Post: #1
Title: فى السادس من ابريل.... اكتبُ بدمى
Author: Ishraga Mustafa
Date: 04-06-2013, 12:24 PM
قلبى حوت كبير و لاعصاة لى لتشقك وتدرك السر العظيم وذبد نصف الحقيقة على شفتىّ حصانى الوحيد وجمرة فؤادى تهفّ رغوة غضب يشرئب لها عنق المسافة مابين مطر التنظير وحراز الفعل
نصف قرن وشهادة ان لا وطن لم ينعم بموائدنا المستديرة لفقراء يهشون الذباب من صوانى البلاد من زينة المرأة المنحورة على طاولة الاستثمار والمال وشيطان السلطة
فقراء يعجنون كعكة قلبى الآن منذ نصف قرن يعجنونها ويفتحون كوة على عزلتى وروحى المرضرضة بالنهايات وهتك احلام الشجر وصرخات الالم عند مخاض الثورات وموتها وبينهما نصف قرن يشهد ان لا وجيع لوطن
وطنً.. ماهو الوطن؟ وطنً يجترحه سؤال الافقار والخوذات فكيف يخبزون مافاتنا من اعياد ولاعياد قادمة على نار الميلاد كيف يصطبرون على الم قشى المبلول ويستدرجون حيوانات قلبى الأليفة نحو وحش الغمام الكاسر ليهل الخريف لتغنى نسوة نوبة الجبال للمطر لاشواق الزرع تهفهف فى الحقول خريف هذا العام يبتدر حزن مغاير ويهل بالدم وروائح البارود واشواق البنات عند الجبل
شجرة عمرها نصف قرن تفرد ملامحها على ريش قلب الغريب هذا اكثر إيلاما الماء والنار ماء الخلق الاول لشجرة الابنوس ولطقطقة القش على لهب الوجود
الدم.. دم ً يغطى على نصف قرن دم واناشيد حزينة حيوانات تترنم فى سروها وسرها ورعاة الزمن القديم يجوبون فيافى حرة
لا شمال ولا جنوب شمال دور يمين كردفان شليل ووين راح وحدود فاصلة عند السدود وشمس من مشرق قلبى تضىء ما اوجع الحدود و.... وكعكعة قلبى خبز الانعتاق على جبل يزهر عليه الموت فى نيل البلاد الأزرق وفى جزيرة قطنى طويل تيلة الحزن ولا قصير نفس النضال الصبور لاقصير قطنها طويل التيلة ثعبان الامانى الملفوف فى قلبى قلبى النيل... والابنوس والصحراء
|
Post: #2
Title: Re: فى السادس من ابريل.... اكتبُ بدمى
Author: Ishraga Mustafa
Date: 04-06-2013, 12:25 PM
Parent: #1
لماذا وكيف اُجهضت ثورة مارس ابريل فى مهدها؟ من الذى اجهضها؟ مالذى استفدناه؟ ماهى شعاراتها؟ ماذا بعد مؤتمر الانتفاضة فى مدنى؟

كان لى شرف المشاركة فى هذه الانتفاضة بحماس ولوعة ....وبذات حمى الحزن اقول ان الانتفاضة التى لا يصاحبها وعى بالبيئة لن يكتب لها النجاح.... الايادى التى امتدت *وزعطت* شجر النيم ابان انتفاضة مارس ابريل لم تعرف ان الانتفاضات تبدأ من هنا.... واشار معلمنا العلاّمة احمد سعد عليه الرحمة الى فروع الشجر.
