رسالة حب و احترام إلي الاستاذ محمود محمد طه و الاخوة الجمهوريين

رسالة حب و احترام إلي الاستاذ محمود محمد طه و الاخوة الجمهوريين


05-11-2013, 04:20 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=430&msg=1368242417&rn=0


Post: #1
Title: رسالة حب و احترام إلي الاستاذ محمود محمد طه و الاخوة الجمهوريين
Author: طه جعفر
Date: 05-11-2013, 04:20 AM

الأستاذ محمود محمد طه

عندما زج به المستبد في السجن كنت يافعا كان عمري بالضبط تسعة عشر عام بالكاد بدأت أتلمس رمل الدروب. عندما انظر إلي صورته أجد فيها لمحة من أبي و أعمامي ، أجد فيها طيفا من صورة جدي الخليفة طه ود عوض.
التحقت بالجامعة ( جامعة الخرطوم) في ذلك العام و اعني بالضبط 21 يوليو 1984 ، وقعت أحداث عنف اختلقها الإسلاميون فتم إغلاق جامعة الخرطوم ببيان بثته الإذاعة في نشرة الثالثة، كانت هي أحداث الطالب (عماد) و كان حينها مدير الجامعة الدكتور عمر بليل الذي زار مسجد الجامعة لحظة اعتكاف الإسلاميين المختلط ( كان حينها وقت دخول الطالبات الإلزامي إلي داخلياتهن هو الحادية عشرة مساء و كانت مخالفة الإسلاميون للقوانين واضحة) لحظ مدير الجامعة الاختلاط بين الجنسين في مسجد الجامعة الذي كان يصفه بعض الطلاب المستنيرين حينها بمسجد الضرار الذي أوجد لإنفاذ الشقاق بين الطلاب ، كان بعض الطلاب من سكان البركس يؤدون الجمعة و شعائرها في مسجد مستشفي العيون بعيدا عن علماء السلطان الكذابين من أولاد الدكتور الترابي.
في ذلك الزمن كنت اغشي أركان الإخوان الجمهوريين مع زملائي لنسمع كلاما مختلفا عن الدين ، لنسمع كلاما جديدا عن معتقداتنا و قناعتنا كنا نستمتع بحوار الفكر و عصف الكلمات النافذة بأفكار ورثناها عن اهلنا في الدين من غير تفكير من أساتذنا ( الدكتور دالي و الدكتور عمر القراي) و ياله من عصف جميل ! و هما يحاصران فكر الإخوان المسلمين الذين يبكون أحيانا ربما جراء عجز فكرهم عن ملاقاة الآفاق في أطروحة ( الدكتور دالي) و كنا أيضا نسخر من تشنج بعض السلفيين و بكاءهم و كانوا يثيرون الشفقة و هم يستدرون عطفا لا يهبه النجباء و الأذكياء مجانا ، كان بكاءهم و تشنجهم مثارا للسخرية
لان الفكر القويم لن تهزمه العواطف العمياء .
في ذلك الجو المشبوب بمنازلات الفكر و صحو الضمير غادرنا الجامعة و نحن بالكاد نبتدئ العام الأول. المهم غادرت الجامعة و في نفسي حسرة علي عدم اكتمال العام كما هو مخطط له و في نفسي حسرة علي عدم اكتمال بهجتي بمحاورة المفكرين ( الدكتور دالي و الدكتور عمر القراي) برفقة ابن عمي الذي انخرط في تنظيم الإخوان الجمهوريين، الأخ الحبيب عثمان بشير
في القضارف كان الشأن مختلفا ، الحوش منشغل باعتقال ابن العم ابوبكر و الحي كله منشغل باعتقال محمد سالم بعشر و ابوبكر بشير ، تتوافد النساء و يسألن عن الأخبار و تضج دواخل الناس بالأسئلة، تنهزم الآمال و تصحو في اليوم مرات و مرات مع ورود الأخبار .
تطالعنا الصحف بأخبار المحاكمات العاجزة عن تحقيق العدالة، يطالعنا التلفاز بأخبار مهينة ، عن الجلد للشاربين، الشروع في الزنا و كلام عن خصوصيات الناس، القطع من خلاف لأطراف قليلي الحظ و ناقصي الحظوة ممن طالت أياديهم ممتلكات الدولة و البلد كله منتهب و مسروق عن طريق مسئوليه النافذين ممن مردوا علي الفساد.
كانت تلك الأجواء عاصفة ضربت برياحها ما سكن في فكرنا من قناعات أصبحنا جميعا في غمضة عين في مواجهة مسئوليات تنوء بحملها الجبال ، البلاد تنحدر في الفوضى و الوطن مهدد بالانقسام و مواطنيه الشرفاء من أهل الديانات الأخرى يتعرضون لخطر الإذلال و الإهانة ، البلاد كلها تحت التهديد. في ذلك الجو يقاد المفكر إلي ساحات المحاكم جراء بيان ، هي مجرد ورقة تحمل أفكارا . عرفنا عن الأستاذ محمود محمد طه من خلال تلاميذه عرفنا عنه من حسن خلقهم و أدبهم الجم عرفنا عنه من شجاعة الإخوان الجمهوريين و هم يوزعون كتبهم في الطرقات و بالأسواق شيبا و شباب من الجنسين ، عرفنا عنه الكثير و أحببنا فيه الجسارة و اتقاد الفكر، كانوا يواجهون المصاعب بالصبر و حسن التصرف ، كانوا يجدون العنت و المشقات الجسام و هو يواجهون العنف اللظفي و أحيانا العنف البدني من السلفيين و الجهلاء من اهل دنية الفكر و الشعور. كنا في ذلك الزمن نجد في فكر الجمهوريين و مساعيهم الدءوبة لنشره نجد الأمل في تغيير الحياة نحو الأفضل بأدوات السلم و الحكمة و الموعظة الحسنة. كنا نري الأستاذ محمود محمد طه انتقالا بجهد آباءنا الصوفيون العظام خطوات و خطوات الي الامام ، في بيته روح المسيد و جلال المشايخ العظام أمثال الكبار
الشيخ إدريس أرباب العقائد
الشيخ حمد ود أم مريوم
الشيخ العبيد ود رية
الشيخ يوسف أب شري
طهر السادة المراغنة أمثال السيد الحسن أب جلابية .
كان المسيد مدرسة لتعليم اللغة العربية و حفظ القرآن و فيه يتعلم الدارسون كيف يسهمون في العمل العام و خدمة المجتمع المحلي ، في المسيد يلتقون بالتنوع العرقي و الثقافي لكل حزام السودان جنوب الصحراء مشتملا علي أبناء السودان من كافة الأصول العرقية. مدرسة الأستاذ محمود محمد طه كانت بيته ، كانت جلسته مع لفيف من المثقفين الرواد ، جلسة تدار فيها الحوارات عن تجديد الدين و إعادة بعثه كرسالة ثانية تعالج ما أشكل من تناقضات بين انجاز الإنسان الحضاري الشامل و فكر السلفيين المحدود المنغلق و التالف.
في أمسية باردة من أمسيات شهر يناير ، جاء التلفاز إلي عيوننا بمناظر منكرة ، لقضاة أو رجال دين ملفوظين ، كانوا كالقافزين من كتاب اصفر و قديم عن تاريخ الدولة الأموية ، كانوا بهيئات منفرة ، كانوا يحاولون تصوير مشاهد مخجلة فيها تسعي الدولة الفاشلة لجعل المثقفين يتنكرون لفكرهم و لكن هيهات !! . ثم أذاعوا إلي الناس تفاصيل الحكم بالإعدام علي مفكر سوداني وهب حياته و بيته و كل ما يملك للارتقاء بفكر الناس الديني و تطويره بما يجعله دينا للحاضر و المستقبل . نزل الخبر علينا و نحن جلوس أمام التلفاز نزول الكوارث الطبيعية التي تمتحن عجز الإنسان . أعمامي و أبي في انشغال بولدهم و هو يكابد مصاعب السجن و ظلماته، البلاد تنتظمها الشائعات حول عزم النظام علي إعدام الجميع، رغم فهمهم العميق لجبن النظام و فساده ، كانوا قلقين ، عندما أذيع الخبر هب أبي واقفا متعوذا و حزين و تكلم عن جريمة النظام ضد المفكرين و قال " الأستاذ محمود كشف علم الخاصة إلي العوام ، استغل ذلك المجرمون و سعي لتصفية حسابات قديمة". سألت عمي عبد الله الخليفة ما هو فكر الأستاذ محمود؟ ذهب غاضبا إلي مكتبته و جاء إلينا بالكتب فوضعها أمام يفاعتنا قائلا هذا هو الأستاذ محمود كلمات و أفكار و ليس في الأمر جريمة تحتاج إلي سجن أو إعدام" الجدير بالذكر إن العم الأستاذ عبد الخليفة كان نائبا في برلمان 1973 عن احد دوائر القضارف الجغرافية. بعد ذلك التقرير الإخباري المشئوم ، انقطعت الأخبار عن الأستاذ محمود عن الصحف و الراديو و التلفزيون الحكومي، فوجدنا سبيلا آخر لمعرفة التفاصيل عن طريق راديو هيئة الإذاعة البريطانية و إذاعة مونتكارلو و كانت مفجعة عكرت بكلاحتها و ضجيج سفالتها حياتنا الآن.
فصرنا كأنا في حكم الكابوس " ... و كل عام ترذلون.."

