خبيز الدكتوراه....!

إبتدرتني صديقتي تهاني بأنها الآن مشغولة بمسألة خَبز خبيز لي صاحبتا،، ولأنني افرح فرحأ عارماً بأي خبر يدل علي وقوع عرس وشيك،،سألتها مغتبطاً: ربنا يتمم علي خير،،العرس بتين؟!
ياخي ده ما عرس،،صاحبتي سوف تناقش الدكتوراه الاسبوع الجايي، وقلنا نجهز ليها خبيزا من بدري بدري، افادت تهاني التي تحب الخير لكل خلق الله...!
أكنّ، والحديثُ لي، احتراما كبيرا لهذا المجتمع الأعذر البسيط الذي لا يحمل شيئاً في مخيلته، الجمعية، سوي العِرِس والطقوس المرتبطة به،، فالجذور الافريقية التي ننحدر منها هي جذور خصب محبة للحياة والتكاثر،،كذلك الفرح والموسيقي،!
لا لوم علي هذا المجتمع البسيط ،لكن، اللوم، كله، علي أشعب الأكول المندس فينا، ذلك، الذي أعلن ، زوراً، في يوم ما ، عن وجود وليمة كبيرة ، في مكان ما،،ثم هرول سابقا الجميع: يمكن صُحْ،، يمكن صُحْ،،،!
او كما حكي أبي امد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية...!
سهل علي المرء ،فينا، عندما يفقد فضيلة التصالح مع نفسه ان يحشرها ضمن زمرة نيلز بور، تشارلز ريخت واحمد زويل من حملة جائزة نوبل للأبحاث العلمية...!
اذا قطع المرء ،فينا، أي من المحيطات الخمس،، فانه لا محالة مستعصم بمسدس طرمبة بنزين ، فتي توزيع بيتزا، او علي ،افضل الفروض، بائع ، ثرثار، في بقالة، هي، ناصية!
الا من رحم ربي من قلة قليلة تدخر شيئا من مهنية خجولة...!

بعد انهيار ايدولوجيا الاسلام السياسي، كآخر الايدولوجيات المنهارة،، ارتمي الجميع في احضان المجتمع الدافئ، (زائقي) الابصار مشتتي الأذهان،، فاقدين لكل حيلة أو بصيرة ،حتي، مثل تلكم التي، كانت، عند بت حمد،،!
فانداح المجتمع فارضاً كل اشياءه، جميلها ومكروهها ،،فلا بأس اذا، ان تنداح ثقافة فتح الخشم لتصل لجنة مناقشة الدكتوراه،، ولا غرو ،بالطبع، ان وُضعت الحناء المنقوشة ،بعناية فائقة، علي أكف كل خريج وخريجة...!
89 ،الكئيبة، لم تكن ،هي، بداية التاريخ في بلادنا المكلومة،، فكان، حينها، تحضير الشهادات العلا يتم في ارقي الجامعات العالمية والصرف علي اولئك كان كثيرا كريماً،، لكنهم، غفر الله لهم،، هربوا الي عالم التشرذم السياسي،،فما من عسكري نفخ في بوق الاذاعة،،حتي وجد الدعم (الفكري) واللوجستي الكبير من داخل اروقة الجامعيين،، يغيرون مواقفهم وافكارهم كما القير(Gear) الاوتوماتيك مُنصبين من أنفسهم، في جميع الاحوال، ممتلكين للحقيقة المطلقة...!
لا أستثني حتي دعاة الليبرالية الزائفة ممن هربوا الي دنيا الاضواء والضوضاء مثل اتحادات الكرة ، واندية الفروسية....
وليتهم قدموا شيئا في هروبهم ،الكبير، ذاك...!
الا قلة، لا أنكر، ممن رحم ربي،،راح جهدها شمار في مرقة الخواء والغرور...فلا نحن لحقنا الأمم المتقدمة ولا تواضعنا لمجتمعنا البسيط الموسوم بالأمية،،
ونحن، بإذن الله، علي اعتاب تغيير، للزيف، هو كبير ،،ومثلما نطالب العسكر بالرجوع الي ثكناتهم، فلنطالب انفسنا بالرجوع الي اضابير العلم والعمل المهني الدؤوب عسي ولعل ان ينفخ الله في صور بلادنا ويخرجها من العوز وسوء المنقلب،،،
لا أملك ، في الختام، سوي ان ارفع الأكف بالدعاء بأن يمن الله علي صديقة ،الزمن الجميل، تهاني بعاجل الشفاء ويردها سالمة معافاة،، فالصفوف، أظنها، ما زالت حُبلي بمن يرغبون في خدمات خبيزها الناعم الطاعم....!
مكي الاحمدي
الجمعة 14 نوفمبر 2018

ازيك يا مكي ياخ شوفتك هنا تفرح يا حبيب
و الله عايزه خبير عديييل

Quote: ازيك يا مكي ياخ شوفتك هنا تفرح يا حبيب

سلامات الغالي سفيان،،التحية لك يا غالي،،انت الوحيد المعبرني في المنبر ده

التحية لك اخي مكي
على هذا البوست الذي لمس في نفسي الماً دفيناً..ولكل من انتمى لعالم الاكاديميا! فقد كنت ممتحناً خارجياً لطالب ماجستير قبل اسبوع وهالني تمرير مشرفه الاول والثاني لنصوص منقولة من مراجعها بنسبة 100% وحتي صياغة مشكلة البحث اخذت من احد المراجع بنفس النسبة! لا تسألني عن النتيجة كانت كيف! موضوع البوست شيق جداً ويستحق يا مكي ان "يعبرك" المتداخلون بنقاش مستفيض حول احد مظاهر الازمة التي تعيشها بلادنا وفي احد المؤسسات المرتجاه في احداث النهضة العلمية للبلاد.

كلام رائع استاذ مكي
أكتب اوانشر ولا تكترث بالمعبرين فهذه تجارة لن تبور

الاخ سامي عمر

Quote: موضوع البوست شيق جداً ويستحق يا مكي ان "يعبرك" المتداخلون بنقاش مستفيض حول احد مظاهر الازمة التي تعيشها بلادنا وفي احد المؤسسات المرتجاه في احداث النهضة العلمية للبلاد.

الاخ كمال

Quote: كتب اوانشر ولا تكترث بالمعبرين فهذه تجارة لن تبور