانا يرد على الاخر حينها كان يسمى نفسه بالمسدار ونحنا في دار الغربة ليس لنا جمال بل عربات فكانت أسماء العربات على الجمال فمثلا لديه هوندا دفع رباعي يسميها على جمله "الزام" وانا عربيتي اسمها على بعيرا لي في الدار "البراك" وسمي بالبراك لأنها يبرك ويقوم ولا تمسع له صوتا من "الراغي" وفي يوم الأيام كنا من الشارقة وعانيين العاصمة أبوظبي ومرينا بــ(إبل) محجزة في شبك على يمين الشارع وتذكرنا الدار والهمباتة فأنشدت له هذا المقطع وهو كذلك يرد على وظللنا كذا إلا أن وصلنا العاصمة. فشرح الفردات التي طلبتها:
* تور العَنَز: ذكر بقر الوحش وهو شرس في القتال.
* عنتيل الأسود: أضخم الأسود وأكبرها حجما.
فوق الدَبال: في القتال أو الدَية أو الشكلة أو الحرب بالذات القتال في الإبل يسمى دبال وعندنا في السيار أو الشقلاب يغنن سراتنا ويقولن: (هِز عليّ بالسنين سمحن الدَبال فوق أم حنين الفارس والخواف يبين). أما الدُبال بضم الدال فهو القبضة والطمام الذي يصيب الشخص نتيجة لشمه رائحة كريهة أو أكله شيء غير مهضوم.
* أم عِقص: أم ضفاير أو مساير (عِقص البنات هي مساير البنات يقولها أهلنا ولو رجعت لها تستجدها عربية فصحى في المعجم)
بالمناسب يا بريمة عندنايقال التور الكلالي للزول الصبور الذي يتحمل ولا يغضب سريعا، كما يقال للفارس تور عَنَز.
ونواصل

العزيز بريمة
لك التحية بالنسبة للرحلة العكسية أو ما يعرف (بالموطاة) وبعد أن يصبح المطر قليلا في الشمال (دار الريح/السافل) ويجف العشب والقش وبالتالي تقل المياه ويكثر الشعران والقراد والحشرة والبراعيص يتحرك الرحل في الرحلة العكسية إلى دار الصعيد حسب المراحيل التي يتبعونها وأحيانا يغيرونها حسب الماء والقش والأسواق (كسوق الحاجز وأبوزبد والدلنج والسنجكاية وابوجبيهة والعباسية وكادوقلى وكلوقي ودلامي والبركة والزليط وغيرها) وكل ناس حسب دامرتهم التي اعتادوا عليها سنينا طوالا وفي السابق كان الرحل يصلون إلى الكنغو في الجنوب وتشاد وأفريقيا الوسطى غربا وليبيا شمالا وكل هذه الرحلات بحثا عن الماء والعشب وفي ذلك يقول الخال عمر رباح:
عرب البادية كيف هيصة المدن حركتهم
عند النزلة والشدة البقت عادتهم
ينوموا ويحسوا بُكرة مجددين رِحلتهم
قبل الديرة في طايب النبات نزلتهم

عرب البادية دلوا وشبحو الشقاق
فوق في العالي أبو الباحره وبرو الدقاق
فيهم قاتم الليلي التعرون ساق
ما بحِسوبُو مهما يعتمو البراق
ونواصل

الدوماته جابن نز
اضليم باجه من ضرب الصبيدر فز
ضهره بلولي مرجاحة صغير بنهز
بدري براقد العيانها واقع خز

Quote: الدوماته جابن نز اضليم باجه من ضرب الصبيدر فز ضهره بلولي مرجاحة صغير بنهز بدري براقد العيانها واقع خز

