هرطقـــــــــات غازي صلاح الدين المتأخـــــرة

هرطقـــــــــات غازي صلاح الدين المتأخـــــرة


04-15-2013, 02:26 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=430&msg=1365989211&rn=0


Post: #1
Title: هرطقـــــــــات غازي صلاح الدين المتأخـــــرة
Author: آدم صيام
Date: 04-15-2013, 02:26 AM

هرطقـــــات غازي صلاح الدين المتأخـــــرة

Post: #2
Title: Re: هرطقـــــــــات غازي صلاح الدين المتأخـــــرة
Author: آدم صيام
Date: 04-15-2013, 02:31 AM
Parent: #1





من يحكم السودان؟

في صراعنا مع الرئيس الراحل نميري رحمه الله -وقد كنا طلاباً معارضين يافعين- ما كان يلجمنا سؤال مثل السؤال الأبله: "ما هو البديل؟" أي البديل لجعفر نميري. كان الرد دائما تعبيرا حائرا، فقد زحم نميري الآفاق بنشاطه الجم ومناوراته السياسية التي جعلته في معظم الأحيان متقدما على المعارضة ومبادرًا إلى "وضع الأجندة"، وهو فن السياسة الذي يجعل المرء متحكما في الأحداث وليس محكوماً بها.

وبغض النظر عن احتسابك إياه في زمرة "الرجال الأشرار" أم "الرجال الأخيار"، كانت لنميري شخصية أكبر من الحقيقة، الشيء الذي جعل تفكير كثير من الناس يقصر عن تصور بديله. كانت الإجابة في حاجة إلى خيال يرى ما وراء الإطار الذهني السائد، فكانت المجادلة تنتهي إلى همهمات مبهمة وإجابة غير مشبعة.

كانت العلة في منهجية الإجابة التي سلّمت بأن الإطار القائم هو النموذج، فالرئيس هو إما نميري وإما شخص يشبهه من بين أعوانه، وحتى هذا عزّ طلبه.

كانت السياسة في السودان -وهي لا تزال- تبنى على الشخصيات أكثر من أن تبنى على النظم والتقاليد والمؤسسات. وما زالت السياسة مثقلة بتقليد "مات الملك، عاش الملك"، الذي يستديم الأوضاع القائمة وعلاقات المصالح المرتبطة بها من خلال عملية استخلاف محدودة الرؤى والخيارات، على الطريقة البدوية القائلة:

.


إذا مات منا سيد قام سيد قؤول لما قال الكرام فعول

وذلك في تكرار ممل لذات الوجوه وذات السادة.


والآن يسود في السودان وضع مشابه لسابقة عهد نميري في السبعينيات والثمانينيات: ما زال بعض الناس يسألون السؤال الغريب، وما زال آخرون يجاوبون بالنظرة الحائرة. وقد فاقم من تلك الحالة مفاجأة رئيس الجمهورية للطبقة السياسية المسترخية بإعلان نيته عدم الترشح لرئاسة أخرى.

لقد نشأت من تلك التطورات حالة تثير القلق. فالمجتمعات التي ترهن نفسها للأشخاص غير خليقة بأن تحمل رسالة من أي نوع، حضارية أم غير حضارية. وربط البقاء وسنن العيش بالأشخاص هو ما حذر منه القرآن حين زجر الصحابة من أن يرهنوا أنفسهم لبشر، حتى لو كان ذلك البشر نبيا مرسلا، وحتى لو كان هو سيد البشر: "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم".


إن اختيار قيادة الأمة هو عملية تجديدية حيوية تتوفر من خلالها شروط المدافعة التي وصفها القرآن بالضرورية لبقاء الحياة: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض". إنه تكليف لا يستقيم أن يعامل بخفة واستهانة، بل يجب أن ينظر إليه بكل الجدية الخليقة بشعب يطمح إلى الانعتاق والنهضة.

إنه جهد تربوي وتنويري عظيم تتدافع في سياقه الآراء والمواقف والبرامج إزاء كل قضايا الحياة السياسية وغيرها، وتشخص الأمة من خلاله مشكلاتها، وتتداول الرأي حول معالجاتها. إنه جهد تتفجر من خلال تفاعلاته طاقات القيادة وتتجلى ملكاتها. إنه باختصار أهم عملية تعبئة سياسية اجتماعية تأتي بصورة دورية راتبة لتمكن الأمة من تجديد النظر في ذاتها وتأكيد وحدتها، وتنمية وعيها، وتعزيز رسالتها.

تأسيسا على تلك الحقائق فإن تجديد القيادة يجب أن يستهدف بصدق وجدّ إجراء أكبر عملية تنقية وتنخيل من بين مواهب الأمة ممن يملكون مقومات القيادة، خاصة بين أجيالها الصاعدة. فاختيار القائد في هذه الحالة لا يعني اختياراً لشخص واحد، ولكنه اختيار لأجيال وكفاءات وخبرات عديدة. إنه اختيار لرؤى وليدة واختبار لأفكار ناشئة. إنه جهد يحرك المجتمع ويقلب البحث في طياته عن زعيم يجدد الحياة في أوصال المجتمع المتيبسة ونظام حكمه المرهق. والبديل لمنهج الاختيار الحيوي التجديدي للقيادة هذا هو تكريس مبدأ التوارث الطائفي الذي كثيرا ما أوسعناه لعناً في "القِبَل الأربع".

أن نحيل اختيار الرئيس القادم إلى أكبر عملية تربوية تعبوية تجديدية في المجتمع -كما أشرنا من قبل- هو أهم مطلب يواجه السودان وهو يقترب من أجل الرئاسة الحالية. لكن المقلق هو أن ردود الأفعال لتصريح الرئيس تبدو حتى الآن رهينة لذهنية التقديس التقليدية التي تستلذ بالانجراف العاطفي ولا تريد أن تجهد ذهنها في المسألة.