التحولات التى تحدث فى بنيات الوعى تحتاج الى حفر مستمر فى بنياته التحتية... الى ارادة واعية هى ارادة شعوب قادرة على التغيير مؤمنة بشعوب السودان... مؤمنة انهم يستحقون الحياة بجدارة ولاجل ذلك لابد من تغيير....التغيير يبدأ فينا.. منا.. الينا
|
Post: #3
Title: Re: فى السادس من ابريل.... اكتبُ بدمى
Author: Ishraga Mustafa
Date: 04-06-2013, 12:32 PM
Parent: #2
ذاكرة الانتفاضة.... ذاكرة ام الحسن
ام الحسن- لا اقول امى بل اقول صديقتى الحكيمة, الجميلة, النبيهة نباهة الشعر حين يتمكن فى روحها فتهدر. كان زمانا يشبه نضارة روحها, دعتنا اسرة ابو ادريس لنتعرف على بقية اسرتهم- اسرة ابو ادريس, ابناء وبنات الوعى والثقافة وعشق الحياة. إمرأة جميلة تتوسط القادمين من مدنى, على يديها حملت الفجر من تلك المكتبه التى تنتمى ايضا الى اسرتها, رأيت انسانه ذكية وزكية, قرأت لنا الشعر الذى ينهمر من شلالات روحها التواقة الى الحق والعدل والمساواة. لزمن ظلت ام الحسن رباطة جأشى لاواجه قبح الواقع, ظلت شلوخها مطارقا والواحا يكتب عليها الثوار احلامهم وارسم عليها بهجة الحياة التى احب. مرّ زمنا طويلا لم التقى ام الحسن- المرأة الوسيمة العقل والروح. التقيتها والدنيا انتفاضة, لم تمنعنا حينها امتحانات الشهادة السودانية التى كنت ضمن من جلسن لامتحانها ان نشارك فى امتحان كينونتنا الاعظم, الخرطوم تعجّ بالمظاهرات وتطفح ظلم البلاد على شوارعها, خرجت ضمن بنات انتمن لفعل الانتفاض , هناك فى شارع 25 بالعمارات سمعت صوتا يهدر بالقصائد الثورية, كلمات تلامس الوجدان وتسطع فى جبين كل تواق الى التحرر من ظلم طال البلاد وعرضها, {يالصوتها لما سرى... انه صوتى انا, ذاده العلم سنا}, صوت اعرفه وتعرفه دروب الناس, كانت ام الحسن, احتضنتنى بحينة الامهات وتقدمت صفوف المظاهرة نحو الشارع الانسانى المدى. لا ادرى كم سارت اقدامنا, لم نعرف حينها وماكان مهما ان ننتبه لتفاصيل ذاتية, ولم تنسى ام الحسن ان تنبهنا ان نعود الى الداخلية لنذاكر, فكانت الماده الاخيرة التى بنهايتها نكمل انجازنا, واتفقنا ان نلتقى فى ذات المكان بعد نهاية الامتحان وقد حدث, اذكر يومها ان الهدير فى قمة الانتشاء, انتشاء من حسّ الحياة بعد موات طويل, جبنا شوارع العمارات والديم, فى بيت فى حى الزهور خرجت امرأة بذات المطارق وقدمت لنا الماء, بخرطوش ضربت به الدكتاتورية ظهر البلاد فتحت نوافيرها فى وجوهنا لنغسل عيوننا من غازات الكراهية المسيله للحماس والتقدم الى الامام- ام الحسن تهتف لن نتراجع, ستعود يا اكتوبر وننطلق من جديد, يالجمال هذه المرأة التى انجبت عصام جبر الله الذى أحب. فى سوق الخرطوم وقعت فى يد عسكرى, صرخ فى وجهى وتجشأ ايضا ظلم الحكام له, تجشأ صمته ونزاعه الداخلى وهو يقودنى بعنف الى حيث يقف {كومر} كدسوا فيه بنات واولاد شموع والكل يدعك فى عيونه , هدرت ام الحسن بقصيده- قالت له تعال ياحشا البلاد وانضم لهدير العباد, وارتخت يد العسكرى عنى, وقف ولمعت عينيه, رأيت فيها عودة الابن الضال. يومها اهتمت ام