اليس في ذلك نوع من العمالة و الارتزاق؟

تخيل لو أن احدهم قال أنه تخرج في جامعة سورية ثم عمل مع جهة رسمية في سوريا لنشر فكر البعث في السودان مقابل راتب شهري!
او أن احدهم -و قد قيل- تخرج ايام زمان في جامعة رسمية روسية ثم اتى موظفا لدى حكومة الاتحاد السوفييتي العظيم لينشر الشيوعية في السودان!
و الأمثلة التي يمكن أن نوردها كثيرة.
ما الفرق بين ذلك الذي في المثالين السابقين و بين أن تعمل لدى حكومة دولة بعينها لتنشر وجهة نظرها الرسمية في ما ينبغي أن يكون عليه تدين الناس
في السودان و علاقاتهم الاجتماعية و علاقتهم بالحكومة و بالسياسة و موقفهم من التراث و الثقافة و كيفية لبس النساء و حدود دورهن في المجتمع و غير
ذلك من القضايا التي تدخل في صميم حياة الناس و طريقة عيشهم؟
و حتى لو بسطنا المسألة و فهمناها كما يحاول أن يفهمنا اياها صاحبها و حصرناها في مجرد التبشير بدين معين و نشر تعاليمه الصحيحة كما تراها الجهة
المشغلة، فما السبب اصلا في أن تدفع حكومة اجنبية مالا لنشر هذا الدين وسط اناس هم اصلا مؤمنون به؟
و هل تسمح هذه الدولة لمواطنيها بالعمل لقاء راتب لدى جهة تتبع لدولة أخرى لنشر مذاهب يرون أنها هي التعبير الأصح عن الدين و التدين ، كأن يعمل
مواطن لدى الحكومة الايرانية مثلا لنشر المذهب الشيعي او لدى مؤسسة الاغا خان لنشر الاسماعيلية او غير ذلك من التفسيرات المختلفة للدين؟
انظر لمصر هذه الأيام لتدرك مدى فداحة الأمر.

وقفت( الَنقاطة) فشتم الكودة السعودية

مع احترامي الأكيد للسيد الكودة، و اعتذاري مقدما عن العبارات الواردة في العنوان لأنها ربما تكون "قوية" اكثر من اللزوم لكني لم اجد غيرها لتوصيف هذه الحالة.
انا افترض حسن النوايا في القبول بمثل هذا العمل و لكن كما يقولون : الطريق إلى جهنم محفوف بالنوايا الحسنة.

سلام يا دكتور
تحياتي

موضوعك شيق، لكن داير نقة تقيلة ونفس مافي ههههههه

دا طبعا باب واسع في العلوم السياسية، تصدير الايدلوجيا او تصدير الافكار ايا كانت دينية، ثقافية، ثورية ... الخ

الجهة المصدرة لها اسبابها اهمها
1- السيطرة السياسية والهيمنة الاقتصادية على الدولة الهدف.
2- فك الضغط على الدولة المصدرة نفسها وتوجيه سهام الاعداء او الخصوم تجاه الدولة المستقبلة (تشتيت الصراع)
3- ضمان تحالف سياسي وتكتل اقليمي لخلق وزن اكبر في وسط المجموعة.

هذا الكام بالضرورة غير محصور كما ذكرت في البعث السوري/العراقي او التشيع الايراني او الوهابية السعودية او الشيوعي السوفيتي
هذه التهمة يمكنها ان تصل محاولة امريكا لبث ونشر الافكار الدميوقراطية (والعياذ بالله) او الثقافة الاوروبية
التحررية (لطفك يا الله)

حتة عتاة الفكر السياسي يمكننا ان نقول انهم حاولوا وبشروا بنشر افكارهم السياسية في دول بعدية عن دولهم
كتبشير جان جاك روسو مثلا بأن بريطانيا هي اول من سيتبع النموذج الاشتراكي ....

تعبتنا يا دوك

نرجع لسؤالك الاساسي

هل هو نوع من العمالة والارتزاق؟؟

صعب، التوصيفات دي تقيلة شوية

لكن اي دولة او مجتمع لديه الحق بل عليه واجب (قد نختلف على من يقع عاتق المهمة) في ان يحمي موروثة
الثقافي والديني والاخلاقي والسياسي والاقتصادي من اي غزو فكري قد يهدد وجودة ويفقده كينونته وسيادته.