طه جعفر الخليفة
الخرطوم 21 نوفمبر 2010

Post: #2
Title: Re: رسالة حب و احترام إلي الاستاذ محمود محمد طه و الاخوة الجمهوريين
Author: طه جعفر
Date: 05-11-2013, 04:22 AM
Parent: #1

http://www.youtube.com/watch?v=R62Ye-vMaic

كتب هذا النص و تم تلحينه و حدث الاعجاب به
اكراما لمقام الاستاذ محمود محمد طه
جبار الكسور
وفدنا الي البطولات
وفدنا الي الشهادة
من اجل فكرة

Post: #3
Title: Re: رسالة حب و احترام إلي الاستاذ محمود محمد طه و الاخوة الجمهوريين
Author: طه جعفر
Date: 05-11-2013, 04:26 AM
Parent: #2

http://www.youtube.com/watch?v=hFdT2qFDJLQ

لن اوفيك من الحب يا صاحب المقام الرفيع
يا وسيلتنا الي الغفران و القبول
سيدي
لقد قتلتنا الجوائح و اهلك الاسلام السياسي
الحرث و النسل
فانجدنا
و ليشملنا رضاك و انت في العلياء حي و شهيد


طه جعفر

Post: #4
Title: Re: رسالة حب و احترام إلي الاستاذ محمود محمد طه و الاخوة الجمهوريين
Author: عبدالله عثمان
Date: 05-11-2013, 12:36 PM
Parent: #3

المرء مع من أحب
هنيئا لكم يا خليفة