الحسن ان نجد وسيلة لشراء حذاء لىّ بعد ان فقدت حذائى البالى فى المظاهرات, ضحكنا يومها واقدامى منتفخة وصوتى كصوتها مبحوح, ضحكنا على شكلى, حافية ولابسة توب ابيض بالتاكيد ليس ملكى. لم نجد محلا لنشترى ما اصرت ام الحسن عليه وذهبت الى الداخلية حافية ومكسية بالوعد الجميل- موعدنا مع الانتصار. كان فعلا انتصارا, انتصارا للبلاد, تكدسنا يومها فى شارع المستشفى فى الخرطوم, الغاز المسيل للدموع اصاب العديد والعديدات بالاختناق, العامل بالمستشفى يفتح ايضا كتلك المرأة بحى الزهور نوافير الماء, تتلقفه ام الحسن كابنها, بلت طرف ثوبها وصارت بين الجموع تبلل للبنات فى عيونهن, نظرت الى عينيها فما رأيت سوى الدمع مدرارا, كانت تبكى نشوة الانتصار. فى الميدان الشرقى فى جامعة الخرطوم- ذلك المشهد البديع التقينا- تعانقنا وبكينا وضحكنا, كنت بلا صوت, {قرشته الهتافات} فانجبت للبلاد انتفاضة اكثر مجدا, انتفاضة كانت ام الحسن من صانعاتها, فى تلك اللحظة الحاسمة التى انفلتت فيها السلطة من ايادى النظام, فى شارع النيل وكنا قد تمرسنا على القفز سريعا فى اقرب عربية تكدس فيها الناس شيبا وشبابا, وجدتنى فى الواجهة وكان وجه ام الحسن طبل الحماس, {يا ام ضفائر قودى الرسن واهتفى فليحيا الوطن}. فاضت ام الحسن فى روحى وانا اشاهد فى شريط الانتفاضة الذى بثة التلفزيون, رأيتنى بنية يافعة فى ذلك الزمان ولم تكن لىّ ضفائر وكان شعرى الآفرو ضفائر الحلم التى مشطتها ام الحسن فى شجر النيم الراقد على ضفاف النيل. ام الحسن التى لم يشغلها يومها كام ان نتنبه للسؤال عن الاخبار التى تقاطرت الى اسماعنا عن بناتها الجميلات وعصام الأجمل, من كانت معتقلة, ومن كان محتجزا ومن كانت وسط الجموع تهدر. ام الحسن مشغولة كانت بتظريز الامل فى قلوب الجموع, مشغولة بترطيب العيون من الغاز المسيل للدموع, مشدودة كانت للشعر الذى تفيض به كنهر رحيم. هذه ام الحسن, التى انجبت للدنيا آمال جبرالله.. آمال التى على يديها تعلمت الكثير, آمال الانسانة التى عرفتها منحازة للناس عرفتها حين ازمة انسانية ذات شجون فى ذلك العام من 1986 تواعدنا ان التقيها فى المستشفى, على طول المستشفى تقف آمال تحىّ فى العمال والمرضى, آمال التى لا يكون قد تبقى من مرتبها الاّ اليسير, فكانت تجود بما تملك للمساكين والفقراء- رأيت ذلك بام عينى ولم اتعجب, فهى من رحم ام الحسن التى منحتنا آمال. سندتنى آمال زمانها- بمنتهى الانسانية وانحازت الى احزانى ورطبت على قلبى آمال الانسانة الطبيبة المثقفة المصادمة التى عرفتها تلك الدروب بصمودها ونضالها وانسانها البسيط وناهد- رئيسة اتحاد جامعة الخرطوم فى ذلك الزمان القدرة التنظيمية والهدوء والعمل باتقان الانتماء الحقيقى لمبادئها واحلامها الانسانية التقيت ناهد العام الماضى, ضوت الذاكرة مرة أخرى بام الحسن- الام الانتفاضة ناهد التى مازالت تحفر فى الصخر دون كلل وملل, فهى انحازت لحملات الوعى منذ فجرها. اعرف ام الحسن وتعرفنى اكثر من ناس كتاااار اعرف كم هى عظيمة فى انسانيتها وكم محفّزة لمن حولها..

