للتحاور.. موسيقانا السودانية.. أزمة ثقة أم فهم خاطيء؟

كثر الحديث عن محلية الموسيقى السودانية وغيابها التام عن المحافل والإعلام الخارجي وتشعب الحديث عن عدم تقبل المتلقي الغير سوداني لها وتباينت الرؤى عن الأسباب التي ساهمت في ذلك.. هناك من ألقى باللوم على الإعلام السوداني وهناك من شخص الداء في سُلمنا الخماسي ومحدوديته (حسب وجهة نظرهم).. في اعتقادنا أن الفن السوداني يتميز عن غيره بالكثير والكثير والسودان بلد غني بتراثه وتتعدد ثقافاته وتتنوع موسيقاه ويملك كافة المقومات التي تجعله في مقدمة الركب في هذا المجال.. ولا أعتقد أن هناك بلاداً عربية تملك ما نملكه من إرث فني ضخم.
قد يكون الإعلام السوداني ساهم بقدر يسير في هذه المُعضلة التي استعصت على الجميع ولا أعتقد أن للسلم الخماسي دور في هذا التخلف والعجز عن اللحاق ببقية الدول العربية التي حلقت بعيداً في هذا المجال مرتكزة على السلم السباعي في موسيقاها ويمثل القاسم المشترك فيما بينها. فالسلم الخماسي ليس كما يعتقد الكثيرون، فهو غني جداً وزاخر وتعتمد عليه الكثير من الشعوب وتُبدع وتنطلق نحو العالمية من خلاله وتنجح فيما فشلنا فيه نحن.. وتُثبت للجميع أن العلة ليست في هذا الأمر بل هي في كيفية توظيفه واستغلاله بشكل سليم.. إذن علينا البحث عن مكامن أخرى للخلل والفشل..
نرى أن القصور يقع وبشكل كبير على عناصر صناعة العمل الفني مثار النقاش والجدل.. فعندما تقدم وجبة ما يجب أن تكون كيفية التقديم هي الأساس.. لأن المذاق ليس كل شيء.. فمن غير المنطقي أن نشارك في عدد من المهرجانات وينصب اهتمامنا على إرضاء زوق المتلقي العربي ولجان التحكيم بتقديم مادة فنية أنصب اهتمام شاعرها وملحنها ومؤديها على أن تكون قريبة وبشكل كبير من موسيقى أخوتنا العرب.. يتم حشوها بأنصاف وأرباع التون وتعبئتها بالهارموني واختلاس بعض الجمل الموسيقية التي تتوافق والسلم السباعي وتكون المحصلة مادة فنية مصنوعة تفتقد المعالم والهوية.. هل يُعقل أن أبيع الماء في حارة السقايين كما يقول أستاذنا الموسيقار (عادل الصديق)! قطعاً لن يستهويهم الأمر ولن أكون قدمت ما يعكس ويخدم الفن السوداني.. فهذه موسيقاهم وهم أكثر دراية بها منّا.. فهم ينتظرون ما تزخر به أرض السودان من موروثات فنية عظيمة وليس تقديم مسخاً وتشويهاً لفنهم. بالتالي فإن عقلية المطرب أو الملحن السوداني يجب أن تُدرك هذا الأمر وتلتفت لاستخراج هذا الدر المكنون وعكسه بطريقة علمية سليمة وتقديمه في قالب سوداني أصيل.. وأعتقد أن تجارب الفنان الدكتور عبد القادر سالم والفنان عمر إحساس عكست هذا الأمر وسارت في ذات المنحى الذي ننشده.. فنالت النجاح والاستحسان.

Quote: فمن غير المنطقي أن نشارك في عدد من المهرجانات وينصب اهتمامنا على إرضاء زوق المتلقي العربي ولجان التحكيم بتقديم مادة فنية أنصب اهتمام شاعرها وملحنها ومؤديها على أن تكون قريبة وبشكل كبير من موسيقى أخوتنا العرب.. يتم حشوها بأنصاف وأرباع التون وتعبئتها بالهارموني واختلاس بعض الجمل الموسيقية التي تتوافق والسلم السباعي وتكون المحصلة مادة فنية مصنوعة تفتقد المعالم والهوية..

كلاهما يا خالد: أزمة ثقة أدت إلى فهم خاطئ ...
وربما فهم خاطئ أدى إلى أزمة ثقة.

