الطب السودانى: الماضى...الحاضر...والمستقبل...!

• عنوان –تقليدى- لندوه ستقام اليوم الجمعه 26-05-2006 بقاعة الشارقه جامعة الخرطوم


• وقفت مده من الزمن امام اللافته التى تدعو لهذه الندوه...فقد إستثارت فى نفسى كميه من الشجون...والشئون..وكنت منذ مده طويله أتحين الفرصه للكتابه فى موضوع الطب والأطباء


• والحقيقه المُرّه-التى لا مفر منها- أن هناك ترجعاً مهنى,أخلاقى وإنسانى مريع قد أصاب مهنة الطب فى بلادى


• ولم يكن هذا هو ديدن الأطباء فى الماضى الليس ببعيد...وكنا فى مدينه مثل عطبره نثق ثقه مفرطه فى مهنية وإنسانية الأطباء...فقد ضربوا أروع الأمثال فى التفانى والتجويد...وتذكرنى-هنا- بعض الأسماء المشرقه مثل المرحوم الدكتور مصطفى عبدالمجيد الكرفت ذلك الإنسان النبيل...والدكتور فلبس مرقص محروس...والدكتور القدال والدكتور حسن هيبه...والقائمه تطول...


• لكن يبدو أن حبل الود بين المجتمع والأطباء فى طريقه للإنقطاع...والإحترام الذى يكنه الشعب لمهنة الطب سوف ينقلب الى تهكم وسخريه....و-ربما- إحتقار..!


• فإذا نظرنا الى السلوك فى المستوصفات الخاصه فديدنه هو الجشع واللاإنسانيه...مع ضعف واضح فى المهنيه...والحكايات التى نسمعها تقشعر منها الأبدان وتدمى لها القلوب


• فعلى سبيل المثال كثيراً ما سمعنا بتحويل الحالات الميئوس منها الى المستشفيات العامه...حتى لا تحدث الوفاه فى المستوصف المعين فتشوه سمعته


• معظم المستشفيات الخاصه تعمل بنظام "الربط": دخل معين يجب تسديده بشتى الطرق والفحوصات الوهميه..!


• وقد صار إنشاء المستوصفات الخاصه هو وسيله ربحيه مضمونه يسيل لها لعاب التمويل البنكى...ويحدث هذا فى بلد يشكو معظم سكانه من العوز والضيق


• وإذا إنتقلنا للتمريض والممرضين...والتشخيص...والتخدير فحدث ولا حرج...


• أما الوضع فى المستشفيات العامه فهو يجمع بين عدم النظافه... عدم الإهتمام...إنعدام السلوك التمريضى...ضعف المعامل..وأشياء سيئه-أخرى- كثيره


• وقد إضطر أبناء شعبى لتلمس التطبيب الناجع فى الخارج(تحديداً مصر والأردن)...بعد أن فشل أبناء جلدتهم فى توفير الحد الأدنى من الأمان


• ومن المفارقات المؤسفه أن تكاليف العلاج فى مصر-مثلاً- وبما تتضمنه من تكاليف سفر وإقامه..تكون أرخص من تكاليف العلاج فى المستوصفات الخاصه المحليه...!


• وقد ظهرت مؤخرا-وتأكيداً للفشل المهنى الذريع- ظاهرة إستجلاب متخصصين من الخارج...فالموضه الإعلانيه فى الجرائد هذه الأيام على شاكلة: يعلن المستوصف الفلانى عن وصول الدكتور (أو الجراح) الفرتكانى المتخصص فى كذا وكذا...وعلى المرضى............!!


• لن نقبل بالتبريرات-التخديريه- بإلقاء اللوم كله على النظام السياسى-الذى يتفق الجميع على سوئه وفشله- لكن الأمر أعمق من الركون الى التبريرات السياسيه فقط...فكبار الأطباء الذين نشاهدم لا يشكون من عوز أو فقر فلماذا-إذاً- يركنون الى كنز الأموال على حساب كنز العلم والإنسانيه؟!


• هجومنا العنيف هذا ناتج عن مشاهدات يوميه نتلمسها من الحكاوى التى نسمعها ومن التجارب التى خضناها أو خاضها أقاربنا وجيراننا....لكن هذا لا يمنع أن تكون هناك بعض الإشراقات هنا....وهناااااااااك!


• الإشراقات البسيطه...تعطى شيئا من بصيص الأمل فى نهاية نفق الجشع واللإنسانيه....لذا لن أدع اليأس يتسرب الى قلمى...وسارفع صوتى عالياً...يا شرفاء أطباء بلادى:إتحدوا

الصوره أدناه(من بوست الأخت ندى على) تؤكد ما رميت اليه من هذا البوست