هل كانت حكومة الخليفة التعايشي مؤهلة لجعلها وحدة جاذبة؟

?

إتفقت كل الفعاليات السياسية،السودانية، من أقصي يسارها الي أدني يمينها علي أن قانون المناطق المقفولة ، الذي سنه الإستعمار، هو السبب الرئيسي في مشكلة الجنوب. المشكلة التي تفاقمت الي اقصي الحدود لتنتهي بإعلان دولة جنوب السودان، المستقلة، الأمس السبت 9-يوليو-2011.
وكون ان المُخرَج(output) السوداني يلقي باللوم كله علي قانون المناطق المقفولة، الإستعماري، كسبب وحيد لمشكلة الجنوب،فهذا يعني أن الشمال والجنوب كانا،قبل ذلك، يتبادلان الزهور والورود ممارسة للحُب النبيل ورد التحية بأحسن منها...
أو كما نغش علي أنفسنا....!
والكذب علي النفس هو دركٌ سحيق يعجل بعذاب الدنيا قبل الآخرة...يسحقُ أجيالنا تلو الأجيال...
فالشاهد في الأمر أن حكومة ما قبل الإستعمار، (الوطنية)، المعروفة بدولة التعايشي، هي حكومة في غاية السوء والظلم...
سوءات حكومة التعايشي وظلماتها لم تقتصر علي الإخوة الجنوبيين فحسب، وإنما إنداحت لتشمل كل قبائل السودان الأخري.
فمعروف،تاريخياً، ان التعايشي قد فرز حكمه علي اساس قبلي جهوي، مقرباً قبيلته والقبائل المتحالفة، داخلاً في معارك وحروب شرسة مع كل الوان الطيف،القبلي، الأخري.
وإن كنا نريد الحق فلنا أن نذكر الإبادات الجماعية لقبيلة الجعليين في الشمال، والإنتهكات المريعة لحقوق الإنسان بمنطقة بربر. ولن نخفي رؤوسنا في الرمال حين نقول أن معظم القبائل السودانية قد تحالفت مع قوات كتشنر الغازية مثل قبائل الشايقية-الجعليين- والشكرية. تحالف (إستراتيجي) تغني له الشعراء معتضدين بآلة (الإستعمار) الحاسمة:

مهير "وود هاوس" أبْ حيلةً شديدي....حَجَر الموية خلّي الكوز مجيدي

والمهير المقصود،هنا، هو (وابور) النيل الذي طرد أنصار حملة ود النجومي ومنعهم من شرب الماء...فصار كوز الماء بريال مجيدي كامل...أما "وود هاوس" المذكور فهو قائد طلعات جيش الإنجليز المتحالف مع قبيلة الشوايقة....
ومن مما يؤكد سوء الإدارة،التعايشية، للأمر، آهات الحردلو شاعر قبيلة الشكرية المعروف ،التي منها:

خليفة المهدي يا ود أم شُمّارة
تروح الكَلَكة يوم جوك النصاري
وعُقُب إن دُر كدوس...وإن دُر سجارة

فإذا كان هذا أمر قبائل السودان الشمالية (المُسلمة)، فما بالْ أمر القبائل الجنوبية (الكافرة)...؟؟!
لم يجتهد الخليفة ومنظروه كثيراً في أمر إخوتنا الجنوبيين،،، فساقوا عليهم ما سِيق علي أسري الحرب،،،وسوق النخاسة الذي كان كائناً علي مُشرع ابروف يشهد علي ذلك...
وكفي...!
وجدير بالذكر ان السبي في دولة التعايشي لم يقتصر علي الجنوبيين فقط،، فقد سُبيت نساء الجعليين علي أثر تمرد "عبدالله ود سعد" ضد قوات الامير "محمود ود أحمد"
كانت هناك تجارة نخاسة في عهد حكومة عبدالله التعايشي وكل الحكومات (الوطنية) قبل ذلك مثل دولة سنار ذات الحلف القَبلي بين العبدلاب والفونج...!
هذه حقيقة تاريخية غير قابلة للمغالطة...
وإن كان من بصيص نفق للتدارك...فإنه يبدأ بإقرار بسيط مفاده: "أن قانون المناطق المقفولة كان خطوة في الإتجاه الصحيح لوقف العبث اللاإنساني الذي كان يمارس ضد إخوتنا الجنوبيين"
ومن ثم يجب أن نعيد النظر في كل قراءتنا ،المقدسة،للتاريخ..وأن نزجر جدودنا وأنفسنا بحزم عسي ان يشملنا التاريخ بعين العطف
هكذا فعل الألمان مع جدهم "هِتلر" فنجوا بأنفسهم...ووحدوا اراضيهم...فنهض إقتصادهم الي عنان السماء....