رائع يا أحمد غنوة كاربة
يسلم الذوق

العزيز عبيد الطيب
لك مني عاطر التحايا، فكما أسلفنا أن أهل البادية يكثرون من وصف السعية في الأسئلة عن فقدانها وكذلك في وصف جمالها وسرعتها وأصالتها من حيث النسل والتفاخر بها في الحركة والنقل والسباقات فيكثرون وصف الجمال، ومن هنا يواصل ود رباح في وصف بعيرا له فيقول:
إدياتك مداقيق في المساتي تخلفن راحاتك بخمشن في التراب وبغرفن
لي الغُزَل الضرايب وفي المحاسه تولفن
جيب رح القماري المن اضاتهن قفن
حيث يصف أرجل بعيره وكأنها المداقيق التي يدق بها العيش في "المساتي" والمساتي جمع مستى وهو الأرض المطروحة ومثبتة بخليط التراب و"الويكة" البامية لتصبح صلبه قوية تدق فيها "قناديل العيش" السنابل من "الجرن" إذ أن الناس في نفير دق العيش يخلفون المداقيق لتعزف صوتا وايقاعا متجانسا. ومن سرعة هذا البعير إذ أن أخفافه تخمش التراب وتترك أثرا، ويطلب من هذا البعير بأن يرقل أو يخب كما طيران القماري عند تشرب في المشرع أو الأضاة وتعود إلى مساكنها.
كب الحِرته فوق دوماته
عَبس بُوله حِنة صِبغه فوق لي صلاته
صن نهاره وعِرقن من تحت طافاته
يا دوب تحتي جابلو تزوعاً يا حلاته
ومن خلال المسير تسيل غدد هذا البعير عرقا من خلف رأسه "دومات" وعندما يهيج البعير يرش بوله على مؤخرة ظهره "الصلاه" فيصبح لون البول على الوبر كما الحنة المصبوغة "عبس" وعندما تشتد حرارة النهار يعرق البعير من تحت الطافات والطافات هي البديد الذي يفصل بين السرج وظهر البعير وتصنع من الجلد وتحشى بالوبر وتختلف من البديد العادي وهو إما من قش البياض الناعم أو الصوف وفي الغالب يلازم البديد "الحوية" وليس السرج ولكن هنا أوردناه لزوم الشرح فقط. وفي نهاية المقطع يقول تحتي يتزوع التزوع هو حركة النعام عند الركض.
نواصل

أمسَ بعيد والسيس أبعدار حفابُو
طالب الفاطرو برقا في الظلام دهرابو
في كُبُس الظلام الدُور عِرف مُضرابو
هَام بي سيدو لي المتبُون قفاهن جابو
السيس أو السيسة هى الأرض القوية والصلبة وقليلة الرمال أو تكاد تنعدم منها الرمال، العدار نوع من أنواع الأشجار والنبات والدُّور هو الفريق أو الحي عكس الدور الذي يركب له الرجال بحثا عن الماء والقش. والمتبُون تعنى الملآن.
ونواصل

خُفك في العَتَر دقر الثعابين داسو
دُومه محَرتَ الفقار وعفن راسو
يُومه البنوِي لِلقَصَب الحَبَس تراسو
لمَّن دُوركت ما لحِقتَ حَد لي مقاسو
البعير يتوطى بخفه على الثعبان القاتل في "العتر" الطريق الوعر المظلم، وكذلك "دومه" اي فهقات البعير "الغدد" خلف الرأس "محرت" وجرت حرتتها (الصبغة سوداء اللون) على فقاره وهي جمع فِقرة وعند سيلانها تجعل من الصوف والنزيز رائحة. التراس جمع ترس وهو حقل القصب. وكان يسير حتى "دُوركت" الشمس أي اقتربت من المغيب وهو يسير بنفس السرعة والقوة.

