ما معني عبارة "جامعة علمانية"؟!!

أكتب علي خلفية المقال الذي نشره الكاتب "سعد احمد سعد" بصحيفة الإنتباهة والذي هاجم فيه رحلات الإرشاد الريفي التي تنفذها "جامعة الأحفاد للبنات" سنوياً. ولست ،هنا، بصدد الدفاع عن تلك الرحلات أو جامعة الأحفاد، فقد كفي الدكتور "إبراهيم حسين" الأمر ووفّاه كل حقه، جعل الله ذلك في ميزان حسناته.
لكنني أكتب من ناحية فكرية بحته،،وأتساءل ما هو المقصود بعلمانية جامعة الأحفاد؟!
فكلمة علمانية، رغم عدم وضوحها الديني واللغوي ، فهي ،في النهاية، مصطلح سياسي يخص طريقة إدارة شئون الدولة،،ولا يوجد لها أي مكان من الإعراب في مؤسسة أكاديمية مثل جامعة الأحفاد...!
أمر كاتب المقال هو محير للغاية،،وإهتزازه الفكري بائنٌ بينونة كبري،، فقد وصف جامعة الأحفاد بالعلمانية وفي نفس المقال أقر أنه قد تخرج من الجامعة (الأمريكية) ببيروت زميلاً للبروفيسير "قاسم بدري" رئيس جامعة الأحفاد نفسها...!
فإذا كانت " جامعة الأحفاد للبنات" هي جامعة علمانية،، فهل تُدرِّس "الجامعة الأمريكية ببيروت" مناهجها علي هدي صحيحي "البخاري" و"مسلم"؟؟؟؟!
أي إهتزاز فكري ومنهجي أكثر من هذا،يا هذا؟
وما دام أمر الإسلام والدعوة يهمك ويقلق مضاجعك، أيها الرجل،فلماذا السفر للدراسة بالجامعة الأمريكية ب(لبنان) حيث العلمانية علي إصولها؟؟؟! لماذا لم تسافر ،أخي العزيز، الي كهوف تورا بورا،،حيث الشريعة الإسلامية والشهادات، الجامعية، الدينية...!
لماذا لم تسافرهناك فـتأتي بذخيرة (حية) للتكلم، بعين قوية، عن النكاح وأنواع الطهور من سنة وفرعوني،،،وتأصيل ،أو تحريم، كل نوع؟؟؟!
فإذا كنت تعترض علي علمانية جامعة الأحفاد،،فحدثني،بالله عليك، عن مفهوم الجامعة الدينية
هل نقبل الطالبات المسلمات ونرفض غير المسلمات مثلاً؟؟؟!
هل يطفف الأستاذ الجامعي في تصحيحه للإمتحانات ويفضل الطالبات المسلمات علي غير المسلمات؟؟؟!
هل نرفع درجات النجاح للمسلمات ونخفض درجات النجاح لغير المسلمات؟!
هل نبعد العلوم الإنسانية مثل الفيزياء والكيمياء والطب من المنهج حتي تصير جامعة الأحفاد جامعة غير علمانية في نظرك؟؟؟!
ماذا تفعل جامعة الأحفاد،بالضبط، حتي تصير جامعة غير علمانية،،حدثنا بالله عليك...!
وإذا كان الكاتب باحثاً عن الحقيقة ، فيلعلم جيداً ان بيئة جامعة الأحفاد للبنات هي الأفضل بين كل الجامعات السودانية. فمجتمع الجامعة يبذل الجهود الحثيثة لتهيئة المناخ المناسب للتحصيل الأكاديمي. وإذا نظرنا للتصنيف الديني للطالبات فالجامعة بها عدد ،لا بأس به، من المنقبات وعدد ضخم من المحجبات والمتدينات.ونظراً لسمعة الجامعة الطيبة فقد صارت قبلةً للطالبات من شتي بقاع أفريقيا وهناك الكثير من الصوماليات شديدات التدين؛ فضلا،بالطبع، عن شتي أصناف والوان المجتمع السوداني. وإذا كان هناك من خلل فأسأل الحاكم الذي نصب من نفسه وكيلاً لله في الأرض، بدلاً من الطعن في ضل الفيل!
والذي يريد ان يبعد عن زمرة الفاسقين، فإمكانه عمل إستبيان (علمي) للطالبات المتدينات ويسألهن إن كن يلاقين أي شكل من أشكال المضايقة الممنهجة أو الفردية.
