تأملات في واقع السودان المشاكل و الحلول

هي محاولة مني لمشاركتكم الافكار والاراء و الخواطر التي تخطر لي في كثير من لحظات حياتي وانا اتأمل مشاكل هذا البلد الكبير و كيفية معالجتها

مشاكل السودان الحالية المتسبب فيها بشكل رئيسي هم النخب السياسية
قام الشعب بثورتين و فشلوا في المحافظة عليها
والان يتوسلون الشعب كي يثور من جديد بعد ان فقد الثقة فيهم

Quote: تأملات في واقع السودان المشاكل و الحلول

الاخ محمد ،،، تحياتي

تأمل في هذه البورد نموذج مصغر لمشاكل السودان كلها تجدها هنا .. كتبت باقلام الاعضاء اشكال والوان سياسة ... مجتمع ... اقتصاد ... دين

كتابات معبرة عن مشاكل السودان وتصبح المشكلة الاساسية لهذا الوطن في انسانه يجب التأمل في هذا الانسان السوداني كله مشاكل



مودتي


الرحـــال

Quote: الاخ محمد ،،، تحياتي تأمل في هذه البورد نموذج مصغر لمشاكل السودان كلها تجدها هنا .. كتبت باقلام الاعضاء اشكال والوان سياسة ... مجتمع ... اقتصاد ... دين كتابات معبرة عن مشاكل السودان وتصبح المشكلة الاساسية لهذا الوطن في انسانه يجب التأمل في هذا الانسان السوداني كله مشاكل

سلامات الغالي اشرف
المواطن بالطبع جزء من المشكلة
ولكن ما وصل له حال المواطن السوداني هو نتاج لما فعلته به النخب المنوط بها تطوير هذا الانسان وتأهيله.
نحن شعب منظر بطبعه وهذا شيء جميل اذا صاحبه عمل

تحياتي يا غالي وخليك قريب

من وجهة نظري الحركة الاسلامية فقدت الحكم بصورة رسمية منذ اشركت العسكر في الانقلاب وسلمتهم السلطة
لجعلهم غطاءً للانقلاب فانقلب العسكر انفسهم على الحركة ولكنهم ابقوا تحالفهم قائم شكلا حتى يتسنى لهم السيطرة على السلطة
وعندما حاول الترابي ممارسة سلطته على العسكر انفسهم ابعد من الساحة لتخلو الساحة للرئيس البشير لينفرد بالسلطة
وينشغل من تبقي من ابناء الحركة بمصالحهم الشخصية دون ان تتوفر لهم الجرأة لمنازعة الرئيس في السلطة و محاولة استردادها

الانقسام بين ابناء الحركة والعسكر والموالين لهم ادى الى انقسامات و تكتلات داخل الحكومة
وبدلا من العمل لصالح الوطن اصبح افراد الحكومة يعملون لصالحهم
فاصبح السودان فعليا من غير حكومة
بل مجرد جماعات متصارعة فيما بينها
وعلى رأس هذه الجماعات رئيس همه هو ابقاء سلطته اطول فترة ممكنة ومحاولة ارضاء هذه الجماعات وبقية الاطراف بزيادة المناصب
فاصبحت الحكومة مترهلة وغير منظمة فقط كل يعمل على شاكلته بلا رقيب او حسيب

Quote: ولكن ما وصل له حال المواطن السوداني هو نتاج لما فعلته به النخب المنوط بها تطوير هذا الانسان وتأهيله

اكيد اخي محمد تتحمل النخبة جل المشاكل وعندما قلت لك ان المنبر نموذج مصغر لمشاكل السودان وسبب مشاكله هو الانسان نفسه لان افرازات الاقلام كانت تعبر بصدق عن المشكل السوداني عندما تتناول اي موضوع سياسي او رياضي او اجتماعي او تراثي تجد مشاكل سودان هنا فيها الغلو الديني والتطرف فيها سمو القبلي والعنصرية فيها التهميش والانتماء الاعمى للحزب والمعارضة فيها الدفاع عن الباطل وكتم الحقيقة وهذا ما يعانيه السودان

