السودان مابين محاولة اغتيال مبارك وتكريم مرسي

قصة طويلة من تذبذب وتأرجح العلاقات

بدأت الانقاذ بمحاولة كسب تاييد مصر مبارك باعتبار
ان تاييد قوى عربية كبرى ضمان لاستمرار واستقرار الحكم الجديد
ولم تبخل مصر بهذا التاييد ظنا منها ان الانقلاب الجديد هو من تدبيرها
خاصة وان اول زيارة للبشير كانت لمصر واعلن خلالها عن امكانية وحدة وادي النيل

استمرت الامور على ما يرام الا ان اكتشفت مصر ان للترابي
علاقة بالانقلاب فخشيت ان تشرب من مياه النيل كدراً وطينا
خاصة وان الترابي وانصاره بداوا يلوحون بحصة مصر من مياه النيل
وحصة السودان الضعيفة بل تحويل مجرى النيل نفسه الي ليبيا

بعد ان ايقنت مصر ان الانقلاب وراءه الترابي
الذي طالما حذرت عنه الاستخبارات الغربية وظفت
علاقاتها لحصار السودان عربياً ودوليا
كما ايقنت ان في استمرار حكم الاسلاميين الذين تحاربهم في الداخل
خطرا عليها وخاصة اذا جاء الحكم المعارض لها من جهة مياه النيل
وبدورها ايضاً ادركت الانقاذ ان في استمرار مبارك خطر عليها فاصبح
كل فريق يهي نفسه لمستقبل بدون الآخر

مبارك اتهم السودان مباشرة بعد عودته

بعد هذه المحاولة بدا حصار السودان من مجلس الامن
وهو حصار وان خف الا انه لازال مستمراً حتى الآن

ثم شاركت مصر بعد ذلك في دعم التجمع الوطني الديمواقراطي
المعارض بهدف اطاحة حكومة الانقاذ

بعد المفاصلة بدات العلاقات تعود رويداً رويداً
بين مبارك والانقاذ
وحاجة مصر الاستراتيجية لمياه النيل جعلتها تتقرب اكثر
خاصة وان الترابي البعبع المخيف لمصر ابعد عن الساحة
فقد كان مبارك يقول (البشير راجل طيب لكن اللوراهو)
وكان وراهو الي ما قبل المفاصلة الترابي

رغم ان مصر مبارك تعلم ان شخصيات
نافذة في السودان تقف وراء محاولة الاغتيال
الا انها تغاضت عن ذلك املاً في علاقات ارسخ
لا تحلب لمصر قلق بشان مياه النيل