التقيتها آخر مرة فى مؤتمر الانتفاضة فى مدنى كان زمن جميل والناس اجمل فى جلسات النقاش كنت اتبع خطاها لانى كنت اعرف ان دربها حكيم على مدى ايام المؤتمر كنا نلتقى شاركت بوعى وصلابة وثقة تهزّ جبال فى اليوم الختامى كنت ضيفتها فى بيتهم فى مدنى لفت انتباهى البيت الانيق واللمسات البديعة والاكل المطعم ومبهر بترحابها قعدنا لوقت متأخر نحكى ونتونس حكيت معها ماكان نفسى ان أحيكه مع امى حكيت لها هواجسى واحلامى واحباطاتى فى الدنيا وطموحى الغير محدود امسكى فى طموحك, امسكى فيهو قوى فهو مخرجك لبكرة, قالت لىّ بحنية وتقدم لىّ الخبز والعصاير وقبل ذلك محبة الامهات... وماتنسى تحافظى على عيونك ضاحكة- كلمات زولة شاعرة وبتشوف كل شىء ضاحك وجميل لن انسى هذه الكلمات
ومرت سنين وام الحسن فى الخاطر نجمة ضواية, نجمة الوعى الجهور والمغنى للناس.... مرت سنين وام الحسن شامة فى خد انفتاضة مارس ابريل
---------------------------------
فصل من السيرة
|
Post: #4
Title: Re: فى السادس من ابريل.... اكتبُ بدمى
Author: Ishraga Mustafa
Date: 04-06-2013, 12:45 PM
Parent: #3
ثمة وشيجة... وحبل جهور مابين الانقلابات العسكرية والانقلابات العاطفية
ستأتي ؟!! أنتظرُكَ هذه اللَّيْلةَ تَعَالَى بعدَ أن تنامَ ذئابُ الْبلادْ إنْ تعِبْتَ من اصطيادِ الأحلامِ الْبسيطة.. اقْرأْ معي كفِّي والأيام ولا { يُرهبك} اشتعالي فلا شيءَ يُقلقُ قصرَ الْبلادِ سوى الكتابْ .. منظومةٌ حروفَهُ من ( بليلةِ ) قلبِك الْعدسيّة الَّتي تُيَقِّنُ الْفُقَراء
أين الأصحاب؟ هلْ ستبكينني حينَ أموت ؟ ام ستكونُ مشغولًا بنبضِكَ الَّذي روماه دَربي؟ ماذا يُجْدي ؟ دعْكَ الآنَ منْ لَهْوي بعذاباتِ الْوَحشةِ وقلْ لي كم ستبكيننى.. ؟ لا تَقُلْ لي : لا أحَد.. ليسَ هناك أحد ... كان لي أن أدّخِرَ في مُقلتيْكَ من دمعي.. كنتُ سأنامُ في سلامِ دمعاتِكَ... حُلْوَةً في عينيْكَ ياقوتةَ ليْلي..
هلْ تُزْهِرُ الرّجفاتُ في ليلِ النُّحاسِ بمباركةِ النَّارِ وحواريها ؟ لا تَعُضَّ {شفةَ نهرِك} - لا أحدَ يُجيدُ هذا الفعلَ سواي افتحْ دميرةَ جسدِكَ إنَّ زرازيرَ الشَّوْقِ تَلقِطُ حبَّاتِ الألَمِ الْمَغروسةِ فيك منذُ { تجارة رق} تُعيدُ لكَ الْحَصَى رَغيفةً لصغيرٍ أنهكَهُ الرَّكْضُ وراءَ قِطاراتِ السَّفَرْ .. { يشحد رغيفة أو تَعَريفه} . ذاتُ الْقِطَاراتِ أنهكتْني وما وجدتُكِ إلا في وُجُوهِ الْعابراتِ الْجميلات..