مودتي


الرحـــال

Quote: اكيد اخي محمد تتحمل النخبة جل المشاكل وعندما قلت لك ان المنبر نموذج مصغر لمشاكل السودان وسبب مشاكله هو الانسان نفسه لان افرازات الاقلام كانت تعبر بصدق عن المشكل السوداني عندما تتناول اي موضوع سياسي او رياضي او اجتماعي او تراثي تجد مشاكل سودان هنا فيها الغلو الديني والتطرف فيها سمو القبلي والعنصرية فيها التهميش والانتماء الاعمى للحزب والمعارضة فيها الدفاع عن الباطل وكتم الحقيقة وهذا ما يعانيه السودان

فعلا اخ اشرف
حال المنبر هو انعكاس لحال السودان لذا اخشى ان اقول ان الوضع سيبقى على ماهو عليه حتى حين

واصل اخي محمد ومتابع معك ان شاء الله وكمان دي دعوة مني لكل الاعضاء للاندياح في هذا البوست حيث يمثل محتوى كبير لكل تفرعات البوستات والكتابات عن مشاكل السودان وانسانه وامنيتي ان يجد التفاعل والحراك من الجميع بكل شفافية


مودتي


الرحـــال

الاحزاب السياسية و قوى المعارضة ليست افضل حالا من الحكومة
فهي اما ضعيفة او مستكينة و يائسة
وضعفها رغم ان هذه الاحزاب تنسبه للحكومة و ممارستها الا انها ايضا مسؤولة عنه فمن المعروف ان من لم يتقدم تقادم وهذه الاحزاب
بقيت على حالها بنفس استراتيجياتها وقياداتها وطريقة تعاملها مع الاحداث لم تتغير رغم ان العالم حولنا يتغير بسرعة كبيرة
والسودان قديما ليس هو السودان الان و حكومة الانقاذ ليست هي حكومة عبود او نميري

Quote: واصل اخي محمد ومتابع معك ان شاء الله وكمان دي دعوة مني لكل الاعضاء للاندياح في هذا البوست حيث يمثل محتوى كبير لكل تفرعات البوستات والكتابات عن مشاكل السودان وانسانه وامنيتي ان يجد التفاعل والحراك من الجميع بكل شفافية

مشكور اخ اشرف و اتمنى ان يكون ما اكتبه يندرج ضمن قائمة المفيد

مشكلة السودان مشكلة نخب ( مستنيره ) ..
طبقت مفاهيمها الخاطئة ..
وجعلت الشعب فار تجارب ..
فغيرت الكثير في الشعب ..
وطمست معالم شخصيته ..
والآن تطالبه بأن يكون مثالاً يحتذى ..
صدقني لا خيراً في هؤلاء ولا هؤلاء ..
وشعب السودان يستجير من رمضاء هؤلاء ..
بنار المتمترسون لحكمه ..
وكلهم في الهوا سوا ..
طين في طين ..
الله لهذا الشعب المكلوم .......

Quote: مشكلة السودان مشكلة نخب ( مستنيره ) .. طبقت مفاهيمها الخاطئة .. وجعلت الشعب فار تجارب .. فغيرت الكثير في الشعب .. وطمست معالم شخصيته .. والآن تطالبه بأن يكون مثالاً يحتذى .. صدقني لا خيراً في هؤلاء ولا هؤلاء .. وشعب السودان يستجير من رمضاء هؤلاء .. بنار المتمترسون لحكمه .. وكلهم في الهوا سوا .. طين في طين .. الله لهذا الشعب المكلوم

الامر كما قلت اخي جمال تتحمله النخب كلها
لكن لا ننسى ان لكل قاعدة شواذ
وهناك من يهمهم مصلحة السودان فعلا
ولكن السؤال اين هؤلاء؟

رغم اني كنت دائما ضد الزيادة الكمية في الاحزاب الا ان حال الاحزاب الكبيرة حاليا جعلني اغير رأيي
فالجمود الذي يميز هذه الاحزاب تسبب في تأخر التغيير في السودان
والقيادات التقليدية لهذه الاحزاب هي اكبر منفر للناس من الثورة و التغيير ويبدو ان الشعب يؤمن بالمثل القائل
من جرب المجرب حاقت به الندامة ولقناعتي ايضا ان من فرط في السلطة عندما كانت في يده لا يستحق ان يتسلمها مرة اخرى.
لذا صرت اميل لانشاء احزاب جديدة شريطة ان تكون احزاب مؤثرة على ارض الواقع وليس فقط تمومة جرتق