لقد سمعنا آراءً مدهشة مثل القول إن هذا الأمر ستقرره مؤسسات الحزب، متجاهلين حقيقة أن مؤسسات الحزب قد قررت فعلاً أن تكون هذه هي الدورة الرئاسية الأخيرة، حيث ينص النظام الأساسي للمؤتمر الوطني في المادة 36 على أنه: "لا يجوز إعادة انتخاب أو اختيار شاغلي المهام التنظيمية للمؤتمر في كافة المستويات التنظيمية لأكثر من دورتين" جزَماً لزماً.


وأي مؤسسات تقول بعد ما قال النظام الأساسي؟ النظام الأساسي هو الفيصل، بالطبع. إلا إذا قصدنا إلى أن نشي برغبتنا في إعادة النظر في النظام الأساسي نفسه والتخلي عن هذا المبدأ الجوهري الذي أصبح العالم برمته يسلم به، بمن في ذلك أشقاؤنا الإسلاميون في دول الربيع العربي.

وحيث إننا -كما يرى البعض على الأقل- كنا سبّاقين إلى ابتدار ثورة الربيع العربي في نهاية القرن الماضي فمن الواجب علينا أن نلزم أنفسنا بهذا المبدأ ولا نعبث به تحت أي ظرف. إن هذا أدعى لتأكيد المصداقية.


هذا ما كان من أمر النظام الأساسي الخاص بالمؤتمر الوطني، لكن أمر الرئاسة هو شأن يخص جميع السودانيين، وهناك دستور معتمد يفصل في هذه المسائل، وهناك المادة 57 من ذلك الدستور التي لا تدع مجالا للشك في أن هذه الدورة هي الدورة الرئاسية الأخيرة، إلا إذا رغبنا في تعديل الدستور أيضاً. ولم أطلع حتى الآن على رأي قانوني رصين يفسر هذه المادة تفسيراً آخر.

للأسف، فإنه حتى الذين يتعايشون مع فكرة تغيير القيادة يفعلون ذلك من واقع التسليم الجبري بالقدر لا عبر اختيار حيوي يحمل بذرة التجديد التي يولدها التنافس البناء. وهؤلاء لا يمضي خيالهم إلى أبعد من تقرير المقرر وهو أن الرئيس يخلفه بحكم الطبيعة نائبه أو أحد نوابه بكل ما في هذا التقرير من خلو روح النصفة والمشاركة بين جميع أبناء السودان وأجياله وكفاءاته.

إن من أهم أهداف العملية التربوية التي نسميها "انتخاب الرئيس" ينبغي أن تأخذ في الحسبان الحساسيات التي تطورت من كونها مجرد حساسيات صغيرة إلى مسعرات للحروب بدعوى العنصرية والتهميش، أصابت تلك الدعاوى أم أخطأت. إن أية عملية اختيار للقيادة تهمل هذه الوقائع هي وصفة تستديم الصراع تحت الرئاسة الجديدة.

وينبغي أن تعي كل الأحزاب الراغبة في التنافس على رئاسة الجمهورية هذه الحقيقة وتستوعبها في نظامها التأهيلي للانتخابات. من الضروري أن يتضمن النظام التأهيلي للمرشحين مبدأ أن يكون الترشيح عملية حقيقية لا صورية. عملية مفتوحة يشعر كل سوداني أنه يمكن أن يصبح جزءاً منها، حتى لو لم تكن فرصه العملية كافية ومواتية لينال قصب السباق.

إن مجرد ظهور اسم من يرغب في المنافسة في القائمة الطويلة للمرشحين كفيل بأن يزيل الغبن عنه وعمن يرتبطون به. أما إذا كانت القائمة الطويلة هي نفسها في الواقع العملي قائمة مقفولة، على عرق أو قبيلة أو نسب أو حسب أو جيل، فإن ذلك سيفجر طاقات الغبن إلى نهاياتها. ومن هنا ندرك بؤس الرأي الذي ينادي بالوراثة التلقائية للرئاسة، وحسم التنافس حتى قبل أن يبدأ.


من معرفتي بالرئيس خلال العقدين الماضيين، أرجح أنه جاد في إبداء زهده في الترشح للرئاسة القادمة. وهو في نظري قرار قد صدر من تقديرات صحيحة. لعل الرئيس بخبرته قد أدرك استحالة أن يأتي زعيم -أي زعيم- بجديد في الحكم بعد أن قضى فيه خمسة وعشرين عاما. قوانين الطبيعة والفيزياء والكيمياء وحدها تمنع ذلك. ولعل الرئيس رأى أجيالاً ناهضة تموج موج البحر تطلعا لحظّها في القيادة وتجريب رؤاها المجددة.

وربما حدق الرئيس في الأفق ونظر في أقاصيص الزمان فأدرك أن التاريخ سيكون أرأف به في أحكامه لو أنه أحسن توقيت تنازله. وربما نظر الرئيس إلى أحكام التاريخ على حكام آخرين لم يعوا دروس الوقت فاستبرأ من أن يستن بسنتهم. ربما نظر الرئيس إلى كل تلك الاعتبارات، وربما لم ينظر إليها ولكنه علمها بالسليقة والفطرة الصحيحة. أيا كان الأمر فإنه قد أحسن الحزّ وأصاب المفصل بقراره.


المشكلة في ما يبدو -كما هي دائماً- ليست في الرئيس ونواياه الصائبة، ولكن في بعض من يجرون حسابات خاصة دون نظر إلى مصلحة عامة ودون اكتراث لنصوص القانون. فنصوص القانون عندهم هي إما قابلة للتغيير وإما قابلة للتأويل، وبذلك يفقد القانون أهم خصيصتين له وهما الحياد والثبات.

إن أمام الرئيس فرصة ليربح التاريخ ويربح الآخرة لو أنه انقاد إلى فطرته السليمة وقاد البلاد في ما تبقى له من ولاية نحو إصلاح سياسي جذري. وهذا يعني ألا يقتصر دور الرئيس على الخيار السلبي بالامتناع عن الترشح، بل يعني أن أمامه فعلا إيجابيا كي ما ينجز الإصلاح الشامل.

