24 عام من ................؟ دعوة لمراجعة الذات

تحية طيبة

في مثل هذا اليوم قبل 24 عام تم حرف مسار الدولة السودانية الى طريق ملئ بالاوحال والاشواك (وتبقى الاشواق) ان نعود الى ذاك المسار

كما يقال جرت مياه كثيرة بل كثيرة جداً ولم يعد السودان هو السودان بلد المليون ميل ولم يعد الانسان هو الانسان وتبدل الحال

وقد اجدنا طيلة الفترة الماضية (الثرثرة) فقط ثرثرة .. الاخيار هم من دفعوا الثمن هم من رحلوا عندما كانوا يحاولون اعادة الدفة الى المجرى الطبيعى

احترقت قرى ومات الكثير ونحن هنا وهناك وفي كل مكان نتحدث ونتحدث ونتحدث

كم نحن منافقون

جميعنا

جميعنا

نكذب

باسم الحرية وباسم الوطن وباسم العدالة وباسم الامل نكذب

وهم يكذبون علينا باسم الله دوماً

ننادي بالحرية ولا نعمل لها ... كلنا نريدها ان تأتي الينا لوحدها

كلنا نخشى دفع الثمن

قلة منا فتحوا صدورهم للرصاص وقالوها عالية نموت او نتحرر

ومازالوا صامدين

وبعضنا ينظر اليهم متعشما متوجسا طامعا راغبا في أن يأتوه بالحرية ليتنعم بها ويخشى أن يتنعم بها الاخرون

ليتنا نتعلم

24 عام والفشل عنواننا

24 عام من الخوف

24 عام من الذل

24 عام من القحط

24 عام ونحن كما نحن نهتف ثم نذهب لننام

كم نحن كاذبون

فليسأل كل منا نفسه

كيف استطاع الطاغية واعوانه البقاء حتى الان

سنجد أننا نحن من منحه هذه المدة ومازلنا نمنحه المزيد ليضربنا اكثر ليقتل منا كل من يتعشم في الخلاص

نحن من صنعنا الديكتاتور

نحن من قتل اهله

نحن من سرق وطنه

بصمتنا

بجبننا

بخوفنا

هل سيغفر التاريخ لنا ما ارتكبناه في انفسنا

هل سيسامحنا الاجداد

كيف نزرع قيمة حميدة في ابنائنا ونحن نطعمهم الخوف ونسقهم من كاس الخنوع والانكسار فورثناهم المهانة

كلنا يهرب

يهرب

يهرب

نبرر لخيباتنا

نبرر لانفسنا ونصدق ما اختلقناه من اكاذيب

امس القريب اطلقنا السهام الى قلب رجل واحد ونحن ملايين

سكبنا المداد ووزعنا الصكوك وهتفنا قلها يا امام

لماذا لا نقلها نحن طالما هي كلمة تنطق باللسان

لا نستطيع

لاننا جبلنا على الاتكالية والاختباء

هناك وهنا يوجد من لديه قلب يدمي من اجل الوطن

شباب فخورين بوطنهم يعملون ليل نهار (ولكن الايد الواحدة ما بتصفق)

اعادة السفينة من الركام تحتاج الى جهد جميع الركاب

علينا التوقف مع ذواتنا كلنا يسأل نفسه

ماذا ننتظر

و

وماذا نعمل

فلنصحح بعض الاخطأ لنحفظ ماء وجهنا

ايها الناس

اعلموا

لن يقابلكم الطاغية بالورود وانتم تتجهون نحوه (ان كنتم فاعلون)

إذاً

من اراد الحرية فليدفع مهرها



اغفر لنا ياوطني رغم انا لا نستحق ان نكون ابناؤك

هل نواصل رحلة اللا مبالاة والاحاديث الجانبية الترفيهية

ام نحقق ما عجزنا عنه طيلة ال 24 سنة الماضية وهو اقتلاع النظام الحالي

ام نمثل على انفسنا ونقر بالهزيمة ونتقبل العفو والصفح (باركوها ياجماعة وكلنا سودانيين والشيطان غشانا)


هل نحن موهلين للقيام بواجبنا تجاه الوطن ........ ؟؟؟

هل وهل وهل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

علينا أن نكون صادقين ولو لمرة واحدة

هل نستطيع

ياليتنا نسمع صوتك ياوطني