موقف (حق) من إحتجاجات أمدوم وتداعيات الأحداث فى كردفان

موقف (حق) من إحتجاجات أمدوم وتداعيات الأحداث فى كردفان

أكدت الأحداث المؤسفة التى وقعت بأمدوم يوم الجمعة الماضى الموافق 26 أبريل على مدى تصميم الأهالى وقدرتهم على التضامن حينما نظموا إحتجاجا جماعيا حاشدا فى مواجه الفساد الحكومى المتمثل فى التلاعب بالأراضى، كما أوضحت الأحداث فى الجانب الآخر عدم إستعداد النخب الإنقاذية للتنازل عن حياة الترف والبذخ بعد توقف عائدات النفط باللهث وراء الثراء الحرام عن طريق بيع الأراضى والممتلكات العامة. وبرغم أن إحتجاج الاهالى كان سلميا ومتحضرا ومنضبطا إلى أبعد حدود حسب إفادات شهود العيان، إلا أن ذلك لم يمنع أجهزة أمن وشرطة النظام من إستخدام العنف المفرط فى مواجهة التجمعات السلمية لأهالى أمدوم، حيث سقط عشرات الجرحى دون إعتبار للسن فكان بينهم الشيوخ والاطفال والنساء، كما إستشهد محمد عبد الباقى، وهو طالب بالمرحلة الثانوية، متأثرا بجراحه نتيجة إطلاق عناصر الشرطة والأمن الرصاص الحى على المواطنين العزل. نترحم على روح الفقيد ونسجل إدانة صارخة لهذه التجاوزات البشعة فى حق المواطنين، كما نؤكد كامل تضامننا مع أهالى منطقة أمدوم.

على صعيد آخر نرقب التدهور الامنى الكبير فى كردفان والإنتصارات العسكرية للجبهة الثورية ونحمّل النظام مسئولية خياراته منذ نقض رئيسه لإتفاق عقار – نافع بأديس ابابا، مرورا بإستهانته الواضحة فى التعامل مع التفاوض من أجل الخروج بحلول سياسية، سواء مع الجبهة الثورية أو حكومة جنوب السودان. وقد ظلت الإنقاذ للأسف تفاوض على كل المحاور وفق تاكتيكات كسب الوقت، ولم تظهر إطلاقا أى روح تفاوضية جادة تقوم على تبنى موقف إستراتيجى تجاه قضية السلام وتقديم التنازلات المطلوبة والإستحقاقات المعروفة فى هذا الشأن.

نعتقد أن الأزمات تتفاقم بسبب إصرار الإنقاذ على إقصاء المعارضين لسياساتها والإستباحة اليومية للحريات العامة والحقوق الإساسية للمواطنين، مثل حق التعبير
والنشر والتنظيم والإحتجاجات السلمية، تاركة لهم خيارا واحدا هو الإستمرار فى تقديم التضحيات الغالية لإستعادة مثل تلك الحقوق المسلوبة، ذلك أن الطريق الوحيد لأستعادة الحقوق والمحافظة عليها لا يتأتى إلا بممارستها، وهو بالضبط ما فعله أهالى امدوم البواسل وما ظل يفعله بقية أهلنا فى مختلف أصقاع الوطن الجريح. وسيستمر هذا النهج حتى يتم إزالة الظلم المتمثل فى نظام الإنقاذ الفاسد وترسيخ وطن الحقوق والعدالة للجميع دون تمييز.

عاشت نضالات شعبنا من أجل العزة والكرامة

المجد والخلود لشهدائنا


حركة القوى الجديدة الديمقراطية ( حق )

المجلس القيادى فى 1 مايو 2013م