حديث الجمعة

( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) نزلت هذه الآية الكريمة ورسولنا صلى الله عليه وسلم في جوف الكعبة وذلك لما للعدل من أهمية في تثبيت قواعد المجتمع ولم يقل سبحانه وتعالى وإذا حكمتم بين المسلمين وإنما قال بين الناس بمختلف دياناتهم وأطيافهم ومذاهبهم فان العدل أساس الحكم وقد اهتم الإسلام بتحقيق العدالة الاجتماعية أيما اهتمام وجعل ذلك أساس قيام مجتمع سالما معافى من الأمراض الاجتماعية والنفسية وكان أول ما فعله رسولنا الكريم في مجتمع المدينة أن آخى بين المهاجرين والأنصار واقتسم بينهم الثروة حتى تقاسموا الزوجات وتحقق بينهم ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة حتى لا يجد من ترك ماله وولده شيئا في نفسه على أخيه الذي ينعم بالمأكل والمشرب ثم بعد ذلك بدأت الدعوة إلي دين الله وكانت العدالة الاجتماعية أساس الحكم ومطلب الحكام في صدر الإسلام وأسس حكمهم على مبدأ القوي عندي ضعيف حتى اخذ الحق منه والضعيف عندي قوي حتى اخذ الحق له وحكموا بالعدل حتى امنوا وأمن المجتمع وكان الحكم بالعدل دافعا للكثير بالدخول في الإسلام لما وجدوا فيه من سماحة وعدل

في الثلاثين من عمره، بعث رسولُ الله محمد صلى الله عليه وسلم عليا إلى أهل اليمن فأسلموا، فسأله شريح: بماذا يأمر دينك؟ فأجابه بقوله تعالى and#64831;إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَand#64830;«16‏:90» فبرقت عينا شريحٍ. فسأله: بماذا يدعو دينك أيضاً؟ فأجابه وقد أحسّ بتأثّره بمقولة العدل - بقوله تعالى and#64831;إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًاand#64830;«4‏:58». فسأل ثالثةً إلام يدعو دينك أيضاً؟ فأجابه بقوله تعالى and#64831;يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَand#64830;«5‏:8». فسأله وماذا يقول نبيّك؟ فأجابه «سبعة يظلّهم الله في ظلّه يوم لا ظلّ إلا ظلّه أوّلهم إمام عادل». فاستبشر شريحٌ قائلاً «دين يدعو للعدل» ودخل في الإسلام. فطلب من عليّ أن يعلمّه سورة من القرآن، فاختار له عليّ - وكان قد سمع قصّته وما حدث بأمّه - سورة النّساء، التي تتحدّث عن العدل مع ضعفاء القوم>.
.و تنازع علي بن أبي طالب وهو أمير المؤمنين مع يهودي على درع، فاحتكما إلى القاضي شريح، الذي قال: «يا أمير المؤمنين هل من بينة؟» قال: «نعم الحسن ابني يشهد أن الدرع درعي»، قال شريح: «يا أمير المؤمنين شهادة الابن لا تجوز»، فقال علي: «سبحان الله رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته؟» فقال «يا أمير المؤمنين ذلك في الآخرة، أمّا في الدنيا فلا تجوز شهادة الإبن لأبيه». فقال علي «صدقت - الدرع لليهودي». فقال اليهودي: «أمير المؤمنين قدمني إلى قاضيه، وقاضيه يقضي عليه! أشهد أن هذا الدين على الحق، وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، وأن الدرع درعك يا أمير المؤمنين، سقط منك ليلاً». فأهداه أمير المؤمنين الدرع

فوبيا حكم الإسلاميين التي اجتاحت العالم العربي الإسلامي بعد قيام الثورات وتحقيق الإسلاميين تقدما في الانتخابات وتخوف البعض من ذلك ما هو إلا نتيجة الحياد عن المنهج القويم في تحقيق العدالة الاجتماعية التي هي سبب كثير من المشكلات والاضطرابات والقلاقل التي تعصف بكثير من الدول رغم التحوطات الأمنية والقبضة الحديدية إلا ان ذلك لم يحقق الأمن والسلم المنشود ولن يتحقق ذلك إلا بتحقيق العدل في الحكم بين الناس وبسط الشورى والمساواة