أسئلة مهمة لضباط الجيش والشرطة بالمنبر العام؟

هل هناك حصر دقيق بأعداد الضباط الذين فصلوا فصلا تعسفيا من الجيش والشرطة؟
وهل هنالك تصورات عملية جاهزة ما بعد إسقاط الطغاة لكيفية ترتيب الأوضاع في الجيش والشرطة وايضا للتعامل مع ما يسمي ب( جهاز الأمن الوطني والمخابرات )؟
وهل الضباط المفصولون قبل اكثر من عشرين عاما مؤهلون لقيادة الجيش والشرطة؟

ومدعاة تساؤلي المشروع ان هنالك ظرفية معقدة جدا ستواجه قوي التغيير عشية سقوط الطغمة المحتوم وهو أمر وشيك حيث ستظل كل المؤسسات النظامية بكامل ضباطها وسلاحها والذين هم كلهم تقريبا من أعوان الطغمة وقد عينوا محل هؤلاء الضباط المفصولين علي اساس الولاء للطغمة وليس الكفاءة ولذلك سيكون الوضع عسيرا ومعقدا جدا علي قوي التغيير في مواجهة هذا الواقع الحساس والذي يحتاج لترتيبات عالية الحساسية من الان وهو امر بالضرورة ينبغي ان يوكل لكل الضباط الوطنيين المطرودين من الخدمة وايضا الذين احيلوا للمعاش باعتبارهم اهل وجعة بالدرجة الاولي لانهم ضحايا الفصل التعسفي وايضا اهل اختصاص في هذا الامر ووحدهم من يدرك كيفية التعامل مع هذا الملف الخطر لانه اذا لم يحسم هذا الامر من الان فلا ضمان لنجاح مسيرة التغيير المنشود لطالما هنالك قوة معادية ومناهضة للتغيير تحمل السلاح وتسيطر علي كل الوحدات النظامية وبالتالي لديها امكانية اجهاض اي فعل من شأنه ان يهدد مصالحها!!

ان الجيش والشرطة جهازان حساسان ولا يمكن ان يترك للمدنيين السياسيين للتقرير في مصيرهما في التغيير القادم حيث لا بد من حضور هل الاختصاص للبت في هذه المسألة الحساسة والتي من صميم واجبهم الوطني والمهني وباشرافهم علي هذا الملف الحساس سنضمن تحرير هاتين المؤسستين من براثن الشمولية لتعودا مؤسستين قوميتين للاضطلاع بدورهما الوطني في حماية امن البلاد والعباد والدستور والسيادة الوطنية وليس لحماية القتلة واللصوص والمجرمين. 