إن هذه الكلمة المختصرة لا تتسع لحديث مطول عما هو الإصلاح، لكن أي إصلاح لا بد أن يحقق بضعة أهداف ضرورية، من بينها إجماعية القرار الرئاسي المستند إلى إرادة وطنية عامة، وإعادة بناء أدبيات العمل العام وأخلاقياته، وتهيئة مناخ التنافس العادل، وإعادة بناء صيغ الحكم بتحريرها من الانحيازات والعصبيات.

لو أن الرئيس فعل ذلك لربح هو وربح المجتمع الذي سيلد "البديل" الذي أعجزتنا ولادته حتى الآن، شخصاً سودانياً، مؤهلا للقيادة، يرقى إليها من خلال نظام عدالة عمياء لا تحابي، ومن خلال نظام انتخابات ينقي من بين المواهب التي يزخر بها السودان. وسيكون بوسعنا يومئذ أن نحيي الرئيس القائم، ونحيي معه الرئيس القادم.












المصدر:الجزيرة

Post: #3
Title: Re: هرطقـــــــــات غازي صلاح الدين المتأخـــــرة
Author: آدم صيام
Date: 04-15-2013, 02:34 AM
Parent: #2

سنأتي على هذا المقال فقرة فقرة ونسبرالفكرة التي من ورائه، متى ما توفر لنا متسع من الوقت

Post: #4
Title: Re: هرطقـــــــــات غازي صلاح الدين المتأخـــــرة
Author: آدم صيام
Date: 04-15-2013, 02:36 AM
Parent: #3


Post: #5
Title: Re: هرطقـــــــــات غازي صلاح الدين المتأخـــــرة
Author: آدم صيام
Date: 04-15-2013, 08:36 AM
Parent: #4


الحبيب/ غــــازي العتبـــاني

تحية طيبة وبعـــد،،،

لا شك أنكم كتبتم مقالاً رصيناً في حدود منطقية ومعقولية أهل الإنقاذ ولا ضير إن قلت (أهل الكهف)


أما بشأن سؤالكم من يحكم الســـــودان ؟
فإن الإجابة العوام المختصرة هي: الله يولي من يصلح مثلما ولى سابقاً النميري الذي استشهدت به والبشير الذي بين ظهرانينا وكذا الذي في خلدكم لترشيحه للحكم فيما يأتي من سنن الحكم في السودان المنهوك!


إلا أن ردي الخاص ستجده في ثنايا هذا البوست – إن شاء الله-


في تناول قلمكم بالرد عن سؤال "البديل" لا أحسب أنكم تختلفون كثيراً عن السائلين البلطجية على طريقة قالوا ما لونها فقد - تشابه علينا البديل- لأنكم عندما كنتم طلاباً يافعين كان بديلكم جاهزا أخي الأكبر، وهو الذي حكمنا 24 سنة وتبحث الآن من خلال مقالكم عن طرق لاستمراريته الميمونة التي من نتائجها أن احرنجم السودان إلى ثلثين فقط وما زالت أطرافه مشتعلة وفؤاده يحترق وأنت منهمك في إيجاد بديل للحاكم!
ما قولكم في البديل للنظام برمته، إن كنت تروم انصاف نظام الحكم بل والوطــن حقاً؟


وعندما تقول:
(وما زالت السياسة مثقلة بتقليد "مات الملك، عاش الملك)
لم تكن يا غازي! مطلقاً خارجاً عن نمطية البديل وتقليد وتقريرية مات الملك عاش الملك قيد أنملة،
بدليل: عندما انصرم عقد اللاإنقــاذ في عشريتها الأولى وانقسم القارب الذي يحملها إلى نصفين، نصفه في شاطئ المنشية القصي ونصفه الآخر على مقربة من القصر، آثرت دون أدنى تفكير أن تركب في نصف المركب (السريتق) التي كان فيها الحاكم.
هل تنفي أنكم عندما انحزت للقصر كنت خارجاً عن إسار البديل وفهلوة مات الملك عاش الملك؟
أم تم اختيارك لبرنامجه دون أن تبني على الأشخاص والخاص؟






يمكنك أخي غازي! الرد وبالتفصيل على هذا المفترع طالما بانت شجاعتكم التي تقارع حتى الحكم العضوض اليوم وذلك من خلال الفيسبوك أدناه أو بالكتابة المباشرة إلى بريدي الإلكتروني تجده/تجدونه في البروفايل .




يتبـــع...

Post: #6
Title: Re: هرطقـــــــــات غازي صلاح الدين المتأخـــــرة
Author: آدم صيام
Date: 04-15-2013, 08:58 AM
Parent: #5

إذا مات منا سيد قام سيد قؤول لما قال الكرام فعول

وذلك في تكرار ممل لذات الوجوه وذات السادة






دعك من التكرار الممل لذات الوجوه وذات السادة،
سألتك بالذي خلقك من تراب يا غازي!
كم لبثتم تتمرغون في المناصب لوحدك منذ مجئ اللإنقــاذ دعك من الحاكم الأوحد؟

Post: #7
Title: Re: هرطقـــــــــات غازي صلاح الدين المتأخـــــرة
Author: حمزاوي
Date: 04-15-2013, 09:33 AM
Parent: #6

اخوي ادم
مسكاقمي
السيد غازي صلاح الدين بيلعب لعبة كبيرة
بيوهم الناس ان البشير لازم ما يترشح تاني
والعملية دي محسومة اصلاً داخل المؤتمر الوطني
والدستور ينص على عدم الترشح

فالسيد غازي صلاح الدين ما يعمل لينا فيها مصلح
هو عضو بل مؤسس لهذا النظام الفاسد الجاسم على صدر الوطن من يوم تأسيسه
مشكلة الوطن ازالة هذا النظام الفاسد المجرم ( وكل اعضاء النظام حزمة واحدة )

الساكن جوا بيت الدعارة داعر ( مثل تركمانستاني )

Post: #8
Title: Re: هرطقـــــــــات غازي صلاح الدين المتأخـــــرة
Author: أحمد الشايقي
Date: 04-15-2013, 09:56 AM
Parent: #7



السيد الـ غازي رافق كل ما يشتكي منه كل هذه السنوات ... الـ أربع وعشـرين .. ثم هو يخرج على الناس يطلب إصلاحاً في بعض أشهـر,

لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهـم يا دكتور غازي ....