على سيرةِ الْجميلات.. الْقَهوةُ لا تَبرُدُ إلا .. نهارًا وسُخُونةُ أسفلتِ {الْخرتوم } تَغليها لاحتمالاتِ الْلَّيْل.. احتمالاتِ صيفٍ غائظْ .. ما ادّخَرتْ له نملاتِ قلبِكَ سوى عنادِ الْقَمحِ .. مكابرًا لم يُسَلِّمْ مفاتيحَ سنابِلِهِ للسَّماءْ .. الْقَهوةُ الآنَ حارَّةٌ ولاذعةٌ بغُرُنجالِ مَطرِك وفستاني في انتظارِ أنْ تَدْلِقَها على خُيُوطِهْ .. لا تَقُلْ لي إنَّ {حنفيَةَ} الْحمَّاماتِ تشخرُ في الْوادي.. فلن تجدَ أبدعَ من دلاقين فستاني ... معروضٌ الآنَ مُنافسًا أزياءَ اللِّيدي ديانا.. على فكرة .. هي تَكبُرُني فقط بعام وأكبُرُها بألفِ عامٍ من مروي مروي .. يروي.. ريّا.. فهو عطشانٌ .. كما أنا
والْبحرُ يتّسعُ لكَفَنِ طه الْقُرشي !! ضاقَتْ به بيوتُ الْكرتونِ والْخَيْش .. وسكاكينُ الْفقرِ حادَّةٌ تقطعُ الْكهرباءَ إرْبًا ..غَضَبًا.. إرْبا كنتُ أنتظِرُ أن " تحكيني " أنّ مسرحَ الْقيامةِ هناك والْجَنَّةُ فيك أنهارٌ ودِيانٌ وبناتُ حُورْ .. لكنّي كنتُ أعرفُ أنّ جَهَنَّمَ في ( الْخرتوم ).. {دلاليك الْغناء طرشقت..} مَنْ يَرْقُصُ في هذا الْجحيم ؟ منْ أن لَمْ أكُنْ ؟!!
ليسَتْ كلُّ الطُّرقِ تُؤدّي إلى روما ولكنّها حتمًا تُؤدّي إليك .... حيثما وكيفما تكون .. أكُونُ أسرةَ ليْلِك الَّتي تسبحُ على أثرِها مراكبُ الْعُشّاق حبُّكَ والْمطر.. اللَّيلُ والنَّار .. وتلك الطّفلةُ الَّتي تَحلُمُ بكرّاسةٍ وبَلَد
------------------------- من مجموعتى: طقوس العطش المعدة للطبع
|
Post: #5
Title: Re: فى السادس من ابريل.... اكتبُ بدمى
Author: Ishraga Mustafa
Date: 04-06-2013, 12:56 PM
Parent: #4
الْخُرْطُوم
أزيزُ ذاكرةٍ وحنينُ طُرقاتٍ يَدُلُّ على شجرٍ يَحْيَا مُنْكَفئًا أوْ واقِفًا يُمارسُ جَراري الانتحارْ مِشْنقةٌ بطولِ لَيَالي الأسئلة وما كان حُلمى قَصيرًا .. فارعًا كَحُزنٍ أخيرْ شاهقًا من دمي ومُنكَفِئًا على هديرِ الصَّمتِ
ضاقتْ (الوسيعة) واقْتربْنَا أكثَرْ فكيفَ كُنّا واحدًا صِرْنا والْبلادُ جِلبابُ هزيمةٍ من فَرْطِ حنينِ الدَّرويشِ على صدْرِ حبيبتِك 0 الخرتوم 0 حبيبتُكَ الْمقتولةُ على طاولةِ فائضِ قيمةِ الأخلاق .. والأصواتُ مفتولةٌ كَحُزْنِكَ مِشْنقةٌ لِغَبائني