هذا من جانب....!
ومن جانب آخر، فالشاهد في الأمر أن العلم هو شئ مطلق غير مرتبط بديانه محددة أو عقيدة بعينها.
وفي الأثر الإسلامي "إطلبوا العلمَ ولو في الصين"، وهو أثر، لو يعلمون عظيم؛ فالإسلام هو ليس من سمات الصينيين، وغالبيتهم لا دينيين من الأصل. فالشقة هي ليست شقة جغرافية ،فحسب، وإنما هي شُقة دينية وعقدية. فمسألة طلب العلم ولو في الصين تتسقُ مع حقيقة أن العلم لا يرتبط بدين بعينه أو عقيدة بذاتها. فليست هناك فيزياء إسلامية وأخري مسيحية، ولا توجد كيمياء بوذية وأخري هندوسية، ولا ينشأ طب يهودي وآخر وثني،،،
كلها علوم إنسانية يبحث فيها الإنسان من حيثُ هو الإنسان،،الفيصل فيها المثابرة والبحث المضني والخطط التنموية المدروسة،،وما عدا ذلك فمصيره العدم...!
البحث العلمي نفسه يستند عل أسس ثلاث:
أولا: عمل فرضيات
ثانيا: الشك والبحث (المحايد) في هذا الفرضيات
ثالثاً: إما نفي أو إثبات هذه الفرضيات
هذه هي أسس البحث العلمي، إن أردنا الحقيقة، وهي أسس متبعة في كل الجامعات السودانية بما في ذلك جامعة أمدرمان (الإسلامية)...
وإذا رجعنا الي (تأصيل) فكرة البحث العلمي،المُعرّفة، أعلاه،،فلا ينبغي لمسلمً صحيح إيمانه أن يزج بالدين في اي بحثٍ علمي!
والذي يزج بالدين في الأبحاث العلمية فهو إما ذي شك، أو ذي تحدٍ والعياذ بالله، أو مسلم ضعيف إيمانه في أحسن الأحوال...!
فالعقائد،عموماً، والدين، خصوصاً،،لا تقبل الحلول الوسطي،،فإما أنت مؤمن أو كافر،،،ولا مكان للبحث العلمي في هذه المنطقة المحظورة!
والذي يزج بالدين في الأبحاث العلمية،،هل هو علي إستعداد لتقبل النتائج حتي وإن تنافت مع عقيدته...؟!
البحث العلمي يقوم علي الفرضيات،،والدين يقوم علي المسلمات،،،ولا بحث في المسلمات،،،
نقول قولنا هذا في إنتظار أن يحدثنا الكاتب حول مفهومه للجامعة الدينية،التي هي ،غير العلمانية...!
ومن مغبات ما ذكر الكاتب في حديثه كلامٌ عن الحركة الإسلامية السودانية،والإستنجاد بها،،،
وهذه الأخيرة هي أصلاً، كائن شائه،،لم تطل (بلح) الإسلام ولا (عنب) العلمانية،،وإنتهي بها الأمر الي حكومة مهترئة فكرياً، تبحثُ عن فتاوي تحليل القروض الربوية لتمويل المشاريع التنموية (الإسلاموية)،،فالأجدر ،بك، أن تلحق قومك يا رجل....!
ناصح قومك ،يا هذا، وحدثهم عن حرمة كنز المال الحرام والتطاول في البنيان، في بلدٍ يشكو اهله مذلة الفقر وتنتشر فيهم الأمراض الفتاكة،،،ويقتات الآلاف منهم علي معينات الدول (الكافرة)،،أنظر الي حال معسكرات دارفور أيها الغافل...!
أعقل أمرك ،ايها الكهل، ومن بعد، توكل علي الله...!
مكي عبدالماجد الأحمدي
محاضر بجامعة الأحفاد سابقاً
حاليا مقيم بالممكلة العربية السعودية

تحياتي أستاذ مكي

هؤلاء لن يتوقفوا عن النعيق حتى يحيلوا السودان خرابا، فلم يمر يوم في تاريخ السودان تمكن فيه الجهل في اكثر صوره ظلامية من رقاب الناس كما يحدث في ايام هؤلاء الطغمة..