تنظيمكم إقصائي عنفي خطابه خيالي وفكره استحواذي ويتبع التنظيم العالمي تبعية عمياء لا تقيم وزناً للوطنية والوطن ولا لحقوق الآخرين وحرياتهم وحقوقهم في بلادهم

الغبن ليس أمراً يهم السيد الـ غازي ولا يقلق مضاجعه فهو سكت عن كل هذا الغبن في الجهات الأربع من الوطن في الجنوب حتى انفصل وفي دارفور حتى تقطعت أوصالها وفي الشمال حتى فرغ من السكان وفي الوسط حتى مات قلبه النابض مشروع الجزيرة وفي الشرق حتى استوطنه السل الرئوي وكان السيد الـ غازي يمني نفسـه بوراثــة السلطة, فلما تبين أن السلطة تعض عليها النواجذ المسنونة إذا بالسيد الـ غازي يحدثنا عن الإصلاح

هذا الحديث يصلح ليقرأه قوم لهم (قنابيــر)

أو كما يقول السيد الـ غازي

أحمد الشايقي

Post: #9
Title: Re: هرطقـــــــــات غازي صلاح الدين المتأخـــــرة
Author: Mohamed Hamed Ahmed
Date: 04-15-2013, 10:25 AM
Parent: #8

ايوة كدة يا شباب أدوه على رأسو بالحته الفيها الحديدة
عالم ماتختشيش بعد ربع قرن جاي يقول في غبن قبلي في السودان بعد ما لحقوا سوط القبلية والغبن

Post: #10
Title: Re: هرطقـــــــــات غازي صلاح الدين المتأخـــــرة
Author: آدم صيام
Date: 04-15-2013, 02:24 PM
Parent: #9

Quote: فالسيد غازي صلاح الدين ما يعمل لينا فيها مصلح
هو عضو بل مؤسس لهذا النظام الفاسد الجاسم على صدر الوطن من يوم تأسيسه
مشكلة الوطن ازالة هذا النظام الفاسد المجرم ( وكل اعضاء النظام حزمة واحدة )




العزيز/حمــزاوي
مسكاقمي أخوي
مؤسس للنظام الفاسد وبس!
الغريبة لم تشبع رغباتهم في الحكم بعد 24 سنة حتى الآن، فطفق يتساءل من يحكم السودان للألفية القادمة!



Quote: السيد الـ غازي رافق كل ما يشتكي منه كل هذه السنوات ... الـ أربع وعشـرين .. ثم هو يخرج على الناس يطلب إصلاحاً في بعض أشهـر,



العزيز/أحمد الشايقي
حبابكم
24 سنة كأن على رؤوسهم الطير
هو طالب إصلاح إصلاح ؟
هسع بالله البلد دي لو نزلو ليها ملك من السماء يصلحها من وين ولا وين!



Quote:
ايوة كدة يا شباب أدوه على رأسو بالحته الفيها الحديدة
عالم ماتختشيش بعد ربع قرن جاي يقول في غبن قبلي في السودان بعد ما لحقوا سوط القبلية والغبن





العزيز/ محمد حمد أحمد
تحياتي

عليك الله شوف لجنس الكلام التحت ده





فالمجتمعات التي ترهن نفسها للأشخاص غير خليقة بأن تحمل رسالة من أي نوع، حضارية أم غير حضارية.



أول مرة أشوف لي رسالة (غير حضاريـــة)

Post: #11
Title: Re: هرطقـــــــــات غازي صلاح الدين المتأخـــــرة
Author: آدم صيام
Date: 04-15-2013, 03:32 PM
Parent: #10

Quote:
قد نشأت من تلك التطورات حالة تثير القلق. فالمجتمعات التي ترهن نفسها للأشخاص غير خليقة بأن تحمل رسالة من أي نوع، حضارية أم غير حضارية. وربط البقاء وسنن العيش بالأشخاص هو ما حذر منه القرآن حين زجر الصحابة من أن يرهنوا أنفسهم لبشر، حتى لو كان ذلك البشر نبيا مرسلا، وحتى لو كان هو سيد البشر: "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم".








والله يا غازي أخوي كلامك دا جميل المظهر لكن مخالف للواقع الذي تتكئ عليه و تستمد منه نماذجك!

نقدم لكم الأمثلة من لدن مخزونك التاريخي الإسلامي التي تخالف ما أوردت:

- الجزيرة العربية معظمها كان يعتقد في الرسول الكريم كشخص فقط وليس كبرنامج شامل، أول ما رفعه الله إليه ارتدوا إلا قليلا!

- عندما اجتمع الأنصار - على طريقتهم، برضو منظورهم للإسلام من زاوية حكم أشخاص - تحت سقيفة بني ساعدة لاختيار خليفة للرسول منهم، فمنطـقهم القرشيون بأن الخلافة في قريــــش!

- موقعة الجمل كانت نتاج لأمر ربط الحكم ببشر خالص!

- عندما دنت منية الرسول الكريم (ص) طلب العباس عم الرسول من الإمام علي – كرم الله وجهه- أن يسأل الرسول (ص) هلى الأمر (الحكم) فيهم آل البيت! فرد الإمام: لو سأل الرسول ونفاها عنهم فإن العرب لا تولينهم أبداً الحكم، يعني أحسن أن يترك الحبل على القارب حتى لا تضيع منهم فرصة الحكم!

- الخليفة الثالث عندما اتهمه سواد الناس بضعف الحكم ومحاباة الأقربين رد عليهم وهو في فراش الشيخوخة بأن لن أنزع قميصاً قمصني الله له!

- الإمام علي بعدما بايعه الصحابة ورّث الخلافة لابنه الحسن ومن ثم الحسين!