الكثير من الاحزاب ضعفت و استكانت حتى انطبق عليها بيت امرؤ القيس
وقد طَوَّفْتُ في الآفاقِ، حَتى ... رَضيتُ، مِنَ الغَنيمَةِ، بالإيابِ
واياب احزابنا هو السلامة وكم وزارة (مش احسن ليهم من الجهجهة و المعتقلات)

المعارضة المسلحة ليس بمقدورها تغيير النظام يمكنها فقط ان تشكل ضغط على الحكومة لتخرج ببعض التنازلات التي لا تستيطع ان تخرج بها
الاحزاب السياسية لكنها في النهاية لن تستفيد شيئا ما لم تجلس على طاولة الحوار وتنال مكاسب سياسية اما عسكريا فليس بمقدورها شيء
خصوصا الحركات الدارفورية فبعد تطبيع الحكومة لعلاقاتها مع تشاد ورحيل نظام القزافي فقدت هذه الحركات الدعم وحوصرت وضعفت
وانكسرت شوكتها ما تبقى من المعارضة المسلحة فعليا هي حركة تحرير السودان لانها تتلقى الدعم من حكومة الجنوب ولو وفقت الحكومة في الاتفاق مع هذه الحركة
ومع حكومة جنوب فإن عهد الحركات المسلحة في السودان سينتهي حتى وان لم تحل بقية المشاكل الاخرى

بلغ فساد هذه الحكومة وتدميرها للبلد مبلغا لا يمكن السكوت عليه بل ان تغييرها اصبح فرض عين على كل سوداني مخلص
ومن وجهة نظري التغيير السياسي هو الاسرع رغم صعوبته وخيار التغيير العسكري او عن طريق ثورة لا اعتقد انه متاح في الوقت الحالي
ويحتاج لعمل كثير ربما اكثر مما يحتاجه التغيير السياسي

المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية و التخلف و التدهور الذي احاط بكل مجال هو نتاج للسياسات الخاطئة لهذه الحكومة لذا فإن اول خطوات علاج هذه المشاكل هو تغيير هذه الحكومة

الكثير من الاحزاب السياسية هي عقبة في طريق التغيير لذا فإن الانسلاخ منها او تغييرها من الداخل هو امر لا يقل اهمية عن تغيير الحكومة بأي حال من الاحوال

هناك ازمة قيادة في السودان ففي كل المجالات ليس لدينا قيادات بالمعنى الحقيقي
وحتى في المجال السياسي القيادات الحالية للاحزاب و الحركات اما انها مكروهة او انها فشلت في تقديم نفسها للمجتمع بالصورة المناسبة

فوق

سلام
الاخ محمد عجبني العنوان شديد ...و دخلت طوالى و كنت خائف جدا من تلقي بجميع اللوم كالعادة على الحكومة الحالية ...ووجدك كتبت كلاما معقولا جدا المهم نقاط الاتفاق معك لادعى لذكرها انتقل معك لنقطة احسب اني مختلف معك فيها و هي قولك...

Quote: المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية و التخلف و التدهور الذي احاط بكل مجال هو نتاج للسياسات الخاطئة لهذه الحكومة

شوف اعتقد انوا السودان واقع جغرافيا في اكتر منطقة فقرا في العالم (شمال شرق افريقا)حسب احصائيات المنظامات الاممية..يعني اول اسباب التدهور هو سبب جغرافي...و الدول الحولنا دليل اخر على ما قلت ..تاني تراكم المشاكل و ترحيلها من حكومة الى اخري و اهم مثال هو واقع التعليم و كما هو معروف العملية التعلمية هي عملية تراكمية لا تظهر الا بمرور الزمن فمنذ نهاية عهد الرئيس نميري تغيرت انظمة التعليم تغيرا كبيرا في العالم و بسرعة فائقة و لم يواكب السودان ذلك ...الامر المهم هو (الادارة) .فمن المشهور جدا ان جزء مهم من اسباب النهضة اليابانية هو وجود علماء ادارة لا يشق لهم غبار ..و ده نحن في السودان مما نفقده تماما ......مع انه لا يوجد عاقل ان الحكومة الحالية قد زات الطين بله ......
يعني خلاصة كلامي انو المشاكل و التدهور الموجود الان ليس من صنع هذه الحكومة فقط....

