و رحل جبل البركل ،،، في رثاء مولانا طه سورج ،،،

و رحل جبل البركل ،،، في رثاء مولانا طه سورج ،،،


04-24-2013, 05:33 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=430&msg=1366778005&rn=1


Post: #1
Title: و رحل جبل البركل ،،، في رثاء مولانا طه سورج ،،،
Author: الهادي هباني
Date: 04-24-2013, 05:33 AM
Parent: #0

للفقيد الرحمة و المغفرة و القبول الحسن
و لأهله و معارفه و زملائه و محبيه و لكل
قضاء و قانوني بلادنا الشرفاء الصبر و حسن
العزاء ،،،
قال أمل دنقل في رثاء جمال عبد الناصر ،،،
نسير معك
نجوع معك
و حينما تموت نحاول ألا نموت معك ،،،
قضية مولانا طه سورج و غيره من شرفاء بلادنا في السلك القضائي و القانوني عموما ستظل
قائمة و مستمرة محمولة علي أكتاف الآلاف و الملايين من الذين حافظوا علي ثباتهم و رباطة
جأشهم و شرفهم و كرامتهم من تلوث بيئة حكومة الفساد و العطن برغم الظلم و القهر و ضيق الحال ،،،

و رحل جبل البركل رثاء و كلمة حق كتبها مولانا مجدي إبراهيم محجوب أحد أبناء شعبنا
الشرفاء من الأجيال التي تسمع القول و تتبع أحسنه و تشهد مواقف الرجال و تستقي منها الدروس و العبر ،،،
و هو أصدق دليل علي استمرار القضية و اتقاد جذوتها في ضمير الشرفاء من أهل المهنة المشردين في داخل
بلادنا و خارجها و في ضمير جماهير شعبنا البطل ،،،
Quote:
ورحل جبل البركل : مولانا طه سورج

قبل بضعة أيامٍ ، ُصدمنا ، وفُجعنا برحيل مولانا طه أحمد طه سورج ؛ قانوني ضليع ، ورجل صنديد ، قلَ أن يجود الزمان بمثله ، حيث ولد ونشأ في إحدى قرى الشمال ؛ فقد كان القوم في تلك القرى الواقعة على ضفتي النهر العظيم والمتناثرة كالآلي حول مدينة مروى إشتراكيون إجتماعيون بالفطرة السليمة منذ آلاف السنين قبل مولد الفابيين أنفسهم ، وبلا بيروسترويكا، وبلا منٍ أو أذى ، وهذا بعضاً مما أخذه منهم ، وبعضاً مما كان يردده ويذكره لنا في قاعات المحاكم أوقات الاستراحة مابين الجلسات المضنية ؛ ومازالت الذاكرة محتفظة بها مع العلم بأنني لم أزر تلكم الأماكن : القرير..الأراك.. المقل ..نوري.. شبا ..الدبة .. مقاشي...العفاض..، وتنقسي الحلة والسوق والجزيرة ، والباسا.. وأوسلي... وأمبكول.. وكرمكول الخ ؛ وهذه بعضا من أسماء القرى وسكانها التي كان الفقيد طه دائم الذكر لها ولأهلها في أحاديثه ، فقد كان الفقيد طه حافظاً لأشعارهم وأهازيجهم وأمثالهم ومديحهم وبذاكرة حديدية ، يتلوها بين الحين والحين لنفسه ، ولنا أحياناً ، وهي مزيجٌ من الحكمة والعبر التي تدعو للصدق والعدل والإنصاف وتحثُ على الشجاعة والإقدام والصبر والإيمان بما سطرة القدر، وقد توارثوها جيلاً عن جيل ، وتناقلوها في أسمارهم وأفراحهم وأتراحهم ؛ وأسفارهم اللانهائية أيضاً.

أظهر الفقيد طه تفوقاً في دراسته الثانوية مما أهله بسهولة ويسر للإلتحاق بكلية القانون، جامعة الخرطوم ، وتحقيق حُلم حياته بدرسة القانون ، وكان ذلك في منتصف سبعينيات القرن الماضي عندما كانت جامعة الخرطوم في تلكم السنوات من أميز عشر جامعات على مستوى العالم - في الترتيب السنوي لجامعات العالم ؛ فتأمل أين كنا وأين صرنا الآن ! وما أن أكمل دراسته الجامعية بنجاح حتى إلتحق بالسلطة القضائية ، مثل معظم أترابه إما النائب العام وإما القضائية ، وأيامها لم تكُ للعدل وزارة ، وتدرج وترقى في سلك القضاء بكفاءته وجهده وعلمه حتى درجة قاض مديرية ، وعمل في معظم مدن السودان بشماله وبغربه وشرقه وجنوبه ( سابقاً) و بمحاكم العاصمة القومية الخرطوم .

عُرف الفقيد طه وأشتُهر بين زملاء المهنه بسرعة البديهة مع سخرية فلسفية عميقة ينطقُ بها لسانٌ عفيفٌ ، وثقافة إنسانية موسوعية ، مع نزعة صوفية في السلوك والعمل تميل للزهد في كل شيء ، باسم الثغر دائما ، وضاحُ الُمحَيا . ثمة أمر ٌ آخر لا بد من الإشادة به ، حيث حمل الفقيد طه في شجاعة وجسارة بعد الإنقلاب العسكري في 30 يونيو 89 بيده النحيلة مذكرة القضاة الشهيرة وطاف بها بين زملائه القضاة في مختلف المحاكم للموافقة والتوقيع عليها ، وقد وُجهت تلكم المذكرة إلى المجلس العسكري الإنقلابي الحاكم ، وقد شارك في صياغتها مع زملائة الأشاوس : مولانا بشير معاذ الفكي طلحة ومولانا عبدالقادر محمد أحمد ، وقد كانت المذكرة في صياغتها وأسلوبها وإحكامها أدبا قضائيا رفيع المستوى ، ولم تخرج المذكرة الشهيرة عن ثلاثة مطالب : إستقلال القضاء وسيادة حكم القانون وإحترام حقوق الإنسان.