- الأمويون حكموا 91 سنة باسم الحاكمية في قريش وعزلوا (العجم) والقرشيين لدرجة تولد من عسف حكمهم المذاهب معتزلة خوارج شيعة سنة وفرخوا أكثر من 8 ألف حديث مضروب من أجل شرعنة الحكم! بل الأدهى عذبوا بني هاشم القرشيين ذاتهم عذاب الويل! فرد عليهم أنصار بني هاشم على طريقة هذه بتلك بآلاف الأحاديث المضروبة التي تسير بيننا حتى اليوم!

- العباسيون حكموا حوالي 5 قرون وكان نتاج حكمهم أن قسموا الأمة إلى قرشيين وموالي وجلدوا حتى رفات الأمويين الذين هربوا حتى وصلوا شبه جزيرة آيبريا فحكموها 8 قرون باسم الأشخاص أيضاً، حتى غيض الله للعباسيين هولاكو التتري فأزال شافتهم وإلى الأبد.

كان التتر قد بنوا أسطولا سنة 1274 لغزو جزر اليابان إلا أن الأعاصير وحدها هي التي ردتهم على أعقابهم فحرفوا بوصلتهم صوب بغداد عاصمة المسلمين الذين يؤمنون في الأشخاص!

كثير من قراء التاريخ يزعم أن التتار هم الغزاة الوحيدون الذين ليس لهم هدف من غزواتهم، فهل رأيت الحكمة من وراء انحراف بوصلتهم من اليابان نحو بغدان!

جدير بالذكر أن حكام الأندلس (فلول الأمويين) الهاربين بعد أن قدم لهم الطوارق الأفارقة الحكم على طبق من ذهب في الأندلس جعلوا منهم طبقة دنيا بذات مبدأ الحاكمية في قريش أيضاً فغيض الله لهم أحلاف الفرنجة فهربوا حتى بلغوا سنار!

هل تريد نماذج من الإمبراطورية العثمانية
والمماليك
ونحوهـــم من أنظمة الحكم الإسلامي؟

مرجعك الحاكمي أخي، مخالف لما تريد أن تؤسس عليه منطق الحكم الرشيد اللاشخصاني، وكان الأفضل أن تركن إلى ما أنتجه الفكر البشري الحديث لإيجاد حلول بعيدا عن الشعوبية الحديثة التي تكتوي أنت بنارها الآن؟

Post: #12
Title: Re: هرطقـــــــــات غازي صلاح الدين المتأخـــــرة
Author: Abdlaziz Eisa
Date: 04-15-2013, 03:45 PM
Parent: #11




عزيزي آدم صيام
سلام

غازي صلاح الدين نام 24 سنة اقصائيا
وخرج من كهفه مؤخرا ورأى العقارب والقوارض تحيط به
خرج إلينا يحمل عملة صدئة عفا عليها الزمن..
ولن تجد قيمة في سوق اليوم ليشتري أزكى طعاما..
فاتت عليك يا العمرك ما غزيت..

مودتي

Post: #13
Title: Re: هرطقـــــــــات غازي صلاح الدين المتأخـــــرة
Author: Mutaz Hussien
Date: 04-15-2013, 03:48 PM
Parent: #11

الزول دا شاتوه عشان بدأ يحس بي تأنيب الضمير وما بقى ماشي في نفس خط الجماعة
عشان كده فكا آخروو

Post: #14
Title: Re: هرطقـــــــــات غازي صلاح الدين المتأخـــــرة
Author: Nasr
Date: 04-15-2013, 04:54 PM
Parent: #13

كدي خلونا في (البلد)
وأنسو (الأشخاص)
حتي ولو كانو غازي أو البشير
Quote: كانت السياسة في السودان -وهي لا تزال- تبنى على الشخصيات أكثر من أن تبنى على النظم والتقاليد والمؤسسات. وما زالت السياسة مثقلة بتقليد "مات الملك، عاش الملك"، الذي يستديم الأوضاع القائمة وعلاقات المصالح المرتبطة بها من خلال عملية استخلاف محدودة الرؤى والخيارات، على الطريقة البدوية القائلة:

هل فهم أحد أن غازي إنتقل من سؤال من يحكم السودان
إلي (كيف يحكم السودان) ؟؟؟؟؟

الشايفه أنه يحوم حول الحمي
ولا يقع فيه
يقول كلاما عن النظم والتقاليد
لكنه لم يقل (أو أكون فهمت غلط)
شيئا عن الديمقراطية كنظام حكم
وما يستتبع ذلك من إنتخابات حرة نزيهة
كلمة ديمقراطية دي بالتحديد كنا منتظرنها
ومتوقعنها
ولا نتعامل بجدية إلا بمن يقول بها

المهم يا غازي
سلموا السلطة لصاحبها (الشعب السوداني)
والسبيل إلي ذلك حكومة إنتقالية قومية
ترعي إنتخابات حرة نزيهة

وغير ذلك فإنها هرطقات
كما قال راعي البوست
تصدق عليها كل التعاليق الفوق دي

Post: #15
Title: Re: هرطقـــــــــات غازي صلاح الدين المتأخـــــرة
Author: Zoal Wahid
Date: 04-15-2013, 06:03 PM
Parent: #14

Quote: قول كلاما عن النظم والتقاليد
لكنه لم يقل (أو أكون فهمت غلط)
شيئا عن الديمقراطية كنظام حكم
وما يستتبع ذلك من إنتخابات حرة نزيهة
كلمة ديمقراطية دي بالتحديد كنا منتظرنها
ومتوقعنها


الاخ نصر
في ادبيات الاخوان ان الديمقراطية عمل من اعمال الكفار وقد رفضوا اسمها فترة طويلة ولكن التبار العالمي
غلبهم فاشتغلوا بالتقية. هم يدعون الى الشورى بمفهوم ان القيادة تختار و على القاعدة البصم. هذا هو مفهوم الشورى لديهم
لذلك ترى نفس الوجوه تتناوب الوظائف العامة حتى يداهمها الموت او يغضب عليها القائد. تفوز في كل انتخابات شورية او ديمقراطية لا يملون و لا يملهم الناخب
ويدعون انهم يريدون تجديدا. غازي سقط في اول انتخابات لرئاسة الحزب امام الشفيع ولكن القيادة اختارت مسبقا فكان لها ما ارادت و قبل غازي ان
يجلس على كرسي لم تختاره له القاعدة بل زورت له النتيجة علنا. فاي اصلاح يدعو له غازي وهو هو؟

الاخ آدم صيام، شكرا على البوست و اعجبني طرحك و تناولك لمقال دكتور غازي قبل ان ينجرف لادانة لتاريخ المسلمين. حبذا لو ركزنا على غازي و عصابته ( ليس عصبته).