وللحديث بقية إنشاء الله

مكى سلامات كلامك عن الخليفةعبدالله كلام عارى من الصحة الظاهر عليك انت بتستمع كثير للحجاوى عشان كدى بأطلب منك اثبات علمى و تاريخى عن كلامك الغير مؤسس و غير مسئول يا راجل الخليفة عبدالله حكم 13 سنة بالاسلام و13 سنة يصلى فى المسجد و عندما يحضرالمؤذن يجدالخليفة عبدالله لقد سبقه الى المسجد و الخليفة عبدالله عندما فتح جبهة الشرق داعيا الاحباش للاسلام و لم يستجيبوا فى حاربهم فى قلابات وفى الشمال ارسل جنوده لنشر الاسلام فى مصر معنى ذلك الخليفة عبدالله كان هدفه رفع راية الاسلام لذا الناس المقربين منه طلبوا منه وقف هذه الحروبات لكى يتفرق للدولة فرد عليهم بكل قوة قائلا انا رجل دعوة فالتذهب الدولة و لتبقى الدعوة رجل بهذه الصفات كيف هان لك لك ان تطعن فى شخصيته دون معرفة كان بالاحرى بك ان تعكف على دراسة تاريخه ثم تحليل شخصيته لكيلا ترمى بنسك فى النار

مكي*..حبابك يا صديق
اتفق معك في طريقة التفكير..و اختلف في بعض الجزئيات..
ما يحدث اليوم من قبل دولة البشير..هو رد فعل مضاد لما حدث في عهد الخليفة عبد الله.. هل تتفق معي في هذه النقطة؟..
دولة الخليفة لم تكن مؤهلة لإحداث وحدة جاذبة..هذه مسلمة.. و لكن هل دولة عمر البشير اليوم مؤهلة لإحداث وحدة جاذبة فيما تبقى من سودان؟..

التأريخ السوداني (ما قبل ذهاب الجنوب ) ملئ بالغلطات و الغبن و الحقارة..و دي ما دايرة ليها درس عصر..و لكن هل نحن السودانيين الباقيين في السودان بعد ذهاب الجنوب على استعداد لممارسة تسامح يقوم على الإعتراف بكل الأخطاء..و العمل على تجاوزها..حتى لا نصل الى يوم الحزن على ذهاب جزء اخر من الوطن؟!

مثلما سبى الخليفة عبد الله التعايشي نساء الجعلين.. برضك سبى نساء المسيرية..يعني الرجل ظلمه لم يقف في حدود الشمال أو الوسط (لاحظ ايدلوجيته كانت اسلامو عروبية مثلما هي ايدولوجيا الجبهة الإسلامية اليوم)..و انما كان متمدد في كل بقاع السودان..و نفس الظلم يحدث اليوم من عمر البشير (ماتنسى جند عمر البشير هي التي اغتصبت المواطنة صفية اسحق..و سجنت المواطنة نهلة بشير رحمه و المواطنة فاطمة غزالي..و ديل كلهن بنات مسيرية و ليس بنات جعليين..)..هذا غير الإبادات العرقية التي حدثت في حق اهالي دارفور و اليوم اهالي جنوب كردفان ( و المحزن هي نقل بالمسطرة لما حدث في عهد الخليفة عبد الله)..فهل عندنا القدرة على استيعاب الدرس..و تجاوز المرارات (و انا اتحدث عن ما تبقى من وطن).ز؟..