تحياتي

الهبيب سيف
طبعا الشئ ده ليهو حوانب متشعبة. الجزء الاول منو فيهو بند بتاع دعوة لغير المسلمين في السودان و خصوصا جبال النوبة و الجنوب و كانت حكومات الخليج بتدفع بسخاء لاجل كسب الحسنات و كانو برسلو منح لابناء هذه المناطق للدراسة
في السعودية علي نفقة السعودية ليعودو علماء دين في مناطقهم.
الجانب الاخر هو السياسي ممثلا في تنظيم مثل انصار السنة لنشر الفكر السياسي في الخرطوم عاصمة السودان و هذا البند يشمل امثال يوسف الكودة و زعماء انصار السنة.

في هذا ينطبق المثال علي معظم الاحزاب السودايية مثل البعث العربي جناح العراق و اللجان الثورية.

شكرا يا مهجوب
التبشير معروف أنه جزء من بنية الأديان السماوية الاسلام و المسيحية ، و هذه المسألة يمكن أن يدور حولها جدل فلسفي عن مدى مشروعيتها و تأثيرها على المجتمعات
المستهدفة سلبا او ايجاباو قد تابعت مثله هنا في اوساط الافروامريكان . اما الجزء الثاني بتاع الدعوة في الخرطوم و وسط المسلمين فهو يقودنا مباشرة للحديث عن اجندة
سياسية و برامج دعائية -و ليس دعوية- لبلد بعينه و لحكومة بعينها و هذا هو بالضبط مصدر تساؤلي.

Quote: لكن اي دولة او مجتمع لديه الحق بل عليه واجب (قد نختلف على من يقع عاتق المهمة) في ان يحمي موروثة الثقافي والديني والاخلاقي والسياسي والاقتصادي من اي غزو فكري قد يهدد وجودة ويفقده كينونته وسيادته

شكرا يا ود ابنعوف على المداخلة المجيهة.
يبدو أننا في السودان نعاني من انعدام الرؤية في موضوع "من نحن" على كافة الاصعدة ، لذا اصبحنا ملعبا مفضلا لكافة اصحاب المذاهب و الايدلوجيات.
اعتقد أن من حق اي مواطن أن يعبر عن ما يعتقد على الا يتعدى هذا الحق في التعبير إلى ما هو أكثر فيصبح عملا يدر دخلا تدفعه دولة اجنبية.

سلام يا سيف
كلامك دا سليم

Quote: يبدو أننا في السودان نعاني من انعدام الرؤية في موضوع "من نحن" على كافة الاصعدة ، لذا اصبحنا ملعبا مفضلا لكافة اصحاب المذاهب و الايدلوجيات.

انت اساسا لو ما محصن وحاجاتك اصيلة، بتبقى عرضة للتأثر بما هو وافد من الخارج باعتباره اكثر تطورا ... مبهر، جديد

عشان كده بنحاول نشجع اللعبة الحلوة، اللعبة الحلوة دي هي اننا نلقى لينا حزب جديد "سودانوي" مثلا
او قديم لكن قائم على موروث ثقافي سوداني.

لكن الناس تفرق بين الانقياد الاعمى وراء ايدلوجيات قد لا تصلح كـ package كامل وبين الاستفادة من نظريات
اقتصادية اثبتت نجاحها كالاشتراكية او الرأسمالية او النظام المختلط او كأفكار سياسية زي الديموقراطية
ليبرالية، فيدرالية، كونفدرالية، جمهورية ...

وزي ما قلت ليك يا دوك، الناس لازم تبقى fair لو اطلق هذه التهمة على كيانات دينية تتلقى دعم مادي من الخارج
ح ينطبق نفس الكلام على مركز الاستنارة بتاع الخاتم عدلان لانه بتلقى دعم مادي برضو. كله قابض

أذا لم يكن هذا عمالة وإرتزاق بالباب عدييييل
فإذا كيف تكون العمالة والإرتزاق ؟!

حيرني المدافعين عنه ..
خاصة ان الرجل إعترف بنفسه !!