تحياتي
عبدالرحمن

Post: #16
Title: Re: هرطقـــــــــات غازي صلاح الدين المتأخـــــرة
Author: آدم صيام
Date: 04-16-2013, 03:50 AM
Parent: #15

غازي صلاح الدين نام 24 سنة اقصائيا
وخرج من كهفه مؤخرا ورأى العقارب والقوارض تحيط به
خرج إلينا يحمل عملة صدئة عفا عليها الزمن..





العزيز/ عبدالعزيز عيسى
تحية طيبة
أوجزت ووفيت أخي



الزول دا شاتوه عشان بدأ يحس بي تأنيب الضمير وما بقى ماشي في نفس خط الجماعة
عشان كده فكا آخروو





العزيز/ معتز حسين
تحياتي القلبية
تأنيب الضمير يفترض أن يقوده إلى نهايات الشوط المنطقية وليس بمسك العصا من نصفها أو بترقيعه أخي.



الشايفه أنه يحوم حول الحمي
ولا يقع فيه
يقول كلاما عن النظم والتقاليد
لكنه لم يقل (أو أكون فهمت غلط)
شيئا عن الديمقراطية كنظام حكم
وما يستتبع ذلك من إنتخابات حرة نزيهة
كلمة ديمقراطية دي بالتحديد كنا منتظرنها
ومتوقعنها
ولا نتعامل بجدية إلا بمن يقول بها




حبيبي/نـــصر
تحياتي
يحوم حول الحمى والله ، قلمه مع التأنيب وسيفه مع السُلطة
لربمــا مؤجل الديمقراطية كبرنامج لبعد أن يعتلي سدة الحكم مجددا! الم تسمع ترديده:

إذا مات منا سيد قام سيد قؤول لما قال الكرام فعول



الاخ آدم صيام، شكرا على البوست و اعجبني طرحك و تناولك لمقال دكتور غازي قبل ان ينجرف لادانة لتاريخ المسلمين. حبذا لو ركزنا على غازي و عصابته ( ليس عصبته).

تحياتي
عبدالرحمن







العم/عبدالرحمــن
حياكم الله وبياكم

تاريخ المسلمين الممغنط هو ما يتكئ عليه غازي وأمثاله لذا حاولت إيضاح أن نظام الحكم السابق لايقبع بعيداً عن الشخوص ، رغم أن غازي يستخدم ذات الخطاب بإكليشاته التقريرية مطعم بالآيات الكريمة ومعطر بمقاطع من الشعر الجاهلي التليد ولا يروم الاستفادة منها.

إذا انحرف البوست فلك عذري أخي سأتركه لسبر المقال


لكم ولكم الــــود أخلصه

Post: #17
Title: Re: هرطقـــــــــات غازي صلاح الدين المتأخـــــرة
Author: آدم صيام
Date: 04-16-2013, 04:43 AM
Parent: #16

إن اختيار قيادة الأمة هو عملية تجديدية حيوية تتوفر من خلالها شروط المدافعة التي وصفها القرآن بالضرورية لبقاء الحياة: "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض". إنه تكليف لا يستقيم أن يعامل بخفة واستهانة، بل يجب أن ينظر إليه بكل الجدية الخليقة بشعب يطمح إلى الانعتاق والنهضة.





أربع وعشرون سنة ولم يفتح الله لكم بأن قيادة الأمة عملية تجديدية حيوية!

ما قولكم دام فضلك فيما توصل إليه الغرب من نظرية الحكم بالتناوب في هذه المادة الدستورية التي تقول: (مدة خدمة الرئيس، أربع سنوات أو خمسة أو سواهما، قابلة للتمديد مرة واحدة، وليس من شأنه تغيير الدستور.)

هذه التركيبة (شروط المدافعة) لكأنها منخولة من مترادفات الترابي مثل المدافعة والتدافع والتوالي والتوازي، كما وللصادق المهدي مفرداته نحو المناصحة والتشاور تقتضي وجودية الكيان في الإطار التكييفي والتكييف الإطاري!

المدافعة تجدها بوضوح في الأحوال الجوية من مناطق الضغط المرتفع إلى منخفضه وهذه حالة ناموسية ليس بالضرورة أن يتم تمويه الخطاب السياسي الواضح بها لكونها تؤدي إلى حدوث الشئ ونقيضه أما الفساد فمع توفر هذه المدافعة أزكم الأنوف وما جاورها لربع قرن.

إن تعجـــب لتعجب لقول:
إنه تكليف لا يستقيم أن يعامل بخفة واستهانة

بل يجب أن ينظر إليه بكل الجدية الخليقة بشعب يطمح إلى الانعتاق والنهضة.



وكأني بالأمم من وراء السين والدردنيل تلوح للأمة السودانية : هوري هوري

Post: #18
Title: Re: هرطقـــــــــات غازي صلاح الدين المتأخـــــرة
Author: آدم صيام
Date: 04-17-2013, 01:25 PM
Parent: #17

من يحكم الســودان؟


غازي صلاح الديـن العتبانـي!