المشكلة الحقيقية في النخب السياسية والطبقة المثقفة والعسكرية التي عجزت عن تحديد هوية البلد منذ الاستقلال ولم تستطيع أن تضع البلد في موضوعه الطبيعي وتكوين الشخصية السودانية المميزة التي تتصدى للمتغيرات السياسية الدولية والاقليمية وتتعامل معها على اساس المصالح المشتركة ومصلحة الوطن فلم نستطيع التعايش مع هذه المتغيرات الكبيرة من بعد النظر السياسي وتجنب العواقب الوخيمة وقراءة المواقف السياسية قراءة صحيحة فتارة نحن غربيون وتارة شرقيون وتارة عرب وآخرى افارقة ..بل اكثر من ذلك تفرغت للمناكفات الداخلية والسعي للمصالح الحزبية الضيقة بكل ما حملت تلك المصالح من مفاسد ارهقت هذا البلد وأججت الصراع وزرعت البغضاء والكراهية في نفوس ابنا الوطن الواحد حتى تفرقوا واختلفوا وتقاتلوا وتشرذمو وتراكم كل تلك الاخطاء هي التي عصفت بنا الي ما نحن فيه الآن

Quote: شوف اعتقد انوا السودان واقع جغرافيا في اكتر منطقة فقرا في العالم (شمال شرق افريقا)حسب احصائيات المنظامات الاممية.. يعني اول اسباب التدهور هو سبب جغرافي.. و الدول الحولنا دليل اخر على ما قلت .. تاني تراكم المشاكل و ترحيلها من حكومة الى اخري و اهم مثال هو واقع التعليم و كما هو معروف العملية التعلمية هي عملية تراكمية لا تظهر الا بمرور الزمن فمنذ نهاية عهد الرئيس نميري تغيرت انظمة التعليم تغيرا كبيرا في العالم و بسرعة فائقة و لم يواكب السودان ذلك ...الامر المهم هو (الادارة) .فمن المشهور جدا ان جزء مهم من اسباب النهضة اليابانية هو وجود علماء ادارة لا يشق لهم غبار .. و ده نحن في السودان مما نفقده تماما ......مع انه لا يوجد عاقل ان الحكومة الحالية قد زات الطين بله ...... يعني خلاصة كلامي انو المشاكل و التدهور الموجود الان ليس من صنع هذه الحكومة فقط

تحياتي الاخ مدثر صديق هلا بيك وبإضافتك القيمة.
اتفق معك في ان المشكلة ليست مشكلة هذه الحكومة فقط لكن لها نصيب الاسد لاسباب عديدة
منها انها حكمت فترة ليست بالقصيرة ابدا وفي هذه الفترة توفر لها من موارد البترول والقروض والدعم الخارجي
ما لم يتوفر لأي حكومة اخرى وكان بإمكان هذه الموارد ان تغير واقع السودان تماما لكنها استنزفت هذه الموارد في حروبات وصرف بذخي لا طائل منه
لذا القيت باللوم على هذه الحكومة.

Quote: المشكلة الحقيقية في النخب السياسية والطبقة المثقفة والعسكرية التي عجزت عن تحديد هوية البلد منذ الاستقلال ولم تستطيع أن تضع البلد في موضوعه الطبيعي وتكوين الشخصية السودانية المميزة التي تتصدى للمتغيرات السياسية الدولية والاقليمية وتتعامل معها على اساس المصالح المشتركة ومصلحة الوطن فلم نستطيع التعايش مع هذه المتغيرات الكبيرة من بعد النظر السياسي وتجنب العواقب الوخيمة وقراءة المواقف السياسية قراءة صحيحة فتارة نحن غربيون وتارة شرقيون وتارة عرب وآخرى افارقة .. بل اكثر من ذلك تفرغت للمناكفات الداخلية والسعي للمصالح الحزبية الضيقة بكل ما حملت تلك المصالح من مفاسد ارهقت هذا البلد وأججت الصراع وزرعت البغضاء والكراهية في نفوس ابنا الوطن الواحد حتى تفرقوا واختلفوا وتقاتلوا وتشرذمو وتراكم كل تلك الاخطاء هي التي عصفت بنا الي ما نحن فيه الآن