هل يمكن لنا أن نبدأ خصلة تبادل الإعتراف؟.. اهو انا (يعني ممكن تعتبرني من منطقة الخليفة و اديك شيك على بياض) اقر باخطائه و اخطاء دولته.. فهل أنت مستعد أن تقر باخطاء الدولة الوطنية بعد الإستقلال..و على راسها دولة عمر البشير اليوم؟..اذا اتفقنا سوف نكون خطونا نحو الإتجاه الصحيح المعقول.. أما اذا اختلفنا.. اذن يا صديقي.. كل يدافع عن التأريخ و الحاضر من خلال الزاوية التي تعجبه.و هنا يكون متحمدنا انفصال تاني و تالت كمان..!!!

معك حتى نخرج جميعنا من النفق..!
كبر


______________

* الترميز ليهو اهمية قصوى فيما تبقى من سودان يا مكي.. اهو نحن الإتنين خاتين صورة المواطنة الشابة صفية اسحاق.. يعني الإتنين ماشين في نفس الإتجاه.. بس ناقصنا ترتيب بعض الأمور..و ده مقدور عليهو ..و لي قدام..

Quote: ارسل جنوده لنشر الاسلام فى مصر

???????????????

الأخ الكريم صديق مهدي علي

Quote: يا راجل الخليفة عبدالله حكم 13 سنة بالاسلام و13 سنة يصلى فى المسجد و عندما يحضرالمؤذن يجدالخليفة عبدالله لقد سبقه الى المسجد و الخليفة عبدالله

ومنذ متي نهت الصلاة حكامنا عن الفحشاء والمنكر؟؟؟؟

الأخ الكريم كبار

Quote: ما يحدث اليوم من قبل دولة البشير..هو رد فعل مضاد لما حدث في عهد الخليفة عبد الله.. هل تتفق معي في هذه النقطة؟..

نفس الخطأ بالطبع:
1. الفشل الإيدولوجي(أي أن التعايشي) فشل في تطبيق دولة العدل الإسلامية...وهو نفس ما حدث لحكومة البشير
2. الفشل الإيدولوجي أدي لأن يستعين الحاكم بعضده الجهوي (الأمر ينطبق علي الإثنين)
3. ادت الإستعانة بالجهوية والإنتماء التناسلي الي كثير من المظالم وإنتهاكات حقوق الإنسان المبنية علي أساس عرقي-جهوي
مع الفرق أن حكومة عمر البشير عليها رقابة ووسائل فضح فعالة من قنوات فضائية وإنترنت ورقابة دولية.
كما أن حكومة عمر البشير وجدت دولة قوية وقوات نظامية ومجتمع مدني وكلها بناها الإستعمار. فخفف ذلك كثيراً من تفلتها وساهمت فعاليات المجتمع المدني في محاصرتها وتحجيم آلتها القمعية.

ونواصل إنشاء الله

ممتاز جداً،،،كذلك إعترف لك أن حكومة عمر البشير أبادت مواطني دارفور مستعينة بالميليشيات الجهوية...وأبادت مواطني الجنوب بالميليشات الجهوي-دينية....
لكنها كذلك-والحديث عن حكومة عمر البشير- قتلت الشهيد ابوبكر راسخ-وعذبت الشهيد الماحي السخي وأعدمت ال28 ضابطاً وكلهم من المناطق الشمالية....وحدث ذلك عندما كانت تتدثر بعباءة ايدولوجيا الدولة الدينية....
فالظلم في الحالتين(التعايشي-البشير) لم يتوقف علي عرق او جهوية بعينها....
نعترف ايضاً بذلك....