قد يكون أخي محجوب البيلي..

لك التقدير..

الأستاذة/ سلمى سلامة..

لك التقدير على المداخلة القيمة..

بالفعل أنا أقصد المنطقة العربية تحديداً.. وكما ذكرت فإن موسيقانا في إفريقيا تجد القبول ولها مكانتها المميزة..

أيضاً في جزئية من حديثي قصدت المشاركات السودانية في بعض المحافل العربية..

آمل أن تلقين الضوء على أسباب ضعف تلك المشاركات..

هل جوائز الترضية هي كل غاياتنا؟!!

ما حدث أخيراً من جدل حول مشاركة ممثل السودان في مهرجان الأغنية الأخير والذي فاز تلفزيون السودان فيه بجائزة أفضل نص يُدعم هذا الطرح..

موضوع ممتاز

لك التقدير أستاذنا يوسف الموصلي على المرور الجميل..

في اعتقادي أنك لك تجربة ناجحة في هذا المجال وعلى ما أذكر بتقديمك أغنية (فتنت بيك) للراحل الكاشف في مهرجان القاهرة للموسيقى بمصاحبة أوركسترا مصرية وكان عمل ناجح بكل المقاييس.. آمل أن نسمع رأيك حول هذا الموضوع.. خاصةً أن جدال مشاركات مطربينا في المنافسات العربية لا يزال محتدماً وتختلف معايير المشاركة من شخص لآخر..

بجيك راجع ولصديقتي سلمى كلام تحليلي جميل

الزول الاعز خالد على ... طبعا موضوع البوست يعتبر قديم جديد بحيث كثر الكلام في هذا الخصوص ولا بأس من التجديد بحجة أمثالك ومثلى من الموجوعين والحادبين على تخطى الاغنية السودانية حدود المحلية رويدا رويدا فلا يمكن أن نقول الانطلاق من المحلية الى العالمية مباشرة في ظل غياب الأغنية السودانية مئات السنين في المحافل الدولية والوطن العربى على وجه الخصوص باعتبار أن شعرنا الغنائى عربى وأوضح من الذى غزا الدول العربية من القاهرة الى لبنان ولا شك بعبارات ركيكة أو دون مستوى شعرنا الذى نفتخر به ونجد فيه مفردات موجودة بالقرآن الكريم وهذا الموضوع يحتاج لبوست منفصل ( اللهجة السودانية في القرآن الكريم ) ورجوعا الى الموضوع أخى خالد وبما أننى من الموجوعين على انحصار هذا الكم الهائل من الشجن والعاطفة محليا أقول لك أولا ماذا تقصد بأزمة الثقة ... هل تقصد ازمة ثقة داخلية فيما نقدم أم أزمة ثقة خارجية ويرفض تقبله ... هنا احتاج الى جابة ... أما موضوع السلم الخماسى ليس هو المشكل على الاطلاق لأنه من غير المنطق أن يتم التنازل عن بيئتنا وطبيعتنا وموروثاتنا لارضاء الآخرين ... بل نظل متمسكين ونعمل على تطوير السلم الخماسى بحيث يسهل للآخرين القبول ونحن نطرح ولا نجبر أحد كى يستمع لنا ولو ظللنا هكذا مائة عام اخرى فلن يؤثر لآنه غذاء أرواحنا نحن السودانيين ... هل لك أن تجيبنى لماذا تجاوب بعض العرب مع سيد خليفة وأحماد الجابرى ؟؟؟ ولماذا تجاوب العرب وغير العرب مع عبد القادر سالم وعمر احساس.... والى أن تجيبنى لا شك أننى سأرجع ولكن الآن الساعة الثالثة بتوقيت الامارات وانتهى الدوام وعلى الذهاب ولنا عودة

تحياتي أخي بهاء الدين ومشكور على المداخلة..

أزمة الثقة لدى أكثر من طرف.. أولهم المغني..

أما الفهم الخاطيء يجيء لاحقاً أي بعد اتخاذ قرار المشاركة..

أنا على يقين تام بمدى ثراء السلم الخماسي ولا يداخلني أدنى شك في ذلك وإن رجعت للبوست يبدو ذلك جلياً..

التسؤال ينصب حول مشاركاتنا الخارجية .. ( هل هي أزمة ثقة أم فهم خاطيء)..

لك التقدير والحب..

في انتظارك استاذنا موصلي..