وكمان بدون خجل ..يتسول الآن دولة قطر .

هكذا هم الإسلاميون ، إينما ثقفوا ..

شكرا يا آمنة على المشاركة الواضحة و الصريحة.
في الحقيقة يجب الانتباه لمثل هذه الأعمال التي لا تجلب للبلاد شيئا سوى التشرذم و الانشقاق، كما يجب التفكير في الدافع وراء هذا الصرف.
لا اعتقد أن "دولة" تصرف مالا ابتغاء مرضاة الله و البحث عن الأجر ، لأن هذا شأن الأفراد لا شأن الدول. الدول تحركها المصالح و الاطماع في غالب الاحوال.
يمكن تقبل الأمر في إذا كان في اطار الأهداف الانسانية و الاعمال الخيرية و الاغاثية او لو كان الأمر في اطار التعاون الدولي بين الحكومات في مسائل مثل التعليم
و تعزيز القيم المشتركة ، لماذا مثلا ينظر الناس بشك و ريبة للتمويل الذي تحصل عليه بعض الجهات العاملة في مجالات نشر الديمقراطية و حقوق الانسان و يسكتون
عن مثل هذا؟

Quote: وزي ما قلت ليك يا دوك، الناس لازم تبقى fair لو اطلق هذه التهمة على كيانات دينية تتلقى دعم مادي من الخارج ح ينطبق نفس الكلام على مركز الاستنارة بتاع الخاتم عدلان لانه بتلقى دعم مادي برضو. كله قابض

Quote: لماذا مثلا ينظر الناس بشك و ريبة للتمويل الذي تحصل عليه بعض الجهات العاملة في مجالات نشر الديمقراطية و حقوق الانسان و يسكتون عن مثل هذا؟

شايف يا ابوحميد نحن عايمين في نفس الموجة ، الكلام لما ينفتح بجيب كلام تاني.
في حاجة اسمها Confirmation Bias و هي بتخلي الناس يبحثوا عن ما يتفق مع رؤاهم و افكارهم و يعارضوا ما سواه، و المسألة دي في الغالب بتتم لا اراديا
و لا يمكن تفاديها دون أن يكون الشخص واعيا و منتبها لها. عشان كده صعب جدا انو الواحد يكون Fair في اغلب الأحيان.

القوانين يا دكتور سيف، القوانين هي البتكون fair

وبرجع ليك لكلامي مرة تانية

Quote: لكن اي دولة او مجتمع لديه الحق بل عليه واجب (قد نختلف على من يقع عاتق المهمة) في ان يحمي موروثة الثقافي والديني والاخلاقي والسياسي والاقتصادي من اي غزو فكري قد يهدد وجودة ويفقده كينونته وسيادته.

الحماية دي بتستلزم قوانين صارمة في جنس التفلتات الما موضوعية دي

يعني شنو دولة تقعد تتفرج على زول بجيهو مرتب من دولة اجنبية لمدة 22 سنة ومافي يوم سالتوا يا زول دا شنو؟
ويتلقى راتب من اجل نشر فكر، ديني وللا اقتصادي المهم. شنو يعني شغال داعية، عاجباك الشغلانة يعني، مالوا
تعال ياخي عندنا وزارة اسمها وزارة الشئون الدينية والاوقاف وبنديك مرتب من حكومة السودان وامشي اشتغل داعية.

وبنفس القدر، تسال مركز الخاتم عدلان، والمركز الثقافي البريطاني والمركز الثقافي الفرنسي والالماني (يا حليل الروسي والامريكي) هههه
ويراقبوا ميزانياتهم وما اكتسبوه وفيما انفقوه..

الصراع الافقي بين تلك المكونات دا صراع طبيعي بتدخل تحت مظله التنافس والخصومة السياسية
تقول علي عميل اقول عليك عميل تقول علي بتلقى اموال برد الصاع صاعين، بتنشر افكار الحادية
بتهمك بأنك بتنشر افكار تكفيرية (لا فرق بينهم من ناحية السؤ لكن على الاقل الالحادية لا تدعو لقتل الناسhttp://www.sudaneseonline.com/db/attention/010_Smile.gif