الأخ/ مكي

تحياتي

قرأت وجهة نظركم بتمعن، وفي تقديري هي حكاوي، وإلا فما هي مراجعكم؟

الحاردلو لم يهجو الخليفة عبدالله فحسب، وإنما كان هجائة للغرابة جميعا

تذكرون شعره: جونا من الغرب رجال شينين مثل الكــلاب سوونا،

لذلك فإن شهادته مجروحة.

ليس بسبب كتابتكم، وإنما بعد اطلاعى على كثير من كتب تاريخ المهدية

وردتني خاطرة، عممتها على حكام السودان، فلم أجد واحدا منهم إسمه معرفا

بقبيلته غير الخليفة عبدالله، وقطعا هو لم يسم نفسه بالتعائشي وإنما المجتمع

حوله، فلماذا لم يسمى الإمام المهدي، بمحمد الدنقلاوي، أو الشريفي حسب رواية

بأنه من الأشراف، ولماذا لم يسم نميري بالدنقلاوي، وأبوالزهور بالفلاتي مثلا

(إن صحت الرواية)، إشمعني التعائيش بالذات، أليس هذه هي العنصرية بعينها

فمن أين بدأت؟ وإلى اين ستنتهي؟ إن حكم السودان أيا كان ومن أي قبيلة كانت

من الشمال، فهو سوداني فقط ولا يحتاج لتعريفه بقبيلته، بينما أن كان الحاكم

من الغرب، فهو التعائشي أو كذا....أليس كذلك؟ إذن تكريس العنصرية لم يبدأ اليوم،

وإن لم يتحرر شعب الشمال من هذه العنصرية فإن تمزق البلد قادم لا محالة، فلنتحرر

من عقدة الحردلو ونجعل عاصمة السودان مثلا مدينة نيالا، وليتمتع شعبها بما تمتعت

به الخرطوم من خدمات. وحينما تكتفي فليتم التحول لمدينة أخري، تداولا سلميا للسلطة

والجاه والمال، وفي الختام إذكروا محاسن موتاكم.

الأخ الكريم حماد الطاهر عبدالله
شكرا علي المداخلة التي بها نقاط كثيرة...لكن دعني أن أبدأ بالأخيرة

Quote: وفي الختام إذكروا محاسن موتاكم.

فهمنا لهذا الحديث هو الطامة الكبري التي جعلت اي ظالم يستأسد علينا ويعيث فينا فسادا وظلماً....
فننسي كل ذلك بمجرد موته...تحت فهم إذكروا محاسن موتاكم...
فهل يعقل هذا....؟؟؟

الاخ مكى سلامات وعليك ان تفهم الاتى :-

الخليفة عبدالله بن محمد هو الرجل الوحيد فى زمانه حكم بشرع الله 13 سنة وكان قويا و يحكم بما قال الله و انا سوف اذكر لك حديث عنه فى الاذاعة السودانية فى السبعينات و كنت اتابعه فى قريتى نعيمةبالنيل الابيضو التى عن الخرطوم مسافة 124 كيلومتر جنوبا كنت اتابع هذا الحديث عن الخليفة عبدالله انه رل ظالم وقتل الزاكى طمل ظلما فسرعان ما دخل فى الحديث دكتور لا اذكر اسمه لان المدة طالت ورد على تلك الافتراءات قائلا انه ليس انصارى و لاحزب امة لكن لانصاف الرجل فقال بالحرف الواحد قبل فترة سمعت هذا الكلام عن الخليفة عبدالله لذا عكفت على دراسة منشورات المهدية لان طبيب لست متخصصا فى التاريخ فوجدت ان الخليفة عبدالله ظلما بل الخليفة كقائد اعلى للجيش و الزاكى طمل كضابط لم يطيع اوامر الخليفة كقائد اعلى للجيش فحكم عليه بالسجن لكن للاسف الشديد القاضى الذى كان يرفع التقارير اليومية عن حالة الزاكى كان بكتب بان الزاكى طمل كان بيأكل جميع وجباته بانتظام فى حين كان يمنع عنه الوجبات بعد 13 يوم الزاكى طمل توفى عندما علم الخليفة بهذا الخبر حكم على القاضى بنفس المدة وانشا الله سأواصل

الاخ مكى,

تحياتى..

