حبيبى مفلس !

حبيبى مفلس !


06-09-2013, 06:08 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=430&msg=1370797739&rn=1


Post: #1
Title: حبيبى مفلس !
Author: محمد حامد جمعه
Date: 06-09-2013, 06:08 PM
Parent: #0

مررت مساء امس بحدائق عامة ، قيل ان اسمها (حبيبى مفلس) اكتظت بالاسر والعائلات وضجيج الصغار المطلق السراح من اى التزامات لاحظت فيها حلقات لشباب وصبايا فى متن العمر النضير ، بعضهم تحلق يلقى اشعار بين السياسة والادب وبعضهم التزم جانب العوادين ومنهم من انتبذ مكان قصيا يدير حوارا حول قسمة الوجدان والمسالة مع ام العيال المستقبلية والمرشحة لدائرة قلبه الاجتماعية ، احسست حينها ان هذا الشعب يجيد صناعة الحياة رغم الضغوط وبغضاء الحرب وتجارها ، وان الانبوب الذى اغلق لم يغلق امام هؤلاء فضاءات العيش والامل
تخيرت اول مدخلى ، وقد شدنى الفضول للعروج والنزول الى مهبط حبيبى مفلس ، جلست على الارض ، بلل بعضا من عشب الارض ، والماء المراق عليها باهمال بنطالى ، وطأت بمؤخرتى ما ظننته شيئا مخيفا ثم سرعان ما اكتشفت انها (علبة برنجى ) اخذتها ، تاملت شعارها وعبارتها الكذوبة صنع خصيصا للسودانيين وتحذير وزارة الصحة الهتافى ان التدخين ضار بالصحة ثم رميتها ، حينما انتبهت لممارسة عادتى فى الفضول بالنظر لطمتنى كرة بلاستكية لصغار يديرون مباراة لكرة القدم على عجل ، رددتها اليهم وانا اتبسم فى وجههم ، اخذوا كرتهم لاحظت ان اى منهم لم يعتذر ، امراة من طرف الجانب الاخر تطلب صغيرها (وليد) الذى يبتعد هاربا ، الوالدة ترفع وتيرة صوتها الغاضب (ولييييييييييييييد) الذى لكما امتد حبل صوت امه مد هو خيوط المؤامرة مع رفاقه للاختباء عنها فلم تملك سوى ان تعض اصابعها وهى تتوعد ، حينما عدت الى نفسى وجدت نفسى امام مجلس للشعر ، صبية سمراء نحيلة ، يقدمها احدهم بمقدمة بدت لى مملة ، اكثر من ادعاء المعرفة ، استعان بيت شعر عربى قديم ادخل صدره فى عجزه فتحول البيت المحفوظ للجميع الى خرابة ! وقفت الفتاة ، خجل قليل اعتراها فارتبكت ، انصرفت الى ضبط الطرحة على راسها ، ارتدت زيا بسيطا ممن نراه عند عامة بناتنا لكنها كانت انيقة ، هرب صوتها اول الحديث ثم سرعان ما تماسكت ، الشاب الذى بجانبى بدا مهتما بها ، كلما التقت نظراتهما نظر اليها مشجعا وارسل اشارة بيده مشجعا

Post: #2
Title: Re: حبيبى مفلس !
Author: محمد حامد جمعه
Date: 06-09-2013, 06:10 PM

كان يغمض عينيه ويفتحهما فى لحظة النظر اليه بدا وكان اثيرا غير مرئى يربط بينهما ، بدا لى ضابط ايقاع هذه الابيات ، القصيدة كانت موجهه له ، قلت فى نفسى (دا المعلم ) ثم سرعان ما طردت شيطان (الشمار ) وانصرفت اليها قالت شعرا ذكرنى بطريقة رصه ونظمه واستخدامات التعابير والاوصاف فيه طريقة عاطف خيرى ، ورغم انى لى لسان سليط وحاد فى نقد الشعراء خاصة من بعض الذين يرون ان رص ست كلمات وتبويبها بعبارات نص ومدخل وناصية وراية مرفوعة يجعل منها قصيدة ولكن للحقيقة فقد سمعت شعرا بهيا ونضيرا ، عامية فصيحة ، نعم واجل ، عامية رصينة ، دافئة صادقة ، وجدت نفسى اغوص فى القصيدة ، وقالت واحدة ثم اردفت بثانية وفى كل مرة يرتفع التصفيق ويلتحق بالحلقة والمجلس فوج جديد من النظارة حتى اكتمل عدد القصائد اربعة لاجد نفسى بعدها اصفق واصفق واصفق ثم اصفق ... واصفق