Post: #19
Title: Re: هرطقـــــــــات غازي صلاح الدين المتأخـــــرة
Author: Nasr
Date: 04-17-2013, 03:40 PM
Parent: #18

المساهمة دي مهمة لتطوير النقاش
Quote:
غازي صلاح الدين والطريق المسدود أمام فكرة "الإصلاح من الداخل" .. بقلم: د. عبدالوهاب الأفندي
الثلاثاء, 16 نيسان/أبريل 2013 20:38

تمثل إقالة د. غازي صلاح الدين من موقعه كرئيس للهيئة البرلمانية للمؤتمر الوطني رابع أو خامس ضربة يتلقاها مشروع الإصلاحيين من داخل المؤتمر الوطني، وهي فكرة قديمة جديدة لم يكتب لها يوماً النجاح، وولكن يبدو أن شهادة وفاتها قد كتبت أخيراً. وكانت أول مغامرة إصلاحية دخلها د. غازي بدأت حين تولى الأمانة للمؤتمر الوطني في عام 1996، حيث سعى لأن يجعل من الحزب مؤسسة سياسية فاعلة، ولكنه ما أن نجح جزئياً في ذلك حتى قرر أولو الأمر انتزاع قيادة الحزب منه، لأن المؤسسة أصبحت أهم من أن تترك في يده.
تمثلت القفزة الإصلاحية التالية في مذكرة العشرة التي قدمت لمجلس شورى المؤتمر الوطني عام 1998، وقصد منها إعادة توزيع السلطات داخل الحزب الذي كان وقتها حاكماً، وذلك عبر تقليص صلاحيات أمين عام الحزب لصالح الجهاز التنفيذي في الدولة. وقد قيل الكثير عن "مذكرة العشرة"، ولكنها في جوهرها كانت خطوة متقدمة لممارسة الديمقراطية داخل الحزب، وعبر مؤسساته، حيث أنها قدمت وفق دستور الحزب الذي يتيح لأي عشرة من أعضاء مجلس الشورى تقديم تعديلات على نظمه ولوائحه، على أن ينظر فيها مجلس الشورى فيجيزها أو يرفضها. وقد نظر المجلس في التعديلات وأجازها. ولو قبل الجميع بهذا السلوك الديمقراطي لربما ساهم ذلك في تثبيت مؤسسات الحزب وتعزيز مشروعيتها، وبالتالي تعزيز مشروعية الدولة ومؤسساتها. ولكن ما وقع فيما بعد هو الذي دمر الحزب وأفرغ مؤسسات الدولة من محتواها. ذلك أن الصراع الذي حسمه مجلس الشورى انتقل إلى مؤسسات أخرى، حيث أصبح الحزب ومؤتمراته ساحة صراع، ثم انتقل الصراع إلى البرلمان ثم بين البرلمان والسلطة التنفيذية، وأخيراً تم استخدام الجيش والمؤسسة الأمنية لحسم الصراع بالقوة.
وهكذا تحول مشروع إرساء الديمقراطية داخل الحزب وتوزيع السلطات في الحزب الدولة إلى تركيز أكبر للسلطات في يد واحدة. وقد اصطدم د. غازي بهذا الواقع حين وقع الخلاف حول اتجاه مفاوضات السلام مع الجنوب، حيث أجبر على تسليم الملف بعد أن حقق أهم اختراق فيه عبر توقيع بروتوكول ماشاكوس عام 2002. وهكذا تكرر قصة الحزب، حيث رؤي مرة أخرى أن ما تحقق من نجاح يستلزم أن يجني الثمار من هم أكبر حجماً ووزناً داخل المؤسسة الحاكمة.
في العام التالي ترشح غازي لأمانة "الحركة الإسلامية"، وهي "النافذة الإسلامية" التي أنشأها المؤتمر الوطني في داخلة لاستيعاب تطلعات عضويته الإسلامية ومنافسة المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة الشيخ حسن الترابي، وكسر احتكار الأخير للحديث باسم الإسلاميين. ولكن غازي منع من تولي ذلك المنصب عبر ضغوط قوية من أعلى المستويات، وتحايل منظم على قواعد الانتخاب (سماه بعضهم تزويراً). وآلت الأمانة وقتها لنائب الرئيس على عثمان محمد طه، الذي ظل ممسكاً بها حتى نوفمبر الماضي، حيث ظلت الحركة تحت قيادته في سبات عميق.
في نفس الوقت، تم إقصاء غازي من كل مواقع صنع القرار، رغم بقائه في منصب مستشار لرئيس الجمهورية. ولكن الأحداث فرضت عودته إلى الساحة بعد أن أصبح المحاور المفضل لمبعوث الرئيس باراك أوباما للسودان، سكوت قرايشون. وقد فرض هذا بدوره توليته أهم ملفين في السودان في ذلك الوقت، هما ملف دارفور وملف العلاقة مع الحركة الشعبية. ولكن ما حدث مع نيفاشا والحزب تكرر، حيث ما أن أدى غازي المهام الموكلة إليه عبر إنجاز اتفاق الدوحة حول دارفور، وانتهاء الحوار مع الحركة الشعبية بعد انفصال الجنوب، حتى تم إقصاؤه من جديد.
في العالم الماضي تم إيقاظ هذه "الحركة الإسلامية" من موتها السريري لمواجهة تحد جديد، تمثل في الانتفاضة الشبابية وسط كوادر المؤتمر الوطني وأنصاره من الإسلاميين ضد سياسات رأوا أنها كرست الفساد والدكتاتورية والفشل وقسمت البلاد. ورغم أن غازي لم يتبن رسمياً مواقف الشباب، إلا أن قناعة نمت وسط هؤلاء بأنه كان الأقرب إليهم بفكره وتوجهاته. ولهذا السبب كانوا يرون في توليه منصب قيادة الحركة فرصة لإسماع صوتهم. ولكن أهل الشأن في المؤتمر الوطني كان لهم رأي آخر، فحشدوا كل إمكانياتهم لدفن الحركة مرة أخرى إرسالها إلى القبر الذي بعثت منه، وقد كان.
لم تكن مصادفة أن أعلن عن "المؤامرة التخريبية" المتهم فيها عناصر محورية من الجيش عقب هذه النتيجة الكارثية لمؤتمر ما سمي بالحركة الإسلامية، لأن الصدام بين دعاة الإصلاح وخصومه داخل النظام أصبح حتمياً. وعليه أعلن عن هذه "المؤامرة" الاستباقية كخطوة أولى لتصفية العناصر المشكوك في ولائها لمن بيدهم السلطان. وقد توقع الكثيرون أن يعلن غازي موقفه بحسم من الأوضاع كرد فعل على هذه الضربات القوية لكل آمال الإصلاح من الداخل، ولكنه لم يفعل، مما خيب آمال الكثيرين من أنصاره.