كنتُ أحْلَمُ تحْيَا على حِبَالِهَا ( قماري ) صبري في كلِّ آذارْ كان مارسُ من ( ضلعة ) أبريلَ النَّاقصةِ أم مَّنِ اعوجاجِ النِّيلْ ؟
مُعبَّأةٌ روحي ومُثقَلَةٌ بثمرٍ مَريرْ فكيفَ أنسى حكاياتِ الْمَنْفَى و( طَرقعاتِ ) أصواتِ اللَّيلِ في دُروبٍ بعيدةٍ كالْخُلُودْ وقريبةٍ من هواجسِ الرَّحيل .. وقمرٌ بعيدٌ منهمِكٌ يَليقُ بلوحةٍ تقولُ الْكثير بلا إطارْ .. بستانُ نخيلٍ .. حبَّاتُ مطرٍ مُلوَّنٍ تجثو على ركبتيْها تتبرعمُ على أصابعِ قمريَ الْبَعيد يرشقُ بها وجهَ لَيْلتي تصيرُ حقلَ برتقالٍ تَسُرُّ النَّاظرينَ والْعابرينَ وتقتفي رمادَ الْبُركانِ وعلى مطاراتِ الْوَداع تنتظرُ لوحتَهَا الأخيرةَ مُضمَّدةً بـ ( دلقان ) مَسيرتِهَا وسيرةِ خُصُوبتِهَا ولا تمضي قبلَ أن تَغرسَ وردةَ نارِها على شفتيْ حبيبِهَا الْقَمرْ
-------------- من نصوص العطش.... عطشى منذ قال لى النيل سلاما
|
Post: #6
Title: Re: فى السادس من ابريل.... اكتبُ بدمى
Author: Ishraga Mustafa
Date: 04-06-2013, 01:01 PM
Parent: #5
أكانَ وطنًا !!؟ شَدَّ لِجَامَ الْلُّغةِ وامتطَى فكرةً ( تُشاتِرُ ) ظِلَّها ربَّما تستديرُ السَّماءُ وتستطيلُ الأرضُ وينطِقُ الْحَجَرْ
بُخَّني يا سيِّدي بلبنِ الطَّيرِ تُزْهِرُ أثداءُ الرّيحِ وتَحكيكَ ما يُثْقِلُ كَفَّي النِّيلْ حيثُ لا مُلتقى فَعَلامَا تُحاصرُني خمائلُ الـ ( لا مَنْطق) و الـ ( لا مَعْقول ) .. والأرضُ هناك لا تَدُورُ استطالَتْ أحزانُها وتَلبلَبتْ روحُكَ وفاضتْ ترانيمُ وجعي وأسئلةٌ تتجلَّطُ على خاصرةِ امْرأةٍ سُرِقَ ثوْبُهَا لشجرةِ زَقُّومْ أكلتْ خضارَها وعَلَّقتْ على جبينِ سِنَّارِ يَبَاسِهَا وتَجَشَّأتْ
انبعَجَتْ أشجارُ الْبَابايْ ومُغنِّي يترنَّحُ في غيبوبةِ الأُغنياتِ الْمَاجِدَة ( أُمِن حُمرةْ عيونو أسلموا النَّصارَى) أمْ ( لكم دينُكُم وليَ دين) حبلُ محبَّةٍ متينْ يَعصِمُ مِقْرَنَ النِّيليْنِ من بلادٍ تَضيقُ تتوَارَى .. وقلبُ حبيبي لا يَشيخُ مُتيقِّنًا .. مُتيمِّمًا من رَمْلٍ يفيضُ تتَّسِعُ له الدَّوائرُ موجًا .. يُناغي زُبْدًا ساحلًا .. يَحتضِنُهُ الْبَحْرُ فنَغرقُ في الْوَعيِ الْمُبين والْفعلِ الْمُستنيرِ وكلامٍ يَستعيدُ نُضَارَه من حاضرٍ تَليدْ .. باسلٌ يَنفضُ رُكامَ السِّنين ويُعيدُ تَدويرةَ (أهازيجِ التَّغريبْ)