العزيز هبانى صباحك أبيض , نعم تم تسيس القوات النظامية لتصبح فى خدمة النظام , لكن لهذه القوات نظم عمل كثيرا ما تفلح فى
تحييد منسوبيها ووضعهم امام مسؤولياتهم الوطنية والتاريخية , عبود مثلا عندما اشتد اوار الثورة وعلم ان المخرج واحد وهو تسليم
السلطة للشعب فعل ذلك , نعم هناك فرق كبير بين البشير وعبود من ناحية الوعى والوطنية , عبود رحمة الله عليه كان وطنيا ويتميز
بوعى متقدم رغم انه عسكرى قح على نقيضه البشير الذى توفقت الجبهة الاسلامية تماما فى اختياره لمنصب رئيس الجمهورية مستغلة
رعونته وهمجيته وسهولة توجيهه لفعل كلما هو بشع وغير اخلاقى , الشئ المؤكد عندما يشتد اوار الثورة ستهرب كل كوادر النظام القيادية
خوفا على حيواتهم وسيكون هناك فراغ دستورى سيعقبه انهيار كامل لكل كوادر النظام العسكرية , يوجد اباء شرعيون للشرطة ومثلهم فى القوات
المسلحة , مثلا فى الشرطة لدينا عبدالله حسن سالم وعباس مدنى , هجو الكنزى , ابراهيم الكافى , احمد المرتضى البكرى أبو حراز , فيصل مطر
, محمد الحسن يوسف , عبدالله عبده كاهن , عبدالاله الملك , عباس أبو شامة وآخرون , هؤلاء الرجال ورغم تقدم البعض منهم فى العمر الا انهم وبكل
تأكيد قادرون على احتواء أى تفلت قد يحدث وقادرون على وضع الامور فى نصابها وهم رغم بعدهم الا انهم يدرون ما يجرى فى الشرطة , غايتو من
ناحية الشرطة ما تشيل هم يظل الكيزان رغم الضجيج الذى يحدثونه الادنى كعب ان حدثت الثورة , نعم هناك بعض الحمقى والمتهورين لكنهم بالتأكيد لن
يصمدوا ويمكن لجمهم , وحتى وسط العاملين الآن يوجد عدد من الضباط لن يغامروا بتاريخهم المهنى ولا بانسانيتهم من اجل نظام يدركون سوءه وفساده
كما هناك أصحاب الولاء الضعيف وهؤلاء دائما مع الغالب , تعرف يا هبانى خلال وجودى فى بيوت الأشباح شاهدت احد العساكر يحتد مع زميله وكادا أن
يشتبكا لأن احدهم افرط فى تعذيب احد المعتقلين بشكل بشع فطلب منه الآخر التوقف بل وهدده بالاشتباك معه ان استمر فيما ظل يفعله , ما أوردته لن يغنينا
عن الحيطة والحذر وتجهيز البدائل التى ستتولى أمر قيادة القوات النظامية علما بأن النظام احال ضباط برتب كبيرة للمعاش بسبب الشك فى ولاءهم وهؤلاء بكل
يسر يستطيعون ملء الفراغ لحين اعادة تأهيل من أبعدوا لفترات طويلة , الامر ليس بالشئ العسير .

تعرف يا هشام الشئ الجيد فى عمل القوات النظامية أن أى قائد لقوة يكون مسؤول تماما عن أى اخفاق يحدث مهما كان بسيطا لذا دائما
ترتفع درجة الحذر عند النظامى كلما تمت ترقيته للرتبة الأعلى ويسعى بقدر المستطاع ان لا يقع فى خطأ ربما كلفه الكثير , عشان كده
وفى تقديرى الخاص كلما كان الشعب جاد فى اسقاط النظام ومصصم على ذلك عبر الهبة الشعبية كلما تناقص عسف القوات تجاه الثوار
و على الاحزاب ان كانت جادة فى تخليص الشعب السودانى من ربقة جور وظلم النظام القائم ان تخرج للشارع دون تاخير لانجاز الثورة
بدلا عن الندوات اللمبية خارج الحدود لاسقاط نظام قائم فى الخرطوم , عمنا العقيد معاش احمد صديق العوض كان على رأس كتيبة كلفت
بقفل كبرى الحرية صبيحة السادس من ابريل للحيلولة دون ولوج أمواج المتظاهرين لقلب الخرطوم , عندما تم اعلان استيلاء القوات المسلحة
على السلطة وامرت قوات الشرطة بالانسحاب الى وزارة الداخلية , حضر عمنا احمد صديق وكان يتصبب عرقا تحلقنا حوله نحن صغار الضباط
لمعرفة الأحوال , قال لنا تعرفوا يا شباب عندما اتتنى الاشارة بالانسحاب من كبرى الحرية لوزارة الداخلية شعرت بأنى ولدت من جديد , وبدأ يسرد
لنا كيف كان المتظاهرين مصممون على اقتحام الكبرى ودحرنا منه الا ان العقلاء كانوا يصدونهم ويبعدونهم عن الاحتكاك بنا , وقال كنت أسأل الله فى
سرى وأدعوه أن يتمكن العقلاء من وقف المتظاهرين حتى لا أطر لاطلاق أعيرة نارية على تلك الجموع وأتسبب فى اعاقة أو ازهاق روح انسان يسعى
للعيش بكرامة .