ولو أن القوم الذين وجهت لهم تلك المذكرة الشهيرة قد إستمعوا ساعتها لما جاء بها ، والتي سارت بها الركبان وملأت شهرتها الآفاق ، لما كان بعضاً منهم متهما اليوم أمام المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي بتهم الإبادة الجماعية وجرائم إنتهاك حقوق الإنسان وجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب ؛ فقد أشار القرار رقم 1593 الصادر عن مجلس الأمن بإحالة الجرائم التي أرتكبت في دارفور للمحكمة الجنائية الدولية بطرفٍ خفي إلى أن السلطة القضائية السودانية بالرغم من ماضيها التليد قد أصبحت عاجزة وغير راغبة وغير قادرة على التصدي بمحاكمة مرتكبي الجرائم المُشار إليها حيث أعمل فيها النظام القائم تدميراً وفصلاً وتشريداً لقضاتها وتغولاً على سلطاتها ؛ مما يبدو أنَ في ذلك درساُ قاسياً وعظة لهم ، ولغيرهم ، على طريقة لعنات الآلهة في الميثولوجيا الإغريقية !

كان الفقيد طه من أوائل ضحايا الفصل التعسفي اللا أخلاقي بالسلطة القضائية مع ستين آخرين من زملائه ممن صاغوا و/أو شاركوا و/أو وزعوا المذكرة الشهيرة. ولابد من ذكر مما لابد من ذكره ؛ أن مولانا طه سورج سبق وأن تعرض للإعتقال والتعذيب الممنهج لعدة مرات متتالية ببيوت الأشباح بعد فصله تعسفيا ، ولم يهن أو ينكسر ، ولم تنحدر دمعةٌ واحدةٌ على خده ، بل على العكس تماما كان يُردد في شجاعة عبارة ساخرة في وجه جلاديه كما روًاها ممن شُرف وكان معه في تلك المحن : so what! ؛ حتى ملً جلادوه من العبث المرضي الذي كانوا يمارسونه على جسده النحيل.. لله درك يا جبل البركل الذي لم يهتز في يوم من الأيام !

ولعل مما يحُزن المرء ، ويمزقُ نياط القلب ، أن طه قد رحل وفي حلقه غُصة من الظلم الذى لحقه وفي نفسه ألماً ممضاً مما آل إليه الحال في وطنه الذي أحبه ونذر له علمه وجهده وعمره ؛ وقد كان في آخر ايامه دائماً ما يُمنى النفس بأن يرحل في سلام إلى جانب زملائه الذين رحلوا من قبله وفي نفوسهم آلام وجراح الظلم وقضية الآلاف من مفصولي الصالح العام الجائر والتي جعلوا منها قضيتهم الأولى والأخيرة في الوجود : مولانا بابكر القراي ومولانا أحمد أحمد أبوبكر - عليهم رحمه الله جميعاً ؛ وأخيراً صنو روحه ورفيق دربه الأبدي الأستاذ نجم الدين محمد نصرالدين ، عليه رحمه الله ، والذي ساعة رحيله قبل شهور خلت كانت روح طه الطاهرة النقية قد رحلت حُكماً معه وتركت لنا جسداً ضئيلاً قد أنهكه المرض والتعذيب.
فصبراً آل سورج فإنً موعدكم الجنة.

وأخيراً ماقلَ ودلَ في سيرة الإنسان طه سورج : إنَ أشقى الولاة (الحكام) من شقيت به رعيته.
عمر بن الخطاب (رضي الله عنه).

مجدي إبراهيم محجوب،
قاض سابق.
[email protected]


Post: #2
Title: Re: و رحل جبل البركل ،،، في رثاء مولانا طه سورج ،،،
Author: حيدر بشير
Date: 04-24-2013, 06:53 AM

رحمة من الله تنزل عليك اخى و صديقى و رفيق طفولتى و صباى طه سورج

فمهما قيل فى حقك لن يكون الا بمقدار ذرة على سفح جبل شاهق الارتفاع

فقد كنت بشهادة كل من تعرف عليك طيبآ رقيقآ لينآ الا فى الحق الذى لا تعرف طريقآ غيره

لم تعرف الحقد حتى على من ظلموك و لم تنتقم لنفسك حتى ممن أغلظ عليك القول و لكنك كنت تنظر الى مصالح غيرك

آمنت بالحرية فكانت كل كلماتك عنها و أحببت القانون فكانت كل خطواتك به و ناديت بحقوق الانسان فكانت سببآ فى فصلك عن الخدمة

سنظل نذكرك ما بقى فينا عرق ينبض و ستظل بيننا حرية نتنسمها و قانونآ نستمد منه قوتنا

و نسال الله العلى القدير ان يكون قبرك روضة من رياض الجنة ويلزم اهلك و ذويك و معارفك و زملاؤك الصبر و السلوان

Post: #3
Title: Re: و رحل جبل البركل ،،، في رثاء مولانا طه سورج ،،،
Author: احمد حمودى
Date: 04-24-2013, 08:45 AM
Parent: #2

اللهم ارحمه واكرم نزله وارزقه الجنة بغير حساب