Quote: أن العلم لا يرتبط بدين بعينه أو عقيدة بذاتها. فليست هناك فيزياء إسلامية وأخري مسيحية، ولا توجد كيمياء بوذية وأخري هندوسية، ولا ينشأ طب يهودي وآخر وثني،،، كلها علوم إنسانية يبحث فيها الإنسان من حيثُ هو الإنسان،،الفيصل فيها المثابرة والبحث المضني والخطط التنموية المدروسة،،وما عدا ذلك فمصيره العدم...! البحث العلمي نفسه يستند عل أسس ثلاث: أولا: عمل فرضيات ثانيا: الشك والبحث (المحايد) في هذا الفرضيات ثالثاً: إما نفي أو إثبات هذه الفرضيات هذه هي أسس البحث العلمي، إن أردنا الحقيقة،

Quote: فالعقائد،عموماً، والدين، خصوصاً،،لا تقبل الحلول الوسطي،،فإما أنت مؤمن أو كافر،،،ولا مكان للبحث العلمي في هذه المنطقة المحظورة! والذي يزج بالدين في الأبحاث العلمية،،هل هو علي إستعداد لتقبل النتائج حتي وإن تنافت مع عقيدته...؟! البحث العلمي يقوم علي الفرضيات،،والدين يقوم علي المسلمات،،،ولا بحث في المسلمات،،،

كلم من ذهب، يسلم قلمك

صديقي مكي
سلامات
أمثال هؤلاء كثر في بلد الاشياء هذه.. اينما يممت وجهت وجدتهم حاضرين و يكتبون في الصجف و يؤلفون المؤلفات و يتولون أمر الناس .. و النتيجة هاهي ماثلة امامنا فبعد ان امتدت اياديهم لتشوه مناهج التعليم في كافة المراحل فكانت النتيجة انصاف أميين لا يكادون يفقهون قولا.. كنت في اعوام سابقة قد زرت السودان و طلبت من شقيقي الصغير ان يحضر لي كتبه المدرسية حيث كان يدرس في المرحلة الابتدائية فأحضر مجموع من الكتب فقلبتها جميعاً و لم اجد فرقاً يذكر بين كتاب العلوم و كتاب الفقه و كتاب الجغرافيا، و حسب معرفتي المتواضعة بالمناهج التعليمية يجب ان تهدف لاعداد الطالب في اتجاه معرفي معين من حيث كم و نوع المادة التي يتلقاها في تدرجها و تنوعها ، فبدى لي ان واضع تلك المناهج كان يهدف لتخريج أئمة مساجد فقط لا غير ، فليست هناك حوجة لاطباء و مهندسين و اقتصاديين طالما الناس قد حفظت اكبر قدر ممكن من آي الذكر الحكيم و بعض من أمهات كتب الحديث و السير، فكان اي نقد يوجه للمناهج التعليمية في تضمينها للآيات القرآنية الكريمة بسبب او بدونه يبدو و كأنه نقد للدين نفسه .
كنت في بوست سابق عن مفهوم العلمانية قد ذكرت ان المتأسلمون هؤلاء قد وضوعها مقابل التدين اي كرديف للكفر .. و شغلوا دعاتها اي العلمانيون بدحض هذه المقابلة الساذجة فانحصر خطابهم فقط في نفي تلك التهمة مما اعاق الفكرة من الخروج بها إلى مضامينها الحقيقية و مآلاتها في واقع الناس الحياتي, هذا رغم ان كل فعائل (هؤلاء) تؤكد أحقية تقديمها كحل توصلت له الانسانية بعض صراعات و تجارب دامية كحل لا فكاك منه لتحقيق الحرية و الديمقراطية و قيم العدل و المساواة. و لعلهم اي المتأسلمون يعلمون ان ليس لديهم شئ يقدمونه للناس لانهم خاوين الوفاض غير استغلال عواطف و مشاعر الناس و قدسية الدين في أعطاء انفسهم ميزة الاصالة و الحفاظ على التراث الديني.
الشخص الوحيد الذي لم يقع في هذا الفخ الاستاذ الشهيد محمود محمد طه حيث كان يتحدث من داخل المنطق الديني منادياً بها لذلك ادركوا خطورة خطابه على ترهاتهم فتخلصوا منه بالطريقة التي نعلم