اخى الكريم التاريخ السودانى لم يكتب بطريقة امينة وعلى درجة من المصداقية و لذلك نشا جيلنا يحمل على قادة افذاذ اسسو لنا هذا البلد بتضحياتهم و اخلاصهم و نكرانهم للذات, فبدل ان نحفظ لهم ذلك قمنا بتدجين المقالات التى تغالى فى النيل منهم و تثير دواعى الكراهية و الفتنة و كله بسبب اننا لم نطلع على المصادر الحقيقية للمعولمات فى تلك الفترة فوقع الخليفة عبدالله ضحية لهذا التامر, قد يكون هنالك تجاوزات فى فترته هنا و هناك و لكنها ابدا لا ترقى الى النحو الذى نخونه او ننعته بانه مجرد بربرى راعى ابقار و متعطش للدماء كما درسنا فى تاريخ المرحلة الثانوية تخيل!! واالله كنت ادرس التاريخ بشقف و لكن مجرد ما درست سيرة الخليفة التعايشى فى التاريخ تيقنت ان شيئا ما لم يكن مظبوطا, كانت جدتى و هى جدة امى رحمة الله عليها تحكى و تقص علينا قصص مجاعة سنة ستة فى فترة الخليفة و كيف ان الناس اصبحت تتسول بحثا عن العيش و ظهرت الحيوانات المفترسة و ذكرت لنا ان الذئب كاد ان ياكلها هى و هى صغيرة لو لا لطف الله الذى اراد ان نكون من نسلها! فكل تلك البلاوى اجتمعت لتصعب الادارة فى فترة التعايشى لان الناس اصبحت تفعل اى شيئ من اجل الحصول على العيش و نتائج كل تلك الافعال حملها التاريخ الى الخليفة عبدالله دون علمه! اذا اعتبرنا ان تلك الفترة و بما ان الدولة دولة وليدة شانها شان دولة جنوب السودان الحالية فمؤكد لم تكن الادارة فاعله كما يجب, نسبة لاتساع الرقعة الجغرافية و انعدام المواصلات فاخبار الكوارث تصل الى المركز (امدرمان) بعد حدوثها تقريبا بشهر دى فقط المناطق الوسطى مثل كردفان و الحدود الشرقية لدارفور. ارجو اخى ان لا نقاضى الخليفة بعيون الحاضر و ليس هنالك ثمة ادنى مقارنة بين دولة الخليفة و دولة عمر البشير التى اقيمت فى الالفية الثالثة!! و احيلك لقراءة كتاب للدكتورة (فيفيان ياجى) و هى استاذة اللغة الفرنسية بكلية الاداب جامعة الخرطوم فهى قد حصلت على درجة الدكتوراة فى دراسة حياة و سياسات الخليفة عبدالله التعايشى, الكتاب عبارة عن رسالة الدكتوراة و تقريبا موجود بقسم مكتبة السودان على شارع الجمهورية الاتجاه المقابل لبناية وحدة الدراسات الاقتصادية و الانمائية وتوجد ايضا نسخة مترجمة الى العربية فارجو ان تقرا الكتاب جيدا(ان كنت ما زلت متواجدا بامدرمان) خلال هذا الاسبوع ثم ارجو العودة لمواصلة النقاش عبر هذا الخيط.