( وطن الْجدود.. نفديك بالأروح ) أرواحِ فُقَرائِكَ ونَجُودُ .. حاضرٌ في خواطرِ لَيْلي في لَمْعةِ عَينيْهِ الْغارقةِ في الدُّموع إن شاءَ للسَّماءِ أن تستطيلَ .. والأرضُ هناك تَدُورُ ستكونُ لي وأكونُ فأسَكَ تُفْلِحُ به يَبابًا ما سكَتَ عنهُ التَّاريخ .. أشُقُّ فيك نهرًا وسبعَ بُحيْرَاتٍ وتُعيدُني نَغمَةً لوَطَنٍ واحِدْ تَضِجُّ ألوانُهُ وتَهْجِسُ آمِنةً مُطمئنَّةً على يَدَيْك
أضْفِرُ اللُّغةَ تميمةً على مِعْصَمِ غُربتِكَ ومَنْفَايَا نَقَّطَ غمامُهَا وأفزَعَني يا حبيبي انْجدْني والْحَقْني بتراتيلِنَا مزاميرِنَا غَناوينا وانْصهارِ صَوْتيِنِ عناقِ مَوْجتيْنِ على جمرةِ فؤادِ النَّهْرِ الْحَزين
فَعَلامَا تَشُدُّ لِجَامَهُ وقد ضاعَ الطَّريقْ .. ضاعَ يا حبيبي الطَّريقُ كان شِرَاعًا ليسَ لِمَسَاءٍ فيهِ نلتقي تتعانَقُ مَوَاجِعُنَا ورمادٌ يَهيلُهُ بركانُ الْجَليدِ فلا يُطْفِيءُ جراحاتِنَا يُشْعِلُها .. ويَنطفِيءُ الرَّمادُ حادقًا على الْجرحِ يا تَوْأمَ روحي .. مفتوحةٌ ضفَّتَيْهِ تتسَلَّى ببعضِ وَهْمٍ وتُخَدِّرُني وأصابعُكَ تبحثُ عن حَلَمَةِ حُضُوري وتَدِرُّ في أثْداءِ الطَّيْرِ الْحليب فعَلامَا تَشُدُّ لِجَامَ صَهيلي ؟
هلْ تدورُ الأرضُ هناك ؟ الْفات الْفات ماضٍ فَات حاضرٌ يَفوتُ والْكتابةُ ماءُ روحِكَ في ليلِ الأفراسِ الْمَجْنونةِ دواءٌ بها أطيبُ .. فاكْتُبْـني .. في جريدِ الْلَّيْلِ الطَّويلِ .. اكْتُبْني .. وشُدَّ خاصرةَ الأُغنياتْ .. ( أنا في الْمَداين الضَّائعة ضايع ليْ زمن سرحان على الأرض الغريبة وبسأل الشوق عن وطن) وجسدُكَ وطني .. ( شوارعا فيها سافرت ومشيت وعن كلاما دائر أقولوا قلت فيهو ياما وغنيت وبكيت ) وَطَني أنت .. ( شليل ) حُلْمي .. كيفَ لونُ تلكَ الأغاني ( تَرفّ ) من قَرْنِ قلبِكَ الأفريقي : ( الْفَات الْفَات .. سبعة لفات ) وعلى السَّماءِ الأخيرةِ نَخْبُ الأرضْ .. نَخْبُكَ.. نَخْبُ الْقَصيد.. .... يا حبيبي ... شُدَّ لِجَامَ اللُّغةِ وأطلِقْ صهيلَ الْحُروف.. إنَّ خيولَ الشَّوقِ وحدها الَّتي تتنظِرُ.. ما عداها يفوت .. يفوت ..
