بوست (في حكاياتنا مايو) للأخ عاطف عمر.

أفترع هذا البوست، لعدم رغبتي في حرف البوست الأصل عن مساره.

كتب الأخ عاطف عمر هذا البوست في حكاياتنا مايو... جيل مايو... أو ( من زاوية أخرى ) بقصد التوثيق لحقبة مايو. أدلى البعض بما يملكون من معلومات عن حقبة مايو. كان لعمنا سعادة اللواء شرطة عمر علي حسن القدح المعلاّ في سرد وقائع – كما قال – أتيح له الوقوف عليها بحكم موقعه وأحياناً بالصدفة.

لن أخفي – ولو حاولت لفشلت - بغضي لمايو وجعفر نميريها .. وكان لي شرف المشاركة في إنتفاضة/ ثورة أبريل 1985، تلك الثورة التي خرج فيها الشعب السوداني بأكمله، عدا بعض النفعيين والمغرر بهم، وقد أسميناهم تلك الأيام بـ"أولاد أبوالقاسم" في إشارة لتجمّع خاطبه أبوالقاسم محمد أبراهيم ود. محمد عثمان أبوساق، قالوا لهم فيه ما معناه: أسحقوا هؤلاء الخونة، وقد حاولوا فعلاً التعرّض لموكب 3 أبريل، إلاّ أن الموكب جرفهم كما يجرف السيل (الطرور).

قال الشعب كلمته في مايو وخلع سئ الذكر جعفر نميري. أما وأد ثورة أبريل، فذلك تاريخ لا يزال يُكتب.

كما قلت، أراد الباشمهندس عاطف للبوست أن يكون بوست توثيقي، وكانت لي فيه مداخلات معدودة، لكني إستمريت في متابعته رغم رأيي في كثير مما قيل. أراده للتوثيق، فلا حاجة لهم برأيي.

لا أنكر أن البوست قدّم الكثير ويمكن أن يقدّم أكثر ... حقيقةً لا أدري إذا كان الأخ عاطف طلب نقله للربع الجديد أم لا.

ما دفعني لكتابة هذا البوست أن المشاركين، وبشكل خاص سعادة اللواء، رغم ترديد أن البوست للتوثيق، إلاّ أن كثير مما جاء في مداخلاتهم عبارة عن رأي شخصي في مايو ورموزها.

سأحاول أن آتي ببعض الأمثلة لما اعتقدت أنه يمثل رأي كاتبه وليس حقيقة تاريخية، لكني أولاً أريد أن أشير إلى دهشتي الكبيرة من محاولة بعض المتداخلين في نسب مجانية التعليم لمايو. قال سعادة اللواء وقال معه بعضهم أن الفضل كان لمايو في التعليم المجاني. أكاد لا أصدّق ما قرأت. دخلنا المدارس قبل انقلاب مايو ولم نكلّف أهالينا مليم أحمر فأين هو فضل مايو في مجانية التعليم؟ الحقيقة أن تدهور التعليم الذي نراه الآن وضعت حجر أساسه مايو من ضمن مادمرت، ولم تترك (طوبة) واحدة في الخدمة المدنية لم تدمّرها، يمكنك أن تحسب، الخدمات الصحية، المواصلات في المدن، السكة حديد وما أدراك ما السكة حديد، الخطوط الجوية السودانية، الخطوط البحرية، النقل النهري، البريد، مشروع الجزيرة، النقل الميكانيكي، المخازن والمهمّات، الإدارة المركزية (الكهرباء والماء)، هل أبقت مايو على مرفق لم تدمّره؟ أيُعقل بعد هذا نسب مجانية التعليم لمايو؟ عجبي.