المركز يحارب البجا بالجوع

السودان كدولة منذ ان رحل المستعمر وخلفه الجديد الذى عاث فسادا وافسادا فى الحالة المجتمعية بحرمانه البجا الذين وقف معظمهم مع احزاب المركز التى استغلت هذه الوقفة لتضم كل مفاصل الدولة لها و لمن ترى فيهم بانهم خدام طوع لمشروعها الاستعبادى وقد نجحت هذه الاحزاب بسبب غياب الوعى حتى عند الكثير من المثقفين البجاويين بخطورة السير مع تلك الاحزاب ولذا وضعنا اليوم ليس نتاج حكم الانقاذ فحسب بل جذوره تتعدى حكم عصابة الانقاذ
عندما انظر الى وضعنا الان كبجا اجد اننا لم نتعلم الدرس بعد حيث مازال اغلب المثقفين ويتبعهم جيوش من يلتفون حولهم يدعمون احزابا مركزية ومستعدون فى ان يخاصموا فى نصرتها ابناء جلدتهم وكاننا نعيش فى العام 58 عندما وقف البعض من امتنا وبكل قوة فى وجهة شباب البجا الذين اختاروا بان يكون لامتنا حزبا يعبر عنهم وعن امانيهم لانهم ادركوا بان لا رجاء فى احزاب المركز الجهوية الاثنية العنصرية التى اعتبرت البجا احدى ممتلكاتها والتى تستحق بان تحرم حتى من الاكسجين ان امكن فشبابنا وقتها قابلوا ذلك الضيم بحشد البجا فى حزب مؤتمر البجا الا ان الحلم لم يكتمل ووقفت عجلة التقدم عندما سلمت احزاب الشمال السلطة الى عبود اخوتى هذه الاحزاب تكذب الان عندما يقولون انقلاب عبود فعبود لم ينقلب على السلطة بل سلمت له وهو كارها له وقتها "والتاريخ ولد"
اليوم نقول ما اشبه الليلة بالبارحة وبل ليل اليوم اكثر غتامة وسوادا من الامس حيث زاد الضغط الاقتصادى علينا وجدبت الارض فضاعت الكثير من اراضينا الخضراء بسبب القحط والجفاف وبخلت الارض علينا مما كانت تجود به فنفقت معظم الحيوانات التى كانت عماد اقتصاد البيت البجاوى فلم يكترث لحالنا احد وتعلقت قلوب الكثير من ابناءنا باحزاب المركز اما رهبة او رغبة او نتيجة لغسيل مخ فلا يهمنا هنا السبب بقدر ما نبتئس لحال هؤلاء وما هو حادث لاهلنا خاصة فى الريف
لم يعد الكثير منا يعرف ماهية القضية واسبابها ومآلاتها وخط سيرها اتخذ البعض منحا اخطر ليزيد من عمق جرحنا فقسم البجا الى تقرى وبداويت وبل هنالك مشاريع لتقسيم البداويت الى فتات وكذلك التقرى فكل ذلك يحدث بيننا والمستعمر يضخ شبابه فى الوظائف التى تدر لهم المال ونحن شبابنا تقتلهم العطالة و"يبشتنهم" الفقر ويشنع بنا امثال فضل الله و الطيب مصطفى وصحيفته السيئة السمعة ونحن لا نحرك ساكنا لمواجهة كل هذا البؤس ونبشر بعضنا بان احزاب المركز هى الحل!
كل عام يتم تعيين موظفين فى وزارة الخارجية ليتدرجوا فى السلك الدبلوماسى ممثلين للدولة ونحن كبجا محرومين منها لاسباب عدة اولا لانملك واسطة والوظائف الان وفى عهد الديمراطيات يحصل عليها من يملك الواسطة او لا يكون بجاويا صدقونى انك تكون بجاوى فهذه كافية "لتسقط حجرك" نحن ليس لدينا حظ بسبب الواسطة فى التلفزيون القومى ولا الاذاعة وكذلك وزارة المالية وكل وزارات المركز فلا احد يظن ان السبب نقص فى التاهيل عندنا او عدم رغبة ولكن السبب هو الضغط علينا وقتلنا بالفقر لاننا امة لانشعر بالظلم وان شعرنا به لا يحرك فينا ومن يكذبنى عليه ان ينظر الى كل ما يفعله بنا المركز ويذكر لى ردة فعلنا؟
عند زيارتى الى السودان فى العام الفائت تمنيت لو لم اقم بها والسبب ان مارايته من ظلم وحرمان وتوهان شبابنا زاد من الغبن الذى كنت اشعر به واسود المستقل عندى وطلت مزيد من الاسئلة التى لن اجد لها اجابات واولها متى سنثور ضد عبث العابثين متى سنوجه سهامنا ضد المستعمر ونترك المعارك الجانبية بيننا؟
نحن نحتاج الى ثورة جديدة لنعيش كبقية المكونات ليكون لنا حظ فى الوظائف الكبرى والصغرى مثل غيرنا او تقول لنا هذه الدولة انتم رعايا ولستم بمواطنين للاسف وجدت ان حتى وظيفة رجل امن منشآت يتم تعينه من المركز مما يحرمنا نحن اصحاب الارض منها
واعلموا ان طرد الانقاذ لمنظمات الاغاثة جزء من عملية منظمة لتجويعنا وهذا يحدث تحت سمع وبصر وبل رعاية نفر من ابناء البجا الذين يقدمون ولاءهم للانقاذ على كرامة امة البجا وهذا ما نعنيه ان البعض منا لا يطلب غير رضى احزاب المركز
اه من ظلم هذه الدولة المسماة السودان!!!! واه اه من الغيابات التى نعيش فيه !!
الله فرجينى