هنا عمر الشيخ رباح يبرر ركوب الجمال ويدعو لترك الحمير، كما يرى بعض الهمباتة أن صاحب الحمار والأقروب سويا لا فرق بينهما:
نتمنى الحمار كل يوم مفَجِّر وارد
لا رَكبة مُلوك ولا بقضي قرضا حارد
بلا الشُّرابته تُومي وجدعه بالميل جارد
بجلب خَبه نسام الهبوب البارد
يتمنى للحمار فقط شيل راوية الماء وكل يوم مبكرا يرد المشرع أو العِد (الآبار)، لآنه ليس دابة لركوب الملوك أو يقضى به القرض المهم حسب وجهة نظر الشاعر. ولكن البعير أبو "شُرابة" الشرابة هي مقدمة شفاه البعير التي "تُومي" أي تؤشر مع الجدعة وهي حركة أرجل البعير الذي يجلب خبيبه النسام أي الهواء البارد.
أنا كَجنت قولت عَر ويا حمار حاو
ملخ أديني بي سواقة مطارق الشاو
بلا الفي قفاهُو لاويه العجه دُخان جَاو
خاط الحِنه في الحُوفيه واقف كاو
فالشاعر أن صاحب الحمار يكره قولة عر ويا حمار حاو من كثرة تكرارها، وهو في طريق إلى المكان المقصود يكثر من قطع أغصان شجر الشاو "الأراك" بسبب عدم سرعة الحمار وبالبالي أياديه تتنصل من قطع الأغصان "المطارق". أما البعير يترك خلفه الغبار وكأنه دخان بخور الجاو الذي يأتي من جزيرة جاوة المعروفة وظهره معبس بالبول وكأنه حِنه مصبوغة ورافع أذنيه كماالكاو "ذكر الأرنب"
أنا كرهت عر وقولت حَو
ركوبه بفقد الراحة ونسيم الجو
بلا البي خُفه بجمع للمسافات تو
نَسَّم دُوبه خاط الحِنه في الحوفيه واقف بو
يرى الشاعر أنه تعب من ركوب الحمار الذي يفقد الراحة ونسيم الجو العليل لآن حركته ليس كحركة البعير. أما البعير يجمع المسافات بباطن رجليه "تو" أي بسرعة حالاً. و"نَسَّم البعير" بدأ في مراحل الهياج الأولى من خلال البول الذي عبس على مؤخرة ظهره وكأنه الحِنه ومشدود كما "البو" وهو صغير البقر الذي يموت ويسلخ جلده ويثبت بأربعة أعواد بمثابة الأرجل ويحشى بالقش ويمسح بالملح حتى تلحسه أمه ظنا منها أنه "مثلابها" اي صغيرها فتدر اللبن الحليب.
ونواصل

Quote: الضان والبقر في الضيقي أكلن بعضهن بزرة وعلوق ماريقي أُمات ولدا برك وإجّوجة لي الكاريقي سيدهن لا صرف عيش لا جدع كلّيقي المظعون السليماني

كتب عبيد الطيب:
الضان والبقر في الضيقي
أكلن بعضهن بزرة وعلوق ماريقي
أُمات ولدا برك وإجّوجة لي الكاريقي
سيدهن لا صرف عيش لا جدع كلّيقي
المظعون السليماني
لك التحية عزيزي عبيد الطيب، طبعا كما ذكر الشاعر في كثير من الأحيان وفي فترات الصيف عندما ينعدم القش ويقل الماء و"تماحل" الأرض يصيب البهائم الضعف وخاصة البقر "تتوي" والبقرة التاوية أي البائدة لا تستطيع النهوض إلا بمساعدة صاحبها أو مجموعة من الناس مما يجعلها تحتاج إلى العلف بالعيش والقش و"قصب الماريق" أو ما يعرف "بالكليقة" وطبعاً أهلنا في السافل من كبابيش وكواهلة وجمع وأحامدة وزغاوة كردفان ينهون الكلمة بــ(ي) مثلاً كليقة تصبح "كليقي" وجمعه يصبح "جمعي" لهام التحية أينما حلوا وهم يضربون الفصاحة والبلاغة في مكمنها.
ومن خلال النص أعلاه يرى السليماني أن الإبل لا تنافس من حيث السعية باعتبارها تذهب إلى الماء والعشب أينما وجد وذلك نسبة لتحملها المسير لمسافات بعيدة.
وهنا يرى الشاعر عمر الشيخ رباح كذلك في الإبل ومتاعبها من صراعات عليها بين أهلها والهمباتة فيقول:
ألبل كلما شعت شمس راحلات
ضراهن في شواشيهن بقن تايات
صقور الغابه وُلَعِك منو ما سالمات
خَلاَصِك يومه فيهو بقحن الدانات
وهو يرى أن الإبل كل يوم هي متحركة من مكان إلى آخر، ومضاريها "مريحاتها" أضحت على "شواشيها" والشواشي جمع شوشة وهي الوبر أعلى ذِروة البعير، و"التايات" جمع تايه وهي المراح الذي يبيت فيها اصحاب البهائم والبهائم والتايه تعني العدة التي يرحل بها أصحاب البهائم كذلك. وفي البيت (صقور الغابه وُلَعِك منو ما سالمات) أن الإبل تكثر فيها المشاكل بين أصحابها والهمباتة وأصحاب المزارع لذلك يكثر استخدام "الوَلِع" وهو الرصاص. مما يجدر صاحبها أن يخلصها من تلك المحن.
ونواصل