تحياتي الاخ فايز
مشكلة النخب هي اساس المشكلة
لان فقداننا للقيادات المؤثرة في المجالات المختلفة اقعدنا وجعلنا نتخلف عن ركب التطور و التقدم
فمعظم العقول السودانية المثقفة هربت وتركت السودان ولا اقول شُردت لانه لو كانوا حريصين على مستقبل السودان لوقفوا و تصدوا لهذه الحكومة
ولحاولوا تغييرها ولما تركوا لها المواطن المغلوب على امره لتفعل به ما ارادت.
واذا نظرت للسودان اليوم ستجد ندرة تكاد تصل درجة الانعدام في القيادات المؤثرة في كافة المجالات
ولأن الحياة تكره الفراغ ظهرت في السطح قيادات اقل شأنا لتسد هذا الفراغ كما ظهر المتسلقون والمنتفعون و الانتهازيون
وما نراه الان في السودان هو نتيجة لكل هذا.

لا اعتقد ان الشعب لديه مشكلة مع الشريعة الاسلامية خصوصا بعد انفصال الجنوب بغالبيته المسيحية
واصبح السودان يغلب عليه الطابع الاسلامي
المشكلة موجود فقط وسط النخب السياسية و بالاخص وسط احزاب اليسار لخلفيتها الفكرية
حل هذه المشكلة هو سياسي بالدرجة الاولى و اعتقد ان الحل يكمن في رد الامر للشعب ليختار الدستور الذي يناسبه
بعد توفير الحرية السياسية لكافة الاحزاب و الحركات لتعرف الناس بفكرها و توجهها
ثم اقامة استفتاء نزيه و مراقب. ترضى به كافة الاطراف ويقضي عل المشكلة بصورة نهائية
ويجب للدستور القادم ان يضمن الحريات و يمنع استغلال الدين بصورة خاطئة مع اعتماد المواطنة هي الاساس الوحيد للحقوق و الواجبات
بحيث يصبح الجميع سواسية مع اختلاف اديناهم و اعراقهم و توجهاتهم ولكل شخص الحرية الكاملة في اعتناق ما يراه مناسبا من دين او مذهب او فكر

الصورة السياسية عموما هي صورة واضحة ولكنها سلبية تماماً
حكومة مفككة وفاسدة يحميها جيش وشرطة و امن وارزقية
اما المعارضة فهي تائهة تماما وعاجزة عن احداث اي تغيير حقيقي
لاسباب كثيرة سبق و اوردتها.
اما الشعب المغلوب على امره فهو يقف موقف محايد
لقناعته ان البديل ليس بافضل حال من الحكومة الحالية
لذا فإن المطالبة بإصلاح المعارضة يجب ان يسبق المطالبة بتغيير الحكومة

مع كل فجر جديد تزداد الحكومة ضعفا و المعارضة وهناً و تزداد معاناة الشعب
كل ما تقوم به المعارضة المسلحة حاليا هو مضاعفة هذه المعاناة
اما المعارضة السياسية فإنها كل يوم تثبت انها اضعف من الحكومة وعاجزة تماما عن
احداث اي تغيير.
مقولة يمكن ترديدها يوميا في السودان:
لا جديد يذكر ولا قديم يعاد
فقط مع ضعف الحكومة المتزايد وانفضاض الناس من حولها
يمكن للحركات المسلحة ان تزيد الرقعة التي تسيطر عليها
لنكون مقبلين علي سيناريو شبيه جزئيا بالسيناريو السوري لكن باخراج سوداني

اكرر مشكلتنا في السودان مشكلة قادة وقيادة
فالسودان يزخر بالفكر و المفكرين لكن مشكلتنا فيمن يحيل هذا الفكر الى واقع عملي.
شاخ القادة السياسيون وضعفوا و وهنوا وقل حماسهم واصبح بعضهم معارضا للتغيير
وفر الشباب المثقف الواعي بجلده من اتون الصراع في السودان ولان الطبيعة تمقت الفراغ ظهر على سطح الساحة
من هم دون المستوى فازداد ضعف القيادات الموجودة ونتاجا لذلك لم يكن بوسعها احداث اي تغيير يذكر.