الإخوة المتداخلين والضيوف الكرام
لكم أن تعلموا جميعا أنني لم أتحدث عن حكومة التعايشي من وجهة نظر جهوية،لكنني أخذتها كنموذج للحكومات الوطنية لفترة ما قبل الإستعمار.
وفكرة البوست الأساسية مبنية علي مفهوم المواجهة مع النفس ونقد تجربتنا وليس تبرئة أنفسنا وتاريخنا وإلغاء اللوم علي الآخرين والإستعمار والأجنبي
وحكومة التعايشي كونها آخر حكومة وطنية قبل الإستعمار فأخذتها كنموذج بحكم مسئوليتها التاريخية. وواضح جداً ان حكومة التعايشي بصفتها الوطنية (عكس الإستعمارية) لم تكن مؤهلة لحل مشكلة الجنوب وجعلها وحده جاذبة،،فهي والحديث عن حكومة التعايشي:
- كانت تستند الي الحق الإلوهي في الحكم مثلها مثل اي دولة دينية في العالم القديم
- إستندت علي الكهنوت والدجل والشعوذة ¹
- فشلت في ايجاد نظام إقتصادي قويم(مجاعة سنة 6)
- إعتمدت في حكمها علي العضد الجهوي-القبلي
- كانت تفتقر الي العِلم والمؤسسية في إدارة الدولة

ولكل هذه الأسباب وبصفة انها حكومة سودانية وطنية لم تكن مؤهلة لجعل السودان موحداً بحدودة الجغرافية التي نتباكي عليها الآن
وعليه يجب أن نعترف إعترافا قاطعا ان الإستعمار لم يكن سببا في مشكلة الجنوب،،،فالمشكلة هي مننا وفينا
الدليل الأكبر علي ذلك هي فشل حكومات ما بعد الإستعمار في إيقاف الحرب وتوحيد الوطن علي أساس إنساني-قانوني قبل أن يكون جغرافي.
فوقفت الحرب حوالي 10 سنوات فقط من عمر الإستقلال الذي يقرب من ال50 عاماً
البوست هو نقد للتجربة السودانية في الحكم وفشلنا،عبر مر التاريخ، في إيجاد صيغة حكم عادلة وتداول سلمي للسلطة. ولن نكون مؤهلين لخوض مستقبل مشرق ما لم نعترف بقصورنا هذا ومواجهة أنفسنا بحزم ووضوح دونما الغاء اللوم علي العالم الخارجي
هذه فكرة البوست دونما زيادة أو نقصان
مع شكرنا لجميع المتداخلين لموضوعيتهم ولغة حوارهم الراقية

---

¹

Quote: ص 899 نقلا عن أحد منشير الخليقة عبد الله التعايشي: " ... ففي ضحوة الثلاثاء في 28 القعدة سنة 1302 (18 سبتمبر 1885) بينما أنا أفكر في ذلك إذ حصلت لي حضرة عظيمة بين اليقظة والمنام وهي أنه حضر لي واحد من الجن وطلب البيعة فسألته عن اسمه فقال لي كان اسمي السابق ماشي لأني كنت لا عقل لي وأما الأن وقد حضرت الإسلام فاسمي خاشي. ثم سألته عن قبيلته فقال العرضيون ويقال للواحد منا العارض دعينا بذلك لإعراضنا عن الحق. فقلت له قل أمنا بالله بالله والرسول وأمنا بالإمام المهدي وبك ثم أعطيته البيعة. وسألته عن اسم أبيه فأخبرني فنسيته لصعوبته ومخالفته لأسماء الإنس. ثم سألته عن أمه فسكت فظننت أن لا أم له. ثم سألته عن بلده فقال بلدي من المحيط ثلاثون سنة وطلب الإذن في الذهاب إلى أهله ليدعوم إلى حضور الصلاة هنا وملازمة الصف فإذنت له وذهب... وبعد إنصرافه حضر الجن بكثرة طالبين البيعة وقائلين في شأن الله على هيئة الأصحاب وكان بعضهم لابسين الفراوي وبعضهم قمصان بلا رقع فسألتهم عن عددهم فقالوا الذين حضروا هنا 70 ألفا فسألتهم عن قبيلتهم فقالوا الشمسيون فظننت أنهم من عباد الشمس فلقنتهم البيعة ثم حضر نساؤهم فبايعنني أيضا. ثم طلبوا الإنضمام إلى الأصحاب في الرايات فقلت إلى أي راية تنضمون قالوا إلى الراية الزرقاء مع يعقوب فإذنت لهم في ذلك ...." الخ.

المصدر
http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi...d=396&msg=1252048369