البت السمينة والولد السمين

الاضرار الصحية للبدانة المفرطة، وحتى غير المفرطة، اصبحت من الامور المعروفة و المسلم بها في زماننا الحاضر،
الا ان للبدانة آثار و جوانب اخرى اجتماعية واقتصادية، ...الخ. لم تحظي بنفس القدر من الاهتمام.
من أهم هذه الجوانب الاخرى: الجانب الاجتماعي والمتمثل في اشكال المعاناة الاجتماعية المختلفة التي يعانيها البدين والبدينة
بداية بالمعاناة في الطفولة من جراء سخرية الاقران ومرورا بتعثر الزواج والتفرقة في التوظيف .... الخ.
ولا شك ان مفهوم المجتمعات المختلفة للبدانة - متفاوت - ففي الوقت الذي ترى فيه بعض المجتمعات الفقيرة جدا ان البدانة مؤشر على تمام الصحة والعافية،
ترى مجتمعات اخرى (غنية) ان البدانة من مؤشرات الفقر والاهمال الصحي !
وفي مجتمعنا السوداني تارجحت النظرة للبدانة والبدناء ما بين النظرة الاولى (علامة صحة وعافة وثراء ) الى النظرة الثانية (مؤخرا) باعتبار ان البدانة غير مرغوب فيها ومؤشر سلبي للصحة !
(ما يزال تقليد تسمين العروس حاضرا حتى الآن) !
من ناحية ايجابية؛ انتشر الوعي باضرار البدانة وسط المجتمع السوداني، اما الناحية السلبية فيظل البدين والبدينة يعانيان من اشكال مختلفة من التمييز

الكاريكاتير اعلاه قد يفهم منه - السخرية من البدناء، أو الحض على تخفيف الوزن !

(جميلات، بدينات، ذكيات) كُثر ؛ كان نصيبهن بائساً او معدوما في مسألة الزواج مثلاً والسبب المباشر وراء ذلك - السمنة الشديدة.

* ارجو ان انوه هنا الى انني بقدر ما ادعو لعدم التفرقة ضد البدناء ، الا انني لا اشجع البدانة وادعوا لمحاربتها.