جيدلكم ياشماليين: الديكتاتوريات قضت على السكة حديد

إنهيار السكة حديد

إنفاذاً لوعدي للأستاذ مصطفى محمد بعرض ومحاولة تحليل إحصائية أداء السكة حديد , قمت بتفريغ البيانات وتكوين المنحنى , لقطاعي النقل فيها البضائع باللون الأحمر (بوحدة ألف طن) والركاب باللون الأزرق (بوحدة ألف راكب)
للفترة من 1961 وهو العام الذي بدأ فيه إحلال القاطرات البخارية بقاطرات الديزل وحتى 2007م
تشمل البضائع الواردات والصادرات وتشمل النقل المحلي والحيوان والفنطاس , كما تشمل النقل التجاري والنقل المصلحي (المصالح الحكومية)

لصورة مكبرة أنقر على الصورة



او على هذا الرابط

نلاحظ إنهيار المؤشر العام للنقل بقطاعيه بوضوح ويظهر الإنهيار جلياً في قسم الركاب الذي انحدر من قرابة أربعة مليون راكب سنوياً في بداية السبعينات إلى 52 ألف راكب في 2007 وأمسى رقماً لا يذكر , لكن هناك محافظة نسبية في قطاع البضاعة.

في بداية السبعينات التي شهدت إزدهار السكك الحديدية بقطاعيها سجلت أعلى عدد عمال حيث كان 40 ألف عامل بزيادة 10 آلاف عامل عن بداية الستينات كما شهدت إرتفاع الطن الكيلومتري المرحل وبصورة منتظمة في حدود 2700 طن كلم .

أنخفض في نهاية السبعينات الأداء لأسباب يمكن أن أعزيها إلى سوء إدارة , حتى جاءت اللحظة الفارقة ما بين عهدي الإزدهار والإنهيار ولا تحتاج إلى عناء لكشفها وهي 1983-1984م
هذا الإنهيار السريع (الكارثي) غير طبيعي ويصعب أن نرده إلى سوء إدارة وإنما مؤكد لوجود معاول تخريبية ضربت مفاصل السكة حديد أو فساد داخلي.

إستمر المؤشر في الإنهيار رغم نزعة الصعود التي انتابته منتصف التسعينات في قطاع البضاعة مع تهميش شبه كامل لقطاع الركاب , حيث أن عدد الركاب خلال العقدين الأخيرين لم يتجاوز ما كانت تحمله السكك خلال سنتين.

تناقص عدد العمالة من 40 ألف في بداية السبعينات إلى 35 ألف في بداية الثمانينات و30 ألف في بداية التسعينات لكنه تناقص بشدة إلى 14 ألف في عام 2000م ليتبقى منه 10 آلاف عامل في 2007م

المؤشر المرفق يبوح بأن السكة حديد بكل تأكيد بدأ إنهيارها بفعل فاعل أو فساد داخلي مبكراً في 1983 و 1984م.


------
هوامش:
مصدر البيانات الخام :كتاب الإحصائيات العامة للسكة حديد
http://goo.gl/8vyUB

ثلاثة باصات , كل باص يعمل فردة يومياً , ستحمل سنوياً من الركاب مثل سكك حديد السودان

إزدهار النقل البري كان على حساب إنهيار السكة حديد لكن ليس السبب في إنهيارها , لأن بداية الإنهيار في 83-84 في وقت لم تكن الطرق تشكل تأثيراً على السكة حديد لذلك ممكن تكون عامل مساعد لكن ليس الرئيسي .
من الدول التي تشبهنا مصر والهند وشرق آسيا عموماً مغطاة بشبكة طرق برية مثالية , مع ذلك شبكة السكة حديد فيها الرقم الأول في نقل الركاب والبضاعة من حيث السرعة والدقة وجودة الخدمة.

ضيق المسار وعدم الإحلال والإستبدال للفلنكات الخشبية وإهمال صيانة وتطور المنشأة عموماً جعل من سرعة القطار القصوى تتوقف عند 60كلم/ساعة وهي لن تجد زبائن يتقبلوها في وجود بصات سريعة مما أفقد السكك الحديدية فئة الركاب وحافظت على فئة البضاعة , لكن ذلك ليس عذراً فالسؤال هو لماذا لم تتطور القطارات طوال هذا التاريخ متماشية مع التطور العالمي مثل الدول الآسيوية ؟