يواصل الخال عمر الشيخ رباح مع جمله ويفول:
الخَلا جَاك واللّيل دَمَّس
إدياتك عَلي دَرب الدُّرُك تِتلمس
مَيز جدعك واضرع للقفارِي مَخَمس
خَلي الجالسة تنبح جِلد كِ لاب وَمَحَمس
كلما برد الليل زاد ظلامه، كلما زادت سرعة أرجل البعير وهي تلامس مقاوي الأرض الصعبة والوعرة وبالتالي الشاعر ينشاعد بعيره على أن يميز مسافة الخطوات لقياس الأرض المقطوعة في تلك الليلة بالمقياس المعروف لدى المزارع "مخمس" ومن هنا ومن خلال مواصلة البعير في السير والخبيب تصدر جوالس السرج "الكور" صوتا كأنما الدلوكة المجلدة من جلد الك ل ب ومسخنة على النار ليعلو صوتها.
ونواصل

يا دُوب حتى نايبك طاعِن
دُوماتك على الكنكون بشوفهن ماعَن
إديك بَتَعاً على هَكَرَ الدُرُوب بداعن
تتقمز تقول فاتيات مداين وصاعن
يواصل عمر الشيخ رباح مع بعيره ويصفه بأنه صغير في السن ولتوه خرج نايبه "أي شاق النايب" ودوماته تسير مؤخرة رأسه تدفق صبغة سوداء تبلل الرسن. وعند خبيبه يتراقص كما الفتاة الشابة اللينة فتتداعى أرجله على انحدارات الدرب وعندما يحلظ السوط يتقمز وكأنه فاتيات المدعن في الصياعة.
ونواصل

العَزَب الدَّوام لي الراعِي ما بدَّانى
هايج وسامح الدَّابي النفخ وِردانه
قارع امَّاته بُوليس شُرطه في ميدانه
حِس هُدَّارتو رَعَداً مِزنتُو مَراقدانا
يكنى الشاعر جمله بالعزب الذي على الدوام لا يستطيع راعي الإبل مداناته من المراح "أي ارجاعه للمراح من أجل المبيت"، وعندما هياجه يهدر وتنتفخ أوردة حلقه وكأنه الثعبان الذي تنتفخ أوداجه عندما يتضايق من أي حركة. فيصاول امهاته ويقرعهن ويقف أمامهن وكأنه بوليس الشرطه الذي يقف أمام صف العساكر في الميدان لا يدع أحد يتحرك وفي تلك الحظة تسمع صوت هديره كرعد المِزن الذي يباشر أهل الفريق عند المطر. وهكذا يصف ود الشيخ رباح بعيره.
ونواصل

القدُّومه قرقُور الندايه السارب
عانج عُنقه لي المِيقميق وحِيله عقارب
قالج الحُوَّه وَارب زبد المصاع في الشارب
بجيب لي ضراع فرِق كُونيبه من الغارب
يصف ود رباع جمله سحب أوصاف البدو ولغتهم إذ أن البعير مكنجر رأسه وفمه مسلوب في شكل مخروط وكأنه القرقور الذي يسرب ليلاً بعد أن تندى الأرض من هطول المطر. ويعنج رقبته من أجل ان يهدر على اناثه (الحِيل) الإبل التي تريد اللقاح تشول أذنابها وكأنها ذنب العقرب عند الانحناءة. وأثناء الهدير يرش البعير بوله على مؤخرة ظهر ويجعل لون الوبر أصفر غامض مائل للشقرة "اللون الأشقر" أو الأحمر وهو يمصع ويلوك فكيه فيخرج الزبد على شراريبه متراكما. والمسافة ما بين ظهر البعير وغاربه تبلغ ضراع (ذراع) مما يدلل على أصالة هذا البعير الضخم
ونواصل

بإذن الله وخلال شهر رمضان سأتناول أغاني الجالسة واللبادة التي طالب بها المرحوم البحيراوي رحمه الله قبل وفاته له الرحمة والمغفرة.
أحمد