الاخ الجسور فيصل

تحياتي ومشتاقون

تشكر يا حبيب علي هذا التنوير الطيب والمطمئن جدا حول مالات موقف الشرطة المحتمل حسب تقديرك ساعة التغيير واتمني ان تكون كذلك الامور رغم عدم ثقتي المطلق في هؤلاء الكيزان الذين زرعوا كثيرا من اعوانهم داخل هذا الكيان الوطني النظامي الحساس والمرتبط ارتباطا يوميا وثيقا لصيقا بحياة المواطنين وهي ظرفية عملية غير متوافرة للعاملين في الجيش والذين دوما في معسكرات وتدريبات منشغلين بقضية الحروب المنتشرة في الوطن وانا متأكد أيضاً انهم كمواطنين يعانون أيضاً مثل اهلهم المدنيين ازمات العيش لانهم مرتبطون بأسرهم وذويهم ولكن رغما عن هذا يظل الوضع في الجيش تقريبا مسيطرا عليه بالكامل من قبل الطغمة بعد طرد كل العناصر الوطنية التي لا تتبع لهم واحلال أعوانهم محل هؤلاء المفصولين وبرغم ذلك وكاحتياطي انشأوا قوات الدفاع الشعبي المدنية وهي مليشيات عقائدية تتبع للطغمة وتحت اشراف مباشر من الجيش وخطورتها ايضا انها ستظل قوي احتياطية حاملة للسلاح وايضا داعمة للنظام وقطعا ستستخدم عند اللزوم كما هدد بذلك المجرم البشير العام الماضي عندما هبت مظاهرات شعبية عارمة في العاصمة استهدفت اقتلاع النظام فهدد المتظاهرين ب( المجاهدين ) وهو يقصد قوات الدفاع الشعبي .
ان الشرطة مختلف الامر فيها تماما عن الجيش ويفترض ان تكون تقديراتها للامور مغايرة لوضع الجيش لالتصاقها اليومي المباشر بأمن المواطن ومشاكله اليومية وتعرفها علي معاناته وايضا هي علي علم بكثير من خبايا الفساد الرسمي الذي ساهمت في فضحه في كثير من القضايا مما يؤكد وجود عناصر وطنية لا زالت ناقمة علي الطغمة وفسادها بعد ان أتيحت لها فرص ان تداهم كثيرا من المفسدين.. ولكن أيضاً برغم ذلك لا زالت الشرطة ساعة الأزمات وفي تصديها للمظاهرات اشد قسوة من ذي قبل في الحقب الفائتة بل أسرفت كثيرا في قمع الناس ومن هنا تأتي المخاوف وهوامر يدلل علي ان سطوة الطغمة كبيرة بها حيث يبدو انه في هذه الحقبةالكالحة قدتم توسيعها لاستيعاب كثير من الافراد والضباط المؤدلجين أضعاف ما كان في السابق وايضا تم تسليحها بشكل يجعلها اشد خطرا علي امن المواطن!
لكن المحك الحقيقي سيكون في لحظة التغيير الكبري عندما تخرج الجماهير لكنس الطغمة فهل يا تري سنتوقع انحيازا للشعب من قبل ضباط الشرطة والجيش والامن كالذي حدث في اكتوبر64وابريل85 ام انهم سيسرفون في قمع الجماهير لانهم جنود في خدمة الدين مؤمنون برسالتهم السماوية في الحفاظ علي دولة الاسلام وخلفاء الله في الارض؟
 

الاخ العزيز فيصل

هل هنالك حصر لعدد ضباط الشرطة المفصولين تعسفيا حتي الان؟

نعم عزيزى هشام هناك حصر جيد لكل ضباط الشرطة الذين احيلوا للمعاشات ومن مختلف
الدفع , وأصحاب الكفاءات والقدرات الجيدة على قفا من يشيل وكلهم مستعدون لدفع ضريبة الوطن .

Quote: ام انهم سيسرفون في قمع الجماهير لانهم جنود في خدمة الدين مؤمنون برسالتهم السماوية في الحفاظ علي دولة الاسلام وخلفاء الله في الارض؟

هشام يا صديق , دولة الاسلام الجماعة ديل هزموها بفسادهم الذى سارت به الركبان , لا أظن هناك عاقل
يدافع عن هذا النظام من منطلق دينى حيث بانت بينونة كبرى مفاسده , قد يوجد من يدافع عن مصالحه وهذا
النوع لن يصمد فى وجه قوة الحق .