Quote: وفي نفس المقال أقر أنه قد تخرج من الجامعة (الأمريكية) ببيروت زميلاً للبروفيسير "قاسم بدري" رئيس جامعة الأحفاد نفسها...!

عزيزي مكي
أورد لك حادثة شهدتها ولا أريد إيراد أسماء ..
في جلسة عائلية، حضورها إسلامي قديم وله دور في تهريب إسلامي مهم وهو من أهل النظام حالياً، أيام نميري حيث كان مسؤولاُ عن محطة من محطات الإيواء و العبور لأريتريا ومنها إلى ليبيا لينتهي الأمر بما سمي المرتزقة...
والآخر قريب لي ودفعة الأول في جامعة الخرطوم ، وكان التلفزيون أمامنا وفي نشرة الأخبار ظهر أحد النافذين في النظام بشعره المنكوش ولحيته التيسية..
تفاجئت بتعليق الأول للثاني ناسياً وجودي وبضحكة حيرتني: تتذكر يوم لاقيناه جاي الداخلية سكران......

لا تعليق

الشايقي

http://www.youtube.com/watch?v=WjNosdjuv7s

فاوضني بلا زعل

[email protected]
http://alkatwah.com

.

Quote: فلا ينبغي لمسلمً صحيح إيمانه أن يزج بالدين في اي بحثٍ علمي!

Quote: البحث العلمي يقوم علي الفرضيات،،والدين يقوم علي المسلمات،،،ولا بحث في المسلمات،،،

د. مكي تحياتي و احترامي ما قلت الا الحق
لكن تقول شنو في بلد محكومة بناس ما عارفين بقولوا في شنو لا تنسى ان الانتباهة هي الناطق الرسمي المارسمي للحكومة
قبل سنتين حضرت مؤتمر البحث العلمي و الدرسات العليا بجامعة الخرطوم و تم اعطاء وزير الدولة بالتعليم العالي الفرصة ليخاطب الحضور (معظمهم اساتذة وعلماء و طلبة دراسات عليا) فدعا لتاصيل البحث العلمي و اسلمته ثم طفق في تفسيرات تتناقض مع اي اساس للبحث العلمي لا يمكن لطفل في السنة الثالثة الابتدائية ان يقولها فخرجت من القاعة قبل ان يكمل كلامه وانا في حزن شديد لمستوى الفهم و عدم احترام العلم.

رد الله غربتك يا مكي الاحمدي


اتمني ان يرد هذا السعد احمد سعد علي هذه الردود وما اظنه سيرد بعد هذا

المبكى و المحير ان الاسلاميين لا يدخلون ابدا ابناءهم و بناتهم للجامعتين الاسلاميتين الموجودتان فى بلادنا
و هما ام درمان الاسلامية و جامعة القران و يهربون منهما هروب السليم من الاجرب و تراهم يتزاحمون على الجامعات
(العلمانية) و ان كانت التسمية الاصح المدنية فالعلمانية تصح اكثر فى وصف الدول و الحكومات
و الغريب ان الاسلاميين عندما انشاؤا جامعاتهم الخاصة (مامون حميدة, غندور و اخرين) انشاؤها علمانية تماما
و تدرس باللغة الانجليزية و لم يؤسسوا فيها كلية واحدة للدراسات الاسلامية او حتى لغة العربية)

التعديل بسبب إضافة الفقرة:

وإذا كان الكاتب باحثاً عن الحقيقة ، فيلعلم جيداً ان بيئة جامعة الأحفاد للبنات هي الأفضل بين كل الجامعات السودانية. فمجتمع الجامعة يبذل الجهود الحثيثة لتهيئة المناخ المناسب للتحصيل الأكاديمي. وإذا نظرنا للتصنيف الديني للطالبات فالجامعة بها عدد ،لا بأس به، من المنقبات وعدد ضخم من المحجبات والمتدينات.ونظراً لسمعة الجامعة الطيبة فقد صارت قبلةً للطالبات من شتي بقاع أفريقيا وهناك الكثير من الصوماليات شديدات التدين؛ فضلا،بالطبع، عن شتي أصناف والوان المجتمع السوداني. وإذا كان هناك من خلل فأسأل الحاكم الذي نصب من نفسه وكيلاً لله في الأرض، بدلاً من الطعن في ضل الفيل!

والله صحي ....











... المهم .....

جامعة علمانية يعني بناتها ينظر اليهن

علي اساس المواطنة صرف النظر عن دياناتهن!

زي اي جامعة اخري في السودان

Quote: هؤلاء لن يتوقفوا عن النعيق حتى يحيلوا السودان خرابا، فلم يمر يوم في تاريخ السودان تمكن فيه الجهل في اكثر صوره ظلامية من رقاب الناس كما يحدث في ايام هؤلاء الطغمة..

الف شكر الأخ شهاب كرار

Quote: لعلهم اي المتأسلمون يعلمون ان ليس لديهم شئ يقدمونه للناس لانهم خاوين الوفاض غير استغلال عواطف و مشاعر الناس و قدسية الدين في أعطاء انفسهم ميزة الاصالة و الحفاظ على التراث الديني. الشخص الوحيد الذي لم يقع في هذا الفخ الاستاذ الشهيد محمود محمد طه حيث كان يتحدث من داخل المنطق الديني منادياً بها لذلك ادركوا خطورة خطابه على ترهاتهم فتخلصوا منه بالطريقة التي نعلم

شكرا الأخ العزيز ابوعبيدة،،مشكور علي المساهمة المميزة

Quote: تفاجئت بتعليق الأول للثاني ناسياً وجودي وبضحكة حيرتني: تتذكر يوم لاقيناه جاي الداخلية سكران...... لا تعليق الشايقي

شكرا الأخ الشايقي علي المرور،،،،فعلا أثبتت الايام ان القوم أدعياء ليس إلا

Quote: فدعا لتاصيل البحث العلمي و اسلمته ثم طفق في تفسيرات تتناقض مع اي اساس للبحث العلمي لا يمكن لطفل في السنة الثالثة الابتدائية ان يقولها فخرجت من القاعة قبل ان يكمل كلامه وانا في حزن شديد لمستوى الفهم و عدم احترام العلم

