مطره واحده تكفي لمن (يرشو) عليه العطاء!!!

مطره واحده تكفي


هلا الخريف هلا اهلاً به وسهلاً مقطع من قصيدة او نشيد طفولي هتفت به لمن كنت صغير وبلعب بالتراب رددناه في فرح وكانت قطرات الامطار تداعب وجوهنا وتغسل عننا رهق الطفوله البرئ والخريف كما تعلمون من اجمل فصول السنه ففيه تتفتح الازهار وتعطر الاكوان باريجها الفواح وفيه تخضر الارض وتلبس حله خضراء زاهية ترسم لوحة جميله علي خارطه الطبيعة العطشي للامطار وفيه اي (الخريف) ترتوي الارض البكر بماء الخير والبركة لتخرج لنا ثمارها وفيه ايضاً تشبع الحيوانات (قمحاً ووعداً وتمني) مما تنتجه الارض من خيرات والخريف فصل جميل يتحول بكل روعة جمال ما ذكرت اعلاه الي كوارث يحيل ايامنا سواداً ويعطر اكواننا بروائح تزكم الانوف وتبعث في النفوس الشعور بالغثيان وذلك لان الخريف الجميل يحتاج الي استعدادات تحول دون تحوله الي كوارث بيئيه تشوه اللوحة الجميلة للخريف وتفقد النشيد الطفولي معناه وترحيباته الحارة ما دفعني للكتابه عن هذا الفصل الجميل هو ما ظللت اعاني انا منه طيلة السنوات الماضيه فما ان (هلا الخريف هلا) الا واصاب انا بالامراض ملاريا ازعاج عام للضفادع عدم نوم للبعوض عدم تناول اي طعام للذباب المحترم والذي يتكاثر في هذا الموسم بكثافة تفوق سكان الصين ومع اقتراب هطول اول امطاره اصبحت صديقاً شخصياً ومشاهداً اصيلاً للنشرة الجويه لمعرفة (أهوال) الطقس ومنسوب النيل وموقف الامطار لهذا اليوم وموعد الشروق والغروب والفاصل المداري والي اخره من مفردات تلك النشره المحفوظه بالنسبه لي عن ظهر قلب اخاف كثيراً من هطول المطر وبداخلي اقول مع السلامة يا خريف وليس (اهلاً به وسهلاً ) وسبب خوفي اعلاه هو ان مطره واحده تكفي لتحيل كل شوارع العاصمة علي قلتها الي مستنقعات آسنه ومستوطنات لتوالد وتزاوج اسر وعوائل الذباب والبعوض والمطره في الخرطوم تحول كل سكانها الي لاعبي (اكروبات) يمكنهم المشى على العجين وما (يلخبطهوش) كما يمكنهم تمثيلنا اولمبياً في رياضة المشي علي (الحجارة) التي توضع وقتها على قارعة الطريق لتكون وسيله لعبور تلك المستوطنات والمستنقعات بوسط الخرطوم العاصمة الحضاريه كل هذا يحدث والوالي في ولايته الجديدة (قبل سنوات) يعلن البدء في الاستعدادات لمجابهة الخريف بحفر المجاري والمصارف ولكن (مطره واحده تكفي) لتوضح مدي كانت هذه الاستعدادات (مستعده) مع العلم ان المصارف (لا اقصد البنوك) هي نفسها اكبر كوارث البيئه وهدم صحتها المتدهورة وكأني بالمتعهد الذي تتعاقد معه الولاية يقوم بالحفر بطريقة تجعل هذه العملية تتم (سنوياً) بعد كل بداية خريف وذلك لان عماله لايكلفون انفسهم وعثاء وضع التراب في مكانه الصحيح خارج المجري وبعيداً عنه حتي لا يعود التراب مشكوراً بعد يومين فقط من انتهاء عمليات الحفر الي مكانه الطبيعي داخل المصرف وكأنك يا أبوزيد ما (حفرت) ولا غزيت!! تحقيقاً لمقولة العرجا لى مراحا تعود أيضا التراب (لي مجراها) !! لماذا لا تقوم الولاية بإنشاء مصارف ثابته وغير موسميه الحفر حتي لا (يرشو) العطاء الحفري علي ذلك المتعهد مرة أخري بعد أن كان (يرسو) عليه طوال السنوات الماضية ؟!!! ولماذا لا تتم عمليات الحفر بطريقة هندسية عملية مدروسه ؟ لا أنتظر إجابة وإنما بيان (بالأمل) حتي لا أكون بكتابتي كمن (يحفر في السراب) وختاما ما يقال عن هذه الحفريات الموسميه هو أمنيات بأن تكتمل (بعد) نهاية خريف هذا العام إستعداداً لبدءها مرة اخري (قبل) بداية خريف العام القادم ... والساقية لسة مدوووورة !!!!!

مطرة واحدة تكفى جعلها الله (أمتار) خير وبركة
طبعا (متر ) الحفر لمن يرسو عليه العطاء غالى ونفيس!!!!

سلام