المشاكل الاقتصادية و الاجتماعية هي نتاج للمشكلة السياسية
لذا لا يمكن حلها جذريا بمعزل عن هذه المشكلة
لكن يمكن التخفيف من وطأتها وحث الناس على مواجهتها ببعض الجهود
وهذا ما تقوم به بعض المجموعات الشبابية التي تشكل وجودا مؤثرا في الساحة
وتجد تأييدا واجماعا من كل شرائح المجتمع لانها تعمل لخدمة المجتمع وتعمل اكثر مما تكلم
هذه الجماعات ستولد قيادات حقيقية اكثر مما تفعله الاحزاب البالية مع ان الاحزاب هي المنوط بها تقديم قيادات
لكن الواقع يقول غير ذلك
لذا فالتحية واجبة لهؤلاء الشباب
و سيسجل لهم التاريخ انهم تقدموا حين تأخر الجميع

كنتاج طبيعي للوضع الراهن
افرز المجتمع الكثير من الظواهر السالبة واصاب التدهور الكثير من المرافق الصحية و التعليمية وغيرها
هذا ان لم يكن التدهور قد اصاب كل المرافق.
ان محاولة علاج هذه الافرازات هو اشبه بمحاولة علاج الاعراض وترك المرض
لان الظروف التي اوجدت هذه الظواهر ستظل موجودة و ستعاود الظهور ولن تنتهي ما لم تنتهي الظروف التي اوجدتها.
وحتى لا يفهم من كلامي هذا اني لا اريد ان تستمر الجهود الساعية لمعالجة هذه الظواهر
فأني اقول ان اي عمل يسعي لمعالجة الوضع هو مطلوب لذاته وان لم يمكننا تغيير النظام فلا اقل من ان نساهم في تقليل وطأة افرازاته على عامة الشعب
كما ان لهذه الاعمال تأثيرا ايجابيا على عموم الناس فهو يزيد من ارتباطهم بالوطن و يقوي فيهم روح الانتماء و يستحثهم على المساهمة في معالجة مشاكل
هذا البلد .

نحن بحاجة لحل حقيقي
علاج سريع
علاج ناجع فالوضع في السودان ينتقل كل يوم من السيئ للاسواء
الاحزاب كما اسلفت اثبتت و تثبت كل يوم عجزها البائن عن احداث اي تغيير
هنالك تغيير في المواقف وسط المواطنين و الشباب ولكنه يمضي بوتيرة بطيئة نوعا ما
اسباب التغيير هو الطريقة التي تدير بها الانقاذ الدولة خصوصا بعد خروج النفط من ميزانية الدولة مما فاقم الازمة الاقتصادية
بالاضافة لسوء ادارة الانقاذ لهذه الازمة

كما ان الوعي بدأ يتزايد شيئا فشيئا و للميديا الحديثة الدور الاكبر في هذا الامر.
اثناء مظاهرات يونيو الماضي كنت قد قلت ان الوضع لن يشهد تغييرا كبيرا في الوقت الحالي ولفترة لا تقل عن عامين
استندت في قولي علي نسبة تزايد الوعي وسط الشباب وزيادة نسبة الشباب المرتبطين بالميديا الحديثة
الامر الذي يزيد نسبة الوعي لديهم عندما يتلقون المعلومات من الوسائط غير الحكومية
لان التغييب وتغبيش الحقائق في السودان منتشر بصورة كبيرة جدا للالة الاعلامية الداخلية القوية للمؤتمر الوطني
بينما تنعكس المعادلة في العالم الافتراضي و الشبكة العنكبوتية
وما كنت لاتمنى ان اعول على الشبكة العنكبوتية كلاعب اساسي في الساحة السودانية لولا ضعف الحراك السياسي و التوعوي لدى الاحزاب
والحركات الشبابية
كنت في السابق معجب جدا بنشاط حركة قرفنا لكن نشاطها تراجع كثيرا في الفترة الاخيرة
وربما للاعتقالات و التضييق تأثير عليها
ولكن هذا التضييق امر طبيعي ولا يمكن ان نتخيل بلد كالسوان يخلو منه فالحكومة لا تريد ما يشوش عليها .

نواصل