==============
من ذات الطقوس
|
Post: #7
Title: Re: فى السادس من ابريل.... اكتبُ بدمى
Author: عائشة موسي السعيد
Date: 04-07-2013, 09:38 AM
Parent: #6
ومرت سنين وام الحسن فى الخاطر نجمة ضواية, نجمة الوعى الجهور والمغنى للناس.... مرت سنين وام الحسن شامة فى خد انتفاضة مارس ابريل
************* ************* قرأتك بإعجاب ...ثم بمحبة يا إشراقة! ياللجمال المُعبِّر كابتسامة أم الحسن! تصوري ان هذه النجمة ذاتها أضاءت في أكتوبر 64 في مكان آخر! ياللنجوم شُهُباً تُضيء الأرض. لك التحية ...وهانحن نتابع.
|
Post: #8
Title: Re: فى السادس من ابريل.... اكتبُ بدمى
Author: Ishraga Mustafa
Date: 04-07-2013, 09:51 AM
Parent: #7
Quote: قرأتك بإعجاب ...ثم بمحبة يا إشراقة! ياللجمال المُعبِّر كابتسامة أم الحسن! تصوري ان هذه النجمة ذاتها أضاءت في أكتوبر 64 في مكان آخر! ياللنجوم شُهُباً تُضيء الأرض. لك التحية ...وهانحن نتابع. |
كم افرحنى ان تقرأينى يا جميلتنا عائشة كم افرحتنى اضاءتك.. هنا وهناك
كم افرحنى وجودك بيينا وعيا وفكرة ورؤى
|
Post: #9
Title: Re: فى السادس من ابريل.... اكتبُ بدمى
Author: سيف اليزل سعد عمر
Date: 04-07-2013, 10:13 AM
Parent: #8
اشراقة مصطفى
التحية لام الحسن ولكل من ساهم وشارك فى صنع مارس وأبريل
والشعب الذي رسم تلك اللوحة لقادر على رسم لوحة جديدة مشرقة
|
Post: #10
Title: Re: فى السادس من ابريل.... اكتبُ بدمى
Author: فضل الصادق
Date: 04-08-2013, 04:43 AM
Parent: #9
تحياتي لك وتقديري
لم ينتبه له هنا أحد ، مرّ بلا تنويه !
6 أبريل يا مشهد يوم الإنعتاق يا فيوض الأمل الدفاق
في هذا التاريخ لسنين خلت كانت هبت الشعب الذي رفض الهيمنة والكبت.
باقلامنا سوف نحي الذكري لتبقي عِبرة تهدينا سُبل الوصول للحرية .
أبريل يا ومضة ضوء في نهاية نفق الظلم الحالك ، يا صيحة صوت الحق الأبلج ، كيف ننساك يا مد البصر الحاد يرمي إلي مستقبل فجرٍ آت .
|
Post: #11
Title: Re: فى السادس من ابريل.... اكتبُ بدمى
Author: معاوية الزبير
Date: 04-08-2013, 05:11 AM
Parent: #10
| Quote: تصوري ان هذه النجمة ذاتها أضاءت في أكتوبر 64 في مكان آخر! |
التحية للوالدة أم الحسن ولذريتها الكريمة التحية لك يا إشراقة وأنت تصرين على شحذ الوعي والتفاكر في زمن خاوي الوعي والفكر.. لو رأيتِ أقطاب الحكومة -هنا في الدوحة هذه الأيام وقبلها أيضا- بابتساماتهم البلهاء وريالاتهم السائلة لأموال المانحين لاستفرغت قرفا من هذه الكائنات الكريهة.. هم أنفسهم الذين أفرغوا انتفاضة أبريل من مضمونها بدءا بمجلسهم العسكري المتآمر بزعامة سوار الدهب، وليس انتهاءً بانقلابهم الغادر على الديمقراطية.
التحية لك عائشة السعيد، ولكل نساء بلادي وهن يقاومن هذا البلاء الإسلاموي البغيض.
|
|