هذا لم يشفع له عند شركائه في المؤتمر الوطني، كما يظهر من القرار الذي اتخذ على عجل بإقصائه من رئاسة الهيئة البرلمانية، بحيث لم تستشر الهيئة نفسها كما صرح أعضاؤها، وفي هذا استخفاف جديد بمؤسسات الدولة، بما في ذلك البرلمان، المفترض فيه تمثيل الشعب وكونه السلطة الأعلى في البلاد. وإذا كان د. غازي ما يزال يعتقد بعد كل هذا بإمكانية نجاح جهد إصلاحي من داخل مؤسسات المؤتمر الوطني فإنه بلا يشك يستحق جائزة أكثر إنسان تفاؤلاً على وجه الأرض.
هناك بالطبع قناعة عند كل أهل الشأن داخل وخارج السودان بأن الإصلاح الذي تقوده الحكومة عبر حوار جاد مع قوى المعارضة هو الخيار الأفضل والأقل كلفة. ولكن هناك قناعة متزايدة كذلك بأن القيادة الحالية غير قادرة وغير راغبة في إتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك. وقد اتضح هذا جلياً من مبادرة الرئيس الأخيرة التي تحدث فيها عن إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإطلاق الحريات، ولكن ما أعقبها كان تدهوراً في الحريات والمزيد من الانغلاق، كما اتضح من استمرار التعديات على حرية الصحافة والمسارعة بإقالة غازي والناطق الرسمي باسم الحزب بتهمة الاعتدال عند كليهما.
وفي نظري أن د. غازي قد أخطأ التقدير ليس فقط بسبب ثقته بإمكانية تقبل القيادة الحالية لتغيير لن يأتي إلا على حسابها، ولكن لاعتقاده بأن القيادة الحالية ما يزال لديها سند وسط جماهير الحزب الحاكم –إن وجدت- وكوادره العاملة. والواقع يقول إن فئة تضطر في أسبوع واحد لفصل الناطق باسم الحزب ورئيس الهيئة البرلمانية ولإصدار أحكام سجن في حق أخلص كوادرها العاملة في القوات المسلحة لفي عزلة لا تحسد عليها. ولا شك أن استمرار الدعم غير المباشر لهذه المجموعة عبر إعطاء الوهم بإمكانية الإصلاح سيطيل عمر الأزمة وعذابات الشعب.
ومهما يكن فإن الإصلاح –إن جاء- لن يأتي من طيبة قلب المجموعة الحاكمة الحالية التي لا ترى حاجة لإصلاح أصلاً، بل ترى أن الحال على أحسن ما يمكن، وإنما يكون ذلك عبر الضغوط. وتأتي الضغوط من عدة أوجه، من أولها أن يعلن أنصار الإصلاح داخل الحزب الحاكم بوضوح عن مواقفهم، وأن يسموا الأشياء بأسمائها، ويحددوا بالضبط الجهات التي تقف في وجه الإصلاح، وأن يكون ذلك علناً. من الضغوط كذلك أن يتحرك الشارع وتتحرك النقابات والفئات الطلابية والشبابية وغيرها لتطالب بالتغييير، لأن ذلك يدعم مواقف المنادين بالإصلاح داخل النظام وداخل القوات المسلحة.
وقد رأى البعض أن أفضل وسيلة للضغط على النظام الحالي هي حمل السلاح في وجهه، وهو اعتقاد كان النظام للأسف من أشد المروجين له بالقول بالفعل، لأنه يستفز الناس للتمرد ولا يتعامل إلا مع من يهدده بالسلاح. ولكن كل الدلائل تؤكد أن حمل السلاح اخذ يأتي بمردود عكسي، وأصبح من دواعي استمرارية النظام لأنه يعزز مخاوف عامة الناس من التغيير والمجهول.
بعد فراغي من كتابة هذا المقال اطلعت على مقال للدكتور غازي نشر الأحد على موقع قناة الجزيرة، جدد فيه بقدر ما تسمح به الدبلوماسية معارضته لإعادة ترشيح الرئيس، مستشهداً بذلك، إضافة إلى كون الدستور السوداني لا يسمح بذلك، بأن لوائح المؤتمر الوطني بدورها لا تسمح بالتجديد. وقد محض غازي الرئيس النصح حين ذكره بأنه سيجعل لنفسه ذكرى طيبة لو كرس ما بقي من عهدته الرئاسية لمشروع إصلاح سياسي جذري يكرس العدالة بين مكونات السودان وحق الشعب في الاختيار الحر. ولا شك أنني أحسد غازي على استمراره في التفاؤل بأن الرئيس الذي أقاله لأنه ذكره بالدستور سيستمع لهذه النصيحة المخلصة، ولكنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون

Post: #20
Title: Re: هرطقـــــــــات غازي صلاح الدين المتأخـــــرة
Author: آدم صيام
Date: 04-18-2013, 03:26 AM
Parent: #19

د. غازي ما يزال يعتقد بعد كل هذا بإمكانية نجاح جهد إصلاحي من داخل مؤسسات المؤتمر الوطني فإنه بلا يشك يستحق جائزة أكثر إنسان تفاؤلاً على وجه الأرض.




وفي نظري أن د. غازي قد أخطأ التقدير ليس فقط بسبب ثقته بإمكانية تقبل القيادة الحالية لتغيير لن يأتي إلا على حسابها، ولكن لاعتقاده بأن القيادة الحالية ما يزال لديها سند وسط جماهير الحزب الحاكم –إن وجدت- وكوادره العاملة.




ولا شك أنني أحسد غازي على استمراره في التفاؤل بأن الرئيس الذي أقاله لأنه ذكره بالدستور سيستمع لهذه النصيحة المخلصة، ولكنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون




لما قلنا يا نصر أخوي الجماعة في عصر الكهف ما من بعيد تب

أكثر ما يهلك الإنسان قصر النظر