أهكذا يا جامعة الخرطوم بقلم عمر الشريف

أهكذا يا جامعة الخرطوم بقلم عمر الشريف


03-12-2014, 03:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=423&msg=1419467257&rn=1


Post: #1
Title: أهكذا يا جامعة الخرطوم بقلم عمر الشريف
Author: عمر الشريف
Date: 03-12-2014, 03:29 PM
Parent: #0

جامعة الخرطوم أومنارة العلم السودانى هى من أقدم الجامعات السودانية والعريقة فى افريقيا والشرق الاوسط أنشأت قبل الاستقلال بأسم كلية غردون التذكارية أثناء فترة الحكم الاستعمارى البريطانى . شعارها كلمة الله والوطن والحقيقة والانسانية . هذه المنارة التى تخرج منها الكثيرون وطافوا العالم بعلمهم وشهاداتهم سودانيتهم واثبتوا علمهم وعملهم وخبرتهم فى تلك المنظمات والحكومات والجامعات ليفتخروا بأنهم خريجوا جامعة الخرطوم وأبناء السودان . لقد توسعت كليات الجامعة حسب الحاجة والتطور والعصر لتواكب العالمية . لكنها اصبحت تفقد مكانها بين الجامعات المتقدمة عالميا وتدنى مستوى طلابها لهجرة كوادرها المميزة وتخبط السياسات التى طالتها وكثرة التنظيمات الطلابية والمشاكل الاقتصادية والمعيشية وقلة الدعم الحكومى .


هذه الجامعة التى كنا نتمنى أن نسمع أنها قدمت للوطن فى الفترة الاخيرة خريجيها فى مختلف المجالات العلمية والهندسية بعلمهم وبذل جهدهم فى خدمة الوطن لتقدم للعالم اكتشاف جديد ومفيد يرفع من قدرة الجامعة ومكانة السودان . لقد اصبح العام الدراسى فى هذه الجامعة لا يزيد عن اصابع اليد الواحدة فى كل سنة دراسية التى لا تكفى لمحاضراته ومقرراته بجانب ندرة المحاضرين فيها وذلك لخوض طلابها المعترك السياسى الذى اصبح لا يمثل السياسة ولا الشورى ولا العلم ولا التحضر . تلك الجامعة التى نتمنى ان يكون هدفها تعليمى قبل كل شىء وأن يبعد طلابها عن الاحداث السياسية والشعارات الحزبية حتى يجتهدوا فى تحصيل العلم واستثمار أوقاتهم فى التطوير والاكتشافات التى تخدم دينهم ومستقبلهم ووطنهم واهلهم وأن تعيد معانى شعارها فى معنى كلمة الله والوطن والحقيقة والانسانية.


لماذا كل سنة نسمع بفقد طالب او طلاب فى أحداث ليس لها صلة بالعلم والتعلم وجرح بعضهم وأغلاق الجامعة للأجل غير مسمى لتتعطل الدراسة ايام وشهور ثم تفتح ابوابها مره أخرى ليجد الطالب محتاج لمن يعيد له ما درسه فى الفترة الماضية . تشكوى جامعة الخرطوم والجامعات الاخرة من قلة هيئة التدريس وذلك لهجرة تلك القامات خارج الوطن بعد أن ضاق عليهم ووجدوا فرصة أفضل خارجيا . جامعاتنا تحتاج الى دعم وصيانة وتجديد وتوعية وارشاد والتوجيه ومحاضرين وأجهزة لتنافس الجامعات العالمية وأن نستفيد من طاقات طلابنا ومهاراتهم ومواهبهم لننميها وندعمها لتكون عونا وعلما لوطننا .


إقترح على إدارة الجامعة ومجلس الاساتذة وإتحاد الطلاب وكل المسميات والمجموعات التى تشكل نشاطها الجامعى أن تلزم الطلاب بالابتعاد عن سياسة العنف طوال فترة دراستهم فيها وأن يقتصر نشاطهم فى الجرائد والمجلات الحائطية داخل حرم الجامعة وأى طالب يثير المشاكل او التحريض او الدعوة لحزب او مناقشة السياسة من أجل أثارة الفتنة أو التظاهر ينذر ويعاقب حتى لا تفقد أجيال مستقبلها من أجل هؤلاء الذين لا يفكرون فى مستقبلهم سوى الاندفاع وراء الشعارات الحزبية التى لا تخدمهم فى حياتهم او خلال دراستهم ومثلهم ومثل مشجعى كرة القدم الذين يقفون على ارجلهم طوال المبارة ليشجعوا فريقهم ويتحدثون أكثر اوقاتهم عنه ويدافعون عن فريقهم او لاعبا حتى تصل مرحلة العنف من أجله الفريق او الاعب وهوايتهم وحبهم لفريقهم وليس مستفيدون منه شىء ولا يوفر لهم فرصة عمل . متناسيين حب الله وعبادته والدفاع عن الاسلام هو فوزهم وسعادتهم فى الدنيا والأخرة وليس فريقا كرويا ولا حزبا سياسيا . على الطلاب أن يراعوا لوالديهم واسرهم التى تنتظرهم ولوطنهم الذى أحتضنهم ليكونوا جيلا نافعا وناجحا ليشار اليهم بالبنان ويكرسوا جهدهم لخدمة وطنهم ويستغلوا وقتهم فى المفيد. وعلى الحكومة أن تدعم تلك الجامعات وتلزمها بعدم التدخل السياسى فى أنشطتها ومقرراتها حتى يتخرج الطالب وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للجامعة لان مجالسها و لجانها الداخلية هى أعلم بهم وأقرب منهم . نتمنى أن نسمع تفوق هؤلاء الطلاب فى العلم والإكتشافات الطبية والهندسية والزراعية والعلمية ليكونوا مرجعا للجامعات وهدفا فى مجال الصناعات ودعما للإستثمار وتقدما للشعوب.