الف شكر الآخت الكريمة نازك،،،اهمة مميزة

عزيزي الاستاذ مكي تحياتي وتقديري ..
دعني في البدء أن أسجل إشادتي بالموضوع الهام في زمن بالفعل يستحق منا أن نوضح وبجلاء فكرة العمانية التي شُوهت بفضل من أرادو ان يحكمونا بالتابوت والقبور..........
فكما تفضلت ان العلمانية نظام سياسي يدير العلاقة بين الفرد والدولة وإدارة حقوق الافراد في ظل دولة القانون والدستور، وما نحن بصدد التحدث عنه هو ضرورة العلمانية لا تتعلق فقط بالنظام السياسي للدولة ولكن مؤسسات العلم والبحث ، وفي العلاج ونظام الجنسية ....
ساستهل هنا مقولة لاستاذ جامعي مصرى متدين ، وهو استاذ في كلية الهندسة المدنية ، فقد ذكر هذا الاستاذ لطلابه المتطرفين منهم آنذاك :أنا مثلاً استطيع ان اقول في المسجد ان سيدنا موسى قد شق بعصاته البحر " كوبري" ولكن حينما أتحدث لطلابي بكلية الهندسة لا أستطيع ان اقول مثل هذا الكلام ، لأن العقيدة تقوم علي مبدأ التسليم المطلق ،بينما العلم يقوم علي العقل والتجريب والملاحظة والقدرة علي اعادة التجربة بنفس النتائج .
ان ضروة العلمانية لا تقتصر علي ادراة شئون السياسة فحسب إنما للعلمانية ضرورة في مجال التعليم الجامعي والعام ...........فباعتقادي ان الجامعة تقوم برسالتين :
الأولي تتعلق بإعداد الفرد إعداداً معرفياً وفنياً للقيام بدوره المهني في الدولة ،فالجامعة بذلك مطالبه بتوفير مناخ من الحريات الاكاديمية لا يمكن ان توفره جامعة تستند الي التكفير والزندقة لعضويتها سواء للطالب المستهدف أو الاستاذ ........فمن أول شروط التعليم والتعلم هو غياب الوصايا سواء كانت دينية أو أي وصايا ايدولوجية أخرى ، فمثلاً هل يعقل ان ياتي مريض ألي طبيب فيعطيه إجازة بحجة ان المريض امامه قد مسه جن ؟ او شيطان؟ او انه مضروب عين؟ ولكنا شهد الازمة التي واجهت الدكتور فاروق محمد ابراهيم حينما كان الاستجواب المذل الذي تعرض له بفعل زمرة الانقاذ المتحمسة آنذاك، حينما سُئل عن المادة والتي يدرسها وانهم اي ناس الامن لهم راي حول المادة الدراسية التي يقوم بتدريسها ،فكان رده ان اعداد المادة واختيار عناوينها ومراجعها يتم بواسطة المجلس الاكاديمي للكلية ، فقط انا اقوم بتدريسها ،ذهل القوم . وللقضاء علي كل مظاهر الحرية تطلب الامر اختيار الاستاذ والعميد والمجلس الاكاديمي بواسطة هذه الزمرة المتاسلمة . فتم القضاء علي شروط الابداع المعرفي وانتهي بنا الحال الي جيل كامل غير قادر علي الابداع ، وانتهت سمعتنا الاكاديمية والمعرفية بين الجماعات .
أما الرسالة الثانية فباعتقادي ان الجامعة تقوم ايضاً بإعداد الطالب اعداد إجتماعياً وسياسياً لتفرخ قيادات في مجالات الانسانية الاخري .......السياسة الرياضة الفن الادب وهكذا .......وهذا بدروه يتطلب قدراً من التسامح واحترام الاراء والمعتقد ، وهذا لن يتم الا في مناخ مترع بالعلمانية والديمقراطية التي من أولي شروطها العلمانية ........والتجربة الانقاذية أنصع دليل علي تلاشي هذا المناخ وان كانت المقاومة تستحق أيضاً الاشادة منا ، ولكن الانقاذ استطاعت ان تحول الجامعة لساحة للغلاط بدلاً عن الحوار ، وإنتشر العنف الطلابي بديلاً للحوار والكتابة ، وانتهت بنا دولة طالبان السودان الي ان ياتي اتحاد طلاب بالحاوي "شخارم بخارم" الي اسابيع الجامعة الثقافية فاي هراء هذا ؟
وعلي ذكر طالبان اعتقد انهم اكثر اتساقاً حينما خيرو بفصل البنين عن البنات أو اغلاق الجامعة الجامعة ،فاختارو إبعاد البنات تماماً عن التعليم .........وتركو المرأة في ماقبل قبرها بيتها......بينما طالبان السودان اختارو ان يفصلو بينهم في المضاجع " الداخليات"
شكراً يامكي وساعود للمزيد

كوز يقتل كوز لخلاف تنظيمى داخلى في جامعة القرآن الكريم

شكرا الأخ الكريم ابراهيم النعمة

مشاركتك لها طعمها الخاص

سوف أعود اليك بالتعليق لاحقا

Quote: والله صحي

شكرا الأخ تبارك علي المرور

Quote: جامعة علمانية يعني بناتها ينظر اليهن علي اساس المواطنة صرف النظر عن دياناتهن! زي اي جامعة اخري في السودان

فعلا أخ عبداللطيف،،،الجامعة يجب أن تكون جامعة ولا شئ آخر